استطرادا في الحديث عن نشأة الفكر و عواقب المفكرين و تعقيباً على ماورد في المداخلة #23 لصديقنا حسن لشهب:
يعتبر Jules Ferry واحدا من أبرز رجالات التربية و السياسة في فرنسا القرن التاسع عشر. بحيث شغل لعدة مرات منصاب عالية في الدولة تارة كوزير التربية و الفنون و تارة كبرلماني لامع وصل إلى أن أصبح أبرز عمدة في البلد (عمدة باريس) و انتهى به التسلق المنصبي أن تربع على كرسي رئاسة السينا Senat الفرنسي. و ليس هذا فحسب، بل اقترن اسمه بالمعارضة الشديدة للامبراطورية (نابليون) إلى أن تم إسقاطها في 1870 فكان من بين أعضاء الحكومة المؤقتة؛ و صار رمزا للجمهورية حتى لقب ب (أب الجمهورية) و كان أول من طالب بالتعليم الإجباري المجاني...رجل بهذا الحجم الفكري و الحنكة السياسية كان كذلك من أشد المنظرين لعمليات التوسع الفرنسي الاستعماري و تعد خطاباته أمام البرلمان آنذاك من كنوز التحف الخطابي التي تحتفظ بها خزانة البرلمان إلى اليوم على أنها مفخرة الذاكرة الجماعية (وليست وصمة عار على الفرنسيين).
شجع Jules Ferry على الاستعمار (شمال افريقيا و مناطق الأندونشين الفرنسية indochine française/الهند الصينية) مبرزا أهمية الاستعمار لتنشيط الاقتصاد الفرنسي و لتفعيل السياسة الخارجية و لضمان الهيمنة الاستراتيجية للفرنسيين. و اعتمد في خطاباته التحريضية على تحريك النزعة الاستعلائية (كتلك التي أتى به النازيون و لا أرى فرقا بينهما)
و لو أتذكر جيدا (سأعود إلى خزانتي الشخصية لأنقل النص الحرفي من إحدى المراجع عندي)، فإنني أعتقد أنه ضمّن حماساته الخطابية المشجعة للاستعمار شيئا من قبيل: "الأفارقة شعوب خلقت من أجل أن نستعمرها؛ ففي استعمارنا لها تطوير لعقول ساكنيها"
(هل يعود بنا إلى نفطة البدء: عقول النُغَيْر؟)
حقيقة يقف العقل حائرا أمام هذا الطرح العنصري الذي أنتجه كبار المفكرين الغرب: بدأ بالفكر و تحقق بالحركة الفعلية المؤداة للشتات والدمار و الاستعباد.
مقارنة مع بعض مفكري العرب و الإسلام: كل من اطلع على مقدمة ابن خلدون مثلاً سيجد أنه من أوائل من دافع عن السود و طرد الأفكار العنصرية التي اعتمدها المؤرخون من قبله وماطالهم من استخفاف بأحلامهم كتفسير شائع لدوام نشاط أجسامهم).
من جملة ما يقول Jules Ferry في إحدى خطاباته أمام البرلمان:
أمتنا العظيمة لا يمكن أن يتحقق لها الإشعاع الذي يليق بها دون أن تتحرك لغزو إفريقيا و الشرق؛ فإذا كنا نعتقد أن الاستعمار فخ أو مغامرة، فإننا سنهوي بدولتنا إلى مرتبة الدرجة الثالثة أو الرابعة...ولا أحد يرغب منا في ذلك..."
Rayonner sans agir, sans se mêler aux affaires du monde, en se tenant à l'écart de toutes les combinaisons européennes, en regardant comme un piège, comme une aventure, toute expansion vers l'Afrique ou vers l'Orient, vivre de cette sorte, pour une grande nation, croyez-le bien, c'est abdiquer, et dans un temps plus court que vous ne pouvez le croire, c'est descendre du premier rang au troisième ou au quatrième. (Nouvelles interruptions sur les mêmes bancs. - Très bien ! très bien ! au centre.) Je ne puis pas, messieurs, et personne, j'imagine, ne peut envisager une pareille destinée pour notre pays.
Il faut que notre pays se mette en mesure de faire ce que font tous les autres, et, puisque la politique d'expansion coloniale est le mobile général qui emporte à l'heure qu'il est toutes les puissances européennes, il faut qu'il en prenne son parti, autrement il arrivera... oh ! pas à nous qui ne verrons pas ces choses, mais à nos fils et à nos petits-fils ! il arrivera ce qui est advenu à d'autres nations qui ont joué un très grand rôle il y a trois siècles, et qui se trouvent aujourd'hui, quelque puissantes, quelque grandes qu'elles aient été descendues au troisième ou au quatrième rang.)
يعتبر Jules Ferry واحدا من أبرز رجالات التربية و السياسة في فرنسا القرن التاسع عشر. بحيث شغل لعدة مرات منصاب عالية في الدولة تارة كوزير التربية و الفنون و تارة كبرلماني لامع وصل إلى أن أصبح أبرز عمدة في البلد (عمدة باريس) و انتهى به التسلق المنصبي أن تربع على كرسي رئاسة السينا Senat الفرنسي. و ليس هذا فحسب، بل اقترن اسمه بالمعارضة الشديدة للامبراطورية (نابليون) إلى أن تم إسقاطها في 1870 فكان من بين أعضاء الحكومة المؤقتة؛ و صار رمزا للجمهورية حتى لقب ب (أب الجمهورية) و كان أول من طالب بالتعليم الإجباري المجاني...رجل بهذا الحجم الفكري و الحنكة السياسية كان كذلك من أشد المنظرين لعمليات التوسع الفرنسي الاستعماري و تعد خطاباته أمام البرلمان آنذاك من كنوز التحف الخطابي التي تحتفظ بها خزانة البرلمان إلى اليوم على أنها مفخرة الذاكرة الجماعية (وليست وصمة عار على الفرنسيين).
شجع Jules Ferry على الاستعمار (شمال افريقيا و مناطق الأندونشين الفرنسية indochine française/الهند الصينية) مبرزا أهمية الاستعمار لتنشيط الاقتصاد الفرنسي و لتفعيل السياسة الخارجية و لضمان الهيمنة الاستراتيجية للفرنسيين. و اعتمد في خطاباته التحريضية على تحريك النزعة الاستعلائية (كتلك التي أتى به النازيون و لا أرى فرقا بينهما)
و لو أتذكر جيدا (سأعود إلى خزانتي الشخصية لأنقل النص الحرفي من إحدى المراجع عندي)، فإنني أعتقد أنه ضمّن حماساته الخطابية المشجعة للاستعمار شيئا من قبيل: "الأفارقة شعوب خلقت من أجل أن نستعمرها؛ ففي استعمارنا لها تطوير لعقول ساكنيها"
(هل يعود بنا إلى نفطة البدء: عقول النُغَيْر؟)
حقيقة يقف العقل حائرا أمام هذا الطرح العنصري الذي أنتجه كبار المفكرين الغرب: بدأ بالفكر و تحقق بالحركة الفعلية المؤداة للشتات والدمار و الاستعباد.
مقارنة مع بعض مفكري العرب و الإسلام: كل من اطلع على مقدمة ابن خلدون مثلاً سيجد أنه من أوائل من دافع عن السود و طرد الأفكار العنصرية التي اعتمدها المؤرخون من قبله وماطالهم من استخفاف بأحلامهم كتفسير شائع لدوام نشاط أجسامهم).
من جملة ما يقول Jules Ferry في إحدى خطاباته أمام البرلمان:
أمتنا العظيمة لا يمكن أن يتحقق لها الإشعاع الذي يليق بها دون أن تتحرك لغزو إفريقيا و الشرق؛ فإذا كنا نعتقد أن الاستعمار فخ أو مغامرة، فإننا سنهوي بدولتنا إلى مرتبة الدرجة الثالثة أو الرابعة...ولا أحد يرغب منا في ذلك..."
Rayonner sans agir, sans se mêler aux affaires du monde, en se tenant à l'écart de toutes les combinaisons européennes, en regardant comme un piège, comme une aventure, toute expansion vers l'Afrique ou vers l'Orient, vivre de cette sorte, pour une grande nation, croyez-le bien, c'est abdiquer, et dans un temps plus court que vous ne pouvez le croire, c'est descendre du premier rang au troisième ou au quatrième. (Nouvelles interruptions sur les mêmes bancs. - Très bien ! très bien ! au centre.) Je ne puis pas, messieurs, et personne, j'imagine, ne peut envisager une pareille destinée pour notre pays.
Il faut que notre pays se mette en mesure de faire ce que font tous les autres, et, puisque la politique d'expansion coloniale est le mobile général qui emporte à l'heure qu'il est toutes les puissances européennes, il faut qu'il en prenne son parti, autrement il arrivera... oh ! pas à nous qui ne verrons pas ces choses, mais à nos fils et à nos petits-fils ! il arrivera ce qui est advenu à d'autres nations qui ont joué un très grand rôle il y a trois siècles, et qui se trouvent aujourd'hui, quelque puissantes, quelque grandes qu'elles aient été descendues au troisième ou au quatrième rang.)
تعليق