الحرية والأدب الإباحي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #46
    [QUOE=علي التونسي;1137508]الاخت الفاضلة امة الله دام عزك....
    لست ممن يدعون للفحش او البذاءة بل بالعكس كما سبق وذكرت ان للكلم الطيب قوته وصداه واثره....قال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب....وانما وجه الخلاف في تجريم الحديث عن الغريزة او توصيفها..ادراكا منا لاهمية الوعي وملامسة منا لواقع الحال....فشيطنة الغريزة دفعت بعض المجتمعات لختان النساء اعتقادا منهم ان وجود هذه الغريزة في المراة معرة و هي مباحة في حق الرجال....والحال خلاف ذلك اذ ان المشرع سوى في الحقوق و الواجبات والاحكام بين الرجال والنساء فكانت التكامل الجسدي والروحي .قال تعالى.هن لباس لكم وانتم لباس لهن...والحقيقة ان الموضوع الذي تطرقتي اليه متشعب ومتعدد فالكثيرون لا يفرقون بين الثقافة الجنسية و الاباحية والحديث عن الغريزة في ايطارها او حتى توصيفها في شعر او رواية او قصة هل يعد اباحية ....هل محاضر الشرطة مثلا ملزمة بتغيير الألفاظ و الوقائع قبل عرضها امام القضاء تماشيا مع الذوق العام ...لما نتقبل توصيف الصحفي الذي ينقل لنا جريمة اخلاقية ما ونعتبره سبقا صحفيا...بينما نعتبر الكاتب او الشاعر الذي يقوم بتوصيف هذه الوقائع وغيرها استقراء من الواقع الذي نعيشه انه قام بنشر عمل ايباحي يفسد به المزاج العام....مثل هذه التناقضات والخلط في التعريفات خلقت لنا ازمة تعريف للايباحية من اين تبدا واين تنهي...[/QUOTE]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم، علي التونسي، أدام الله عزكم ورفع قدركم,
    حاشا أن ندعو لفحش أو بداءة،أو نتصور ذلك، أو حتى نشخصن الردود، بل نحن نتحاور نسأل الله من وراء القصد الفلاح والسداد
    ودعونا نبدأ يومنا بالحديث النبوي الشريف :
    عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في شأن الدعوة وفضلها قوله عليه الصلاة والسلام لما بعث عليًّا رضي الله عنه

    إلى خيبر قال: ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم متفق عليه

    لا نقول بالإغلاق الفكري للمجتمعات، كان للرسول (ص) يوما يلتقي فيه بالنساء ويعلمهن أمورهن دينهن، ولا يمنعهن في ذلك حياء لأجل معرفة الدين،
    الثقافة والعلم والأدب المباح تنور الإنسان وتغذي تفكيره القويم وتدحض الجهل والتخلف في المجتمع
    تتحدث عن مجتمعات يتم التضييق عليها بالكامل وأتحدث عن مجتمعات يطلق فيها الحرية للناس، الحرية التضللية إن جاز التعبير.
    هناك بعض من جرم قيادة النساء للسيارة وهناك من منع تعليمها وهناك من أطلق الحرية
    وما نرغب أن نكون أمة وسطا...

    لا أتخيل أن قصة تتعرض لوصف مشهد غرائزي هي للثقافة الجنسية، إنما المقالات الهادفة مكانها المناسب
    أو سؤال أهل العلم، أما بعض ما رأيت من وصف في القصص لمشهد فمن قبيل وصف امرأة لرجل كأنها يراها
    والحلال بين والحرام بين
    إني لا أتكلم عن نصوص تعرض لمشهد عرضا لخدمة سياق نص فنرى للنص قيمة فكر و عبرة أو مشاعر تسمو عن الإسفاف إن لم يكن فيه قيم أخلاق بل عن نصوص خدمت شهوات محرمة من ألف إلى ياء النصوص ,, بدون قيمة فكرية للنص
    نصوص تعرض نفسها للشهرة والإبهار وتخصص صاحبيها في مجال بعينه

    يا سيدي، التباين بين عرض رجل الأمن لقضية وبين تصوير أديب لموقف غير مباح جلي
    الأول يعرض جريمة منفرة منكرة مجرمة والثاني قد يعرض تسويقا ميسرا! وتسويفا لرغبات ينكر أن ينكره عليه أحد ـ في بعض النصوص التي رأيت قليلا منها للأمانة ـ
    قرأت نصا تُعرض فيه رغبة بطلة تحت ظروف لسحاق، حق لنا أن ننكر، وأن ننكر تبريره، بل نرجو أن يدين الأديب معنا في النص ذاته والردود، لكن نجد من يقاتل من أجل نصه وبطله...
    عرض القرآن الكريم للواط في آياته...كذنب عظيم عواقبه عظيمة وتعرض بعض النصوص الأمر كهفوة غريزية بسيطة لها ما يبررها كأنها قالت ألم تبحها قوانين دول العالم الجديد!


    كأدباء دعونا نجعل الحدود، الأخلاق والقيم كالوفاء والصدق والمحبة والحياء والإخلاص، بعد ديننا الحنيف، و نشير لا نغوص في الدين كأدباء فليس مجال تخصصنا

    قبل أن أنهي الأدب الإباح إن كان إباحة محظور لعلني أرى له تدرجات... في مجال الدين هناك مكروه وحرام وما يقام عليه الحد مثلا
    كما هناك مباح وحلال ومنذوب .. أحكام القاضي لا يطلقها إلا بمعرفة الحال والأحوال لجميع الأطراف.
    بناء على ذلك قد نعجز عن تبيان بعض الخطوط في الأدب
    والله أعلم.. الله أعلم..

    وإننا لا نطلق الأحكام جزافا ... بل نقول أيا أديبا استفت قلبك وتحر عن قلمك، كم من قلم يغوي صاحبه بل أمكن
    أن يجره لإغواء غيره... وأنت ما جئت لهذا العالم، عالم الأدب الأنيق الرهيف لهذا السعي
    أنت إنسان مرهف ملهم حساس، بك ترتقي أخلاق وتسمو...


    كان من دواعي سروري حديثنا الأديب علي التونسي، وللحديث بقية من شجون.


    التعديل الأخير تم بواسطة أميمة محمد; الساعة 09-07-2015, 08:28.

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #47
      المشاركة الأصلية بواسطة علي التونسي مشاهدة المشاركة
      شكرا لك استاذ حسين ليشوري ..على المقال الذي كتبته...ولا اخالفك الراي في وجوب التصدي لصنوف الكتابات التي تعبث بالخط العام الاخلاقي والاجتماعي للمجتمع مما يورث المجتمع انحلالا اخلاقيا او حتى الكتابات التي تدعو للعنصرية او التفرقة او الشذوذ...مع ذلك فان اطلاق الحرية و عدم مصادرة الكلمة واجب اخلاقي وحضاري وانما التصدي يكون بمقارعة الكلمة للكلمة والفكرة للفكرة ايمانا منا ان البقاء للاصلح وان سوق الكلمات والافكار يجب ان يبقى مفتوحا وللقارئ حرية اختيار ما يقرا ونقده وتقييمه...وان الوصاية على الافكار و الكلمات...وطريقة فرعون ..بقوله لا اريكم الا ما ارى ...ليست بمجدية ولن تبني شخصية حرة ومبدعة.
      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
      أشكر لك أخي "علي التونسي" تنويهك بمقالتي المتواضعة وأعتذر إليك عن التأخر في شكرك.
      ثم أما بعد، ليس لأحد أن يفرض على أحد رأيا أو موقفا أو اختيارا أو ... أو ذوقا ولاسيما في عالم "النت" المفتوح على كل شيء بلا حدود ولا سدود ولا قيود، بيد أن من يتمتع بتلك الحرية المزعومة، الوهمية، في نشر "أدبه" الداعر أو "أدبه" الإباحي الماجن يجب عليه ألا يمنع غيره من التمتع بحرية مقابلة وهي حرية نقد ذلك "الأدب" المنحرف أو رفضه أو استهجانه بل استقذاره.
      ليس هناك فرعوينة ولا "دكتاتورية" ولا "تسلطية" في رفض ذلك "الأدب" وإنما هي النصحية والشفقة على مواهب أدبية متميزة يمكنها أن تخدم الأدب العربي بما هو أفضل وأنبل من تلك الكتابات السخيفة {
      فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (الغاشية:22،21) و{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف:29)؛ وإن من يتعاطى ذلك "الأدب" إنما هو أحد شخصين: إما فاسد في نفسه، فاجر داعر، مفسد، وإما مقلد لغيره أعمى لا يدري ما يفعل بنفسه ولا بغيره؛ وقد يُلْبِس إبليسُ على بعض الناس فيظن أن الكبس على زر الخروج أو التحول أو التجاهل قد يعفيه من تبعات واجب النصح، أو يظن أنْ ليس في ذلك، الكتابة الداعرة، من بأس ما دام قد كتب فيها الأسلاف بلا حرج، وهذان تلبيسان خطيران قد أوقعانا في مستنقع الكتابة الداعرة أو الكتابة الإباحية مع تحليلها (إباحتها) وتعليلها أو تبريرها بالتماس الأعذار لها.
      نحن هنا في مواجهة فساد مستشرٍ ولسنا بصدد "
      بناء شخصية حرة مبدعة" كما زعمتَ، فالأمر أكبر وأخطر من مجرد "مقارعة كلمة بكلمة أو فكرة بفكرة" وليست "وصاية" وإنما هي قضية حماية ودفاع عن النفس، ليس نفسي أنا أو نفسك أنت، وإنما نفس المسلم الذي يحاول أن يعيش نقيا في مجتمع سقط في الرذائل، نسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة الدائمة في النفس والأهل والولد في الدين والدنيا والآخرة، اللهم آمين يا رب العالمين.
      هذا ما أحببت تسجيله هنا وفي نفسي الكثير مما أريد تسجيله لكنني أكتفيت بالذي ورد.
      أشكر لك أخي "علي التونسي" تفاعلك مع مشاركتي المتواضعة.
      تحيتي إليك وإلى صاحبة المتصفح.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • أميمة محمد
        مشرف
        • 27-05-2015
        • 4960

        #48
        المشاركة الأصلية بواسطة علي التونسي مشاهدة المشاركة
        المعذرة على بعض الاخطاء النحوية خصوصا الالف المهموز والشدة ..لانني اكتب من هاتف جوال ليس فيه هذه الاحرف
        علمت الآن لماذا أهملت همزة القطع مع الكتابة الإملائية الصحيحة,, الله المستعان.. شكرا لك.

        تعليق

        • أميمة محمد
          مشرف
          • 27-05-2015
          • 4960

          #49
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          الحمد لله.
          السلام عليكم ورحمة الله تعال وبركاته.
          كنت نشرت موضوعا مشابها هنا بعنوان:

          أمَّة ٌفي الحضيض تستمرئُ أدبَ المراحيض
          أو الكلام الفاخر في نقد الأدب الفاجر.

          لعل في قراءته ما يثري الحوار هنا.
          وفقنا الله تعالى إلى الخير بفضله.

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
          جزاك الله خيرا أديبنا عن كل عمل أدبي هادف للنقد الصحيح
          لعلل النصوص وآفاتها، نسأل الله أن يجزيك الخير عن الكلمة الصادقة
          يراد بها وجه الله وفلاح الأديب وإنقاذه من هلاك نفسه وإهلاك غيره

          في هذه الأيام المباركة العشر الآواخر من رمضان نسأل الله الخير والصلاح
          في أقوالنا وأعمالنا، نسأل الله أن يغفر لموتانا وأن يبارك فينا وفي المسلمين، آمين.

          شكرا لحضورك القيم أ. حسين ليشوري.

          تعليق

          • أميمة محمد
            مشرف
            • 27-05-2015
            • 4960

            #50
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
            أشكر لك أخي "علي التونسي" تنويهك بمقالتي المتواضعة وأعتذر إليك عن التأخر في شكرك.
            ثم أما بعد، ليس لأحد أن يفرض على أحد رأيا أو موقفا أو اختيارا أو ... أو ذوقا ولاسيما في عالم "النت" المفتوح على كل شيء بلا حدود ولا سدود ولا قيود، بيد أن من يتمتع بتلك الحرية المزعومة، الوهمية، في نشر "أدبه" الداعر أو "أدبه" الإباحي الماجن يجب عليه ألا يمنع غيره من التمتع بحرية مقابلة وهي حرية نقد ذلك "الأدب" المنحرف أو رفضه أو استهجانه بل استقذاره.
            ليس هناك فرعوينة ولا "دكتاتورية" ولا "تسلطية" في رفض ذلك "الأدب" وإنما هي النصحية والشفقة على مواهب أدبية متميزة يمكنها أن تخدم الأدب العربي بما هو أفضل وأنبل من تلك الكتابات السخيفة {
            فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (الغاشية:22،21) و{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف:29)؛ وإن من يتعاطى ذلك "الأدب" إنما هو أحد شخصين: إما فاسد في نفسه، فاجر داعر، مفسد، وإما مقلد لغيره أعمى لا يدري ما يفعل بنفسه ولا بغيره؛ وقد يُلْبِس إبليسُ على بعض الناس فيظن أن الكبس على زر الخروج أو التحول أو التجاهل قد يعفيه من تبعات واجب النصح، أو يظن أنْ ليس في ذلك، الكتابة الداعرة، لا بأس فيها ما دام قد كتب فيها الأسلاف بلا حرج، وهذان تلبيسان خطيران قد أوقعانا في مستنقع الكتابة الداعرة أو الكتابة الإباحية مع تحليلها (إباحتها) وتعليلها أو تبريرها بالتماس الأعذار لها.
            نحن هنا في مواجهة فساد مستشرٍ ولسنا بصدد "
            بناء شخصية حرة مبدعة" كما زعمتَ، فالأمر أكبر وأخطر من مجرد "مقارعة كلمة بكلمة أو فكرة بفكرة" وليست "وصاية" وإنما هي قضية حماية ودفاع عن النفس، ليس نفسي أنا أو نفسك أنت، وإنما نفس المسلم الذي يحاول أن يعيش نقيا في مجتمع سقط في الرذائل، نسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة الدائمة في النفس والأهل والولد في الدين والدنيا والآخرة، اللهم آمين يا رب العالمين.
            هذا ما أحببت تسجيله هنا وفي نفسي الكثير مما أريد تسجيله لكنني أكتفيت بالذي ورد.
            أشكر لك أخي "علي التونسي" تفاعلك مع مشاركتي المتواضعة.
            تحيتي إليك وإلى صاحبة المتصفح.


            وتحيات صاحبة المتصفح سيدي الكريم..
            بورك فيك عن التعقيب المليح والبيان الفصيح..
            أحب أن أشير إلى أن بعض النصوص الداعرة أو الإباحية انتهجت
            منهج الغاية تبرر الوسيلة،
            فلأجل جملٍ مبهرة وأسلوب يغري القارئ ـ القارئ الساذج أو الغافل و البسيط، العفو منكم ـ
            تغريه للقراءة والعودة، لشد أكبر عدد من القراء بالتالي شهرة وحصد نجاح إعلامي سريع،
            ومريع، في رأيي إذ يهدم أمم كلما هُدمت أخلاقها وقيمها بل وبعض قواعد دينها! نسأل الله الثبات.

            القارئ تقع عليه مسئولية أيضا... مسئولية الاختيار... التي أرجو أن لا يتنصل منها...
            ويقول هذا الموجود وأنا أقرأ... لأنه لن يتملص في النهاية.
            قال تعالى:
            {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}

            لن يشفع لك أيها القارئ العزيز، اتباع النصوص الهابطة واتباع أفكارها وطرقها بحجج حرية واهمة زائفة، وأنت الإنسان المكلف، الذي وهبه الله نعمة العقل وميزه عن الإنعام...

            البعض يطالب بتعريف للأدب الإباحي.. رغم إن نفور المؤمن من أي نص دليله
            وفي شكوكه حوله شيء يقين، وفي حياءه من تصفحه إجابة لأسئلته.
            لكن، هل يفيدنا السيد حسين بهذا الخصوص؟ لعل من يستفيد...
            تقديري لكم.

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #51
              المشاركة الأصلية بواسطة أمة الله مشاهدة المشاركة

              [...] البعض يطالب بتعريف للأدب الإباحي.. رغم إن نفور المؤمن من أي نص دليله وفي شكوكه حوله شيء يقين، وفي حيائه من تصفحه إجابة لأسئلته.
              لكن، هل يفيدنا السيد حسين بهذا الخصوص؟ لعل من يستفيد.
              السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
              أشكر لك "أمةَ الله" تعقيبَيْك الكريمَيْن، زادك الله من أفضاله وألطافه.
              ثم أما بعد، يُعْرَفُ الأدبُ الإباحي من عنوانه أو هو يُعرِّف نفسه بنفسه فهو الأدب الذي "يبيح" لنفسه ما يحظره الشرع [الدين = الإسلام ولا دين غيره] أو يستقبحه أو يستهجنه أو يستقذره من العبارات البذيئة والوصف الصريح لما يُستحَى من ذكره عادة في المجتمعات المتحضرة المتزنة؛ وهذا تعريف طويل نسبيا، وإذا اختصرناه نقول:"هو الأدب المستبيح للمُستقبَح من التعبير في المجتمع المسلم" وهذا التعريف المقتضب أراه كافيا لما نحن بصدده من مناقشة وحوار، فنحن نتحدث عن المجتمع المسلم التقي النقي وليس عن غيره من المجتمعات الجاهلية حتى وإن ادعت أنها "مسلمة".
              هذا والله أعلم ونسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم وأحكم وأقوم وأعلم.
              مع أخلص تحياتي.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • أميمة محمد
                مشرف
                • 27-05-2015
                • 4960

                #52
                بسم والله، والحمد لله على نعمه وأفضاله، وبعد..

                جزاك الله الخير عما تكتبه من خير الأديب الفاضل حسين ليشوري
                شكرا لتلبية دعوتنا والإجابة عن طلب استفهانتا.. زدت حكمة وورعا بإذنه تعالى
                تعريف كافٍ شافٍ أوجزتْ عباراته الآتي:

                • [*=center] يُعْرَفُ الأدبُ الإباحي من عنوانه أو هو يُعرِّف نفسه بنفسه

                • [*=center]"يبيح" لنفسه ما يحظره الشرع

                  [*=center]عبارات بذيئة ووصف صريح
                  [*=center]يُستحيَى من ذكره عادة في المجتمعات المتحضرة المتزنة


                وتعريف أوجز وأختصر وعبَّر...
                "هو الأدب المستبيح للمُستقبَح من التعبير في المجتمع المسلم"

                "فنحن نتحدث عن المجتمع المسلم التقي النقي وليس عن غيره من المجتمعات الجاهلية"

                شكرا مع التقدير.
                تعقيب:
                وأكرم بمجتمع تقي نقي، فهل أيها القارئ المجتمع الجاهلي مجال قدوة أو بحث ؟
                بل نسعى أن نضع خطوطا تفصلنا عن الجاهلين والجاهلية والجهل

                أشكر ثانية السيد ليشوري، والحمد لله الذي وفقنا لهذا

                أعود مع تعريف آخر للأدب الإباحي، نرجو فيه فائدة
                لقارئ يحب استزادة وفهما، قد تختلف الصيغ ويتفق المضمون.
                شكرا خاصة لكل من يشارك في إثراء الموضوع أو تصفحه.
                رمضان كريم، وعشر أواخر ميمونة مقبولة بإذن الله تعالى,


                تعليق

                • أميمة محمد
                  مشرف
                  • 27-05-2015
                  • 4960

                  #53
                  الأدب الإباحي: كل نص [ قصصي أو شعري أو خاطري أو مقالي أو سيناريوي قولب مسرحيا أو تمثيليا] ـ كل نص أو عمل دعا للفحش والفجور والرذيلة أو دعا لإلحاد أو كفر أو عبادة غير الله، أو إلى مستحدث لم يأت به الدين أو ما نفر منه الدين ،
                  بتحسينه للقارئ أو دعوة صريحة أو ضمنية.

                  ومن سمات هكذا نصوص أن يكون النص كاملا لخدمة كرة من الأفكار السابقة أو جزء كبير منه،
                  ونجد فيه فكرة مذمومة ممجوجة ببعض الأقوال دس داخلها ألفاظ وتوصيفات جميلة إلا أن الفكرة الأساسية هابطة مثيرة لاشمئزاز الذوق والعقل لذي البصيرة.

                  نسأل الله التوفيق... شكرا لكل من قرأ أو كان ناقداً لنا.

                  تعليق

                  • الشرفي
                    أديب وكاتب
                    • 23-08-2014
                    • 159

                    #54
                    السلام عليكم
                    لم أدخل هنا لأقاطع أو لأشدد على أحد أو حتى أتحداه وأحترم الجميع
                    وأشكر كل من أدلى برأيه في هذه الصفحة، وأشكرك الأخت أمة الله على هذا الطرح، كما لا أنسى شكر الأستاذ حسين ليشوري على مقالته الرائعة.
                    وكنت قد صغت ردا كتعقيب على بعض الأفكار المغلوطة هنا في أحد الردود التي تعقبت ردي على صفحتك أخت أمة الله
                    ولكني ارتأيت أن ألغيه، إقتناعا مني أن الحوارات في هذا الملتقى مجرد اجترار للكلام دون فائدة تذكر، وإيمانا مني أن الأدب دون أساس العقيدة والدين لن يغير شيئا في الواقع حتى ولو كان أدبا معتدلا
                    فوالله ثلاثا، لن تصلح هذه الأمة في هذا العصر إلا بما صلح به أولها، والذي استقرأ تاريخ هذه الأمة سيرى أن المسلمين كلما تخلو عن دينهم سلط الله عليهم عدوا يجتاحهم وكلما عادوا إلى دينهم إلا ونصرهم الله وأيدهم، والأزمنة والمواقع عبر تاريخ الأمة يشهدان بذلك
                    الغرب لديه أدب ولديه حرية، فماذا صنع الأدب فيهم أخلافيا هل غير شيئا؟ سوى حضارة على (شفا جرف هار)
                    تقديري للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 12-07-2015, 01:07.

                    تعليق

                    • أميمة محمد
                      مشرف
                      • 27-05-2015
                      • 4960

                      #55
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل الأديب، هادف الكلمة، الشرفي، شكر الله لك جهدك ونيتك الطيبة ووفقك للخير والفلاح
                      كما أنني سعدت بمتابعتك القيمة للموضوع ولإثرائك إياه بتعقيباتك ومشاركاتك الهادفة أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
                      وكما أشكر كل من يقرأ وكل من شارك وتعاون معنا في الموضوع الذي هو لكم وبكم، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
                      فالتعاون فيه على البر والتقوى والصلاح بإذنه تعالى
                      أشكر لك آرائك أخي الشرفي، وعسى الحوار إن لم يقنع هذا يقنع ذاك، إنما هي تذكرة للخير.
                      قال تعالى مخاطبا نبيه ص : ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم )
                      لعل كلمة طيبة يكون لها أثرها وتؤتي ثمرها ولو بعد حين...! ونسأل الله أن تكون الكلمة لنا لا علينا.
                      شبه متأكدة إن إلغاءك ما كان إلا لابتعادها عن أصل الموضوع الحرية والأدب
                      قد تكتبه فيما بعد والحمد لله إن لك قلماً نحسبه صالحا حرا هادفا بإذن الله

                      أما الغرب، فقد أغتر من أغتر من العرب بتقدمهم العلمي والحضاري و هو إتقدم زائف باطل لا محالة وكم أهلك
                      من أمم قبلهم وحاشا أن يكونوا قدوة في أخلاق نستحي منها... وليتنا نأخذ بديننا الذي علمنا ( اقرأ)
                      أدبهم، خاصة الإباحي منه، لعل فيه من ضعف الأخلاق والإنحلال والابتعاد عن الفطرة ما يفيض ويرغب المسلم عنه
                      ربما موضوعي الذي كتبته اليوم:
                      ( عنما أكتب ) يدور حول تساؤلات مثل هذه أو غيرها أهديك رابطه.
                      تقديري واحترامي.



                      التعديل الأخير تم بواسطة أميمة محمد; الساعة 12-07-2015, 13:42.

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #56
                        المشاركة الأصلية بواسطة الشرفي مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم
                        [...] وأشكر كل من أدلى برأيه في هذه الصفحة، وأشكرك الأخت أمة الله على هذا الطرح، كما لا أنسى شكر الأستاذ حسين ليشوري على مقالته الرائعة.
                        [...] فوالله ثلاثا، لن تصلح هذه الأمة في هذا العصر إلا بما صلح به أولها، والذي استقرأ تاريخ هذه الأمة سيرى أن المسلمين كلما تخلو عن دينهم سلط الله عليهم عدوا يجتاحهم وكلما عادوا إلى دينهم إلا ونصرهم الله وأيدهم، والأزمنة والمواقع عبر تاريخ الأمة يشهدان بذلك.
                        و عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته.
                        أشكر لك أخي الشرفي تنويهك الكريم بمقالتي المتواضعة.
                        القول ما قلتَ أخي الكريم، إن القضية كلها قضية عقيدة صحيحة أو فاسدة و قضية تدين، فمن صحت عقيدته في الله وفي الإسلام وصلح تدينه صلحت أعماله، ومنها الكتابة الأدبية فهي من كسب صاحبها، ألا وإن في الجسد مضغة إن صلحت صلحت الأعمال وإن فسدتْ فسدتْ، ونحن المسلمين نسعى لإصلاح أعمالنا والكتابة الأدبية بمختلف أنواعها جزء منها.
                        نسأل الله تعالى الرشاد في التفكير والسداد في التعبير والقصد في المسير، اللهم آمين يا رب العالمين.
                        تحيتي إليك وتقديري لك أخي الكريم.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • علي التونسي
                          أديب وكاتب
                          • 07-07-2015
                          • 32

                          #57
                          شكرا استاذي حسين وبعد....

                          قولك ...
                          ثم أما بعد، ليس لأحد أن يفرض على أحد رأيا أو موقفا أو اختيارا أو ... أو ذوقا ولاسيما في عالم "النت"

                          استشهادك بقوله تعالى ..فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر....

                          استشهادك بقوله تعالى ..لست عليهم بمسيطر...

                          اريد سرد. نقاط هنا...تعكس فحوى ما ذكرت...

                          انك لا تمانع من تعبير اي شخص عن رايه وانه كما كفل له حق التعبير يكفل لغيره حق النقد لهذه النصوص المستهجنة....وهذا هو رايي منذ بداية الحوار...وعبرت عنه باطلا ق الحريات وعدم تكميم الافواه سواء استسغنا هذه النصوص ام لا ..من حق صاحبها التعبير ومن حق غيره الرد...

                          ..فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر....
                          لا اظنك تختلف معي انه لا ذنب اعظم من الكفر وان اطلاق حرية الاختيار في الاعتقاد بغير الله والتعبير عنه لمن شاء ان يعتقده يعكس من باب اولى اطلاق الحرية في مادونه من الاختيارات الفكرية والادبية..وان اطلاق هذه المشيئة لاصحاب هذه الاختيارات وان يعبروا عما يتبنون من افكار لا يعني ذلك اقرارا بصحتها اذ ان الشارع اطلق حرية الانسان في حرية اختيار ما جاء الشارع لاجتثاثه الا وهو الكفر....

                          هذا وقد وقفت على كلام لك تعقب فيه على تساؤل احدهم لنص. يقول فيه الامام بن القيم بجواز مداعبة المراة الاجنبية للرجل الاجنبي وتقبيله ولمسه اذا كان هذا الاخير يعاني من مرض العشق واعتبر ان مادون الجماع هو جائز وانه كتطبيب الطبيب للمراة الاجنبية ...بل وذهب ان مثل هذا الفعل كان عليه السلف في زمن الخلفاء...والنص عندك وسانقله بالاسفل... وقد تعللت بان ابن القيم اجتهد من باب التطبيب ليس الا ....والسؤال هنا....اذا كان امام كابن القيم يجيز كل هذا فما موقفنا من كاتب وصف ما اقر به ابن القيم واورده في كتابه .....؟! هذا افتى والاخر نقل الصورة على ماهي عليه... ربما ان الوقت ضيق ولكن للحديث بقية...

                          وهذا نص ابن القيم وفتواه في كتابه روضة المحبين ...

                          فان قيل فهل تبيح الشريعة مثل ذلك .قيل اذا تعين طريقا للدواء ونجاة للعبد من الهلكة. لم يكن اعظم من مداواة المراة للرجل الاجنبي ومداواته لها..ونظر الطبيب لبدن المريض ومس بدنه للحاجة . اما التداوي بالجماع فلا يبيحه الشرع بوجه ما ..اما التداوي بالضم والقبلة فان تحقق الشفاء به كان نظير التداوي بالخمر عند من يبيحه.بل هذا اسهل من التداوي بشرب الخمر فان شربه من الكبائر وهذا من الصغائر..والمقصود ان الشفاعة للعشاق في ما يجوز من الوصال والتلاق سنة ماضية وسعي مشكور..وقد جاء عن غير واحد من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم انهم شفعوا هذه الشفاعة.....

                          انتهى النص ...وهنا يحضرني سؤال هل تعتبر قول ابن القيم ان تطبيب المراة لعشيقها والرجل لعشيقته باللمس والقبل وحتى المضاجعة وكل ماهو دون الجماع واعتبره سنةماضية وسعيا مشكورا سار عليها الخلفاء ومن بعدهم ...هل تعتبر هذه الدعوة من الاباحية وان لم تكن من الايباحية فماهي الايباحية اذا؟ ....وربما هذا النص نبذة من نصوص كثيرة ببطون الكتب الشرعية ولا اقول الادبية ...والحق يقال ان هنالك خلط بين العادات الاجتماعية و الاحكام الشرعية ..والدليل انه لو افتى غير ابن القيم بهذه الفتوى لعتبرناه زنديقا وكفرناه بما انه يبيح ما هو حرام صراحة بحسب خلفيتنا الفكرية والثقافية ....ولكن هل اباح ابن القيم حراما فعلا ؟ ام ان ماذكره كما وصفه بنفسه يعد من باب السعي المشكور...وللحديث بقية
                          التعديل الأخير تم بواسطة علي التونسي; الساعة 12-07-2015, 22:31.

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #58
                            و أنا بدوري أشكر لك، أخي "علي التونسي" حوارك الهادئ الهادي الهادف.
                            أنقلُ لك ما كتبتُه بالحرف في محاولتي الرد على سؤال السائل "سامي عبد الله" في مقالة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه.

                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
                            الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
                            ثم أما بعد، نستأنف على بركة الله تعالى وتوفيق منه سبحانه حديثنا في موضوع أخينا الزائر "سامي عبد الله" راجين من الله الرشاد في التفكير والسداد في التعبير، اللهم آمين.

                            ثم أما بعد، رجعت إلى نسختي الورقية من كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، ونسختي من نشر دار الإمام مالك بالبُليدة لعام 2013/1434 في جزء واحد وهي بعناية وتحقيق قسم التحقيق والبحث العلمي في دار النشر نفسها، وتقع في 368 صفحة من الحجم المتوسط فأرقام الصفحات في نسختي ليست مطابقة لما جاء في إحالة السائل في المشاركة رقم 4 ولذا وجب التنبيه.

                            جاء كلام الشيخ ابن القيم الذي أورده السائل الكريم في باب "في رحمة المحبين والشفاعة لهم إلى أحبابهم في الوصال
                            الذي يبيحه الدين" وهو الباب الخامس والعشرون، و يلي هذا الباب المثير للجدل أربعة أبواب أخرى هي كالتالي: "الباب السادس والعشرون: في ترك المحبين أدنى المحبوبَيْن رغبة في أعلاهما"؛ "الباب السابع والعشرون: فيمن ترك محبوبَه حراما، فبُذِلَ له حلالا أو أعاضه الله خيرا منه"؛ "الباب الثامن والعشرون: فيمن آثر عاجل العقوبة والآلام على لذة الوصال الحرام"؛ "الباب التاسع والعشرون: في ذم الهوى وما في مخالفته من نيل المُنى"؛ وهذه الأبواب الخمسة جاءت من الصفحة 287 إلى الصفحة 365 من نسختي الورقية.

                            ومن هذه المقدمة يتبين أن الشيخ، رحمه الله تعالى، بعدما قال ما قاله في الباب الخامس والعشرين كأنه يصحح، أو يوجه كلامه السابق، بالأبواب الأربعة التالية، على أن كلامه المثار في سؤال أخينا الزائر من قول ابن القيم:"(...)
                            فإن قيل فهل تبيح الشريعة مثل ذلك قيل إذا تعين طريقا للدواء ونجاة العبد من الهلكة لم يكن بأعظم من مداواة المرأة للرجل الأجنبي ومداواته لها ونظر الطبيب إلى بدن المريض ومسه بيده للحاجة وأما التداوي بالجماع فلا يبيحه الشرع بوجه ما وأما التداوي بالضم والقبلة فإن تحقق الشفاء به كان نظير التداوي بالخمر عند من يبيحه بل هذا أسهل من التداوي بالخمر فإن شربه من الكبائر وهذا الفعل من الصغائر والمقصود أن الشفاعة للعشاق فيما يجوز من الوصال والتلاقي سنة ماضية وسعي مشكور وقد جاء عن غير واحد من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم أنهم شفعوا هذه الشفاعة" اهـ بنصه وفصه، وهذا الكلام على ما فيه من صيغة التمريض والشرط لا يقبل لا من الشيخ ابن القيم، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، ولا من غيره إن كان القصد منه تشجيح الحرام أما إن كان ما يحصل باللقاء وما يتبعه من علاقات جسدية بمختلف أنواعها بتسهيل الزواج والارتباط الشرعي فهو مقبول بل مشروع ويدخل ضمن الشفاعة الحسنة {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا}(النساء:85).

                            هذا وإن التعليق على أي كلام مقتبس من كتاب أو من مقالة لشيخ من الشيوخ أو عالم من العلماء يجب أن يعود إلى السياق العام الذي ورد فيه وإلا وقعنا في الخطأ أو في التأويل المغرض فنُقوِّل الشيخ أو الكاتب أو القائل ما لم يقله أو يخطر على باله وهذا خطأ وخطر على المتأوِّل نفسه.

                            إن القارئ المدقق ينتبه إلى صيغ التمريض التي أوردها الشيخ ابن القيم، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، في كلامه قبل النص المقتبس وصيغ التمريض هذه تدل أن الشيخ غير مقتنع بما قيل في الموضوع وقد بيَّن موقفه في الأبواب الأربعة التالية للباب الخامس والعشرين كما أن القصص الواردة في الباب أكثرها مختلق إن لم يكن موضوعا أو مخترعا اختراعا من الكُتَّاب الذين استشهد الشيخ بأقوالهم كالشيخ الخرائطي وابن الجوزي، رحمهما الله تعالى وغفر لهما وعفا عنهما، ولذا وجب رد أقوالهم إلى النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة في مثل هذه القضايا وعدم الاكتفاء بالقائلين كائنين من كانوا فالكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا محمدا صلى الله عليه وسلم، فالحق أحق أن يتبع ولا يعرف الحق بالرجال وإنما يعرف الحق بذاته فمن عرفه عرف من كان على الحق ومن كان على ضده.

                            إذن، كلام الشيخ ابن القيم، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، مردود و مرفوض إن أخذناه مبتسرا من سياقه، وقد أعجبني كلام قسم التحقيق في دار الإمام مالك تعليقا على كلام ابن القيم موضوع حديثنا:"وهذا الكلام فيه نظر بيِّنٌ؛ فإن الله جل وعلا لم يجعل شفاء لهذه الأمة فيما حرّم عليها، كما جاءت به الأحاديث، ودواء العشق بيَّنه النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله:"ليس للمتحابين مثل النكاح" [على أن نص الحديث الصحيح كما يلي"
                            لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ" حسين ليشوري نقلا عن موقع "الدرر السنية، الموسوعة الحديثية"]؛ فإن تعذر ذلك فقد قال تعالى{وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}(النور:33). وقد ذكر شيخ الإسلام [ابن تيمية] في الفتاوى الكبرى (61/1) ط.دار الأرقم: أن علاج مثل هذا يكون بأمور منها: الزواج أو التسري، ومنها: المداومة على الصلوات الخمس والدعاء والتضرع وقت السحر، ثم قال:"الثالث: أن يبتعد عن سكن هذا الشخص والاجتماع بمن يجتمع به، بحيث لا يُسمع له خبر، ولا يقع له على عين أو أثر، فإن البعد جفا، ومتى أقل الذِّكرَ ضعف الأثر في القلب، فليفعل هذه الأمور وليطالع بما تجدد له من الأحوال. والله أعلم" [انتهى كلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه] فعضَّ على هذا الكلام بالنواجذ ولا تلتفت لغيره؛ فإن من اتبع رخص العلماء تزندق" [اهـ كلام قسم التحقيق].

                            نحن، إذن، أمام كلام مقتضب، كلامَ الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، سيق في معرض كلام أوسع أو أطول ولفهمه يجب العودة إلى الكتاب كله فما أظن الشيخ يدعو إلى الرذيلة، حاشاه، وإنما أورد ذلك بصيغ التمريض والاشتراط ولم يجزم به، هذا والله أعلم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى، إن جد جديد من السائل الكريم أو من الخواطر.

                            والسؤال الكبير والمركب الذي تبادر إلى ذهني الآن وهنا هو: كم كان عمر ابن القيم، رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه، لما كتب ما كتب؟ هل كتبه وهو في سن الشباب لم ينضج بعد أم في سن الشيوخ؟ ثم هل أقر كلامه هذا بعدما تقدم في السن أو تراه رجع عنه؟ ليس عندي ما يوضح لي هذا كله، فهل من مجيب وله مني جزيل الشكر سلفا؟

                            وأحب أنْ أضيف أنَّ الله الذي قال:{
                            وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف:29) هو، سبحانه، من قال:{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الزُّمَر:7)، فنحن لما نقبل، على مضض و كُرْه بل ومقت، ما ينشر من هذا "الأدب" الداعر لا نقبله ولا نرتضيه لأصحابه قبل غيرهم وعليهم أن يقبلوا منا النقد الصريح والصارم ... المقاوم لهذا النوع من "الأدب"، وليكونوا أصحاب روح رياضية يرضون بالنتائج حتى وإن جاءت لغير صالحهم ... ظاهرا.
                            أسأل الله تعالى أن يلهمنا الرشاد في التفكير والسداد في التعبير والقصد في المسير، اللهم آمين يا رب العالمين.
                            تقبل الله منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال وجعلنا من عتاقئه من النار ونحن في أواخر شهر رمضان.
                            تحيتي إليك وتقديري لك.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #59
                              الكتابة نعمة تستوجب شكر الله تعالى عليها.

                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              • أميمة محمد
                                مشرف
                                • 27-05-2015
                                • 4960

                                #60
                                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                                و عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته.
                                ..... إن القضية كلها قضية عقيدة صحيحة أو فاسدة و قضية تدين، فمن صحت عقيدته في الله وفي الإسلام وصلح تدينه صلحت أعماله، ومنها الكتابة الأدبية فهي من كسب صاحبها، ألا وإن في الجسد مضغة إن صلحت صلحت الأعمال وإن فسدتْ فسدتْ،...

                                جزاك الله خيرا الأديب الفاضل حسين ليشوري، أستطيع أن أستنبط من قولك هنا تعريفا آخر للأدب الإباحي في سطر واحد..
                                هو تعريف خفيف وعسى أن يفيد قراءنا في الفهم وإدراك الصورة..

                                الأدب الإباحي هو : كل أدبفي تضاد مع العقيدة السليمة والفطرة القويمة.

                                بوركت عن متابعة قيمة خيِّرة أستاذنا.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X