بلا عنوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #31
    استطرادا في الحديث عن نشأة الفكر و عواقب المفكرين و تعقيباً على ماورد في المداخلة #23 لصديقنا حسن لشهب:

    يعتبر Jules Ferry واحدا من أبرز رجالات التربية و السياسة في فرنسا القرن التاسع عشر. بحيث شغل لعدة مرات منصاب عالية في الدولة تارة كوزير التربية و الفنون و تارة كبرلماني لامع وصل إلى أن أصبح أبرز عمدة في البلد (عمدة باريس) و انتهى به التسلق المنصبي أن تربع على كرسي رئاسة السينا Senat الفرنسي. و ليس هذا فحسب، بل اقترن اسمه بالمعارضة الشديدة للامبراطورية (نابليون) إلى أن تم إسقاطها في 1870 فكان من بين أعضاء الحكومة المؤقتة؛ و صار رمزا للجمهورية حتى لقب ب (أب الجمهورية) و كان أول من طالب بالتعليم الإجباري المجاني...رجل بهذا الحجم الفكري و الحنكة السياسية كان كذلك من أشد المنظرين لعمليات التوسع الفرنسي الاستعماري و تعد خطاباته أمام البرلمان آنذاك من كنوز التحف الخطابي التي تحتفظ بها خزانة البرلمان إلى اليوم على أنها مفخرة الذاكرة الجماعية (وليست وصمة عار على الفرنسيين).
    شجع Jules Ferry على الاستعمار (شمال افريقيا و مناطق الأندونشين الفرنسية indochine française/الهند الصينية) مبرزا أهمية الاستعمار لتنشيط الاقتصاد الفرنسي و لتفعيل السياسة الخارجية و لضمان الهيمنة الاستراتيجية للفرنسيين. و اعتمد في خطاباته التحريضية على تحريك النزعة الاستعلائية (كتلك التي أتى به النازيون و لا أرى فرقا بينهما)

    و لو أتذكر جيدا (سأعود إلى خزانتي الشخصية لأنقل النص الحرفي من إحدى المراجع عندي)، فإنني أعتقد أنه ضمّن حماساته الخطابية المشجعة للاستعمار شيئا من قبيل: "الأفارقة شعوب خلقت من أجل أن نستعمرها؛ ففي استعمارنا لها تطوير لعقول ساكنيها"

    (هل يعود بنا إلى نفطة البدء: عقول النُغَيْر؟)

    حقيقة يقف العقل حائرا أمام هذا الطرح العنصري الذي أنتجه كبار المفكرين الغرب: بدأ بالفكر و تحقق بالحركة الفعلية المؤداة للشتات والدمار و الاستعباد.
    مقارنة مع بعض مفكري العرب و الإسلام: كل من اطلع على مقدمة ابن خلدون مثلاً سيجد أنه من أوائل من دافع عن السود و طرد الأفكار العنصرية التي اعتمدها المؤرخون من قبله وماطالهم من استخفاف بأحلامهم كتفسير شائع لدوام نشاط أجسامهم).


    من جملة ما يقول Jules Ferry في إحدى خطاباته أمام البرلمان:
    أمتنا العظيمة لا يمكن أن يتحقق لها الإشعاع الذي يليق بها دون أن تتحرك لغزو إفريقيا و الشرق؛ فإذا كنا نعتقد أن الاستعمار فخ أو مغامرة، فإننا سنهوي بدولتنا إلى مرتبة الدرجة الثالثة أو الرابعة...ولا أحد يرغب منا في ذلك..."


    Rayonner sans agir, sans se mêler aux affaires du monde, en se tenant à l'écart de toutes les combinaisons européennes, en regardant comme un piège, comme une aventure, toute expansion vers l'Afrique ou vers l'Orient, vivre de cette sorte, pour une grande nation, croyez-le bien, c'est abdiquer, et dans un temps plus court que vous ne pouvez le croire, c'est descendre du premier rang au troisième ou au quatrième. (Nouvelles interruptions sur les mêmes bancs. - Très bien ! très bien ! au centre.) Je ne puis pas, messieurs, et personne, j'imagine, ne peut envisager une pareille destinée pour notre pays.
    Il faut que notre pays se mette en mesure de faire ce que font tous les autres, et, puisque la politique d'expansion coloniale est le mobile général qui emporte à l'heure qu'il est toutes les puissances européennes, il faut qu'il en prenne son parti, autrement il arrivera... oh ! pas à nous qui ne verrons pas ces choses, mais à nos fils et à nos petits-fils ! il arrivera ce qui est advenu à d'autres nations qui ont joué un très grand rôle il y a trois siècles, et qui se trouvent aujourd'hui, quelque puissantes, quelque grandes qu'elles aient été descendues au troisième ou au quatrième rang.)
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 19-05-2019, 18:12.

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
      ولكما خالص محبتي واحترامي
      ولك الشكر و الامتنان
      اطلعت على مداخلتك بخصوص الجمالية و سأتمم، إن تيسر، ماجاء فيها من جمال..

      تقديري
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 19-05-2019, 17:38.

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #33
        سلام عليكما ورحمة منه تعالى وبركات.
        أعترف هنا أنني ربما لم أتبين بوضوح مؤدى السؤال الذي طرح في ثنايا النقاش وهو من أين نبدأ ؟ فهل المقصود هو هل نملك علوما وفلسفة أم أننا تابعون لما أنتجه الآخرون ؟ وما قيمة ودور الترجمة في إحداث المثاقفة والتفاعل مع الآخر ؟
        هو سؤال عام وملغوم جدا ، فهل المستهدف هو من أين نبدأ لفهم علاقتنا في الماضي مع الآخر ؟
        أم المقصود هو من أين نبدأ لبناء ثقافة ترفع من قيمة الإنسان ونزوعه نحو الحرية والانعتاق و تستجيب للعصر المتميز بهيمنة التكنولوجيا و السيبرنطيقا عصر تتسيده الآلة ويضيع فيه الإنسان.؟
        لابد من ضبط الإشكال حتى لا تكون المناقشة بلا تحديد

        تحياتي
        التعديل الأخير تم بواسطة حسن لشهب; الساعة 19-05-2019, 18:29.

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #34
          أستاذ شهيد والأستاذ لشهب
          صباح الخير ومساء الخير
          استمتعت بما جدتما به وسأقول إن شاء الله
          والمأثور عن أفلاطون هناك قولان: قول الحكماء و قول غير الحكماء
          الأول يقول لأن لديه ما يقول. والثاني يقول لأن عليه أن يقول (وأنا من هذا النوع)
          “Wise men speak because they have something to say; fools because they have to say something.”
          لكن الرقن يقتضيني بعض الوقت.
          تحياتي للجميع

          تعليق

          • الهويمل أبو فهد
            مستشار أدبي
            • 22-07-2011
            • 1475

            #35
            السؤال من أين نبدأ جاء بمعرض الإشكال اللساني وصعوبة البداية سواء في طرح فلسفي مثل الجمال والموضوعة أو ما يستجد. كان سؤال استنكاري اكثر منه واقعي أو هادف
            لكن ربما علينا تقنين القضية وتحديدها.
            تحياتي

            تعليق

            • محمد شهيد
              أديب وكاتب
              • 24-01-2015
              • 4295

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
              أستاذ شهيد والأستاذ لشهب
              صباح الخير ومساء الخير
              استمتعت بما جدتما به وسأقول إن شاء الله
              والمأثور عن أفلاطون هناك قولان: قول الحكماء و قول غير الحكماء
              الأول يقول لأن لديه ما يقول. والثاني يقول لأن عليه أن يقول (وأنا من هذا النوع)
              “Wise men speak because they have something to say; fools because they have to say something.”
              لكن الرقن يقتضيني بعض الوقت.
              تحياتي للجميع
              حفظ الله لك صحة البدن و سلامة العقل. أعلم أن الترقين يتطلب وقتا و صبرا و طاقة...و عشمي في أن يكون جهدك مثمراً ينفع الناس و بالأجر ان شاء الله ثواباً لك لسعيك الحميد.

              سامحني إن أقحمتك في كل هذا.

              مودتي

              خطرت ببالي مسألة الترقين: هل حاولت عملية التلقين باستعمال voice recognition او الديكتافون من جهازك؟ تملي عليه وهو يرقن ممانك ثم تقوم فقط ببعض التعديلات للكلمات التي لا يستوعبها. أقول هذا ولست أدري هل هذه التقني متاحة بالعربية كما هو الشأن بالنسبة للفرنسية والانجليزية...ستسهل عليك عملية التواصل و النقاش لامحالة.
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 19-05-2019, 23:14.

              تعليق

              • حسن لشهب
                أديب وكاتب
                • 10-08-2014
                • 654

                #37
                انطلاقا من تحديد أستاذنا أبو فهد وما تفضل به الأستاذ شهيد أقول.

                لا شك أن كل لغة هي بمثابة مرآة تعكس ثقافة مجتمعها، حاملة لأفكاره وتصوراته ومعتقداته وآماله ومطامحه وناقلة لتراثه ….
                ومعلوم أيضا أن اللغة نظام من العلامات اللسانية بواسطتها يحقق الناس أغراضهم ، تساير تطور المجتمع وتحولات التاريخ والطبيعة والإنسان.
                بناء على هذه المنطلقات نستطيع الجزم بأن لا فضل للغة على أخرى وأن ما نلحظه من اختلاف على مستوى حضور وهيمنة وقوة لغة ما لا يعود بالضرورة إلى نظام هذه اللغة بقدر ما تفسره عوامل أخرى سياسية اقتصادية عسكرية الخ
                ولا أدل على ذلك من كون اللغة العربية كانت رائدة أيام قوة العالم العربي وحضارته وعنها كانت تنقل لغات أخرى وتترجم.فلا ضير إن فعلنا ذلك اليوم ولا يجب أن يشعرنا بنقص أو تبعية ، إذ يمكننا أن ننقل عن الغرب وفق استراتيجية وأهداف واضحة خدمة لمقتضيات وشروط نمونا العلمي والحضاري.
                ولا نعدم في هذا الشأن الخبرة والرؤية الاستشرافية لما نرومه ونبتغيه مستقبليا.
                قد تواجه المترجم بعض الصعوبات ، لكن الذكاء والإبداع كفيل بتجاوز كل العراقيل والصعوبات ، لسانية كانت أو معرفية وهلم جرا .
                فليس خافيا عليكم أن الترجمة على مستوى الشبكة العنكبوتية وحدها تحرك عشرات ملايين من الدولارات في كل نواحي المعرفة علمية كانت أو غير علمية. ولا نأخذ من ذلك إلا الفتات بمبررات واهية أحيانا لا تخدم العلم والمعرفة التي نحتاجها.
                وغني عن البيان أن العربية بطبيعتها لغة طيعة في تركيبها الفونولوجي والدلالي لدرجة نستشعر معها أنها قادرة على استيعاب كل شيء .وحين يعوزنا الحل نعول على تبييئ الكلمات بالحفاظ على تركيبها الأصلي مثل التليفون وما شابه أو بأساليب أخرى غير خافية عن خبراء اللغة.
                فالمشكلة ليست في طبيعة اللغة بقدر ما هي شديدة الارتباط بالمشروع التنموي والمجتمعي الغائب لدى الأنظمة الحاكمة .
                أي مستقبل نريد وأية مشاريع اقتصادية وووو
                وحتى إن وجدت الدول مصادر للاستثمار وتمويل المشاريع فالعنصر الغائب في تصورها الاستراتيجي هو الانسان، نحن نستثمر في كل شيء ولكننا نغيب الاستثمار في العلم والفن والإنسان.
                تلك هي المشكلة.
                That is the question.
                وللحديث بقية

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #38
                  وحتى إن وجدت الدول مصادر للاستثمار وتمويل المشاريع فالعنصر الغائب في تصورها الاستراتيجي هو الانسان، نحن نستثمر في كل شيء ولكننا نغيب الاستثمار في العلم والفن والإنسان.
                  تلك هي المشكلة.
                  That is the question.
                  هنا بالذات "كعب أخيل"!
                  ممتاز.
                  نواصل

                  تعليق

                  • الهويمل أبو فهد
                    مستشار أدبي
                    • 22-07-2011
                    • 1475

                    #39
                    مشاركتي ملوّنة

                    المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
                    لا شك أن كل لغة هي بمثابة مرآة تعكس ثقافة مجتمعها، حاملة لأفكاره وتصوراته ومعتقداته وآماله ومطامحه وناقلة لتراثه ….
                    ومعلوم أيضا أن اللغة نظام من العلامات اللسانية بواسطتها يحقق الناس أغراضهم ، تساير تطور المجتمع وتحولات التاريخ والطبيعة والإنسان.

                    نعم، هذا تعريف يكاد أن يكون جامعا مانعا. وهو خارطة طريق عملية مناسبة في هذه البداية. وربما نقبل، في هذه المرحلة، اللغة بوصفها (مرآة) لأنني أعلم أنك لا تقصد بها ما تستدعيه صورة المرآة. ودليلي تتمة العبارة (حاملة ... ناقلة ...). اللغة وعاء. ومع شيء من التهيئة والتمهيد الأولي، ربما الأصح هي الذاكرة الحقيقية التي بها نقيس مدى التحولات أو التطور سواء كان تطورا اجتماعيا أو سياسيا أو فكريا أو مهنيا أو ما شئت. وحين نقول (تعكس ثقافة مجتمعها) كم من العرب يدرك ما تعنيه ("ثقافة" بوصفها ترجمة لكل ما هو "غير طبيعي" ويمارسه عمليا مجتمع ما)؟ المعجم لا يفيد كثيرا، ثم مَنْ مِن العرب قبل ثورة الاتصالات يستطيع االرجوع إلى لسان العرب؟ تحولاتنا كلها قفزات في فراغ لا تؤسسها ثقافة "تطور". وأكاد أجزم أن "العداء" الذي صاحب كل جديد (وقد أتى بالتأكيد من الغرب) يعود إلى كونه قفزة مفاجئة. الآن مع ثورة الاتصالات والعولمة ستحصل قطيعة تامة مع الموروث القريب دعك من القديم (ربما الوضع في المشرق أكثر حدّة منه في المغرب). حتى المجامع اللغوية لم تلعب دورا ذا بال. وإذا كانت اللغة هي الوعاء الحافظ، سنجد في هذه الذاكرة فراغات تشبه داء "الزهايمر"، يعكس الفشل المؤسساتي والفردي.

                    بناء على هذه المنطلقات نستطيع الجزم بأن لا فضل للغة على أخرى وأن ما نلحظه من اختلاف على مستوى حضور وهيمنة وقوة لغة ما لا يعود بالضرورة إلى نظام هذه اللغة بقدر ما تفسره عوامل أخرى سياسية اقتصادية عسكرية الخ
                    ولا أدل على ذلك من كون اللغة العربية كانت رائدة أيام قوة العالم العربي وحضارته وعنها كانت تنقل لغات أخرى وتترجم. فلا ضير إن فعلنا ذلك اليوم ولا يجب أن يشعرنا بنقص أو تبعية ، إذ يمكننا أن ننقل عن الغرب وفق استراتيجية وأهداف واضحة خدمة لمقتضيات وشروط نمونا العلمي والحضاري.

                    لا اعتراض. كانت اللغة العربية رائدة.

                    ولا نعدم في هذا الشأن الخبرة والرؤية الاستشرافية لما نرومه ونبتغيه مستقبليا
                    .
                    قد تواجه المترجم بعض الصعوبات ، لكن الذكاء والإبداع كفيل بتجاوز كل العراقيل والصعوبات ، لسانية كانت أو معرفية وهلم جرا .
                    فليس خافيا عليكم أن الترجمة على مستوى الشبكة العنكبوتية وحدها تحرك عشرات ملايين من الدولارات في كل نواحي المعرفة علمية كانت أو غير علمية. ولا نأخذ من ذلك إلا الفتات بمبررات واهية أحيانا لا تخدم العلم والمعرفة التي نحتاجها.
                    وغني عن البيان أن العربية بطبيعتها لغة طيعة في تركيبها الفونولوجي والدلالي لدرجة نستشعر معها أنها قادرة على استيعاب كل شيء .وحين يعوزنا الحل نعول على تبييئ الكلمات بالحفاظ على تركيبها الأصلي مثل التليفون وما شابه أو بأساليب أخرى غير خافية عن خبراء اللغة.
                    فالمشكلة ليست في طبيعة اللغة بقدر ما هي شديدة الارتباط بالمشروع التنموي والمجتمعي الغائب لدى الأنظمة الحاكمة.
                    أي مستقبل نريد وأية مشاريع اقتصادية وووو

                    وكل ما أوردته أعلاه جميل في مستوى التبادلية (pragmatics) (النفعية).

                    وحتى إن وجدت الدول مصادر للاستثمار وتمويل المشاريع فالعنصر الغائب في تصورها الاستراتيجي هو الانسان، نحن نستثمر في كل شيء ولكننا نغيب الاستثمار في العلم والفن والإنسان
                    .
                    تلك هي المشكلة.
                    That is the question.

                    هذه قضية وجود وقضية الوجود الكل يعرف مآلها حتى الوجود الافتراضي. والأستاذ شهيد يراها كعب أخيل. الشيخ هملت لم يكن بوعيه، يستقي معلوماته من أشباح، وعند لحظة اليأس أوصى بملكه لغيره. أبو البقاء الرندي رثى، وعندي هو أوفى حكمة منه، ربما للغة دور.

                    وللحديث بقية



                    انطلاقا من حقيقة اللغة، وهي وعاء تقافي، والثقافة تجمع هائل يخص لغة ونشاط أهلها، كيف يمكن أن نترجمها؟ هل "موضوعية" الغربية هي نفسها الموضوعية العربية؟ هل تم تطهيرها من عوالقها الأصلية، تعقيمها وعقمها؟ وما هو حقلها الدلالي العربي؟ أظن أن "ذوق" وردت في إحدى المشاركات ويبدو أنها ترجمة "taste". وأصلها الغربي ينطوي على "السم"، فالمتذوق هو متذوق طعام الملك قبله للتأكد من سلامة الطعام. فمن الذوق ما قتل. أما موضع وموضوع فإلى وقت آخر.

                    وتحياتي للجميع.

                    تعليق

                    • حسن لشهب
                      أديب وكاتب
                      • 10-08-2014
                      • 654

                      #40
                      "ما معنى أن نتحدث عن (الموضوعية/ positivism) أو عن (الجمال/ aesthetics) بمفردات عربية."
                      أستاذي المحترم أبو فهد.
                      مداخلة سابقة شملت الحديث عن المذهب الوضعي عند أوجست كونط ، لكن ما انتبهت إليه في مداخلتك السابقة أنك تتحدث عن الموضوعية كترجمة لكلمةobjectivité , الفرنسية و objectivity بالأنجليزية .
                      ومعلوم أن بين الموضوعية والوضعية انفصال واتصال.
                      انفصال من حيث أن كلمة موضوعية تحيل إلى الفصل بين الذات العارفة وموضوع المعرفة وبعبارة أخرى إلغاء تأثير الاعتبارات الذاتية في الموضوع والتزام الحياد إزاءه وبناء على ذلك يعرف الموضوع بوصفه كل ما كان موجودا أمام الذات ومستقلا عنها ويشكل موضوعا للتأمل والتفكير ) وذلك هو العمود الفقري الذي يقوم عليه المنهج العلمي ( التجريبي) كما نظر له الرواد إبان استقلال العلوم عن الفلسفة انطلاقا من القرن 16.
                      ومن باب شمولية المفهوم نجده يشمل كل المواقف التي تستدعي من الإنسان الموضوعية في إصدار الأحكام أيا كان نوعها.
                      أما اتصالها بالوضعية فيتجلى من خلا تبني المذهب الوضعي لشعار العلم في صيغته التجريبية وبالتالي اعتماد مفاهيمه التي يرتكز عليها كالموضوعية والحتمية والملاحظة والتجربة .. إلخ
                      هذه في عجالة تحديدات مختصرة لمفهوم الموضوعية.
                      يبقى التساؤل عن الفرق بين الموضوعية في اللغة العربية واللغات الأخرى .ربما لديكم بعض الملاحظات التي قد توضح مرادكم من التساؤل.
                      نهاركم طيب سعيد.
                      تحياتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة حسن لشهب; الساعة 20-05-2019, 09:04.

                      تعليق

                      • الهويمل أبو فهد
                        مستشار أدبي
                        • 22-07-2011
                        • 1475

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
                        "ما معنى أن نتحدث عن (الموضوعية/ positivism) أو عن (الجمال/ aesthetics) بمفردات عربية."
                        أستاذي المحترم أبو فهد.
                        مداخلة سابقة شملت الحديث عن المذهب الوضعي عند أوجست كونط ، لكن ما انتبهت إليه في مداخلتك السابقة أنك تتحدث عن الموضوعية كترجمة لكلمةobjectivité , الفرنسية و objectivity بالأنجليزية .
                        ومعلوم أن بين الموضوعية والوضعية انفصال واتصال.
                        انفصال من حيث أن كلمة موضوعية تحيل إلى الفصل بين الذات العارفة وموضوع المعرفة وبعبارة أخرى إلغاء تأثير الاعتبارات الذاتية في الموضوع والتزام الحياد إزاءه وبناء على ذلك يعرف الموضوع بوصفه كل ما كان موجودا أمام الذات ومستقلا عنها ويشكل موضوعا للتأمل والتفكير ) وذلك هو العمود الفقري الذي يقوم عليه المنهج العلمي ( التجريبي) كما نظر له الرواد إبان استقلال العلوم عن الفلسفة انطلاقا من القرن 16.
                        ومن باب شمولية المفهوم نجده يشمل كل المواقف التي تستدعي من الإنسان الموضوعية في إصدار الأحكام أيا كان نوعها.
                        أما اتصالها بالوضعية فيتجلى من خلا تبني المذهب الوضعي لشعار العلم في صيغته التجريبية وبالتالي اعتماد مفاهيمه التي يرتكز عليها كالموضوعية والحتمية والملاحظة والتجربة .. إلخ
                        هذه في عجالة تحديدات مختصرة لمفهوم الموضوعية.
                        يبقى التساؤل عن الفرق بين الموضوعية في اللغة العربية واللغات الأخرى .ربما لديكم بعض الملاحظات التي قد توضح مرادكم من التساؤل.
                        نهاركم طيب سعيد.
                        تحياتي
                        أهلا أستاذ لشهب
                        في عجالة ربما تكون مخلة:
                        صحيح ما ذهبت إليه في الملاحظة حول الموضوعية (objectivism) و الوضعية (positivism)، وهذا يوضح ما أحاول إثارته: ما هو الجذر العربي للمفردتين؟ حين نتحدث عن الأولى نتحدث عن الحياد (العلمي) ونتحدث "بكل موضوعية"، على افتراض براءة الخطاب العلمي من التحيز، وأما الثانية فنتحدث عن موضع، حيز مكاني أو معنوي (position). أضع أمامك أو أطرح، وما أضع فهو موضوع أو مطروح. كذلك الأمر مع موضوع أو مادة عينية (object) في أصلها التأثيلي ما يطرح أو ما يوضع أمامك أو ضدك. قد لا نختلف حين نتواطأ على تمييزهما عن بعض لكن ظلال معانيهما باقية، نحن فقط حصرنا الدلالة فقط. وحين ننقلهما للعربية كلاهما يندرجان تحت (وضع): هنا ما هي الأبعاد الدلالية التي ستنطوي عليها تصريفات مفردة "وضع"؟ هل للثقافة العربية نفس الدلالات التي لهما أو لأحدهما؟ هذا ما أسميه الإشكال اللغوي-الثقافي. تعلم أن للوضعية عندنا أبعادا دينية أتتها من مفردة لا تمت لها بصلة (ربما هي secularism).

                        صياما مقبولا إن شاء الله

                        تعليق

                        • حسن لشهب
                          أديب وكاتب
                          • 10-08-2014
                          • 654

                          #42
                          السلام عليكم
                          ما تفضلت به أستاذي المحترم سليم جدا، لكنني فكرت في مخرجات اشتقاقية أخرى للمفهومين موضوعية و وضعية
                          الوضعية قد تحيل إلى الوضع position والموقع situation والحالة état و statut إلخ
                          و كلها ذات ارتباط بالموضوع بلا شك من حيث أن ما كان موضوعا أو في وضع ما فهويتسم بخصائص تجعله يعيش حالة ما أو يوجد في وضعية ما statut.
                          وبالتأكيد أضفي على مفهوم الوضعية حمولة دينية وهو ما يزيد من تركيب المفهوم وضبابيته.
                          طبعا حتى ونحن نثير مسألة الحياد في البحث العلمي نعتبره مزعوما كما يشير إلى ذلك غاستون باشلار ذلك أننا أمام موضعة objectivation أي أمام ما تحوله الذات ليصبح موضوعا لتأملها ، فما تغنى به التجريبيون من أجل إضفاء طابع مطلق على نتائج العلوم تبين بالملموس أنه مشروط بمستوى ما حققه العلم وما توفر للذات من وسائل وأدوات للتحكم في الموضوع وبالتالي موضعته ليس إلا ، فالموضوع في نهاية المطاف هو ما أخذ تأشيرة الدخول إلى مجال العقل كما يرى جان أولمو .خصوصا وأن ما يبحثه العلماء اليوم بالغ الدقة في سياق أكتشاف جزيئات الذرة لدرجة فقد معها الموضوع استقلاليته
                          و موقعه المكاني القابل للقياس والملاحظة كما نجد ذلك في مجال الميكروفيزياء على سبيل المثال لا الحصر….الخ
                          و الإشكال الذي أشرت إليه أستاذي الكريم قائم بالفعل لأننا كما أشرنا إلى ذلك نترجم عن لغات أخرى وهو أمر محتوم . ولا مراء في كون كل لغة لها حمولتها الثقافية والدلالية ، ومن ثمة تجرنا الترجمة إلى دهاليز من المشكلات اللسانية الإضافية ناهيك عن تحولات اللغة في إطار التداولية.
                          جميل ما أشرت إليه من أن مشكلة اللغة لم تعد تقتصر على حمل ثقافة الماضي بل أصبحنا نتساءل أين نحن من ثقافة الحاضر و ما يتم إنتاجه حاليا بسرعة البرق. مع ما يترتب عنه من انعكاسات فكرية على مستوى القيم والخصوصية الثقافية وضرورة الموازنة بين الأصيل والمعاصر.
                          لا أخفيك أنني شعرت بضخامة هذه المعضلة التي يشيب لها الولدان، بالنظر إلى ضعف جودة التعليم وضعف اهتمام الدول بتحصين الناشئة وتطوير ملكاتهم وتشجيعهم على الإبداع والابتكار وتقوية الاستثمار في البحث العلمي بكل أصنافه وبناء الشخصية في الفن والرياضة .. .
                          فما هو السبيل لتحقيق ذلك ونحن نعاني من مشاكل الديموقراطية وحقوق الانسان و السكن والتغذية والصحة والتعليم والبنية التحتية بكل أشكالها ومن ثمة نتساءل عن الثقافة that is the question نعيد طرح السؤال بالمعنى الذي نريد دون أن نفرغه من محتواه الوجودي.
                          عود على بدء:
                          فمن أين نبدأ ؟
                          تقتضي التنمية إحاطة بالمجتمع ككل وليس معالجة المعضلات بالترتيب .كأن نبدأ بالتعليم وتتلوه الصحة وهلم جرا .
                          هذا رأيي والله أعلم .
                          نريد سماع رأي صديقنا محمد شهيد أيضا
                          يومكم مبارك وصيام مقبول إن شاء الله.
                          التعديل الأخير تم بواسطة حسن لشهب; الساعة 20-05-2019, 15:52.

                          تعليق

                          • الهويمل أبو فهد
                            مستشار أدبي
                            • 22-07-2011
                            • 1475

                            #43
                            عزيزي الأستاذ لشهب
                            ليتني أجد ما أختلف معك فيه.
                            أما صديقنا محمد شهيد فقد رأيته في الملتقى الإنجليزي يعالج حالة طالب يستجدي استعارة قلم رصاص من معلمه، وكعادته فهو منشغل بنقل الحوار بين الطالب والمعلم إلى العربية. سنرى ماذا سيفعل بقلم الرصاص حين ينتقل إلى العربية.
                            شكرا لمساهماتك القيمة

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #44
                              ههه هو بالفعل أميل كما تعلم إلى المنهجية البرغماتية/السيميائية في طرح المسائل التي، كما وصفها أستاذي لشهب، "يشيب لها الولدان" بسبب تشعباتها المفاهيمية و اختلاف تأثيراتها من مجتمع منتج/مبدع لآخر مستهلك/متلقي.
                              ثم ردا على أخي لشهب، وددت أن أفسح المجال للأساتذة الأفاضل و أنا طالب أستفيد من خبرتيكما الطويلة و اطلاعكما الواسعة. و دون شك لدي نقاط سجلتها هنا وهناك من جراء قراءاتي لما تفضلتما به و سأطرحها بطريقتي إما استطرادا أو تكملة أو استفساراً.

                              مداخلاتي ستخص على سبيل الذكر لا الحصر:
                              بخصوص: الجمال/ الموضوعية/ التجربة/ و بطبيعة الحال سأتوقف لمدة أطول عند إشكاليات التواصل التي تطرحها مستجدات العصر و ذلك بحكم تخصصي الأكاديمي (علوم تواصل - سيمياء - تحليل ذهني للخطاب) استنادا إلى المنهجية البرغماتية كما درستها في مختبر التحليل الذهني للمعلومات Text mining تحت إشراف فيلسوف ينتمي إلى مدرسة cognitive science و عضو نشيط في أكاديمية العلوم التي اسسها ألبيرت إنشتاين.

                              مودتي و احترامي لشخصيكما الكريمين.

                              نواصل حديثنا الهادف.

                              م.ش.

                              تعليق

                              • محمد شهيد
                                أديب وكاتب
                                • 24-01-2015
                                • 4295

                                #45
                                أبوفهد العزيز، الصديق حسن لشهب
                                صباح يوم سعيد لأمس مساؤه عندي،

                                أردت أن أقترح عليكم بعض الأولويات في طرحنا الفكري، و ذلك بعد أن تم استعراض مجموعة من المفاهيم والإشكاليات البالغة الأهمية. ونظراً لقيمتها الأدبية و الفكرية، و حرصاً منا على نشر الفائدة حتى يستفيد من الأفكار من يتابعنا في حينه و من سيكتب لهم أن يتعرفوا علينا في المستقبل، ثم لأجل اعتماد منهجية سلسلة وواضحة المعالم نخالف باتباعها من ارتبك عليهم الأمر و تداخلت في أجوافهم الأفكار و تبعثرت كذاك الذي أورد إبله عِراكا، أقترح عليكم، لو تفضلتم، أن نتخذ من كل ما تقدمتم به سلفاً كمدخل لمشروع فكري أوسع نحدد جميعاً ورشاته و نتفق على المحاور التي تتطرق إليها كل ورشة على حدة؛ حتى ما إذا أحطنا بأهم جوانب الإشكالية المطروحة للنقاش والتداول، نمر للورشة الموالية وهكذا...

                                و بما أن التساؤل الاستنكاري الذي تقدم به أبوفهد "من أين نبدأ؟" و لكون صديقنا لشهب وضع الأصبع على الداء بذكر الإنسان، ذلك الحلقة الناقصة في مشاريع التقدم و الازدهار في كثير من الأنظمة، و الذي نعتُّه تعقيبا عليه ب"كعب أخيل"، أقترح عليكما أن نجعل مبحث الإنسان أول ما نستهل به الحوار. و لنتساءل: من أين يبدأ التغيير، إن لم يكن الإنسان هو المبتدأ و هو الجوهر و هو مسك الختام؟ أذكر هذا و يحضرني اللحظة قول قرأته من ذي قبل عند
                                المفكر المغربي عالم المستقبليات الراحل المهدي المنجرة:

                                "عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..!
                                خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !
                                وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!
                                بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.
                                لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. !
                                فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء".

                                فإذا اتفقتم معي على الفكرة، أفسح لكما المجال للتدخل. وإلا فإنني أرحب بكل فكرة منهجية نتفق عليها ونجعلها خارطة مسار فكري واضح المعالم.

                                و لكما فائق التحية

                                م.ش.


                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 22-05-2019, 03:45.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X