الصفحة الجديدة للنصوص المرشحة للترجمة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هائل الصرمي
    أديب وكاتب
    • 31-05-2011
    • 857

    #46
    حديث القمر
    كان السكون يملأ المكان والسماء صافية كصفاء السرائر الطيبة التي لا تعرف الالتواء ولا الختل.
    انسكب الأنس والجمال.. فتلقفته المشاعر النقية واستقبلته الحنايا الظامئة بحفاوةٍ وترحاب ... على كوة في ذروة منزلنا الصغير , أصبنا منه حظا وافرا , يوم كنت وشريكة عمري نرى من خلالها المدينة الحالمة , التي يعشقها الأدباء ويتغنى بها الشعراء , ويهرع إليها السياح من كل مكان إنها مدينة الحب والنقاء , والبهجة والصفاء (تعز) الجميلة , جميلة بجمال أهلها , طيبة بطيبتهم , حالمة بحلمهم الكبير, وسُميتْ حالمة لأنها (معلقة في الفضاء) فهي تفوق مدينة البندقية العائمة في الماء , سحراً وجمالا. وشتان بين الصعود في الفضاء والغوص في الماء.
    بسطنا مخمل الحب على صهوة الفناء المِمْراح , في السطح المبتسم كابتسامة النجوم في الليلة الحالكة الظلام , ونسجنا خيوط المسرة بالمسامرة والبوح الشجي , الموشى بنغم الوجدان , الطائر في الفضاء كالفضاء نفسه , تحمله أجنحة الشوق المفعمة بالكلمات المعبرة عن صدق المشاعر والعاطفة... ولكل عاشقين نغم خاص و لغة خاصة لا تروى ولا تقال...
    اتخذ كل منا متكئا يتكئ عليه بعد حديث الحب , ليبدأ حديث الجمال كان الجو يبعث على الراحة, والمكان معد للاسترواح , بدأنا نقلب البصر ونتملى السماء.. نراقب فيها ومضات الشهب الباهتة , وتلألأ النجوم الخافتة , التي حجبها الضوء المنساب من شفاه القمر , وقد كان قاب قوسين من تمام اكتماله بدرا ... وكان يدعونا لمناجاته ومجاراته, فهو للعاشقين كما هو للغرباء الواجدين , وللحائرين كما هو المدنفين , التائهين في أزقة الحب بحثا عن ناكص مهاجر أو هائم زائغ ؛ نكبه الدهر بكلكله فلم يقر له قرار... لسان شعاعه حفيٌ نجي !وأنيس شجي , ودليل وحادي , يا لروعة المساء في رحابه .
    على رفرف هذا الجمال البديع كنا نتبادل أطراف الحديث مستمتعينَ بحديث القمر ونسيم الصيف ودفئه ؛ .فقد وضع خطواته الأولى على ربوعنا , منذ أيام قلائل , نعم جاء الصيف على فاقة , بعد شتاء قارس ذقنا حلاوته ومره!! كنا مسرورين بقدوم الصيف كأنما غائب عزيز علينا قادمٌ من بعيد بعد طول افتراق, محمل بالهدايا الثمينة التي تنشرح لها الصدور, وتهفو إليها القلوب, ويحثو السير خطاه نحوها, طلبا للمسرة ومظنة في امتلاك ناصية السعادة .
    قالت أسماء: وهي تنفضُ عن كتفي بعض الغبار وترنو ببصرها نحو السماء , وقد تنهدت تنهيدة خفيفة أحسستُ أنها مَمزوجة بلوعة وحرقة شدت إليها انتباهي.
    ألا ترى كيف يسحرنا الصيف بجماله, ويأسرنا بصفائه وحسن بهائه, وكم يطربنا السمر بين أحضان مسائه وعنفوان ظلامه وانهيال ظلاله.
    قلتُ: بلى .
    قالت وهي تُسلمْ ظهرها على المتكئ: لو كان لنا سيارة لخرجنا في رحلة مع الأولاد نستمتع بنهاره , كما نستمتع بليله الجميل. وها هي العطلة تقرع الأبواب.. كيف نستغلها ونستثمر أوقاتها بما يعود بالخير والبركة.!!
    سحبتُ الغطاء الناعم وأسدلته على قَدَمييَّ حتى لا تلثمها زخات الهواء المتقطعة بين الفينة والفينة , ثم نطق لساني وقال: هذا بُعد نظر عهدتُهُ فيكِ , لكني أشتم يا حبيبتي رائحة أمرٍ آخر ترمين إليه لم تفصحي عنه بعد , وأجدني مشتاقا لسماعه.!!
    وأخذتُ بأطراف ثوبها بلطف ووضعتُ يدي على يدها برفق وحنان أفصحي يا قرة العين ونور البصر فكلي آذان صاغية.
    آه.. يا (كريم) : كم تحدثني جارتي عن رحلاتها المتكررة مع زوجها وأولادها وعن نفقاتها الفارهة ومقتنياتها من الملابس والهدايا مالا أستطيع أن أرويه ولا أصفه لك , من كثرته , حتى يداهمني الضيق مما تقول , فكأنها تُعرِّض بنا لضيق اليد , ولا أتمنى أن تكون أشرعتي مثل أشرعتها ولا مركبي مثل مركبها , فكل حسب سعته , لكني أتمنى الحياة الكريمة التي لا نحتاج معها لأحد , أقصد ما يفي بالغرض المأمول , دون اسراف ولا تقتير.
    أطرقتُ هنيهة :ثم قلتُ مُحقة أنتِ: هذا أمر يزحفُ في مسامات أوردتي منذ دهرٍ بعيد , لكنه كما يزحف الرضيع نحو الكبر , فدونه أودية ومفاوز يقطعها؛ كي يبلوغ الشباب لديه أجله , وقد أرقني كما أرقك وشغل بالي كما شغل بالك , لكني أطمئنك بأنه في البال وأني أبحث السبل التي يتوسع دخلنا في سبرها , ويتحسن حالنا بعد خوضها , وإن أعيتني الحيلة , فلا يأس ولا قنوط مع الإصرار, ولعلي عن قريبٍ أصل.
    انحنتْ وأخذت بعض الحلوى من طبق بجوارنا, ووضعتها في فمي ثم قالت :نحن ولله الحمد نتقلب بين نِعمٍ لا تحصى وفضائل لا تُعّد ,لا نجحد فضله علينا , لكن لا يمنع , أن نوسع من دائرة نشاطنا, لنمتلك زمام الكرامة و العيش الكريم... ولو من أطرافه لا من أوسعه , (حده الأدنى).
    ثم توقفت وصبتْ كأساً من الحليب وناولتني , واستمرت في حديثها:
    وما معضلة النزهة إلا غيض من فيض, رغم أنها ليست من الأشياء الكمالية كما يظنها البعض ...انها تُذهب الملل وتشحذ الهمة وتجدد الطاقة والحيوية والنشاط للأولاد, فيعودون بنفسية راضية , مستقبلين الحياة بقلب مُنفتح وصدر مُنشرح , فالنفوس تمل كما تمل الأبدان مع طول البقاء ولا بد لها من طرائق التغيير, ومسالك التجديد ليذهب كدها وكدرها.
    بالأمس زينب تقول لي: نريد جائزة النجاح يا أمي رحلة على شط البحر الأحمر وفي خمائل عروسه حيث: النخيل ترمينا برطبها كل صباح وحيث الجمال الطبيعي الذي لم تتدخل يد الإنسان فيه لتخدشه أو تغير معالمه ألا يستحق هذا الطلب أن يلبى؟! ثم التفتتْ نحوي والبسمة في ثغرها والنظرات ترتعش بين محاجرها كأنما خلخل الخجل استرسالها بالحديث حياء... توقفتْ برهة فلما رأتني منبسطا لحديثها , مصغيا لمرادها, وقد رمقتني أهز رأسي , وسمعت شفيف نفسي: وأنا أقول لها: معك يا ابنة العم فيما ذكرتي.
    انشرحتْ وأردفت قائلة: ما أجمل أن نجوب القفار ونتسلق الجبال ونستروح بين مروج الحدائق والروابي والتلال... ألا ترها أغنية جميلة؟! ثم صمتت كأنها تنتظر ما أقول!
    ـ بلى بلى.. إنها لوحة فنية فارهة الجمال , مدهشة الروعة والتصوير باهية الحسن والمنظر , وإني لأشعر بما تشعرين.
    ماذا أفعل والخرق في جيبي , وحرقة تسدُّ فوهةَ انطلاقي, كيف أبادر وأحقق أزهار آمالها الحاضرة , وأحلام صغيرتها الناظرة ورغبات نفسي الشاعرة ؟! يا لقسوة الظروف حين تمنع الحلم الشفيف أن يتنفس وتحرم القلب الرفيف أن يتبسم والحنايا الوارفة أن تتنسم... فما تزال بها بشاشة من بقايا طموح كادت تطمره الأحداث بكلكلها, فأنهضته الآمال الملحة , والمقاصد النبيلة, والعزة التي ترفض الذل وتكره الاستكانة , كما ترفض الكفر وتكره النفاق سواء بسواء , من الجمال خلقتْ , لتعشق الجمال والرحابه ,التي تنثرها الطبيعة الخلابة في القلوب الحية.!
    نسيت نفسي وخشيت أن تسألني فيمَ أفكر , لكني سرعان ما استجمعت مقالي وغيرت بسرعة البديهة وجوم حيرتي وفرط اعتلالي , فخرجت من مدار شرودي , وفلك جمودي بعد أن لاحت لي فكرة وخطر في بالي حل, يمكن معه تحقيق ما نصبوا إليه ونأمل إذا تم.
    ــ بالإمكان تحقيق كل طموحنا يا جميلتي _. فكوني مطمئنة !! سنبدأ بالتفكير والعمل الجاد للوصول إلى تحسين وضعنا من الغد.
    تعلمين أني وأخواتي ورثنا قطعة أرض, فيمكن بيعها واستثمار قيمتها في مشروع, خصوصا وقد عرضَ علي صديقي ماجد مشروعا رائعا يدر ربحا لا بأس به , يكون العمل فيه بيني وبينه, , لقد استحسنته وأبديت تحمسي له , لكني لم أعطِ نفسي فرصة أفاتح إخواني ببيع القطعة من أجله.
    أمَّا الآن فقد قويتْ الفكرة وشُحذتْ الهمة واستبان الطريق, وعزمتُ على المضي , وهذا بفضل الله ثم بفضل حديثك الرقراق العذب الذي يذيب الصخور ويحرك الشعور.
    من الغد إن شاء الله سأتحدث معهم وأحاول إقناعهم بشأنها ,وبنصيبي سأشتري مركبة النهوض ولولب الصعود , وبمقابل عملي , سأنفض الفاقة كما ينفض الحديدُ صداهُ إذا اضرم , فأعيينني بقوة الدعاء فإني أخشى ألا يقبلوا فهم كما تعلمين يعدونها رأس مالهم , ومِعْقَدُ آمالهم وبوابة الوصول إلى طموحاتهم.
    ارتسمت أسارير الفرح على جبينها وانثالت بسمة الرضا من بين شفتيها كما ينثال الغيث عند ابتسام الأفق الذي خلخل البرق غيماته حال تلبُّده به.
    ثم استدارت وأخذتْ قبلة من فمها بأطراف بنانها و ألقت بها إلي فتلقفتها مداعبا كأنما هي حبة لؤلؤ يجب التقاطها , ثم رددت بمثلها.
    وحان موعد الخلود إلى النوم فأوينا إلى المنزل والسعادة تغمرنا والحنين يحث خطا عقارب الساعة مستعجلا , كي يأتي الغد لننظر ما يصنع الله لنا فيه.
    ما غبت عني أنتَ في أحداقي وأراك في ليلي وفي إشراقي
    ما غبت يا قمري ونوركِ ساطع يمتد في روحي وفي آفاقي
    ما أنتِ إلا الشمس مبسمُ ضوئها يفتر في قربي وعند فراقي
    وبريق ألوان الجمال حلاوة تسري بأوردتي كحلو مذاق
    ما غبت يوما والفؤاد مولعٌ بهواك دون معارفي ورفاقي
    لو غبت كيف أراك بين خواطري وعلى عيون الحبر والأوراق
    إن كنت تذكرني وأنت بنشوةٍ فأنا على ذكرٍ بغير رواق
    أو كنت تأنس بي إذا لاقيتني فأنا بأنسك دون أي تلاقي
    ولأن ذكرت إذا نسيتَ فإنني من غير نسيانٍ بذكرك باقي
    أعرفت قدركِ والقلوب عيونها تتجاوز الأزمان بالأشواقِ
    [1]



    [1]قالت كاملة بدرانة رئيسة لجنة النثر في ملتقى الواحة : لنّزهة حاجة آنيّة للنّفس والجسد كي يجدّدا حيويّتهما، وسرعان ما ينسى تأثيرها عند الدّخول في غمرة الحياة وتعبها... في المقابل الأرض هي النّزهة الأبديّة للإنسان بمفهومها المطلق ... الأرض هي استمرار البقاء قصّة رائعة بسردها ولغتها وبطرقها لموضوع من أخطر المواضيع ... التّهاون والتّفريط بالأرض للخروج من أيّ ضيق يمكن حلّه بطرق أخرى... وللأسف نسمع عن هذا الكثير
    وقالت ربيحة الرفاعي : حبكة محكمة وسردية جميلة حكت مشهدا إنسانيا رائعا تسامت فيه المعاني وأتلقت المشاعر فبدا بواقعيته حالما وبمعقوليته محلقا و... بعيدا عن علاقتها بالنص وأثرها فيه فقد جاءت المقطوعة الشعرية في خاتمته عذبة بهية


    لجنة ترشيح النصوص
    مالكة حبرشيد=تم
    عبد الرحيم محمود / تم .

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #47
      سالم وريوش الحميد
      قاص وناقد
      البلد: العراق
      معظم النصوص المنشورة في موقع الأدباءوالمبدعين العرب
      منشورة في الصحف والمجلات العراقية والعربية
      ....


      محطات


      بيني وبينها
      عيون نرجسية تلتقي عند منعطفات طرق قصيرة ومحيرة
      و يد تمتد ملهوفة .. لعناق حذر ..وأقدام أتعبها المسير ، تخاف اللقاء ، وحسرات تختلج بها النفس تخشى الاقتراب لئلا تحترق من ضرام قلب طالما أوقدت نيرانه من سهام سهام ؛ تلك التي في بيتي , أصبحت روحي حطبا لهذه النيران ..كلما خبا لظاها أوقدتها تلك السهام ..
      بيني وبينها باقة الزهر التي خنقت أنفاسها بلفافات السليفون . تلتقي الأحلام ببراءة ، أشم رائحة ذكية ، نتوسد ظلينا .. بعدما أبحرنا في ضوء الشمس طويلا ، تنعشنا أنسام ربيعية ، ننصت إلى عزف
      الطبيعة وهي تسابق صوت تلك الأقدام الحديدية ، نذر وبشرى أما بداية لرحيل أو لقاء وشيك ...كل يوم بين ذهاب أو إياب
      الوقت يضيع والأصوات تخفت شيئا فشيئا’ العيون التي كانت ترقبنا أتعبها الفضول , وأثقل جفونها النعاس .. لازال ليل شعرها ملتصقا على النافذة ليضيع في ظلمة الطريق ، المصابيح تلعب معنا لعبة الظل والضوء .. أغمض عيني أحاول جمع فلول شجاعتي وأنطق ولو بحرف واحد .. (ساعة واحدة على وصولنا البصرة , أيمكنني فعل شيء .. أيمكنني أن أبوح بمكنونات قلبي كلها .؟) أيمكن أن تمس يدي يدها ، أو أسرق لحظة اهتزاز أباغتها بها لتكون قدمي لصق ساقها ..
      _أنت لاشيء بالنسبة ليّ .. أريد أن أعيش حياتي ..
      بقيت متسمرا في ذات المكان ، حتى الصباح أجتر ألام الأمس البعيد مذ عرفتها مذ أن أقترنا أسمين في المحكمة ، بلا جسد ولا روح ولا أمل بغد جديد .. فتحت باب الغرفة الموصد نظرت إلي نظرة مبهمة ، أشعلت عود ثقاب ، أخذت نفسا عميقا من سيجارتها ، ثم نفثت دخانها بوجهي الشاحب ، لتعلن بداية حرب جديدة تتلذذ هي بعذاباتي.. أدواتها مناكفتي وصراخ وكسر للأواني .. وأدواتي حرق ما تبقى من حطب الأمس داخل تنور جسدي الموقد دوما ..

      كم جميلة أنت ..كم الفارق بينك وبينها كبير.؟
      رحت أرنو لعينيها بتوجس .. ففرت بنظراتها بعيدا عني متجاهلة تلك اللهفة التي في عيوني
      نوازعي تمنع من أن تتقدم خطوة.لاقتحم حصونها المنيعة فأي خطوة غير محسوبة قد تودعني السجن ، أو أكون عرضة لضرب مبرح من أولئك المتحاملين عليّ ، فريق كرة القدم الذين ضج المكان بصخبهم وغنائهم وحركاتهم الجنونية ، لأداري وجهي عن عيون الحاسدين لي كوني أجلس قريبا من القمر أنا الذي فزت بأن
      أشم رائحة الجنة دون عناء فكيف لا أحسد ، أ أصارحها..؟
      لا , لا خيرا لي أن أعيش أمل حب.. من أن أعترف لها ، فينهار كل صرح بنيته حتى وأن بقيت العمر كله في الانتظار.. لن أخسر من سلبت لبي وأسرت قلبي في لحظة غير محسوبة ... وأسلم نفسي للأحزان والندم ، تقرفصت على الكرسي وبدأت أصغر , وأصغر حتى خلت نفسي حشرة منكمشة على نفسها تشرنقت بخيوط التردد ، تتخطاها الأقدام صدفة فتكون سببا لبقائها ، تحجرت في مكاني .. خفت أن تمتد يدي إليها دون شعور فتصرخ بأعلى صوتها ... دعيني أعيش أمل حب موهوم .. لن أقتل هذا الحب بيدي ، ربما هو بداية عمر جديد كتب لي أن أعيشه
      • تسمر ت في مكاني وأنا أرى شفتيها تتحرك وثمة ابتسامة فاترة تسرق حيائها المتدثرة به مذ رأيتها صدفة .. كم من الوقت بقى لنصل المحطة ...
      (سنة ...) لا أعرف لم جاءت الكلمة هكذا ، أهي أمنية أمني بها النفس .. تطول المسافات ويبطئ الزمن ، بل يتوقف حتى تبتل عروقي بعد ظمأ السنين ، أبقى قريبا منها ، يا ابن العربي : لا أريد من حور العين إلا هذه .. (سنة بقرب الحبيب يا لسعادتي ،يا لهنائي ) سنة أتخلص بها من ثرثرة لا تنتهي .. وتذمر .. وقرف .. و ثلج لا يشعله لهيب لقاء أو بعاد.. وفراش بارد .. وحيرة أرد بها كاسفا ..كلما شدتني رغباتي المؤجلة تسقط صرعى عند باب موصد الرجاء ، لأجر خيبتي وراءي وأسأل نفسي ،لم هذا الصدود .. أليست أما لأولاد تريد ..؟
      ـ ( يعطي الحلق ..للذي ليس له أذان ) يتفجر بركان من الضحك ...
      كم آذان فجر مر وأنا أصلي صلاة الخذلان .. مرارة خيبة أداريها عن عيون الجدران ، عن الستائر ،والنوافذ الموصدة ،عن المرآة التي طالما رثت لحالي
      أفقت من شرود غمني .. إلى تهكم آلمني .. ضحك عدد من الشباب وهم ينظرون إلي باستهزاء ، أأفعلها وألقنهم درسا لن ينسوه ..؟ وبذا أكون قد كسبت قلبها . لأكون فارسا لأحلامها . لكن أين أنا الرجل الأربعيني من هؤلاء الشباب ألمفتولي العضلات بقاماتهم الفارعة ، فريق كرة قدم مسافر بفرحه العفوي ، سيجعلونني كرة تتقاذفها الأقدام ، هم لا يكفون عن الهذيان والضحك ، وأنا أسير صمتي ،مكبلا بحيرتي
      راحت حركة القطار .. تبطئ شيئا فشيئا ، الكل يتأهب للنزول ، إلا أنا فقد تجمدت قدمي وتسمرت على مقعدي .. رأيت في عينها ابتسامة جميلة .. وثمة حزن غريب
      هيئ نفسك يا أحمد لقد وصلنا .؟
      يا ترى كيف عرفت أسمي ..؟ ربما قرأته مكتوبا على حقيبتي.
      غادرت دون أن تنبس بأي كلمة
      من تكون...؟!
      حركة دائبة الكل يخرج من تلك الأبواب نحو فضاء ممتد بلا حدود .. هل انتهى حلمي عند آخر محطة .. لم لا تكتمل لحظات السعادة ... لا أعرف لم ساخنة هي دموعي .. التي سقت محاجر عيني .. لا أستطيع القيام .. لم أنا متسمرا هنا .. ؟ أغمضت عيني أتطلع إلى من يعينني على النهوض
      _ لقد عادت .. يا ألله .. كم أنت كريم يا رب ..
      عادت ومعها شابين .. خفتهما . نظرت إليهما بذعر .المواجهة صعبة أنا مكبل بعجزي. ما لذي فعلته أنا لم أتحرش بها ..لم أقل لها شيئا طيلة تلك الرحلة . كنت أتأمل جمال العيون . تقدمت بخطى ثابتة ثم أشارت
      إلي ّ كاد قلبي يفر من بين أضلعي وهم يتقدمون نحوي
      _ هذا هو .. زوجي ..!!
      ـ لا أنا لست زوجها .. إنها كاذبة . إنها مدعية ..
      حملوني . والدهشة تعقد لساني . هناك قرب الباب و خارج القطار ..
      ينتظرني كرسي متحرك ...
      تشمئز له النفوس ........

      عبد الرحيم محمود / تم .
      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • سالم وريوش الحميد
        مستشار أدبي
        • 01-07-2011
        • 1173

        #48
        ارتحال








        ارتحال

        من يوصلني إلى بحر الصمت, لازالت ثرثرة الأيام تحملني إلى صحار و متاهات العمر في غياهب الشعور بالضياع
        تغرقني في عتمة رياح ترابية تعصف بي ، تسد علي كل الطرق والمنافذ .
        العودة للربيع جاء من باب الهذيان ، وضرب من المستحيل ،
        والحقيقة باتت تقارع بقايا أحلام، تجبرها على أن تخرج من كوة رأسي المثقل بالهموم .
        لا أمل لي بالخلاص, فالعالم موغل بالجريمة ، ولحوم البشر أطعم اللحوم, يقدمونها لفافات (ساندويج ) ،
        في( كرنفالات) مذابح العقائد القرمزية . لازال الموت فاغرا فاه ، لا يتمثل برجل حتى أجهز عليه.
        رائحة الشواء لا تقاوم ، تحترق الأجساد كقطع فحم ، كتب الأطفال تذروها الرياح ، الدم يسيح يمتزج بكتاب القراءة الخلدونية ، يريد أن يكمل الدرس المسفوح عند بوابة المدرسة.أصوات تردد وراء المعلمة ، أبجدية الحرف العربي المقهور، والمسلوب رداءه :
        دار دوّرٌ دورانا
        رأيته أحمر ، يزحف فارا من سجون الأجساد الغضة المعفرة بالتراب .
        رامي المسجى على قارعة الطريق ، عبر مدارج الحصى ، يلوذ بصمت ، بدا وكأنه أبدي ، ليس كعادته ؛ فهو مجبول على الهذيان والضحك.
        ( إلى اللقاء .. غدا ألقاك)
        آخر كلمة سمعتها ، ونحن نغادر معا الصف ، بعد أن عاقبتنا معلمتنا .
        كنا نحاول كتم ضحكاتنا في أعماقنا . نظرت إلينا المعلمة نظرة عتاب وتأنيب :
        - كفاكما ضحكا .
        ولم نأبه لإنذاراتها وتحذيراتها ، بقينا نضحك ، دونما سبب . طلبت ألا نحضر إلا ومعنا وليا أمرينا .
        :( الضحك بلا سبب من قلة الأدب ) قال رامي ، وهو ينفجر بنوبة ضحك هستيري ؛ ليستفز غريزة الضحك عندي.
        جلسنا عند عتبة الباب ، ننظر إلى الحركة الدائبة ، للأطفال بين رواح ومجيء .
        في لحظة .. ومن غير سابق إنذار،
        اجتاحتنا حالة من اكتئاب ، لفنا السكون بجناحيه . لن ترحمني والدتي إذا ما علمت بطردي من المدرسة . دارت في خلدي تلك الكلمات .
        كل يوم يأتي رامي بدراجته الهوائية للمدرسة . كم حلمت أن أمتطيها مثله ، أنطلق بها في هذا الخلاء !
        : السفر المحتوم للمجهول ، يجب أن نعد عدته . هكذا قالت جدتي ، وهي تضع على جسدي المرتعش بطانيتها الوحيدة . قفزت لذهني فكرة : ماذا لو هربنا منه ؟!
        نظرت إليها ، وهي تتغطى بكفنها، تمنيت أن تلفني بحضنها؛ لولا هذا الشيء البغيض .
        أردت أن أبكي كما يبكي الأطفال . اليوم صار الكفن رداءً لرامي . سألتها :
        (لم رامي يموت ...؟)
        : إنها إرادة الله .
        قالتها وهي تربت على كتفي ، لتصبرني على بلوى ، ما كانت تخطر على بالي .أشعلت مدفأة قربتها مني ، أحسست ببعض الدفء.
        الظلام يثير مشاعر الخوف لدي ، أشباح تطاردني ، حاولت الهروب منها ، أبحث عن ملاذ آمن. نهض رامي والدماء تغطيه ، مد يده إليّ ، جاهدت سحبه بقوة .كاد يجرني إلى هوة سحيقة .كان صدى ضحكاته يمتد عبر الأثير بلا حدود ، لا تحجبه حجبٌ عن رجوم الشياطين .
        المعلمة تركض ورائي, تطاردني ، تحظر عليّ الابتسام ، تتقدم جدتي لتنقذني ؛ لكن الكفن ينفرني منها .
        أمي تنادي ، تصرخ بأعلى صوتها ، تلهج باسمي ،لازالت تبحث عني في غابات الصنوبر العتيقة . رؤوس بشرية مقطوعة متناثرة في هذا اليباب ، وأنا أطوف بجسدي كسحابة ، أرى حشودا من الناس تسير خلفي ، سمعت بكاء صراخ مهول ، رأيت رامي خلفي يسير ، رأيته يبكي هذه المرة ، سألت نفسي : ( هل الموتى يبكون..؟) .
        وأنا أطوف في عالم هلامي ، كل ما يحيط بي أشبه بكابوس جاثم . عريني أُعد لي سلفا ، سأظل رابضا فيه إلى يوم النشور ، هكذا سمعتهم يقولون .
        محوت أمالي المكتوبة على جدران المدرسة ، مزقت كراريس واجباتي ، ما عادت تستهويني لعبة الأحلام ، و الاستيقاظ الجبري ، ومغادرة فراشي كل يوم ، ما عاد يستهويني التسكع بالطرقات ،
        شظى ألواح صفراء يتمزق . لقد رأيت هذا المنظر، أعيد مرارا وتكرارا ، كنت أسمع به ، لكني اليوم
        رأيته بعيني ، واحتضنته بجسدي الذي صار مقبرة لهذه الألواح . لا .. لم أكن أنا ؛ رامي من أودعوه تلك الأمانة .
        ما عاد للفجر لون, رحلتي تعدت المعقول ، أعادوني مكبلا بلفافات بيضاء . بصيص من الضوء اخترق عدسة عيني ، تراقص يبحث عن مهرجان ألوان الطيف ، رائحة غريبة شممتها ، رائحة معقمات تفوح ،
        أشباح بملابس بيضاء تتحلقني ، أحسست بحرقة تخترق وريدي
        :( أعطه كلافوران) . أول جملة سمعتها تحط على مدارج واقعي المعاد بنسخة أخرى ، راحت الصورة تنجلي بوضوح . رأيت أمي تمسك بيدي ، وثمة تهاليل من الفرح ، ارتسمت على صفحات وجهها المؤرق ، وعينيها التي أثقلهما الكرى تحتضناني بحنان ، جدتي تقف عند رأسها ، ترنو إلي بفتور .
        : أين رامي ؟!
        قلتها ، ورحت أبحث عنه بنظراتي, لم أجد غير أسرة ، يضطجع عليها أناس ، لا أعرف عنهم
        شيئا ، محاطين بذويهم : ( أين رامي ....؟)
        لم أجد جوابا . عرفت إن الحيرة تلفهم ، لا جواب لديهم .
        : نحن في بغداد .. ورامي في دمشق ...؟
        قالت أمي لتقتل كل حيرة في داخلي :
        لقد رأيت رامي .( قلت مصرا...!)
        رن جرس التلفون ، لم أتبين من كلامها إلا كلمة : (انفجار في دمشق).
        صرخت أمي بأعلى صوتها : لا لن أدعك تلحق به .
        لكني في هذه اللحظة رأيته .
        أمسك بيدي ، وسرنا بذات الطريق الطويل.


        لجنة ترشيح النصوص
        مالكة حبرشيد=تم
        عبد الرحيم محمود / تم .
        على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
        جون كنيدي

        الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

        تعليق

        • رويده العاني
          أديب وكاتب
          • 08-05-2010
          • 225

          #49
          رويده العاني ..
          طالبه السادس العلمي (بكلوريا) ..
          كابتن كرة طائرة ..
          لي مشاركات في ق ق ج وفي القصة القصيرة ..
          احب الكتابة وهذه مشاركتي الاولى (1)

          يليق بي الحزن

          خانتني عيناه!
          أول عبارة كتبتها، في دفتري
          دفتر قررت أن أكتب فيه قصة، أجعل قارئيها يسمونه.. ملعونا، جاحد
          أتحدث إلى نفسي
          ماذا أريد من قصتي؟!
          أريدها قصيرة
          رغم كمية الخذلان فيها، سأبقى جميلة وأبتسم
          مممم
          لم أك أعرف من أين أبدأ فيها، فذاك الشرقي، كالأمنيات المستحيلة، تشبهه كأنه إياها!
          رجل أحببته حد الغرق عشقا، ليطرحني أرضا في ساحات الخذلان ويعلن فوزه.. بالجولة
          أعلم جيدا كم هي سخيفة فكرة الحزن على ماض لن يعود
          لكني تغيرت
          تبدلت ملامحي
          أصبحت لا أشبهني
          كأني كبرت دهورا
          بات لا يليق بي، لا الحلم، ولا الحب
          فتاة يليق بي الحزن.. فقط
          وأشتهي نسيانا يربطني بي، ينسيني بعثرتي، أتناساه وأقصده بكتاباتي
          فأقضي أيامي، منهمكة ومنتهكة، حزينة، ومتوحدة مثل الكآبة
          أكتب على جدران غرفتي.. لو أننا نلتقي!
          أخطها بقلم عريض وأضحك بمرارة
          أليس جنونا أن أتحدث إلى نفسي عنه!؟
          جنونا أن أكتب رسائل لغائبي.. وقلبي يعلم كم هي بعيدة ..مدن النسيان
          ههه مايضحك أكثر.. بريدها ، معطل
          غباء أن أتحدث عنك دائما.. وأنا على قيد الوجع، أترنح
          أخذني بحر الكتابة بعيدا
          خطفني لغابة ذكرياتي، لأكمل قصتي وأهمس لذاتي..
          لا تخافي شمس النسيان ستشرق غدا.. حتى لو متنا!
          حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

          تعليق

          • رويده العاني
            أديب وكاتب
            • 08-05-2010
            • 225

            #50
            (2) لعنة الغرباء

            آه كم أخبرتنا أمي, عن حكايات أخواتنا اللواتي اختطفن منها, في صباحات شمس نيسانية , حين أخرجن رؤوسهن يتلمسن الدفء , و تنصحنا بعدم مفارقة إحدانا للأخرى..

            اليوم جاء دور بيتي, وحديقة بستاني ..
            أحسست بأنه هنا.. في كل مكان, يتربصني, لم أستطع نسيان صورته, ونظراته المخيفة, ترقبني من بعيد , كأنه يبحث عن ضالته!!
            نزل السلالم بلمح البصر,ومشيته غير المنتظمة ,جعلتني أرتعب.. حاولت أن أغطي نفسي, بيديّ الخضراوتين اللتين لا تقويان على أن ترتفعا, من شدة خوفي!
            اختارني, لأني نجمه أخواتي وأميرتهن المشعة, فشلت بإخفاء وجودي, اقتطفني من يديّ أمي , وعناقيد الألم انفرطت بداخلي, بعد أن حاولت جاهدة أن أبقى, بكل إصراري وأشواكي الناعمة.
            شعرت بأني ظلمت,واسودت الدنيا في عيني .. فقدت وعي, وأحسني أصبت بلعنة الغرباء ، وماضيهم!!
            فتحت عيني وارتويت من سجن كأس وضعت فيه , ارتحت قليلا من هم يد القاتل .. وقفت لساعات ذابلة أمام الشباك , أدعو ربي كي يرحمني ,وأن لا أقع بين يدي مجرمين أكثر..
            مرت الأيام مثقلة بالهموم.. وأنا منسية بين طيات تواريخ الأيام.
            شعرت بحركه تهز كياني الذابل, رفعت رأسي لأرى ما حدث, فوجدت أختي بجانبي, تنظر لي بعين, وبالأخرى ندت قطرة ندى, على وريقة عمرها .. شعرت بأن نهايتي قد اقتربت..همست في أذنها:
            - أتجيئي أخيتي حين فات الآوان.. أتجيئين بعد نضوب عمري!!؟


            10/5/2010

            عبد الرحيم محمود / تم .
            حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

            تعليق

            • رويده العاني
              أديب وكاتب
              • 08-05-2010
              • 225

              #51
              (3) جزء من ذاكرتي

              لم تكن ذاكرتي قوية, لأنني كنت صغيرة .. ولكن!
              هناك أشياء مازالت عالقة .. لم أستطع نسيانها
              ذات ليلة شتاء باردة , ينهمر فيها المطر مدرارا , ونحن متحلقون حول نار المدفأة نتلمس الدفء, وصدى ضحكاتنا يعم أرجاء الصالة
              استرعى انتباه أمي صوت ارتطام جسم حديدي بباب المنزل الخارجية, ولمحت شخصا يعبر سياج الحديقة,اتسعت عيناها وأبرقت بوهج غريب, وارتعد جسمها للحظة!
              أسرعت خطاها متلهفة!

              فتراكضنا خلفها أنا وأخي ، نتلفع مناشف المنزل كي نتقي زخات المطر, ورهبة من المجهول تغمرنا!
              ويالدهشتنا, حين وجدنا مظروفا ملقى على الأرض قرب السيارة , حملته أمي بيد مرتجفة!

              فتحته بسرعة يشوبها الحذر ونظرة هلعى تطغى على مقلتيها ، قرأته ، ثم شهقت وضربت بيدها على صدرها ، وبيدها الأخرى تعتصر عدة رصاصات أخرجتها من المغلف, دون أن تنبس ببنت شفة, وكأن الطير على رأسها.
              أسبوع مر، اختفت فيه البسمة من وجوهنا ، وحل محلها الخوف والترقب ، وأمي تحضرنا كي نغادر الوطن في أية لحظة, قالت وبلهجة جازمة:
              - تجهزوا .. سنسافر إلى بلاد الشام, بعد غد.
              لم تخبرنا أمي عن سبب سفرنا المفاجيء وما سر هذا الخوف الذي داهمها من البقاء في العراق ، و سر منعي من الخروج حتى لمدرستي القريبة!
              لم تبح لنا بالكثير, لكن نظرات الخوف على وجوه إخوتي زادتني التصاقا بهم ونوبة من البكاء الدائم لم تبارح مقلتيّ.
              حنى سافرنا

              سافرنا ..

              والطريق بطوله تحتضنني والدتي وتتمتم بآيات من القرآن الكريم .تغرق عينيها دموعٌ مدرارة.
              استبدلت ملامحنا بسمة كنا نتلقف صباحاتنا بها, بوجوم لم نكن نعرفه قبل ذاك اليوم.

              أيام قليلة مرت على وجودنا في سورية, حتى ضاق بي الشوق .. وكم كنت أحن لحديقة بيتنا, لسريري.. ومكتبتي الصغيرة الجميلة التي ضمنتها كل مجلاتي الطفولية وكتبي الحبيبة, وتلك الصور الملونة عن أفلام كارتونية كنت أتابعها مشغوفة بها.
              صار وجهي كئيبا يشبه المومياءات المحنطة, بلا ملامح أو أسارير, وصرت أسيرة الحزن.. حزني.. وحزن أمي.. وإخوتي.
              من يومها عرفت معنى أن تكون غريبا عن وطنك.. غريبا عن أرضك وأصحابك وأهلك.
              أحسست بالرهبة, وحنيني إلى وطني يجتاحني,
              فذهبت جزعة إلى إخواني وأنا أبكي سنين عمري الصغيرة
              أجهشنا جميعا بالبكاءعلى أحوالنا ، كيف أصبحنا مهجرين بين بلدان العرب والغرب
              وهاهو اليوم 16 /2 / 2010 الذي يشهد وجودي لسبع سنوات في سورية..
              ولا أعرف كم سأمضي من الوقت.. هنا بعد !!؟

              رويده العاني
              16/2/2010

              لجنة ترشيح النصوص
              مالكة حبرشيد=تم
              عبد الرحيم محمود / تم .
              حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

              تعليق

              يعمل...
              X