هل تكون اللغة العربيّة هي الأم التي أنجبت اللغات؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمار عموري
    أديب ومترجم
    • 17-05-2017
    • 1300

    #31
    شكرا منيرة على هذا الشريط الرائع
    هو تحقيق صحفي جميل، هو عبارة عن كتاب شمس العرب تسطع على الغرب. مع الأسف ينتهي الفيديو قبل إجراء حوار مع ضيف الحلقة حول ابن سينا...
    لكنني وجدته كاملا هنا :

    تعليق

    • منيره الفهري
      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
      • 21-12-2010
      • 9870

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
      شكرا منيرة على هذا الشريط الرائع
      هو تحقيق صحفي جميل، هو عبارة عن كتاب شمس العرب تسطع على الغرب. مع الأسف ينتهي الفيديو قبل إجراء حوار مع ضيف الحلقة حول ابن سينا...
      لكنني وجدته كاملا هنا :
      https://www.youtube.com/watch?v=9yrVH-h66a4
      شكرااااا أستاذ عمار عموري لهذا التدخل الجميل...
      و هكذا يستطيع الدكتور مشاهدة الفيديو...
      شكراااا كنت أبحث عن الفيديو في اليوتوب و لم أجده...
      تحياتي و امتناني

      تعليق

      • منيره الفهري
        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
        • 21-12-2010
        • 9870

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
        لم أستطع مشاهدة الفلم أستاذتي الفاضلة منيرة الفهري لأني لا أملك حسابًا في الفسبوك.

        تحياتي الطيبة.
        دكتورنا العزيز عبد الرحمن السليمان ...
        جاءنا المدد من الأستاذ عمار عموري و هو ينشر الفيديو كاملا في مداخلته رقم 32...
        شكرا مرة اخرى للاستاذ عمار

        تعليق

        • زحل بن شمسين
          محظور
          • 07-05-2009
          • 2139

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
          مداخلتك هذه أيها الشيخ البابلي أدخلت سومر في آشور، أقصد شعبان في رمضان! لا يوجد فيها حرف واحد صحيح! علوم اللغة والتاريخ والآثار علوم قديمة ولا يمكن القفز على نتائجها بهذه الطريقة.
          الحالة الراهنة من البحث العلمي تنص على أن القبائل السامية - ومنها البابليون والآشوريون والآراميون والسريان والعبران - هاجروا جميعهم من الجزيرة العربية إلى الشمال، إلى العراق والشام. فالجزيرة العربية هي مهد الشعوب واللغات السامية.
          تحيات قرشية!
          دكتورنا المحترم
          وانا لم اقل بان هذه الشعوب لم تأتي من شبه الجزيرة ...
          انا تكلمت على الهجرة المضادة التي تعرض لها سكان الرافدين بسبب الغزو الفارسي من الشرق،،
          لان التقويم البابلي 6767 بابلي ،، يعني هذه القبائل من اكديين وكلدان واشوريين وعبرانيين وآراميين وفينيقيين زحفوا من قلب الجزيرة بتاريخ قبل ال 7000 سنة واستوطنوا العراق والشام مع بداية تقويمهم الاول هذا،، و سبب زحفهم نحو الشمال هو الجفاف والتصحر الذي بدأ منذ 15000 سنة بشبه الجزيرة، بعدما كانت جنة عدن هناك ...
          ودجلة والفرات يلتقيان بآخر الخليج العربي ،،
          وهذه الهجرة حاليا حدثت بالعراق هربا من مجازر الفرس والامريكان لهم ،،
          عدد المهجّريين بالعراق جاوز ال 8 ملايين مهجّر ،،
          5 ملايين بالداخل ،،
          و3 ملايين واكثر الى الخارج،،
          وكان اتجاههم نحو الغرب الى سوريا والاردن ولبنان ومصر ...
          والسععودية والامارات والبحرين وقطر وعمان وحتى اليمن ،،
          ولم يذهبوا نحو الشرق لان العدو قادم من الشرق والغرب البعيد ؟!
          لقد قتلوا من الشعب العراقي ال 4 ملايين انسان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          وهكذا حدث بالتاريخ البعيد عندما احتل الفرس بابل ونينوى؟!
          ولهذا السبب حدث نزوح كبير نحو شبه جزيرة العرب بالجنوب والى الغرب سوريا الكبرى ومن القبائل التي نزحت هي قريش ،،
          والبرهان على ذلك وصول النبي ابراهيم الى تلك المنطقة وتركه لزوجته هاجر وابنه اسماعيل ،، وهو قادم من اور الكلدان؟!
          وكذلك رحلات جلجامش كانت الى غابة الارز ببلاد الشام والى جزيرة الدلمون بالخليج وحتى عمان ؟!

          اما الطرح بان لهجة مضر اي اللغة العربية هي ام اللغات ،،
          تحتاج الى برهان مادي حضاري ،،،لنكون موضوعيين ونعتمد العلم برهان؟! وانا احب اللغة العربية اكثر منك .
          لان صحراء العرب كانت دائما على اطراف نشوء الحضارات للتاريخ الجلي منذ سومر؟؟
          واللغة لا تصنع حضارة بل الحضارة هى من تنتج اللغة يا دكتورنا العزيز؟؟؟

          البابلي
          التعديل الأخير تم بواسطة زحل بن شمسين; الساعة 02-10-2017, 02:17.

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #35
            بسم الله الرحمن الرحيم.
            الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين واختار محمدا، صلى الله عليه وسلم، من فئة عربية فصيحة من أمة العرب، والحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
            ثم أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
            قرأت بدايات الموضوع الخطير هذا منذ نشر في أول يوم وقرأت بعض مشاركات صاحبه، أخانا حاتم سعيد (أبا هادي)، ثم غبت عن الملتقى بعض الوقت لكنني كنت مشغول البال بالموضوع لأنه يوافق هوى في نفسي منذ زمن طويل وكنت كتبت فيه شيئا ثم شغلت عنه حتى جاء أخونا حاتم بموضوعه هنا.
            ولذا أقول وبالله التوفيق:
            يا أبا هادي: لقد فتحت على نفسك باب "جحيم الأكاديمية" (académisme) الصارمة والتي لا تقبل إلا الدليل المادي القاطع والبرهان العقلي الساطع، حسب مفهوم "الأكاديمية" المزعومة، وهي "أكاديمية" وضعها اليهود التوراتيون/التلمودية المتعصبون لأتباعهم من المستلبين حضاريا والملوثين ثقافيا، "العلماءَ" العرب وغيرَهم ممن رباهم أولئك "الأكاديميون" اليهود التوراتيون/التلموديون المتعصبون الحاقدون بأيديهم وعلى أعينهم وهم ضحايا "التجهيل العلمي" (agnotologie)؛ ونستثني حتما، يا حاتم، ثلة من الباحثين المسلمين الذين يريدون أن يشقوا لهم طريقا يبسا في لجج "الأكاديمية" التوراتية/التلمودية ... "الزُّوهارية" إن صحت النسبة؛ والموضوع هنا يحتم علي عرض مجموعة من الأسئلة الضرروية للتقدم في البحث، ومن هذه الأسئلة ما يلي دون ترتيب منطقي لضيق الوقت:
            1- هل "اللغة العربية" لغة واحدة أم هي لغات كثيرة؟
            2- ما هي تقسيمات تلك اللغات العربيات؟
            3- لماذا أُوقِف البحث، في الغرب، في تاريخ اللغات، وأوقف البحث عن اللغة الأم بالذات؟
            4- ما مدى "علمية" النصوص الإسلامية عن أصل اللغة عموما واللغة العربية خصوصا في الفكر الغربي وحتى العربي؟
            5- أي الأدلة سيكون مقبولا عند "الأكاديميين" العرب حتى يرضوه دليلا؟
            6- أين محل نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الصحابة من "الأكاديمية" العربية المستغرِبة؟
            7- هل إذا جادلنا خصومنا بالقرآن والأحاديث النبوية وأقوال علماء الصحابة كنا مصيبين أم كنا مصائب على "العلم" الغربي الذي لا يقبل إلا الدليل المادي القاطع والبرهان العقلي الساطع؟
            8- لماذا يعتز اليهود التوراتيون/التلموديون (الزُّوهاريون) المتعصبون بكتبهم ويعتمدونها مصادر ومراجع لهم يجادلون بها وعنها ويحتجون بها على العالمين ونتخاذل نحن ونتقازم ونضمحل عن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الصحابة؟
            9- ما رأي "الأكاديميين" العرب في هذا:

            هذه البداية وما زال ما زال.
            متابعة موفقة ومفيدة إن شاء الله تعالى.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حاتم سعيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 02-10-2013
              • 1180

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم.
              الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين واختار محمدا، صلى الله عليه وسلم، من فئة عربية فصيحة من أمة العرب، والحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
              ثم أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
              قرأت بدايات الموضوع الخطير هذا منذ نشر في أول يوم وقرأت بعض مشاركات صاحبه، أخانا حاتم سعيد (أبا هادي)، ثم غبت عن الملتقى بعض الوقت لكنني كنت مشغول البال بالموضوع لأنه يوافق هوى في نفسي منذ زمن طويل وكنت كتبت فيه شيئا ثم شغلت عنه حتى جاء أخونا حاتم بموضوعه هنا.
              ولذا أقول وبالله التوفيق:
              يا أبا هادي: لقد فتحت على نفسك باب "جحيم الأكاديمية" (académisme) الصارمة والتي لا تقبل إلا الدليل المادي القاطع والبرهان العقلي الساطع، حسب مفهوم "الأكاديمية" المزعومة، وهي "أكاديمية" وضعها اليهود التوراتيون/التلمودية المتعصبون لأتباعهم من المستلبين حضاريا والملوثين ثقافيا، "العلماءَ" العرب وغيرَهم ممن رباهم أولئك "الأكاديميون" اليهود التوراتيون/التلموديون المتعصبون الحاقدون بأيديهم وعلى أعينهم وهم ضحايا "التجهيل العلمي" (agnotologie)؛ ونستثني حتما، يا حاتم، ثلة من الباحثين المسلمين الذين يريدون أن يشقوا لهم طريقا يبسا في لجج "الأكاديمية" التوراتية/التلمودية ... "الزُّوهارية" إن صحت النسبة؛ والموضوع هنا يحتم علي عرض مجموعة من الأسئلة الضرروية للتقدم في البحث، ومن هذه الأسئلة ما يلي دون ترتيب منطقي لضيق الوقت:
              1- هل "اللغة العربية" لغة واحدة أم هي لغات كثيرة؟
              2- ما هي تقسيمات تلك اللغات العربيات؟
              3- لماذا أُوقِف البحث، في الغرب، في تاريخ اللغات، وأوقف البحث عن اللغة الأم بالذات؟
              4- ما مدى "علمية" النصوص الإسلامية عن أصل اللغة عموما واللغة العربية خصوصا في الفكر الغربي وحتى العربي؟
              5- أي الأدلة سيكون مقبولا عند "الأكاديميين" العرب حتى يرضوه دليلا؟
              6- أين محل نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الصحابة من "الأكاديمية" العربية المستغرِبة؟
              7- هل إذا جادلنا خصومنا بالقرآن والأحاديث النبوية وأقوال علماء الصحابة كنا مصيبين أم كنا مصائب على "العلم" الغربي الذي لا يقبل إلا الدليل المادي القاطع والبرهان العقلي الساطع؟
              8- لماذا يعتز اليهود التوراتيون/التلموديون (الزُّوهاريون) المتعصبون بكتبهم ويعتمدونها مصادر ومراجع لهم يجادلون بها وعنها ويحتجون بها على العالمين ونتخاذل نحن ونتقازم ونضمحل عن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الصحابة؟
              9- ما رأي "الأكاديميين" العرب في هذا:

              هذه البداية وما زال ما زال.
              متابعة موفقة ومفيدة إن شاء الله تعالى.
              ثم وبعد حمد الله وشكر نعمه:
              شكرا على هذا الطرح الرّائع أستاذي حسين ليشوري، رغم تأخّرك بالنشر وهو حسب رأيي سيعيد الموضوع إلى بداياته.
              كنت نشرت بدايات البحث منذ فترة طويلة والملتقى ولكن ربّما لم ينتبه له الجمع الكريم ثمّ قمت بحذف مشاركتي لأنني أدركت أنّ الموضوع يحتاج إلى أدلّة أكبر من مجرّد عاطفة وحبّ للّغة.
              1- هل "اللغة العربية" لغة واحدة أم هي لغات كثيرة؟
              2- ما هي تقسيمات تلك اللغات العربيات؟
              3- لماذا أُوقِف البحث، في الغرب، في تاريخ اللغات، وأوقف البحث عن اللغة الأم بالذات؟
              فما رأيك أن نبدأ من جديد ولنفتح الباب الذي أقفلوه:

              من أقوال الامام علي عليه السلام

              (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
              حملت طيباً)

              محمد نجيب بلحاج حسين
              أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
              نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

              تعليق

              • حاتم سعيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 02-10-2013
                • 1180

                #37
                مفتاح التواصل بين الشعوب
                لغة واحدة ولهجات مختلفة

                المبحث الأوّل:

                1. اللغة:


                -أ- تعريف اللغة:
                - ب- أهمّية اللغة:
                - ج - نشأة اللغة:
                -د – المذاهب والنظريات:
                ۩- مذهب الوحي والإلهام:
                ۩:مذهب المواضعة والاصطلاح:
                ۩-مذهب المحاكاة:
                ۩- نظرية التنفيس عن النفس:
                ۩- نظرية الملاحظة:
                ۩- نظرية التطور اللغوي:
                • ه - النتائج:
                • و- )- مدخل مبسّط للغة ونشأتها:
                • التصوّرات: بين أن تكون اللغة نتاجا بشريا خالصا أو هبة الهية للانسان:
                • *اللغة نتاج بشريّ خالص:
                • *اللغة أداة وهبتها الآلهة للإنسان:

                -)- توجهات البحث:

                من أقوال الامام علي عليه السلام

                (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                حملت طيباً)

                محمد نجيب بلحاج حسين
                أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                تعليق

                • حاتم سعيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 02-10-2013
                  • 1180

                  #38
                  المبحث الأوّل:

                  1. اللغة:


                  -أ- تعريف اللغة:

                  نقصد بهذا الاصطلاح (اللغة)، ذلك النظام الاتصالي الأكثر شيوعا بين البشر الذي يتيح لهم التحدث بعضهم البعض وهو بذلك كلّ منطوق يعبّر:
                  - عن فكرة أو رأي
                  - عن محسوس أو ملموس
                  - عن موجود أو غائب
                  - عن جماد أو متحرّك
                  وباختصار شديد هي "صوت الإنسان المعبّر عنه بالكلام".

                  -ب- مفهوم اللغة:

                  تطوّر مفهوم اللغة- في عصرنا- بشكل كبير، ولم يعد يستعمل بشكل محدّد، فهو يفيد كلّ أنظمة الاتصال مثل:
                  - اللغة الاصطناعية: ويقصد بها كل لغة مخترعة على أساس قواعد موضوعة.
                  - لغة الإشارة: وهي اللغة التي تعتمد على الحركات اليدويّة للوصول للمعنى، وتسمّى لغة الصمّ والبكم.
                  - لغة الآلة: وهي عبارة عن عدد من التعليمات التي يتمّ تزويد الحاسوب بها ليستخدمها بدون أي نوع من الترجمة.
                  - لغة الجسم: وهي نوع من الإيماءات التي تشير إليها أوضاع الجسم وتعابير الوجه اللاّإراديّة عند الإتصال غير الشفهي عادة.
                  - اللغة الرّمزية: وتستخدم في البرمجيّات ذات المستوى العالي.
                  - لغّة ميّتة: وهي عبارة عن لغة لم تعد مستعملة.
                  - اللّغة العامّيّة: وهي المنسوب الشفوي المتداول بين النّاس الذي لا يخضع إلى قاعدة محدّدة والذي يختلف مع اللغة الفصحى المستخدمة في الكتابة والتدريس.
                  - اللّغة الطبقيّة: أو ما يعرف (لغة العلوم اللغويّة) وتكون خاصّة بين أهل الحرف أو الطبقات التي لا يفهمها غيرهم وامتد هذا المفهوم ليشمل العلماء والفقهاء...

                  - ت- أهمّية اللغة:

                  تبرز أهميّة اللغة، كلّما وجدنا مجتمعا بشريا ناشطا حيث تسهل العلاقات وتتيح للناس التعاون وتمكنهم من التفاهم في أدق تفاصيل حياتهم بفضل وسائلها المتنوّعة وغير المحدودة، وقد لعبت الدور الأساسي في تشييد حضارة تقنيّة متطوّرة أدّت إلى زخم معرفي في مجال العلوم، والتجارة، والفلاحة، وأنظمة الحكم والقوانين والتشريعات، وفض النزاعات، وإدارة البلدان، وتدخلت في أشكال الثقافة من فنّ وأدب وفلسفة وغير ذلك من المجالات..

                  - ث - نشأة اللغة:
                  نشأة اللغة الإنسانية:
                  كل الدراسات التي تناولت تاريخ نشأة اللغة لا تشير إلى الزمن الذي يمكن أن يكون الانسان قد نطق فيه بأوّل كلمة ولكنّ بعضها يربط النشأة بظهور البشري الناطق.
                  ووفقا لكثير من المصادر العلمية فقد وجد على الأرض عدة أنواع تشبه الإنسان ولكنها أقرب للحيوان أما الانسان الحديث فقد يكون ظهر منذ 120 الف سنة وهناك من يقول، أن عمره 150 الف سنة وبعضها يقول إن عمره 200 ألف سنة...ولكن النتيجة أنّه لا وجود لجواب محدد لأن الأحافير التي يقع اكتشافها من وقت لآخر يمكنها أن تقدّم تاريخا أقدم.
                  أمّا الصنف الثاني من الدراسات فقد اختار أن يحدد ذلك التاريخ بناء على ظهور الكتابة وهو ما يجعل الزمن متأخرا عن وجود البشر، وأقدم السجلات المدّونة من العصور القديمة تعود الى الحضارة الفرعونية وقد كتبت بالهيروغليفية قبل ما يزيد عن 5000 عام، وهناك أيضا بعض السجلات باللغة الصينية تعود إلى قبل 3500 عام، والسومرية التي وجدت على شكل صور كلمات على بعض الألواح الطينية التاريخية و يعود تاريخُها إلى ما يقرب عن5500 عام.
                  كل هذه العوامل جعلت من موضوع نشأة اللغة الإنسانية من أكثر أبحاث علم اللغة اختلافاً حول النتائج ، بسبب عدم وجود مادة لغوية يمكن أن تمثل شكل اللغة في أول أطوارها ، لتسهل على العلماء اجراء دراسات علمية تقوم على الضبط والتنظيم .
                  هذه الوضعيّة أدت إلى أبحاث حول نشأة اللغة نتائجها أشبه بمعارف ظنية تقوم على التخمين وليس المعرفة اليقينية الثابتة .
                  هذه النتيجة جعلت الكثير من العلماء يقترحون تحويل موضوع نشأة اللغة من دائرة البحوث العلمية إلى دائرة البحوث الميتافيزيقية ، وبذلك تعددتْ النظريات والمذاهب في هذا الشأن لكل منها دلائلها وعدد من المآخذ عليها، ولكنها جميعا تسلّم بأن حاجة المجتمع للغة يشكل العامل الرئيسي الموصل إلى نشأة اللغة.
                  هكذا، انتقل الحديث من مسألة نشأة اللغة إلى البحث عن العوامل التي دعت إلى ظهور اللغة في شكل أصوات مركَّبة ذات مقاطع مرتّبة ، والكشف عن الصورة الأولى التي ظهرت بها هذه الأصوات ، أي أن البحث تعلّق بالأسلوب الذي سار عليه الإنسان في وضع أصوات معينة لمسميات خاصّة ومحددة ، ومعرفة الأسباب التي وجّهته إلى هذا الأسلوب دون غيره من الأساليب ، وليس البحث عمن أنشأها ، أو إلى مَن يرجع الفضل في نشأتها.
                  وعلى الرغم من انتقاد أغلب العلماء المعاصرين للنظريات السابقة إلا أنهم لم يقرّروا أن جميعها خاطئ وتدور مجمل انتقاداتهم حول عدم الوثوق في نتائج هذه الأفكار المقدّمة بطريقة ساخرة وساذجة ويعتبرون أنّ مشكلة تلك النظريات تتلخّص في أنها تكاد تكون آلية (ّأوتوماتيكيّة) فهي تفترض أن الإنسان البدائي عثر على طريقة ربط عبقرية ومناسبة بين الأصوات والمعاني وعليه نشأت اللغة بشكل تلقائي وتطورت.
                  يقول الدكتور رمضان عبد التواب في كتابه "المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي" في الفصل الثاني "نشأة اللغة الإنسانية" الذي نشرته مكتبة الخانجي بالقاهرة سنة 1997:(((نحب أن نؤكد في بداية هذا الفصل، أن العلماء والمفكرين، لم يختلفوا في شيء من مسائل علم اللغة، كما اختلفوا حول موضوع نشأة اللغة. وقد تنوعت آراؤهم، واختلفت مذاهبهم، ومع ذلك لم يصلوا في بحثهم إلى نتائج يقينية، بل كان جل آرائهم يصطبغ بالصبغة الشخصية، ولم يتجاوز مرحلة الفرض المبني على الظن والحدس.
                  وفي ذلك يقول العالم "ماريو باي": "فيما يختص بنشأة اللغة وطبيعتها، لدينا مصادر تعتمد على الأساطير والحديث المنقول، والمناقشات الفلسفية، ولكن تنقصنا الحقائق العلمية في هذا الصدد".
                  ومع ذلك نجد بعضهم، يحاول أن يعرض نظرياته في هذا الموضوع، ملبسا إياها ثوبا علميا، ومحاولا الدفاع عنها في صلابة وإصرار. غير أن بعض المعتدلين من علماء اللغة، سخروا حتى من مجرد التفكير في إدراج هذا الموضوع، ضمن بحوث علم اللغة.
                  وقد قررت الجمعية اللغوية في باريس، عدم مناقشة هذا الموضوع نهائيا، أو قبول أي بحث فيه لعرضه في جلساتها، كما أن كثيرا من العلماء، ذوي الشهرة الذائعة، والقدم الثابتة في علم اللغة، أمثال: "بلوم فيلد" Bloomfield و"فيرث" Forth لم يتعرضوا لدراسة هذا الموضوع بشكل علمي، أو بصورة تنبئ عن أهمية البحث فيه. وقد تناوله "فيرث" باختصار شديد، على سبيل أن الكلام فيه، نوع من الفلسفة اللغوية، التي قد يكون من المفيد إلمام طالب علم اللغة بها))).

                  • نماذج من اختلاف الآراء حول تفسير نشأة اللغة:


                  انقسم العلماء في تفسير نشأة اللغة كما أسلفنا إلى عدّة مذاهب من بين هذه الآراء نجد:

                  ۩- مذهب الوحي والإلهام:

                  وهو مذهب يسمّيه ابن فارس اللغوي (مذهب التوقيف)، ويتلخص هذا المذهب، في أن الله سبحانه وتعالى، لما خلق الأشياء، ألهم آدم عليه السلام، أن يضع لها أسماء فوضعها.
                  ويستند أصحاب هذا المذهب، إلى أدلة نقليّة مقتبسة من الكتب المقدسة، فاليهود والنصارى يستدلون بما ورد في التوراة من قولها: "وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية، وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم، ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية، فهو اسمها، فسمى آدم جميع البهائم، وطيور السماء وجميع حيوانات البرية".
                  ويستدل أصحاب هذا المذهب، من علماء العرب، بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ} فكان ابن عباس يقول: "علمه الأسماء كلها، وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس، من دابة وأرض وسهل وجبل وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها.

                  ۩:مذهب المواضعة والاصطلاح :

                  ذكر هذا المذهب العالم العربي ابن جنيّ ، فقال: "إن أصل اللغة لا بد فيه من المواضعة، وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدا، فيحتاجون إلى الإبانة عن الأشياء، فيضعوا لكل منها سمة، ولفظا يدل عليه، ويغني عن إحضاره أمام البصر. وطريقة ذلك أن يقبلوا مثلا على شخص، ويومئوا إليه قائلين: إنسان! فتصبح هذه الكلمة اسما له، وإن أرادوا سمة عينه أو يده أو رأسه أو قدمه، أشاروا إلى العضو وقالوا: يد، عين، رأس، قدم ... إلخ.
                  ويسيرون على هذه الوتيرة، في أسماء بقية الأشياء، وفي الأفعال والحروف، وفي المعاني الكلية، والأمور المعنوية نفسها، وبذلك تنشأ اللغة العربية مثلا، ثم يخطر بعد ذلك لجماعة منهم كلمة: "مرد" بدل إنسان، وكلمة: "سر" بدل رأس، وهكذا فتنشأ اللغة الفارسية".
                  وليس لهذا المذهب، أي سند عقلي أو نقلي أو تاريخي، بل كلّ ما يقرّره يتعارض مع النواميس العامة، التي تسير عليها النظم الاجتماعية، التي لا ترتجل ارتجالا، ولا تخلق خلقا، بل تتكون بالتدريج من تلقاء نفسها.
                  يتوقّف التواضع في كثير من مظاهره، على لغة صوتية يتفاهم بها المتواضعون، ولكن القائل بهذه النظريّة لا يفسّر لنا كيفيّة نشأة اللغة الصوتيّة، وهو ما يجعل منشأ اللغة، يتوقف بنفسه على وجودها من قبل.

                  ۩-مذهب المحاكاة:

                  يعتمد مذهب المحاكاة على فكرة رئيسية تقول أن الإنسان قد سمّى الأشياء بأسماء مقتبسة من أصواتها، أي أن أصوات الكلمة، نتاج لتقليد مباشر للأصوات الطبيعية الصادرة عن الإنسان أو الحيوان أو الأشياء، وتسمى مثل هذه الكلمات عند علماء الغرب(Onomatopoeia).
                  قال العالم الإسلامي ابن جني: "وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها، إنما هو من الأصوات المسموعات، كدوي الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء، وشحيج الحمار، ونغيق الغراب، وصهيل الفرس ... ونحو ذلك. ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد".
                  ومما قد يؤيد هذه النظرية، ما نجده في بعض الأحيان، من اشتراك في بعض الأصوات، في الكلمات التي تحاكي الطبيعة مثل "همس" بالعربية، غير أن اشتراك اللغات في الكلمات المحاكية للطبيعة، على هذا النحو، أمر نادر. ولو كانت هذه النظرية صحيحة، للاحظنا اشتراكا بين اللغات في الكلمات التي تحاكي الطبيعة؛ مثل: الشق، والدق، والقطع، والصهيل، والعواء، والمواء، وما إلى ذلك.
                  ويرى بعض العلماء بناء على هذه النظرية، أن مناسبة اللفظ للمعنى مناسبة حتمية، بمعنى أن اللفظ يدل على معناه دلالة وجوب، لا انفصام فيها. وممن نادي بهذا الرأي: "عباد بن سليمان الصيمري" من المعتزلة؛ فقد ذهب إلى أن بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية، حاملة للواضع على أن يضع هذه اللفظة أو تلك، بإزاء هذا المعنى أو ذاك.
                  لكن هذا المذهب، لا يبين لنا كيف نشأت الكلمات الكثيرة، التي نجدها في اللغات المختلفة، ولا نرى فيها محاكاة لأصوات المسميات، ويتضح ذلك بوجه خاص في أسماء المعاني، كالعدل، والمروءة، والكرم، والشجاعة، وغير ذلك.

                  ۩- نظرية التنفيس عن النفس:

                  ويذهب أصحاب هذا الرّأي إلى القول، أن مرحلة الألفاظ، قد سبقتها مرحلة الأصوات الساذجة التلقائية الإنبعاثية، التي صدرت عن الإنسان، للتعبير عن ألمه أو سروره أو رضاه أو نفوره، وما إلى ذلك من الأحاسيس المختلفة، فهذه الأصوات الساذجة، قد تطورت على مر الزمن، حتى صارت ألفاظا.
                  وتختلف هذه النظرية عن سابقتها بأنها تعتبر اللغة الإنسانية نتاجا لدوافع ذاتيّة، تتصل بالشعور الوجداني الإنساني، وبالحاجة إلى التعبير عما يجيش بصدر الإنسان، من انفعالات وأحاسيس. أما النظرية السابقة، فترجع نشأة اللغة الإنسانية إلى ملاحظة مظاهر الطبيعة ومحاكاتها في ابتكار الأسماء الدالة عليها، ولذلك كانت هذه النظرية، خطوة أخرى في اتجاه جديد، نحو البحث عن حل لمشكلة نشأة اللغة، الذي عجزت النظرية السابقة، عن شرحه.

                  ۩- نظرية الملاحظة:

                  برهن العالم الألماني: "جيجر" Geiger، على أن أقدم ما يمكن الوصول إليه، من الأصوات اللغوية الأولى، يعبّر عن أعمال أو إشارات إنسانية، حيث أن مشاهدة الإنسان لغيره، وهو بصدد عمل من الأعمال ، أو متأثر بحال انفعالية قاسية، يؤدّى ذلك إلى الانتباه والإهتمام من قبل المشاهد، فيتأثر به تأثرا آليا، بطريق المحاكاة العكسية.
                  وقد بحث "جيجر" على كثير من الكلمات المستعملة في اللغات الأوربية، وأرجعها إلى أصول "إغريقية، سنسكريتية"، تدل على عمل من أعمال الإنسان، مثال ذلك:
                  الأصل الإغريقي، الذي معناه: "الكشط" أو "السلخ"، اشتقت منه كلمات معانيها:
                  الجلد والخشب والشجر. وهنا نرى العلاقة واضحة بين هذه الفروع وأصلها، فإن الجلد هو ما يسلخ، والخشب شجر كشط لحاؤه، والشجر ما يكشط ليؤخذ منه الخشب.
                  وبالطريقة عينها انحدرت الكلمة الإنجليزية: Night بمعنى: "ليل" من أصل سنسكرتي هو: ang أو ungo بمعنى: "الصبغ باللون الأسود".
                  ومما قد يؤيد هذا المذهب، أن جميع أسماء الآلات تقريبا، مشتقة من كلمات تدل على أعمال إنسانية. وإنك لترى هذه الحقيقة ماثلة في لغتنا العربية، فلدينا مثلا: المنشار، والمفتاح، والمقراض، والمقص، والمخرز، وكلها مشتقات من أصول يدل كل واحد منها، على عمل من أعمال الإنسانية الهامة.

                  ۩- نظرية التطور اللغوي:

                  تأثر واضعو هذه النظرية، بنظرية التطور العام، التي أذاعها المفكّر والعالم "دارون"Darwin وحاول أن يبرهن على أثرها في جميع الموجودات، وفي حياة الفرد والنوع الإنساني بصورة خاصة. وقد أدت دراسة النمو اللغوي عند الطفل، إلى ادعاء أصحاب هذه النظرية، بأن هذا النمو يشبه تطور لغة النوع الإنساني. وهم يزعمون أن لغة الإنسان الأول، سلكت مراحل فطرية متعددة، متماشية مع مراحل نموه العقلي.

                  ۩ -فرضية الـ دينغ دونغ:
                  تقول هذه الفرضية أن اللغة بدأت لما بدأ البشر في تسمية الأشياء والأفعال والظواهر بعد التعرف على أصواتها التي تحدث معها بشكل طبيعي، وتنص هذه الفرضية على أن أول الكلمات البشرية كان عبارة عن تفاعل شفوي (لفظي)، مجرّد علامة تمثل تماما الصورة التي تحمل معناها: مثل صوت التحطم الذي يصبح الكلمة المعبرة عن الرعد، (الاستماع إلى "البوووم" يدل على الانفجار).
                  تكمن المشكلة أو الاعتراض على هذه الفرضية في أن ظاهرة المحاكاة الصوتية تمثل فقط قسما محددا ومحدودا من المفردات في أي لغة. وأيضا فإن طريقة المحاكاة أو الألفاظ المعبرة عنها تختلف من لغة إلى لغة.
                  ويبقى السؤال المحيّر، من أين أتت مسميات الأشياء التي لا تملك صوتا طبيعيا كالصخرة والشمس والسماء أو الحب مثلا ؟؟

                  ۩-فرضية البوو بوو:
                  يقول مضمون هذه الفرضية أن الكلمات أتت من الهتافات العفوية (الأصوات) التي تعبر عن الكره، الجوع أو اللذة والتي تقود إلى التعبير عن أفكار ومشاعر أكثر تطورا.
                  في هذه الحالة من المحتمل أن أول كلمة كانت: ها ها ها أو وا وا وا، و بدأت تُستعمل هذه الأصوات كأسماء للأفعال التي تتسبب في صدور هذه الأصوات.
                  الإعتراض الموجه لهذه الفرضية هو أن الهتافات العفوية تمثل جزءا بسيطا من أي لغة، وهناك فروق لغوية دقيقة بين اللغات كمثال.. تعبر “آوتش” عن الألم بالانجليزية بينما يعبر عنه بـ “وا” بالروسية. بالإضافة إلى أن هذه الأصوات العفوية تعكس خصائص مختلفة من فونولوجية (علم الأصوات) كل لغة. وعلى عكس العُطاس والدموع والحازوقة (الفواق) أو الضحك تلك الأصوات العفوية تعتمد على اللغة ولا تسبق اللغة، وأيضا تلك الهتافات عبارة عن رموز تعرض صفة اعتباطية (عشوائية) بين الصوت والمعنى الذي يدله.

                  ۩-فرضية الباو باو:
                  ( وهي الفرضية الأكثر شهرة ولعلها الأكثر طرافة وهزلاً)
                  تذهب هذه الفرضية إلى أن المفردات اللغوية تطورت من محاكاة صوتية لأصوات الحيوانات مثل : موو، بارك، مياو، كواك كواك.
                  هناك فرضية مختلفة بعض الشيء تدعى بفرضية (تا -تا) و التي تفيد بأن أول الكلمات البشرية كانت حركات إيمائية من الشفاه تقليدا لحركات وإيماءات اليد.
                  ونجد أن هذه الفرضية تواجه نفس المشكلات، هزة الرأس تعني “نعم” في الثقافة التركية لكنها تعني “لا ” في الثقافة البلغارية، دقُ الخشب لتجنب الحظ السيئ في بعض الثقافات مقابل التفل ثلاث على جانب كتفك الأيسر في الثقافات الأخرى.
                  المجموعة الثانية من الفرضيات التي تتحدث عن أصل اللغة تذهب إلى أن اللغة بدأت كاستجابة وإشباع لضروريات ملحة للمجتمع. أي أن اللغة تطورت لأنها ضرورة عملية ملحة، كما يقول المثل: الحاجة أم الاختراع.
                  وهناك فرضيات ونظريات أخرى كالكذب، تحدث عنها العالم أي- إتش- ستورتفنت حيث يقول بأنه ما دامت كل النوايا الحقيقية والمشاعر نعبر عنها بصدق عن طريق الإيماءات بالنظر أو الصوت، فإن طريقة تواصل أخرى تم اختراعها بغرض الكذب أو الخداع. وهذا العالم يعتبر أن الحاجة إلى الخداع وإلى الكذب لإخفاء الحقيقة من أجل أهداف أنانية هو السبب الاجتماعي الذي دعا إلى اختراع اللغة.
                  حقيقة، تبدو جميع هذه الفرضيات، وبشكل متساو غير دقيقة ولم تصل إلى حالة الاكتمال والنضج، وهذا السبب الذي جعل الجمعية الملكية للغات في لندن في القرن التاسع عشر تحظر النقاش والجدل حول أصل اللغات استنادا إلى أن أي حجج مستعملة غير مبنية على أساس علمي وبعبارة أخرى لا يمكن التحقق منها علميا، ستكون مضيعة للوقت في محاولة الإجابة على تساؤل عقيم.

                  من أقوال الامام علي عليه السلام

                  (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                  حملت طيباً)

                  محمد نجيب بلحاج حسين
                  أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                  نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
                    ثم وبعد حمد الله وشكر نعمه:
                    شكرا على هذا الطرح الرّائع أستاذي حسين ليشوري، رغم تأخّرك بالنشر وهو حسب رأيي سيعيد الموضوع إلى بداياته.
                    كنت نشرت بدايات البحث منذ فترة طويلة والملتقى ولكن ربّما لم ينتبه له الجمع الكريم ثمّ قمت بحذف مشاركتي لأنني أدركت أنّ الموضوع يحتاج إلى أدلّة أكبر من مجرّد عاطفة وحبّ للّغة.
                    1- هل "اللغة العربية" لغة واحدة أم هي لغات كثيرة؟
                    2- ما هي تقسيمات تلك اللغات العربيات؟
                    3- لماذا أُوقِف البحث، في الغرب، في تاريخ اللغات، وأوقف البحث عن اللغة الأم بالذات؟
                    فما رأيك أن نبدأ من جديد ولنفتح الباب الذي أقفلوه؟

                    لأخيك أعذاره فحالتي الصحية لا تسمح لي بالجلوس طويلا ولذا تجدني أطل وأهرب...
                    أسئلتي لم تأت من فراغ كما قد يظن بعض القراء لكنها نابعة عن قراءة وتأمل و... تألم، وأريد أن أرشدك إلى كتب الباحث الليبي
                    علي فهمي خشيم، رحمه الله تعالى، فله في الموضوع مباحث قيمة، وإلى كتب الطبيب الباحث الجزائري عبد الرحمن بن عطية وله عدد لا بأس به من الكتب، باللغة الفرنسية، يناقش فيها بالأدلة التاريخية كثيرا من القضايا التي يخشى "الباحثون" المستغربون الحديث عنها في موضوع أصل اللغة عموما والعربية خصوصا، وهو باحث شجاع لا يلوك كلامه ولا يتردد في إبداء رأيه بصراحة ووضوح وعنوان أحد كتبه المترجمة إلى العربية "تاريخ العربية، لسان العالمين" (Histoire d'une langue universelle: l'arabe)، لكن الترجمة، للأسف الشديد، جاءت سيئة جدا لا تعكس النص الأصلي بالفرنسية.
                    بالتوفيق إن شاء الله تعالى وتنس أخاك من صالح دعائك بارك الله فيك.
                    تحيتي ومحبتي.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حاتم سعيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 02-10-2013
                      • 1180

                      #40
                      ح- )- مدخل مبسّط للغة ونشأتها:
                      1. التصوّرات:


                      كيف نشأت اللغة وما هي أسباب تعدّد اللهجات والألسن التي نطقت بها الأمم السابقة ويتواصل نطق العديد منها إلى اليوم، هو موضوع يشغل تفكير الإنسان المعاصر الذي يبحث عن معادلة جديدة للتواصل بين شعوب الأرض، وعن العلاقة التي يمكن أن تجمع بين هذه اللغات بعضها البعض من حيث التأثّر والتأثير والأخذ والعطاء.

                      وبقطع النظر عما يقوله الدارسون، فبالإمكان تصوّر وتخمين الاحتمالات التي قد تشغل بالهم للانطلاق في الإجابة عن هذه الإشكالية:

                      tاللغة نتاج بشريّ خالص:

                      بدأ بالتخاطب عن طريق الإشارات والرّموز وبعض الصّيحات التي لا تختلف عن تلك التي تطلقها الحيوانات للتجمع أو التفرّق أو التعبير عن الفزع، لأنّ الإنسان الأوّل برأيهم لم يكن يختلف في شيء عن تلك الأجناس من الحيوانات التي حوله إلا بالعقل المفكّر، ولكنّه تمكّن من التطوّر باكتشاف قدرات ذاتيّة هائلة تتيح له التحكّم في أطرافه السفليّة والعلويّة ويكفيه أن يأمرها بفعل أي شيء لتلبّي ما فكّر فيه بدقّة متناهية يعجز عنها غيره وهو ما أهله لأن يكون مبدعا فاستغلّ تلك القدرات ليرسم على جدران الكهوف حياته اليوميّة التي اعتمدت على الصّيد وشرح كيفيّته ليقدّم خبرته إلى غيره ويمارس الحياة واكتشف النار ثم المعادن ثمّ الفلاحة وغير ذلك.
                      واستمرّ اكتشاف الإنسان لإمكانياته اللغويّة ليقلّد تلك الأصوات التي يسمعها حوله بشفتيه وحلقه و يقوم بتكرار ما تصدره ليعبّر عن ذلك الشيء فإذا صاح كالديك أو الدجاجة فهو يعني ذلك الحيوان، وإذا صفّر مثلا فتلك هبّة الريح وغير ذلك ممّا يسمعه...إلى أن تطوّر الأمر ليكتشف عديد الحروف التي بإمكانه أن يردّدها فاخترع لهجته الأولى التي عبّرت عن حاجته لإيجاد لغة للتواصل ولا نعلم بالتأكيد كم من الوقت تطلب هذا الاكتشاف.. وتواصل الارتقاء بهذه الأداة .. فجعل لكل حرف ينطقه رسما وهو ما سمح بظهور الكتابة في مراحل متقدّمة.

                      tاللغة أداة وهبتها الآلهة للإنسان:

                      رغم أنّه لا يمكن القطع بعدم وجود أجناس بشرية من نوع آخر عاشت على الأرض، كانت أشبه في عيشها بالحيوان تمارس البداوة بأشكالها المختلفة التي تحدثنا عنها الأحافير ويخبرنا بها العلم الحديث، إلا أنّ الانسان الحديث الذي ينحدر منه العنصر البشري اليوم بمؤهلاته الفكريّة الخلاقة التي تجعله متفوقا على سائر المخلوقات في الأرض بالذكاء والبديهة والعلم لا يمكن أن يكون نتاجا للطبيعة وللصدفة بل لإرادة وقوّة غير طبيعيّة يسمّيها أصحاب هذا الرأي ( بالآلهة) فهي التي وهبته اللغة كأداة تتيح له التواصل معها ليتلقّى التعاليم التي تساعده على البقاء والنجاة ومعرفة الخير والشر واتباع الحلال واجتناب الحرام وتمكنه أيضا من التواصل مع بني جنسه.

                      وهي نظرة دينية نجدها في الكثير من الأساطير القديمة و الكتب السّماويّة كالتوراة والقرآن (وقد مثلت هذه الكتب محلّ ثقةَ العلماءِ بل والإنسانِ العاديِّ.. فهي تقر أن قوّة غير مرئيّة خلقت كل الموجودات وشاءت أن تصنع نوعا بشريا جديدا علّمته علم الكلام)، وقد انتقل هذا العلم من هذا الانسان الأوّل إلى أولاده ثمّ أحفاده على مرّ العصور من خلال التلقين، ولكنّ ذلك التواصل شهد تطوّرات وتغيّرات بحسب المحيط والحاجة إلى استعماله، ذلك أن هذا العلم بدأ بسيطا ليكبر ويتفرّع بتقدّم المعارف، أي أنّ الإنسان كلما اعترضه جديد أطلق عليه اسما مختلفا فتعددت اللغات من (زمان ومكان) إلى آخر.. وهو ما يعني أن هناك كلمات مشتركة بين الشعوب بقيت تردّدها إلى اليوم (مثل بابا وماما) والاختلاف في المسمّيات المحدثة.
                      وهناك من ينطلق من هذا الرّأي، ولكنّه يخالفه ويعتبر أن اللغة كتلة واحدة، نشأت مع هذا الإنسان الجديد، لم يخترعها ولم يستحدثها ولا اكتشفها ولا زاد فيها شيئا ولا أنقص(أي أنّه لم يسمّي شيئا كان موجودا من عنده) ، بل تعلّمها من خالقه لتكون وسيلته لتحقيق الاستخلاف في الأرض وعبّروا عنها باللغة الأم، وسمّي الرّجل الأوّل (آدم) ومنه تخلق الأنثى (حواء) ومنهما ينشأ الأجيال، جيلا بعد جيل، ولكنّ الأبناء يخترعون لغات أخرى مختلفة، قد تشترك مع اللغة الأمّ في بعض كلماتها ولكنها تختلف في الكثير من التفاصيل كطريقة الكتابة، من اليمين أو اليسار أو من الفوق إلى أسفل، ويؤكدون أن اختلاف الحروف بين اللغات هو الدليل على تمكن الإنسان من اختراع لغات جديدة ويستشهدون أن الكثير من اللغات تنطق نفس الكلمات (ماما- بابا)، وهنالك من يعارض أيضا هذا الرّأي ولا يتبنّى فكرة اللغة الأمّ ولكنّه يعتبر أنّ جميع اللغات من خالق الإنسان، علّمها رسله ليعلّموها إلى أقوامهم.

                      tالخلاصة:
                      هناك 5000 لغة منطوقة حاليا. وربما كان هناك عدد أكبر من اللغات في الماضي عندما كان الناس يعيشون في تجمعات صغيرة متباعدة أو قبائل نائية بدل المدن الكبيرة.
                      هناك معتقدان قديمان يفسران الأصل الأول و سبب التنوع اللغوي الذي نعيشه اليوم.
                      1: المعتقد الأقدم يقول بأن اللغة الأولى كانت واحدة أي هناك لغة أصلية.
                      هذه الفكرة تدّعي أن أسلافنا كانوا يملكون لغة واحدة ويُعبّرون عنها حاليا بمصطلح: أحادية النشأة، أو لنقل نشأة واحدة.
                      في التقليد المعرفي اليهودي المسيحي (التوراة والإنجيل أو العهد القديم والجديد) تم تقسيم اللغة الأصلية بفعل إلهي كما تروي الحكاية في سفر التكوين في مدينة بابل.

                      ((بدَّدهم يهوه من هناك على وجه كل الارض،‏ فكفّوا عن بناء المدينة.‏ لذلك دُعي اسمها بابل،‏ لأن يهوه هناك بلبل لغة كل الارض)).‏ —‏ تكوين ١١:‏٨،‏ ٩‏.‏
                      ونجد عن برج بابل في الأساطير "في هذا المعنى نقرا عن {جوديا} ملك لأغاش في بلاد الرافدين (ملك حوالي 2500 ق.م) إنه افتخر ببناء بناه فوصل به إلى السماء فارتجفت السماء، وتروى التقاليد عن نبوفلاسر الذي حكم قبل قورش في بلاد فارس (626-605 ق.م) أن الإله مردوك طلب إليه أن يبنى برجًا تكون قاعدته في الجحيم ورأسه في السماء.
                      ويعلل البعض ذكر سفر التكوين لقصة برج بابل، بأنه تفسير فولكلوري لوجود عدة لغات وتنوعها، حيث ينطلق من الواقع ليبين أن الاختلاف في اللغات هو سبب الانقسامات بين الشعوب. وقال البعض أن القصد من هذه القصة إظهار تزايد خطايا البشرية، وعدم ثقتها في الله، رغم العهد الذي قطعه الله مع نوح، وأيضًا إظهار الخطر الذي تشكله المدن على الإنسان، فالطبيعة من صنع الله أما المدن فهي من صنع الإنسان، ولذلك بنى من قبل قايين (قابيل) مدينة ليستتر بها أبناؤه عند فعلهم الخطيئة لان الخيام لا تسترهم، والمدينة تمثل مركز عبادة الأصنام ورمز الشر، وهذا ما جعل العبرانيين يسكنون المدن.
                      وهناك من يتساءل كيف زال برج بابل ولم يبق له أثر، بينما هرم خوفو مازال قائمًا، ويرد بعض اللاهوتيين بأن ارتفاع برج بابل بلغ 1500 مترًا بينما هرم خوفو بلغ 147 مترا فقط.
                      ومن المثير بالفعل الاستماع لحكايا قبائل أفريقية عديدة تشابه أسطورة برج بابل. كما يحكى في المكسيك عن بناء هرم "كولولا" حكاية شبيهة بحكاية الكتاب المقدَّس عن برج بابل.. كما أن هناك عددا غير قليل من الشعوب حاولت أن تفسر اختلاف اللغة عن طريق حكايات لا تمت لحكاية بابل بسبب..
                      ويقول كمال الصليبي "خرافة تعدد الألسنة: كان القدماء في جزيرة العرب، على ما يبدو، يعترفون باله خاص بالبلبلة، واسمه آل بلال، ويبدو أنهم كانوا يعترفون بالوقت ذاته بوجود إله خاص باللغة والكلام (آل لسان).. جاء الإله آل لسان في البداية، فأعطى البشر لغة واحدة.. فاستاء الرب يهوه من ذلك، وهو الإله الذي كان همه الأول أن يسلب صلاحيات غيره من الآلهة، وأن يفرض سطوته وحده على البشر، ومما زاد من استياء الرب يهوه.. تخوفه من أبعاد وحدة اللغة بين الناس، إذ كان في ذلك ما يمكنهم من كسب قدرات لا حد لها عن طريق التفاهم والتعاون فيما بينهم، فيصبح بإمكانهم الاستقلال عن إرادته. فما لبث أن قام بما لزم ليمنع ذلك، متحالفا لهذه الغاية مع آل بلال.. وبوحي من الرب يهوه، أو بتشجيع أو تحريض منه، أخذ آل بلال على عاتقه بلبلة الألسنة، فلم يعد الناس على الأرض يفهمون بعضهم البعض، فارتاح الرب يهوه لذلك، وكان الرب بهذه المناسبة قد استغل التناقض الطبيعي بين صلاحيات آل لسان من جهة، وصلاحيات آل بلال من جهة أخرى، فأوقع الخصام فيما بينهما، وصارت له بالتالي سطوة على كليهما.. إن المسرح المفترض لأحداث القصة هو منطقة الطائف بالحجاز، حيث لازالت قرية آل بلال تحمل إلى اليوم اسم الإله الذي قام ببلبلة الألسُن".

                      ونجد قصة مماثلة أيضا عند شعب التولتيك الذي كان يقطن مكسيكو قبل أن يأتيها كولومبس، حيث تروي القصة بناء هرم كبير في منطقة شالولا واختلاف لغات البنائين كانت بفعل إله غاضب على هذا البناء.
                      كما وُجدت أيضا قصص مشابهة في مختلف الثقافات في أنحاء العالم.
                      ويجدر بالذكر هنا أن الناس الذين يعتقدون في أصل واحد للغة يمتلكون فرضيات ومعتقدات مختلفة عن طبيعة و ماهية اللغة الأولى وكيف كانت بالضبط.
                      • شعب الباسك يُدرّس التلاميذ في كتبه المدرسية أن اللغة الأصلية كانت لغة الباسك.
                      • في نهاية هذا القرن عالم لغة ألماني ذكر أن الألمانية هي اللغة الأولى وأن كل اللغات الأخرى مشتقة منها (أو أدنى منها) وهي عبارة عن تشويهات وتحويرات لها فقط، ادعى علماء اللغة الأوربيين الآخرين ادعاءات ممجدة مماثلة للغة الإغريقية أو اللغة السنسكريتية.

                      عالم لغة سويدي ادعى أن الله في جنة عدن تحدث بالسويدية، وآدم تحدث بالدنمركية أما الحية فقد تحدثت بالفرنسية.

                      من أقوال الامام علي عليه السلام

                      (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                      حملت طيباً)

                      محمد نجيب بلحاج حسين
                      أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                      نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                      تعليق

                      • حاتم سعيد
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 02-10-2013
                        • 1180

                        #41
                        3: فرضية أحادية النشأة العلمية، نظرية اللغة الأم.
                        لا تنبع النظريات التي تؤمن بأحادية النشأة بالضرورة من معتقد ديني، حيث يؤمن العديد من العلماء الحاليين بنظرية أحادية النشأة والتي تدعى بنظرية اللغة الأم.
                        هذه النظرية تقول بأن هناك أصلا واحد للغة المنطوق بها نشأت بين مجموعة من النوع الإنساني هومو سابينس(أقوام أو هوام السفينة) قبل 150 ألف سنة مضت، ومن هذه اللغة ظهرت كل اللغات المنطوق بها في العالم الآن.
                        وبما أن البشر استوطنوا في عدة قارات متباعدة فإن هذه اللغة الأم تفرعت عبر الزمن إلى عدة لغات منطوقة في وقتنا الحالي، وبما أن العديد من العلماء يعتقدون أن أول إنسان حديث ظهر في أفريقيا، فإن نظرية اللغة الأم مرتبطة بنظرية أعم حول الأصل الإنساني تدعى بنظرية (خارج أفريقيا).
                        وتعتبر حاليا نظرية التطور أحادي النشأة أحد النظريات المنتشرة والمفضلة في أوساط اللغويين العاملين في الولايات المتحدة الأمريكية.
                        وبغض النظر عن أصل اللغة، فإن حقيقة أن هناك أكثر من 5000 نوعا من اللغة يتحدث بها البشر حاليا على الأرض، على الرغم من أن الكثير من هذه اللغات تختلف جذريا فيما بينها في البِنية، فإن الاختلافات الظاهرة بين هذه اللغات يمكن أن تستعمل بشكل إبداعي ومتطور بين البشر.
                        وهذه اللغات لا تختلف في قدرتها الإبداعية أو المتطورة وحسب بل حتى في مستوى الفروق الدقيقة في التعبير، فما يوصف في لغة ما بكلمة يأخذ جملة كاملة في لغة أخرى.
                        لكن مادامت الفروق ظاهرة لنا بين البُنى اللغوية المختلفة للبشر. فما الفائدة من علم تصنيف اللغة؟ ولماذا ينفق العديد من اللغويين الوقت الطويل لدراسة تنوع اللغات؟
                        هناك سببان :
                        أولا:
                        - لمحاولة تتبع أثر اللغة الأم (أو اللغات الأم حسب الفرضية)، واللغويون الذين يقارنون الآن بين اللغات الحديثة و يحاولون أن يعيدوا بناء اللغات القديمة يسمّون:
                        علماء اللغة المقارنة.
                        ثانيا:
                        لأن اللغات تتغير ببطء في المحيط الذي يتم التحدث بها فيه، تحتوي اللغة كل المؤشرات والعلامات المترسبة من الثقافة الماضية، وبالنسبة لعلماء التاريخ وعلماء الأنثروبولوجيا فإن اللغات تقدم نافذة مميزة وخاصة للنظر إلى الماضي.
                        نلاحظ عند القيام بدراسة أي لغة مهما كانت أننا نتعلم الكثير من الأشياء حول تاريخ الناس الذين كانوا يتحدثون بها، وأيضا يمكننا فهم الثقافة المعاصرة للمتكلمين بها. ويسمّى علماء اللغة الذين يدرسون اللغة انطلاقا من هذه النقطة بـ علماء اللغة الأنثروبولوجيين.
                        عندما نحوصل كل هذه الاستنتاجات تبقى كل الفرضيات و التفسيرات محاولات لمعرفة أصل اللغة و كيف ظهرت، وفيما تنجح فرضية معينة في تفسير جانب من القصّة تعجز الفرضيات الأخرى. و هكذا يبقى البحث عن أصل اللغة مهمة متروكة للأبحاث الجديدة والزمن لينير لنا آفاقا أخرى من الفهم في انتظار أدلة يقينية تمكّننا من الحسم في أصل اللغة وتقنع جميع البشر عن كيفيّة نشأتهم الأولى واعتمادهم على الأسلوب في التواصل.

                        من أقوال الامام علي عليه السلام

                        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                        حملت طيباً)

                        محمد نجيب بلحاج حسين
                        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                        تعليق

                        • حاتم سعيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 02-10-2013
                          • 1180

                          #42
                          / نقاط التقاء واختلاف اللغات بعضها البعض:
                          وفقًا لإحصائيات رصدتها صحيفة الإندبندنت البريطانية لعام 2015، يبلغ عدد اللغات الحية التي يتحدثها الناس حول العالم نحو 7000 لغة.
                          وحلت اللغة العربية في المرتبة الخامسة لأكثر اللغات المحكية في العالم، حيث بلغ عدد الناطقين بها نحو 242 مليون شخص. وفي حين تنطق عشرات الدول العربية بلغة واحدة ، فإن دولة بابوا غينيا الجديدة تحتضن لوحدها 839 لغة تليها أندونيسيا بـ 707 لغات.
                          ويتم تعريف "اللغات الحية" بأنها اللغات التي يتم التحدث بها من قبل شخص واحد فقط على الأقل باعتبارها اللغة الأولى لديه. ولم يتم ادراج اللغات المنقرضة أو تلك التي يتم التحدث بها كلغة ثانية.
                          وفي ما يتعلق بتوزيع اللغات بحسب مناطق العالم، تستأثر قارة آسيا بالعدد الأكبر من اللغات الحية بمعدل يصل إلى 2301 لغة، تليها قارة أفريقيا بمعدل يصل إلى 2138 لغة، فيما تحل قارة أوروبا في الترتيب الأخير بمعدل يصل إلى 286 لغة.
                          وفقًا لذات الإحصائيات، فإن اللغة الصينية تأتي في المرتبة الأولى بين اللغات الحية التي يتحدث بها الناس حول العالم، حيث تتجاوز أعداد من يتحدثون بها المليار شخص، تليها اللغة الأسبانية ب399 مليون شخص، وفي نهاية الترتيب، حلت اللغة البنجابية ب88،700 مليون شخص.

                          المصدر : مقال العربية خامس لغة عالمية من أصل 7 آلاف على موقع هافينغتون بوست عربي ترجمة طارق فرحات بتاريخ 25/10/2015
                          وفي مقالة بتاريخ 02 ماي 2015 بعنوان سبع حقائق وخرائط مدهشة عن لغات العالم من مقالات مجلة الواشنطن بوست الأمريكية على الشبكة نجد التفاصيل التالية:

                          بعض القارات تحتوي على لغات أكثر من القارات الأخرى
                          يوجد على الأقل 7.102 لغة حية في العالم، وهذه اللغات ليست موزعة على قدم المساواة في قارات العالم، حيث نلاحظ من الصورة أعلاه أن أسيا في مقدمة القارات مع 2301 لغة، تليها أفريقيا مع 2138، وفي منطقة المحيط الهادئ يوجد حوالي 1300 لغة، بينما في الأمريكيتين يوجد حوالي 1064 لغة، أما أوروبا وعلى الرغم من أنها تضم دول متعددة القوميات، بيد أنها تأتي في مؤخرة الترتيب مع 286 لغة فقط.
                          ثانيًا: عدد المتحدثين الأصليين بكل لغة
                          تشكل إحدى هذه اللغات اللغة الأصلية لحوالي ثلثي سكان العالم البالغ حوالي 7.2 مليار شخص.
                          اللغة الصينية تحتل صدارة الترتيب من حيث عدد المتحدثين الأصليين، وتتفوق على جميع اللغات الأخرى برقم يصل إلى 1.39 مليار شخص، تليها اللغة الهندية والأردية 588 مليون شخصًا، وهما لغتان تحملان ذات الأصول اللغوية في شمال الهند، اللغة الإنجليزية هي اللغة التالية مع 527 مليون ناطقًا أصليًا، وبعدها اللغة العربية التي يتم استخدامها من قبل حوالي 467 مليون ناطقًا، وهي بذلك تتفوق على اللغة الإسبانية 389 مليون ناطقًا.
                          روعة هذه الأرقام تتمثل بتصويرها لحقيقة أن ثلثي سكان العالم يتحدثون 12 لغة محلية فقط من أصل كافة اللغات الموجودة في العالم، ونُشرت هذه الأرقام مؤخرًا من قِبل جامعة دوسلدورف، التي أجرت دراسة طويلة الأمد استمرت 15 عامًا.
                          أرقام هذه الدراسة أكثر دقة من الأرقام التي وردت في دراسة كتاب الحقائق (Factbook) الصادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فوفقًا للأخيرة، الإسبانية يستعملها حوالي 4.85% من سكان العالم، وهي بذلك أكثر انتشارًا من اللغة الإنجليزية التي يتحدث بها 4.83% من سكان العالم، ولكن أرقام دراسة وكالة الاستخبارات المركزية تعتمد على تقدير اللغة الأولى المحلية المستعملة في البلدان، غافلة بذلك عن أن كثير من الدول هي ثنائية اللغة، فمثلًا بعض الدول تكون الإسبانية لغتهم الأولى، والإنجليزية لغتهم الثانية، لذا جاءت دراسة دوسلدورف لتشمل المتحدثين باللغة الأم الأولى والثانية.
                          تُظهر إحصائية دوسلدورف مثلًا أن عدد المتحدثين باللغة البرتغالية أقل من باقي اللغات، كون الدراسة أخذت بعين الاعتبار عدم تحدث جميع البرازيليين بالبرتغالية كلغة أصلية.
                          رابعًا: اللغات الأكثر شعبية:
                          مخطط يوضح اللغات الأكثر شعبية من حيث عدد الدول التي تتحدث بها
                          من الواضح أن اللغة الانجليزية تتصدر قائمة اللغات الأكثر شعبية بفارق كبير، حيث يتم استعمالها في أكثر من 101 دولة حول العالم، تليها العربية 60 دولةً ومن ثم الفرنسية 51 تليها اليابانية والإسبانية 33 دولةً و31 دولةً على التوالي، والسبب بكون اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية هي من بين اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، يجد جذوره في الماضي الاستعماري لهذه الدول.
                          خلاصة:
                          إذا كان أكثر شعوب العالم يتكلّمون اللغة الانجليزية وفي مرتبة ثالثة اللغة الفرنسية باعتبارهما اللغة الأساسية أو الثانوية في مجتمعاتهم فإن مقارنتهما باللغة العربية التي تأتي من حيث الترتيب في المرتبة الثانية سيقدّم لنا إيضاحات حول حقيقة أصل اللغة أو اللغة (الأب) التي نريد أن نبحث فيها.

                          • مقارنات بين اللغات الثلاث:

                          كتابة العربية:
                          ظهرت أول مدونة كتبت بالأحرف العربية عام 512م. وقد كانت مكتوبة بثلاث لغات وهي: اليونانية والسريانية والعربية، وعثر عليها في الزبداني بسوريا، وتلك المخطوطة قد احتوت على 22 حرفا عربيا، 15 منها فقط كان مختلف، وتستخدم للإشارة إلى 28 حرف صوتي:
                          حدثت تغييرات هامّة على مستوى كتابة اللغة العربية فالمشهور أنها لم تكن منقطة ونجد في موسوعة ويكيبيديا هذه التطورات مع بيان تاريخها وتحت عنوان تاريخ الأبجدية العربية نجد التالي:
                          صورة لِلمخطوطة القُرآنيَّة بِجامعة برمنغهام قبل ظهور التنقيط، حيث كانت اللغة العربية تقرأ بالسليقة وتكتب بدون تنقيط.
                          كتب النص بخط حجازي، وهو من الخطوط العربية الأولى، وهو ما يجعل الوثيقة واحدة من أقدم نسخ القرآن في العالم--- وبين الفحص الذي أجري في وحدة تقنية الكربون المشع في جامعة أوكسفورد أن النص مكتوب على قطع من جلد الغنم أو الماعز، وأنها كانت من بين أقدم نصوص القرآن المحفوظة في العالم.
                          ويحدد هذا الفحص عمر المخطوط بنسبة دقة تصل إلى 95 في المئة، ويشير إلى أن النص الموجود على هذه الجلود يعود تاريخ كتابته إلى الفترة ما بين 568 و645 ميلادي.

                          صادقت الأبجدية العربية على شكلها الحالي التقليدي منذ بداية القرن السابع أي بداية القرن الهجري الأول (سنة اثنين وعشرين هجري)[15] وتلك كانت أقدم مخطوطة باللغة العربية الحالية.
                          ادرك المسلمون الأوائل أهمية قراءة وكتابة القرأن بشكل واضح ودقيق، لذا في بداية القرن الهجري الأول -السابع ميلادي- كان هناك الحاجة للحل الناجع لاختلاف قراءات القرآن بسبب تشابه الأحرف. وقد كانت للأبجديات النبطية والسريانية أمثلة متعددة بوجود التنقيط للتمييز بين الأحرف المتطابقة، لذلك، فقد تم إضافة نظام التنقيط إلى الأحرف العربية لتقديم ما يكفي من صوتيات الأحرف الثمان والعشرون المختلفة للغة العربية الكلاسيكية. لذا فقد وضعت الأحرف المنقطة بعد الأحرف الأصلية بالترتيب الهجائي، وأحيانا تلك الأحرف تسبقها.
                          أقدم وثيقة موجودة تستخدم بشكل مؤكد نظام التنقيط، هي أيضا أول وثيقة باللغة العربية بورق البردي ومؤرخة في شهر جمادى الأول من عام 22 هجري -643 ميلادي-. ولم يكن التنقيط إلزاميا بتلك الفترة. وقد كان القرآن يحفظ في الصدور ولا تتمّ كتابته الا من القليل من الصحابة الذين يحسنون الكتابة.
                          تلك الممارسة، والتي بقيت حتى اليوم، ربما نشأت بشكل جزئي لتجنب كثرة الالتباسات في النصوص القرآنية، فضلا عن ندرة الكتب في زمن لم يسمع عن الطباعة، والدارج لعملية التأليف هو النسخ اليدوي.
                          الحروف الرقمية تمثل كل الحروف الأبجدية (28 حرفاً) ولكل حرف له مدلوله الرقمي (أنظر حساب الجمل)، وتبدأ برقم 1 وتنتهي عند الرقم 1000
                          دخول المزيد من غير العرب في الدين الإسلامي ومحاولتهم تعلم العربية وقرائتها، خلق المزيد من غموض اللغة لعدم وجود حركات العلة، وكمثال على ذلك: كلمة "كتب" لها عدة معاني، فهي تعني كَتَبَ وكُتِبَ وكُتُب. فتم بعد ذلك ادخال تلك الحركات مع الهمزة.
                          حركات أبي الأسود:

                          كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تنزل عليه الآية يأمر أحد كتابه فيكتبها في موضع كذا من سورة كذا. ولم يكن في ذلك الوقت نقط ولا شكل للحروف، إلى أن جاء الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وفي ذلك الوقت انتشر الإسلام وكثر تابعوه من العجم وغيرهم وتفشى اللحن في لغة العرب، وكثر الخطأ في القرآن الكريم، فشكا أبو الأسود الدؤلي -أحد كبار التابعين إلى عليّ رضي الله عنه هذه الظاهرة فعلمه مبادئ النحو، وقال له: الاسم ما دل على المسمّى، والفعل ما دل على حركة المسمّى، والحرف ما ليس هذا ولا ذاك، ثم انح على هذا النحو.

                          ثم بعد ذلك وضع أبو الأسود الدؤلي نقطه كضبط للقرآن. ومن هنا نسب الضبط للتابعين، أما الرسم فهو توقيفي كتبه الصحابة بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرهم على ذلك.

                          فكان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع النقط للضبط فكان يضع النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، والنقطة فوقه علامة على الفتحة، وإذا كانت تحته فهي للكسرة، واستمرت الكتابة على هذا إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي فوضع ضبطاً أدق من ضبط أبي الأسود فجعل بدل النقط: ألفاً مبطوحة فوق الحرف علامة على الفتح، وتحته علامة على الكسر، وجعل رأس واو صغيرة علامة على الضمة.
                          ثم جعل النقاط على الحروف لإعجامها وتمييزها فيما بينها
                          .


                          كانت حركات أبي الأسود تختلف في رسمها عن الحركات اليوم فقد رسمها بحبر أحمر وكانت على هيئة نقاط. وقد وصلنا ما أخبر أبو الأسود كاتبه أن يفعل إذ قال له: "خذ صبغاً أحمر فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدة فوقه وإذا كسرت فانقط واحدة أسفله وإذا ضممت فاجعل النقط بين يدي الحرف (أي أمامه) فإذا اتبعت شيئاً من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين" وأخذ يملي القرآن بتأنٍ والكاتب يكتب حتى وصل إلى آخر المصحف. وكان أبو الأسود يدقق في كل صحيفة حال انتهاء الكاتب منها. و لم يضع أبو الأسود علامة للسكون إذ رأى أن إهمال الحركة يغني عن علامة السكون. وانتشرت طريقة أبي الأسود ولكنها لم تتداول إلا في المصاحف.
                          والخلاصة: أن أول من وضع النقط في المصحف هو أبو الأسود الدؤلي ولكنه للشكل والضبط .أما نقط الإعجام الذي بين أيدينا فأول من وضعه هو الخليل بن أحمد.
                          ما بعد أبي الأسود

                          زاد الناس على طريقة أبي الأسود علامة للتنوين فوضعوا له نقطتين فوق بعضهما. وزاد أهل المدينة علامة التشديد فجعلوها قوسين فوضعوها فوق المشدد المفتوح وتحت المشدد المكسور وعلى يسار المشدد المضموم ووضعوا نقطة الفتحة داخل القوس والكسرة تحت حدبته والضمة على يساره ثم استغنوا عن النقطة وقلبوا القوس مع الضمة والكسرة وأبقوه على أصله مع الفتحة. وزاد أهل البصرة السكون فجعلوه شرطة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه على الشكل التالي ــ
                          الفراهيدي والحركات الحديثة

                          قام الخليل بن أحمد الفراهيدي في العهد العباسي بتغيير رسم الحركات حتى يتمكن الناس من الكتابة بنفس لون الحبر إذ أن تنقيط الإعجام (التنقيط الخاص بالتمييز بين الحروف المختلفة كالجيم والحاء والخاء) كان قد شاع في عصره بعد أن إضافة إلى الكتابة العربية تلميذا أبي الأسود نصر بن عاصم ويحيى بن يَعْمَر فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقه. أما إذا كان الحرف منوناً كـرر الحركة. كما وضع حركات أخرى. واخترع شكل الشدة ( ّ) وهي من اول حرف من اسمها (س) غير مكتملة. كما اخترع شكل الهمزة عينا (ع) غير مكتملة وذلك لتقاربهما لفظا. وبهذا يكون النظام الذي اتخذه قريباً إلى حد كبير من الرسم الذي تتخذه الحركات اليوم.
                          نشأت بعض علامات اللغة العربية بسبب اختلاف قراءة القرآن وتلك العلامات تتضمن:
                          • التاء المربوطة: علامة تأنيث تظهر في نهاية الكلمة المؤنثة وتقرأ كهاء.
                          • ى الألف المقصورة أو الياء المهمَلة (ى): هو أحد أشكال حرف الألف في الأبجدية العربية، من ناحية الرسم فهو حرف ياء من دون النقطتين، يلفظ الحرف كالمد بالألف: الفصحى تلفظ الفصحَ ولكن برن أنعم مما تُلفظ عادة الفتحة مع القليل من تطويل اللحن. فتقترب من أن تلفظ: الفصحَه—أي بإضافة فتحة ويليها حرف هاء على حرف الصاد. وكل هذا هو لابتعاد من أن تلفظ: الفصحة أي مع حرف ألف. وهذا الحرف هو لتليين الكلمة وتنعيم طرفها.
                          • ا: بعض علماء اللغة الأوائل يفرّقون بين الهمزة والألف، وكان بذلك عدد الحروف العربية عندهم تسعة وعشرين حرفًا. أما علماء اللغة المحْدثون فلا يعتبرون الألف حرفًا هجائيًا.
                          • همزة: هي الشكل الحركي الزائد إلى حرف العلة وتعطيه اللهجة والتمييز ليلفظ كحرف علة، وتنقسم الهمزات إلى نوعين رئيسيين، همزة قطع وهمزة وصل حسب التشكيل. فهي تأتي أول أو وسط أو آخر الكلمة، فالهمزة هي التي تعطي اللحن والنغمة للكلمة العربية.

                          *-حروف الابجدية العربية ومخارجها:
                          صورة
                          ترتيب الحروف الابجدية العربية:
                          إن عدد حروف اللغة العربية هي (28) حرفاً ، عدا الحرف الإضافي الهمزة ، ولحروف اللغة العربية عدة ترتيبات: وأقدمها الترتيب الأبجدي للحروف ، وهو: أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ وهذه الحروف عند جمعها وتحويلها لكلمات حسب ترتيبها هي تحصر في هذه الـ 8 كلمات: "أبجد هوَّز حُطّي كلَمُن سَعْفَص قُرِشَت ثَخَدٌ ضَظَغ ".

                          ثم تلاه الترتيب الهجائي للحروف ، وهو الأكثر شهرة كالآتي: أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي ونلاحظ أنه يجمع بين الحروف المتشابهة شكلاً ولفظاً ، ويجعلها متتالية ، وقد وضعه العالم اللغوي القديم نصر بن عاصم والذي توفي في عام (89)هـ.

                          وهناك الترتيب الثالث ، وهو الترتيب الصوتي: ووضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وهو يرتب حسب مخارج الحروف في جهاز النطق لدى الإنسان ، وهو: ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ي ا ء. إلا أن الغالبية من الناس اهتمت بالترتيب الهجائي ، وهو معتمد في أغلب معاجم اللغة العربية.
                          من مميزات اللغة العربية هي أنها لغة الضاد! فهي اللغة الوحيدة في العالم والتي تحتوي على حرف الـ(ض) ، وحرف الضاد هو أحد الحروف الهجائية العربية ، وله منزلة فريدة بين كل حروفها ، ولذلك اختير بأن يكون مميزاً لدى العرب عن غيرهم في لغتهم ، وأطلقوا اسم هذا الحرف على اللغة العربية , فقالوا : لغة الضاد ، ولسان الضاد ، والناطقون بالضاد ، ومنذ صغرنا ونحن نردد: بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان السبب في أنهم خصوا حرف الضاد من بين الحروف ليكون رمزاً للغة العربية هي عدة أسباب منها:


                          .1. +صعوبة النطق بحرف الضاد لدى غير العرب ، بل وبعضاً من القبائل العربية
                          . 2. خلو كل اللغات غير العربية من صوت حرف الضاد تماما
                          . 3. عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد صوتاً بديلاً في لغتهم يغني عن صوت حرف الضاد في لغتنا العربية. ونظراً للظاهرة القديمة التي انتشرت وما زالت منتشرة هي (غياب حرف الضاد وإبداله بحرف الظاء) ، فقد ألف بعض علماء اللغة رسائلاً للتمييز بين الحرفين ، ومنها (أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء) ومؤلفها هو ابن قتيبة ( 276هـ) ، ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء) ومؤلفها هو الصاحب بن عباد (385هـ) ، وفي مؤلف مقامات الحريري مقامة مكونة من (19) بيتاً جمع فيها القدر الكبير من الألفاظ الظائية ومنها قوله: أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ ـلام والظلم واللحــــــــــــــاظ ورغم انتشار هذه الظاهرة ( ظاهرة التأليف في الضاد) حصر خصوصية اللغة العربية بها ، إلا أنها لم توصل اللغة العربية بأن تحظى بلغة الضاد بعد! وأغلب الظن بأ، أبيات المتنبي (303-354) والتي يفخر فيها ويقول: لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد فالمتنبي هنا لا يقصد بالضاد (اللغة العربية) أنما أراد التغني بحرف الضاد بوصفة حرف الفصاحة عند العرب.

                          من أقوال الامام علي عليه السلام

                          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                          حملت طيباً)

                          محمد نجيب بلحاج حسين
                          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                            بسم الله الرحمن الرحيم.
                            الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين واختار محمدا، صلى الله عليه وسلم، من فئة عربية فصيحة من أمة العرب، والحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
                            ثم أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
                            قرأت بدايات الموضوع الخطير هذا منذ نشر في أول يوم وقرأت بعض مشاركات صاحبه، أخانا حاتم سعيد (أبا هادي)، ثم غبت عن الملتقى بعض الوقت لكنني كنت مشغول البال بالموضوع لأنه يوافق هوى في نفسي منذ زمن طويل وكنت كتبت فيه شيئا ثم شغلت عنه حتى جاء أخونا حاتم بموضوعه هنا.
                            ولذا أقول وبالله التوفيق:
                            يا أبا هادي: لقد فتحت على نفسك باب "جحيم الأكاديمية" (académisme) الصارمة والتي لا تقبل إلا الدليل المادي القاطع والبرهان العقلي الساطع، حسب مفهوم "الأكاديمية" المزعومة، وهي "أكاديمية" وضعها اليهود التوراتيون/التلمودية المتعصبون لأتباعهم من المستلبين حضاريا والملوثين ثقافيا، "العلماءَ" العرب وغيرَهم ممن رباهم أولئك "الأكاديميون" اليهود التوراتيون/التلموديون المتعصبون الحاقدون بأيديهم وعلى أعينهم وهم ضحايا "التجهيل العلمي" (agnotologie)؛ ونستثني حتما، يا حاتم، ثلة من الباحثين المسلمين الذين يريدون أن يشقوا لهم طريقا يبسا في لجج "الأكاديمية" التوراتية/التلمودية ... "الزُّوهارية" إن صحت النسبة؛ والموضوع هنا يحتم علي عرض مجموعة من الأسئلة الضرروية للتقدم في البحث، ومن هذه الأسئلة ما يلي دون ترتيب منطقي لضيق الوقت:
                            1- هل "اللغة العربية" لغة واحدة أم هي لغات كثيرة؟
                            2- ما هي تقسيمات تلك اللغات العربيات؟
                            3- لماذا أُوقِف البحث، في الغرب، في تاريخ اللغات، وأوقف البحث عن اللغة الأم بالذات؟
                            4- ما مدى "علمية" النصوص الإسلامية عن أصل اللغة عموما واللغة العربية خصوصا في الفكر الغربي وحتى العربي؟
                            5- أي الأدلة سيكون مقبولا عند "الأكاديميين" العرب حتى يرضوه دليلا؟
                            6- أين محل نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الصحابة من "الأكاديمية" العربية المستغرِبة؟
                            7- هل إذا جادلنا خصومنا بالقرآن والأحاديث النبوية وأقوال علماء الصحابة كنا مصيبين أم كنا مصائب على "العلم" الغربي الذي لا يقبل إلا الدليل المادي القاطع والبرهان العقلي الساطع؟
                            8- لماذا يعتز اليهود التوراتيون/التلموديون (الزُّوهاريون) المتعصبون بكتبهم ويعتمدونها مصادر ومراجع لهم يجادلون بها وعنها ويحتجون بها على العالمين ونتخاذل نحن ونتقازم ونضمحل عن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال علماء الصحابة؟
                            9- ما رأي "الأكاديميين" العرب في هذا:

                            هذه البداية وما زال ما زال.
                            متابعة موفقة ومفيدة إن شاء الله تعالى.
                            أخي الحبيب الأستاذ حسين ليشوري حفظه الله،

                            لا علاقة لالعلم والبرهنة العلمية باليهود .. لقد أمرنا ديننا الحنيف بالبرهنة عما نقول، وإلا فالادعاء بلا برهان لا يعجز عنه أحد. ولعلك تشكو من سلوك الأكاديميين والنخب العربية الذين يحملون السلم بالعرض ويبالغون في المنهجية لإبراز قدراتهم لا غير وأكثرهم مرتزق لدى أنظمة مارقة. أتفق معك في تفاهة هؤلاء. لكن العلم وممارساته شيء آخر!

                            لا يوجد شيء اسمه علم لغة كوني: هذه خزعبلات العرب العاطلين عن العمل المعطلين عقولهم المرسلين إياها في إجازة مفتوحة في مجاهل التاريخ.

                            أنا أتحدى جميع من على هذه الكرة الأرضية أن يأتيني بنص إسلامي واحد، متفق على صحته، ينصص على أن العربية لغة آدم أو لغة أهل الجنة أو أنها أم اللغات أو عمتها أو خالتها أو كنتها أو حفيدتها الخ! أما العقل فلم ينجح في تحديد ذلك حتى الآن. وباب الاجتهاد مفتوح أمام الجميع لكن بضوابط علمية وإلا فأنا أزعم لحضرتك أن ثمة علاقة عضوية بين ديمومة اللغة العربية وأكل الفول المصري والعصيدة السعودية والقات اليمني والمايونيز الباكستاني! وأنا مستعد أن أطور لحضرتك نظرية طويلة عريضة في ذلك بشرط ألا تطلب مني برهانا واحدا عما أزعم فيها! هذا أمر لا يعجز عنه أحد!

                            حديث السيد سعيد الشربيني بلا ضوابط ولا يختلف كثيرة عن نظرية المايونيز الباكستاني التي وضعت بذرتها أعلاه!!!

                            العربية لغة ديننا ووعاء ثقافتنا. ونحن نحبها لذلك. وهي من أعرق اللغات وأغناها. والعرب والمسلمون هم واضعو علوم اللغة ولا يوجد عند ملة أخرى تراث لغوي غني يمكن تشبيهه بتراث العرب والمسلمين اللغوي. ويكفيها هذا الشرف.

                            تحياتي العطرة.
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • منيره الفهري
                              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                              • 21-12-2010
                              • 9870

                              #44
                              سعيدة أن أكون بين قامات أدبية مثلكم أساتذتي ..
                              أتعلم منكم و بصدق...
                              تحياتي و كل الفخر...

                              تعليق

                              • عبدالرحمن السليمان
                                مستشار أدبي
                                • 23-05-2007
                                • 5434

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                                سعيدة أن أكون بين قامات أدبية مثلكم أساتذتي ..
                                أتعلم منكم و بصدق...
                                تحياتي و كل الفخر...
                                شكر الله لك أستاذتنا الفاضلة، وشكرا على الفلم وهو مقدمة موضوعية عن إنجازات العرب الحضارية.
                                تحياتي العطرة.
                                عبدالرحمن السليمان
                                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                www.atinternational.org

                                تعليق

                                يعمل...
                                X