[ 27 ]

بعض العقول كالغربال لا تأخذ من النصوص والأخبار إلا ما يلائم مقياسها الخاص.!
وبطبيعة الأمر سيكون الحكم على الآخرين تبعا لمقياسها، ...
فليس من المستبعد أنَّ النفاقَ سلوكٌ حضاريٌّ بالنسبة لها، وأنَّ التسامحَ والنقاءَ نفاقٌ لا يُطاق.!

[ 26 ]

لام الفاروق رضي الله عنه أناسا من أصحابه لأنهم قتلوا رجلا ارتد عن دينه وقال لهم : هلا استتبتموه وحبستموه؟
لكن من يزعمون محبة الفاروق يفرّقون بين مرتد وآخر؛
فيقتلون المرتد الفقير خامل الذكر قبل حبسه واستتابته.!
ويعفون عن المرتد الغني ذائع الصّيت قبل حبسه واستتابته أيضا
فمحبة الفاروق عند هؤلاء كقميص عثمان، ولا فرق.!

[ 25 ]

الازدواجية داء يصيب أولئك الذين يمجدون القوة والبطش والتفاخر والتعالي في أفعالهم بينما نراهم يعظون الناس بتقوى الله والعدل والمساواة.!

[ 24 ]

إنّ المستبد يشعر من جراء ايحاء المنافقين حوله والمتزلفين له أنه ظل الله والحاكم بأمره وله الأمر وعلى الجميع الطاعة والخضوع
فإن عصوا فهم كُفّار زنادقة عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين.!

[23]

عندما تتهيأ الظروف الملائمة لأي إنسان سيظهر الجانب الحقيقي منه.!

[ 22 ]

يقال أن المال الخبيث الحرام: "هو ثمن الشرف، ثم المغصوب، ثم المسروق، ثم المأخوذ إلجاء، ثم المحتال فيه".
و الشرف ليس كما يظن العقل الشرقي المتزمت " العرض " فقط!...
إنما الدين شرف والأمانة شرف وكلمة الحقّ شرف والإنسانية شرف والمبادئ شرف والأخلاق شرف والوطن شرف والأمة شرف والذمة شرف ..
فمن باع شيئا منها فقد باع شرفه.!

[ 21 ]

في ظل الطّاغية سترى فنون التمجيد والتعظيم
والتصفيق لمن لا يحسن الفرق بين الياء المدية والألف المقصورة
والتاء المربوطة والهاء ... وغيرها كثير ...!

أهلا بك أستاذة أميمة الكريمة،،

الأجمل حضورك الطيب؛ ..أدام الله ظلك بسلامة صدر وطيبة قلب..آمين
عزيزتي ...
الإنسان بطبعه يرى مساوئ الآخرين ولا يرى مساوئ نفسه.!
إلا من وفقه الله وأعانه على إصلاحها.
فقد عاشرتُ - الكثير - مِن الذين ينصحون النّاس ولا يطبقون النصائح
يقولون أنّهم طيبون؛ ولكنّهم في اللحظات الحرّة الاختيارية قساة ظالمون.!
عافانا الله وإيّاكِ من ذلك.
أذكر أنني ذات مرة كتبْتُ خاطرة عن أسطورة تأريخية أعجبتني أحداثها
وأحببتُ ربطها بواقع أمتي وما تعانيه من ألم وظلم
إحدى الأخوات – بالكاد أعرفها من خلال موقع التواصل الفيس بوك – ظنتْ أنني أتحدث عنها وأصورها تصويرا شريرا – حقيقة تفاجأت عندما علمتُ بذلك.!
لم أتوقع ضحالة الفكر بهذا الشكل؛ خاصة وهي أديبة قديرة.!
حاولتُ شرح الأمر لها ولكنّها غير مقتنعة إلا بما يدور في عقلها وقلبها
وتظنني ظالمة لها والبادئ أظلم كما تعتقد، ولا بد من أخذ الثأر ..!
علمتُ حينها أن لا فائدة مطلقًا من محاولة تصحيح نظر الآخرين تجاهك
أو اثبات عدم الإساءة لهم ... فكل سيرى ما يريد أن يراه.!
و الأمر غير مهم بالنسبة لي ... المهم أن أسعى لتطوير ذاتي
فأنا مسؤولة أمام الله بنية قولي وعملي، ولستُ مسؤولة عن فهم الآخرين.!
والحاقد الحاسد لن يعجبه ذلك وسيظل يعيش في وهم المؤامرة والانتقام.!
كفانا الله شرهم.. آمين
عفوا أطلتُ الحديث؛ فالحديث معكِ لا يُملّ
وحديثكِ الشيق ذكرني بهذا الموقف الغريب.
أتمنى لك التميز، تحيتي إليكِ.

جميلة ومضاتك أستاذة سميرة.. لها فكر وأتمنى لك التميز
منها ما يحتاج لوقفات وله جوانب ما
عني أستاذة، أحب الناس وأتعاطف معهم، وأحسب ـ والله أعلم ـ إن من تعاطفي معهم أنني أحاول أن أجد العذر أحيانا لمن يخالفني..
أقول أحيانا... لأنه ليس دائما...
فنحن لا ننتمنى للملائكة لنا قلوب تحب وتكره وتحزن وتتألم وتفرح..
ذكرتيني بزيارتي للمدينة التي نزحت منها.. مدينة تعتبر كل من نزح داعش! (شعوب تتبنى الأحكام المسبقة والجائرة في سبيل رضا السلاطين)
قابلت أصدقاء ( أو كانوا!) تحدثوا مباشرة عن داعش
وقلت ولسنا منهم.. سكتوا وتمنوا لو ينطقون..( وليتهم يُسْكِتون الرصاص)

الأحكام الجائرة والأساليب الظالمة تجعلننا ننفر أحيانا من الوجه القبيح الذي يشوه معالمنا لمجرد أننا نختلف عنه
فيحاول أن يرسم لنا تارة صورة شيطان وتارة مارد ينبغي قمعه في القمقم
نختلف مع الآخرين.. نحاول أن نتفهمهم وأن يتفهموننا وماذا عمن يبتدئ المعاداة؟ البادئ أظلم وومنه جعلنا الله نسلم والمسامحة عند المقدرة أغنم
أرق تحياتي أستاذتي الأديبة المفكرة.

[ 20 ]

يلصق الطّغاة المتجبرون بأعداء ظلمهم الافتراءات والتهم
فالأشراف والسادة من قوم نبي الله نوح – عليه السلام – لم يكتفوا بالتكذيب،
بل اتهموه بالضلال والانحراف عن الحق والصواب انحرافا واضحا جليا..
( إنا لنراك في ضلال مبين )
ومن يتتبع سلوك الطغاة عبر العصور يجد أن مسلك التهم الكاذبة والافتراءات المضللة
هو المسلك الأول الذي يسلكه المستبدون لحجب دعوة الحق والإصلاح.
( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ )

[ 19 ]

الطاغية يبتلع قومه، فلا إرادة لهم ولا عقل.
والغريب أنه يزداد استخفافا بهم ويزدادون طاعة له
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )
نعم فسقوا عن طاعة الله والخضوع لخالقهم وباعوا ذممهم لبشر مخلوق مثلهم
فاستعبدهم وأذلهم ...
فأثر الاستبداد سيء .. يفسد الدين
ويفسد العقل ... ويفسد الشرف
ويفسد العلم ... ويفسد كل شيء
لذا يزعم الطاغية إذا أراد قتل أعداء ظلمه؛ أنه يريد تخليص الأمة من تبديل دينها أو انتشار الفساد.!
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ )

[ 18 ]

شرّ العلماء، من آتاه الله العلم والهدى ثم انسلخ منه كما تنسلخ الحية من جلدها
وصار إلى موالاة الطّغاة وامتداحهم ومناصرتهم، ومحاربة الرّعية من الفقراء والمساكين.!
ومن عجائب هؤلاء أن أحدهم أفتى بقطع يد سارق خبزٍ فقير جائع.!
وأشاد على الحاكم المغتصب أرضًا بنى فيها مسجدًا، أنَّ الله بنى له قصرًا في الجنة.!
يقول عبد الله بن المبارك – رحمه الله -:
وهل أفسد الدّين إلا الملوك *** وأحـــــــبار سوءٍ ورهبانها
فباعـــــــــــوا النفوس ولم يربحوا *** ولم تغلُ في البيع أثمانها.

[ 17 ]

من الغريب أن البعض لا يتبع النصائح التي ينادي بها؛ فهو يقول للنّاس:
كونوا طيبين ونظّفوا قلوبكم من أدران الحقد والحسد والأنانية والشهوة؛ بينما نجده من أكثر النّاس حقدا وحسدا وأنانية وشهوة.!!
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )[ سورة البقرة:44 ]

[ 16 ]

ما معنى ( لا إله إلا الله ) ؟
لا معبود بحق إلا الله؛ فالعبودية تقتضي الخضوع التام لله تعالى
فمعنى ( لا إله إلا الله ): ( لا يستحق الخضوع إلا الله )
فلا سيادة ولا عبودية ولا ولاية ولا خضوع ولا طاعة إلا لله تعالى
لذا أفرغ الطغاة معنى العبودية وجعلوها تنحصر فقط بالشعائر والنسك
بعيدا عن حقوق الإنسان والأمة
وألزموا الرعية الطاعة العمياء والخضوع التام والولاية والسيادة لهم
فأين لا إله إلا الله؟

[ 15 ]

فكر الطّاغية المستبد
رأيه صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي خصمه خطأ لا يحتمل الصواب
يزداد يقينا أنه أفضل من غيره، وغيره وخاصة خصومه أقل ما يقال عنهم حشرات
يعتقد اعتقادا لا شك فيه أنّ الحق معه والله معه دون سواه، فإذا أنكر عليه ذلك أحد، اشتد غضبه وشتمه وأغرى به الخاصة والعامة وشهر في وجهه سيف الجهاد المقدس.