لغز ابن رشد في لوحة "الفلاسفة الثلاثة" للرسام Giorgione

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    لغز ابن رشد في لوحة "الفلاسفة الثلاثة" للرسام Giorgione


    ملحوظة:
    لمن لم يتابع معنا بداية رحلتنا في فك لغز لوحة "الفلاسفة الثالثة"/ Three philosophers، المرجو الإطلاع على بعض مداخلات الأساتذة الذين شاركونا اهتمامهم في متصفح الألغاز (من هنا).

    بالنسبة للأساتذة المتابعين، خصصت لنقاش اللوحة صفحة خاصة هنا لسببين: 1. كي يستقل الموضوع المتشعب و لا نزعج معنا من يتابع فقرات الألغاز هناك؛ 2. من أجل أن يشاركنا في سبر أغوار اللوحة من لديهم دراية و إلمام بميدان الفن التشكيلي عامة و الفلسفة الرشدية/الأرسطية خاصة.


    نواصل، ونذكر أن اللوحة هي من إبداع الفنان الإيطالي Giorgione بطلب من أحد نبلاء و كبار تجار البندقية يدعى Taddeo Contarini. رسمها سنة واحدة قبل وفاته مابين 1508-1509 أي في بداية عصر النهضة الأوروبية و اسم اللوحة الفني: Three philosophers نسبة إلى الشخصيات الثلاث التي تدور حولها أحداث القصة/اللغز. و هي اليوم ملك لمتحف فيينا.

    منذ ذلك العهد و إلى اليوم، لازالت شخصية الفلاسفة الثلاثة (من؟ و لماذا؟) تشكل لغزا عالقا صدع رؤوس كبار المختصين في الميدان؛ السبب الذي جعل العديد منهم يصف اللوحة كواحدة من بين أعقد و أغرب لوحات عصر النهضة الذهبي على الإطلاق.
    وإذا كان لغز الشخصيات الثلاث عالقا، فإن السبب ربما يرجع إلى وجود شخصية مركزية تحتل مكانا استراتيجيا داخل الإطار العام للوحة، ألا وهي شخصية "صاحب العمامة" أو ما يطلق عليه في الأوساط المختصة لقب The Moor of Three philosophers في تعبير إيحائي يشير إلى Othello : The Moor of Venice شخصية مسرحية شيكسبير المعروفة.

    نواصل إذن.

    اليوم، سوف أحاول باقتضاب و اختزال، أن أسلط الضوء على جانب "شبه مظلم" من لوحة "الفلاسفة الثلاثة" يكاد لا يلفت الانتباه من أول وهلة مع أنه ـ بحسب رأيي ـ عنصر في كامل الأهمية سيساعدنا على اقتحام عالم اللوحة الغامض ويفتح لنا بعض النوافذ نستشف من خلالها بعض ما أراد الفنان العبقري Giorgione أن يوصل إلينا من مفاهيم فلسفية عميقة.

    أدعو القاريء الكريم أن يضع اللوحة نصب عينيه و يركز بشكل دقيق على الشخصيتين الواقفتين (وسنعود فيما بعد للشاب القاعد شمالا). اعمل zoom على اللوحة أو أنظر الصورة التي رفعتها من مكتبي و عليها علامة تشير إلى موطن التركيز.
    Giorgione-Detail.jpg

    كما يُلاحظ، فإن وضعية الشخصيتين من خلال طريقة رسم القدمين (اليسرى عند العجوز و اليمنى عند الكهل) تشير إلى "الحركة" و هي نقيض الركوض. التقنية تسمى Contrapposto و مصدرها الأساس هو فن النحت الإغريقي القديم جدا، بحيث أنها تشكل أبرز تقنية النحت التي جاء بها الفنانون التشكيليون الإغريق حوالي 500 سنة قبل الميلاد (الفترة الكلاسيكية) كمرحلة انتقالية تفصل الفن الإغريقي عن فترة (Archaic Greece) التي كان فيها الفنانون الإغريق يسيرون ـ بشكل تقليدي صرف mimesis ـ على خطى الفن المصري الضارب في القدم. و من أبرز النماذج التي تجسد تقنية Contrapposto ـ ولو لم تكن وحدها ـ نذكر أعمال النحات الإغريقي Polyclete وتمثاله المشهور Doryphore الذي يرجع تاريخ إنجازه إلى سنة 480 قبل الميلاد.

    تقنية Contrapposto كان لها بالغ التأثير على مجموعة من الأعمال التشكيلية منذ ذلك الحين لكنها طرحت جانبا إلى أن أعاد الاهتمام بها مجموعة أخرى من الرسامين الإيطاليين عند بزوغ أول شعاع النهضة الأوروبية.
    فباعتماد الرسام الإيطالي Giorgione تقنية Contrapposto خاصة في تجسيد "حركية" الشخصيتين البارزتين في اللوحة، بالإضافة إلى كونهما "يتحادثان" حول موضوع ما، جعلني أنسج بعض النظريات الشخصية حول لغز ـ على الأقل ـ الشخصيتين معاً : من هما و فيم تفيد حركية المشهد؟

    نواصل بعد حين.

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 12-12-2017, 07:15.
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    بالنسبة لهذه فهي ترمز إلى الجدل القائم بين الإسلام والمسيحية .
    وأما بالنسبة للشاب فهو يمثّل ظهور التنوير الذي أولاهما ظهره ( الديانتين ).
    مع أخلص عبارات الاحترام والتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 12-12-2017, 07:06.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #3
      عزيزي مصباح، أهلا بك معنا في الرحلة. تأويلك شطر منطقي و شطر مستبعد جداً. الصواب المنطقي هو ذكرك للجدلية القائمة منذ عصور بين المسيحية والإسلام (سوف نتطرق إليها في ما سيأتي). أما ذكرك لمفهوم "التنوير" فهو جد مستبعد - إن لم أقل مستحيل - لأنه بلغة التحليل السيميائي تأويل anachronique (التنوير أو عصر الأنوار - بالإيطالية illuminismo - لم يعشه الغرب إلا في غضون القرن الثامن عشر في مهده بانجلترا و رشده في فرنسا كانط و فولتير و غيرهما. في حين أن اللوحة التي أمامنا هي من نتاج مطلع القرن الخامس عشر عند بزوغ أول شعاع عصر النهضة الأوروبي).

      ومن هنا وصفت شطر تأويلك هذا بالمستحيل.

      يبدو أنك من محبي الفن لذلك سوف أكون سعيدا لو تشاركني بأفكارك طوال رحلتنا مع الفلاسفة الثلاثة.

      تحية و مودة.

      تعليق

      • نورالدين لعوطار
        أديب وكاتب
        • 06-04-2016
        • 712

        #4
        لعل الأمر يتعلق بالفلسفة "المشّائية" وهي فلسفة أريسطو " المشي والحديث الفلسفي.
        يمكن اعتبار شخصية أفلاطون هي الحاضرة في الصورة، فأفلاطون مزدوج أي يجتمع فيه سقراط وأفلاطون، فهو الذي رسم فلسفة سقراط، أو سقراط الذي بين أيدينا هو سقراط كما صوره أفلاطون، أمّا الذي يجعل ابن رشد حاضرا فهو نسخة ثانية من أريسطو، فهو من عرف الغرب بأريسطو من جديد بحكم انتمائه لأوروبا "الأندلس" وبحكم فهمه العميق لأريسطو.
        عرف ابن رشد بكونه فصل بين العقل والنقل فصلا حقيقيا. وقال أن البحث عن الحقيقة لها طريقان لا يجب الخلط بينهما، طريق الدين، وبه نستطيع مخاطبة العامة، ويرتكز على المثالات، و طريق الحكمة الذي أساسه البحث في العلل و توظيف القياس المضبوط. وجدل العقل والنقل حاضر بقوة في الفكر الاسلامي، ولعل ما فعله سقراط بفلسفة أفلاطون هو نفسه ما فعله ابن رشد بالفلسفة الإسلامية.
        فأرسطو جعل الفلسفة تعود إلى الأرض بعد أن وضعها أفلاطون في عالم المثل، واعتبر أن ما يوجد في الأرض ليس حقيقيا بل ما هو مثالي، وهذه الصور التي نواجهها مجرد تشويه للحقيقة، "كهف أفلاطون"، لذلك كان يرى أن الفيسوف المتأمل وحده قادر على إدراك الحقيقة، وهو المؤهل لممارسة القيادة، فالحقيقة عند أفلاطون توجد في عالم المثال الذي ينفتح في وجه الفيسلوف. "إشراق"
        أما أرسطو فيرى أن العقل الإنساني هو القادر على ملامسة الحقيقة وهو صفحة بيضاء في بدايته لكنه مع توالي الصور والمقارنه بينها يحصل على الكليات، ومن ثم يستكشف المعقولات المنطقية والفسفية، و يصل إلى العلل الأربع، ومن هنا فعالمنا الذي نوجد فيه هو المنطلق لتأسيس العقلنة التي هي عبارة عن قوانين، لذلك يرى أن الدولة يجب أن يحكمها القانون لا الفيلسوف.

        مجرد مداخلة في انتظار باقي عناصر الصورة

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #5
          "لعل الأمر يتعلق بالفلسفة "المشّائية" وهي فلسفة أريسطو " المشي والحديث الفلسفي."
          "سبقت العيد بنهار"، عزيزي لعوطار! أحسنت و برعت فهي بالفعل "المدرسة المشائية" التي ستشكل موضوع حلقة التأويل القادمة. سعيد جدا بحضورك معي هنا قصد تكميل المعلومات التي ‌أدرجها ضمن سياق حديتنا عن علاقة فلسفة الإغريق بنظيرتها عند المسلمين مع إبراز أوجه التشابه و الاختلاف.

          ولو أنني سأواصل عرض تحليل اللوحة، إلا أنني، كعادتي، أحبذ أن تقوم أنت و من معنا بطرح كل ما تجودون به في نفس السياق. وبدون إذن.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 22-02-2019, 21:53.

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
            ولعل ما فعله سقراط بفلسفة أفلاطون هو نفسه ما فعله ابن رشد بالفلسفة الإسلامية.
            مجرد مداخلة في انتظار باقي عناصر الصورة
            نور الدين، لعلك تقصد ما فعله أريسطو و ليس سقراط.
            ثم لو أمكن عد إلى تعليقك و قم بتعديل بعض المفردات كفلسفة عوض فسلفة و غيرها. نلتقي بعد قليل.

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              ما شأن هذه الجزئية؟

              ما شأن هذه الجزئية؟
              (تجدها في المرفقات)
              هذه جزئية من الصورة وهي اللوحة التي يحملها الشيخ الذي توهمتُه "ابن ميمون"، ما شأنها؟
              أليست لوحة من "القابالة"؟
              لي رأي في هذا المتصفح كله سأبديه لك إن ضمنت لي عدم الانفعال.
              تحياتي أخي محمد.

              الملفات المرفقة
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #8
                أهلا أخي حسين، بالفعل اللوحة تنطوي كلها على جزئيات تبدو للوهلة الأولى عادية جداً لكن ذات دلالات وأبعاد شائكة ومتشعبة. الجزئية التي أتيتنا بها اليوم سيتضح لنا شيء من سر معناها هي الأخرى حين نعود إلى أصل و فصل الرجل الثري الذي طلب اللوحة من الرسام Giorgione. لهذه الأسباب وغيرها وضعت اللوحة على أنها لغز وأردت مساهمة الجميع كي نصل جميعاً - بطريقة بيداغوجية حديثة و ترفيهية في نفس الوقت - إلى قراءة ما وراء الصور التي تعرض علينا كل يوم و نكشف بعض الخدع التي يتم تمريرها الفنان خصوصا أو الإعلام عموماً قصد خدمة فكرة أو معتقد ما. وهذا دورنا.

                المتصفح مفتوح كما تعلم، أخي حسين، اكتب ما شئت فما دام من توقيعك فأكيد سيكون رأيك ونحن كلنا نرحب بالآراء وإلا لسنا مثقفين. واعلم كما دائما تعلم على أن مبدئي هو أن المعرفة جماعية و ليست حصرية. تفضل الآن شاطرنا أفكارك و لا تنتظر. وعدم الانفعال مضمووووون وهذا أيضاً سبق لك أن شهدته مني في أكثر من موقف.

                أليس كذلك؟

                تعليق

                • الهويمل أبو فهد
                  مستشار أدبي
                  • 22-07-2011
                  • 1475

                  #9
                  أفضل مقال أكاديمي شامل عن اللوحة وعلاقتها بأعمال الفنان كلها لمؤرخ الفن مايكل باري (Michael Barry ) في كتاب:
                  Venice and the Islamic WORLD 828-1797 Milan 2007


                  عنوان المقال: "Renaissance Venice and her 'Moors,'” pp. 146-172" صدر بالانجليزية 2007، وصدرت النسخة الفرنسية قبلها، عام 2006

                  والرابط التالي فيديو المقال (محاضرة رائعة) بالانجليزية لعلها تعين السيد شهيد في معالجة الفلاسفة:

                  تعليق

                  • مصباح فوزي رشيد
                    يكتب
                    • 08-06-2015
                    • 1272

                    #10
                    كنت قد قصدت بالشاب ظهور عصر النهضة وليس التنوير كما أشرتُ إليه خطأً.
                    فيديو أماط اللّثام عن وجه غريب الأطوار الشاب الذي ولّى ظهره للرّمزين الذين خلفه .
                    جزيل الشكر الأستاذ الهويمل أبو فهد
                    على هذا الإسهام المفيد
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 18-12-2017, 06:04.
                    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                    تعليق

                    • الهويمل أبو فهد
                      مستشار أدبي
                      • 22-07-2011
                      • 1475

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
                      كنت قد قصدت بالشاب ظهور عصر النهضة وليس التنوير كما أشرتُ إليه خطأً.
                      فيديو أماط اللّثام عن وجه غريب الأطوار الشاب الذي ولّى ظهره للرّمزين الذين خلفه .
                      جزيل الشكر الأستاذ الهويمل أبو فهد
                      على هذا الإسهام المفيد
                      أهلا وسهلا أستاذ مصباح

                      كنت قرأت المقال قبل سنتين لكنني لم أعر الفلاسفة كثير اهتمام حينها. والمقال يختلف في تركيزه عن الفيديو. فالتركيز في المقال انصب على علاقة البندقية بالشرق الأوسط حيث يذكر أن بعض البندقيين كانوا يرسلون أطفالهم للعيش في حلب وبعض المدن العربية ليتعلموا اللغة حتى يتجاوزون مستقبلا الحاجة إلى الوسطاء التجاريين ويأمنون مكر الشركاء والعملاء. ما لفتني في الفيديو هو كثرة التواصل الشرقي بالغرب في فترة ما يسمى اليوم بـ(الحقبة الحديثة الأولى والتي تمتد من 1480 ألى 1660م). وكذلك أثار استغرابي، قرب نهاية الفيديو (1:20.41-1:22.23)، أن بايزيد بن مراد الثاني، أحد أخوة السلطان محمد الفاتح ، "تنصّر" ووعد البابا إنْ ساعدوه على الوصول إلى عرش السلطة العثمانية ليحوّلن الجميع إلى النصرانية ويحقق النبؤة النصرانية التي ترى أن الكون بأكمله سيعود إلى جادة الصواب نظر: دقيقة 27-28.37 ).

                      ولننتظر ما سيأتي به التحليل السيميائي حين يعود محمد شهيد من اجازته الاستجمامية

                      تحياتي

                      تعليق

                      • مصباح فوزي رشيد
                        يكتب
                        • 08-06-2015
                        • 1272

                        #12
                        بايزيد بن مراد الثاني، أحد أخوة السلطان محمد الفاتح ، "تنصّر"
                        وقد تكون أيضا دعاية مغرضة ولم لا
                        لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                          أفضل مقال أكاديمي شامل عن اللوحة وعلاقتها بأعمال الفنان كلها لمؤرخ الفن مايكل باري (Michael Barry ) في كتاب:
                          Venice and the Islamic WORLD 828-1797 Milan 2007


                          عنوان المقال: "Renaissance Venice and her 'Moors,'” pp. 146-172" صدر بالانجليزية 2007، وصدرت النسخة الفرنسية قبلها، عام 2006

                          والرابط التالي فيديو المقال (محاضرة رائعة) بالانجليزية لعلها تعين السيد شهيد في معالجة الفلاسفة:
                          نعم عزيزي أبو فهد، المحاضرة درست محتواها منذ سنوات و أعلم على أنها طرحت مجموعة من الأفكار التي أثثت لبناء السرد حول أسطورة اللوحة. لكن المحاضر مؤرخ للفن و متخصص في الفن الإسلامي على الخصوص وليس سيميائيا لذلك أقدم طرحاً مخالفاً نسبياًً. هذا من جهة المضمون. أما عن الشكل، فكان بوسعي أن أسرد مقالاً مفصلاً أنشره دفعة واحدة لكنني فضلت - كما جرت العادة - أن نخوض في التحليل بطريقة جديدة دينامية يتم بواسطتها فتح المجال لجميع المهتمين بالموضوع مثلك و مثل نور الدين و حسين و كما فعل مصباح و زياد و غيرنا. فنكون بذلك أسسنا لمشروع نقاش كل منا يدلو بدلوه حسب ما تيسر له من فهم للمادة المطروحة. فبهذه الطريقة أرى تنمية للحس النقدي وليس عن طريق الإلقاء الكلاسيكي.

                          وأنت مدرستنا النقدية ونحن طلاب في المدرسة.

                          تحياتي لك.

                          تعليق

                          • محمد شهيد
                            أديب وكاتب
                            • 24-01-2015
                            • 4295

                            #14
                            في هذه الخطوة يجرنا التحليل السيميائي للوحة "الفلاسفة الثلاثة" إلى الحديث عن "المدرسة المشائية". المرجو من أستاذي الصديق الهويمل أن يتفضل بتذكيرنا بأهم محطات الفكر الأرسطي من خلال تجربته داخل المؤسسة المذكورة. نكون لك شاكرين. و لو أمكن لعزيزي نور الدين أن يأتينا ببعض ما أوتي من معرفة حول المشائية و أرسطو.
                            سوف أتابع بعدكما إن شاء الله بالجانب السيميائي للوحة.

                            تحياتي للجميع.

                            تعليق

                            • نورالدين لعوطار
                              أديب وكاتب
                              • 06-04-2016
                              • 712

                              #15
                              المشائية هي فلسفة أريسطو

                              جوهرها المنطق
                              الجوهر، وهو غير قابل للتجزيء وهو ثابت
                              العرض متغير وهو مقولات الكم والكيف والوضع .....
                              العلل الأربع، العلة الفاعلة والصورة والمادة والغاية
                              المعقولات، الماهية والمعقولات المنطقية و المعقولات الفلسفية.

                              المشاؤون الإسلاميون أبرزهم ابن رشد وهناك من يعتبر الفرابي وابن سينا من المشائيين رغم أنهم خلطوا بين الحكيمين أفلاطون وأريسطو وطعموا فلسفتهم بالأفلوطينية المحدثة التي تشبعت بالهرمسية "نظرية الفيض" أو الفلسفة الإشراقية
                              المشاؤون الأوربيون أهمهم توما الأكويني

                              لا تزال المشائية فاعلة في بلداننا حيث نجد الجابري أقرب إلى ابن رشد في جوهره حين درس العقل العربي، وحدّد أنظمته، عرفان وبيان وبرهان، فرأى العرفان نوعا من الهلوسة، والبيان عقل ذري لغوي يحكمه اللفظ أكثر من المعنى ويعمل بالقياس الناقص وإن كان أعظم منزلة من العرفان، وأشاد بالعقل البرهاني الذي فشل في إيجاد موطئ قدم حقيقية في الحضارة الإسلامية التي تقاسمها النظامان المعرفيان البياني والعرفاني.
                              لكسر شوكة مشروع الجابري أسس طه عبد الرحمان مشروعا مخالفا وقسم العقل إلى ثلاثة منازل
                              العقل المجرد " البرهان" وهو المنزلة السفلى كابن رشد، ثم العقل المسدّد "العقل البياني" وهو متوسط لكنه ظاهري يركز على الظاهر بدل الباطن واللفظ بدل المعنى " ظاهري هنا كابن حزم وابن تيمية، و العقل المؤيد وهو أعظم منزلة عنده وهو العقل العرفاني الذي نصله عن طريق التزكية، "تجربة الغزالي" مع كثير من التوابل اللفظية كالعقل المتكوثر المبدع.
                              ولا تزال جدلية العقل والنقل سارية فينا رغم أن مشروع توما قوضه هيكل بالتحديد وجاءت الفلسفات المعاصرة لتقوض مشروع العقلانية الكانتية والهيكيلية والفلسفات النسقية عموما انطلاقا من فلسفة نيتشه.
                              رغم وجود بعض جيوب المقاومة كما عند هابرماس وتشومسكي و صديقك سورل.

                              مداخلة بسيطة

                              تحية
                              التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين لعوطار; الساعة 14-02-2018, 01:03.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X