حين نغضب نظهر الجانب الأحمق منا، الجانب الفوضوي اللاعقلاني،
الذي ينصاع للعاطفة التي تخدر العقل تلك اللحظة
من العجيب أن العاطفة (المتهورة) قادرة على تضخيم الأمور، وعلى حث الإنسان على الانزلاق لهوة خطرة
ربما كان الغضب عواطف جامحة لا مكابح لها مؤذية لصاحبها وغيره
تصوروا شاحنة تنزلق وقت المطر؛ ليست المتضررة الوحيدة في طريق مزدحم
ماذا لو خففنا السرعة وانزوينا لالتقاط الأنفاس.. أليس ذلك أفضل من أن نحطم زجاج النافذة المجاورة ونبكي تجريح أصابعنا؟
للأسف عندما لا نتعلم ذلك باكراً يصعب علينا تعلمه متأخرين.. ليس مستحيلا لكن...
لم نتعلم كيف نخفف سرعة غضبنا.. كيف نحوله لحوار هادئ.. كيف نسلم العاطفة للعقل لأنه الأفضل عندما تكاد أن تخرج الأمور عن السيطرة
الكلام من السهل أن يقال ولكن..!
سنستمع في النهاية لضمائرنا.. أو نأمل أن هذا ما يكون.
هناك من يقول إننا وقت الغضب نقول أو نفشي الحقيقة
لست متأكدة من ذلك تماما، كل ما أنا واثقة منه أن الإنسان وقتذاك سيقول الحقيقة بطريقة غير جميلة أو غير لائقة في ألطف الأحوال
عندما يقول ناقد هذا نصح تافه فقد يقصد أنه لم يكتمل في جزء من أركانه أو أن به خللا ما
وعندما يقول الناقد أنه غير مكتمل يغضب الكاتب رغم أن النصوص كلها تقريبا غير مكتملة على نحو ما والكمال لله وحده
تحتاج الحقيقة (المرة) أحيانا للتقديم في أوقات خاصة وبطرق خاصة فالإنسان لا يستسيغ المر ويفضل السكر خاصة من تعوده
وهذا لا يعني أننا حين نقدم الحقيقة بدون تجميلها خاطئين.. لكن حتى نبعد الهواجس والظن واليقين في نفس الكاتب المسكين الذي بذل الجهد كله لإخراج النص
يبقى القليل من الناس لديهم القدرة على تحمل ضربات الفشل والقفز فوقه ككرة مطاطية لن تتهشم بضربة واحدة ولا حتى عدة ضربات
بالعكس يمكنها المناورة وحتى القفز لشباك الخصم لتسجيل هدف أكيد.
الفشل.. لن تنجح دائماً من أول مرة.
الاحباط .. لا ترى فائدة مما تفعل الآن بهذه الطريقة.
اليأس .. غير قادر على تحدي المصاعب و تركن للاستسلام فهو الأسهل.
الحب.. اخترت إنساناً لتعطيه مشاعرك وتظن حقاً أنه يستحقها.
الكره.. عدم قدرتك على إدارة الخلاف التام بينك وبينه ولم يسعكما إلا التضاد.
الصداقة.. ألفة صافية تحقق متعة الصحبة وترجو اصطحاب الفائدة.
الأمل.. ما زلت على قيد التفاؤل.
اليسر.. نعمة ومرحلة انتقالية من إلى.
العسر.. امتحان لمعرفة كيف ستبلي فيه.
الصبر .. قدرتك على التحمل بحيث يمكنك أن تبكي ولا تصرخ أو تكفر بنعمة ربك.
يسقط مرات قبل أن يتعلم المشي، يحاول مرات أن يلتقط الكرة من والده وقت اللعب، يكتب ألف باء مائة مرة كما تطلب معلمته قبل أن يتعلم الكتابة، يجرب أن يحب، أن يكون بطلا، ويبكي حين يفشل في ذلك.. رغم أنه لم يبك حين لم يلتقط الكرة أول مرة و لم يكتب حرف باء صحيحا
ها هو اليوم يتعثر في درب الحياة وينعي حظاً لم يخبره أحد أنه ولد له.
الفساد، أول بذرة توسع الهوة بين الحاكم والمحكومين
وإذ ينتشر الظلم والجهل وتتجاهل الحقوق ويحكم فئات الشعب أشخاص قليلوا الأمانة والمعرفة
يصبح المال همّ المسئولين وفاقة المرؤسين ويصبح العلم والمثل العليا حاجة ثانوية ويعلو الصراخ
في ذلك الوقت بالذات يكون هناك من هو مستعد حتماً لدق الطبول ليعلو الصراخ وتبدأ الحرب
لم يكن الشعب على قدر كاف من الوعي ليطالب بالعدل أو الإصلاح مبكراً,,, وكانت آذان الحاكم وحاشيته لا تصغي
وحين يكون الهدم هو الحل سيكلف كثيراً... فمن يعجز عن استكمال البناء يعجز غالبا عن إدارة الهدم فالبناء من جديد.
التعديل الأخير تم بواسطة أميمة محمد; الساعة 10-10-2019, 05:31.
لم يكن القصف لذي طال المدينة جديداً
ولا الدموع و النيران التي اشتعلت كشموع لم تضي زرقة الليل الداكن
لم يكن القصف من عدو حقيقي
فما من غريب في المكان
كأن المكان كان يقصف المكان!
من أجل أن يزول المكان ويحل بدله مكان آخر
القصف البارحة من ابن عم على أخ
شتم ابن عم ونوصر أخ فضحك الغريب
القصف ما كان من أجلنا أو من أجله
بل من أجل سيدنا
وكان السيد يقصف من أجل سيده
وسيده يطيع أوامر سيده
ذات رمية دارت وأصابت مطلقها
فبكي شخص حزنا وفرحا
فالقاذف منا والمقذوف
والطائرات مدفوعة الأجر
النفط لعنة
كلعنة مال قارون عليه
اللهم أنت تعلم الباطل فازهقه
وتعلم الحق فانصره
القصف على أشده، والفتاة تبكي
ـ اخفضي صوتك.. ستستيقظ الصغيرة على الحرب، دعيها تنام. لم ندر أية لحظة يمكن أن ينقطع الأمان.. سنحاول أن يستمر إذا كان الأمر بأيدينا.
كان الأطفال الذين رأيناهم يموتون أمام أعيننا كعصافير تطير وتخترق زرقة الليل لتحوم حول الطائرة التي نشاهدها تسقط
كان لديهم أجنحة متلألئة.. فسارعت أغطيها باللحاف.. كي لا ينبت لها أجنحة في الظلام!
التعديل الأخير تم بواسطة أميمة محمد; الساعة 18-10-2019, 12:55.
تعليق