قبسات وشوارد نقدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أميمة محمد
    رد
    رعاك الله أستاذ حسين، لم أكن غاضبة ألبتة، وكيف لجزئية صغيرة مسلم بها أن تغضبني إنما حاورتك إن سمحت لي ولست ناقدة هنا بل محاورة
    من منطلق طرق كثيرة تؤدي إلى نتيجة واحدة ولا خلاف على الطريق السليم والنتيجة الصحيحة هذا ما أحببت توضيحه
    أغاظتني لا تعني أغضبتني إنما ألهمت تفكيري هذا كل شيء.
    جمعة مباركة أخي الكريم.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
    أهلا بالأستاذة الغضوب أميمة محمد وسهلا ومرحبا وأنا ضيف عندك.
    يبدو، والله أعلم، أنك كثيرة الانفعال سريعة الاشتعال مع أنني، والله، ما أردت إغاظتك ولا حتى "نرفزتك" وكل ما في الأمر أنني أكتب عفو الخاطر وباسترسال عفوي دون سابق تحضير.

    ثم أما بعد، مرَّ علي منذ لحظات فقط ما كنت علَّمتُ عليه في كتاب الشيخ الجليل محمد الطاهر بن عاشور (التونسي) رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه وأسكنه الفردوس الأعلى، آمين، "أصول النظام الاجتماعي في الإسلام"، وهو كتاب نفيس يجدر بكل مسلم قراءته والاستفادة منه، ما يلي:"إن للتفكير درجات متصاعدة تصاعدا مناسبا لمقادير أفهام المفكرين ومقادير احتياجهم إلى التفكير، وفي الناس عالم ومتعلم وعامي وفي كل صنف من هؤلاء مراتب متفاوتة في وصفه" اهـ بنصه وفصه، (صفحة 53، طبعة 1977، الشركة التونسية للتوزيع والدار العربية للكتاب)؛ وهذا كلام نفيس في غاية النفاسة لأنه يصنف الناس في مجال التفكير، ونحن كمتعلمين مراتب، وحديثنا في النقد، أو في الأدب، ما هو صائب وما هو غير كذلك فلا داعي للغضب ولا لـ"النرفزة" فكل يؤخذ من كلامه ويرد وبالحوار تتلاقح الأفكار عند النزهاء الأخيار ... الأحرار.

    إن العملية الحسابية البسيطة المقترحة: 2 + 2 = 4 من البدهيات التي لا تحتاج إلى تعليل أو تبرير أو برهنة أو فذلكة أو كذلكة أو فلسفة أو ... تدوير ومهما يكن من أمر فـ 2 + 2 = 4 مهما كانت الشقلبات والتقليبات والأصل في هذا كله ما نيرد جمعه بهذه الأعداد.

    النقد الأدبي مثله مثل كل انتاج إنساني قابل للقبول وللرفض وللرضى وللسخط وهو مراتب فمنه البسيط الساذج الاعتباطي العفوي وهو الانقد الانطباعي الفوري كأن نقول:"نص جميل"، "نص رائع"، "نص ممتاز" دون أن نزيد؛ وقد يرتقي هذا النوع من النقد إلى تعليل ذلك الانطباع فيقدم ما يبرر الجمال والروعة والامتياز أو التميز؛ وقد يرتفع هذا النقد إلى التحليل المفصل المفسر المؤوِّل
    وهكذا... إذن: النقد مستويات ومراتب ودرجات، ولسنا مضطرين لتبرير أحكامنا دائما فقد يكون النص مكتفيا بذاته لا يحتاج إلى تعليل وتبرير وتحليل وتفكير تماما كما لا تحتاج عملية الجمع: 2 + 2 = 4.

    هذا ما أردت إضافته بسرعة حتى لا يفر من ذهني.

    بارك الله فيك وزادك من فضله، آمين.

    تحياتي إليك وتقديري لك.

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأديب حسين ليشوري تحية طيبة للجميع وأدعو الله أن يسعد أيامكم وينير لياليكم
    كنت بصدد تحرير المشاركة صباحا لكنها ذهبت هباء، سأحاول هنا إعادة توظيبها و تحريرها إن شاء الله.

    أما بعد.. أغاظتني الجزئية اثنين زائد اثنين كم تساوي
    وكيف أن لا جدال فيها وقلت: كيف؟ آه، حسناً
    فاثنين زائد اثنين يمكن أن تساوي 2 ×2 أو 8÷ 2 أو 2 أس 2 أو حتى 12 - 8 ..
    يمكنني أن أكتب معادلة معقدة ناتجها أربعة وإذا قلت إن الأربعة أربعة لكن الطريق إليها يختلف
    كما لا يمكننا جمع 2 سنوات مع 2 شهور
    أو 2 ساعات و2 دقائق
    2يوم و2 أسابيع = 16 يوم تصور
    وماذا لو كانت 2 آحاد و2 عشرات يكون الناتج 22..
    ماذا لو كانت 2 بطات و2 وزات رغم إن الناتج أربعة طيور لكن الناج في الواقع 2 بط و2 وز
    بصراحة لا نكاد نتفق في 2 زائد 2
    فوفي العلوم أكسجين زائد كربون هل يساوي أول أكسيد الكربون أم ثاني أكسيد الكربون؟
    أمثلة بسيطة لا مراء حولها.. إنه علم اللسان وعالم الأحوال!!

    النقد ليس دائما إبداع عن إبداع لسنا دوما ملزمين ب تدليل النص وإبراز محاسنه أحيانا بل في ظروف عدة كان علينا الوقوف بصلابة وبدون إبداع إزاء نص رأيناه بما لا يقطع الشك هابطا شكلا ومضمونا وأبدى صاحبه منتهى التعنت فلا يريد تحسينه ولا تطويره ولا الإقرار بابتذاله كنص لا يرتقي لكونه أدبي رفيع
    الإبداع في النقد ليس مطلبا لازما إلا بما يؤدي اللباقة وحسن التصرف والعطاء والتقديم فلسنا ملزمين بالتطبيل والتزويق للنص مهما أعجبنا إلا في حال فتح بديهيا عفويا لتنامي العطاء والإبداع وفي هذه الحال هو نص ملهم وجرئ ولّد عنه إبداعا آخر هذا يحسب للنص الأصلي وهذا يحدث في الأدب بشكل وآخر مثلما في الملاحم الشعرية المشتركة والمعارضات

    النقد الأدبي ليس ما هو لاذع ومنتقد، من النقد ما هو وضّاء حيث يلقي الضوء على جوانب النص فيحسب له نوره وإن كان النظر مسلطا دوما صوب جهات سقوط الضوء وليس مصدره لأهمية المادة ذاتها

    للنقد منطلق علمي من حيث النحو والإملاء ويمكن نقد الشعر بعلم العروض ونقد القصة بالمسلمات فيها من عنوان ومقدمة وحبكة وسرد وشخوص الخ ما عداها متغيرات شأنها شأن 2 بط و 2 وز!
    المقال صنف أدبي أيضا وما أكثر تشعباته
    كل ما كان للنقد جذورا معرفية أصيلة لها صلة وثيقة بالعلم ولو العلم(بالشيء والأشياء) كان نقدا أفضل والعلم مناقض للجهل مناقض للإسفاف
    ولو عرضت على جاهل أبيات من المعلقات أو أبيات من المتنبي فما حسبه أن يفقه فيها

    قلت:" لا يكون النقد "علما" إلا إذا اقترَن الحكم على نص ما بالدليل أو البرهان أو الحجة أو التعليل ومع ذلكِ فهو "علم" بالمفهوم المجازي"
    "أما في النقد الأدبي فهو أحق بالوصف بأنه "معرفة" منه بالوصف بأنه "علم" لما سبق لي قوله عن "قطعية النصوص وظنيتها"

    علم النفس المنطق والفلسفة علوم إنسانية ليست طبيعية تحتاج العقل بما سميته المعرفة
    على الأقل لا نقد بلا معرفة سابقة بالأدب ودراية به
    يعتمد فن النقد على أسس اللغة وفنون منطقية ومتفقات إنسانية
    وما اختلف فيه غير ملزم ويعرض حسب ذائقة الناقد الذي سيقنعنا بوجهة نظره فيها
    النقد المحنك له سند علمي وأفق أدبي ولا يخضع للمزاج الشخصي أو التخبط التذوقي بل النظرة المحايدة التحليلية والوصفية

    حللت أهلا ووطئت في بيتك سهلا الأديب حسين ليشوري.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    شيخنا الوقور بعد التحية والدعاء لك بالصحة واستمرار هذه الروح الجذلة.
    وبعد: أظن أن عليك أن تستفتي فيما إذا حقّت عليك كفارة القسم، فالأدب علم والنقد علم إذا كنا نعني بالعلم كل ما يقبل التكرار وبالنتيجة "التعلم"، فما لا يقبل التكرار ليس علما ولا يمكن تعلمه. أما إذا كنا نعني به المعجز والخارق لقوانين الكون والنشاط البشري، فهذا أمر قضى ومضى.
    وأقسم لك غير حانث أن الهاكرز* يكتبون قصصهم حسب قوالب (formulae) منذ خمسينيات القرن الماضي. (الهاكر في أصلها تعنى من يمتهن كتابة الروايات والقصص كما هي حال كتاب قصص المسلسلات للتلفزيون، وقبل التلفزيون كانوا يكتبون للجرايد والمجلات. فكان لديهم قوالب يصبون فيها تفاصيل لا أكثر ولا أقل). الهاكر اليوم هو الذي يخترق برامج الكمبيوتر لأنه لا يمل ولا يكل (شأن كتاب القصص: مثل شهرزاد) من الانتقال من قالب إلى آخر لأنه خبير بقوالب الحماية؛ واليوم الذي يخترق الحماية هو برنامج إلكتروني. مع تطور الروباتات ستستغني مؤسسات التلفزة عن كتاب قصصها وتوظف روبات سيبدع قصصا لا تخطر على بال وعلى حسب قوالب مقننة.
    وتحية طيبة.
    أهلا بأستاذنا الجليل الجميل خلقا وأدبا وروحا: الهويمل أبو فهد، وسهلا ومرحبا.
    أضحك الله سنك فقد جعلتني أضحك رغما عني وأنا أتحضر للذهاب إلى جنازة أحد الأقارب رحمه الله تعالى.

    ثم أما بعد، ما خضَّرته من كلامك الجميل، في موضوع القسم، فقد أفتاني الله تعالى في كتابه العزيز مرتين:1 في سورة البقرة: {لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (الآية 255)، و2 في سورة المائدة:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ...}(الآية 89) إذن لا تثريب علي في قسمي التوكيدي فقط وليس الجازم الحاسم الصارم.

    لقد أثبت لي، وللقراء معي طبعا، أن زعمي أن الأدب والنقد لا يمكن أن يكونا علميين بحجة "الهاكرية" المستشهد بها ذاتها، فالقوالب تصلح للصناعة "النمطية" المكررة أو المتكررة أو ... المكرورة، أما الفنية، أو الإبداعية، فلا يمكن قولبتها وإلا صرنا إلى "الشيوعية" الأدبية، وليست الشيوعية علما حتى وإن ادعى أصحابها أنها كذلك "الماركسية العلمية" كما زعموا
    مثالا !

    أما قولك:"(...)
    مع تطور الروباتات ستستغني مؤسسات التلفزة عن كتاب قصصها وتوظف روبات سيبدع قصصا لا تخطر على بال وعلى حسب قوالب مقننة" اِهـ (انتهى) بنصه وفصه فهو يشبه قول القائل:"قطعت جهيزة قول كل خطيب" فعندما تصبح "الروبوتات" أدباء فعلى الأدب السلام وسنكبر عليه ساعتها سبع تكبيرات وليس أربع فقط ولن نحتاج بعدها إلى النقد لا بصفته علما ولا بصفته فنا ولا حتى بصفته "ميكانكيا"، فلماذا يُحتاج إلى النقد و"الأعمال الأدبية" قوالب نمطية؟

    إذن، أنا سعيد بمداخلتك الجميلة هذه لأنها زادتني يقينا أن الأدب والنقد بصفتهما البشرية/الآدمية ليسا علمين ويمكننا الآن أن أقسم جازما حاسما صارما أنهما، الأدبَ والنقدَ، لم يكونا علمين ولن يكونا كذلك أبد الدهر.

    ولك، أستاذنا الجليل، التحية الطيبة مع التقدير والاحترام.


    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
    قرأت المشاركة 66 مرة وسأقرأها مرة ثانية إن شاء الله، أحرص بلا شك على قراءة الردود لاسيما الردود النافعة بإذن الله؛ القراءة في النقد تحتاج العمق والتأمل وجديرة بالقراءة لما فيها من استمتاع.
    لي السرور بانفتاح قريحة الكتابة لديك واسترسالك عن طيب خاطر مما يجعلك تدخل عالم النقد الأدبي طوعا أو كرها فما كتبته حتما نقدي جميل أن تكتب في النقد إضافة إلى الأدب و مقالاتك في النقد الأدبي: النقد علم ، و الناقد ذواقة .. ما هي إلا كتابات سابقة في مجال النقد: النقد، عمق، علم (بالأدب)، صفاء رؤية، دراسة وتأمل، وتلخيص للحاصل(الأدبي).
    وفقك الله.. أحب النقد الأدبي وأستمتع بقراءة ما هو سلس ومباشر ومقنع ومفيد من وقت لآخر لعلي أكون قارئة جيدة.
    تحيتي وتقديري.
    أهلا بي في بيتك الكريم، أنا أرحب بنفسي عندك لعلمي بكرمك وجميل أخلاقك فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    أشكر لك تقديرك الطيب لما أخربشه عن النقد فما هي إلا خواطر تأتي وتذهب وأقيدها هنا بالكتابة حسب قدرتي التعبيرية المتواضعة وحسب شهية الحديث أو ... شهوته.

    ثم أما بعد، وضعتِ أصبعك على أهم نقطة في النقد الأدبي وهي "القراءة" وأقصد القراءة الجيدة والواعية المتأنية وليس المتسرعة المُنْبَتَّة لأن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى كما جاء في الأثر وإن كان في سنده نظر لكن معناه صحيح حتما، فالنقد فن متين لا يستطيع التوغل فيه بسهولة ويسر و...استخفاف، ثم تأتي نقاط النقد الأخرى ومنها معرفة أسسه وأنواعه وطرقه وكيفية عرضه لأن
    النقد الأدبي إبداع عن إبداع كما سبق لي قوله منذ سنوات وأعدته آنفا (تنظر مشاركتي رقم#61).

    هل النقد علم؟ هذا تساؤل لطالما نوقش في المنتديات الأدبية في "الشبكة العنكبية العالمية" (أو w.w.w أو
    World Wide Web) وقبل "الويب" كنت أناقش الموضوع مع بعض الأساتيذ في الجامعة والذين كانوا يطمحون إلى "علمنة" النقد الأدبي وكنت أستغرب طموحهم هذا لأن الأدب ومهما ارتقى في وسائل التعبير لن يكون علما أبدا لأنه فن من فنون التعبير الإنساني وكذلك النقد الأدبي لن يصير علما أبدا إلا إن تجاوزنا في مصطلح "علم" وأردنا به المعنى المجازي وليس معناه الحقيقي، وهنا يجب عرض السؤال الضروري: ما العلم؟

    "العلم هو إدراك الأشياء على ما هي عليه في الحقيقة" بخلاف المعرفة التي "هي إدراك الأشياء على ما هي عليه في العموم" ولذا لا يجوز وصف الله تعالى بها وإنما يوصف، سبحانه وتعالى، بالعلم و لا ينسب إليها بل إليه فلا يقال:"معرفة الله" بل "علم الله" لأن الله تعالى لا تخفى عليه خافية وإن دقَّت {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}(آل عمران:5)؛ وفي "الصوفية" يقال "العارف بالله تعالى" ولا يقال "العالم بالله تعالى" إلا من باب المجاز وليس على الحقيقة لأن الله تعالى لا يُعلم بل يُعرف:
    {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}(الزمر:67)، ولا يجوز التفكير في ذات الله تعالى بل في آيته، فهذا الاستطراد ضروري للتفريق بين "العلم" وبين "المعرفة".

    أما في النقد الأدبي فهو أحق بالوصف بأنه "معرفة" منه بالوصف بأنه "علم" لما سبق لي قوله عن "قطعية النصوص وظنيتها" (تنظر مشاركتي رقم:
    #66) فالنصوص الأدبية منها ما هو "قطعي"، جلي الدَّلالة واضحها لا يختلف في تفسيره اثنان، ومنها ما هو "ظني"، غامض الدَّلالة مُبهمها ومن هنا تختلف رؤى النقاد، أو القراء، في نص ما، ومن ثمة تختلف أحكامهم عليه، فلو كان النقد علما لما اختلف فيه اثنان أبدا فهل رأيتِ شخصين يختلفان في علمية "اثنين زائد اثنين"؟

    لا يكون النقد "علما" إلا إذا اقترَن الحكم على نص ما بالدليل أو البرهان أو الحجة أو التعليل ومع ذلكِ فهو "علم" بالمفهوم المجازي وليس بالمفهوم الحقيقي، فيجب الحديث عن "النقد المعلَّل" الذي يعلل أحكامه مع أن هذا التعليل نسبي شخصي ذاتي قد يتفق عليه النقاد وقد يختلفون ومرد ذلك كله إلى مستوى الثقافة، أو الدراية، التي يملكها الناقد، والنقاد في ثقافاتهم ودراياتهم مختلفون حتما ومتفاوتون بالضرورة ولا نكاد نجد ناقدين اثنين متفقين تماما في ثقافتهما ولا في مستوى درايتهما وإدراكهما ألبتة.

    تصوري للحظة قصيرة لو صار النقد علما صارما، ويجب أن يسبقه الأدب إلى هذه "العلمية"، كيف يصير؟ لقضي على النقد وعلى الابداع الأدبي كليهما معا فيصيران "باردين"، أو "جافين"، بل "جافيين"، حيث تزول عنهما الذاتية كما هو الحال في العلوم "الدقيقة" الصارمة الباردة، أو الجافة، فيصير الأدب "قوانين"، أو قوالب، و"النقد" "مساطير" (جمع "مسطرة" وهو "مساطر" و"مسطرات" ولكنني جاريت وزن "قوانين" وعلى وزن "مساطيل" جمع "مسطول"
    ، وإن من يحاول "علمنة" النقد الأدبي لهو - والله - مسطول فعلا إذ جاء بهذا المَقُول)، ولعلك تفضيل في التحف الفنية ما صنع باليد، يد الصانع، فتفرد على ما صنع بالقوالب فتكرر إذ القَوْلَبَة تميت الفنية حتى في التحف المادية فكيف في "التحف" الأدبية الذهنية المتميزة (؟!!! ) بذاتية أصحابها؟ الأمران مختلفان حتما وقطعا.

    هذا ما ورد على بالي وأن أنظر إلى حالي مع النقد الأدبي الذي هو فن جميل من فنون الآداب القولية الجميلة ولن يكون علما بالمفهوم "العلمي" الدقيق، هذا والله أعلم ثم العارفون بالنقد الأدبي وفنونه وأساليبه القديم منها والعتيق والحديث منها والجديد.

    مع أخلص تحياتي وأصدق تمنياتي لك بالتوفيق حتى تصيري ناقدة ممتازة يُسمع قولها إن قالت ويرتضى حكمها إن حكمت.

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    قرأت المشاركة 66 مرة وسأقرأها مرة ثانية إن شاء الله
    أحرص بلا شك على قراءة الردود لاسيما الردود النافعة بإذن الله
    القراءة في النقد تحتاج العمق والتأمل وجديرة بالقراءة لما فيها من استمتاع
    لي السرور بانفتاح قريحة الكتابة لديك واسترسالك عن طيب خاطر مما يجعلك تدخل عالم النقد الأدبي طوعا أو كرها فما كتبته حتما نقدي
    جميل أن تكتب في النقد إضافة إلى الأدب و مقالاتك في النقد الأدبي: النقد علم ، و الناقد ذواقة .. ما هي إلا كتابات سابقة في مجال النقد
    النقد، عمق، علم (بالأدب)، صفاء رؤية، دراسة وتأمل، وتلخيص للحاصل(الأدبي)
    وفقك الله.. أحب النقد الأدبي وأستمتع بقراءة ما هو سلس ومباشر ومقنع ومفيد من وقت لآخر لعلي أكون قارئة جيدة
    تحيتي وتقديري

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    النقد الأدبي علم؟ هذا ما سنراه في مشاركة لاحقة إن شاء الله تعالى.

    ملحوظة على الطاير: لم أتطرق في مشاركتي أعلاه إلى مفهوم "النقد الأدبي" أعلم هو أم لا؟ لشرود الفكرة عن ذهني أثناء الحديث وسأعود، بإذن الله تعالى، إلى هذا المفهوم في تصوري الشخصي في مشاركة آتية إن شاء الله تعالى.
    (ينظر:
    في النّقد الأدبيِّ: النّقد علم؟)
    ويجدر التنويه بموضوع أستاذنا الجليل الجميل النبيل محمد فهمي يوسف "
    من يريد أن ينقد أدبا .؟!!" حتى ترتبط المواضيع المتشابهة مع بعضها في بوتقة واحدة.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    النصوص أنواع من حيث حجمها والنقد أنواع من حيث قطعية النصوص وظنيتها.

    الأستاذة الأديبة الأريبة أميمة محمد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    أعتذر إليك عن التأخر الطفيف في التعقيب على مشاركتيك الكريمتين رقم
    #65 وقبلها رقم#63 مع أنني كنت هنا أمس لكن شغلني ما ينشر هنا من "أشياء" غريبة عن الأدب وغريبة عن الملتقى عن التعليق بما يليق على المشاركتين الطيبتين؛ سأرسل الكلام حسب وروده على الخاطر دون ترتيب أو تنسيق إلا ما جاء عفوا، والله المستعان وعليه التكلان.

    ثم أما بعد، الحديث في النقد، الأدبيَّ أو غيرَه [النّصب على الاختصاص]، حديث ذو شجون وتفرعيات كثيرة وأستمر في سوق المثال من الدين كما فعلت في مسألة نسبية النقد في مشاركتي رقم
    #61 أو هو مستويات ثلاثة كما في المعلوم من الدين:"أن النقد الأدبي كالعِلْم بالدين فمنه المعلوم من الدين بالضرورة، والمعلوم من الدين بالبحث والسؤال، والمعلوم من الدين بالاستنباط والاجتهاد، وهي مستويات ثلاثة حسب الفقه في الدين، والمقارنة مع الفارق طبعا إذ الدين ملزِم للمتدين به والنقد ليس كذلك للكاتب الأديب؛ وكذلك النقد الأدبي منه ما هو "معلوم من النقد بالضرورة" لمن يتعاطى الأدب ولو قليلا، ومنه، "المعلوم من النقد بالسؤال والبحث والتعلم" وهو لمن أراد التخصص في النقد الأدبي أو أراد الاستفادة منه في كتاباته الأدبية حتى يتجنب الأخطاء في التحرير والتعبير والتفكير؛ ومنه "المعلوم من النقد بالاستنباط والاجتهاد" وهو لمن تعمق في النقد وتخصص وأوقف حياتَه له، أي تفرغ للنقد، وهي درجة عالية في النقد لا يبلغها إلا المجتهدون فيه." اهـ وقد أعدت الصياغة لتنسجم مع الفكرة التي كنت أود التعبير عنها؛ فأقول، ومن الله أستمد العون: أن الأدب من حيث كونُه نصوصا معبرةً عن الذات تخضع لقانون "الثبوت والدَّلالة والقطعية والظنية" فنحصل على أربعة أنواع من النصوص بالقسمة العقلية، أو الرياضية، الصارمة: 1- نصوص قطعية الثبوت قطعية الدَّلالة؛ 2- نصوص قطعية الثوبت ظنية الدَّلالة؛ 3- نصوص ظنية الثبوت قطعية الدَّلالة؛ 4- نصوص ظنية الثبوت ظنية الدَّلالة (لقد تعمدت ضبط حرف الدَّال في "الدَّلالة" لأن في هذه الكلمة لغتين: بفتح الدّال وهي اللغة العالية وبكسرها وهي اللغة السُّوقية ويجب الحرص على نشر اللغة العالية وتجنب السوقية ما استطعنا إلى ذلك سبيلا حتى ينتشر الأدب الراقي ويضمر السوقي)؛ والنصوص في الأدب تبدأ من الكلمة إلى العبارة إلى الجملة إلى الفقرة إلى النص والنص يشملها كلها، فقد تكون كلمة واحدة "نصا" ويسلط عليها النقد فينوه بها ويرفعها أو يستهجنها ويسقطها كما فُعل بكلمة "مُستشزرات" في بعض شعر امرئ القيس فقد استنكرها النقاد في وقتهم طبعا أما اليوم فلا نكاد نجد أحدا يفهمها فضلا على أن ينقدها.

    فمن النصوص الأدبية ما هو واضح جلي بيِّن (قطعي الدَّلالة نسبيا لا يكاد يختلف في فهمه اثنان) ومنه ما هو ظني الدَّلالة وقد يكون مُغرقا في الغموض، أو التعتيم، فلا يكاد يتفق في فهمه، أو تفسيره، اثنان، وهذا النوع من النصوص مستهجن نسبيا إلا عند أصحابه طبعا لأن من مهام الكتابة الأدبية: "الإمتاع والمؤانسة"، على حد تعبير أبي حيان التوحيدي، فإن استُغلق نصٌّ أو "استُغمض" فكيف لقارئه أن يستمتع به وهو لا يفهمه؟ ومنها، النصوصَ (النصب على الاختصاص أيضا)، ما تتراوح فيه قطعيةُ الدَّلالة وظنيتُها فيكون بعضه مفهوما وبعضه غير مفهوم، وهكذا...ونحن نفترض أن "قطعية الثبوت" ثابتة لتلك النصوص ولا نتلكم عن النصوص المسروقة من أصحابها طبعا إلا من حيث نقدها لذاتها دون النظر إلى ناشريها أهم أصحابها أم سارقوها؟ وهذا موضوع آخر طبعا.

    أما النصوص "المعفونة" من حيث صياغتها، الشكل، ومن حيث مضمونها، المحتوى، فهي لا تصلح لا للنقد ولا حتى للقراءة أصلا كما هو شائع في المنتديات "الأدبية" العربية حيث يُرجم القراء، أو الزوار، بنصوص رديئة شكلا ومحتوى ومع ذلك يزعم أصحابها أنها "نصوص أدبية" وما لها علاقة لا بالأدب ولا بظله ولو من بعيد وقد عرفنا، ونعرف، في ملتقانا هذا ضروبا من هذا النوع الرديء المستهجن العفن.

    والنقد، في ممارسته، يشمل النصوص جميعها من حيث حجمُها من الكلمة إلى النص الطويل وهو يدرسها من حيث قطعية الدَّلالة وظنيتها ومن هنا يتسرب التفريق إلى مستويات النقد هل هو من "المعلوم من النقد بالضرورة"، أو هو "من المعلوم من النقد بالدراسة والبحث"، أو هو "من المعلوم من النقد بالاجتهاد والاستنباط" كما سلفت الإشارة إليه آنفا.

    والآن؟ لماذا يعاني النقد الأدبي من "داء الكساح" المعيق لتطور الأدب ونموه وتقدمه مع وجود النقاد؟ الجواب: لأن كثيرا من "الأدباء"، أدعياء الأدب، لا يقبلون النقد الجاد الصارم مع أنه خادم الأدب وليس مخدومَه وفي النقد الجاد الحاسم "صدقة أدبية" وفيه زكاة وزكاء (نماء) وذكاء و... "تذكية" (ليس بمفهوم "الذبح" ونحن على مشارف عيد الأضحى)، و"تزكية" وكل ما فيه "خيرية" للنص ولصاحبه إن كان صادقا في أدبه وفي نفسه مخلصا له ولها معا في الوقت نفسه [قد نتطرق في المستقبل، إن شاء الله تعالى، إلى مفهومي "التزكية" و"التصفية" و"التخلية" و"التحلية" كما هي في التصوف الإسلامي].

    في ذهني كلام كثير أريد بثه لكنني أكتفي الآن بما قلته هنا على أمل أن يمن الله علي بالقدرة على التعبير عما يجول في خاطري من تفكير في النقد وفي غيره مما له صلة بما نحن بصدده هنا في ملتقانا العامر بأمثالك أختنا الكريمة السيدة أميمة محمد وأعتذر إليك عن هذا الاسترسال في الحديث فلولا شعوري بحسن استقبالك له لما استرسلت.

    (سأنسخ، بعد إذنك، هذه المشاركات إلى بعض متصفحاتي المخصصة للنقد لتكون مع أخواتها هناك)

    تحياتي إليك وتقديري لك مع شكري على التهنيئة بالحفيد الجديد وقد سماه أبوه "محمدا" تيمنا بهذا الاسم الكريم، فاللهم صلِّ وسلم على نبيك محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه المكرمين أجمعين في الأولين والآخرين، اللهم آمين يا رب العالمين.

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لم يخطر ببالي أنه يخصني ولكنه الفضول
    ويخطر ببالي إننا نتاج هذا المجتمع العربي الظالم
    وأن الحديث في السياسة مثله مثل النقد، منه ما هو سؤال وبحث ومنه ما يحتاج لعلم
    أعتقد أنني مع التحليلات السياسية في أي مكان و"ضد اللغو السياسي" الذي أصبح يتبارى فيه المدونون العرب ويتنافسون في أيهم أكثر صراخا وضروبا أخرى أكثر سفها
    أعتذر عن كل مرة ينزلق فيها الحديث من منحدر السياسة إلى هاوية الشتم و اللطم لدى مثقفينا
    ولا يمكننا أن نعيش في رغد العيش وأوطاننا ممزقة.. وأتمنى أن نرتقي
    معك في عدم مدح الصراخ العربي العربي وعلى أي مستوى كونه لا يجدي
    ينحدر أحيانا إلى مستوى التفاهة والانحطاط في شبكات التواصل الاجتماعي التي لا رقيب فيها إلا الإنسان نفسه
    حيث تشي قاذورات البعض النفسية بالكثير بالذات حين تكون المتحدثة امرأة

    كمواطنة شهدت ما حدث في بلدي، كيف هُجرت أسر وهدمت بيوتها او اغتصبت وسرقت أموالها لأن احد أبنائها
    كان ضد هذا أو ذاك.. استغرقت إحدى سفريات نزوحنا ساعات في صحراء قاحلة ومعنا أطفال، كان علينا المرور بداعش، جنود مدججين كان أحدهم يتحدث إلى سائق السيارة وابنتي ترتجف.. وفي اللحظة التي أنتظر فيها مرور الثواني أو الدقائق كنت أنظر للرجل القوي الواقف الذي يشبه عمود قوي صلب لكني كنت شعرت بفراغه من الداخل، فما باله وعائلة على الطريق.. تجاوزنا وتنفسناكان يمكن أن يطلق رصاصة غاضبة لأي رد خاطئ
    الجهل ساهم بشكل أو آخر في الانقسام في الحرب في الكراهية في ترك الأجسام الغريبة تتغلغل في الانشطار الحاصل بين شرق وغرب فكريا وثقافيا وسياسيا وحتى دينيا! أجل ديني لأن كلٍ يبتدع لدينه ثم يتمسك بأطراف ما ابتدع
    فأحدث نفسي أنهم يتشبتون بالأوراق والفروع والأغصان وينسون جذع الشجرة
    أذكر نفسي أننا من نسينا أن نسقي الزرع فلماذا نلوم الجفاف والموت فينا
    أفسر أننا نرتدي ما نراه جيدا على الآخرين ولو لم يكن على مقاسنا.. ونرتدي الجنز ولن نصبح أمريكيين ونرتدي التنانير القصيرة ونتخاصم هل نتبع الأمام مالك أم الشافعي وننام عن صلاة الفجر ونسأل عن الاحتفال بالمولد النبوي هل هو جائز أو بدعة
    غريب حالنا والحديث يطول وبالنسبة لي السياسة رغيف أفطار آكله ولو لم يكن رطبا لأنني على الواقع أعيش

    مبارك المولود أخي حسين جعله الله من الذرية الصالحة
    ورحلة ميمونة

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    من؟ أستاذ حسين ليشوري هنا.. يا مرحبا و أهلا وسهلا ثم أني كنت لا أريد الكلام معك هه لكن خلاص ثلاثة أيام يكفوا
    أنت شخص متعب وملهم هه؛ لمن كل الكلام في الشريط أقصد هل هو بمناسبة أو دون مناسبة؟
    أنا مستعدة أقرأ كتابك أستاذ حسين الذي ذكرت رغم أني مقلة في القراءة هذه المدة ورغم أني كنت مستعدة أن لا أقرأ لك للأبد هه
    بورك فيك.. قد أعود حين يسمح وقتي.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا أم الطبيبة وعساك والأسرة الكريمة كلها بخير وعافية.
    أضحك الله سنك وأدام الله عليك السرور والحبور ووقاك الشرور والثبور، اللهم آمين.

    {إنما المؤمنون إخوة} وهذا ما أشعر به وأنا في الملتقى إلا من رفض أخوتي فليس بضاري أبدا، والأخوة لا تعني عدم الاختلاف أو "التزاعل" من حين إلى آخر لكن يبقى الأصل وهو الأخوة في الله تعالى وهي دائمة ما دام الإيمان موجودا.
    شعرت كأنني "زعلتك" مع أنني لا أقصد الإساءة أبدا لكن صراحتي وصدقي يسببان لي المتاعب وأحيانا أأخذ من تعبيري وأنا أظن أن قارئي يفهم قصدي فأصاب بخيبة ظن محبطة فأندم على ما كتبت أو على ما ظننت.

    لا، يا أخيّة أميمة، لست المقصودة بالعنوان:
    "الرجم بالقرآن الكريم لمن اسْتَرَقَّ للشيطان الرجيم" الذي كتبته في حالة غضب من بعض المتهورين الذين يظنون أنفسهم "أذكياء" وهم يعبدون الطاغوت ويخضعون له ويصرحون بخضوعهم هذا بل ويتبجحون به وما يدرون أننا لو أتحنا للمرقم الفرصة وفتحنا له المجال لما استطاعوا كتابة كلمة ردا أو تعليقا أو تبريرا وفي الجعبة ما فيها، ولذا كان من الحكمة الامتناع عن الحديث في السياسة هنا في الملتقى الأدبي سدا للذرائع والوقاية خير من العلاج ولمن أراد الحديث في السياسة فله الملتقى الفكري والسياسي فهو المخصص لهذا الحديث السمج: حديث الإنسان العربي في السياسة، يا للهول !!!

    يدور في ذهني الآن عنوان موضوع طريف هو:"الإنسان العربي حيوان مُسيَّس" فهل يصلح عنوانا؟ الإنسان العربي، هذا الكائن العجيب في جهله وظلمه وضلاله وعبوديته لغير الله تعالى، إلا من رحم الله وقليل ما هم، يظن نفسه يفهم في السياسة وهو لا يستطيع سياسة نفسه ولا بيته ولا أسرته ولا عائلته ومع ذلك تجدينه يخوض في أحاديث السياسة وهو العبد المَسُوسُ وليس السيد السائس !!!

    ثم تأكدي تماما أنه لا يستطيع أحد منع أحد من الحديث في أي شيء، والدليل؟ أن هناك، في هذا الملتقى الجميل، من ينشر دعارته وفجوره وفسوقه باسم "الأدب" أو باسم "الإبداع الأدبي" وهو، أو وهي، المبدع/ـة في الوقاحة وقلة الأدب وقلة الحياء، ولله في خلقه شئون، فكيف نمنع، أمنع، أحدا من الحديث في السياسة وهي أقل سوءا من الحديث في الدعارة المعلنة جهارا نهارا؟ الأمة تعيش حالة من الفوضى العارمة في كل شيء ومثلها كمثل العريان الذي سئل ما ينقصك؟ قال:"الخاتم" (المحبس باللهجة العراقية).

    أشكر لك يا أخية ترحيبك الجميل وردك النبيل وسأعود إلى التعقيب على ردك الكريم في موضوع النقد الأدبي فأنا الآن مسافر إلى بلدة أخرى لمناسبة طيبة وهي مولود جديد ليس لي ولكن لابني البكر وبه صرت جدا لثمانية أحفاد ولله الحمد والمنة.

    تحياتي وتقديري الدائم: أخوك المتعب حسين
    .

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    متصفح ولا أروع منه لست أدري كيف لم أنتبه له، لعل غفلتي عنه جاءت من "كسوفي" عن الملتقى لأكثر من سنة ونصف، الله غالب.

    ثم أما بعد، أرى، والله أعلم، أن النقد الأدبي كالعِلْم بالدين فمنه المعلوم من الدين بالضرورة، والمعلوم بالبحث والسؤال، والمعلوم بالاستنباط والاجتهاد، وهي مستويات ثلاثة حسب الفقه في الدين، والمقارنة مع الفارق طبعا إذ الدين ملزِم للمتدين به والنقد ليس كذلك للكاتب الأديب؛ وكذلك النقد الأدبي منه ما هو "معلوم من الأدب بالضرورة" لمن يتعاطى الأدب ولو قليلا، ومنه، "المعلوم من [الدين.. ربما قصدت الأدب] بالسؤال والبحث والتعلم" وهو لمن أراد التخصص في النقد الأدبي أو أراد الاستفادة منه في كتاباته الأدبية حتى يتجنب الأخطاء في التحرير والتعبير والتفكير؛ ومنه "المعلوم بالاستنباط والاجتهاد" وهو لمن تعمق في النقد وتخصص وأوقف حياتَه له، أي تفرغ للنقد، وهي درجة عالية في النقد لا يبلغها إلا "المجتهدون" فيه.

    والنقد ليس ملزِما لأحد فهو وجهة نظر من "قارئ متخصص" يُسمَّى ناقدا والنقد كما قلت مرة في موضوعي: "
    في النّقد الأدبيِّ: النّاقد ذوّاقة":"النقد إبداع عن إبداع، و لذا فهو لا يقل أهميّةً عن الكتابة الفنية الأصلية، و هو كتابة جديدة للنص المنقود، لكنه، و زيادة عن شروط الكتابة الفنية، يخضع لشروط إضافية تمس الناقد ذاته أكثر مما تمس العملية النقدية" اهـ بنصه وفصه، ولماذا لا يكون النقد ملزما؟ لأنه ببساطة "رأي عن نص" والرأي لا يلزِم إلا صاحبه وليس الموجَّهَ إليه، هذا والله أعلم.

    هو رأي أبديته في هذا المتصفح الجميل وقد سرني أنني اطلعت عليه وإن متأخرا ولأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا.

    تهاني الأدبية لك أختنا الفاضلة أميمة وواصلي الحديث حتى نستفيد منك وحتى يعود من شارك هنا من الأساتيذ إلى هنا لنستفيد من آرائهم الكريمة.

    تحياتي إليك وتقديري لك دائما كما تعلمين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكاتب الجزائري الأديب الصحفي المحترم الأستاذ والأخ حسين ليشوري
    وعسى أن تكون بخير وعافية
    ما يعجبني في كتاباتك كقارئة هو تلك الجدية العميقة الهادئة والتي لا أجدها عند كثير من الأدباء الذين يكتبون بجمال ولكن بسطحية
    يعجبني العمق السلس في كتاباتك حتى أنك تدخل للنقد من باب موارب لتخرج سريعا لعدم رغبتك للدخول لعالم شائك مخافة طول الشجب وطول التصدي اللازم الحصول

    أحب الاستنباطات والتحليلات التي تخرج بها ـ هنا عن النقد، والمقارنة، بالتعلم في الدين ـ هذا في حد ذاته يؤكد أن النقد علم ينبغي تعلمه لمن أحب التخصص وأنه لا يؤخذ اعتباطا
    كما أن الدين يحتاج إلى وحي كأصل يعتد به، فالنقد لا غنى له لموهبة.. وإن كان الأول إعجاز رباني والثاني اجتهاد إنساني

    سأتفق معك فيما ذهبت فقط سأعقب عن "النقد وجهة نظر".. يكون كذلك عندما يكون ما زال في دائرة البحث والتعلم والسؤال

    وليس كذلك دائما وجهة نظر.....
    الدليل على ذلك قولك "ومنه المعلوم بالاستنباط والاجتهاد وهو لمن تعمق في النقد وتخصص وأوقف حياتَه له، أي تفرغ للنقد، وهي درجة عالية في النقد لا يبلغها إلا المجتهدون فيه".
    هنا أنت إلى حد ما وضعت شروطا لما هو نقد واضح صريح وجازم لا مراء فيه ولا محاباة ولا تزلف

    إذن في هذه الجزئية نقول بعض النقد لازم حين يكون نقدا ليس عن هوى بل عن استنباط واجتهاد فالاستنباط والاجتهاد بعض أدوات المنهج العلمي
    حين أقول عن نص ما "نص ضعيف" ينبغي الاجتهاد فيما بعده أو تصحيحه أو حذفه فهذه لا تعد وجهة نظر.. بل رأي جازم بأن النص لم يأخذ ما يكفي من المعايير الأدبية ليبقى


    أما وجهة النظر فتبقى خاصة قابلة للأخذ أو الرفض

    جزاك الله خيرا الأستاذ حسين وعفا عنك وعني
    ونفع بك ونفع بنا.. إنك معلم ناصح يعتد به وإن شعرنا أحيانا أن فيك شدة

    بورك في علمك
    ممتنة لما أتحفتني به من حضورك

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    ....................
    تحياتي إليك وتقديري لك دائما كما تعلمين.

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    من؟ أستاذ حسين ليشوري هنا.. يا مرحبا و أهلا وسهلا
    ثم أني كنت لا أريد الكلام معك هه لكن خلاص ثلاث أيام يكفوا
    أنت شخص متعب وملهم هه
    لمن كل الكلام في الشريط أقصد هل هو بمناسبة أو دون مناسبة؟
    أنا مستعدة أقرأ كتابك أستاذ حسين الذي ذكرت رغم أني مقلة في القراءة هذه المدة ورغم أني كنت مستعدة أن لا أقرأ لك للأبد هه
    بورك فيك.. قد أعود حين يسمح وقتي

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    النقد مستويات كما المعلوم من الدين مستويات، (رأي).

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    متصفح ولا أروع منه لست أدري كيف لم أنتبه له، لعل غفلتي عنه جاءت من "كسوفي" عن الملتقى لأكثر من سنة ونصف، الله غالب.

    ثم أما بعد، أرى، والله أعلم، أن النقد الأدبي كالعِلْم بالدين فمنه المعلوم من الدين بالضرورة، والمعلوم من الدين بالبحث والسؤال، والمعلوم من الدين بالاستنباط والاجتهاد، وهي مستويات ثلاثة حسب الفقه في الدين، والمقارنة مع الفارق طبعا إذ الدين ملزِم للمتدين به والنقد ليس كذلك للكاتب الأديب؛ وكذلك النقد الأدبي منه ما هو "معلوم من النقد بالضرورة" لمن يتعاطى الأدب ولو قليلا، ومنه، "المعلوم من النقد بالسؤال والبحث والتعلم" وهو لمن أراد التخصص في النقد الأدبي أو أراد الاستفادة منه في كتاباته الأدبية حتى يتجنب الأخطاء في التحرير والتعبير والتفكير؛ ومنه "المعلوم من النقد بالاستنباط والاجتهاد" وهو لمن تعمق في النقد وتخصص وأوقف حياتَه له، أي تفرغ للنقد، وهي درجة عالية في النقد لا يبلغها إلا "المجتهدون" فيه.

    والنقد ليس ملزِما لأحد فهو وجهة نظر من "قارئ متخصص" يُسمَّى ناقدا والنقد كما قلت مرة في موضوعي: "
    في النّقد الأدبيِّ: النّاقد ذوّاقة":"النقد إبداع عن إبداع، و لذا فهو لا يقل أهميّةً عن الكتابة الفنية الأصلية، و هو كتابة جديدة للنص المنقود، لكنه، و زيادة عن شروط الكتابة الفنية، يخضع لشروط إضافية تمس الناقد ذاته أكثر مما تمس العملية النقدية" اهـ بنصه وفصه، ولماذا لا يكون النقد ملزما؟ لأنه ببساطة "رأي عن نص" والرأي لا يلزِم إلا صاحبه وليس الموجَّهَ إليه، هذا والله أعلم.

    هو رأي أبديته في هذا المتصفح الجميل وقد سرني أنني اطلعت عليه وإن متأخرا ولأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا.

    تهاني الأدبية لك أختنا الفاضلة أميمة وواصلي الحديث حتى نستفيد منك وحتى يعود من شارك هنا من الأساتيذ إلى هنا لنستفيد من آرائهم الكريمة.

    تحياتي إليك وتقديري لك دائما كما تعلمين.

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    الأديب هو كاتب لديه فلسفة خاصة يستطيع أن يقنع الآخرين بها
    والكاتب صاحب قلم يستطيع أن يكتب ما يجيش في الخاطر بأسلوب أنيق

    أن يكون لك رأي يكون لك معارض
    أنتكتب بصدق، سيحبك بعضهم ومنهم من يكرهك

    اترك تعليق:


  • أميمة محمد
    رد
    كدمعة شاعر نكاد نلمسها نمد أيدينا نحاول مسحها
    ونصوص تشاطرنا الفرح وتقاسم تفاصيله من عتبة الحلم للنهاية
    ونصوص تكتب الحياة تحكينا الإنسان في قصة أو رواية
    من كاتب غاص في الحدث وسبر التجربة فيقدم ما يكتشفونه حين تظهر الأعماق أو يتكلم الواقع بلا تزييف كبير

    اترك تعليق:

يعمل...
X