(14)
- إنت لسه حي يابا هنداوي..؟! إنت شكلك كده بسبع أرواح ..!! مافيش حاجه بتحوّق فيك..؟!كل مره نقول خلاص إنك مت ..نلاقيك راجعلنا زي الجن المصور..!!
قاطعه (هنداوي) في وهن:
- جن لما يخطفك ياد ..يامسعود..!! هما يحسدو الأعمى على وسع عينيه..؟! ياريتني كنت مت شهيد يابني .. و رحت مع اللي راحو ..أهم زمانهم إرتاحو..!! لكن عمر الشقي بقي..عشان أشهد و أقول بكل اللي شفته..دا اللي شفته..يشيب ليه الولدان..؟! ولا يوم القيامه..خلاص فعلاً بينها قربت ياولاد..!!
إلتف حوله المئات وصحبوه حتى وصل إلى بيته ,وهناك قابله ابنه (مصراوي) مهللاً وهو يقبل يده اليمنى:
- حمدلله ع السلامه يابا..أنا مش مصدق عيني ..!! دا إحنا قلبنا عليك الدنيا..ومعرفناش نوصل لأيها حاجه..إنت كنت فين..؟! وعرفت تفلت منهم إزاي..؟!
تلفت (هنداوي) حوله في خوف , وقال له:
- بينا يامصراوي يابني نتّاوى في أي مكان ..بعيد عن عينين بصاصينهم ..وهأحكيلك على كل حاجه بالتفصيل..!!
اختفى (هنداوي) وابنه داخل الدار بعدما تلقوا التهاني والسلامات والقبلات من كل أولائك الموجودين ,وأغلقوا الباب و شرع يحكي على الفور في سرعة دون أن يلتقط أنفاسه :
- أنا كنت ساعتها في الميدان..لما هجمو علينا زي التتار.. بقنابل الدخان..و بعدين عينك ماتشوف إلا النور الناس بقت بتسقط على الأرض زي الدبان..بقى اللي يجي يشيل في واحد منصاب يقع جنبه غرقان في دمه..قعدنا نرمي عليهم طوب ..ونحدفهم بقنابل الغاز بتاعتهم ..ورحت عشان أشيل واحد مننا كان لسه فيه الروح شفت واحد من إياهم ..فوق سطح من الأسطح بيبص عليا بمنظار البندقيه..فوقفت اتسمرت مكاني ..شفته بيضحك مع إللي بلبانه جنبه ..وشكلهم كانو بيتراهنو عليّه.. وضرب الرصاصة لجل ستر ربنا جت في كتفي الشمال فوقعت على الأرض ودمي سال..جت واحده ست بنت حلال نادت بتوع الاسعاف في المستشفى الميداني علشان يشيلوني..قلتلهم إلحقو الشاب اللي كان معايا..لقوه لاحول الله مات..!! جوّه المستشفى أسعفوني وعملوي الرباط ده ..فجأة لقيناهم هاجمين على المستشفى بالكساحات ..وجابو عاليها واطيها ..و ولعو فيها النار ..أنا لأجل حظي ..عرفت أجري ..عشان مش منصاب في رجلي..لكن غيري ياعيني..!!معرفوش يهربو من النار..رحنا استخبينا جوه الجامع..و قعدنا نشيل في جثث الناس اللي مرميه على الأرض ..و نطفي في الناس المحروقه ..لحد مشفناهم بيهدو المنصه ..و ولعو في جامع رابعه.. حتى المصاحف ولعو فيها كمان..!! عملو فينا..أسخم ماعملو الأمريكان في العراق و أفغانستان.. و اليهود في غزه ..هربنا كلّاتنا على مسجد الإيمان ..جم ورانا كمان ..فيه ناس ولاد حلال نقلونا بعربيات على المستشفيات بتاعة الحكومه القريبه من الميدان.. لقينا هناك البلطجيه بتوع الداخليه في كل مكان ..!! و أي واحد بدقن بيتضرب ويتسحل ويتقبض عليه..لدرجة إنهم كانو بيخلو الدكاتره متكشفش عليه ولا تعالجه ..و فيه ناس منهم كانو ماسكين مشارط في إيديهم اللي يتكلم يغزّوه بيها ..واللي لسه مامتش بيخلصو عليه..!! و أي دكتور بيفتح بقه كانو بينزلو ضرب فيه وشتيمه..و يمكن كمان ياخدوه معاهم على إنه من الإخوان..!!
فجأة قاطعهم صوت طرقات عنيفة على باب الدار ,كادت أن تقتلعه من الجدار..!!
(يتبع)
(يتبع)
اترك تعليق: