هل تكون اللغة العربيّة هي الأم التي أنجبت اللغات؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #46
    أخي الفاضل الأستاذ حاتم سعيد ( أبو هادي). ثمة قرابة ثابتة بين أسر لغوية بعينها. وأنا من باحثين متخصصين يؤمنون بأمومة اللغة العربية للغات السامية/الجزيرية. لكن أمومتها لجميع لغات البشر غير ممكنة لاستحالة الأدلة وحتى القرائن اللغوية.

    توجد براهين علمية كثيرة على أمومة اللغة العربية للغات السامية/الجزيرية لكنها عالية التخصص، ويمكن التطرق إليها إذا اقتضى الأمر. في أثناء ذلك أدعو حضرتك إلى قراءة هذا النص مقتبس من كتاب لي قيد الطبع:


    1. ثلاث مقدمات
    نقدم بين يدي هذه الدراسة ثلاث مقدمات:
    1. المقدمة الأولى: في اللغات الجزيرية

    تنتمي اللغة العربية إلى أسرة اللغات الحامية السامية (أو اللغات الأفرورآسيوية أو اللغات الجزيرية ونحن نفضل هذا المصطلح الأخير[1]). وتتكون هذه الأسرة اللغوية الكبيرة من لغات استعملتها مجموعات كثيرة من البشر منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد حتى اليوم، وفي منطقة امتدت وتمتد من الجزيرة العربية حتى المغرب، ومن جنوب تركيا حتى إثيوبيا. أشهر تلك اللغات العربية والأكادية والأوغاريتية والفينيقية والآرامية والعبرية والحبشية والمصرية القديمة والأمازيغية.[2] ولا تزال اللغة العربية تفتقر إلى معجم تأثيلي يعالج أصولها معالجة تأثيلية[3] ويبين ما تشترك العربية فيه مع أخواتها من اللغات الجزيرية، وما تنفرد به وحدها من الألفاظ التي طورتها بمعزل عن التراث اللغوي الجزيري المشترك، وما اشتقته من جذورها خلال مراحل تطورها الكثيرة، وما استعارته من لغات أخرى وطوعته لينسجم مع أوزانها وأبنيتها مثل /أُسْقُف/ (= المعرب عن اليوناني έπίσκοπος/episkopos)، أو لم تطوعه تاركة إياه على حاله مثل /تلفزيون/ (= الدخيل)، وما دخلها من تعابير اصطلاحية تغلغلت في تراكيبها من خلال الترجمة العشوائية ولغة الصحافة الأجنبية وغيرهما من قنوات الاتصال الحديثة بالغرب. إن خلو المكتبة العربية من معجم تأثيلي يؤرخ لألفاظها ويضبط التطور الدلالي للمدلولات والمفاهيم عبر الزمن، ثغرة كبيرة في الثقافة العربية خصوصًا وأن علم صناعة المعجم علم عربي أصيل وضعه العرب منذ أيام الخليل بن أحمد الفراهيدي وطوروه فيما بعد تطويرًا كبيرًا، فسبقوا بوضعه وتطويره سائر الأمم التي أخذت عنهم هذا العلم الذي لم يتجاوزهم فيه أحد حتى القرن الثامن عشر الميلادي، عندما بدأ الأوربيون، متأثرين بعلم صناعة المعجم العربي، ينسجون على منوال المعاجم العربية ويضعون معاجم للغاتهم بلغت في جودتها الغاية.[4] إن توظيف علم اللغة المقارن وعلم التأثيل في الدراسات اللغوية العربية أمر لا بد منه إذا أردنا أن نؤرخ للمفردة العربية تأريخًا تأثيليًا دقيقًا، وأن نبين آليات الترجمة والوضع، وأن نوظف نتائج ذلك التأريخ للمفردات العربية والتبيين للآليات المتبعة في علم المصطلح، وفي وضعه ونحته.
    2.1. المقدمة الثانية: في اللغات النوصطراطية
    يعتقد، في بعض الأوساط العلمية، أن هنالك قرابة بعيدة بين أسرة اللغات الجزيرية من جهة، وأسرة اللغات الهندية الأوربية من جهة أخرى، إذ توجد نظرية لغوية مفادها أن اللغات الجزيرية من جهة، واللغات الهندية الأوربية من جهة أخرى، تعود كلها إلى أصل لغوي واحد، هو لغة افتراضية اصطلح على تسميتها بـ "اللغة النوصطراطية" أو (The Nostratic Language).[5] وقد جمع الألماني هِرمان مولر في كتابه "قاموس مقارن للغات الهندية الأوربية والسامية"،[6] معظم الجذور المشتركة بين هذه اللغات، واهتدى إلى القوانين الصوتية التي تحدد القرابة اللغوية بينها. طور هذه النظرية وهذبها الألماني الآخر لينوس برونر في كتابه القيم "الجذور المشتركة للمفردات الجزيرية والهندية-الأوربية".[7] ويبدو من هذين الكتابين أن القرابة اللغوية (أي المعجمية) ثابتة بين اللغات الجزيرية واللغات الهندية-الأوربية. وقد اهتدى الباحثان أعلاه إلى بعض القوانين الصوتية التي تحكم التطور الحاصل في مفردات تلك اللغات. من تلك القوانين الصوتية: /التاء/ في اللغات الجزيرية تجانس تأثيليًا /التاء/ و/الثاء/ في اللغات الهندية الأوربية. مثال:
    الأكادية: /فيتُ (petu)/ (وأصلها: /بَتَحَ/ بالـ p، وقد حالت الكتابة المسمارية دون رسمها كما كانت تلفظ) "فتحَ"؛ العربية /فتَحَ/؛ العبرية: /פתח = پاتَح/ "فتحَ"؛ السريانية وكل اللغات الجزيرية تقريباً: ܦܬܚ = /فِتَح/؛ "فتحَ"؛ المصرية القديمة: /پْتِح/؛ اليونانية πετάννυμι = petánnumi "فتَح، انفتحَ، توسَّع"؛ اللاتينية: patēre "انفتح؛ تفتّحَ؛ توسّعَ" وكذلك pandere "فتحَ؛ وسَّعَ" (بالإضافة إلى بعض اللغات الأوربية الأخرى).
    3.1. المقدمة الثالثة: في علم اللغة المقارن
    يقوم علم اللغة المقارن على أربعة أصول هي: الصوتيات والصرف والنحو والمعجم.[8] والقرابة اللغوية التي لا تثبت على أساس هذه الأصول الأربعة ولا تحكمها قوانين صوتية مطردة لا تكون قرابة لغوية بل محض صدفة. وأسرة اللغات الجزيرية أسرة لغوية قديمة تتكون من فرعين الفرع الشرقي (ومنه الأكادية والأوغاريتية والآرامية والعبرية والفينيقية والحبشية والعربية وغيرها) والفرع الغربي (ومنه المصرية القديمة والأمازيغية والكوشية وغيرها). وقد ذهب أكثر الباحثين إلى أن أصل هذه اللغات كان في الجزيرة العربية.[9] ترتبط لغات هذه الأسرة اللغوية الكبيرة بقرابة لغوية ثابتة صوتيًا وصرفيًا ونحويًا ومعجميًا، مما يفترض انحدارها من لغة أم كانت تستعمل في الجزيرة العربية قبل تفرق القبائل المتحدثة بها وهجرتها إلى العراق والشام ومصر والمغرب. اهتدى الباحثون إلى تصوّر هذه اللغة الأم المفترضة بمقارنة اللغات الجزيرية ببعضها على المستوى الصوتي والصرفي والنحوي والمعجمي، وأطلقوا عليها اسم "اللغة السامية الحامية الأم" (Proto-Hamito-Semitic)[10] وكذلك اللغة الأفريقية الآسيوية الأم (Prot-Afro-Asiatic). ونصطلح نحن على تسميتها بـ (اللغة الجزيرية الأم).


    [1] أول مَن أطلق مصطلَح (اللغات الجزيرية) هو عالِم الآثار العراقي الأستاذ طه باقر في كتابه (من تراثنا اللغوي القديم)؛ ما يسمّى في العربية بالدخيل).انظر باقر، طه (17:1980).

    [2] انظر Brockelmann C. (1913) و Bergsträsser G. (1995)وDe Lacy O. (1923) وWright W. & Smith W. (2002) وNöldeke Th. (1964) وMoscati S. (1964) وBennett R. P. (1998)، وهي من أهم الكتب المرجعية في الدراسات الجزيرية.

    [3] نستعمل هنا مصطلح "التأثيل" (etymology) للتدليل على العلم الذي يشتغل بدراسة الأصل التاريخي للكلمات باعتماد منهج المقارنة بين الصيغ اللغوية والدلالات المعنوية لتمييز الأصول من الفروع والتأريخ للتطورات اللسانية التي مرت بها الصيغ والدلالات (مثلاً كلمة "ترجمة". انظر 1.2.). ونميز بين مصطلح "التأثيل" (etymology) وبين مصطلح "التأصيل" (etymologizing) الذي نريد به عملية البحث المستمرة عن التأثيل الحقيقي لكلمة ما بالتوسع في توظيف منهج علم التأثيل، والتعمق في الحفر للوصول إلى حقيقتها اللغوية. ونميز بين هذين المنهجين العلميين من جهة، وبين "التأثيل الشعبي" (folk etymology) من جهة أخرى. ونريد بهذا الأخير شرح العامة للصيغ والألفاظ والمعاني حسب آرائهم وتجلياتهم الشعبية، وليس حسب تأثيل علماء اللغة (مثلاً كلمة "بابل" الذي تقول التوراة بشأنها إنها من بلبلة الرب لألسن الخلق بعد بنائهم برج بابل، بينما الحقيقة اللغوية لهذ الاسم هي أن اسم مدينة "بابل" مشتق من اللغة البابلية كما يلي: /بابْ إِلّيم/ (Bāb ill-īm) أي "باب الآلهة". إذن لا علاقة لاسم "بابل" بحكاية "بلبلة الألسن" التوراتية). والميم الصغيرة نهاية الكلمة الأكادية /بابْ إِلّيم/ وفي الكلمات الأكادية الواردة في هذه الدراسة، هي علامة الإعراب بالأكادية لأن الإعراب فيها بالتمويم بينما هو في العربية بالتنوين كما نعلم.

    [4] انظر Haywood J.A. (1960) صفحة 1. ويعزو مؤرخ المعاجم العربية، المستعرب هايود، نشأة صناعة المعجم الأوربي الحديث إلى تأثر اللغويين الأوربيين بالمستشرقين الذين اشتغلوا بالمعاجم العربية. (المصدر ذاته، الصفحة 115 وما يليها).

    [5] انظر Moscati S. (1964)، الصفحة 17.

    [6] انظر: Hermann Möller (1911).

    [7] انظر: Linus Brunner (1969).

    [8] انظر Barr J. (1968)، الصفحة 76.

    [9] انظر De Lacy O. (1923)، الصفحة 6.

    [10] انظر Moscati S. (1964)، اصفحة 15-16.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #47
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
      أخي الحبيب الأستاذ حسين ليشوري حفظه الله،
      لا علاقة لا لعلم والبرهنة العلمية باليهود .. لقد أمرنا ديننا الحنيف بالبرهنة عما نقول، وإلا فالادعاء بلا برهان لا يعجز عنه أحد. ولعلك تشكو من سلوك الأكاديميين والنخب العربية الذين يحملون السلم بالعرض ويبالغون في المنهجية لإبراز قدراتهم لا غير وأكثرهم مرتزق لدى أنظمة مارقة. أتفق معك في تفاهة هؤلاء. لكن العلم وممارساته شيء آخر!
      لا يوجد شيء اسمه علم لغة كوني: هذه خزعبلات العرب العاطلين عن العمل المعطلين عقولهم المرسلين إياها في إجازة مفتوحة في مجاهل التاريخ.
      أنا أتحدى جميع من على هذه الكرة الأرضية أن يأتيني بنص إسلامي واحد، متفق على صحته، ينصص على أن العربية لغة آدم أو لغة أهل الجنة أو أنها أم اللغات أو عمتها أو خالتها أو كنتها أو حفيدتها الخ! أما العقل فلم ينجح في تحديد ذلك حتى الآن. وباب الاجتهاد مفتوح أمام الجميع لكن بضوابط علمية وإلا فأنا أزعم لحضرتك أن ثمة علاقة عضوية بين ديمومة اللغة العربية وأكل الفول المصري والعصيدة السعودية والقات اليمني والمايونيز الباكستاني! وأنا مستعد أن أطور لحضرتك نظرية طويلة عريضة في ذلك بشرط ألا تطلب مني برهانا واحدا عما أزعم فيها! هذا أمر لا يعجز عنه أحد!
      حديث السيد سعيد الشربيني بلا ضوابط ولا يختلف كثيرة عن نظرية المايونيز الباكستاني التي وضعت بذرتها أعلاه!!!
      العربية لغة ديننا ووعاء ثقافتنا. ونحن نحبها لذلك. وهي من أعرق اللغات وأغناها. والعرب والمسلمون هم واضعو علوم اللغة ولا يوجد عند ملة أخرى تراث لغوي غني يمكن تشبيهه بتراث العرب والمسلمين اللغوي. ويكفيها هذا الشرف.
      تحياتي العطرة.
      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
      أهلا بك أخي الحبيب الفقيه اللغوي عبد الرحمان السليمان وسهلا ومرحبا وحفظك الله تعالى ورعاك.
      أشكر لك تعقيبك الكريم وقد كنت أتوقع مثله منك لسابق حديثنا في مثل هذا الموضوع منذ سنين، بارك الله فيك.
      ثم أما بعد، لم نتحدث بعد، هنا على الأقل، عن لغة آدم عليه السلام ولا عن لغة أهل الجنة ولم نحدد بعد أن العربية هي اللغة الأم التي انبثقت منها كثير من لغات العالمين، بيد أن الحديث عن أصل اللغات ولاسيما الجَزَرِية منها، والتي تسميها أنت "الجزيرية" ويسميها غيرك اللغات العروبية، لا بد أن يفتح وأن يتواصل إلى أن نصل إلى رأي، أو حكم، يرضاه الجميع وما أظن أن علماء الغرب الأسياد سيرضون بهذا البحث لأنهم وببساطة قد أغلقوا مجال البحث فيه وأوصدوا باب الاجتهاد.

      أما عن علاقة اليهود التوراتيين/التلموديين/الزوهاريين + الماسونيين فهي علاقة وطيدة بالملف اللغوي وما مثال "شلوتسر" اليهودي النمساوي ومن سبقه بالقول في "اللغات السامية" اعتمادا على التوراة عنا بغريب، وكثير من الجامعات في أوروبا وأمريكا إنما هي ملكهم وهم المتحكمون في توجيه البحث فيها ومنح الألقاب والدرجات العلمية والجوائز العالية الغالية (جائزة نوبل مثالا) بما يخدم مصالحهم وأغراضهم وهي أغراض غير علمية ولا أكادمية ألبتة.

      اسمح لي بعرض الفكرة التالية: ما قولك في قول الله تعالى:{
      كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىظ° صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(البقرة:213)، وقوله تعالى:{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}(يونس:19)، ألا يقتضي كون الناس أمة واحدة في فترة من فترات تاريخهم الطويل أن تكون لغتُهم واحدة، ودينُهم واحدا، وثقافتُهم واحدة؟ فما هي تلك اللغة؟ لا بد أنها اللغة الأم لكل اللغات كما كانت تلك الأمة أُمًّا لكل الأمم التي تولدت عنها، هذا ما يلزمه العقل بقراءة النقل (فقد اجتمع لدينا النقل والعقل معا)، والسؤال المُلِحُّ هو: ما هي إذن تلك اللغة الأم؟

      والسؤال المُلِحُّ الآخر هو: لماذا أوصدت الجامعات الغربية في أوروبا وأمريكا أبواب البحث في تاريخ اللغات وتاريخ اللغة الأم؟

      والسؤال الثالث أخيرا: هل تستطيع يا أخي اقتراح بحث علمي في أية جامعة غربية، ومنها جامعتك التي تدرس فيها، لدراسة اللغة الأم وإنْ لاختبار زعمي هنا؟ وهل تستطيع تسجيل بحث علمي لإثبات أن العبرية مثلا لهجة عربية أو لُغية عربية من بين لغيات عربيات أخريات؟

      إن الغرب قد فرض سيطرته حتى على مواضيع البحوث فما حكم عليه بالعلمية فهو علمي وما حكم بعدم علميته فهو غير علمي حتى وإن نزل به الوحي الإلهي من قرآن ومن أحاديث نبوية.

      المهمة اليوم تكمن في تحقيق النصوص الإسلامية، أقصد الأحاديث النبوية وأقوال علماء الصحابة وغيرهم، للخروج برأي علمي إسلامي محض بعيد عن "أكاديمية" اليهود والصليبيين المهيمنين على الجامعات ومراكز البحث في أوروبا وأمريكا ويدحض افتراءاتهم "العلمية" الزائفة، والله المستعان.

      تحيتي إليك أخي الحبيب ومحبتي لك وشكري المتكرر لسعة صدرك ولحلمك وكرمك، بارك الله فيك.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • حاتم سعيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 02-10-2013
        • 1180

        #48
        أساتذتي الكرام أهلا بكم وبهذا الغيث النافع لغيث يراه الأكاديميون عقيما وأراه مفتاح التاريخ.
        أستسمحكم أن أقول إنّ (فرضيتي) للغة الأمّ ربّما تكون فريدة من نوعها وهي بالتأكيد لن تروق للعرب عدى الغرب.
        أعبر عن امتناني لبحث الدكتور العزيز عبدالرحمن السليمان ولطويلب العلم أستاذنا المبجل حسين ليشوري فقد قرأت ما يلتقي مع بحثي وما يتنافر معه.
        أقول وبالله المستعان أكرمكم الله بالجنان:
        ببساطة وبدون تعقيد
        العربيّة أمّ اللغات
        والعرب هم سكان العالم بمختلف منطوقهم
        والأعراب هم سكان (الجزيرية/الجزريّة) مع ملاحظة أن هؤلاء الأعراب قد حافظوا على قواعد العربيّة وفيهم تنزل الكتاب الخاتم ولكنّه لم يكن حكرا عليهم بل إلى العالمين.
        ----------أواصل------------
        التاريخ البشري لا يزيد عن كونه تاريخ أمّة من الناس كانت مجتمعة وتفرّقت في أرض الله الواسعة، وأنّ هذه الأمّة كانت تملك لسانا واحدا فتحوّل إلى لهجات ولغات مختلفة مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز:
        ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾(سورة البقرة: 213) وقوله تعالى ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ﴾
        وقوله تعالى: ﴿ وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾(سورة الزخرف: 33).
        فلا مجال للقول أن الإنسان اخترع اللغة لأنّها تتناقض مع قوله تعالى: قوله تعالى: ﴿ وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ( 31 ) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( 32 ) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ( 33 ) ) ﴾ لأنّ آدم هو النوع الانساني الأوّل المتعلّم ومنه تعلّمت سلالته علم الكلام، ولكنّ الأحداث التي شهدتها الإنسانية على مرّ الزمان هي التي لعبت الدور الأبرز في تشكيل (ألسن) لغات أعجميّة مختلفة بتفاوت عن اللسان الذي نطق به التلميذ الأوّل (آدم عليه السلام) من ربّه يوم الامتحان أمام الملائكة عند عرضه للأسماء.
        ويتأكّد قولنا أن هذا اللسان وهذه اللغة ليست من صنع البشر بقوله تعالى: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103النحل)).
        فكما يظهر من هذه الآيات أن اللسان الذي يتعلمه البشر فيما بينهم هو أعجمي بينما اللسان الذي يتعلّمه الأنبياء من ربّهم هو لسان عربيّ مبين وهو ما يجعلنا نخلص أن السبب في اعجام اللغات واختلافها هو نطق البشر للكلام الذي تعلّموه من رسل الله.
        وعبثا يحاول البعض أن يقنعنا أن اللسان العربي المنزّل هو لسان قريش أين بدأ تنزّل الوحي على رسوله الكريم لأنه يتعارض مع الصفة التي وصفهم بها الله في كتابه العزيز بقوله: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ، وبصورة عامّة للأقوام الذين بعث الله فيهم الأنبياء والمرسلين حيث يقول تعالى في كتابه العزيز: ( فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) .
        هذه الآيات وغيرها تمكّننا من التأكيد أن اللغة العربية هي أمّ اللغات وأنّها تحمل جميع المعاني والأسماء الصالحة لحياة البشر في كل المجالات، غير أننا نقول أن بعض المعاني لبعض الكلمات والاشتقاقات قد تكون نسيت أو غير معروفة لدى قوم من الأقوام لعدم احتياجهم لها أو لجهلهم بوجودها مما يجعلنا نخلص إلى أن العربية والعرب مفهوم أشمل من مجرّد قوم سكنوا الجزيرة العربيّة فاللغات العالمية جميعها عربية ولكنها انقسمت بفعل اللهجات المتغيرة لتصبح عندهم (أعجميّة) وسنبيّن ذلك في هذا البحث، كما سنؤكد أن الاختلاف في الكتابة لا يمنع من كون اللغة واحدة أو مصدرها واحد من خلال أمثلة عديدة من بين شعوب العالم.
        1. تاريخ العرب

        أجمع أكثر المؤرخين أن العرب ينحدرون من سلالة النبي نوح عليه السلام وأنهم من أصول ساميّة، لما ورد ذكره في الروايات التي جاءت في كتب التوراة ولكن اختلفوا في البقعة التي مثلت موطنهم الأصلي بين من يعتبره الجزيرة العربية وبين من يجعلهم قادمين ربّما من أرمينيا أو من قارة افريقيا أو من جزيرة سيلان أو من بابل بالعراق لكن الرأي الأخير يلقى رفضا بسبب ما يعتبره البعض تناقضا بين الثقافتين لأن مدينة بابل رمز حضري وليس لها علاقة بالصحراء التي تمثل الثقافة الكبرى للعرب.
        يفسر البعض من المؤرخين تاريخ نشأة العرب بما حدث قبل عشرة آلاف عام في العصر الجليدي الذي حول معظم بلاد العرب إلى مناطق صحراوية واسعة مما تسبب في الجفاف فنشأ الأعراب الذين يسكنون الصحراء ويبحثون دائما عن الماء لرعي أغنامهم.
        تنقسم الأصول العربية إلى ثلاثة أقسام : العرب البائدة والعرب العاربة والعرب المستعربة وأضاف العلامة ابن خلدون في مقدمته صنفا رابعا أسماهم العرب المستعجمة.
        تضم العرب البائدة سبعة قبائل :
        1. قبائل عاد الذين سكنوا اليمن زمن نبي الله هود الذي جاء ذكره في القرآن في سورة الفجر – الم ترَ كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد –.
        2. ثمود سكنوا الحجاز زمن نبي الله صالح.
        3. طسم سكنوا عمان.
        4. ثقيف سكنوا الطائف.
        5. جاسم سكنوا مكة.
        6. وبار سكنوا اليمن.
        7. جديس سكنوا اليمامة...
        أما العرب العاربة فهم عرب الجنوب ويدعون بالقحطانيين نسبة الى يعرب بن قحطان ولغتهم قديمة جدا يعتقد بعض الدارسين انها تطورت الى اللغة العربية لاحقا ، وقد ساعد الموقع الجغرافي لعرب الجنوب على الاشتغال بالتجارة البحرية والبرية فكانت سفنهم تجوب بين بلاد السند ومصر وبابل.
        أما الزراعة عندهم فكانت رائجة لكثرة الأنهار والسدود. وكان سد مأرب أشهر السدود في اليمن.
        أما ديانتهم فكانت وثنية وتمسكوا بالثالوث المكوّن من:
        - القمر ورمزه الحية.
        - الشمس ورمزها اللات.
        - الزهرة ورمزها العزى.
        وكان البابليون يعبدون الشمس ويدعونها شاماس.
        كما عبدوا آلهة الخصب ودعوها عشتار.
        لم يُعرَف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب؛ وكذلك جميع المفردات المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء والباء، مثل كلمات: عربية وأعراب وغيرها، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم العرب هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري شلمنصر الثالث في القرن التاسع قبل الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك دمشق، وأنه غنم ألف جمل من جنديبو من بلاد العرب، ويذكر البعض - من علماء اللغات - أن كلمة عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف اليونانية والفارسية وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية، ولم يكن هناك لغة عربية معينة، لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن الجزيرة العربية سُمّيت لغات عربية نسبة إلى الجزيرة العربية.
        • يؤكد فريق من المستشرقيين ان لكلمة عرب صلة بكلمة عرابا العبرية التي تعني الفوضى اما كلمة عارب فتعني تحرك وان العرب استعملوا كلمة اعراب اقتباسا من القرآن الكريم.
        • هناك من يعتبر مصطلح العرب مرادفا لتسمية عبير والذي يعني الرحيل أو المهاجر أو العابر.
        • هناك من يعتقد أن كلمة عرب جاءت من الإنابة والإفصاح عن الشيء كأن يقال للعربي أعرب لي أي بين لي كلامك ويقال أعرب الأعجمي أي أفصح وأبان، وكان نصارى الحيرة يسمون العرب الخلص بالمعربين لوضوح لسانهم.
        • هناك من يذهب إلى أن كلمة "عرب" مُشتقة من أصل سامي قديم بمعنى "الغرب".
        • ويمكن أن يكون هناك تحوّل في أصل الكلمة ذلك أن هذا الشعب كان يعرف (أعراب) عندما كانوا يرتحلون في شكل قبائل من مكان لآخر ولكنهم عندما استقرّوا عرفوا ك(عرب) ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التسميات الأخرى التي لا تنطق العين فتسميهم آراب (Arab) فيكون اشتقاقها من الفعل أرب الذي يعني حسب أمهات المناجد عدّة معان كالدهاء والبصر والخبث والشر والغائلة وسوء الضن أو الأعضاء.
        • وردت لفظة "عربية" و"عربة" وبلاد العرب في العهد القديم بمعنى البداوة والقفر: ولا تعمر إلى جيل فجيل ولا يضرب أعرابي فيها خيمة (أشعياء 13/20).

        أما بالنسبة لمعنى غرب فنجد هذه المعاني:
        · غَرَب: ( اسم )
        مصدر غَرِبَ
        نَاوَلَهُ غَرَباً : قَدَحاً
        غَرَب : جِنْسُ شَجَرٍ مِنْ فَصِيلَةِ الصَّفْصَافِيَّاتِ ، تُسَوَّى مِنْ خَشَبِهِ السِّهَامُ
        سَهْمٌ غَرَبٌ : لاَ يُعْرَفُ رَامِيهِ
        الغَرَبُ : الذهبُ
        الغَرَبُ : الفِضَّةُ
        الغَرَبُ : القَدَحُ
        الغَرَبُ : الخمرُ
        الغَرَبُ : الماءُ يقطر من الدَّلو بين الحوض والبئر وتتغير ريحُهُ سريعًا
        الغَرَبُ : داء يصيب الشاة يتساقط منه شعر خَطْمها وعينيها
        بعينيه غَرَبٌ : إِذا كانت تَدْمَعُ ولا ينقطع دمعُها
        · غَرَبَ: فعل
        غَرَبْتُ ، أَغْرُبُ ، اُغْرُبْ ، مصدر غَرْبٌ
        غَرَبَ فِي سَفَرِهِ : تَمَادَى
        غَرَبَ عَنْهُ : تَنَحَّى ، اِبْتَعَدَ
        غَرَبَتِ الْعَيْنُ : سَالَ دَمْعُهَا
        · غَرَبَ: فعل
        غرَبَ / غرَبَ عن يَغرُب ، غُرُوبًا ، فهو غارِب ، والمفعول مغروب عنه
        غَرَبَتِ الشَّمْسُ : اِخْتَفَتْ فِي مَغْرِبِهَا
        غرَب فلانٌ / غرَب الشَّيءُ : غاب واختفى ، بعُد وتنحَّى
        غَرَبَ القَوْمُ : ذَهَبُوا
        غرَبت شمسُه : اندثر ، تلاشى ، اختفى
        غرَب عنه الأمرُ : فاته ، لم يلاحظْه
        · غَرَبَ: فعل
        غرَبَ يَغرُب ، غُرْبةً وغَرْبًا ، فهو غرِيب
        غَرَبَ الرَّجُلُ : بَعُدَ عَنْ وَطَنِهِ


        ولاحظوا ما ورد من معاني لكلمة (أرب) :
        -أَريب: ( اسم )
        صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أرُبَ وأرِبَ إلى / أرِبَ بـ / أرِبَ في : بصير بالأمور ذو دهاء وفطنة
        شَابٌّ أَرِيبٌ : مَاهِرٌ ، عَاقِلٌ .

        الإِرْبُ بالكَسْرِ والسُّكُونِ هو : الدهاء والبَصَرُ بالأُمُورِ كالإِرْبَةِ بالكَسْرِ ويُضَمُّ فيقال : الأُرْبَةُ وزاد في لسان العرب : والأَرْب كالضَّرْب .
        - أَرِبْتُ به أي احْتَلْتُ عليه وهو من الإِرْبِ : الدَّهَاءِ والمَكْرِ والعُضْوُ المُوَفَّرُ الكَامِلُ الذي لم ينقص منه شيءٌ ويقال لكُلِّ عُضْوٍ إرْبٌ يقال قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً أَي عُضْواً عُضْواً وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ : مُوَفَّرٌ والجَمْعُ آرَابٌ يقال : السُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ وأَرْآبٌ أَيضاً وأَربَ الرَّجُلُ إِذا سجَدَ على آرَابِه مُتَمَكِّناً وفي حديث الصَّلاَة " كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ " أَيْ أَعْضَاءٍ واحدُهَا إِرْبٌ بكَسْرٍ فسُكُون قال : والمرادُ بالسَّبْعَةِ الجَبْهَةُ واليَدَان والرُّكْبَتَانِ والقَدَمَان.
        *استنتاج:
        ونستنتج مما تقدّم العلاقة الوثيقة بين تسمية(عرب-غرب-أرب) والانسان الأوّل (آدم وحواء ) من حيث معانيهما المختلفة (رحيل-هجرة-عبور-تحرّك...عاقل-دهاء-بصيرة-مكر...الغربة-الابتعاد...أعضاء)..وكأن اجمال هذه المعاني تقدّم صورة واضحة عن (آدم ) الانسان الذي أخرج من الجنّة ليجوب الأرض ليس له من سلاح غير أعضائه وفكره.
        • هذه المقاربة بين كلمة (عرب) و(أرب) و(غرب) يمكن تفسيرها بالملاحظة التالية:

        يذهب الكثير من اللغويين العرب إلى اعتبار اللغة العربيّة التي جاء بها القرآن الكريم خاصّة بقريش ولكن الأحاديث المرويّة عن الصحابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم تفنّد هذا الادعاء فقد روي في الآثار أن صحابته القرشيين كانوا يستفسرون عن ألفاظ وكلمات واردة في القرآن لا يفهمونها ممّا يضعف أن جميع ما ورد في الكتاب العزيز هو من لغة قريش وقد دأب المفسرون على الاستشهاد بلغات العرب وسؤالهم لمعرفة ما أشكل عليهم فهمه من كلمات القرآن ونادراً ما استشهدوا بقريش فدور قريش المزعوم في تهذيب اللغة العربية وأن لغتهم كانت لغة القرآن فرضية تنخرها التناقضات من كل جانب في كتابات اللغويين العرب القدماء أنفسهم بالإضافة إلى الشواهد الأثرية التي لا تبتعد عن الإسلام كثيراً وهي كتابات مدونة بعربية مختلفة عن عربية القرآن في جنوب وشمال الجزيرة العربيّة، وهو ما يرجح أن اللغة العربيّة لغة أشمل وأنها اللغة الأصليّة التي أعطت ذلك الكم الهائل سواء من اللغات أو من اللهجات وأنها اللغة التي علّمها الله لآدم في قوله تبارك وتعالى (وعلّم آدم الأسماء كلها) لكن حصلت على مرّ التاريخ اختلافات في النطق وتركت بعض الكلمات وبعض المعاني لعدم استعمالها في مجتمعات بعينها لعدم الحاجة إليها أو لنسيانها نتيجة لافتقادها في حياة البداوة ولتأكيد هذه النظريّة علينا أن نبيّن ما سيأتي:
        1. لغة شعوب أهل الأرض واحدة وهي ما تكلّم به آدم مع الملائكة عند عرضه عليهم في قوله تعالى:( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ( 31 ) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( 32 ) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ( 33 ) ) وقد ورد في تفسير هذه الآيات، قال مجاهد : ( وعلم آدم الأسماء كلها ) قال : علمه اسم كل دابة ، وكل طير ، وكل شيء.
        2. أسماء الأرض والسماء والقارات والبحار والبلدان والمحيطات والحيوانات نادرا ما تكون مختلفة.
        3. اطلاق تسمية العرب على أمّة دون أخرى هو ضرب من الخداع التاريخي وحصره في شعوب الجزيرة العربية خال من المنطق باعتبار أن تلك الشعوب قد بادت مع الطوفان العظيم وكلّ ما سبق تلك المرحلة لا يمكن الخوض فيه أو معرفته.
        4. أسماء الأنبياء نجدها تنطلق من أسماء عربية مفهومة كل حسب سيرته أو صفاته فلا يجد اللسان العربي ولا اللغة العربية أي مشكل في كتابتها ونطقها بينما تعجز أو تجد صعوبة بقية اللغات في فعل ذلك.

        **3**ظهور التسمية:
        يمكننا القول أن كلمة (عرب) لا تعني فئة معيّنة من شعوب الأرض بل هي كلمة تفيد الانسان الذي خلقه الله وعلّمه من علمه فجعله (أريبا) عاقلا خلافا لبقيّة مخلوقاته وزانه بزينة العقل ووهبه (اللسان المعرب) القادر على (التعبير) ووصف الأشياء الحسية والمعنوية وبراعة التواصل مع ما حوله من الأجسام ونلمس ذلك من خلال التسميات التي يغنيك نطقها ووصفها عن مشاهدتها وبالتالي فإن كل ما لا يمكن اعرابه أي بيانه لا يكون من العربية الأصليّة-(أي ذلك اللسان العربي المعجز بالبيان عند الخطاب)- ويمكن التأكيد على هذه النقطة من خلال مقارنة بسيطة مع الألسن العديدة الأخرى التي تحتاج للوصف والتعبير أكثر مما يحتاجه اللسان العربي من كلمات.
        نحن نعلم اليوم أن الأسماء والأوصاف العربية التى تطلق على الأشياء وتعبّر عنها هي ملتصقة بها التصاقا كاملا لا انفصام له وهناك تكامل عجيب بين الصورة والخطاب-هذه الحقيقة حول اللغة العربية تجعلنا نطمئن أن هذه الممارسة لا يمكن أن تكون نتاجا عن الصدفة أو عن عقل بشري قاصر أخذ يتعرّف على الموجودات ويختار لها اسماء- ومما يدعم قولنا أن اللسان العربي لم يعرف قصورا في التعامل مع أشكال الحياة من حيوان وجماد وشخوص طبيعية أو مركبة (مصنوعة) ولم يجد عراقيل أمام الأخذ بأسباب العلوم بل أضاف للبشريّة إضافات حاسمة تلقفتها الألسن الأعجمية المنتشرة في هذه الأرض – وجدير بالتذكير أن اللسان العربي لم يكن في حاجة للأخذ من غيره لأنه إنما سيجد تطابقا مع جذور الكلمات ومعانيها الغنيّة ومثال ذلك تسميات الاختراعات الحديثة:
        • (ماشين= الآلة) هي نفسها من الفعل مشى وتعنى (التي تمشي)
        • (ساتل=قمر صناعي) وهوالسَّتَلُ : طائر من رتبة الصَّقْريات ، وهو أَعظم الطيور حجمًا ، إِذ يبلغ طول انبساط جناحيه قُرابةَ ثلاثة أَمتار ، ويستوطن المناطق الجبلية . والجمع : سُتْلان .وساتَلَ :أي تابَعَ.


        أخذ من نفسها طيلة ولتقريب الصورة أكثر يمكننا القول أن بمقدور أي كان أن يسمّي ما يراه باسم جديد ولكن ذلك الاسم لن يقدّم أي اضافة في مجال اللغة والتواصل وسيكون غريبا في ذلك المحيط.
        ويبقى السؤال الأكثر إثارة في هذا الموضوع، ما سبب تعلّق هذا الاسم بأهل الجزيرة العربية؟

        **4**أسماء الأنبياء بصيغتها العربية ومعانيها:
        جميع أسماء الأنبياء الذين ورد ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن لها معنى باللغة العربية الفصحى والعربية القديمة (الاربية، الارامية، العربية) بالابدال الجائز بين الميم والباء، لذلك يمكننا القول والاعتقاد القوي أن هذه اللغة العربية كانت على مر العصور لغة الأنبياء ولغة البشرية، ولقد أطلق عليها البعض في العصور الغابرة اسم الارامية وهذا الاسم يتكون من اللفظة عينها بعد الإبدال اللفظي كما أشرنا.
        - في اسم آدم نرى العلاقة الوثيقة بين هذا الاسم ومعنى التراب، الأديمة، من مصدر أديم ومعناه تراب الأرض بالعربية وهذه الصفة لاسمه تطابق معناه بالعربية، حيث أن جميع الكتب السماوية تقول أن آدم خلق من تراب .
        - في اسم حواء ، أول إمرأة في التاريخ الإنسان ، فهو من مصدر حوى، وحياة، أو الذي يحوي الحياة في داخله، وهذه الصفة تطابق معنى اسم حواء حيث أنها تحوي الحياة في داخلها.
        - في اسم شيت عليه السلام حيث يفيد أن الله شاء(شئت-شيت) أو أنه أتى بمشيئة الله ورحمته للناس، بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل ليبقى العنصر الخيّر.
        من هذه العائلة الأولى التي يتكون أسماء أفرادها من صفات عربية تكونت البشرية و تشعبت في الأرض ،و إن دلنا هذا على شيء فإنه يدلنا أن هذه اللغة (لسان عربي مبين) قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103النحل).
        • فما الفرق بين اللسان الأعجمي واللسان العربي؟.

        قال أَبو إسحق:" الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَم"ِ، والأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً. ورد ذلك في قاموس العرب.
        ممّا يؤكد أيضا أن لسان القرآن الموصوف بالعربي المبين لم يكن خاصّا بشعب من الشعوب ولا بأهل مكّة تحديدا بل تحدّى الجميع لأنهم اختلفوا فيه ولا يوجد غير الصانع الذي يمكنه أن يحكم هذا الحكم على الألسن التي تعتبر أعجميّة عن لسان القرآن العربيّ المبين.
        وهذا ما يجعلنا نؤكد مجددا أن اللغة العربية هي اللغة الأولى للبشر، علما أن جميع الأنبياء الذين أتوا بعد ذلك لهداية الناس كانت أسماؤهم تحمل صفة ومعنى باللغة العربية أيضا.
        - اسم نوح عليه السلام مشتق من الوحي: إن اسم نوح كما ذكرنا مشتق من الوحي، نتبين ذلك من قوله تعالى: ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 163 وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا 164 رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 165 – سورة النساء )).
        - اسم إبراهيم عليه السلام والذي يعني أب رحيم وهذه صفته أبي أنبياء الرحمة.
        وولد لإبراهيم ابنان اسم الأول إسماعيل، واسم الثاني اسحق.
        - إسماعيل عليه السلام ومعناه يسمع الله وتفيد أن الله سبحانه قد سمع دعاء إبراهيم عليه السلام لإنجاب ولد من صلبه وسمع نداء هاجر فكان أن أطلق عليه اسم إسماعيل ، يقول القرآن في شكر إبراهيم لله على ذلك (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) ، أما التوراة فتقول (( أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ))
        - أما اسم اسحق عليه السلام، فهو من صيغة عربية أيضا (يصحق، يضحك، يظحك)، وسبب تسميته بهذا الاسم أن زوجة إبراهيم ضحكت عندما بشرتها الملائكة بولد ((وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)) ومن هذه الآية الكريمة أيضا نستدل على اسم يعقوب، ومعناه الذي يأتي بعده (يعقب)، وهذا ما فسرته الآية تماما بأن قال تعالى ((وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)) وتقول التوارة في ذلك ما هو مطابق للقرآن (سفر التكوين –الجزء 17- 18 ).
        من هنا نرى أن إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب هي أسماء تحمل صفات باللغة العربية ذات مدلول ومعنى يصف كل واحد منهم بشكل دقيق، وعليه فإن اللغة ألتي كان ينطق بها هؤلاء هي اللغة العربية أيضا.
        - أما لوط عليه السلام ومعنى اسمه من صيغة عربية - لطا - بمعنى اختبأ- هرب: وهو الذي نجا من سدوم التي كانت تعمل السوء.
        - اسم يوسف عليه السلام أيضا فهو من بين بعض الصيغ العربية منها (وسّف) وتعني قشّر، أو فعل (أسف- يؤسف)، أو من فعل ( وصف - يوصف ) أو جميع هذه المعاني قال تعالى فَلَمّا سَمِعَت بِمَكرِهِنَّ أَرسَلَت إِلَيهِنَّ وَأَعتَدَت لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَت كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ سِكّينًا وَقالَتِ اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَقَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَقُلنَ حاشَ لِلَّـهِ ما هـذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ ﴿٣١ وقوله تعالى :( وَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا أَسَفى عَلى يوسُفَ وَابيَضَّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظيمٌ ﴿٨٤﴾ قالوا تَاللَّـهِ تَفتَأُ تَذكُرُ يوسُفَ حَتّى تَكونَ حَرَضًا أَو تَكونَ مِنَ الهالِكينَ ﴿٨٥﴾ قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ ﴿٨٦﴾ يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ.
        - ويوسف هو من أتى بأهله - بني إسرائيل (البدو الرحل ) – يقول تعالى في ذلك:( فَلَمّا دَخَلوا عَلى يوسُفَ آوى إِلَيهِ أَبَوَيهِ وَقالَ ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّـهُ آمِنينَ ﴿٩٩ وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ وَخَرّوا لَهُ سُجَّدًا وَقالَ يا أَبَتِ هـذا تَأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقًّا وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ ﴿١٠٠ جاء بهم إلى مصر ليكونوا أمة عبرانية (أي عبرت من مكان معيّن لآخر) في العصور الفرعونية، كما أن لقب يعقوب (إسرائيل) من (أسرى) أي المرتحل ذلك أنه كان يتنقل من مكان لآخر.
        وبذهاب يعقوب وأولاده إلى يوسف في مصر وبعد مرور الزمن يتكون من العرب (ارام – اراب) الرحل في مصر مجموعة من الناس يطلق عليهم المصريون اسم العبريين (العبرانيين) وتعني – أصحاب (العبرة) التي حدّث بها الله نبيّه في سورة يوسف ليصبر على ما يلقاه من قريش كما صبر يعقوب على الأذى من أولاده وربّما ليبشره بتنقله إلى مكان آخر (المدينة) حيث تكون نواة الاسلام الأولى وأيضا ربّما يكون القصد بالتسمية من المصريين أنهم القوم الذين بامكانهم أن يعبّروا عن الرؤى نسبة إلى أخيهم يوسف، وهو قوله تعالى: (قالَ لا يَأتيكُما طَعامٌ تُرزَقانِهِ إِلّا نَبَّأتُكُما بِتَأويلِهِ قَبلَ أَن يَأتِيَكُما ذلِكُما مِمّا عَلَّمَني رَبّي إِنّي تَرَكتُ مِلَّةَ قَومٍ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرونَ ﴿٣٧﴾ وقوله تعالى يوسُفُ أَيُّهَا الصِّدّيقُ أَفتِنا في سَبعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنَّ سَبعٌ عِجافٌ وَسَبعِ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلّي أَرجِعُ إِلَى النّاسِ لَعَلَّهُم يَعلَمونَ ﴿٤٦قالَ تَزرَعونَ سَبعَ سِنينَ دَأَبًا فَما حَصَدتُم فَذَروهُ في سُنبُلِهِ إِلّا قَليلًا مِمّا تَأكُلونَ ﴿٤٧ ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ سَبعٌ شِدادٌ يَأكُلنَ ما قَدَّمتُم لَهُنَّ إِلّا قَليلًا مِمّا تُحصِنونَ ﴿٤٨ .
        وهو ما نجده في تاج العروس :
        • عَبَرَ الرُّؤْيَا يَعْبُرُها عَبْراً بالفَتْح وعِبَارةً بالكسر وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَهَ وأَخْبَرَ بما يَؤُول وكذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يؤُول إِليه أَمْرُهَا .
        • وعَبَّرَها تَعْبِيراً: فَسَّرَها وأَخْبَرَ بما يَؤُول كذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يَؤُول إِليهِ أَمْرُها .
        • وفي البصائِرِ للمصنِّف : والتَّعْبِيرُ أَخَصُّ من التّأْوِيلِ وفي التنزيل " إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُونَ الرُّؤْيا ... والمعنى إِن كُنْتُم تَعْبُرُون وعابِرِينَ.
        • معنى عبر في مختار الصحاح( ع ب ر) : العِبْرةُ بالكسر الاسم من الاعْتِبارِ وبالفتح تحلب الدمع و عَبِر الرجل والمرأة والعين من باب طرِب أي جرى دمعه والنعت في الكل عَابرٌ و اسْتَعْبَرَتْ عينه أيضا و العَبْرانُ الباكي و عُبْرُ النهر بوزن عُذر و عِبْرُهُ بوزن تبِر شطُّه وجانبه و العِبْرِيُّ بوزن المِصرِّي العِبْرَانِيُّ وهو لغة اليهود و المِعْبَرُ بوزن المِبضع ما يُعبر عليه من قنطرة أو سفينة.

        ومن أولاد هؤلاء العبرانيين يولد نبي الله موسى – الذي يذهب بقومه في رحلة حج إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله أو إلى الأرض الموعودة، قال تعالى:( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِيْ كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوْا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوْا خَاسِرِيْنَ. (سورة المائدة أية 21).
        • وموسى عليه السلام اسم يعني (ذا الماء) قال تعالى: (( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى 38 أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي 39 – سورة طه )) الذي أخرجه آل فرعون من الماء.

        وتقول التوارة في ذلك:
        ((- سفر الخروج – الجزء الثاني -10))
        • ي- فيكبر الولد فتأتي به إلى بنت فرعوه ( فرعون)، ليكون لها ابنا، فتدعو اسمه مو شئ ( مو- شئ- المائي) وتقول لأني من المياه مشيته ( أخرجته)

        • ولكنه بالنسبة للبعض الآخر هو في المغرب وهي دراسات حديثة جاءت لتبيّن أنه قد حصل تزوير في مسار الأنبياء ولتقول أن التركيز على المشرق في تنقلات الأنبياء أمر يشوبه الغموض ولا دليل مادّي عليه ويعتمدون في ذلك على قوله تعالى مخاطبا نبيّه الكريم (ص) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿43﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿44﴾ وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿45﴾ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿46﴾.

        داوود وصفة أسمه ذو الأيد ( ذا –يود ) (({وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [سورة ص:17-20]))
        سليمان، وصفة اسمه (سُليم – سليماَ)، من السلام والسلامة
        أيوب: ومعنى اسمه ( من فعل آب - أواب )، يقول القرآن في أيوب
        ((وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) – وتبين آيات القرآن الكريم أن اسمه من صيغة عربية أيضا حيث يمكننا أن نقول أن اسمه معناه – أواب
        زكريا وصفة اسمه باللغة العربية الذي يذكر الله، ((ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 2 – سورة مريم )).
        يحي وصفة اسمه الذي يحي، من امرأة عاقر بإذن الله وأمره.
        عيسى، عيشا يسوع ويشوع، و صفة اسمه الذي عاش في رحم مريم دون أن يمسسها بشر.
        أما محمد خاتم الأنبياء، فصفة اسمه، المحمود بين الناس والذي يحيط به الحمد. (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 – سورة القلم )).
        هؤلاء هم الأنبياء الذين تظهر العربية في أسمائهم بناء على آيات القرآن ونصوص التوراة بشكل واضح لا يبقي للشك مكانا في الأذهان بعد هذا البيان، يبقى أن نضيف أن هناك أسماء لأنبياء ورد ذكرهم في القرآن الكريم، يمكن إعادتها إلى العربية بعد تمحيص ودراسة وهم:
        َالْيَسَعَ – من السعة ومن السعي، يسع
        َذَا الْكِفْلِ- صاحب الكفل، الكفيل أو الكافل،
        وَيُونُسَ - وهو ذا النون – صاحب الحوت يونس – يونان: ((وَ إِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) ولقد ذكر القرآن اسمه بصيغة مختلفة مما يعني أن ذا النون هو يونس، وأن الأسماء في القرآن قد تكون بصيغ عربية مختلفة تبين معناها بالسنة العرب المختلفة، ((وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ )) يقول بعض علماء اللغة أن حرف السين ربما يكون زائدا على صيغة لهجة الشنشنة أو الكشكشة، وهذه اللهجة هي إضافة سين أو شين في آخر الكلام، ونراه في العديد من لهجات العرب، وربما أيضا يكون بدلا من التنوين – يونان، أو انه شكل من أشكال الإضافة المعكوسة يون – ذي ملطفة إلى س، ومعناها ذا – يون، وعليه فيكون يونس هو يونن- يوناً وهو ذا النون أيضا.
        والياس هو إليان- إلياً، إو إليا – ذي، ذا العلا، و مما يبرر ورود هذه الاسماء في غير القرآن من الكتب بلهجات مختلفة مثل يونان وإليا، اليان، ويصاغ اسم النبي ذا الكفل على نفس الوزن فيكون كفلاً او كفل-ذ، ونرى ذلك أيضا في اسم يحي الذي يصاغ يوحان – يحياً ويوهانس و يوحانس. ونرى ذلك أيضا في أسم محمد ( ص) ((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)) - الذي أصبح بصيغة عربية أخرى تفيد معنى هذا الاسم وهي أحمد ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)) كما نرى ذلك في التوراة التي تذكر إبراهيم بصيغتين مختلفتين فتارة يكون اسمه إبرام ثم يصبح اسمه أبرهم .
        َإِدْرِيسَ – صاحب الدراية والعلم ( يدري ) ، من فعل درى، وصياغته على وزن اسم يعقب ( يعقوب )، من فعل عقب.
        جميع أسماء هؤلاء الأنبياء المشهورون عبر التاريخ كانت أسماؤهم من صيغ عربية، فهل هناك من يستطيع أن يثبت بالحجة والمنطق أن جميع هذه الأسماء كانت في لغة سواها؟؟، هذه اللغة العربية التي كانت على مر العصور لغة الأنبياء ولغة البشرية.
        ولادة إبراهيم وهجرته من اوركسديم (عروق سدوم)– كما تقول التوراة:
        أما أن يكون إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، قد ولد في مصر أوفي العراق أوفي فلسطين فلم يثبت شيئا من هذه الأقوال إطلاقا لا في القرآن ولا في التوراة، وإنما ثبت في القرآن الكريم وفي التوراة (بعد الدراسة) أن إبراهيم عليه السلام قد سافر أكثر من مرّة إلى جزيرة العرب وفي القرآن الكريم تأكيد أنه كان في مكة وانه رفع فيها القواعد من البيت الحرام، أما في التوارة فإنه هاجر من ارض مولده، في اوركسديم – (عروق سديم) وهي منطقة سديم أو سدوم وانه ذهب إلى بيت أيل (بيت الله) ثم أقام هناك مذبحا للرب. وهذا يجعل الكلام الوارد في التوراة مطابقا للحقيقة القرآنية الثابتة التي تقول أن إبراهيم عاش في مكة ولكن تبقى سدوم أحد الألغاز.
        والاشارات الواردة من الكتاب المقدس للمسيحيين تقول :سدوم هي إحدى مدن السهل الخمسة التي أحرقتها النار التي نزلت من السماء بسبب خطيئة أهلها العظيمة (تكوين 19: 24) وقد ورد ذكر سدوم للمرة الأولى في التوراة في الحديث عن حدود أرض كنعان (تكوين 10: 19) ثم اختارها لوط مدينة للسكن بعد انفصاله عن إبراهيم لمعرفته بخصب أرضها وسهولة الري فيها (تكوين 13: 10).

        وكان والد إبراهيم عليه السلام (واسمه في التوارة تارح – سارح، بلهجة الوتم، أي إبدال السين تاء كأن يقال النات بدلا من الناس) هو واحد من هؤلاء الرحل من أبناء شروج (شروق – بالقاف التي تماثل الجيم لفظا)، حيث استقر هو وأخوته في الشرق في تلك المنطقة أيضا في حقبة تاريخية معينة، فبعد ان ذهب ابو ابراهيم الى العروق المعترضة في غرب عمان الى جهة الخليج العربي إلى منطقة تسميها التوراة اوركسديم ( عروق السديم) - ويسميها التوراتيون اوركلدن- وأصل هذه التسمية أيضا عروق الكدن ، أوعروق الدن (وعلى التحقيق هي عينها – شرق جزيرة العرب - في منطقة دان التي ورد ذكرها في التوراة) – (ويعتقدون ويتناقلون زورا أنها أور، وأنها في بلاد الكلدانيين في العرا) والحقيقة أنه ولد في المنطقة الواقعة في الجانب الشرقي من جزيرة العرب - التي تسمى اليوم أيضا العروق المعترضة - وسكن فيها، ثم عاد برفقة والده الذي اصطحبه هو وزوجته ساراي ولوط فاستقر إلى الشرق من مكة المكرمة في منطقة تسميها التوراة (حران) ومعناها ( الحران اوالحرات-الجبال البركانية الموجودة في وسط الجزيرة العربية ) إلى جهة الحجاز فسكن فيها إبراهيم وأبوه وابن عمه لوط قبل أن يأمره الله تعالى ان يرحل إلى بيت ايل (بيت الله).


        كما ورد معنى عرب في مختار الصحاح( ع ر ب ): العَرَبُ جيل من الناس والنسبة إليهم عَرَبِيٌّ وهم أهل الأمصار و الأَعْرَابُ منهم سكان البادية خاصة والنسبة إليهم أعْرَابيُّ وليس الأَعْرَابُ جمعا لعرب بل هو اسم جنس و العَرَبُ العاربة الخُلَّص منهم أكد من لفظه كليل لائل وربما قالوا العَرَبُ العَرْباءُ و تَعَرَّبَ تشبه بالعرب و العَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ بكسر الراء الذين ليسوا بخلص وكذا المُتَعَرِّبَةُ بكسر الراء وتشديدها و العَرَبِيَّةُ هي هذه اللغة و العَرَبُ و العُرْبُ واحد كالعَجَم والعُجْمُ والإبل العِرابُ بالكسر خلاف البَخَاتِيُّ من البخت والخيل العِرَابُ خلاف البراذين و أَعْرَبَ بحجته أفصح بها ولم يتق أحدا وفي الحديث { الثيب تُعرِب عن نفسها } أي تفصح و عَرَّبَ عليه فعله تَعْريبا قَبَّح وفي الحديث { عَرِّبوا عليه } أي ردوا عليه بالإنكار و العَرُوبُ من النساء بوزن العروس المتحببة إلى زوجها والجمع عُرُبٌ بضمتين.


        لم يظهر اسم العرب بشكل جلي وواضح إلا في القرن العاشر ق م حينما حددت هوية العرب بهدف التمييز بين بلادهم وبين البلدان المجاورة كدولة الفرس والأشوريين والبابليين، كما وردت لفظة العرب في الأسفار القديمة مثل سفر اشعيا في التوراة وكان المقصود من اسم العرب معنى البدو غير أن هيرودتس أطلق لفظة العرب على ساكني المناطق التي شملت الجزيرة العربية والصحراء الشرقية لمصر ومنطقة البحر الأحمر في القرن الخامس ق م.

        ويبدو أن المشكل الذي يعترض كل هؤلاء المؤرخين هو كيفية الجمع بين هذه التعريفات المختلفة وإيجاد الرابط بينها، ولكننا إذا اعتبرنا العرب أغرابا جاؤوا من الغرب واستقرّوا بالشرق يمكن أن نضع مسارا تاريخيا لنشأة هذه التسمية.
        العرب هم شعب من الساميين من أبناء سام ابن نوح عليه السلام كانوا مستقرين في شمال افريقيا هجروا وطنهم لأنهم رعاة يطلبون الكلأ والعشب لأغنامهم حتّى وصلوا إلى شبه الجزيرة العربية حيث استقرّوا ومع قدوم ابراهيم الخليل مع ابنه اسماعيل عليهما السلام وزوجته هاجر وأمر الله ببناء قواعد البيت العتيق واكتشافهم لزمزم تحلّق حولهم الأعراب فسمي المكان بوادي عربة (الغربة).
        والعربة كما تعرف في منجد المعاني تحمل هذه الدلالات:
        عَرَبة: ( اسم )
        العَرَبَةُ : النّهْرُ الشديدُ الجريِ
        العَرَبَةُ : النَّفْسُ
        العَرَبَةُ : واحدةُ العَرَبات ، وهي سُفُنٌ رَواكِدُ كانت في دِجْلَة
        العَرَبَةُ : مركبةٌ ذاتُ عجلتين أَو أَربع ، يجرها حمار أو حِصان ، تنقل عليها الأشياء
        جمع عَرَبات : مَرْكبةٌ ذاتُ عَجَلتين أو أكثر يجرُّها حيوانٌ أو إنسانٌ ، تُنقل عليها الأشياء

        من أقوال الامام علي عليه السلام

        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
        حملت طيباً)

        محمد نجيب بلحاج حسين
        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #49
          تساؤلات ساذجة.

          الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
          رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا وبالقرآن الكريم إماما وحَكَما.
          ثم أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

          الحديث في تاريخ اللغة العربية ذو شجون وذو أشجان وآلام وآمال رغم متعته وطرافته، والناس في تأريخ اللغة عموما والعربية خصوصا مذاهب ومدارس وآراء ورؤى، وكل مذهب يعتمد دليلا أو برهانا هو عنده الحق والصواب وغيره الباطل والخطأ.
          و، اختصارا، قد تفرق منظرو اللغة ثلاثة مذاهب:
          1- المذهب القائل بالتوقيف، أي أن اللغة من خلق الله تعالى، وهو ما يذهب إليه الأستاذ حاتم سعيد (أبو هادي) حسب ما يتجلى من مشاركته رقم
          #48 أعلاه؛
          2- المذهب القائل بالتوفيق، أي أن اللغة من صنع الإنسان، هو من "اخترعها" وطوّرها ونمّاها؛
          3- المذهب القائل بتقليد الإنسان لأصوات الطبيعة (onomatopée) ثم تطورت اللغة بتطور جهاز النطق لدى الإنسان.

          ورأيي المتواضع هو أن هذه المذاهب الثلاثة كلها تملك نصيبا من الصحة، ومذهبي في نشأة اللغة مزيج من هذه المذاهب الثلاثة ولي في ذلك حجج وبراهين من اللغة العربية نفسها وليس من غيرها، وإن علماء العربية القدماء يذهبون في اعتقاداتهم في مسألة نشأة اللغة المذهبين الأولين وأما المحدثون فقد يذهبون المذهب الثالث تقليدا لأساتيذهم من المستشرقين (وأكثرهم يهود توراتيون/تلموديون وصليبيون إنجيليون وكلهم متعصبون) ومن معلميهم من الغربيين الذين يعتمدون مذهب النشوء والارتقاء الدارويني الساذج والباطل والفاسد والبائد.

          ولي هنا أسئلة منهجية (وإن بدت ساذجة عند غيري) إضافة إلى الأسئلة السابقة (تنظر مشاركتي رقم
          #35):
          1- ما صلة كلمة "عرب" من حيث أصلُها، أو جِذرُها أو تأثيلُها، بالماء وموارده؟
          2- لماذا، في مسألة تصنيف اللغات إلى سامية وحامية وغيرهما، لماذا اعتُمد الأبناءُ، وهم الفروع، في التصنيف ولم يُعتمد الأبُ، نوح عليه السلام، وهو الأصل، فيه؟ فلماذا لا نقول "اللغات النُّوحية" بدلا من "السامية" و"الحامية" و... و...؟ أم تُجُنِّبت التسمية لأن نوحا، عليه السلام كان تحدث بالعربية؟
          3- وهو سؤال خطير، في تصوري على الأقل، ويتفرع عن سابقه مباشرة، ما هي "لغات" الأنبياء، لغة موسى، عليه السلام، مثلا؟ (هل كان يتكلم "القبطية" وقد نشأ في بيت فرعون وزوجه؟ أم كان يتكلم العبرية وهي لغة قومه؟ أم العربية وهي لغة مدين حيث تزوج وخدم؟ أم تراه كان يتكلم اللغات الثلاث جميعهن؟ و: بأية لغة من هذه اللغات الثلاث تكلم عند ماء مدين فوجد المرأتين ثم مع أبيهما؟ أم تراه استعمل لغة الإشارة، أو لغة الصم البكم، في تحاوره مع المرأتين ومع أبيهما؟)
          4- ما هي اللغة التي تكلم بها عيسى عليه السلام، يقال إنها الآرامية، وهو القول المعتمد حسب مؤرخي اللغات وكُتَّاب سير الأنبياء، أليست الآرامية لهجة من اللهجات العربية القديمة؟ وأنه، عليه السلام، لما قال في ما يقصه الله علينا في القرآن الكريم{
          وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} (الصف:6) قالها باللغة العربية كما يقرر ذلك الأستاذ المؤرخ الهندي "محمد عطاء الرحيم" في كتابه الفذ "عيسى نبي الإسلام"؟
          5- وعموما، وفي تقديري الشخصي، أن الأنبياء كلَّهم كانوا يتحدثون العربية، على اختلاف لهجاتها، أو لحونها، ومن ثمة كانت العربية، أو لحونُها، واللحن هو التسمية الصحيحة لما يسمى "اللهجة"، فإن ثبت هذا تسقط نظرية ما يسمى زورا وبهتانا "اللغات السامية"، أو "اللغات الجزرية/الجزيرية" من أساسها وتنقض من جذورها.

          هذه أسئلة طويلب علم ضئيل "يرفع" (؟!!!) صوته الضعيف بها، وهو صوت خافت أصلا لا يوقظ نائما ولا يزعج مستيقظا، راجيا الإجابة عنها.

          هذا ما عنّ لي الآن من تساؤلات عرضتها لإثارة الحوار العلمي، إن شاء الله تعالى، والتساؤل هو بداية التفكير حتى وإن كان ذلك التساؤل ساذجا بسيطا ... شاذا.

          تحيتي إليكم جميعا وتقديري الكبير لكم.

          -----------
          ملحوظة مهمة: لم أقرأ مشاركات صاحب المتصفح، حاتم سعيد (أبي هادي)، كلها بالتفصيل وفيها حتما ما أختلف فيه معه كلية ولاسيما في تأويل بعض آيات الذكر الحكيم، ولذا فأنا أعتذر منه ومن القراء إن وجدوا في كلامي ما يكرر ما سبق له قوله.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حاتم سعيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 02-10-2013
            • 1180

            #50
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
            الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
            رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا وبالقرآن الكريم إماما وحَكَما.
            ثم أما بعد، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

            الحديث في تاريخ اللغة العربية ذو شجون وذو أشجان وآلام وآمال رغم متعته وطرافته، والناس في تأريخ اللغة عموما والعربية خصوصا مذاهب ومدارس وآراء ورؤى، وكل مذهب يعتمد دليلا أو برهانا هو عنده الحق والصواب وغيره الباطل والخطأ.
            و، اختصارا، قد تفرق منظرو اللغة ثلاثة مذاهب:
            1- المذهب القائل بالتوقيف، أي أن اللغة من خلق الله تعالى، وهو ما يذهب إليه الأستاذ حاتم سعيد (أبو هادي) حسب ما يتجلى من مشاركته رقم
            #48 أعلاه؛
            2- المذهب القائل بالتوفيق، أي أن اللغة من صنع الإنسان، هو من "اخترعها" وطوّرها ونمّاها؛
            3- المذهب القائل بتقليد الإنسان لأصوات الطبيعة (onomatopée) ثم تطورت اللغة بتطور جهاز النطق لدى الإنسان.

            ورأيي المتواضع هو أن هذه المذاهب الثلاثة كلها تملك نصيبا من الصحة، ومذهبي في نشأة اللغة مزيج من هذه المذاهب الثلاثة ولي في ذلك حجج وبراهين من اللغة العربية نفسها وليس من غيرها، وإن علماء العربية القدماء يذهبون في اعتقاداتهم في مسألة نشأة اللغة المذهبين الأولين وأما المحدثون فقد يذهبون المذهب الثالث تقليدا لأساتيذهم من المستشرقين (وأكثرهم يهود توراتيون/تلموديون وصليبيون إنجيليون وكلهم متعصبون) ومن معلميهم من الغربيين الذين يعتمدون مذهب النشوء والارتقاء الدارويني الساذج والباطل والفاسد والبائد.

            ولي هنا أسئلة منهجية (وإن بدت ساذجة عند غيري) إضافة إلى الأسئلة السابقة (تنظر مشاركتي رقم
            #35):
            1- ما صلة كلمة "عرب" من حيث أصلُها، أو جِذرُها أو تأثيلُها، بالماء وموارده؟
            2- لماذا، في مسألة تصنيف اللغات إلى سامية وحامية وغيرهما، لماذا اعتُمد الأبناءُ، وهم الفروع، في التصنيف ولم يُعتمد الأبُ، نوح عليه السلام، وهو الأصل، فيه؟ فلماذا لا نقول "اللغات النُّوحية" بدلا من "السامية" و"الحامية" و... و...؟ أم تُجُنِّبت التسمية لأن نوحا، عليه السلام كان تحدث بالعربية؟
            3- وهو سؤال خطير، في تصوري على الأقل، ويتفرع عن سابقه مباشرة، ما هي "لغات" الأنبياء، لغة موسى، عليه السلام، مثلا؟ (هل كان يتكلم "القبطية" وقد نشأ في بيت فرعون وزوجه؟ أم كان يتكلم العبرية وهي لغة قومه؟ أم العربية وهي لغة مدين حيث تزوج وخدم؟ أم تراه كان يتكلم اللغات الثلاث جميعهن؟ و: بأية لغة من هذه اللغات الثلاث تكلم عند ماء مدين فوجد المرأتين ثم مع أبيهما؟ أم تراه استعمل لغة الإشارة، أو لغة الصم البكم، في تحاوره مع المرأتين ومع أبيهما؟)
            4- ما هي اللغة التي تكلم بها عيسى عليه السلام، يقال إنها الآرامية، وهو القول المعتمد حسب مؤرخي اللغات وكُتَّاب سير الأنبياء، أليست الآرامية لهجة من اللهجات العربية القديمة؟ وأنه، عليه السلام، لما قال في ما يقصه الله علينا في القرآن الكريم{
            وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} (الصف:6) قالها باللغة العربية كما يقرر ذلك الأستاذ المؤرخ الهندي "محمد عطاء الرحيم" في كتابه الفذ "عيسى نبي الإسلام"؟
            5- وعموما، وفي تقديري الشخصي، أن الأنبياء كلَّهم كانوا يتحدثون العربية، على اختلاف لهجاتها، أو لحونها، ومن ثمة كانت العربية، أو لحونُها، واللحن هو التسمية الصحيحة لما يسمى "اللهجة"، فإن ثبت هذا تسقط نظرية ما يسمى زورا وبهتانا "اللغات السامية"، أو "اللغات الجزرية/الجزيرية" من أساسها وتنقض من جذورها.

            هذه أسئلة طويلب علم ضئيل "يرفع" (؟!!!) صوته الضعيف بها، وهو صوت خافت أصلا لا يوقظ نائما ولا يزعج مستيقظا، راجيا الإجابة عنها.

            هذا ما عنّ لي الآن من تساؤلات عرضتها لإثارة الحوار العلمي، إن شاء الله تعالى، والتساؤل هو بداية التفكير حتى وإن كان ذلك التساؤل ساذجا بسيطا ... شاذا.

            تحيتي إليكم جميعا وتقديري الكبير لكم.

            -----------
            ملحوظة مهمة: لم أقرأ مشاركات صاحب المتصفح، حاتم سعيد (أبي هادي)، كلها بالتفصيل وفيها حتما ما أختلف فيه معه كلية ولاسيما في تأويل بعض آيات الذكر الحكيم، ولذا فأنا أعتذر منه ومن القراء إن وجدوا في كلامي ما يكرر ما سبق له قوله.
            تحيّة الاسلام لك سيّدي الكريم وصل اللهم على أشرف خلقك نبي الرحمة وسيد المرسلين
            كما ذكرت سيدي التقينا وتقاطعنا ولن يزيد ذلك في حوارنا غير الاثراء والمعرفة
            من بين النقاط التي ذكرت كنت قد قدّمت التفاصيل التالية
            أسماء الأنبياء بصيغتها العربية ومعانيها:
            جميع أسماء الأنبياء الذين ورد ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن لها معنى باللغة العربية الفصحى والعربية القديمة (الاربية، الارامية، العربية) بالابدال الجائز بين الميم والباء، لذلك يمكننا القول والاعتقاد القوي أن هذه اللغة العربية كانت على مر العصور لغة الأنبياء ولغة البشرية، ولقد أطلق عليها البعض في العصور الغابرة اسم الارامية وهذا الاسم يتكون من اللفظة عينها بعد الإبدال اللفظي كما أشرنا.
            - في اسم آدم نرى العلاقة الوثيقة بين هذا الاسم ومعنى التراب، الأديمة، من مصدر أديم ومعناه تراب الأرض بالعربية وهذه الصفة لاسمه تطابق معناه بالعربية، حيث أن جميع الكتب السماوية تقول أن آدم خلق من تراب .
            - في اسم حواء ، أول إمرأة في التاريخ الإنسان ، فهو من مصدر حوى، وحياة، أو الذي يحوي الحياة في داخله، وهذه الصفة تطابق معنى اسم حواء حيث أنها تحوي الحياة في داخلها.
            - في اسم شيت عليه السلام حيث يفيد أن الله شاء(شئت-شيت) أو أنه أتى بمشيئة الله ورحمته للناس، بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل ليبقى العنصر الخيّر.
            من هذه العائلة الأولى التي يتكون أسماء أفرادها من صفات عربية تكونت البشرية و تشعبت في الأرض ،و إن دلنا هذا على شيء فإنه يدلنا أن هذه اللغة (لسان عربي مبين) قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103النحل).
            - اسم نوح عليه السلام مشتق من الوحي: إن اسم نوح كما ذكرنا مشتق من الوحي، نتبين ذلك من قوله تعالى: ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 163 وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا 164 رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 165 – سورة النساء )).
            - اسم إبراهيم عليه السلام والذي يعني أب رحيم وهذه صفته أبي أنبياء الرحمة.
            وولد لإبراهيم ابنان اسم الأول إسماعيل، واسم الثاني اسحق.
            - إسماعيل عليه السلام ومعناه يسمع الله وتفيد أن الله سبحانه قد سمع دعاء إبراهيم عليه السلام لإنجاب ولد من صلبه وسمع نداء هاجر فكان أن أطلق عليه اسم إسماعيل ، يقول القرآن في شكر إبراهيم لله على ذلك (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) ، أما التوراة فتقول (( أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ))
            - أما اسم اسحق عليه السلام، فهو من صيغة عربية أيضا (يصحق، يضحك، يظحك)، وسبب تسميته بهذا الاسم أن زوجة إبراهيم ضحكت عندما بشرتها الملائكة بولد ((وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)) ومن هذه الآية الكريمة أيضا نستدل على اسم يعقوب، ومعناه الذي يأتي بعده (يعقب)، وهذا ما فسرته الآية تماما بأن قال تعالى ((وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)) وتقول التوارة في ذلك ما هو مطابق للقرآن (سفر التكوين –الجزء 17- 18 ).
            من هنا نرى أن إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب هي أسماء تحمل صفات باللغة العربية ذات مدلول ومعنى يصف كل واحد منهم بشكل دقيق، وعليه فإن اللغة ألتي كان ينطق بها هؤلاء هي اللغة العربية أيضا.
            - أما لوط عليه السلام ومعنى اسمه من صيغة عربية - لطا - بمعنى اختبأ- هرب: وهو الذي نجا من سدوم التي كانت تعمل السوء.
            - اسم يوسف عليه السلام أيضا فهو من بين بعض الصيغ العربية منها (وسّف) وتعني قشّر، أو فعل (أسف- يؤسف)، أو من فعل ( وصف - يوصف ) أو جميع هذه المعاني قال تعالى فَلَمّا سَمِعَت بِمَكرِهِنَّ أَرسَلَت إِلَيهِنَّ وَأَعتَدَت لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَت كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ سِكّينًا وَقالَتِ اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَقَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَقُلنَ حاشَ لِلَّـهِ ما هـذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ ﴿٣١ وقوله تعالى :( وَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا أَسَفى عَلى يوسُفَ وَابيَضَّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظيمٌ ﴿٨٤﴾ قالوا تَاللَّـهِ تَفتَأُ تَذكُرُ يوسُفَ حَتّى تَكونَ حَرَضًا أَو تَكونَ مِنَ الهالِكينَ ﴿٨٥﴾ قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ ﴿٨٦﴾ يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ.
            - ويوسف هو من أتى بأهله - بني إسرائيل (البدو الرحل ) – يقول تعالى في ذلك:( فَلَمّا دَخَلوا عَلى يوسُفَ آوى إِلَيهِ أَبَوَيهِ وَقالَ ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّـهُ آمِنينَ ﴿٩٩ وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ وَخَرّوا لَهُ سُجَّدًا وَقالَ يا أَبَتِ هـذا تَأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقًّا وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ ﴿١٠٠ جاء بهم إلى مصر ليكونوا أمة عبرانية (أي عبرت من مكان معيّن لآخر) في العصور الفرعونية، كما أن لقب يعقوب (إسرائيل) من (أسرى) أي المرتحل ذلك أنه كان يتنقل من مكان لآخر.
            وبذهاب يعقوب وأولاده إلى يوسف في مصر وبعد مرور الزمن يتكون من العرب (ارام – اراب) الرحل في مصر مجموعة من الناس يطلق عليهم المصريون اسم العبريين (العبرانيين) وتعني – أصحاب (العبرة) التي حدّث بها الله نبيّه في سورة يوسف ليصبر على ما يلقاه من قريش كما صبر يعقوب على الأذى من أولاده وربّما ليبشره بتنقله إلى مكان آخر (المدينة) حيث تكون نواة الاسلام الأولى وأيضا ربّما يكون القصد بالتسمية من المصريين أنهم القوم الذين بامكانهم أن يعبّروا عن الرؤى نسبة إلى أخيهم يوسف، وهو قوله تعالى: (قالَ لا يَأتيكُما طَعامٌ تُرزَقانِهِ إِلّا نَبَّأتُكُما بِتَأويلِهِ قَبلَ أَن يَأتِيَكُما ذلِكُما مِمّا عَلَّمَني رَبّي إِنّي تَرَكتُ مِلَّةَ قَومٍ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرونَ ﴿٣٧﴾ وقوله تعالى يوسُفُ أَيُّهَا الصِّدّيقُ أَفتِنا في سَبعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنَّ سَبعٌ عِجافٌ وَسَبعِ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلّي أَرجِعُ إِلَى النّاسِ لَعَلَّهُم يَعلَمونَ ﴿٤٦قالَ تَزرَعونَ سَبعَ سِنينَ دَأَبًا فَما حَصَدتُم فَذَروهُ في سُنبُلِهِ إِلّا قَليلًا مِمّا تَأكُلونَ ﴿٤٧ ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ سَبعٌ شِدادٌ يَأكُلنَ ما قَدَّمتُم لَهُنَّ إِلّا قَليلًا مِمّا تُحصِنونَ ﴿٤٨ .
            وهو ما نجده في تاج العروس :

            • عَبَرَ الرُّؤْيَا يَعْبُرُها عَبْراً بالفَتْح وعِبَارةً بالكسر وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَهَ وأَخْبَرَ بما يَؤُول وكذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يؤُول إِليه أَمْرُهَا .
            • وعَبَّرَها تَعْبِيراً: فَسَّرَها وأَخْبَرَ بما يَؤُول كذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يَؤُول إِليهِ أَمْرُها .
            • وفي البصائِرِ للمصنِّف : والتَّعْبِيرُ أَخَصُّ من التّأْوِيلِ وفي التنزيل " إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُونَ الرُّؤْيا ... والمعنى إِن كُنْتُم تَعْبُرُون وعابِرِينَ.
            • معنى عبر في مختار الصحاح( ع ب ر) : العِبْرةُ بالكسر الاسم من الاعْتِبارِ وبالفتح تحلب الدمع و عَبِر الرجل والمرأة والعين من باب طرِب أي جرى دمعه والنعت في الكل عَابرٌ و اسْتَعْبَرَتْ عينه أيضا و العَبْرانُ الباكي و عُبْرُ النهر بوزن عُذر و عِبْرُهُ بوزن تبِر شطُّه وجانبه و العِبْرِيُّ بوزن المِصرِّي العِبْرَانِيُّ وهو لغة اليهود و المِعْبَرُ بوزن المِبضع ما يُعبر عليه من قنطرة أو سفينة.


            ومن أولاد هؤلاء العبرانيين يولد نبي الله موسى – الذي يذهب بقومه في رحلة حج إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله أو إلى الأرض الموعودة، قال تعالى:( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِيْ كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوْا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوْا خَاسِرِيْنَ. (سورة المائدة أية 21).
            • وموسى عليه السلام اسم يعني (ذا الماء) قال تعالى: (( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى 38 أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي 39 – سورة طه )) الذي أخرجه آل فرعون من الماء.


            وتقول التوارة في ذلك:
            ((- سفر الخروج – الجزء الثاني -10))

            • ي- فيكبر الولد فتأتي به إلى بنت فرعوه ( فرعون)، ليكون لها ابنا، فتدعو اسمه مو شئ ( مو- شئ- المائي) وتقول لأني من المياه مشيته ( أخرجته)


            داوود وصفة أسمه ذو الأيد ( ذا –يود ) (({وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [سورة ص:17-20]))
            سليمان، وصفة اسمه (سُليم – سليماَ)، من السلام والسلامة
            أيوب: ومعنى اسمه ( من فعل آب - أواب )، يقول القرآن في أيوب
            ((وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) – وتبين آيات القرآن الكريم أن اسمه من صيغة عربية أيضا حيث يمكننا أن نقول أن اسمه معناه – أواب
            زكريا وصفة اسمه باللغة العربية الذي يذكر الله، ((ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 2 – سورة مريم )).
            يحي وصفة اسمه الذي يحي، من امرأة عاقر بإذن الله وأمره.
            عيسى، عيشا يسوع ويشوع، و صفة اسمه الذي عاش في رحم مريم دون أن يمسسها بشر.
            أما محمد خاتم الأنبياء، فصفة اسمه، المحمود بين الناس والذي يحيط به الحمد. (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 – سورة القلم )).
            هؤلاء هم الأنبياء الذين تظهر العربية في أسمائهم بناء على آيات القرآن ونصوص التوراة بشكل واضح لا يبقي للشك مكانا في الأذهان بعد هذا البيان، يبقى أن نضيف أن هناك أسماء لأنبياء ورد ذكرهم في القرآن الكريم، يمكن إعادتها إلى العربية بعد تمحيص ودراسة وهم:
            َالْيَسَعَ – من السعة ومن السعي، يسع
            َذَا الْكِفْلِ- صاحب الكفل، الكفيل أو الكافل،وَيُونُسَ - وهو ذا النون – صاحب الحوت يونس – يونان: ((وَ إِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) ولقد ذكر القرآن اسمه بصيغة مختلفة مما يعني أن ذا النون هو يونس، وأن الأسماء في القرآن قد تكون بصيغ عربية مختلفة تبين معناها بالسنة العرب المختلفة، ((وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ )) يقول بعض علماء اللغة أن حرف السين ربما يكون زائدا على صيغة لهجة الشنشنة أو الكشكشة، وهذه اللهجة هي إضافة سين أو شين في آخر الكلام، ونراه في العديد من لهجات العرب، وربما أيضا يكون بدلا من التنوين – يونان، أو انه شكل من أشكال الإضافة المعكوسة يون – ذي ملطفة إلى س، ومعناها ذا – يون، وعليه فيكون يونس هو يونن- يوناً وهو ذا النون أيضا.
            والياس هو إليان- إلياً، إو إليا – ذي، ذا العلا، و مما يبرر ورود هذه الاسماء في غير القرآن من الكتب بلهجات مختلفة مثل يونان وإليا، اليان، ويصاغ اسم النبي ذا الكفل على نفس الوزن فيكون كفلاً او كفل-ذ، ونرى ذلك أيضا في اسم يحي الذي يصاغ يوحان – يحياً ويوهانس و يوحانس. ونرى ذلك أيضا في أسم محمد ( ص) ((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)) - الذي أصبح بصيغة عربية أخرى تفيد معنى هذا الاسم وهي أحمد ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)) كما نرى ذلك في التوراة التي تذكر إبراهيم بصيغتين مختلفتين فتارة يكون اسمه إبرام ثم يصبح اسمه أبرهم .
            َإِدْرِيسَ – صاحب الدراية والعلم ( يدري ) ، من فعل درى، وصياغته على وزن اسم يعقب ( يعقوب )، من فعل عقب.
            جميع أسماء هؤلاء الأنبياء المشهورون عبر التاريخ كانت أسماؤهم من صيغ عربية، فهل هناك من يستطيع أن يثبت بالحجة والمنطق أن جميع هذه الأسماء كانت في لغة سواها؟؟، هذه اللغة العربية التي كانت على مر العصور لغة الأنبياء ولغة البشرية.

            • فما الفرق بين اللسان الأعجمي واللسان العربي؟.


            قال أَبو إسحق:" الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَم"ِ، والأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً. ورد ذلك في قاموس العرب.
            ممّا يؤكد أيضا أن لسان القرآن الموصوف بالعربي المبين لم يكن خاصّا بشعب من الشعوب ولا بأهل مكّة تحديدا بل تحدّى الجميع لأنهم اختلفوا فيه ولا يوجد غير الصانع الذي يمكنه أن يحكم هذا الحكم على الألسن التي تعتبر أعجميّة عن لسان القرآن العربيّ المبين.
            وهذا ما يجعلنا نؤكد مجددا أن اللغة العربية هي اللغة الأولى للبشر، علما أن جميع الأنبياء الذين أتوا بعد ذلك لهداية الناس كانت أسماؤهم تحمل صفة ومعنى باللغة العربية أيضا.
            ورد معنى عرب في مختار الصحاح( ع ر ب ): العَرَبُ جيل من الناس والنسبة إليهم عَرَبِيٌّ وهم أهل الأمصار و الأَعْرَابُ منهم سكان البادية خاصة والنسبة إليهم أعْرَابيُّ وليس الأَعْرَابُ جمعا لعرب بل هو اسم جنس و العَرَبُ العاربة الخُلَّص منهم أكد من لفظه كليل لائل وربما قالوا العَرَبُ العَرْباءُ و تَعَرَّبَ تشبه بالعرب و العَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ بكسر الراء الذين ليسوا بخلص وكذا المُتَعَرِّبَةُ بكسر الراء وتشديدها و العَرَبِيَّةُ هي هذه اللغة و العَرَبُ و العُرْبُ واحد كالعَجَم والعُجْمُ والإبل العِرابُ بالكسر خلاف البَخَاتِيُّ من البخت والخيل العِرَابُ خلاف البراذين و أَعْرَبَ بحجته أفصح بها ولم يتق أحدا وفي الحديث { الثيب تُعرِب عن نفسها } أي تفصح و عَرَّبَ عليه فعله تَعْريبا قَبَّح وفي الحديث { عَرِّبوا عليه } أي ردوا عليه بالإنكار و العَرُوبُ من النساء بوزن العروس المتحببة إلى زوجها والجمع عُرُبٌ بضمتين.
            لم يظهر اسم العرب بشكل جلي وواضح إلا في القرن العاشر ق م حينما حددت هوية العرب بهدف التمييز بين بلادهم وبين البلدان المجاورة كدولة الفرس والأشوريين والبابليين، كما وردت لفظة العرب في الأسفار القديمة مثل سفر اشعيا في التوراة وكان المقصود من اسم العرب معنى البدو غير أن هيرودتس أطلق لفظة العرب على ساكني المناطق التي شملت الجزيرة العربية والصحراء الشرقية لمصر ومنطقة البحر الأحمر في القرن الخامس ق م.

            ويبدو أن المشكل الذي يعترض كل هؤلاء المؤرخين هو كيفية الجمع بين هذه التعريفات المختلفة وإيجاد الرابط بينها، ولكننا إذا اعتبرنا العرب أغرابا جاؤوا من الغرب واستقرّوا بالشرق يمكن أن نضع مسارا تاريخيا لنشأة هذه التسمية.
            العرب هم شعب من الساميين من أبناء سام ابن نوح عليه السلام كانوا مستقرين في شمال افريقيا هجروا وطنهم لأنهم رعاة يطلبون الكلأ والعشب لأغنامهم حتّى وصلوا إلى شبه الجزيرة العربية حيث استقرّوا ومع قدوم ابراهيم الخليل مع ابنه اسماعيل عليهما السلام وزوجته هاجر وأمر الله ببناء قواعد البيت العتيق واكتشافهم لزمزم تحلّق حولهم الأعراب فسمي المكان بوادي عربة (الغربة).
            والعربة كما تعرف في منجد المعاني تحمل هذه الدلالات:
            عَرَبة: ( اسم )
            العَرَبَةُ : النّهْرُ الشديدُ الجريِ
            العَرَبَةُ : النَّفْسُ
            العَرَبَةُ : واحدةُ العَرَبات ، وهي سُفُنٌ رَواكِدُ كانت في دِجْلَة
            العَرَبَةُ : مركبةٌ ذاتُ عجلتين أَو أَربع ، يجرها حمار أو حِصان ، تنقل عليها الأشياء
            جمع عَرَبات : مَرْكبةٌ ذاتُ عَجَلتين أو أكثر يجرُّها حيوانٌ أو إنسانٌ ، تُنقل عليها الأشياء
            -----------
            ببساطة وبدون تعقيد أقول:
            العربيّة أمّ اللغات
            والعرب هم سكان العالم بمختلف منطوقهم
            والأعراب هم سكان (الجزيرية/الجزريّة) مع ملاحظة أن هؤلاء الأعراب قد حافظوا على قواعد العربيّة وفيهم تنزل الكتاب الخاتم ولكنّه لم يكن حكرا عليهم بل إلى العالمين.

            من أقوال الامام علي عليه السلام

            (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
            حملت طيباً)

            محمد نجيب بلحاج حسين
            أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
            نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #51
              إضافة غريبة في أمة عجيبة، تنكر تراثها وتمجد غيرها.

              الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

              مما قرأت منذ سنين في كتاب "التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد" تأليف الإمام
              ابن منده الأصفهاني، رحمه الله تعالى، وهو من هو في علم الحديث، ما جاء في قصة آدم، عليه السلام، عن ابن مسعود وأناس من الصحابة، رضي الله تعالى عنهم جميعا، وهذا نصه مما يخدم موضوعنا هنا، قالوا:
              "أُخرج إبليس من الجنة ولُعن، وأُسكن آدم، عليه السلام، حين قال له:{اسكن أنت وزوجك الجنة...} [البقرة:35؛ الأعراف:19]، فكان يمشي فيها وحشيا [منفردا = حُسين] ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة فاستيقظ وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله عز وجل من ضلعه،
              فسألها:"ما أنت؟" قالت: "امرأة"، قال:"ولم خُلقت؟" قالت:"لتسكن إليَّ"؛ فقالت له الملائكة، عليهم السلام، ينظرون ما بلغ علمه:"ما اسمها يا آدم؟" قال:"حواء"، قالوا:"لم سميت حواء؟"، قال:"لأنها خلقت من شيء حي" (... الحديث بطوله صفحة 81 من الكتاب المذكور، طبعة مكتبة فياض، المنصورة، مصر،1428/2007، بتحقيق الشحات أحمد الطحان وإشراف الشيخ مصطفى بن العدوي)"، قال المصنف عن هذا الأثر:"أخرجه مسلم بن الحجاج وساق سنده، وقال:"هذا إسناد ثابت"، وقال محقق الكتاب:"حسن بطرقه وشواهده، وساق التخريج بالتفصيل"(ص 82).
              ونحن أمام هذا الأثر نعرض تساؤلات كثيرة أصلية وفرعية، منها:
              1- هل يصح هذا الأثر والقضية التي يعرضها من الغيبيات ولا يُفصل في الغيبيات إلا بنص ثابت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، لا يرقى إليه الشك، وكما يقال في الأصول، أصول الفقه:"إن النص إذا دخله الاحتمال سقط به الاستدلال"، لكن، هل يتقوَّل الصحابة، رضي الله تعالى عنهم جميعا، على الرسول، صلى الله عليه وسلم، فيفترون عليه قولا لم يقله وهم يعلمون خطورة الكذب عليه؟ إذن، إنهم لم يتجرءوا على رواية هذا النص إلا وعندهم مستند من حديث النبي، صلى الله عليه وسلم.
              2- قد يقول بعض الناس:"إن هذا "الحديث" من الإسرائيليات المنسوبة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة جدا، فيسقط الاستدال به"، وهنا نقول:"هل كل ما روي عن بني إسرائيل مردود ألبتة؟ إذن، لماذا قبلتم الإسرائليات الحديثة من القول "باللغات السامية وأخواتها" أليست من مزاعم اليهود وأتباعهم؟"
              3- أما إن ثبت النص وقُبِل، فلنا تساؤلات أخرى، منها:
              أ- بأية لغة تحاور آدم وحواء، عليهما السلام؟ وهل كان آدم على علم بالاشتقاق وقواعده وأصوله حتى سمى امرأته "حواء" اشتقاقا من الحي أو من الحياة؟ أم تراه سماها بما أودعه الله فيه من قدرة على تسمية الأشياء؟
              ب - بأية لغة كان الحوار بين الملائكة وآدم عليهم السلام جميعا؟
              4- هل تكلم آدم بلغة ما قبل تعليم الله تعالى له الأسماء كلها؟ توجد نصوص تزعم أنه، عليه السلام، تكلم بكلام فور قيامه من انجداله ونفخ الروح فيه وتحدث مع الملائكة وسلَّم عليهم بأمر من الله تعالى وردوا عليه السلام، وهذا حديث آخر سنورده إن شاء الله تعالى.
              5- اعتراض وجيه: لعل آدم وحواء والملائكة تحاوروا بلغة مجهولة خاصة بهم، والكلام كله دار في الجنة وأمور الجنة من الغيبيات وتكثر فيها الاحتمالات والافتراضات والادّعاءات و... الإسرائيليات، وهنا نعود إلى ما سبق من قول عن الإسرائليات القديمة و... الحديثة، والله المستعان وعليه، سبحانه، التكلان.
              اللهم اهدنا إلى الحق ووفقنا دائما إلى الصواب، اللهم آمين يا رب العالمين.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حاتم سعيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 02-10-2013
                • 1180

                #52
                اسمحوا لي أيّها السادة أن أسأل السؤال التالي:
                هل تجدون اختلافا في هذه التسميات؟
                قلبي
                ألْبي
                ڤلْبي
                كلبي
                مع العلم أنّ القلب في لسان العرب يفيد:
                القَلْبُ مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ ابن سيده
                القَلْبُ الفُؤَاد مُذَكَّر صَرَّح بذلك اللحياني والجمع أَقْلُبٌ وقُلوبٌ الأُولى عن اللحياني
                وقوله تعالى نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِينُ على قَلْبك قال الزجاج معناه نَزَلَ به جبريلُ عليه السلام عليك فَوَعاه قَلْبُك وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً
                وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل قال الفراءُ في قوله تعالى إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ أَي عَقْلٌ قال الفراءُ وجائزٌ في العربية أَن تقولَ ما لَكَ قَلْبٌ وما قَلْبُك معك تقول ما عَقْلُكَ معكَ وأَين ذَهَبَ قَلْبُك ؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ ؟
                وقال غيره لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ وَرُوي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال أَتاكم أَهل اليَمن هم أَرَقُّ قلوباً وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة والأَفْئِدَةَ باللِّين وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال ولذلك قالوا أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه وسُوَيْداءَ قلبه وأَنشد بعضهم لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ ... عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ وقيل القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ وكَرَّرَ ذِكْرَهما لاختلاف اللفظين تأْكيداً
                وقال بعضهم سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه وأَنشد ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه ... والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب وقال اللّه تعالى ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم قال الأَزهري ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤَاداً قال ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما قال ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه وقَلَبه يَقْلِبُه ويَقْلُبه الضم عن اللحياني وحدَه أَصابَ قَلْبَه فهو مَقْلُوب وقُلِبَ قَلْباً شَكا قَلْبه والقُلابُ داءٌ يأْخذ في القَلْبِ عن اللحياني والقُلابُ داءٌ يأْخُذُ البعير فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه يقال بعير مَقْلُوبٌ وناقة مَقْلوبة قال كراع وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب والكُباد من الكَبِدِ والنُّكاف من النَّكَفَتَيْن وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي.
                --
                أما الألب:
                معنى ألب في لسان العرب أَلَبَ إِليك القَوْمُ أَتَوْكَ من كل جانب وأَلَبْتُ الجيشَ إِذا جَمَعْتَه وتَأَلَّبُوا تَجَمَّعُوا والأَلْبُ الجمع الكثير من الناس وأَلَبَ الإِبِلَ يَأْلِبُها ويَأْلُبها أَلْباً جَمَعَها وساقَها سَوْقاً شَديداً وأَلَبَتْ هي انْساقَتْ وانْضَمَّ بعضُها إِلى بعض أَنشد ابن الأَعرابي ( 1 ) ( 1 قوله « أنشد ابن الأعرابي » أي لمدرك بن حصن كما في التكملة وفيها أَيضاً ألم تريا بدل ألم تعلمي ) أَلَمْ تَعْلَمي أَنّ الأَحادِيثَ في غَدٍ ... وبعدَ غَدٍ يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ أَي يَنْضَمُّ بعضُها إِلى بعض التهذيب الأَلُوبُ الذي يُسْرِعُ يقال أَلَبَ يَأْلِبُ ويَأْلُبُ وأَنشد أَيضاً يَأْلُبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ وفسره فقال أَي يُسْرِعْن ابن بُزُرْجَ المِئْلَبُ السَّرِيعُ قال العجاج وإِنْ تُناهِبْه تَجِدْه مِنْهَبا ... في وَعْكةِ الجِدِّ وحِيناً مِئْلَبَا والأَلْبُ الطَّرْدُ وقد أَلَبْتُها أَلْباً تقدير عَلَبْتُها عَلْباً وأَلَبَ الحِمارُ طَرِيدَتَه يَأْلِبُها وأَلَّبَها كلاهما طَرَدَها طَرْداً شَدِيداً والتَّأْلَبُ الشدِيدُ الغَلِيظُ المُجْتَمِعُ من حُمُرِ الوَحْشِ والتَّأْلَبُ الوَعِلُ والأُنثى تَأْلَبةٌ تاؤه زائدة لقولهم أَلَبَ الحِمارُ أُتُنَه والتَّأْلَب مثال الثَّعْلبِ شجَر وأَلَبَ الشيءُ يأْلِبُ ويَأْلُبُ أَلْباً تَجَمَّعَ وقوله وحَلَّ بِقَلْبي مِنْ جَوَى الحُبِّ مِيتةٌ ... كما ماتَ مَسْقِيُّ الضَّياحِ على أَلْبِ لم يفسره ثعلب إلا بقوله أَلَبَ يَأْلِبُ إِذا اجتمع وتَأَلَّبَ القومُ تَجَمَّعُوا وأَلَّبَهُمْ جَمَّعَهم وهم عليه أَلْبٌ واحد وإِلْبٌ والأُولى أَعرف ووَعْلٌ واحِدٌ وصَدْعٌ واحد وضِلَعٌ واحدةٌ أَي مجتمعون عليه الظلم والعَداوةِ وفي الحديث إِنّ الناسَ كانوا علينا إِلْباً واحِداً الالب بالفتح والكسر القوم يَجْتَمِعُون على عَداوةِ إِنْسانٍ وتَأَلَّبُوا تَجَمَّعُوا قال رؤبة قد أَصْبَحَ الناسُ عَلَيْنا أَلْبَا ... فالنَّاسُ في جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبا [ ص 216 ] وقد تَأَلَّبُوا عليه تَأَلُّباً إِذا تَضافَروا ( 1 ) ( 1 قوله « تضافروا » هو بالضاد الساقطة من ضفر الشعر إِذا ضم بعضه إِلى بعض لا بالظاء المشالة وان اشتهر ) عليه وأَلْبٌ أَلُوبٌ مُجْتَمِعٌ كثير قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابةٍ ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ وفي حديث عَبْدِاللّه بن عَمْرو رضي اللّه عنهما حين ذَكَر البَصْرةَ فقال أَمَا إِنه لا يُخْرِجُ مِنْها أَهْلَها إِلاّ الأُلْبَةُ هي المَجاعةُ مأْخوذ من التَّأَلُّبِ التَّجَمُّعِ كأَنهم يَجْتَمِعُون في المَجاعةِ ويَخْرُجُون أَرْسالاً وأَلَّبَ بينهم أَفْسَدَ والتَّأْلِيبُ التَّحْرِيضُ يقال حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ بَيْنا هُمُ يَوْماً هُنالِكَ راعَهُمْ ...
                ------

                من أقوال الامام علي عليه السلام

                (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                حملت طيباً)

                محمد نجيب بلحاج حسين
                أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                تعليق

                • حاتم سعيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 02-10-2013
                  • 1180

                  #53
                  سأقوم بنشر موضوع مرتبط ببحثنا بعنوان:
                  الابدال في اللغة العربية

                  من أقوال الامام علي عليه السلام

                  (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                  حملت طيباً)

                  محمد نجيب بلحاج حسين
                  أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                  نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #54
                    Civilisation : nous sommes tous des Arabes ! - Le Point

                    Tous les hommes descendraient d'ancêtres communs ayant peuplé la péninsule arabique, selon les généticiens.o

                    Par Frédéric Lewino Modifié le 05/02/2012 à 10:28 - Publié le 27/01/2012 à 16:55 | Le Point.fr


                    L'Homme moderne s'est offert une escale omanaise en -106 000. © Sipa/ Steven Frederic Nous sommes tous des Arabes ! Telle est la dernière révélation fracassante des généticiens. Que cela plaise ou non à Marine Le Pen et à Claude Guéant, tous autant que nous sommes, Français, Américains, Esquimaux, Chinois ou Papous, nous descendons d'ancêtres communs ayant peuplé la péninsule arabique ! Après être née en Afrique, l'humanité aurait donc fait une étape dans l'Arabie heureuse, après avoir franchi la mer Rouge. C'est du scoop. En effet, jusque-là, les grands experts des migrations humaines pensaient que la division des troupes s'était plutôt faite au Proche-Orient ou en Afrique du Nord.Les paléogénéticiens des universités de Leeds et de Porto ont été amenés à faire cette hypothèse à la suite des confidences d'un indic ! Un indic qui se cache par milliers dans chacune de nos cellules : la mitochondrie. Ce minuscule organite, qui officie en tant que centrale énergétique de nos cellules, possède son propre ADN. Comme les chromosomes, il peut muter. Ainsi, quand les généticiens observent exactement la même mutation chez deux peuples différents, ils peuvent en conclure que ceux-ci partagent un passé commun. En comparant l'ADN mitochondrial prélevé sur des centaines d'individus à travers le monde et dans la péninsule arabique, les chercheurs sont parvenus à la conclusion que tous les hommes, hors les Africains, ont tous effectué un passage de plusieurs milliers d'années très certainement, en Arabie. Voilà pourquoi nous sommes tous des Arabes et fiers de l'être. L'étude est parue dans American Journal of Human Genetics.
                    أ‰den Arabie

                    Voilà donc comment il faut réécrire l'histoire de l'humanité : après avoir surgi il y a quelque 200 000 ans en Afrique de l'Est, l'homme moderne (homo sapiens) a commencé par se répandre dans toute l'Afrique, se fragmentant en de nombreuses populations. La vie était belle et la nourriture largement disponible jusqu'au jour où une tribu s'est mise en tête d'aller voir si le soleil ne brillait pas davantage ailleurs. Elle a donc profité d'une baisse des eaux pour franchir la mer Rouge et débarquer sur la péninsule arabique. Jusqu'ici, on pensait que le premier passage avait dû avoir lieu, entre - 70 000 et - 40 000 ans. Mais la découverte d'outils façonnés par l'homme moderne datant de 106 000 ans repousse donc la conquête d'au moins 30 000 ans !

                    On a même trouvé le lieu de débarquement, dans le sultanat d'Oman. Il faut dire qu'à l'époque le climat arabique était humide : à la place d'un désert les nouveaux arrivants ont trouvé un paradis terrestre constitué de grandes prairies. L'occupation de ce nouvel أ‰den aurait duré plusieurs millénaires avant que l'homme ne poursuive sa conquête du monde. D'abord en empruntant la route du Sud-Est asiatique s'achevant en Australie, puis celle de l'est jusqu'au Japon, puis enfin la route du Nord, vers le Proche-Orient, puis l'Europe atteinte voilà environ 40 000 ans.

                    Des Indiens dans l'Altaï

                    L'Amérique est le dernier continent conquis. Mais là encore, il y a du nouveau. Et du lourd ! Grâce à de nouvelles confidences de l'indic mitochondrial, des chercheurs de l'université de Pennsylvanie ont identifié la terre d'origine des Indiens d'Amérique. Ne cherchez pas, vous ne pourriez pas trouver ! Il s'agit de l'Altaï. C'est une région montagneuse au coeur du continent eurasien, là où se rencontrent la Chine, la Mongolie, la Russie et le Kazakhstan. Le grand départ aurait eu lieu voilà 15 000 à 20 000 ans. Quelques dizaines ou centaines d'individus auraient pris la route du nord-est. Après de nombreuses générations, leurs descendants auraient fini par atteindre le détroit de Béring qu'ils auraient traversé en une ou plusieurs fois lors des glaciations, puis ils auraient descendu tout le continent américain. La découverte récente, par des chercheurs de l'université du Texas, d'objets façonnés par l'homme dans l'أ‰tat de Washington datant de 13 800 ans conforte cette hypothèse.
                    Depuis sa venue au monde dans un petit bled africain, l'homme n'a cessé d'avoir la bougeotte. Les migrations font partie de sa nature. L'Europe et encore plus la France, située à son extrémité ouest, n'ont pas arrêté d'être enrichies par des vagues d'immigrants. Il n'y a pas de raison que cela cesse...o
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • زحل بن شمسين
                      محظور
                      • 07-05-2009
                      • 2139

                      #55
                      الى الاخوة الكرام وخاصة دكتورنا المحترم الاطلاع على هذين الرابطين::


                      المعنى السرياني (ألم،ألر،طه،كهيعص)-سنابات لؤي الشريف



                      صالون علمانيون (193) _ التماهي بين السريانية والعربية في لغة القرأن

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #56
                        المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
                        الى الاخوة الكرام وخاصة دكتورنا المحترم الاطلاع على هذين الرابطين::


                        المعنى السرياني (ألم،ألر،طه،كهيعص)-سنابات لؤي الشريف


                        دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم كثر في الآونة الأخيرة الكلام الذي يزعم أصحابه فيه أن العربية مشتقة من الآرامية/السريانية وأن القرآن الكريم لا يفهم إلا من خلال الآرامية/السريانية. وقد صاغ شخص مجهول يحمل الاسم الوهمي كريستوفر لوكسمبورج هذا الكلام في شكل كتاب يروج له كله أو بعضه مجموعة من أصحاب الجدل الديني في بعض القنوات






                        صالون علمانيون (193) _ التماهي بين السريانية والعربية في لغة القرأن
                        الأخ الكريم،
                        حديث أصحاب الفلمين أعلاه حديث غير معرفي.

                        الأول، السعودي لؤي الشريف، جاهل يهرف بما لا يعرف، وقد فندت دعواه في هذا الرابط:

                        دعاوى الأصول الآرامية/السريانية للغة العربية وللقرآن الكريم[1] (http://www.atinternational.org/forums/#_ftn1) (http://www.atinternational.org/forums/#_ftn1) أ.د. عبدالرحمن السليمان ملخص: كثر في الآونة الأخيرة الكلام الذي يزعم فيه أصحابه أن العربية مشتقة من الآرامية/السريانية وأن القرآن الكريم لا يفهم إلا من خلال


                        أما موضوع (التماهي بين السريانية والعربية في لغة القرأن) فهو يفتقر إلى أدنى درجات العلمية. وهو مثل الأول كذب ودجل إلا أن بعثه كره الدين وليس البحث العلمي الموضوعي. والحديث كله تسويق لشبهة لوكسمبورغ (مشروحة في رابط الجمعية الذي أحلت عليه).

                        وأنا لا أكتب من مبعث حكم مسبق ضد العلمانيين، لكني أقول إن علمانيي العالم كلهم جنس، وعلماني العرب جنس آخر. إن أكثر علمانيي العرب يفكرون ويكتبون ويقرؤون بدافع كره الدين لذلك يتلقفون أي كلام يظن منه أنه يطعن في الدين ويرددونه مثل الببغوات ظنا منهم أنهم ظفروا بكنز معرفي ثمين. ثم يقبل كلامهم من هم مثلهم في الطبيعة دون أن يكونوا قادرين على التمحيص. فحديث الاثنين أعلاه لا يمكن البت في صحته من عدمها بدون معرفة كل اللغات الجزيرية. والاثنان لا يعرفانها. وحضرتك لا تعرفها أيضا. لذلك يعتبر الحديث معكم في هذه القضية ضربا من العبث. لذلك أحلت على رابط الجمعية فالحديث فيه للمتخصصين القادرين على فهم الأدلة واستيعابها وإنزالها مكانها من العقل والمنطق والعلم. وأنا متابع لكتابات المستشرقين، ولا أعرف واحدا منهم يعترف بشبهة لوكسمبورغ على أنها حديث معرفي يؤخذ بعين الاعتبار.

                        وأعترف لك بأن الحديث في هذه القضايا التخصصية مع غير المتخصصين متعب جدا. وقد كتبت فيه خلاصة على الرابط التالي لكشف التدليس:

                        دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم كثر في الآونة الأخيرة الكلام الذي يزعم أصحابه فيه أن العربية مشتقة من الآرامية/السريانية وأن القرآن الكريم لا يفهم إلا من خلال الآرامية/السريانية. وقد صاغ شخص مجهول يحمل الاسم الوهمي كريستوفر لوكسمبورج هذا الكلام في شكل كتاب يروج له كله أو بعضه مجموعة من أصحاب الجدل الديني في بعض القنوات


                        فاقرأه في لحظة صفاء علك تفهم وتتعلم.

                        تحياتي الطيبة.
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #57
                          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                          2- قد يقول بعض الناس:"إن هذا "الحديث" من الإسرائيليات المنسوبة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة جدا، فيسقط الاستدال به"، وهنا نقول:"هل كل ما روي عن بني إسرائيل مردود ألبتة؟ إذن، لماذا قبلتم الإسرائليات الحديثة من القول "باللغات السامية وأخواتها" أليست من مزاعم اليهود وأتباعهم؟"
                          أخي الحبيب الأستاذ حسين ليشوري سلمه الله،

                          أدخلت شعبان في رمضان! تسمية (اللغات الحامية-السامية) تسمية اصطلاحية شاعت فترة ثم استبدلها العلماء منذ السبعينيات من القرن الماضي بتسمية (اللغات الأفروآسيوية). والباحثون العرب يسمونها (اللغات العروبية) و(اللغات الجزيرية). والتسمية الثانية أكثر شيوعا. فلا علاقة بين الاثنين رعاك الله.

                          وأنا من باحثين عرب يجتهدون في تحسيس الدارسين العرب وحثهم على التخصص في هذه اللغات وربطها بالإطار الفكري للحضارة العربية الإسلامية بدلا من النظر إليها بعين الريبة. وكنت كتبت خاطرة بذلك بعد الزوبعة التي أثارها "الأعرج" لؤي الشريف:

                          http://almolltaqa.com/vb/showthread....5-%DB%C8%C7%D1!

                          تحياتي الطيبة.
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • زحل بن شمسين
                            محظور
                            • 07-05-2009
                            • 2139

                            #58
                            دكتورنا سلام يا كرام

                            وجهة نظركم ضعيفة لماذا وكأن اللغة العربية نزلت من السماء ؟؟!!
                            نعم القرآن وحي يوحي الى نبيه...
                            اما العربية لغة او لهجة قريش ويوجد قبلها لهجات عربية نزل به الوحي وهي الآرامية والسريانية والعبرية ...
                            لذلك بالقرآن يؤكد على نزوله بلسان عربي مبين لان لهجة مضر تحتوي على كل الاحرف الناطقة للغة بعكس الارامية والعبرية؟!
                            ولهجة مضر ظهرت مع البعثة المحمدية ،،، بينما الارامية والسريانية والعبرية قبلها بالاف السنين ولدوا برحم الحضارت التي بدأت منها البشرية ،،
                            الله يرضى عليك با دكتور لا تستغفلنا نحن نملك العقل ونريد ادلة مادية وحضارية وليس تعصب للغة لانها لغتنا حاليا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                            والاقدمون من المسلمين قالوها بان لغة القرآن ولدت من السريانية ...
                            البابلي يقرؤك السلام

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #59
                              المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
                              دكتورنا سلام يا كرام

                              وجهة نظركم ضعيفة لماذا وكأن اللغة العربية نزلت من السماء ؟؟!!
                              نعم القرآن وحي يوحي الى نبيه...
                              اما العربية لغة او لهجة قريش ويوجد قبلها لهجات عربية نزل به الوحي وهي الآرامية والسريانية والعبرية ...
                              لذلك بالقرآن يؤكد على نزوله بلسان عربي مبين لان لهجة مضر تحتوي على كل الاحرف الناطقة للغة بعكس الارامية والعبرية؟!
                              ولهجة مضر ظهرت مع البعثة المحمدية ،،، بينما الارامية والسريانية والعبرية قبلها بالاف السنين ولدوا برحم الحضارت التي بدأت منها البشرية ،،
                              الله يرضى عليك با دكتور لا تستغفلنا نحن نملك العقل ونريد ادلة مادية وحضارية وليس تعصب للغة لانها لغتنا حاليا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              والاقدمون من المسلمين قالوها بان لغة القرآن ولدت من السريانية ...
                              البابلي يقرؤك السلام
                              ܠܐ ܚܙܠ ܙܠܐ ܩܙܬ ܐܠܐ ܒܐܠܠܐܗ ܥܠܐ ܗܕܗ ܐܠܢܐܘܠܐ!!!
                              ܚܣܒܝ ܐܠܠܗ ܙܢܥܚ ܐܠܙܟܝܠ!!!
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • عبدالرحمن السليمان
                                مستشار أدبي
                                • 23-05-2007
                                • 5434

                                #60
                                المعذرة من صاحب هذا الموضوع المهم الأستاذ حاتم سعيد أبو هادي على هذا التشريق والتغريب في موضوعه، فأنا أحجم عن المشاركة إلا إذا قرأت ما يشيب له شعر اللغويين منه عندها لا بد من الرد!
                                عبدالرحمن السليمان
                                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                www.atinternational.org

                                تعليق

                                يعمل...
                                X