و أخيرا شظت ضحكاته المكان ، و أفقدت معدته القدرة على السيطرة ،
فانطلقت الدماء من فمه ودبره ، وراح فى غيبوبة !!
صرخت ..
لطمت خديها ..
و
هودجٌ له
ـ كان صدرها ـ
و ثمة نزفٌ آخر , و زفيرٌ باق !!
كان المصنع يشغى بالعيون ، فاليوم يوم المدينة
علا صوت أحدهم : إن كان و لا بد تفعلونها ؛ تكون خارج المصنع ".
الأمر كذلك إذا ، كمين أعد لهم ، الآن يريدونهم بعيدا
دار همس ، سرعان ما عانق آذان الجميع :" يعدون لمذبحة النهاية ، لابد أن تفوت هذه المرة ".
حين غادروا المصنع ، شاهدوا بأعينهم جموعا غفيرة من المجرمين فى انتظارهم !
مروا كأن الأمر لا يعنيهم !!
يغاضبني دمى ؛
كلما ضقتِ بي ،
ولا يدرى ..
أنك تصهلين في أوردتي ؛
كنشيد أممي ..
سيمفونيتنا ،
تلك التى ابتدعنا لها ..
الكلمات ،
والرحيق ،
والتراتيل المموسقة ،
وأشعلنا بها فيروز المدائن ؛
فى تلكم الأماسى التي ،
لا تعرف الرواح ؛
مهما تعاندها الرياح ،
ومسوخُ الكائنات !!
فهل يدرى دمى :
فى أي الشرايين يجرى ؟!
هناك صوت يتردد في داخله ..!
صوت لايعرف الطريق المؤدي إلى شفته ليفوح ذبذبةً..!
ولا إلى أنامله ليسيل حبرا ..!
ولا إلى أذنيه ليتبخرا غضباً ..!
ولا إلى قلبه ليرجف نبضاً ..!
صوت يضيع منه في داخله ..!
يكومه على بعضه كـ قطعة منسية بين زحام كراكيب ضجّ بها ..!
وعندما عجزوا عن فهمه أدرجوه تحت تشخيص واسع :
" يعاني من انحباس " .
تعليق