السلام عليكم .
عن أي إنسان نتحدث ؟
حتى ولو حاولنا الانفلات من التحديد ، سنجد أنفسنا حتى ونحن نتحدث عن التجربة الصينية نخلص إلى الحديث عن الإنسان l'Homme avec un gd H
أقصد الإنسان كمفهوم كلي أو حد قابل للتعريف كما يقول المناطقة.
فلنعد إلى ما أثاره الصديق محمد شهيد عن علاقته بالتقنية وحظه منها كما تجسد ذلك التجربة الصينية.
الصين إمبراطورية يسكنها حوالي مليار ونصف من البشر وبحكم شساعتها كان الصينيون يقولون قديما السماء عالية والامبراطور بعيد . كانت مشكلة الامبراطور هي كيفية معرفة ما يحدث ومتابعة كافة أفراد الشعب في حركاتهم وسكناتهم، طبعا لم يتحقق ذلك بسهولة ، لكنهم اليوم صاروا كتابا مفتوحا لمن يحكمهم .فلم يكن ممكنا بناء هذا الاقتصاد الصناعي المرعب لولا ضبط كل صغيرة وكبيرة عن الشعب، الذي يعرفون عنه كل شيء بدءا من حمضه النووي إلى مشيته وأذواقه وتحركاته وعلاقته وتصرفاته ….
هذا بفضل أكثر من نصف مليار من الكاميرات الثابت منها والمتحرك ، ناهيك عن جيش خاص لتصنيعها وتسييرها وتطويرها ، بل تجد منها ما هو على شكل طيور الكترونية تتحرك بكل حرية مثل باقي الطيور، وبواسطتها يميزون بين المواطن المنظبط للقوانين وقواعد العمل والمواطن الكسول الذي يخرق القوانين والقواعد . ومنعوا الفيسبوك وتويتر والانستغرام...وبالمقابل خلقوا مواقع خاصة بهم كما أخضعوا النت لمراقبة دقيقة لضبط أي محاولة لتجاوز المحظور.
فهل حقق الصينيون السعادة ؟
وما مصدر هذه السعادة ؟ هل هي التقنية أم التربية الدينية ؟ أم الحاجة للمال التي يخلقها المجتمع الاستهلاكي أو الراغب بتعبير جيل دولوز؟
وما مدى شعورهم بالاضطهاد والاستبداد ؟ وما تصورهم للحرية ؟
وما حدودها ؟ ….
سيل من الأسئلة لا يمكن الإجابة عليها تقنيا بل بالعودة إلى ماهية الإنسان بما هو إنسان ، في علاقته بإشراطات الوجود وميله للإبداع لتحقيق ذاته وإثباتها. فهل نريد أن تتجاوز التقنية دورها كصناعة أدوات تساعد الإنسان لتنفيذ أعماله بما يحقق له الراحة والرفاهية ؟ أم نريد فسح المجال للتقنية لاكتساح كل شيء بما في ذلك جسم الإنسان ؟ وقد بدأ ذلك بالفعل ( تعويض أعضائه الداخلية وإصلاحها كالقلب والعين والأرجل …) أليس من المشروع الحفاظ على كرامة هذا الإنسان الذي خلقه الله في أجمل صورة وركبه عليها ؟
هل نريد خلق إنسان آلي بلا هوية ولا ماهية بارد عاطفيا و منجذب لسطوته وجبروته على الطبيعة والأرض التي أنزله الله إليها ليكون خليفة له فيها ؟ أم نريد الانسياق وراء منطق التصنيع و الإنتاج والبيع والشراء وتحقيق الأرباح ولو على حساب الحياة بأسرها خصوصا وأن السيبرنطيقا تسير اليوم في اتجاه تطوير ذكاء الآلة و تحررها من تحكم الانسان دون الحديث عن انعكاساتها السلبية كالتلوث وما شابه ذلك .
لا أريد الاستمرار في الحديث لأنني سأنتهي لا محالة إلى فرضيات الخيال العلمي. وقد يتهمني البعض بمعاداة التقدم والحداثة.
غرضي هو العودة لإثارة أهمية خلق منظومة تنموية تعطي الأولوية للإنسان في الإبداع وتدمج التكنولوجيا عند الضرورة .وسأعطي هنا مثالا دول الخليج لديها المال لكنها تحتاج لليد العاملة بحكم محدودية عدد سكانها ، هنا يصبح للتكنولوجيا دور أهم في الإنتاج ، والعكس بالنسبة لدول مثل مصر والسودان والدول المغاربية …
مجرد رأي قابل للنقاش طبعا .
صيام مقبول وجمعة طيبة مباركة.
عن أي إنسان نتحدث ؟
حتى ولو حاولنا الانفلات من التحديد ، سنجد أنفسنا حتى ونحن نتحدث عن التجربة الصينية نخلص إلى الحديث عن الإنسان l'Homme avec un gd H
أقصد الإنسان كمفهوم كلي أو حد قابل للتعريف كما يقول المناطقة.
فلنعد إلى ما أثاره الصديق محمد شهيد عن علاقته بالتقنية وحظه منها كما تجسد ذلك التجربة الصينية.
الصين إمبراطورية يسكنها حوالي مليار ونصف من البشر وبحكم شساعتها كان الصينيون يقولون قديما السماء عالية والامبراطور بعيد . كانت مشكلة الامبراطور هي كيفية معرفة ما يحدث ومتابعة كافة أفراد الشعب في حركاتهم وسكناتهم، طبعا لم يتحقق ذلك بسهولة ، لكنهم اليوم صاروا كتابا مفتوحا لمن يحكمهم .فلم يكن ممكنا بناء هذا الاقتصاد الصناعي المرعب لولا ضبط كل صغيرة وكبيرة عن الشعب، الذي يعرفون عنه كل شيء بدءا من حمضه النووي إلى مشيته وأذواقه وتحركاته وعلاقته وتصرفاته ….
هذا بفضل أكثر من نصف مليار من الكاميرات الثابت منها والمتحرك ، ناهيك عن جيش خاص لتصنيعها وتسييرها وتطويرها ، بل تجد منها ما هو على شكل طيور الكترونية تتحرك بكل حرية مثل باقي الطيور، وبواسطتها يميزون بين المواطن المنظبط للقوانين وقواعد العمل والمواطن الكسول الذي يخرق القوانين والقواعد . ومنعوا الفيسبوك وتويتر والانستغرام...وبالمقابل خلقوا مواقع خاصة بهم كما أخضعوا النت لمراقبة دقيقة لضبط أي محاولة لتجاوز المحظور.
فهل حقق الصينيون السعادة ؟
وما مصدر هذه السعادة ؟ هل هي التقنية أم التربية الدينية ؟ أم الحاجة للمال التي يخلقها المجتمع الاستهلاكي أو الراغب بتعبير جيل دولوز؟
وما مدى شعورهم بالاضطهاد والاستبداد ؟ وما تصورهم للحرية ؟
وما حدودها ؟ ….
سيل من الأسئلة لا يمكن الإجابة عليها تقنيا بل بالعودة إلى ماهية الإنسان بما هو إنسان ، في علاقته بإشراطات الوجود وميله للإبداع لتحقيق ذاته وإثباتها. فهل نريد أن تتجاوز التقنية دورها كصناعة أدوات تساعد الإنسان لتنفيذ أعماله بما يحقق له الراحة والرفاهية ؟ أم نريد فسح المجال للتقنية لاكتساح كل شيء بما في ذلك جسم الإنسان ؟ وقد بدأ ذلك بالفعل ( تعويض أعضائه الداخلية وإصلاحها كالقلب والعين والأرجل …) أليس من المشروع الحفاظ على كرامة هذا الإنسان الذي خلقه الله في أجمل صورة وركبه عليها ؟
هل نريد خلق إنسان آلي بلا هوية ولا ماهية بارد عاطفيا و منجذب لسطوته وجبروته على الطبيعة والأرض التي أنزله الله إليها ليكون خليفة له فيها ؟ أم نريد الانسياق وراء منطق التصنيع و الإنتاج والبيع والشراء وتحقيق الأرباح ولو على حساب الحياة بأسرها خصوصا وأن السيبرنطيقا تسير اليوم في اتجاه تطوير ذكاء الآلة و تحررها من تحكم الانسان دون الحديث عن انعكاساتها السلبية كالتلوث وما شابه ذلك .
لا أريد الاستمرار في الحديث لأنني سأنتهي لا محالة إلى فرضيات الخيال العلمي. وقد يتهمني البعض بمعاداة التقدم والحداثة.
غرضي هو العودة لإثارة أهمية خلق منظومة تنموية تعطي الأولوية للإنسان في الإبداع وتدمج التكنولوجيا عند الضرورة .وسأعطي هنا مثالا دول الخليج لديها المال لكنها تحتاج لليد العاملة بحكم محدودية عدد سكانها ، هنا يصبح للتكنولوجيا دور أهم في الإنتاج ، والعكس بالنسبة لدول مثل مصر والسودان والدول المغاربية …
مجرد رأي قابل للنقاش طبعا .
صيام مقبول وجمعة طيبة مباركة.
تعليق