للمناقشة : هل الرمز والمجاز أحجية ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #31
    الأخت الأديبة أم لؤي، خديجة بَنْعَادل،(*) تحية طيبة لك و لكل من شارك في موضوعك برأي أو فهم أو وجهة نظر و كل سنة و أنت و من تحبين بخير وعافية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد.
    ثم أما بعد: القصة القصيرة جدا أو غيرهما من الأنواع الأدبية المختلفة "اجتهاد" بشري أو هو إبداع فني إنساني و ليس من العلوم الرياضية الدقيقة و لكل واحد أن يبدع فيها كما يحلو له بدون النظر إلى الأقوال أو الأحكام المتشددة للمنظرين أو النقاد المتحيزين، و قد مرت القصة القصيرة نفسها قبل القصيرة القصيرة جدا بمراحل كثيرة إلى أن وصلت أوجها على يد، أو بقلم، الأديب الفرنسي الشهير "غي دي موباسان" Guy de Maupassant تلميذ الأديب الخبيث الحاقد الفرنسي كذلك غسوتاف فلوبير Gustave Flaubert لعنه الله و أحرقه في جهنم، اللهم آمين يا رب العالمين.
    إذن، لا ضرر في أن يجتهد الكاتب في إبداعه أي نوع من الأنواع الأدبية ما دام يهدف إلى التعبير عن كوامن نفسه بصدق و أن يوصل إلى المتلقي ما يرد أن يصله و اللبيب بالإشارة يفهم في كل مجال من مجالات الإبداع الأدبي و هنا أحب أن أحيلك إلى موضوعي "الأنواع الأدبية: تصنيف جديد"
    هنا في الملتقى الأدبي أو في الآخر الفكري في الرابط التالي:
    http://www.almolltaqa.com/ib/showthread.php?28683-%C7%E1%C3%E4%E6%C7%DA-%C7%E1%C3%CF%C8%ED%C9-%CA%D5%E4%ED%DD-%CC%CF%ED%CF
    و قد نوقش "التصنيف الجديد" مطولا و بحدة هناك.
    و باختصار أقول كما قيل قديما إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده فلا ضرر ولا ضرار في الكتابة الأدبية فلا نكثر من الرموز و المعميات و المُُلغِزات حتى لا نقع في "الطلسمات" باسم الفن و الأدب و الإبداع و لا في ضدها "المبتذلات" باسم الوضوح و الصراحة.
    و هنا أجدني مضطرا لإعادة كتابة ما نشرته هنا في بداياتي في النشر العنكبي في الملتقى الأدبي تحت عنوان "العود الحقود" أنقلها كما نشرت أول مرة في عام 2009 فقراءة ممتعة.
    **********
    العُودُ الحقودُ !


    عودُ كبريت ضئيل، نصفُه محروق، مُلقىً على الأرض.
    ساءه حالُه و أراد الانتقام لما يراه ضاع من تـالد الإضِّ (*).
    تذّكر إذ كان شجرةً وارفة الظل، باسقة الطول، بيّنة العُرض.
    و في نفسه بحقد قال:
    " أحرقتُ بلا رحمة، و بازدراء طرحتُ، أهكذا يُجْزى من قام بالفرض (؟!)
    سأنتقم ! نعم سأنتقم من الجــاني و أهلـه، و سـأُحرقُ من في الأرض (؟!!!)
    و بين الغُثـاء واصل تدبيره و الخادمُ تكنسُه بالطـــول ثم ...... بالعُرض !

    البُليْدة يوم الإثنين 16 فيفري (شباط) 2009.
    ___________
    (*) الإضُُّ (بتشديد الضاد)= الأصلُ.

    **********
    إذن، أختي أم لؤي، مارسي هوايتك الأدبية بكل حرية ما دمت تهدفين إلى إفادة القراء و ليس الفوز بالجوائز و الحوافز و لا عليك إن فهم قراؤك ما تقصيدن فالعيب فيهم إن تجنبت ... عيوبك الشخصية و أولها، إن وجد، الضعف اللغوي و الضعف السردي أو إن شئت فقولي الضعف في التحرير و التحبير و التعبير و قبلها في التفكير ؛ هذا ما عن لي قولها هنا و الآن و لعلي أعود إلى ما قيل قبلي.
    تحيتي و تقديري و تأييدي غير مشروط لما تقولين إن كان معك الحق طبعا.

    ـــــــــــ
    (*) كتبت لقبك هكذا قصدا حتى يتلاءم مع العربية و لقب ... المرأة فيها و إلا كان علينا ذكر اسم أبيك ثم كتابة "بن عادل" صفة له فمعذرة إن أنا شوهت لقبك شيئا ما.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • عبد العزيز عيد
      أديب وكاتب
      • 07-05-2010
      • 1005

      #32
      الأستاذة القديرة خديجة بن عادل ، تحياتي لك وبعد .
      عندما أدخل القسم الأدبي أمر على قسمين مفضلين لي أحدهما القصة ، والقصة القصيرة تحديدا ، وذلك لما تتميز به الأخيرة من غموض ورمزية ، بحيث تترك الحرية للقاريء في أن يفهمها حسب رؤيته وحسب منهجه الفكري ، وهذا ما يروق لي ويعجبني .

      ولذا اختلفت مع بعض السادة الأدباء أحيانا في قراءتي لبعض قصصهم ، نظرا لوضوحها وتعبيرها الضمني أو الأقرب للصراحة عن توجههم الفكري أو السياسي .

      ومن ثم أرى أنه كلما كانت القصة القصيرة مغرقة في الرمزية كان ذلك نجح وأفضل لها .

      تقبلي مودتي .
      الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عكاش مشاهدة المشاركة


        3- هل الرمز والمجاز والاستعارة أحاجٍ؟: حاشا وكلاّ، من قال هذا يا سادة ؟.ما يقول هذا عاقل،الرمز والمجاز و .. وَشْيٌ يزركش الكتابةَ، كما يُوَشّى الثوبُ بالتطريز وخيوط الذهب، (البيان والبديع) يكسوان النتاج الأدبيّ ثوباً قشيباً يرفعانه إلى أن يصدق فيه قول رسولنا الكريم: (إنَّ من البيان لسحراً)، المشكل يا سادة يكمن في (الغموض) الذي يكتنف إنتاج بعض الذين يكتبون، (الغموض) في صياغة الإنتاج الأدبي، حتّى أمسى التفاضل بين الأعمال في وَفْرَةِ (الغموض) فيها أو قلّته أو انعدامه، وأُهمل بذلك الجانبُ الأهمّ والأَوْلى (جانب المضمون)، جانب (المغزى) جانب (الثمرة).
        الأستاذ الكريم أحمد عكاش

        تحية طيبة وبعد

        أود أن أجيب على سؤالك الإنكاري، ولعلني أبدأ بمقولة مستهلكة، وهي أن النظرية النقدية في العالم العربي ما زالت في مرحلة ما قبل المهد، أو قبل مرحلة المرآة، مع أن الجرجاني صنف مصنفا كاملا وسمه "أسرار البلاغة"، أكرر "أسرار" على الناقد/القارئ كشفها.

        وهنا دعني أعيد صياغة سؤالك بالأسئلة التالية: من قال إن بنية المجاز عموما ليست هي بنية اللغز وخصائصة؟ ومن قال إن التوريات والتعريض ليست ألغازا و كلها أدوات بلاغية، ومن قال إن القصة الطويلة والقصيرة والقصيرة جدا ليست مبنية على بنية اللغز؟ ومن قال إن الرمز (symbol) أو القصة المرموزة (Allegory) او حتى الاستعارة ليست ألغازا؟ من يقول بمثل هذه الأقوال إما أنه لم يقرأ فن الشعر لأرسطوا، أو البلاغة للمعلم الأول أرسطو، ولم يقرأ الألماني ثيودور أدورنو أو الفيلسوف الألماني الأشهر هيدغر أو عالم النفس فرويد، أو كارك يونغ، أو حتى بارت (مع أن كثيرين هنا يتحدثون عن "الشيفرة" وكأنها لا تشير إلى لغز ينبغي حله أو إلى سر ينبغي كشفه)، وإما أن لدية نظرية جديدة ، وفي هذه الحالة حبذا لو عرضها لنا.

        يقول أرسطو في (فن البلاغة): إن الاستعارات الجيدة عادة تُبنى من الألغاز الناجحة لأن الاستعارات هي نوع من أنواع اللغز؛ ويكرر المقولة في فن الشعر حيث يقول: إن جوهر اللغز هو التعبير عن حقائق من خلال جمعها بطريقة مستحيلة، وهذا ما لا يتأتى من مجرد تترتيب الكلمات وإنما يقتضي توظيف الاستعارة. ويقول أيضا في فن البلاغة: تأتي الألغاز على بنية الاستعارة.

        ويقول ثيودور أدورنو: كل الأعمال الفنية، والفن عموما، هي ألغاز، وهذا ما أثار حنق نظرية الفن لعصور.

        أما هيدغر فكان منهمكا في محاولة فهم "لغز الفن، أي الفن بما هو لغز". ثم ها هو بارت يرى بنية السرد بوصفها "شفرة هيرمنيوطيقية"!
        ولعل موقف فرويد وعلم النفس من الأدب لا يحتاج إلى تدليل على اهتمامه بلغزية الفن وسريته.

        وتقبل خالص تقديري وتحياتي

        تعليق

        • خديجة بن عادل
          أديب وكاتب
          • 17-04-2011
          • 2899

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة حارس الصغير مشاهدة المشاركة
          مابين الرمزية والأحجية فارق شاسع ببعد السماء عن الأرض
          الرمزية من أصعب الكتابات وأمهرها في يد الكتاب، يخط بها ما يشاء لعرض ما بداخل سريرته.
          لا يختلف استخدامها في القصة القصيرة عنه في الشعر عنه في الق ق ج
          لنرى مثالا أمل كانت أشعاره مليئة بالرمزية التي يصعب فك شفراتها إلا لذي ذائقة، لكنها هي في الأوج والقمة,
          في رأي أن الأدب يكتب لفكرة والفكرة تحقق هدف وتثري قضية وتعالج موضوعا ذا أهمية.
          و ال ق ق ج لا تختلف عن أي جنس أخر لايهم عدد كلماتها في حدود الحجم المتفق عليه.
          لا في سبيلها تقصيرها تحجم عن غرضها.
          الأهم حذف كل ماهو زائد وغير مقبول.
          الأهم أن تترك في عقل قارئها أسئلة كثيرة.
          في رأي أيضا إذا اتسمت بالتعقيد الشديد؛ فإنها تفقد أهميتها وتصبح عديمة المعنى.
          الكاتب يكتب ليفكر الآخرين لا يجعلهم يلعنون أنفسهم أنهم أضاعوا وقتا في قراءتها.
          ومن هنا يجب عليه الاعتناء بالكلمة واختياراتها. يضع الكلمة التي توجز وتوحي بالمعني.
          الألغاز والأحاجي يتسامرون بها في المقاهي، أما الق قج فهي أدب من يحمل قضية.
          تحيتي وتقديري
          أخي الفاضل حارس الصغير
          جميل كل ما تطرقت له وهذا ما نحاول جاهدين من أجل تثبيته
          والرمز في القصة القصيرة أو الق قج هو بالأصل أداة يثري جميع الفنون بإختلاف الأجناس والمسميات من شعر ونثر ونحت وفن تشكيلي وحتى الرقص التعبيري .
          فإن توفر في العمل السردي يثري ويعطيه أبعادا أخرى يعتمد على الإضمار والإختزال
          وان توفر برموز معينة يدركها المثقف أكثر من غيره كالرموز الإغريقية وغير ذلك
          يصبح العمل مقتصرا على '' النخبة '' خاصة المطلعة والمثقفة في حين لا يقدر على فهمها القارئ العادي أوحتى إلى ما ترمز إليه وإلى أين يتجه الكاتب بفكرته من جهة :
          ــــ ومن جهة ثانية ومن هذا المنظور بالذات لجأ بعض كتاب القص الحديث إلى ابتداع
          رموز خاصة من ضمن كتاباتهم سواء ذاتيه أونفسية بين الواقع واللاواقع وو...
          واجتهدوا في ابراز ماهية هذا الرمز الذي يرفع القصة فنياً وأدبياً ح يث تأخذ المتلقي '' القارئ'' إلى فضاء ات أوسع تتركه في حالة مابين دهشة '' المتعة '' والصدمة '' السؤال ''
          وهذا ما نسيمه عمل متكامل ودون الرمز تعبر القصة ناقصة .
          شكرا لتفاعلك وحظورك واللعنة لا نرضاها لأي كان من المتلقي أو الكاتب
          كن بخير ويسعدني رأيك بكل ما يقال هنا .
          تحياتي الأخوية .
          التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 06-11-2013, 18:14.
          http://douja74.blogspot.com


          تعليق

          • خديجة بن عادل
            أديب وكاتب
            • 17-04-2011
            • 2899

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة


            نجاح القصة القصيرة جدا كما تعلّمنا من أعلام هذا الجنس من
            التعبير يعتمد على عدّة عوامل منها :
            التكثيف : تحديد حجم النص بحيث يتلائم مع الفكرة المطلوب
            إيصالها للمتلقي ، دون زيادة ودون نقصان . بحيث إذا ما حذفت
            كلمة أو حتى حرف ، قد يُفقد النص توازنه .
            القفلة : يجب أن تكون مدهشة ، صادمة وغير متوقعة .
            الفكرة والرسالة : البراءة والمزاجية وردود الأفعال اللحظية
            غير مطلوبة هنا ، وقد تقتل النص وتعبر به إلى درب المباشرة
            والتقريرية . النص الجيّد هو النص الذي يشرّع الأبواب للمتلقي
            حتى يحلّق ، طبعا دون خروج سافر عن المضمون . وبذلك يكون
            الترميز مطلوبا لكن بالقليل القليل من الغموض .
            العنوان : من وجهة نظري أن العنوان هو أهم ركن في هذا المجال
            العنوان هو مفتاح النص . من خلاله يستطيع المتلقي فتح الباب
            والكشف عن الغموض .

            وقفت متأملا لفقرة من رد أخي ربيع عقب الباب حين قال :
            مسألة التذوق تختلف اختلافا كبيرا من متذوق إلي آخر
            كنت أتمنى على زميلنا ربيع أن يزيدنا شرحا وتوضيحا لهذه
            النقطة فائقة الأهمية .

            تحياتي للجميع
            وسوف أعود وبجعبتي أمثلة لنصوص زميلات وزملاء لنا في الملتقى .

            فوزي بيترو
            الأستاذ الكريم فوزي سليم بيترو
            لقد تعرضت لأهم خصائص القصة القصيرة جدا
            التي لا يمكن الإستغناء عنها وإلا يعد العمل ناقصا
            كما أذكرك بأن الشعرية والمفارقة يضفيا بعدا وعمقا دلاليا يزيدا
            من إستفزاز قريحة المتلقي للوصول الهدف المنشود '' المتعة المرتقبة ''
            ...
            سرني جدا تواصلك المثمر وحضورك البناء بالرأي والمعلومة
            فبتبادل الخبرات والمعارف بين ذوي الخبرة والمبتدئين تكتمل الصورة
            ولحين عودتك بنماذج من كتابات الزملاء والزميلات تقبل منا فائق التقدير والإحترام
            ...
            كما أنني مثلك أنتظر أستاذنا وقاصنا الكبير ربيع عبد الرحمن ربيع هذا المكان
            لأنني على يقين تام أنه متذوق لهذا الفن الذي لا يجد نفسه إلا وهو داخل دائرته .
            التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 06-11-2013, 18:38.
            http://douja74.blogspot.com


            تعليق

            • خديجة بن عادل
              أديب وكاتب
              • 17-04-2011
              • 2899

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عكاش مشاهدة المشاركة
              </body>



              القصّة القصيرة جداً. بقلم: أحمد عكاش.
              ما يلي مُقدّمةُ مجموعةٍ قصصيّة قصيرة جداً، تحمل عنوان: (الرسم بالرصاص)، تأليف: أحمد عكاش، صدرت عن دار الإرشاد بحمص، سنة: 2010.
              وقد نشرت عنها دراسة نقدية يمكن الوصول إليها بوساطة : (جوجل)، يكفي أن نطلب (الرسم بالرصاص لوحات إبداعية مكثّفة، ونهايات مدهشة – نجاح حلاس).

              (( القِصَّةُ القَصيرَةُ جدّاً )) وَليدٌ لا يزالُ يَشُقُّ سَبِيلَهُ إِلى سَاحةِ (فُنُونِ الأَدَبِ) بِصُعُوبَةٍ، ولَكِنْ بِعِنَادٍ وَثِقَةٍ، شأْنُهُ في ذَلكَ شَأْنُ كُلِّ مُبْتَدَعٍ حَدِيثٍ، فَهُوَ يُلاقِي مِنَ النُّقَّادِ وَالأُدَباءِ مَا لاقَتْهُ (القِصَّةُ القَصِيرَةُ) نَفْسُهَا مِنْهُمْ فِي النِّصْفِ الثّانِي مِنَ القَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ، يَوْمَ أَتَى بِهَا (مُوبّاسانُ)([1])؛ قالَ الدُّكتورُ (رشادُ رُشْدي) في كِتابِهِ (فَنُّ القِصَّةِ القَصيرةِ):[..ولَقَدْ جاءَتْ قِصَصُ (مُوباسّان) مُختلفةً عن كُلِّ مَا سَبَقَها مِنْ قِصَصٍ حَتَّى أَنَّ النّاسَ رَفَضُوا أَنْ يَعْتَرِفُوا بِهَا فِي بَادِئِ الأَمْرِ..، لَكِنَّ الأَيَّامَ مَا لَبِثَتْ أَنْ غَيَّرَتْ هَذَا الرَّأْيَ].
              فَأُدَبَاؤُنَا الآنَ حِيَالَ هَذَا الوَلِيدِ الحَادِثِ يَنْقَسِمُونَ فِئَاتٍ، فِئَةً تُرَحِّبُ بِهِ وَ(تُصَفِّقُ)، وَفِئَةً تَسْتَهْجِنُ وَ(تُصَفِّرُ)، وفِئَةً ثَالِثَةً لائِذَةً بِالصَّمْتِ تَنْتَظِرُ إِسْفَارَ العَاقِبَةِ.
              - فَـ (المُرَحِّبُونَ) يَرَوْنَ أَنَّ الحَيَاةَ تَتَطَوَّرُ بِسُرْعَةٍ، وَيَرَوْنَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ يُجَارِيهَا فِي تَطَوُّرِهَا، وَمَا لا يُمَاشِيهَا سَيَقِفُ مَكَانَهُ جَامِداً مَشْلُولاً، فَإِذَا بِهِ بَعْدَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ يَغْدُو غَريباً تَمُجُّهُ الأَذْوَاقُ، وَتَنْبُو عَنْ رُؤْيَتِهِ الأَحْدَاقُ، فَيَؤُولُ إِلَى الاضْمِحْلالِ، وَيَرَوْنَ أَنَّ سِمَةَ العَصْرِ الحَالِيَّةَ هِيَ السُّرْعَةُ؛ فَـ (نَاقَةُ الأَمْسِ) وَ(حِصَانُهُ) أَمْسَتِ الآنَ طَيَّارَةً وَمَرْكَبَةً فَضَائِيَّةً تَسْبِقُ الرِّيحَ وَالصَّوْتَ، وَأَفْرَزَتْ هَذِهِ السُّرْعَةُ انْصِرَافَ النَّاسِ عَنِ المُطَوَّلاتِ إِلَى المُلَخَّصَاتِ وَالمُخْتَاراتِ، فَقَدِ اسْتَعَاضُوا بِـ (القَصْعَةِ) الَّتي يُتَوِّجُهَا عِجْلٌ حَنِيذٌ أَوْ خَرُوفٌ مَحْشُوٌّ .. قِطْعَةَ (بِيتْزَا) يَقْضِمُونَهَا وَهُمْ يَعْدُونَ إِلَى شَأْنِهِمْ، فَرُوحُ العَصْرِ إِذَنْ تَقْسِرُ (القِصَّةَ القَصِيرَةَ) عَلَى أَنْ تُمْسِيَ (قَصِيرَةً جِدّاً)، فَهِيَ فِي ذَلِكَ لَيْسَتْ بِدْعاً وَلا نَادَّةً عَنْ نَوَامِيسِ الحَيَاةِ.
              وَلِسَانُ حَالِ هَؤُلاءِ يَقُولُ: إِذَا قَيَّضَ اللهُ لَنَا –نَحْنُ أَبْنَاءَ عَصْرِ السُّرْعَةِ- أَدِيباً يَقُولُ لَنَا فِي بِضْعَةِ أَسْطُرٍ مَا كَانَ يَقُولُهُ السَّابِقُونَ فِي بِضْعِ صَفَحَاتٍ، فَعَلامَ نُضَيِّعُ وَقْتَنَا وَنُرْهِقُ عُيُونَنَا.. بِلا طَائِلٍ؟.
              وَ(المُسْتَهْجِنُونَ) يَرَوْنَهَا دُرْجَةً ([2]) آنِيَّةً تَسُودُ حِيناً ثُمَّ مَا تَلْبَثُ أَنْ تَضْمَحِلَّ، وَفُقَاعَةً لا تَرِيمُ حَتَّى تَتَلاشَى، لأَنَّهَا تَفْتَقِرُ إِلَى مُقَوِّمَاتِ البَقَاءِ وَالخُلُودِ.
              وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ أَمْرٍ فَـ (القَصِيرَةُ جِدّاً) هَذِهِ أَرَاهَا تَسِيرُ سَيْراً حَثِيثاً، فَهَا هِيَ مِهْرَجَانَاتُهَا تُعْقَدُ فِي العَدِيدِ مِنْ مُحَافَظَاتِنَا السُّورِيَّةِ، وَمِنْهَا المِهْرَجَانُ الَّذِي أُقِيمَ فِي دَارِ الثَّقَافَةِ بِحِمْصَ، فِي (2و3/10/2010) م، وَالَّذِي بَدَا جَلِيّاً أَنَّهُ لا يَخْتَلِفُ عَنْ مِهْرَجَانَاتِ (القِصَّةِ القَصِيرَةِ) فِي شَيْءٍ، فَقَدْ كَانَ لَهَا حُضُورٌ وَمُهْتَمُّونَ.
              - هَذِهِ المُلاحَاةُ الَّتي نَشْهَدُهَا بَيْنَ الأَنْصَارِ وَالمُنَاوِئِينَ، مَا كَانَ لَهَا أَنْ تَطْفُوَ عَلَى السَّطْحِ لَوْ أَنَّ هَذَا الفَنَّ الأَدَبِيَّ الوَافِدَ اتَّضَحَتْ مَعَالِمُهُ، وَقُعِّدَتْ أُصُولُهُ، وَصَارَ لَهُ تَعْرِيفٌ جَامِعٌ مَانِعٌ، وَلَزَالَتْ عَنْ وَجْهِهِ هَذِهِ الغِشَاوَةُ الَّتِي تَغْشَاهُ فَيَبْدُو تَحْتَها غَائِماً غَيْرَ وَاضِحِ القَسَمَاتِ، .. وَالإِنْسَانُ بِفِطْرَتِهِ تَسْكُنُ نَفْسُهُ إِلَى الوَاضِحِ الصَّرِيحِ، النَّائِي عَنِ العَتَمَةِ وَالإِبْهَامِ.
              فَـ (القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدّاً) كَمَا أَرَاهَا: فَنٌّ أَدَبِيٌّ نَثْرِيٌّ قَاصٌّ، يَمْتَازُ بِالخَصَائِصِ التَّالِيَةِ:
              1-القِصَرُ: فَقَدْ تَكُونُ بُنْيَتُهَا بِضْعَ كَلِمَاتٍ أَوْ بِضْعَةَ أَسْطُرٍ. [وَ(البِضْعُ) فِي العَرَبِيَّةِ تُطْلَقُ غَالِباً عَلَى العَدَدِ مِنْ ثَلاثَةٍ إِلَى تِسْعَةٍ]، وكلّما كانتِ القصّةُ أكثرَ قِصراً، كلّما دلّتْ على تمكُّنِ كاتِبها في هذا الفنِّ.
              2-الإِيجَازُ: وَهُوَ التَّكْثِيفُ فِي عَرْضِ الحَدَثِ، فَهِيَ أَشْبَهُ مَا تَكُونُ بِتَجْسِيدِ (وَمْضَةٍ) وَتَقْدِيمِهَا مَغْسُولَةً مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ، تَرْفُضُ كُلَّ إِسْهَابٍ فِي الوَصْفِ، أَوْ تَرَهُّلٍ فِي التَّعْبِيرِ.
              فَالقِصَرُ هُنا يتناولُ مُجْملَ حَجْمِ القِصَّةِ، عَلى حِينِ يختصُّ الإيجازُ بِعَرْضِ الأَحداثِ، والأفكارِ، فهما (الإيجازُ والقِصَرُ) يُكمِّلانِ بعضَهما.
              3-الاتِّكَاءُ عَلَى الرَّمْزِ: فَهِيَ تُومِئُ وَتُلَمِّحُ وَلا تُصَرِّحُ، وَتَنْأَى عَنِ المبَاشَرَةِ وَالوُضُوحِ السَّاذَجِ فِي تَبْلِيغِ الفِكْرَةِ.
              [ويتوجّبُ هنا الحذرُ مِنَ الوُقوعِ في شَرَكِ الغُموضِ، الذي يقعُ فيهِ كثيرٌ ممّن يتطفّلون على هذا الفنِّ، يبغونَ بذلك التّعميةَ على القارئِ، ولإيهامهِ أنَّهُمْ عميقو الغَوْرِ في تفكيرِهم، وما يسعونَ في الواقع إلاّ إلى إخفاءِ ضحالةِ تفكيرِهم، والتّستُّرِ على جفافِ قرائحمْ.].
              4-الاعْتِمَادُ عَلَى المُفَارَقَةِ: إِذْ تُحَرِّضُ السَّامِعَ وَتَسْتَثِيرُهُ، وَتَسْتَوْفِزُهُ عَلَى التَّفْكِيرِ السَّرِيعِ، فِي كَشْفِ التَّنَاقُضِ فِي المَوَاقِفِ، وَالتَّضَادِّ فِي الصُّوَرِ، فَتُؤَجِّجُ فِيهِ الدَّهَشَ، وَالسُّخْرِيَةَ السَّوْدَاءَ، وَالضَّحِكَ المبْكِي.
              5-الخَاتِمَةُ المُفَاجِئَةُ: الَّتِي تَصْعَقُ تَوَقُّعَاتِ القَارِئِ أَوِالسَّامِعِ، وَغَيْرُ المُتَوَقَّعَةِ، الَّتِي قَدْ لا تَمُتُّ إِلَى مَاسَبَقَهَا إِلاَّ بِشَعْرَةٍ وَاهِيَةٍ لا تُكْشَفُ إِلاَّ بِشَيْءٍ مِنَ الرَّوِيَّةِ وَالعَنَتِ.
              أَمَّا مَا سَيَأْتِي بِهِ الغَدُ فَلا يَزَالُ رَهْنَ الغَيْبِ، وَاللهُ وَحْدَهُ بِهِ عَلِيمٌ.

              أحمد عكاش – حمص
              2/ذو القعدة/1431هـ

              9/تشرين الثاني/2010م

              [1]-جي دي موباسّانُ(1850-1893)م أَدِيبٌ فَرَنْسِيٌّ يُعْتَبَرُ رَائِدَ كُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَةِ فِي القَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ.
              [2]- الدُّرْجَةُ: هِيَ الَّتِي دَرَجَ عَلَيْهَا النَّاسُ وَاعْتَادُوهُا، وَيُسَميِهَا االعَامَّةُ (مُوضَةً).

              انتهت

              الأخت الفاضلة: خديجة بن عادل،
              الأديبات الفاضلات، الأدباء الفاضلون،
              تحيّة حبّ من القلب،
              فأنتم الأغلون لأنَّكم الشركاء في الهمّ الأعظم،
              همِّ الكتابة
              أضع بين أيديكم هذه (المقدّمة)
              وسأوافيكم قريباً إن شاء المولى بما يجول في خاطري
              حول المعضلة التي أثرتموها مشكورين
              تقبّلوا جميعاً تقديري وحبّي البالغين.
              شكر جزيل على حضور وارف وتفاعل طيب فيما قدمت من تعريف أستاذي الكريم
              أحمد عكاش :
              وأريد أن أذكرك أن كل فن أدبي معرض للنقد مابين مؤيد ومعارض
              لأن وجهات النظر والفروق في المعرفة والإدراك تتفرق من أديب لأخر
              بإختلاف الأديان والثقافات عبر الأزمنة /
              وشأن القصة القصيرة جدا شأن كل شيء بحياتنا العادية لأنني أراه نموا ونضجا لما فات
              من رواية وقصة قصيرة كما أنه لا يمكننا التقدم دون أسس الأمس .
              فلكل جنس أدبي رواده ومحبيه مابين مهتمين ومختصين وعاديين لذا يصعب الفصل
              والتحكم لرأي واحد .
              وزيادة على ما تفضلت به من جانب الخصائص لابد من توفر
              أول عنصر والذي يعتبر بوابة العبور '' العنوان ''
              تحيتي وتقديري .
              التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 06-11-2013, 19:50.
              http://douja74.blogspot.com


              تعليق

              • يحيى البحاري
                أديب وكاتب
                • 07-04-2013
                • 407

                #37

                الأديبة صاحبة الإبداع الذي لايخطيه كل من قرأ قصة للرائعة خديجة بن عادل
                هذا طرح جيد وبادرة متألقة من كاتبة متألقة دائما.
                سأوجز في رأي حول موضوع النقاش.
                الرمزية يجب أن لا تصل إلى درجة الغموض الذي يرهق ذهن المتلقي.
                تحياتي
                التعديل الأخير تم بواسطة يحيى البحاري; الساعة 08-11-2013, 06:24.

                تعليق

                • خديجة بن عادل
                  أديب وكاتب
                  • 17-04-2011
                  • 2899

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
                  بداية أشكر الأستاذة خديجة بن عادل على فتح هذه الزاوية الأدبية
                  و أشكر كل أدلى برأيه في هذا الموضوع

                  لست ممن يعرف جيدا تعريفات ال ق ق ج

                  و لكن وجدتني هنا في دائرة الحوار مهتما و يعنيني بدرجة كبيرة
                  أولا لأنني قارئ لنصوص الإخوة
                  و ثانيا لأنني أحيانا أساهم معكم هنا

                  دعونا ندير دفة الحوار قليلا

                  و لنطرح سؤالا أكثر أهمية

                  أين تقع ال ق ق ج في جغرافية الأدب كجنس أدبي جديد؟
                  هل استطاعت أن تستوطن في داخل حدود الأجناس الأدبية و بذلك اصبح لها كيان و وجود يميزها؟

                  و قبل ذلك .... أين مكانتها في الشريحة القارئة؟
                  فنحن مهما كتبنا لن نكون و لن يصبح لنا وجود خارج حدود المتلقي؟
                  من هو المتلقي؟
                  هذا أصعب سؤال و اهم سؤال؟

                  المتلقي للنص هو فرد عربي.. و نحن نعلم حالة المقرو ئية عند العرب عامة، و بذلك سيكون من التجديف و من الخرافة أن نلقي بأسئلة لا طائل منها، و كأننا نغني خارجا في الليل و الناس نيام،

                  نحن لا نكتب للترف، و لا نكتب لنزين صدورنا بالأوسمة، بل نكتب لإحداث حالة وعي في نفسية الفرد و تصرفات المجتمع و إلا كان أدبنا نوعا من أنواع الفلكلور او نوعا من انواع السحر. له مداه الزمني الضيق.

                  من هنا لابد أن ننطلق.
                  ولنكن صرحاء.
                  أفضل كتاب عربي كم حصل على نسبة مقروئية بين اوساط الشارع، لا تغرنكم ارقام المبيعات، فالكثير ممن يشتري هو يشتري للزينة. و ليس للقراءة.

                  و لكم فقط أن تنظروا هنا في الملتقى كمثال و عينة عن النخبة و ليس عامة الشعب.

                  الكاتب لن تكون له مكانة خارج حيزه الجغرافي و الإنساني و اللغوي.

                  في الجزائر كرقم بسيط هناك اكثر من مليون جامعي و ثمانية ملايين متمدرس هذا دون احتساب الكوادر و الطبقة التي حصلت درجة محترمة من التعليم
                  و لكن يضل ناتج القراءة ضعيفا جدا.
                  دائما نطرح الأسئلة من فوق و نتناسى طرحها من القاعدة، أي من مبتدئها

                  فلو تكلمنا عن أوربا يصح السؤال و يجوز الحوار لأن تلك الضفة قد أوجدت حالة ثقافية و وعيا لدى المجتمع بنتاج الأدب
                  أما عندنا فنحن لا نزال نتخبط، فالحالة الثقافية هي منعدمة
                  فمسألتنا تختلف عندنا عن الغرب
                  مسألتنا هي كسب القارئ أولا و إيجاد أرضية ثقافية و مساحة وعي كافية ننطلق منها نحو تطوير الأجناس الأدبية، فمستوى المتلقي العربي لا يخوله لقراءة صفحة عادية، و ما بالك ب ق ق ج موغلة في الرمزية و التكثيف و الغموض هنا يأتي كقاصمة لانتشار النص.
                  عن نفسي حاليا
                  أصبحت أرى أننا لابد أن نعيد نظرتنا للأدب بصفة عامة و بكل اجناسه، فلا يمكن ان نتطور بدون قارئ و بدون أمة مثقفة،
                  سيقول البعض
                  و هل نتوقف عن الإنتاج
                  طبعا لا
                  و لكن لابد أن ننتج أكثر للقارئ البسيط، لابد أن نرفعه نحونا عوض النزول إليه أو صعوده إلينا لأننا نزولا هو اهزام و صعوده لن يتم بدون مساعدة فنظرة القارئ العربي حاليا هي نظرة أفقية و لا يلتف نحو الأعلى أبدا و لو حاول سيرى ذلك مستحيلا

                  أما ال ق ق ج
                  فحاليا هي في حيز التعريف و ما تزال لم تصل لمعرفة كامل خصائصها و الإحاطة بها جيدا، و ما اختلاف التعريفات إلا دليل انها ما تزال تستند لأمها القصة القصيرة لتعطيها مفهومها فكثيرا ما يقارن بينها و بين القصة القصيرة لتعرف قج و ذلك لأنها ما تزال لم تجد كيانها الخاص
                  فمثلا الرواية و القصة القصيرة معروفتان و لا يوجد أحد يقول القصة القصيرة تختلف عن الرواية
                  بل مباشرة من خلال القراءة نقول قصة قصيرة لأن هذا الجنس اكتسب قوة وجوده في ذهن القارئ و تطور مع الزمن ليمتلك خصائصه الذاتية و ذلك ما سيحدث مع ال ق ق ج و لكن هذا يتطلب بعض الجهد و الصبر عليها و تتطلب دراسات معمقة تستند لمعلومات فنية و ليست انطباعية و ذاتية

                  أخيرا اتمنى ان لا اكون قد اطلت
                  و هو مجرد رأي و نظرة لا تلزمني إلا انا
                  تقديري و احتراماتي لكل المارين هنا
                  مرحبا بهمام '' العلمة '' أستاذي القدير: والأخ الكريم بسباس عبد الرزاق
                  لقد أثرت في تساؤلاتك عدة نقاط شملت مختلف الأجناس الأدبية فضلا عن نقاشنا هذا
                  الذي تطرق لقضية الرمز ولغة الإيجاز في القصة القصيرة جدا .
                  لو تطرقنا لتعريفها لوجدناها تشق طريقها شأنها شأن كل أجناس الأدب وما مر عليه من صعوبات بإختلافه سواء : نثر / شعر / مسرح / قصة قصيرة / / رواية وصولا للقصة القصيرة جدا
                  على سبيل المثال نشأة الشعر الحديث ومن طبيعة الحياة التطور الدائب والحركة المستمرة
                  وفي الغالب أن كل أدب بألوانه صورة من هذا التطور ، ينمو ويتجدد ليساير طبيعة الحياة
                  التي نعيشها تتجاذبه صراعات قائمة مابين القديم والجديد .
                  وظهر في أواخر الأربعينات على لسان الشباب في العراق مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومن النقاد ما ينسب وجوده إلى نهاية الحرب العالمية الثانية
                  كما أن هناك اختلاف في تسميته مابين شعر '' التفعيلة '' و'' الحر ''
                  لجأ بعض الشعراء للأدب العربي بحثا عن موسيقى '' شعر التفعيلة '' في الأدب الغربي
                  في حين بذوره موجود في شعر الموشحات : وهذا مثال عن ذلك من موشح أندلسي
                  ــ ما للمولّه
                  من سكره لا يفيق
                  يا له سكران
                  من غير خمر
                  ما للكئيب المشقوق
                  يندب الأوطان
                  روض أظلّه
                  دوح عليه أنيق
                  مورق فينان
                  والماء يجري
                  وعائم وغريق
                  من جنى الريحان
                  فالشاعر هنا حاول الحفاظ على أوتار النغمة وقام بتحريكها كما يشاء بدقة شديدة
                  ....
                  وتعاقبها مع الزمن من الكلاسيكية إلى الرومنسية التي فرضت نفسها بإلحاح على المستويين السياسي والأدبي وخاصة في الفترة الزمنية مابين الحربين العالمية .
                  لأنها بمثابة ثورة عن كل أشكال الظلم والتعسف والتوق لعالم تسوده مبادئ العدل والمساواة
                  فجعل منها الشعراء ملاذاً يعبرون فيه عن عدة قضايا تجيش في صدورهم بما تتوق له النفس وتطمح له الشعوب من كرامة وتحرر .
                  وقد تجلى هذا الفن في ديوان عباس محمود العقاد سنة 1921
                  وكتاب '' الغربال '' لميخائيل نعيمة سنة 1922
                  وتحت هذا الإطار المعروف بشعر الرومنسية نشأت تنظيمات :
                  الرابطة القلمية / جماعة أبولو / مدرسة الديوان .
                  وأخذ الشعراء يجتهدون في تجديد مضمونه وشكله حتى استقر على لون '' الواقعية ''
                  هذا الذي عمد على تشخيص الآفات الاجتماعية وتصوير ما تعنيه الطبقة الدنيا وماتنشده
                  من إنصاف وبالغوا في شعرهم حتى وصف بالتشاؤمي وبمسحته السوداء
                  لكن شعراء العرب لم ينتهجوا آثار الواقعية في الغرب بل رسموا منه نهجا خاصا
                  مستوحى من واقع الشعوب العربية بمشكلاته وقضاياه .
                  كما أن هناك مذهب أخر معارض هو المذهب '' البرناسي '' الذي ظهر علي يدي
                  '' الكونت دي ليل '' الذي يرى أن الأدب ينبغي أن ينتج بعيد عن الاعتبارات الوطنية والإجتماعية .
                  والمذهب '' الرمزي '' الذي له توجهات غيبية خاصة لإدراك العالم الخارجي وبالوجود الذهني واتجاه لغوي خاص بالتنقيب والتفحيص في وظائف اللغة وإمكاناتها ومدى تقيدها
                  بعمل الحواس نحو مجال يفسح تسخيرها لتأدية وظائف الأدب .
                  كما اتجاه باطني وهو السعي لإكتشاف عالم اللاوعي والعقل الباطن .
                  ومن بين شعراء الرمزية يتقدمهم سعيد عقل في الشام ./
                  هذا باختصار شديد مثال على تعاقب وتطورات الشعر والمراحل التي مر بها كي يثبت
                  وجوده ويجد له مسمى بين الأجناس الأدبية .
                  ...........
                  ولو تطرقنا لتعريف القصة القصيرة جدا نجد شأنها شأن أي لون آخر من الأدب
                  تمر بمراحل من التطور السردي لأنها تعتمد دقة اللغة وعمق الدلالة وفلسفة المعنى ،
                  تثير انفعالات ، تساؤلات ، وجهات نظر ، تربك وقد تصدم تحقق مع نهاية قراءتها
                  التي قد تتم في ثواني أو دقائق دهشة ومتعة نظرا للتسارع الزمني الحاصل .
                  التكثيف / الرمز / الحجم / الشعرية / المفارقة / العنوان / القفلة / والأهم الفكرة .
                  خصائصها التي يجب أن تتوفر في السرد القصصي وإلا يعتبر العمل ناقصا
                  وما نلاحظه في كتابات بعض الأدباء رجوعهم لنفس التيمة ربما يعود ذلك لأسباب
                  ذاتية أو نفسية مما يبدو أنه معصوب العينين لا يرى إلا ما بداخله ولا ينظر التحولات الحاصلة فيجد نفسه محصور داخل دائرة واحدة تمنعه من التنوع والتشكيل لذا يقترح
                  على الكاتب التقليل من المنتوج والاطلاع على أعمال قصصية أخرى للزملاء تجنبا
                  للتكرار والرتابة لأن العمل القصصي سرد يعتمد الاقتضاب في أسلوبه وعدم الإسهاب
                  ويعتبر فن دقيق لأن الكاتب مجبر باختصاره للفكرة يحرك الحدث ويأزم ذروته
                  مع صيغة البناء حتى يخرج بحل من الحيز الذي حبكت من أجله الققج
                  هي تحيل ولا تخبر تجيز ولاتفسر كما يقال لغة الميلمتر والسنتيمتر إن زاد حرف خل المعنى كما أنها لم تتعرض للنقد من المحافظين بنسبة كبيرة لها مهتميها ومريديها من '' النخبة '' القادرين على استيعاب المضمون دارسين علم البلاغة والنقد والتحليل ولو أننا نرى أنهم قلّة قليلة بعالمنا العربي ولها من الأدباء العاديين نسبة لا يستهان بها نظرا
                  لاعجابهم الشديد بما تقدم وما تحدثه من تغيير في معالجتها لقضايا اجتماعية وسياسية
                  واستطاعت القصة القصيرة جدا أن تجد لها مكان بين الأجناس وأن تثبت وجودها بكل ثقة
                  لأنها تسير بخطى واثقة ولأن متطلبات العصر تتطلب منا السرعة فوجد البعض فيها
                  ملاذاً للتعبير بايجاز وتكثيف في الفكرة يوصل دون اطناب واسهاب في الشرح
                  كما هو متعارف أن أدباء القصة القصيرة يمكن لهم كتابتها بدقة أكثر من الكتاب العاديين
                  نظرا لامتلاكهم أدوات اللغة من مجاز ورمز لأنها هي كذلك الأخيرة تعتمد التكثيف عكس
                  الرواية التي تعتمد لغة عادية وبسيطة لذا يقال عن ميزتها أنها ولدت مكتملة ولها روادها
                  بالعالم العربي والغربي ولها انتشار واسع في الوسط العربي نظرا لانتشار الأعمال
                  عن طريق النت ومحركات البحث لها فضل كبير في انتشارها وترجمتها إلى لغات عدة
                  مما يشرع ويساعد على اكتساحها مواقع التواصل نظرا لحجمها الصغير وكلماتها المعدودة
                  وفي عمق ما خلف الكلمات /
                  القراء ات تختلف من شخص لأخر هذا حسب الفروق الثقافية وقدرات الوعي والاستيعاب
                  وهذه هبة ربانية لا يمكن الخوض فيها لأنه جل جلاله له حكمة نجهلها .
                  كما أن أدباء العصر اجتهدوا في عملية التنقيب عنها مابين القديم والمعاصر فوجدوا
                  أن كتابات جبران خليل جبران ونجيب محفوظ تعرضت لهذا السرد القصصي المختصر .
                  ....
                  أما عن من هو المتلقي ؟هو من العامة قد يكون من :
                  النخبة '' متمرس خبير في اللغة صرفاً ونحواً يتقن المجاز والرمز ،
                  دقيق اللفظة ، عميق الدلالة
                  يحسن القراءة بحيث يحلل ويأول وينقد ، مدرك لفلسفة المعاني يقرأ مابين السطور
                  ويعلم لما ترمز له القصة القصيرة جدا دون عناء التأمل .
                  أما عن المتلقي المهتم : يمكن له أن يستشف المعنى ويميز الكتابة السردية القصصية
                  التي تعتمد المباشرة والتقريرية وعن القصة السردية التي تعتمد لغة الإيجاز التي تخلو من الحشو والإسهاب ويعلم ماهي لغة الاقتضاب والاقتصاد لايصال المضمون بطريقة
                  تدعو على التأمل والتساؤل الإيجابي الذي يأخذه لأبعد نقطة في المدى الدلالي حيث
                  تستفز قريحته وتدعوه للسباحة في فضاء ات الخيال بين الواقع واللاواقع .
                  أما المتلقي العادي : فهو قارئ قد يكون كاتبا لأجناس أخرى وقد يكون معجب بهذا
                  اللون لذا تجده يقرأ في صمت ويمضي .
                  .....
                  أما ما تطرقت له من رأي في هذا المجال الصعب هو نفسه ما أأكد عليه منذ البدء
                  فقلت إن كان الرمز سابقا يختصر على المثقف والنخبة فإنه في عصرنا الحديث ومع
                  تطور فن القصة القصيرة جدا ومما تستقطبه من اهتمام نحاول أن نجد في الكتابة نفسها
                  رموزا بأسلوب يعتمد التكثيف ولغة الإيجاز من تجاربنا المعاشة ومن ثقافتنا وأصولنا العربية أي مما احتواه مجتمعنا / ونبتعد عن رموز فات عصرها ولنبحث وننقب عن ما
                  يتماشى مع هويتنا واهتماماتنا العربية . وهذا الأسلوب المعتمد فعلا حاليا لمساعدة القارئ
                  العادي الصعود ليكون العمل بمتناول الجميع .
                  لا ننكر أن الأدب الغربي له تأثير في الأدب العربي عبر العصور لكن نحاول أن نخلق
                  فناً يتناسب مع مفاهيمنا وعاداتنا ومعتقداتنا صحيح نسبة المقروئية تختلف اختلاف كبير
                  لأنه كما لا يخفاك المجمتع الغربي نشأ وكبر على القراءة والمطالعة اليومية
                  فتجد الكتب بالادارات بالمحلات التجارية بالمستشفيات بكل مكان تطأه الأرجل
                  وحين تدخل أي مكان مصادفة تكاد تسمع أنفاس الحاضرين دون صوت
                  في حىن بأوطاننا نشأنا على حب الإطلاع على أملاك فلان وعلان ولا تتطلع في إلا لأصوات الغمز واللمز حتى بمراسم الجنازة فلا نقدر ولا نعي ولا نستوعب إلا من رحم ربي .
                  وهذا بالطبع يدخل في تعاليم التربية والمؤسف أننا من أمة اقرأ ولا نقرأ !!
                  في الأخير لا يسعني إلا شكرك لتفاعلك البناء المثمر الذي أبعد سحابة كانت هنا
                  وأثني فيك هذه الروح الجميلة والخلوقة في ادارة الحوار بأسلوب شيق يستحق الاشادة
                  والاعجاب لما يحمله فكرك الواعي والراشد وحسن انتقاؤك للألفاظ لايصال المعنى للجميع
                  كي تعم الفائدة /
                  كما لا أنسى أن نظرتك الذاتية لها احترامها ومكانتها بين كوكبة الإبداع في هذا المجال
                  وأهمس لك أن قصة السروال المرقع من أجمل القصص .
                  كن بخير وسلامنا للأحبة في سطيف العالي .
                  تحيتي ملؤها الاحترام والتقدير .
                  التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 08-11-2013, 18:06.
                  http://douja74.blogspot.com


                  تعليق

                  • خديجة بن عادل
                    أديب وكاتب
                    • 17-04-2011
                    • 2899

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عكاش مشاهدة المشاركة
                    (القصيرة جداً) مظلومة
                    الحقيقة أنّي كنتُ بصدد إعداد مقال لهذه (الندوة الحواريّة الأدبيّة) التي أقمتموها، وأنجزتُ مُعظمه، لكنّي وجدته أخيراً (ثقيلَ دمٍ) وطويلاً طولاً مُفرطاً، لا يلائم ندوتنا هذه، فاحتفظت به لمناسبة أخرى، وأتيتكم لاهثاً أهرول ملبّياً النداء الذي رفعت الأديبة (خديجة بن عادل) عقيرتها به، لبّيتُ النداء مع أنّي لاحظت فيه التّحيّز مسبقاً منذ ندائها الأوَّل، فسبحان ربّي .. ما هو مخبوء في أعماق الفؤاد، تشي به زلّات اللّسان)، بَيْدَ أنّي على ثقة أنّها بعد قليل ستجد نفسها إلى جانبي تهتف معي:
                    • نعم للحقّ الواضح، وبُعْداً لِلَّبس والملبّسين.

                    1-ما الذي دعا بعضَ المُبدعين إلى الإعراض عن الرواية إلى القصّة القصيرة؟. أسباب عدّة منها وأهمّها: ما تقوله الرواية ُبصفحاتها المئين يمكن أن تقوله (القصّة القصيرة) بصفحتها أو بِضْع صفحاتها، ثمَّ فَرَض العصرُ وسرعةُ تطوّره مزيداً من الإيجاز، فكانت (القصّة القصيرة جداً)، إذن الغاية الأهمّ هي: سرعة الوصول إلى (المغزى)، سرعة تبليغ (الرسالة)، والفرق بين زمن قراءة (القصّة القصيرة)، وزمن قراءة (القصّة القصيرة جداً) هو دقائق معدودة، فإذا كان الوصول إلى (المعنى) يتطلّب منّي قراءة الـ (ق ق ج) مراراً وتكراراً، وأن أُقلّب بعدها بصري في النجوم طويلاً، وإن كانت نجومَ الظُّهر، لعلّي أهتدي إلى مغزى ما قرأت ، أكون قد هدرت من الوقت ما يعدل وقت قراءة القصة القصيرة أو أكثر، فماذا حصدتُ؟! ولماذا عَدَلْتُ إذن عنِ (القصيرة) إلى (القصيرة جداً)؟!
                    2-القارئ المُتلقّي: (الأديبة خديجة بن عادل) تُردّد بين الفترة والأخرى ما معناه: - ما جريرة القاصّ إذا لم يحسن القارئ قراءة النّص؟!
                    حتّى إنّها لتوشك أن تقول:
                    - إذا كان القارئ المتلقّي (غبيّاً لا يفهم) فما ذَنْبُ القصّة وما ذنب القاصِّ؟!.

                    أقول: مقولةُ (الفنّ للفنِّ) و(الأدبُ للنخبة الممتازة)، مقولةٌ عفّى عليها الزمن، ولم يعد لها في عصرنا مكان، الآن نرفع شعاراً حفظه النّاس عن ظهر قلب: (الأدب للحياة)، من حقّ القارئ أن يجني ثمار قراءته، وإلاّ فنحن متآمرون عليه ..نسرق وقته بلا وجه حقٍّ، ونحن نعرف أنَّ (الأغبياء) لا يقرؤون، بل إنَّ معظم مثقَّفينا لا يقرؤون، دعك من البُلهاء والجهلاء ...
                    فإلى محكمتكم الموقّرة أرفع شكواي التالية: إنّي أتّهم كلَّ كاتب يُعَمّي على القارئ ما يقرأ، بأنَّه يُلبّس عليه، ويَتعمَّدُ تضليله، وأنا أدرك أنَّه يلوذ بالتلاعب بالألفاظ، ليواري قحط فِكْرِهِ، وسُقْمَ طروحاته، فلو كانت أفكاره ومواقفه صحيحة إيجابيّة لوضعها في طبق ناصع تتعاورها الأضواء من أربع جهاتها، ثمَّ لأعلن بعدها:
                    -هاؤم اقرؤوا كتابيه.. تلكم (مبادئي) وهذه (أفكاري)، وتلكم (رسالتي)، فمن وجد فيها هناةً أو لمس في نسيجها وَهَناً، فَلْيَسْقني كأسَ الحنظل، جزاء وفاقاً لما جنت يداي.
                    3- هل الرمز والمجاز والاستعارة أحاجٍ؟: حاشا وكلاّ، من قال هذا يا سادة ؟.ما يقول هذا عاقل،الرمز والمجاز و .. وَشْيٌ يزركش الكتابةَ، كما يُوَشّى الثوبُ بالتطريز وخيوط الذهب، (البيان والبديع) يكسوان النتاج الأدبيّ ثوباً قشيباً يرفعانه إلى أن يصدق فيه قول رسولنا الكريم: (إنَّ من البيان لسحراً)، المشكل يا سادة يكمن في (الغموض) الذي يكتنف إنتاج بعض الذين يكتبون، (الغموض) في صياغة الإنتاج الأدبي، حتّى أمسى التفاضل بين الأعمال في وَفْرَةِ (الغموض) فيها أو قلّته أو انعدامه، وأُهمل بذلك الجانبُ الأهمّ والأَوْلى (جانب المضمون)، جانب (المغزى) جانب (الثمرة).
                    4- فأين يكمن نجاح الـ (القصيرة جداً)؟ 1- يكمن في قِصَرِها، 2- في رسالتها التي يجب أن يضع القارئ يديه عليها واضحة بجلاء، فمن شاء منكم التعرّف على القصة القصيرة جداً، في هيئتها السويّة فهاكموها أمامكم بقلم عضوة اتحاد الكتّاب العرب السيّدة (وفاء خرما):
                    بيت في بروكلن
                    صدمته درّاجة ناريّة
                    نال تعويضاً عن إصبعه المكسورة، أقام به دعائم بين صغير.
                    ولكي يبني سقف ذلك البيت، أشرع صدره في وجه سيّارة مسرعة.
                    انتهت
                    هذا ما يسمّيه النقّاد (القصّة القصيرة جداً)، هذه هي بكلّ خصائصها وميزاتها، وبهائها، صاحبة رسالة أبلغتها بكلّ أمانة وجلاء.
                    لم تلجأ القاصّة إلى التلاعب بالألفاظ، لم توهم القارئ أنَّها عميقة الغور لدرجة أنَّ القارئ يجب أن يكون جهبذاً فِطَحْلاً حتّى يهتدي سبيله إلى الدرّة المكنونة المتوارية في أعماق تلك الصدفة المصونة .. أعلنت الكاتبة موقفها بجلاء:
                    - هاؤم اقرؤوا كتابيه: [على الفقير أن يضحّي بالكثير حتى يحصل على أبسط حقوقه].
                    أو: [لقمة الفقير غالباً ما تكون مغموسة بالدم].
                    من منكم أيّها السيّدات والسادة لم تصله هذه الرسالة؟ وهل وجد َأحدٌ منكم عَنَتاً في الاهتداء إلى هذه الرسالة؟. وهل تفرّقت تفسيراتكم لها شذَرَ مَذَرَ؟.
                    هاكم واحدةً أخرى لا تقلّ روعة عن هذه، للكاتبة نفسها، وفيها ردّ لمن زعم أنَّ الـ (ق ق ج ) لا تستسيغ الحوار:
                    أمّ وابن
                    المذيع التلفزيونيّ: لمَ سرقْتَ؟.
                    اللصّ: لأُؤمّنَ كلفة العمليّة لقلب أمّي المريضة.
                    حدّقت الأمّ بعينين مُتعبتين في الشاشة
                    تعرّفت على ابنها
                    انفجر قلبها.
                    انتهت
                    ألم تصعقكم هذه (القصيرة) جداً أيّها السادة؟.
                    قد ينبري لي الآن من يقول: أنا أريد عملاً يهزّ القارئ، يستفزّه .. يقسره على التفكير، على التأويل.
                    أقول: حسناً يا سيّدي مطلبك جاهز يملأ رفوفاً عريضة في كثير من المكتبات، ما عليك إلا أن تدخل إحداها وتقول: أريد كتاباً يضمُّ أحاجي وألغازاً.
                    خذه وأعملْ عقلك في حلّ طلَّسْماتِهِ كما يحلو لك، ويقيني أنَّك بعد جهد مرير طويل ستجد نفسك قد خرجت خالي الوفاض، لم يستقرّ منها في ذاكرتك شيء.
                    منذ أيّام قليلة كتبتُ واحدةً:
                    أُمّ
                    كانتْ تُرْضعُ وليدَها، حينَ سمعَتِ المذيعَ يقولُ:
                    -لن نُسندَ منصبَ (الرئيسِ) إلا لأرجحِنا عقلاً، وأحدِّنا ذكاءً..
                    فداعبَتْ وجنةَ رضيعِها بحنانٍ وهمسَتْ في أذنِهِ:
                    -متى ستكبرُ يا عزيزي
                    لأصيرَ: " أُمَّ الرّئيسِ " ؟.
                    *
                    واضح أنِّي أردت القول: كلّ أمٍّ بابنها مُعجبةٌ.
                    وكان بإمكاني أن أقول هذا نفسه بالصورة التالية:
                    أمّ
                    وسيماً حكيماً .. نريده رئيسنا
                    قالوا..
                    ألقَمَتْهُ ثديها ..
                    استشعرت تحت قدميها بساطاً أحمر.
                    فاشمخرّت بِهامَتِها صَلَفاً.
                    انتهت
                    فهل إذا قدّمتها بالهيئة الأولى أكون قد قدّمتُ (تقريراً مباشراً) لا يُحرّك العقل ولا المشاعر؟ وإذا قدّمتها بالإشكاليّة الثانية أكون قاصّاً مجلّيّاً ؟.
                    هُدينا جميعاً إلى الصواب، ولكلّ واحد منكم سيّداتي وسادتي كأس من المُثَلّجات مع نفحة عطر، لأنّي أرهقتكم معي لدرجة (التّعرّق).
                    انتهت
                    مرحبا بك في كل مرة أستاذ : أحمد عكاش
                    المقدمة التي تناولت عنوانها القصة القصيرة جدا مظلومة !.. لمَ ؟؟
                    بالعكس لها كيانها من بين الألوان الموجودة أدبيا وأراها لاقت رواجا جميلا
                    ونهجا يحتذى به كونها القصة السريعة وتستقطب اهتمام أعداد كبيرة من الأدباء
                    سواء النخبة المختصين أو المهتمين /
                    كما أنه لي تحفظ على ما جاء تحته سطر لأنه ليس لك الحق في قول ذلك
                    بيد أنني وضعت الموضوع تحت تصرف الجميع من أجل المناقشة
                    ولو تفضلت سيدي الكريم وأعدت القراءة بتأني ستجد أنني افتتحت الموضوع وأنا ضد
                    اقصاء لأي عمل أدبي مهما كان ضعيفا يعتمد المباشرة أم مرمز ما يصفوه بالغموض والأحجية لأن التوجه مختلف حسب الفروق الثقافية
                    والعلمية ليس لدارس الأدب كدارس الفيزياء والكمياء !
                    أما ما تقوله عن لسان الفقيرة لله '' خديجة '' ليس منطقا سليما وليس هناك أي مخبوء
                    أو نية غير أننا نتبادل المعلومة والخبرات ونحاول تقييم الأعمال وهي عملية صبر أراء
                    مع من هو مع الرمز والمجاز ومن هو ضده أي ميله للأسلوب الانشائي العادي .
                    من جهة /
                    ـــ من جهة ثانية من يدعي نضجه الفكري والأدبي دون الاهتمام بالتنظير والنقد السليم
                    يبق على نفس النهج يتقوقع داخل ذاته ولا يخرج منها أبدا فيتسم بالغرور والتمكن
                    في حين يخيل له أنه ينادي بأعلى صوته ووقتها لا يطرق إلا أذنه .
                    ....
                    أما ما ذكرت سلفا أن القصة القصيرة جدا تستدعي منا القراءة مرارا وتكرارا
                    ليس لعدم فهمنا أو لأنها غامضة كما يقال أو أنها أحجية ،!
                    بل لأن قفلة النص تثير فيك انفعالا وتخلق توترا يستدعي التأمل من جديد
                    لاستنابط الأحكام مما جاء وفي كل قراءة تتعدد فيها الاسقاطات والتأويل
                    حيث يمكن لأي متلقي التلاعب فيها حيث يعيد صياغة كلماتها المعدودة على
                    طرق شتى وبأساليب مختلفة فكما ألوح لذهنك أن القصة القصيرة جدا تعتمد لغة ' الشيفرة '
                    ليست قائمة على مدلول واحد .
                    سأعطيك مثلا هنا ومن كتاباتي الخاصة وما تعرضت له من أراء مختصين ومهتمين
                    لك أن تقرأ القليل والبقية عندك في ردود الزملاء والزميلات على الرابط ..
                    سلوى !! في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ، ختمت أسفارها بقطف من رأسه المثمرة . خُطاه الممدّدة ذهاباً واياباً كشفت خجل العباءة ؛ أتحبني ؟ : &quot; أعجوبة .. أنتِ سلوى . هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون . تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته ! &quot;.

                    ربما تتضح الصورة ويتجلى المغزى من قولي ( القراءة مرارا وتكرارا )

                    سلوى !!

                    في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ،
                    ختمت أسفارها بقطف من رأسه المثمرة .
                    خُطاه الممدّدة ذهاباً واياباً كشفت خجل العباءة ؛
                    أتحبني ؟
                    : " أعجوبة .. أنتِ سلوى . هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون .
                    تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته ! ".

                    رد قاصنا وصاحب الفضل لنا جميعا
                    في نقد أعمالنا وتحليلها فنيا وأدبيا
                    ربيع المنبر والمكان الأستاذ : ربيع عبد الرحمن
                    * سلوى

                    في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزّت وجدها ،
                    ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة .
                    خُطاه الممدّدة ذهاباً واياباً كشفت خجل العباءة ؛
                    أتحبني ؟
                    : أعجوبة أنت سلوى ، هاكِ حفنة ماء ورغوة صابون ..
                    تخلصي من الطين جففي جسدك ...حتى ذروته !

                    عند تناول هذا النص ، لا بد من التوقف ، أمام ثلاث ( الموضوع ، و المضمون و الشكل )
                    لننظر جيدا للحالة التفكيكية لهذا النص
                    و نحاول رسم معالمه من جديد ، و نرتب لغته ، على حسب ما نشتهي ، و نتصور ، سوف نلاحظ شيئا مهما ، أن هذا التفكيك الظاهر ، قادر على منحنا صياغة أخرى ، و بنفس عدد الكلمات ، و دون أن نستغني عن لفظة واحدة ، على عكس ما قد نجد في كثير من النصوص ، لأن المضمون هنا ، صنع شكله ، و بطريقة نهائية ..
                    في رغبة كأس سافرت ؛ حيث حقول البرتقال هزت وجدها ، ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة .
                    لنعيد ترتيب الكلمات أو الجمل داخل هذه العبارة ، لنرى هل تعطينا نفس المعطي ، و نفس الدلالة : حيث حقول البرتقال هزت وجدها ، في رغبة كأس سافرت .. ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة .
                    لنرى مرة أخرى : ختمت أسفارها بقطف من رأسها المثمرة ، حيث حقول البرتقال هزت وجدها . في رغبة كأس سافرت .
                    و ما قد يسري على هذه العبارة ، ربما و بالنفس الوتيرة يتلاءم ، كليا في العبارة التالية .. و في النص كله .. فهل أدى هذا إلي تغيير في الشكل ، أو في المضمون .. و اللذين يشكلان الموضوع المطروح و ما نطلق عليه ( سلوى .. أى تسلية و قضاء وقت ) .
                    و كأن كل جملة من جمل هذه القصة كائنا حيا ، قد يتنافر أو يتجاذب مع غيره من الجمل ، ليكون في نهاية الأمر المضمون ، و بالتالي يحقق الجنس الذي نحن بصدده !
                    بل ربما لا أغالي لو قلت أنه من الممكن أو المتيسر قلب النص رأسا على عقب ، بأن نجعل النهاية هي البداية ، أي قلب الأحداث و ترتيبها
                    و سوف تعطينا نفس النتيجة ، و لكن هل يظل الشكل هو هو ، أم تتغير ملامح الجينات التي كونته ، فمن الممكن أن يكون أكثر تماسكا ، و ربما العكس .. و هذا النوع من القصص ، يحدث إدهاشه من هذه القدرة على تبادل المواقع دون أن يختل المعني أو المضمون .

                    كانت غواية ما في حقول البرتقال
                    استطاعت أن تجذب فراغها
                    و رغبتها في الاغتواء
                    بعد أسفار عدة

                    و مكمن هذا الاغتواء كان رؤوس حقول البرتقال
                    إذ المسألة تبدو فيها عقلانية ما
                    و لكن لفظة كأس أعطت المعني صفة الرغبة الحسية للسفر و المحاولة
                    ثم بعد ذلك
                    تأتي الجملة الفيصل في الأمر : " خُطاه الممدّدة ذهاباً وإيابا كشفت خجل العباءة .
                    رغم أنها ذكرت في أول النص كلمة كأس ، التي تعني في العربية ، ربما التغنج أو الاسترواحة أو الشرب كمعني واضح ، إلا أن خفرا ما كان مايزال يحكم العلاقة ، كشفت خطاه المترددة و الملحة ذهابا و إيابا خجل العباءة !
                    أحسسنا هنا بحميمية البطلة الساردة لهذه الحالة التي سكنت داخلها
                    ثم يأتي السؤال : " أتحبني ؟! ".
                    ليكشف حجم الخداع و الزيف ، و أنها ما كانت سوى سلوى بعد جراح أو هزيمة ما !
                    لن أزيد رغم أن عندي الكثير لأضيفه هنا
                    و لكن .. قصتك أستاذة خديجة هي التي أرغمتني على هذا الحديث
                    شكرا لك و لتلك القصة التي أعادتني إلي حالة أحببتها دائما ، أن اعيش بين يدي الكشف لأرى جيدا !

                    رد الأخت والأستاذة القديرة
                    صاحبة المجاز والرمز والتكثيف الممتازة في صيغة الققج
                    آمال محمد .
                    لا بد لخديجة أن تأتي بنص فيه
                    المجاز... سيدا
                    قد قال الكأس أول الحكاية ...شهوة النبيذ والجسد
                    والذي انتهت بقطف الثمرة
                    استقرت في أعماقنا منذ الأمس وحتى الحاضر
                    وهذه الكلمة تحاصرنا (أحبك)
                    كم سقطنا فيها آثمين
                    لا نخلص إلا بالماء الطاهر وصابون أعمالنا وصلاتنا
                    قصة محكمة
                    دارت فيها الكأس منتشية حتى الذروة
                    شكرا لك

                    ......
                    وبما أنك تتعمد وتلح أن تذكر على لساني ما لم أقوله ليس من صفاتي ولا طباعي
                    نعت الزملاء والزميلات '' بأغبياء '' لأنهم ربما يعرفون شخصي أكثر من فكري ولي
                    معهم أراء واهتمام بأعمالهم أدلي برأيي وأقول الجانب السلبي قبل الإجابي
                    ليس علوا أو لأن كتابتي تخلو من الأغلاط بل ببساطة لأنهم يثقون فيما أقول
                    وأعطي انطباعي دون تحيز وأساعد وأقدم وجهة نظري وأعيد تشكيل القصص
                    مع بعضهم وحتى أستاذنا الكبير وقاصنا المتمرس ربيع عبد الرحمن في كثير من الأحيان
                    نقوم بتشريح أعماله مع الأستاذ : فاروق طه الموسى ببساطة متناهية نحن هنا
                    مرآة للبعض نتناقش ونتحاور من أجل هدف واحد مشترك هو ( ق ق ج )
                    أعود وأكرر وأقول أن الله سبحانه وتعالى هو من وهبنا هذا التفاوت في الوعي
                    والمعرفة فيه من ثقافته واسعة شملت من كل بستان زهرة ( مابين العالم الغربي والعربي )
                    ومن يكتفي بأزهار بستانه من قاموسه اللغوي وتجاربه الذاتية ( فيكتفي بمحيطه الجغرافي )
                    من المفروض أن نحمد الله ونشكره صبحاً وعشياً
                    والمقصدية من قولي هذا إلا أننا كما ذكر الأخ بسباس عبد الرزاق لا يمكن للقاص أن ينزل من مستواه بل على القارئ الصعود تدريجيا حتى نصل غايتنا في كتابة هذا الفن الأدبي المستحدث . وكما شرحنا مطولا أن الرمز أصبح في متناول الجميع لأنه مستنبط من كتاباتنا .
                    ......
                    مقولة '' الفن للفن '' هي امتداد للمذهب ((البرناسي)) يدعو إلى اعتبار الأدب '' غاية '' في
                    حدّ ذاته ، وإلى الإمتناع عن استعماله وسيلة لعلاج القضايا الإجتماعية والسياسية
                    وهذا المذهب يرى أن الأدب ينبغي أن ينتج بعيدا عن الاعتبارات الوطنية حيث يقول
                    أحد زعماء هذا القول '' الفن للفن '' (( تيوفيل جوتيه)) يجب على الشاعر أن يرى الجوانب الإنسانية وأن يفكر فيها من خلال نظرته الخاصة دون أي مصلحة اجتماعية أو مذهبية .
                    ــــ أما الأدب للنخبة الممتازة صراحة فيها قول لأن الكتاب المهتمين والمبتدئين مثلنا
                    لا يمكن لهم تلمس الطريق الصحيحة دون اللجوء لأراء النخبة فمنهم نستزيد ونأخذ المشورة
                    لأنهم أعلم وأقدر على بناء هأسس نسير عليها من أجل كتابة القصة القصيرة جدا بفنية
                    عاليه ألا توافقني الرأي ؟؟!ا
                    وهل برأيك من فنى عمره في القراءة والمطالعة والنقد والتحليل وتحصل على شهادات عليا
                    كمن له ديبلوم هندسة معمارية أو ميكانيكي مثلا /
                    أجزم أننا دون نقدهم ونصحكهم لن نتقدم خطوة نبق ندور في حلقة مفرغة
                    ننتشي بالمجاملات الكاذبة ونستسيغ التصفيق والتهليل فلا نطمح إلا مافوق رؤوسنا
                    أي كاتب يريد لعمله نجاحا لابد أن ينصت للنقد البناء الذي يزيد من بناء سرده القصصي
                    ونحن دونهم لا شيء . فمثلا على ذلك بملتقانا هنا نخبة لا يستهان بها
                    عندما نجد أحدهم بأي موضوع نسعد ونفرح جدا بمجرد إلقاء التحية فمابالك
                    ان تبنى فكرة القصة وناقشها وحللها فهذا يوم السعد طبعا .
                    أما ماتقوله عن التضليل وغير ذلك لقد وصلتنا رسالتك ولنا حرية قبولها أو رفضها
                    لكن تأكد أن كل من مر من هنا و باسمي شخصيا سأهديك وردة لأننا نحب لغة السلام
                    والبياض لغة الإخضرار والزرع لغة المحبة والاحترام لا كؤوس الحنظل !

                    شكرا لحضورك وتفاعلك وجلب لنا أمثلة من قصص زملاء الحرف والبيان .
                    تحياتي واحترامي .
                    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 08-11-2013, 19:27.
                    http://douja74.blogspot.com


                    تعليق

                    • خديجة بن عادل
                      أديب وكاتب
                      • 17-04-2011
                      • 2899

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة فاطيمة أحمد مشاهدة المشاركة
                      موضوع رائع ومداخلات رائعة ..شكرا للأدباء وأديباتنا الأفاضل من كانوا هنا .. أتابع ما أمكنني .. ولي شرف القراءة

                      مما كتب أ. أحمد عكاش، راقني واخترت هذان المقتطفان






                      تحياتي وتقديري للجميع
                      أهلا بالعزيزة فاطمة دائما
                      حضورك بالتفاعل والمتابعة ينم عن اهتمامك الكبير والسعي للأجود فالأجود
                      وأنا بدوري أحييك ...وستظل وجهات النظر مختلفة أبد الدهر
                      وسنبق على احترامها / كوني بخير أيتها الجميلة روحا وفكرا
                      تحياتي .
                      http://douja74.blogspot.com


                      تعليق

                      • أحمد عكاش
                        أديب وكاتب
                        • 29-04-2013
                        • 671

                        #41
                        [لكن تأكد أن كل من مر من هنا و باسمي شخصيا سأهديك وردة لأننا نحب لغة السلام ]

                        وردة ؟! لا يا سيّدتي، لا أقبل وردة..
                        أنا قدّمت لكلٍّ منكم (كأس مُثلّجات)،
                        وعطّرتكم بأفضل ما عندي من عطور..
                        وأنت تُقدّمين لي (وردة) يتيمة ؟!
                        أريد (طاقة ورد)..
                        طاقة ورد، أضعها في المزهريّة على الطاولة أمامي، أسقيها وأُعنى بها ..
                        يفوح لي عطرها، ويُمتّعني مرآها كلّ حين ..
                        إن كنتُ أنا لا أستحقّ أكثر من (وردة)، فإنّك أنت كريمة ..
                        لِيَكنْ عطاؤك رائعاً مثلك، وليس ... مثلي.
                        لك شكري.

                        يَا حُزْنُ لا بِنْتَ عَنْ قَلْبِي فَمَا سَكَنَتْ
                        عَرَائِسُ الشِّعْرِ فِي قَلْبٍ بِلا حَزَنِ
                        الشاعر القروي

                        تعليق

                        • خديجة بن عادل
                          أديب وكاتب
                          • 17-04-2011
                          • 2899

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة حارس الصغير مشاهدة المشاركة
                          أثني علي ما قاله الأستاذ/أحمد عكاش
                          فلقد قال الكثير والكثير
                          كدت في يوم من الأيام أن أرمي بالقلم بحثا عن النص شديد الغموض
                          في النهاية رضخت لما يؤمن به قلمي ويبعث رسالة بعيدا عن الغموض والتكلف
                          في رأي أن ما يصل لقلب القاريء ما يحرك سريرته دون تكلف كالمرأة المبهرجة قد تلفت نظرك للحظة لكن يبقي عالقا في ذهنك المرأة الجميلة الجمال الطبيعي.
                          تحيتي وتقديري
                          أهلا بك مجددا أخي الكريم حارس الصغير
                          يبدو أنك أخذت مفهوم خاطئ عن القصص التي تحتوي الرمز
                          بل هي قصص صيغت بأسلوب مكثف يختصر المعنى والرسالة
                          وتقدم بأسلوب فني مشوق / والمطلوب منك هو الإيمان بأفكارك وبلورتها
                          بأسلوبك الخاص لتقدم سرد قصصي مكتمل وليس عيبا أن نطور من فكرنا
                          وأن نقوم ما يمكن تعديله وانتهاجه لوصول الهدف ولو أنني أكذب عليك إن قلت
                          أن غالبية القصص تتوفر بها جميع الخصائص لأنه فن صعب ولا يكتبه إلا متمكن خبير
                          أما عن الغموض بعض الشيء فهو محبب ليبق العمل ضمن القراء ات لأن التفسير
                          للأعمال حرق لها /
                          ونصيحتي جمال المرأة ليس في مضهرها الخارجي بقدر ما يحتويه قلبها وفكرها
                          فالجمال الروحي أكبر بكثير /

                          تحياتي الأخوية وتسعدني متابعتك وتواصلك .
                          التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 08-11-2013, 20:14.
                          http://douja74.blogspot.com


                          تعليق

                          • خديجة بن عادل
                            أديب وكاتب
                            • 17-04-2011
                            • 2899

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                            الأخت الأديبة أم لؤي، خديجة بَنْعَادل،(*) تحية طيبة لك و لكل من شارك في موضوعك برأي أو فهم أو وجهة نظر و كل سنة و أنت و من تحبين بخير وعافية بمناسبة حلول العام الهجري الجديد.
                            ثم أما بعد: القصة القصيرة جدا أو غيرهما من الأنواع الأدبية المختلفة "اجتهاد" بشري أو هو إبداع فني إنساني و ليس من العلوم الرياضية الدقيقة و لكل واحد أن يبدع فيها كما يحلو له بدون النظر إلى الأقوال أو الأحكام المتشددة للمنظرين أو النقاد المتحيزين، و قد مرت القصة القصيرة نفسها قبل القصيرة القصيرة جدا بمراحل كثيرة إلى أن وصلت أوجها على يد، أو بقلم، الأديب الفرنسي الشهير "غي دي موباسان" Guy de Maupassant تلميذ الأديب الخبيث الحاقد الفرنسي كذلك غسوتاف فلوبير Gustave Flaubert لعنه الله و أحرقه في جهنم، اللهم آمين يا رب العالمين.
                            إذن، لا ضرر في أن يجتهد الكاتب في إبداعه أي نوع من الأنواع الأدبية ما دام يهدف إلى التعبير عن كوامن نفسه بصدق و أن يوصل إلى المتلقي ما يرد أن يصله و اللبيب بالإشارة يفهم في كل مجال من مجالات الإبداع الأدبي و هنا أحب أن أحيلك إلى موضوعي "الأنواع الأدبية: تصنيف جديد"
                            هنا في الملتقى الأدبي أو في الآخر الفكري في الرابط التالي:
                            http://www.almolltaqa.com/ib/showthread.php?28683-%C7%E1%C3%E4%E6%C7%DA-%C7%E1%C3%CF%C8%ED%C9-%CA%D5%E4%ED%DD-%CC%CF%ED%CF
                            و قد نوقش "التصنيف الجديد" مطولا و بحدة هناك.
                            و باختصار أقول كما قيل قديما إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده فلا ضرر ولا ضرار في الكتابة الأدبية فلا نكثر من الرموز و المعميات و المُُلغِزات حتى لا نقع في "الطلسمات" باسم الفن و الأدب و الإبداع و لا في ضدها "المبتذلات" باسم الوضوح و الصراحة.
                            و هنا أجدني مضطرا لإعادة كتابة ما نشرته هنا في بداياتي في النشر العنكبي في الملتقى الأدبي تحت عنوان "العود الحقود" أنقلها كما نشرت أول مرة في عام 2009 فقراءة ممتعة.
                            **********
                            العُودُ الحقودُ !


                            عودُ كبريت ضئيل، نصفُه محروق، مُلقىً على الأرض.
                            ساءه حالُه و أراد الانتقام لما يراه ضاع من تـالد الإضِّ (*).
                            تذّكر إذ كان شجرةً وارفة الظل، باسقة الطول، بيّنة العُرض.
                            و في نفسه بحقد قال:
                            " أحرقتُ بلا رحمة، و بازدراء طرحتُ، أهكذا يُجْزى من قام بالفرض (؟!)
                            سأنتقم ! نعم سأنتقم من الجــاني و أهلـه، و سـأُحرقُ من في الأرض (؟!!!)
                            و بين الغُثـاء واصل تدبيره و الخادمُ تكنسُه بالطـــول ثم ...... بالعُرض !

                            البُليْدة يوم الإثنين 16 فيفري (شباط) 2009.
                            ___________
                            (*) الإضُُّ (بتشديد الضاد)= الأصلُ.

                            **********
                            إذن، أختي أم لؤي، مارسي هوايتك الأدبية بكل حرية ما دمت تهدفين إلى إفادة القراء و ليس الفوز بالجوائز و الحوافز و لا عليك إن فهم قراؤك ما تقصيدن فالعيب فيهم إن تجنبت ... عيوبك الشخصية و أولها، إن وجد، الضعف اللغوي و الضعف السردي أو إن شئت فقولي الضعف في التحرير و التحبير و التعبير و قبلها في التفكير ؛ هذا ما عن لي قولها هنا و الآن و لعلي أعود إلى ما قيل قبلي.
                            تحيتي و تقديري و تأييدي غير مشروط لما تقولين إن كان معك الحق طبعا.

                            ـــــــــــ
                            (*) كتبت لقبك هكذا قصدا حتى يتلاءم مع العربية و لقب ... المرأة فيها و إلا كان علينا ذكر اسم أبيك ثم كتابة "بن عادل" صفة له فمعذرة إن أنا شوهت لقبك شيئا ما.
                            مرحبا بأستاذنا القدير والأخ الكريم حسين ليشوري
                            وبمقدم أهل الورود البليدة الغالية في تفضلهم بالتفاعل المثمر الذي يغني ويزيد
                            أولا شكرا على التهنئة وكل سنة وأنت بخير وكل أهلك وذويك
                            أأمل أن تكون فاتحة خير وأن تكون ولادة كتاب جديد من مجموعتك القصصية
                            بعد اصدارك العدد الأول '' القلم المعاند '' .
                            .....
                            أفهم من خلال مشاركتك أنك مع الرمزية في القصة القصيرة جدا لكن دون تضليل
                            للقراء ودون المبالغة فيها كي لا يشتت فكر المتلقي .
                            لكن أستاذي الفاضل السؤال الذي يطرح نفسه هنا
                            هل الكاتب مجبر في بعض الأحيان فك رموزه كي يصل المتلقي المعنى ؟
                            مثل ما حدث مع قصتي '' نصر ثلاثي ''
                            أم يحتفظ بالفحوى لنفسه حتى وإن لم يصل حدّها القراء ؟
                            يردد كثيرا من بعض القراء والأدباء والنقاد أن الأدب للنخبة فات زمنه
                            هل توافق هذا القول ؟
                            .......
                            رغم قصصك القصيرة التي تعتمد الوضوح ودقة اللغة والحبكة الجيدة إلا أنني أجدها
                            لا تعتمد على الرمزية والتكثيف بقدر ما هو في القصة القصيرة جدا
                            تطلعت لبعض أعمالك في هذا الجنس الأدبي وجدتك تكتبه برمزية عالية وبجودة لآمتناهية حيث أن قصصك توفرت فيها سلامة اللغة ودقة اللفظة الدالة مما يخرجك
                            بعض الشيء من نمطك الكتابي المعروف وهذا من منظوري أسلوب فني جديد
                            أعطى قراء ات واسقاطات مختلفة ووجدت ذلك سواء بهذه القصة أو '' كرم '' ، '' نقطة '' ،'' صريع '' كلها تعتمد رمزية مغلفة لن يصلها إلا من هو في براعة أو يجاري أخي حسين
                            ثقافة أو بعضا من علمه بأصول اللغة وصراعات الحياة من مشاكل اجتماعية وسياسية .
                            /
                            كما يحضرني اللحظة بأحد المرات ردا لك بقسم صيد الخاطر عن خاطرة ما
                            تذكر فيها أنك لم تفهم ما جاء فيها لأنها اعتمدت كما يعرف أسلوب نثري بحت
                            هل نفهم أن القصائد النثرية لا تستهويك ؟
                            أم يجوز القول عنها مازاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده ؟
                            لأنها تعتمد أسلوب شاعري مرمز ومكثف مبالغ فيه .
                            أما قصة '' العود الحقود ''
                            قصة ققج ممتازة واعتمدت في أسلوبها الرمزية كما اللغة الشاعرية .
                            توصل رسالة عظيمة للمتلقي كل حسب الزاوية التي ينظر منها .
                            عن نفسي وجدت بها الكثير وأهمها :
                            ـــــ مسألة البناء والهدم في الوظائف .
                            ـــــ مدى صلاحية الشيء '' عود الثقاب ''
                            ــــ التعرض لقضايا بيئية (كحرق الغابات من أجل مصالح أفراد )
                            ـــــ النهاية المأسوية لجماد وتحصيل حاصل .
                            ـــــــ العودة إلى القرآن الكريم .
                            أرى أن القاص بأسلوبه المتمكن أوجز لنا وأزم الحدث الحكائي وتحول لحركي
                            في وصفه للعود كيف يحقد عندما يستغل من البشر وعند انتهاء صلاحيته يخرج دائرة
                            الحسابات فينتهي بالكنس في سلة النفايات ويكأننا لم ننتفع منه / بمعنى هي مسألة
                            معارضة من جماد في ذروة احتضاره يقدم لنا النفع ونحن لا نقدر !!
                            ....
                            هذا ماجال بفكري الآن ولو أن الرمز هنا يضفي ولا يلغي
                            يدعو المخيلة للتحليق أكثر وفي فضاء ات أوسع وهذا ما أقول من كلامي
                            القصة القصيرة جدا تقبل تعدد التأويل فلا تستقر على مدلول واحد .
                            ....
                            أستاذي القدير حسين ليشوري لاشك أنني سأتطلع لما جاء في الرابط من تصنيف
                            من أجل الإستزادة والنفع وسأعمل على البحث عنه لأن الرابط لا يعمل
                            أما عن إسمي فكما لايخفاك نحن بالجزائر لنا كنيات مختلفة
                            ووقت الإستعمار الغاشم شتت العائلات مما أصبح للعائلة الواحدة انقسامات كثيرة .
                            ولو استعملت كما بالمشرق الإسم الثلاثي والرباعي يصبح هكذا
                            خديجة بنت الشريف بن ابراهيم هههه أي غاية ما أصل بن عادل حتى الجد السادس
                            وبنعادل كماكتبت كذلك جميلة تقبل تحياتي الأخوية ومثلما ذكرت الإختلاف في الرأي وارد ونحن نتبادل المعارف من ذوي الخبرة أمثالكم من النخبة التي نعتز ونفخر دائما بهم
                            إذا سأنتظر حضورك الحازم والحاسم كما عودتنا
                            لذلك الحين تقبل مني فائق التقدير وسلام لؤي لجده الغالي حسين .
                            التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 11-11-2013, 12:12.
                            http://douja74.blogspot.com


                            تعليق

                            • خديجة بن عادل
                              أديب وكاتب
                              • 17-04-2011
                              • 2899

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز عيد مشاهدة المشاركة
                              الأستاذة القديرة خديجة بن عادل ، تحياتي لك وبعد .
                              عندما أدخل القسم الأدبي أمر على قسمين مفضلين لي أحدهما القصة ، والقصة القصيرة تحديدا ، وذلك لما تتميز به الأخيرة من غموض ورمزية ، بحيث تترك الحرية للقاريء في أن يفهمها حسب رؤيته وحسب منهجه الفكري ، وهذا ما يروق لي ويعجبني .

                              ولذا اختلفت مع بعض السادة الأدباء أحيانا في قراءتي لبعض قصصهم ، نظرا لوضوحها وتعبيرها الضمني أو الأقرب للصراحة عن توجههم الفكري أو السياسي .

                              ومن ثم أرى أنه كلما كانت القصة القصيرة مغرقة في الرمزية كان ذلك نجح وأفضل لها .

                              تقبلي مودتي .
                              أستاذي القدير عبد العزيز عيد
                              كم سرني هذا الحضور وهذا الرأي الصريح
                              الإختلاف في الرأي كما يعرف لا يفسد للود قضية ومنه نكسب المعارف
                              وتصقل المواهب وتتجدد الخبرات وتتضح الرؤية
                              فالإنسان لابد أن يكتسب كل يوم الجديد الذي يزيده نفعا من مطالعته
                              أما عن الميولات ففيه اختلاف كبير فيه من يجد نفسه إلا بالقضايا السياسية
                              والمواضيع الوطنية وفيه من يفضل القضايا الإجتماعية والنفسية .
                              وبما أنك تطرقت للقصة وأنك تفضل دخول الملتقى من أجل قسمين لا ثالث لهما
                              فأين تكمن القصة القصيرة جدا كجنس فني جديد عند الأستاذ عبد العزيز عيد ؟
                              وهل تستهويها ومعجب بها أم أنك تفضل البقاء على الوفاء للقصة والقصة القصيرة فقط ؟
                              لحين عودتك تقبل مني كل احترام وتقدير
                              http://douja74.blogspot.com


                              تعليق

                              • عبد العزيز عيد
                                أديب وكاتب
                                • 07-05-2010
                                • 1005

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
                                أستاذي القدير عبد العزيز عيد
                                كم سرني هذا الحضور وهذا الرأي الصريح
                                الإختلاف في الرأي كما يعرف لا يفسد للود قضية ومنه نكسب المعارف
                                وتصقل المواهب وتتجدد الخبرات وتتضح الرؤية
                                فالإنسان لابد أن يكتسب كل يوم الجديد الذي يزيده نفعا من مطالعته
                                أما عن الميولات ففيه اختلاف كبير فيه من يجد نفسه إلا بالقضايا السياسية
                                والمواضيع الوطنية وفيه من يفضل القضايا الإجتماعية والنفسية .
                                وبما أنك تطرقت للقصة وأنك تفضل دخول الملتقى من أجل قسمين لا ثالث لهما
                                فأين تكمن القصة القصيرة جدا كجنس فني جديد عند الأستاذ عبد العزيز عيد ؟
                                وهل تستهويها ومعجب بها أم أنك تفضل البقاء على الوفاء للقصة والقصة القصيرة فقط ؟
                                لحين عودتك تقبل مني كل احترام وتقدير
                                في الحقيقة أنا مجرد معجب بالقصة عموما - أستاذة خديجة - وبالقصة القصيرة منها بصفة خاصة ، للأسباب التي أوردتها في مشاركتي السابقة وذلك على الرغم من جهلي بفنياتها ، كاعجابي بالشعر على الرغم من جهلى بقافيته ووزنه .
                                تحياتي .
                                التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز عيد; الساعة 18-11-2013, 18:37.
                                الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X