شقيف الشقفاوي
من روايتي 34 (عائد من الظل )
غادرت النوارس بحيرة ملالة و تفرقت على القمم المجاورة ، و اتخذت المغارات و الكهوف مأوى لها ، و لم يبقى على ضفافها سوى الضفادع و الجرذان التى تصطاد في المياه العكرة ، كان بوشليح و الوهاب و مسعود الطويهري و بن سويعد قد ألفوا العيش بين جدران الأكواخ الطينية المتناثرة على سفح جبل لعراكب ، يترصدون أعراض الأهالي و أموالهم بغطاء الجهاد ، و التعرض للمدنيين بحجة محاربة الاستعمار ، تذكر النمس الليلة الظلماء حين قدم الوهاب إلى بيته بحجة أخذ حصانه الأدهم في مهام سرية و بتكليف من الجبهة كما ادعى ، و لما رآه غاشما و حقودا و استعصى على الانصراف ، انصاع له و سلمه السرج و اللجام ثم هم عائدا
قال النمس بلهجته المعهودة و هو ينقر أحجار الدومينو:
_ لو عاش الوهاب إلى الاستقلال لنغص علينا عيشنا ، لكن الله عظيم اختصر له ذنوبه ، فاستفاد أقاربه من منح الجهاد و امتيازاته
فتح بوخن فمه و هو معجب بشجاعة النمس و قدرته على تحديهم في قول الحقيقة ، خصوصا والظروف الأمنية صعبة و محرجة ، و لا أحد يضمن أنفاسه للحظة قصيرة ثم مد رجله تحت الطاولة و نكز النمس ، و تاه في الظل
كان عمي بوخميس يتقدم كتيبة أولاد علال بصدره العاري ، و يقبض على الرشاش بقبضة من فولاذ ، لم يكن يتوقع أن جيش الاحتلال قدم من أربع جهات ، من الشقفة و الطاهير و من الشحنة و برج الطهر ، رغم ذلك تقدم في عمق العدو و أسكن الرعب في قلوب أفراده ، و استشهد في ريعان شبابه تاركا ابنه و عمره لا يتجاوز السبعة أيام ، و ترك جبل لعراكب لبوشليح و أمثاله يعبثون في شرف الأهالي باسم الجهاد
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
من روايتي 34 (عائد من الظل )
غادرت النوارس بحيرة ملالة و تفرقت على القمم المجاورة ، و اتخذت المغارات و الكهوف مأوى لها ، و لم يبقى على ضفافها سوى الضفادع و الجرذان التى تصطاد في المياه العكرة ، كان بوشليح و الوهاب و مسعود الطويهري و بن سويعد قد ألفوا العيش بين جدران الأكواخ الطينية المتناثرة على سفح جبل لعراكب ، يترصدون أعراض الأهالي و أموالهم بغطاء الجهاد ، و التعرض للمدنيين بحجة محاربة الاستعمار ، تذكر النمس الليلة الظلماء حين قدم الوهاب إلى بيته بحجة أخذ حصانه الأدهم في مهام سرية و بتكليف من الجبهة كما ادعى ، و لما رآه غاشما و حقودا و استعصى على الانصراف ، انصاع له و سلمه السرج و اللجام ثم هم عائدا
قال النمس بلهجته المعهودة و هو ينقر أحجار الدومينو:
_ لو عاش الوهاب إلى الاستقلال لنغص علينا عيشنا ، لكن الله عظيم اختصر له ذنوبه ، فاستفاد أقاربه من منح الجهاد و امتيازاته
فتح بوخن فمه و هو معجب بشجاعة النمس و قدرته على تحديهم في قول الحقيقة ، خصوصا والظروف الأمنية صعبة و محرجة ، و لا أحد يضمن أنفاسه للحظة قصيرة ثم مد رجله تحت الطاولة و نكز النمس ، و تاه في الظل
كان عمي بوخميس يتقدم كتيبة أولاد علال بصدره العاري ، و يقبض على الرشاش بقبضة من فولاذ ، لم يكن يتوقع أن جيش الاحتلال قدم من أربع جهات ، من الشقفة و الطاهير و من الشحنة و برج الطهر ، رغم ذلك تقدم في عمق العدو و أسكن الرعب في قلوب أفراده ، و استشهد في ريعان شبابه تاركا ابنه و عمره لا يتجاوز السبعة أيام ، و ترك جبل لعراكب لبوشليح و أمثاله يعبثون في شرف الأهالي باسم الجهاد
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
تعليق