هايكو ليشوري: لمحات خاطفة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #76
    المشاركة الأصلية بواسطة فرناندز حكيم مشاهدة المشاركة

    تأكد يا أستاذي الفاضل أني ..أعشقُ فيك صدقك، و طيبة قلبك .. و كل ما مر يوم إلاّ و أحببتك في الله أكثر ... جزاك الله الجنّة ...
    أحبَّك اللهُ الذي أحببتني فيه أخي العزيز فارنادز.
    أما فيما يخص الصِّدق فما يصح إلا الصحيح كما يقال و أما طيبة قلبي فهذا من طيبة قلبك أنت،
    و "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف" أو كما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم.
    أشكر لك أخي فارنادز تفاعلك الإيجابي الذي يُغني و لا يُلغي.
    تحيتي و محبتي.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #77
      المشاركة الأصلية بواسطة العنود محمد مشاهدة المشاركة
      متابعة بهدوء

      لهذا الفن الأدبي الغريب نوعاً ما عن ثقافتنا العربيَّة الأدبيَّة
      دمتم بنقاء.
      العنــــــــود
      أهلا بالعنود، شاعرتنا الرقيقة، و عساك بخير، و الحمد لله على عودتك بعافية بعد غياب ملحوظ.
      نعم، هو فن أدبي غريب عن ثقافتنا العربية العريقة، لكنه فن جميل، و الجمال لا حدود له و لا قيود و لا سدود، إنه الجمال و كفى.
      كما أن الهايكو haïku ضرب من الشعر الياباني كـ "الرانكو" renku و "التانكا" tanka، و يمتاز "الهايكو" باقتضابه و تراكب صوره في 17 مقطعا فقط، و هو يسجل لحظة خاطفة بواقعية كاملة، و هذا التكثيف اللفظي يجعل من "الهايكو" رياضة فكرية و لغوية ممتعة، و إن محاولة تتطويعها للعربية مغامرة أدبية أخرى.
      أشكر لك، أختي الشاعرة العبود، حضورك الطيب و الذي تأخر شيئا ما.
      تحيتي و تقديري.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • نادين خالد
        طالبة جامعية / سنة أولى
        • 09-04-2014
        • 460

        #78
        هايكوو رائع أستاذي
        ما نَسَجتَهُ هنا قد أفاض على رُقِيِّ هذا الفَن رُقِيِّاً من عَبَقِ كلماتك الراقية
        فزادت كماتك من جمال الهايكو ♣
        أستاذي القدير .. منكم نستفيد
        تحيااتي وتقديري ..
        لفلسطين أنا ولفلسطين أنتمي ...

        تعليق

        • العنود محمد
          أديب وكاتب
          • 04-01-2014
          • 2851

          #79

          ,

          جميل أن يلاحظ
          من قبل أصحاب القلوب الطيبة غيابك


          والأجمل هو أن تستشعر هذا
          من كلماتهم ذات النبرة الصادقة

          فبقناعتي الشخصيَّة
          حتى للكلمة نبرة حالها حال الصوت


          يكفل لها ذلك الشعور الذي تمتلكه
          والإحساس الذي يكفل بإيصالها لقارئها

          دمتَ بروعتك وروعة حرفك
          وثق تماماً
          لم أتأخر وكنتُ أول من يقرأ
          لأديبنا وأستاذنا حسين ليشوري

          ,

          ,

          العنـــــــود


          التعديل الأخير تم بواسطة العنود محمد; الساعة 17-04-2014, 13:42.

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #80
            المشاركة الأصلية بواسطة حور العازمي مشاهدة المشاركة
            أرى نفسي بعينيكَ
            وأراك بقلبي
            بعينيك أرى نفسي،
            و أراك بقلبي قبل عيني،
            فأنت أنا.
            *****
            فما رأيك أختي حور ؟
            و هذا "الهايكو" يمكن قراءته في الاتجاهين معا.
            شكرا على الحضور، يا حور، و على التفاعل العملي الإيجابي.
            تحيتي و تقديري.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #81
              المشاركة الأصلية بواسطة نادين خالد مشاهدة المشاركة
              هايكوو رائع أستاذي
              ما نَسَجتَهُ هنا قد أفاض على رُقِيِّ هذا الفَن رُقِيِّاً من عَبَقِ كلماتك الراقية
              فزادت كماتك من جمال الهايكو ♣
              أستاذي القدير .. منكم نستفيد
              تحياتي وتقديري ..
              أهلا بك نادين و عساك بخير في كل حين.
              العفو، أختي الكريمة، أنا هنا أتطفل على الهايكو، أو الهايكوو كما كتبتِها، فلكل فن ثقافته الخاصة التي ينطلق منها ليعود إليها في النهاية.
              الهايكو، أو الهايكوو، ضرب من الشعر الياباني له خصائصه و شروطه و أدواته، و قد أحببت الكتابة فيه تحديا لنفسي و قد عرفته عام 2007 لكنني عامها لم أكتب فيه و لم أحاول كما سبق لي قوله هنا إلى أن مال الخاطر إليه مؤخرا.
              اللغة العربية هي لغة الجمال و الفن و الإبداع و التصوير الجميل و التعبير النبيل لما فيها من ثراء لفظي و معنوي ليس في غيرها من لغات العالم كلها، فلماذا لا نُطوِّع الهايكو، أو الهايكوو، إلى اللغة العربية الجميلة ؟ هذه هي فكرتي و هذا هو مرادي و آمل أن أجد عند القراء، و قد أبدوا اهتمامهم بما أكتب في الهايكو، ما يحفزني على مواصلة المحاولة إلى أن نصل جميعا إلى مستوى عالمي، باللغة العربية، في هذا النوع الأدبي الياباني الراقي و الرقيق و الدقيق و العميق معا.
              أشكر لك، يا نادين، حضورك الجميل و تعليقك النبيل الذي زادني ثقة في مواصلة السعي في المشروع الذي ذكرته لك.
              تحيتي و تقديري.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #82
                المشاركة الأصلية بواسطة العنود محمد مشاهدة المشاركة
                (...) فبقناعتي الشخصيَّة حتى للكلمة نبرة حالها حال الصوت يكفل لها ذلك الشعور الذي تمتلكه و الإحساس الذي يكفل بإيصالها لقارئها

                أهلا بك العنود و سهلا مَرة أخرى و في كل مرة ألف مَرة.
                أشكر لك كلامك الطيب فما هو إلا من كرمك و نبلك.
                ثم أما بعد، لعلك لا تتصورين مدى إصابتك الحقيقة في رأيك عن "النبرة" التي للكلمات منطوقة كانت أو مكتوبة، و هذا ما يدرس في علم التواصل و في علم اللغة.
                فللنبرة دور توصيلي خطير، مهم، و لذلك يحرص الخطباء و السياسيون على التمرن على الخطابة و التدرب على إلقاء خطبهم في محاولة إقناع مخاطَبيهم ؛كما أن للصدق في الحديث نبرته العفوية التلقائية.
                أشكر لك أختي العنود حضورك و تفاعلك المشجع مع كتاباتي المتواضعة.
                تحيتي و تقديري.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #83
                  المشاركة الأصلية بواسطة فرناندز حكيم مشاهدة المشاركة

                  يورقُ الصيفُ
                  على
                  جبينِ السنابلِ
                  مناجلَ ..

                  جميل هذا الهايكو يا فرنادز فقد جعلني أرى حقول القمح و السنابل صرعى المناجل في الصيف.
                  و بيني و بينك و دعني أهمس في أذنك دون أن يسمعنا القراء أنه يمكن صياغة الهايكو الواحد مئة مرة، ففي التقاليد اليابانية يجتمع مئة شخص في مكان واحد فيصوغون الفكرة الواحدة بمئة كيفية، و هذا ما يفعله مدربو الهايكو في فرنسا مثلا في تدريبهم التلاميذ على كتابة الهايكو الذي يعرف انتشارا واسعا في العالم كله و قد تُخصص له ورشاتُ كتابة، و من هنا، ألا يمكن إعادة صياغة ما تكرمت به في نصك الجميل ؟
                  أشعة الصيف،
                  مناجل تطيح السانبل،
                  قبل الحصاد.
                  مع ملاحظة الفارق الشاسع بين شاعرية نصك المتميز بالخيالية و واقعية ما اقترحته عليك ... القاحلة الجافة.
                  تحيتي أخي فرنادز و شكري على تفاعلك المثري لهذا المتصفح مع تقديري لك و اعتذاري عن التأخر في شكرك.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • بدرية مصطفى
                    أديب وكاتب
                    • 16-09-2013
                    • 7612

                    #84
                    في الثلث الأخير من الظلال
                    لم يبقى غير رائحه
                    الموتى ..




                    الحياة كالوردة .. كل ورقة خيال .. وكل شوكة حقيقة

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #85
                      المشاركة الأصلية بواسطة فرناندز حكيم مشاهدة المشاركة

                      .. و طيفُ الشمسِ يُعانقُ البيداءَ
                      حينَ حلَّتِ الأغاني تستحيلُ إلى مطرٍ ..
                      أهلا بك أخي العزيز فارنادز و عساك بخير و عافية.
                      لقد احتاج عقلي الهرم إلى "شقلبات" لغوية و فكرية ليفهم هذا "المقلب" الفني، فما نجح.
                      الهايكو كما فهمته تصوير بسيط لمشهد بسيط بكلام بسيط.
                      الشمس و هي تغرب،
                      تودع البيداء الواسعة،
                      السماء تبكي في حزن.
                      هذا و يبقى الفن أذواقا و اختيارت و ... عيونا !
                      تحيتي و مودتي أخي فارنادز.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #86
                        المشاركة الأصلية بواسطة بدرية مصطفى مشاهدة المشاركة
                        في الثلث الأخير من الظلال
                        لم
                        يبقى (لم يبقَ) غير رائحه (رائحةِ)
                        الموتى ..
                        أهلا بك الأديبة بدرية و عساك بخير و عافية.
                        و أنا أقرأ نصك هذا فكرَّت في اختصار "نظرية" الهايكو، حسب ما توصلت إليه من إدراكٍ فيه، في معادلة رياضية أو تركيب رمزي :
                        الهايكو = ت.س + م.س + ل.س، أو بلغة واضحة تفسر هذه الرموز الرياضية اللغز؛
                        الهايكو هو تسجيل ساذج (ت.س) لمشهد سريع (م.س) بلغة سهلة (ل.س).
                        فما رأيك، بدرية، في هذا الاختصار الرياضي أو الرمزي ؟ و أرى أننا لو عملنا بهذه المعادلة "الليشورية" لأنتجنا "هايكوات"، جمع هايكو حسب اجتهادي الخاص، جميلة، فكما ترين، يا بدرية، لا تخلو المشاركات من فائدة و لذا فلست أدري كيف أشكرك على تفاعلك الذي يبعث على التفكير و التنظير.
                        تحيتي و تقديري.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • الهويمل أبو فهد
                          مستشار أدبي
                          • 22-07-2011
                          • 1475

                          #87
                          الاستاذ الفاضل حسين ليشوري حفظك الله ومتعك بالصحة
                          كنت أتابع ما تكتبه في الهايكو وأتعلم، ثم خطر لي أن أشارك. فذهبت أجمع بعض المعلومات من مصادر غربية لعلني أجد جديدا أضيفه، لكنني لم أجد. ولذلك قررت أن هذا لا يمنع من أن أدلي بدلوي حتى لو كانت مشاركتي شبه إعادة صياغة أو تكرار لما سبق طرحه، فالتكرار يُعلّم الشطار (خاصة أولئك الذين في مثل سني).

                          لعل على المرء أن ينظر إلى الهايكو بوصفها تجسيدا بصريا-ذهنيا لجوهر لحظة زمنية، في "رسم صورة" (طبيعية) ثم صورة تناقضها/ تقابلها/ تعارضها/ تفسرها/ تنقضها/ تضيئها... أي أن ثمة انفصال متعادل ومتناسق رغم ما قد يعتريه ظاهريا من تناقض. هذا الوضع من شأنه أن يبلور معا في وحدة متناسقة الصورة والفكرة (الأكثر عمقا). (هل هذه هي خاصية الـ ق ق ج؟)

                          مثل هذا المطلب يتقضي عناية فائقة في اختيار المفردة واختيار الصورة؛ وحكمة اجتماعهما معا (وبوضوح) يفضي إلى سياحة ممتدة، تتأمل الطبيعة/ الكون/ الإنسان/ الروح/ الأمل/ الفشل/ النجاح/ الحزن/ السعادة/ روح الدعابة/ الطرفة ... وهلم جرا. وبعد تجاوز الخصائص الفنية الشكلية التي أشرت أنت إليها في عدة مواقع مثل غياب القافية وعدد المقاطع الصوتية – 5/7/5— وعدد الأبيات الثلاثة (وهي خصائص غير ملزمة)، يظل من أخص خصائصها أن تنطوي القطعة الهايكوية على ما يقتضي التأمل الذهني وسبر أغوار المعنى/الفكرة المتبلورة.

                          صحيح أن الهايكو تعتمد البساطة، لكنها "بساطة" صعبة، بساطة غير بسيطة (السهل الممتنع، كما نقول دون أن نعي ما نقول)! هنا في الهايكو يجب أن تعي ما تقول وتعي أيضا "صعوبة" السهولة. أنظر مثلا السهولة في (دعابة) الهايكو التالية، بل تأمل التكرار غير المقبول لو لم يقصده الكاتب، ويقصد ما له من أهمية:

                          George Swede


                          أعلم أن أحدا لن يدرك معنى هذه المقطوعة الهايكوية ولن يتذوق ما تنطوي عليه من (دعابة) إن جاز لي تسميتها "دعابة". وإذا جاز لي توصيف الهايكو بشكل عام فإنني أقول كما أشار الكثيرون في هذا المتصفح: هي ومضة عند لحظة زمانية محددة تضيء فكرة تجسدت في صورة تفرض على القارئ أو المشاهد أن يعمل الفكر ويطيله حتى يستطيع الإلمام بكل تفاصيلها، وتعتمد مثل الأمثال السائرة على البيئة الثقافية والمعرفية، وهذا سبب صعوبة ترجمتها من ثقافة إلى أخرى. فمثلا في الهايكو أعلاه يأتي المعنى من فهم رمزية الأفعى (المرأة) المتمددة على العشب شأن أفاعي الغرب (غير السامة إذا كانت أفاع عشبية).

                          أظن أن الهايكو (وهي في أصلها مفرد وجمع)، إذا تحقق تعريبها، تناسب الثقافة العربية جدا، وبالتالي يكمن أيضا دعوتها إلى الإسلام (شأنها في هذا شأن غيرها من الوافدين)، بل إن دخولها في دين الحق، وحسب دعوتك لتربيعها في رباعيات، سيكون من أسهل الأمور ومن أوسع الأبواب، ولعل الهايكو عندها ستنشد طربا (ولك الحق المطلق في تحرير نشيدها وتصويبه):

                          أجيء سبيا إلى داركم
                          وأمسي "نهوضا"* بغير حرام (النهوض: الولد)
                          فزيدوا ثلاث البيوت لأثني إبهاميا
                          في رابعة
                          تحياتي

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #88
                            شكر لا تسعه هايكو اليابان و لا الأمريكان و الصبيان.

                            أستاذنا الفاضل الجليل المبجل الهويمل أبو فهد: السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
                            أرجو من الله تعالى أن تكون بخير و عافية و متعك بالصحة أنت كذلك.
                            "الصحة تاج على رءُوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى" كما قال أسلافنا رحمهم الله تعالى.

                            ثم أما بعد، لعلك لا تدري مدى سعادتي بمشاركتك الطيبة و الثرية هذه و التي أضافت أشياء كثيرة لما كنت أدندن حوله منذ البداية، فقد جاءت فاصلة حاسمة في بعض ما كنت أتردد في حسمه ليس من عندي و إنما مما استخلصته من قراءتي عن الهايكو في الفرنسية و العربية فقط.
                            - لقد حسمتَ قضية جمع الهايكو فهو حسبك مفرد و جمع في الوقت نفسه و هذا ما يسهل علينا توظيفه مفردا و جمعا في اللغة العربية بدلا من تلك الشقلبات اللغوية، لكننا، نحن "اللغويين"، نحب التمييز بين الأفراد و الجماعات و الأجناس و العناصر، فجمعت "هايكو" على " هايكوات" من باب الجمع بالألف و التاء حتى لما كان مذكرا أصلا، و كان يمكنني جمعه على "هواكي" قياسا على "بواكي" جمعا لـ "باكو"أو "باكي" (paquet) و ليس جمعا لباكية نعوذ بالله من البكاء من غير خشيته سبحانه و تعالى ؛
                            - موافقتك الكريمة على أسلمة الهايكو و دعوته إلى الدين القيم و محاولة تحريره من بوذيته المتجذرة فيه ؛
                            - موافقتك الكريمة على مواصلة السعي لتعريب الهايكو و التحرر من شروطه اليابانية "القاسية" لختلاف اللغتين من حيث الكتابة، العمودية في اليابانبة و العُرضية في العربية، و من حيث المقاطع الصويتة، ففي العربية أنواع كثيرة من المقاطع و لست أدري ما شأنها في اليابانية، كما أن الهايكو في اليابانية كان يكتب على واجهات المعابد و الأضرحة و ما له شأن عندهم ؛
                            - السهولة المتحدث عنها في نظم الهايكو ليست السهولة المُتخيَّلة عندنا نحن العرب المتساهلين في كل شيء حتى في ما لا يجوز التساهل فيه، و اللبيب بالإشارة يفهم ؛
                            - يمتاز الهايكو بقاموسه المعقد و لك أن تكوِّن فكرة أولية عنه من خلال الرابط التالي:
                            - أنا و غيري هنا ممن اهتموا بهذا الضرب من الشعر الأعجمي الأجنبي متطفلون فقط و لن نتقنه حتى نفهم فلسفته و خلفيته التأملية التي أسميتها "الهدوئية" كما أعرضها في موضوعي"الهُدُوئِيَّةُ" بِدْعَةٌ لِيشُورِيَّةٌ و نَزْعةٌ فلسفيَّةٌ (مقالة)، مع التنبيه أن هذا المصدر الصناعي المبتدع له مُساويه من حيث الاشتقاق و من حيث المعنى التقريبي في كلمة "الرّهباينّة" الواردة في القرآن الكريم في قوله تعالى:{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَ رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (سورة الحديد/ الآية 27)، و التي ترد من حيث صياغتُها على الزاعمين أن المصدر الصناعي محدث في العربية، كيف يكون محدثا و قد ورد في القرآن الكريم ؟ هذا و الله أعلم و نسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم، هذا استطراد جاد به الذهن هنا في هذا السياق بمناسبة الحديث عن المصدر الصناعي ؛
                            - الهايكو كما فهمتُه هو تثبيت لصورة طبيعية ببضع كلمات ... طبيعية هي كذلك بعيدا عن التعقيد اللفظي و المعنوي كما تنبذه البلاغة العربية الراقية، مع ربط الصورة الطبيعية الظاهرة بصورة ثانية نفسية باطنة أو الربط بين صورتين طبيعيتين حسيتين من أجل التأمل في "هدوئية" تأتي بالسكينة و الطمأنينة.
                            - لو تأملنا المثال الذي سقته لنا عن الأفعى لظهر لنا ما حاولتُ تجليتَه هنا :
                            "متوهجة مثل أفعى
                            بين العشب الأفعى
                            بين العشب"
                            لوجدنا التشبيه الصريح، باستخدام أداة التشبيه "مثل"، بين صورتين ماديتين حسيتين بلغة بسيطة مع التنبيه أن التكرار في الهايكو ليس مستكرها أو ممجوجا أو مستهجنا إذا أدى دورا بلاغيا هو المقصود ؛
                            - أما "هايكوكك" اللغز فقد أخذني أخذا وبيلا و أصابني بصداع لا يستطيع "الأسبرين" إليه سبيلا.

                            دمت، أستاذنا الجليل المبجل الهويمل أبو فهد، لنا أستاذا و معلما و مرشدا و موجها،
                            و تقبل أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي لك مع المحبة و التقدير.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • الهويمل أبو فهد
                              مستشار أدبي
                              • 22-07-2011
                              • 1475

                              #89
                              الأستاذ الفاضل ليشوري حفظك الله ورعاك

                              أشكر لك جميل دعائك، والصحة حقا تاج لا يعرف الأصحاء قيمته، فجزاك الله خيرا ومتعك بصحتك وحفظ لك من تحب.

                              كريم أنت في ثنائك ودعائك

                              أسمح لي بالتعليقات التالية

                              تقول:
                              (فجمعت "هايكو" على " هايكوات" من باب الجمع بالألف و التاء حتى لما كان أصلا مذكرا،)

                              نعم، هكذا جاءت "بسليقتي" العربية، إعمالا للقاعدة النحوية التي ترى أن جمع غير العاقل(؟) ياتي في الغالب الأعم على صيغة جمع المؤنث (؟) السالم. مع أن سليقتي ليست مرجع يعتد به، فكن على حذر.

                              وتقول أيضا
                              (أنا و غيري هنا ممن اهتموا بهذا الضرب من الشعر الأعجمي الأجنبي متطفلون فقط و لن نتقنه حتى نفهم فلسفته و خلفيته التأملية التي أسميتها "الهدوئية" كما أعرضها في موضوعي"الهُدُوئِيَّةُ" بِدْعَةٌ لِيشُورِيَّةٌ و نَزْعةٌ فلسفيَّةٌ [مقالة])

                              الحقيقة أن كثيرا من المشاركات كانت جميلة وجيدة جدا، وهذا ما يرفع تهمة "التطفل"، ولا أخفيك أن شعورا ينتابني أحيانا، عندما أقرأ بعض تعليقاتك، بأنك تعد العدة لمرحلة قادمة. فكتابة الهايكو تبدأ بمرحلة التدريب (وهي عملية شاقة وطويلة)، يتدرب فيها الكاتب ليتقن الصنعة والالتزام بقوانينها (تلك التي أشرت إليها في عدد المقاطع والأبيات وغيرها) قبل أن يتخرج الكاتب ويتحرر من المرحلة التعليمية ويبدأ بممارسة المهنة وحده (يصبح استاذا). هنا فقط يستطيع كسر القوانين حين يرى أن القوانين تقيد جودة ما ينتجه.

                              قرأت مقالة "الهدوئية" وهي فعلا "بدع" ليشوري، أما نزعتها الفلسفية لا شك أنها القيد الذي"قيّد" كل مقالة (أيا كانت) على مدى التاريخ. فقَدَرُ المقالة أن تأتي لسد عجز أو فراغ أو نقص في "غيرها"، وليس لها حياة بدون هذه "الغيرية"! ولعل هذه الحاجة الملحّة إلى "عجز" الغير هي ما تمنح المقالة (كل مقالة) سمتها الفلسفية.

                              أما فيما يتعلق بالهايكو المترجم، فقد اخترته بعناية لأمرين: (1) إنه يكسر قاعدة النوع/الصنف؛ (2) وإنه يحتوي على أداة التشبية إضافة إلى خدعة التكرار. وأراك تنبهت إلى أداة التشبيه، وهذا ما يؤكد لي أنك تخفي أو تؤجل بعض الأمور إلى مرحلة قادمة.

                              أما ما يتعلق بـ"هايكو"ـي، فلا أظنه "هايكو جيد" أو حتى يفي بأقل شروط النوع. لكن عليك أن تأخذ المحاولة في سياق "أسْلَمَة" الهايكو: فلعلنا"نسبيها" أولا (وأنا أخذتها على التأنيث بحكم أنها قصيدة من نوع ما) من دار الكفر وندخلها دار الإسلام. وبما أنك دعوت في إحدى مشاركاتك إلى جعل الهايكو رباعية شأن رباعيات الخيام، فإني رأيت أنها في دار الاسلام ستتزوج وتنجب البيت الرابع بدل أن تبقى مقتصرة على ثلاثيتها. فهي في دار الاسلام ستمسي نهوضا (أي ولودا، ولعلي "رقنتها" خطأ "الولد")، وبهذا ستزيد بيوتها الثلاث بيتا رابعا. وأخيرا بما أنها مسلمة، فإنها "ستثني" اصبع الإبهام في إشارة "رابعة"، وهكذا ترى أنها أصبحت جزاء من الربيع العربي، تطالب بالشرعية:

                              أجيء سبيا إلى داركم
                              وأمسي "نهوضا"* بغير حرام (*النهوض: المرأة الولود)
                              فزيدوا ثلاث البيوت لأثني إبهاميا
                              في رابعة

                              لا الومك أبدا إذ اعتراك الصداع، فكما ترى لا يفيدك في مثل هذه الحال تناول المسكنات العادية.

                              لك وافر التحية والتقدير، وكل هايكو وأنت بصحة وخير وفير

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                #90
                                أهلا بك أستاذنا المجبل الهويمل أبو فهد مرة أخرى و في كل مرة ألف مرة.
                                حقيقة أنا أستمتع بالقراءة لك و أبعث ما يكون ما تكتبه على المتعة ما يتخلل كلماتك من روح الدعابة الراقية حتى إنني لأتخيلك و أراك رغم الحجب الكثيفة التي تحول دون رؤيتك في الطيبعة، أرى نظرتك العميقة التي صاغتها التجارب و الثقافة و السفر و أسمع صوتك الأجش السبعيني من خلال نبرة كلماتك المسطورة، هذا ما "أراه" كلما قرأت لك.

                                أما فيما يخص الهايكو، نعم، أنا أخطط لشيء جميل إن شاء الله تعالى و هو التمكن نظريا على الأقل من فلسفة الهايكو ثم التمرن على إجادته كتابته بالعربية ثم عرض نماذج مما أكتبه على المختصين في اليابان أو في السفارة اليابانية في الجزائر و قد تعرّفت على الملحق الثقافي فيها، و الميدان اليوم مفتوح تماما مع هذه الشبكة العنكبية الكونية، و هذه التسمية اقترضتها منك، العجيبةِ، فلا الحدود و لا السدود و لا القيود تقف أمام المريد الصادق فيما يريد، فيمكن أن يكاتب الواحد منا من يشاء من العالمين في أي مكان بلا "بروتوكلات" و لا رشوات و لا معرفات.

                                أما عن "الهدوئية" و هي بدعة ليشورية من حيث كونها من صياغة العبد الضعيف المغرم بتوليد الألفاظ الغريبة و العجيبة، و أما كونها نزعة فلسفية فمن حيث حقيقتُها التليدة، "الزِنْ" و الذي هو اختصار لكلمة الـ"زِنْ زِنْ"، و قد دخلت هذه الكلمة في معجم الأوروبيين فيقولون "soyez zen" أو "be zen" أي "كن هادئا"، و أقف هنا حتى لا أزنزن عليك أكثر مما زنزنتُ حتى الآن.

                                و أما عن "تربيع" الهايكو فإننا نحتاج إلى جاحظ "جابوني" فيربِّعه بعدما يدوِّره على أسلوبه فيجحِّظه و هكذا نجمع للـ "هايكو العربي" بين التعريب الراقي و الإسلام الباقي.

                                و أما عن "هايكو" ك اللغز فقد زاد في صداعي بما ألبسته من صفرة الإشارة، و الصفرة لون رهبان البوذية، فيا لها من صدفة بين العلامة و الديانة أحدثت لي صدمة.

                                أستاذنا المجبل أشكر لك تفاعلك الإيجابي مع خربشاتي المتواضعة و هذا من كرمك و نبلك فجزاك الله عني خيرا دائما و أبدا.
                                تحيتي و مودتي و تقديري.
                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X