الركن الخاص بترجمة نصوص مسابقة ((القصة الذهبية)) ..برعاية ـ د/سعد العتابي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #61
    الزميل القدير
    فتحي حسان محمد
    وهل رأيت أعمالي سيدي الكريم
    أنا أعتبر نفسي صاحبة رسالة هادفة وأسير وفق منهجها والحمد لله
    هل رأيت لي عملا مخلا أو فيه إباحة
    إني ومن فضل الله علي أضع نصب عيني قضيتي التي أحارب من أجلها ولك أن تقرأ بعضا من نصوصي
    لكني قلت لك هذا لايمنع أن أكتب عن السيء والجيد على حد سواء كي أوصل رسالتي لجميع الناس وبصورة ربما أفضل من المواعظ التي يطلقها (( المعممون)) وهم يقولون كلاما لايعنوه وأقصد البعض بالتأكيد
    ولكن يازميلي
    في النصوص الأدبية مسموح للكاتب أن يكتب دون أن يتطرق بالضرورة إلى ذكر الدين وكما أسلفت سابقا
    يازميل فتحي
    النقد يبني ويفتح أفقا جديدة وليس بالضرورة أن نكون قساة القلب في كتابة النقد بل العكس تماما.. أنا أسمي النقاد (( عيون الحب)) لأنهم يرون مالاأراه.
    وعلى كل حال أنا أدليت بدلوي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • فتحى حسان محمد
      أديب وكاتب
      • 25-01-2009
      • 527

      #62
      الفاضلة / عائدة
      عندما يفجع البطل المتردى فى نهاية القصة - يفجع فى حياته ، أو يخسر خسرانا مبينا ويندم ندما عظيما ، تلك تكون الموعظة والعبرة 0
      والبطل المتردى نحكم عليه - نحن القراء - عند الوحدة الثالثة من أسس القصة عندما يزل بقصد وتعمد ونية مبيته ، وهى كفيلة بقطع الشفقة والعطف والرحمة به من قلوبنا 0
      وكحال القصة التى نحن بصددها ، لقد زلوا بتعمد ونية مبية ، ولذا لا تكون نهايتهم سوى بالفاجعة والخسران ، بينما البطلة زلت بغير قصد ولا تعمد ، وإن كانت نهايتها بالحزن ، وذلك من جراء اتباعها التى لها عليهم سلطان لم تفعله0
      والدليل الفعلى لفعل حقيقى ، ما حدث لسيدنا محمد فى ( غزوة احد ) لم يزل صلى الله عليه وسلم ، بينما زل الرماة ، زلة غير مقصودة ولا متعمدة ونال الجميع بما فيهم الرسول الكريم - من تعب وآلام ومعناة 0
      والزلة إما من البطل
      وإما من اتباعه
      سواء كانت غير مقصودة تنتج قصة مأسملهاة محزنة مفرحة
      أو مقصودة تنتج قصة مأساة ( شخصية أو قومية ) محزنة
      ولكنها تؤدى نفس الغرض
      أسس القصة
      البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

      تعليق

      • فتحى حسان محمد
        أديب وكاتب
        • 25-01-2009
        • 527

        #63
        [align=justify]
        الرسالة الاخيرة
        قبل أن يصدر معالى المستشار حكمه بالمنع ، وهذا ما يمتلكه هنا ، من بعد الإرهاب من الجميع وخوف على إفساد رسائلهم العظيمة ، ومقاصدهم النبيلة ، ولنا الله يفتح لنا الف باب وباب ، فعند البلوى علينا الصبر ، هو السبيل الوحيد لرفعها 0ونسأله التوفيق للجميع ؛لانه ولى ذلك والقادر عليه 0
        وضع القصة فى القرآن ومكانتها ومنزلتها وفائدتها

        {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }[ يوسف ] الله تبارك وتعالى يقول نحن نخبرك ونروى لك ونعرفك - يا محمد يا رسولي ومصطفاى وأحب خلقى - أحسن وأفضل وأجل وأقيم وأجمل القصص بما أوحينا إليك بإرسالنا جبريل يتلو عليك ويسمعك ويحفظك هذا القرآن الذى هو نور منا لك وللعالمين ، لنعرفك ما لم تكن تعرفه عن أخبار السابقين من الرسل والنبيين إخوتك وغيرهم الذين لم تعرفهم وتعايشهم من الأمم السابقة التى ليس لك بها علم أنت ولا أحد من أمتك ، لكى نثبت فؤادك ونطمئنك ونبهجك ونسري عنك ونعظك ونعلمك ، ونثبت قلبك على الإيمان 0 هذا هو المعنى الأول , وهنا القص والإخبار والتعريف خاص بسيدنا محمد أولا لأنه المعنى من الله بالدرجة الأولى لأنه نبيه ومصطفاه وأحسن خلقه إليه تبارك وتعالى 0 وبما أن القرآن بنى على التشابه والمثانى مما يحمل للكلمة أو الآية معنيين وقد عرفنا الأول ويبقى الثانى حيث ينصرف المعنى على العموم لمن يقرأ هذا القصص فى القرآن يصبح هو المعنى بنداء ومخاطبة الله له أنا وأنت وغيرنا , ويصبح المعنى من الله الذى يقول نحن نخبرك ونعلمك ونعرفك أنت يا من تقرأ القرآن المتضمن لهذا القصص نعرفك بما لم تكن تعرفه عما سبقك من أخبار المرسلين السابقين من الرسل والأنبياء والصاحين وغيرهم من الطغاة الفاسدين والكفرة الملاحيد لكى تتعظ وتتعلم وتعرف قدرة الله وأحكامه وثوابه وعقابه ووعده ووعيده لمن يخالف أوامره ونواهيه ويكفر أو يؤمن برسله ، وكيف ينال من آمن واستحق ثوابه ، ومن كفر كيف استحق عقابه وناله فى الدنيا والآخرة ، وذلك من أجل أن نطمئن ونسعد ونفرح ونقوى من إيمان من يؤمن بالله ، ونخيف ونرعب ونرهب من يكفر ، كما تكون تسرية وتسلية وإمتاعا واتعاظا لمن يريد أن يفرج عن نفسه من كرب يلاقيه ، أو من حزن يرفل فيه أو من يأس يعانيه فيقرأ هذه القصص ويتذكرها ويفهمها ويعيها حتى تكون له السلوى والعلاج النفسى الذى يعالجه من كل ما علق به من أدران ومخاوف وأحزان وغيرها ، فتكون سببا لتجديد الأمل والاصطبار على صعوبات الحياة وتكون الزاد لمواصلتها والإحساس بجمالها وحلاوتها والتمسك بطاعتي ومحبتي وشكواه واللجوء إلىَّ فى كل شىء , فأنا المعين وأنا مفرج الكروب وقابل التوبة وباعث السرور ومبدل السيئات بالحسنات وأنا الذى أجزى وأنا الذى أعاقب وأمرى بين الكاف والنون ، وإنى قادر على كل شيء بالحق والعدل والإحسان ، وأنا أقرب لك حين تنادينى من جوارحك نفسها لأنى أراك وأعرفك ولا تخفى على خافية لأنى لا أنام وأنا الرحمن الرحيم اللطيف بك 0
        ونقصُّ عليك يا محمد - صلى الله عليه وسلم - من أخبار الرسل الذين كانوا قبلك ، كل ما تحتاج إليه مما يقوِّي قلبك ويشد من أزرك ويزيد من صبرك ليعينك على القيام بأعباء رسالة الإسلام التى هى للناس كافة ، وقد جاءك في هذه السورة التى تشمل القصص المتنوعة وما اشتملت عليه من أخبار وتعريف وتسرية وتعليم لبيان وتوضيح الحق الذي أنت عليه ، وجاءك فيها موعظة تزيد من إيمان المؤمنين وردع يرتدع به الكافرون ، وذكرى يتذكر بها المؤمنون وإيقاظ لضمائر العاصين والخارجين عن طاعتك وطاعتي0
        ما سبق هو خلاصة الفائدة والهدف الأعظم من القصص ، حيث فيها العظة والعبرة والنصيحة والتعليم والذكرى والتسرية والتسلية والاقتداء والعلاج النفسى بالخلاص من الأحزان ، والتسرية عن الفؤاد والسرور والبهجة للقلوب ، والتطهير للضمائر من الأدران والشرور والآثام ، والعلاج للنفوس من الأحقاد والكره والعداء وتخليص العقول من اليأس والقنوط والشرور ، وزرع الآمال فى النفوس0[/align]
        أسس القصة
        البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #64
          الأخوات والإخوة الأعزاء

          دمتم بخير ..ودام بكم الخير ويبقى لنا الخير .. مابقيت فينا حياة وعرق ينبض وقدم تسير وعقل يُفكر وقلم يكتب.

          أختنا القديرة /وفاء عب[align=justify][/align]دالرزاق
          أختنا القديرة /عائدة محمد نادر
          أخونا الجليل /فتحى حسان محمد
          أخونا الجليل /يسرى راغب شراب
          أخونا الدكتور /سعد العتابى
          أخونا العزيز /ربيع عقب الباب
          أخونا الفاضل يوسف شغرى
          ابننا الجميل / محمد إبراهيم سلطان

          يبقى الود مابقى العتاب..وكما قال الرسول الأمين "الخير فىّ وفى أمتى إلى يوم الدين " أو كما قال .

          أولاً: كلمة حق ..أقولها وبصدق ..أن جميع من ذكرتهم من أعز الناس إلى قلبى وأقربهم إلى نفسى ويعلم الله أنى أُحبهم فى الله وأتمنى لهم الخير كل الخير.

          ثانياً: كثرة الأخطاء اللغوية والنحوية ..تزعجنى كل الإزعاج ،ومن ثم حاولت أن أهتف بالجميع .. أن اللغة هى الباقية لنا ويجب الحفاظ عليها .

          ثالثاً: لم أكن قاصداً شخصاً بذاته.. وإنما كلمة موجه للجميع ،وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .

          رابعاً : أجدنى وكل من ذكرتهم ،وهن وهم من شموس الملتقى ، نقاتل من أجل غاية واحدة وهدف واحد ..ألا وهو إعلاء شأن الفكر العربى الإسلامى .

          خامساً: نحن "أنتن /أنتم /أنا " كبارٌ.. بما لايسمح لنا السير فى طريق العناد أو التلاسن أو المبالغة فى القول أو الحط من شأن بعضنا البعض ،فنحن أولاً وأخيراً إخوة فى الله ،نجتمع على كلمة الخير ونفترق عليها.
          أفلا تكون كلمة الخير هى السائدة بيننا !!
          أفلا نكون القدوة الحسنة للأجيال القادمة!!

          سادساً: أتمنى أن نظل إخوة فى الله ..نجتمع على الخير ونفترق عليه ..ربما يضمنا ،ذات يوم، طريقٌ ..فتكون كلمة السلام ..هى بداية اللقاء ونهايته.

          تعليق

          • وفاء عبدالرزاق
            عضو الملتقى
            • 30-07-2008
            • 447

            #65
            اخي الغالي
            عبد الرؤوف النويهي
            تحية لك سيدي الفاضل ولقلبك الطيب
            شكرا لدعوتك للتسامح وأقسم بالله العظيم لم ادخل هنا للإساءة لأي أخ كريم، بل كنت أتابع النقد المخالف بكل رحابة صدر ولم أتدخل في أي رأي ضد لانه من حق كل متمكن بالأدب أن يفصح عن رأيه ، والنص حين خرج من صاحبه صار ملكا للجميع.
            لكن هناك من تعدى علي كإنسانة تتحمل في حياتها عبئاً لخدمة الأطفال المعاقين وأطفال الشوارع والأيتام تطوعا لخدمة الإنسانية، إضافة إلى أمور أخرى أقضي جل وقتي الخاص في خدمة العام، وأسافر من أجل هذا العمل الذي وهبت نفسي له ومن مالي الخاص،أجد من يشكك بديني وإنسانيتي وشرفي ووطنيتي وعراقيتي وعروبتي، هذا كثير علي سيدي الفاضل. لذا تدخلت هنا وفي هذه المرحلة بالذات كي اوقف اتجاه النقد الذي انزاح عن دوره النقدي ودخل فيما لا يليق بثقافة النقد وأصوله وشرف المهنة النقدية.
            لذا سيدي الفاضل : مازلت أصر واقولها لك قبل غيرك أن يـُقدَم لي اعتذار رسمي ممن اعتدى علي كإنسانة، وليُبقي رأيه الأدبي النقدي كيفما يحب فهو له كناقد وكإنسان رائع في نقده وله مطلق الحق والحرية في تهديم نصي القصصي .
            ملاحظة: أنا قدمتُ شكوى للإدارة بهذا الخصوص وإذا لا تتخذ الإدارة ذلك بعين الاعتبار فاعتبر نفسي منسحبة من داركم ومن ملتقى الادباء والمبدعين العرب ، واقدم شكري للادارة لتقبلها دعوتي للشكوى.
            الاعتذار منك لماذا؟ سيدي لستَ من أساء لسمعتي الإنسانية؟ بل كنت سيد الخيرين الكرماء. لكن عتبي على الإدارة الصامتة التي اتخذت موقف المتفرج بتكفيري وضلالتي وقبولي وخنوعي للمحتل اضافة غلى إهانة شعبي. وهذا عيب على الجميع الصامت.
            سانتظر إلى نهاية اليوم ، واعتبر نفسي انسحبت من هنا ولكم جميعا كل الود والتقدير.
            أنسحب سيدي تكريما لرأيك على بقاء الود لأنني احب الجميع وأتعامل مع كل من له قلب نظيف بلإخاء والمحبة وأتشرف بكل من له هذه الروح وانتظر الفرج لشعبي من محنته ويتشرف بي شعبي ، ومَن أتوجه إليه وأتضرع لرحمته للخلاص من هذه المحنة يعرف تعالى من أنا وكيف اتعامل مع ديني، لا كما يقول الأستاذ الناقد( ابو الفرج لا يتشرف بكِ ) ولولى هذا الشرف والسمعة الطيبة لما رشحني خيرة الأدباء والمنظمات المدنية في داخل العراق وخارجه كي أكون سفيرة للنوايا الحسنة.

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #66
              الأستاذة العظيمة
              وفاء عبد الرازق

              أرجو منكى سيدتى الإنتظار لا تتعجلى الأمور .. كلنا نفتدى بغداد و أبناءها الشرفاء بكل ما نملك من روح و عطاء .. و السبب لأنكم سيدتى أساس القلم و الأحبار .
              وصدقينى أستاذتى الغالية .. الأمر لم يرق لأحدٍ .. و فقط هو التمهل و مسألة الوقت ليس إلا , فكلنا بالتأكيد له ما يشغله حتى عن مصالحة أعز الناس لدينا .. رحم الله أصحاب الداويات و المحبرة .. فأنتم أستاذتى خير أمة و أرقى ما جاء و حُبرت به الصحف .
              صباحك زى السكر و ممكن أطلب منك طلب ههههههه ؟؟؟؟؟؟
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #67
                ممكن رابط قصيدة ((بالكلب غصّة )) ؟؟
                الجزء الأول و الثانى
                ياريت تكون مسجلة صوووووووت و قراءة ..
                و يا ريت كاس شاى عراقى مع قطعة جاتوه سوسرية ههههههههه
                ربنا يجعل بيتكم عمار !!!
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #68
                  وجدتهههههههههههههههها !!!

                  قصيدة رائعة للشاعرة وفاء عبد الرازق .
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • محمد سلطان
                    أديب وكاتب
                    • 18-01-2009
                    • 4442

                    #69
                    الأستاذة وفاء

                    حاولت البحث عن الجزء الثانى لكن لم أجده
                    ممكن أجدها عندكِ سيدتى ؟؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 17-06-2009, 04:11.
                    صفحتي على فيس بوك
                    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                    تعليق

                    • د. سعد العتابي
                      عضو أساسي
                      • 24-04-2009
                      • 665

                      #70
                      في العراق نكنيك بابي جاسم
                      ايها الغالي شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااا بكل لغات العالم
                      الله اكبر وعاشت العروبة
                      [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #71
                        [align=center]
                        سيدتي الجميلة

                        الأديبة

                        وفاء عبد الرازق

                        أحياناً أقف عاجزاً عن سد تلك الخانة الراقية

                        (( الجثث تشرب العصير ))

                        عودة إلى زمان العظماء في فن القصة القصيرة و المسرح العبثي بقيادة يوجين اينسكو و حتى وفاء عبد الرازق .. ((ال)) التريفية فى كلمة الجثث تؤكد شدة الإحتفاظ بالتقرير القوي على مبدأ القصة التى بنيت عليه الكاتبة فكرتها أو بالأحرى مبدأها .. ((التاء)) الفعلية في ((تشرب)) تزيد من تأكيد و استمرار المبدأ التذى لم تتخل عنه الكاتبة منذ اللحظة الأولى و حتى جلوسها أمام المحل تنتظر (( أبو الفرج)) ..(( العصير)) كانت هى لعبة الكاتبة في النص كانت عصب الموضوع و الدليل : كان بإمكان الكاتبة أن تغير تشكل البضاعة مثلاً و تصبح ((الفول)) على شرط تغيير الإستمرارية في ((تشرب)) و تصبح ((تأكل)) ..

                        حكم الكاتبة على فعل ألصقته بالموتى و لبسهم الحركة فعلاً و تحركاً بين الدكاكين أو الحوانيت سلفاً حتى عصارات اليوم و وصولاً بها فى عصر التكنولوجيا جعل القصة تأخذ مسار أبعد من الواقيعة (( سيرياليزم )) أى ماهو فوق الطبيعة , و لكن بشكلٍ مقبول لغة و نصاً سردياً استحق أن يعايش تلك الأمور الحيايتة بأدق جزيئاتها و اللعب على تحريك السواكن أو تنشيط الأرواح فى صورٍ لا يرفضها العقل و المنطق ..

                        (( الجيوب المخرومة )) التى خرمها الدهر و صعوبة العيش من أجل الوصول إلى هدف الكاتبة المنشود أو ربما الخفي (( لقمة العيش)) , فالثقوب الموجودة بجيوب العباد و رغم ذلك حرصهم على التبضع من محل العصير ,, لم تكن الكلمة عفوية بقدر ما كانت منطلقة كالرصاصة من مخرون عقل الكاتبة , تلك هى لغة الفقراء لغة المثقفين الكادحين الذين لا يجيدون ثمن كتاب أو رغيف أو حتى كوب عصير .. إذا لا بد أن تتحقق بواسطة الأموات مادام الأحياء لا يقدرون ,, لعبة الكاتبة كانت هنا اجمل و أوضح , كانت جلية لربط المستحيل بالممكن , فالأحياء الفقراء تحولوا فجأة إلى أموات ؟؟! لا أدرى لكن ما جاءت به الكاتبة دل على التأكيد , فلولا ادعائهم و تجسيدهم دور الموتى لكى تنالون كوب أو شراب لمدة أطول ,,

                        ((ببلاش)) ألم أقل أنها لغة الفقراء و الكادحين ؟ كلمة أخرى تخرج بعفوية و لكن من مخزون أشد تراكماً , فهنا الحياة تفرض قوتها و قرصنتها على عباد الله بقلم عانى و تألم لتألمهم , لله در الكاتبة , لولا معايشتها القريبة للحالة و قربها ممن فرضت عليهم اللقمة و كانت صعبة المطال رغم ((البلاش)) .. !! هنا أجد الكاتبة كانت جادة رغم العبثية الظاهرة فى السطور و إختلاطها بفانتازيا صارخة فى أجواء و أحداث القصة ..

                        ((أكثر و كثير و بن ناقص )) ,, ذكاء و ترتيب مساعد لدهاء الفكرة و تأكيد على سبق ذكره , فالكاتبة لم تهرب ولم تتعمد الهرولة بعيداً عن فكرتها , بل أكسبتها و زادتنا إقناعاً بحسن ترتيبها و قوة الأسباب ؛ فكثرة تكرار الكلمة لم تنفلت من تحت يد الكاتبة , و لاحظتها (( أكثر أكثر أكثر ,,,إلخ)) إذن يصير أحد الأبطال ((أكثر)) فلن تجهد مخها و تبحث ((كثيراً)) عن أسماء و ألقاب ((ناقصة)) و لصقه بالعائلة التى عبثت بالشعب و المارة (( بن ناقص)) و (( أبو الفرج)) ,,,,,, إلخ .

                        قراءة مبدئية ولي عودة
                        تحياتي أستاذتي العملاقة ..[/align]
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #72
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          [align=center]
                          سيدتي الجميلة

                          الأديبة

                          وفاء عبد الرازق

                          أحياناً أقف عاجزاً عن سد تلك الخانة الراقية

                          (( الجثث تشرب العصير ))

                          عودة إلى زمان العظماء في فن القصة القصيرة و المسرح العبثي بقيادة يوجين اينسكو و حتى وفاء عبد الرازق .. ((ال)) التريفية فى كلمة الجثث تؤكد شدة الإحتفاظ بالتقرير القوي على مبدأ القصة التى بنيت عليه الكاتبة فكرتها أو بالأحرى مبدأها .. ((التاء)) الفعلية في ((تشرب)) تزيد من تأكيد و استمرار المبدأ التذى لم تتخل عنه الكاتبة منذ اللحظة الأولى و حتى جلوسها أمام المحل تنتظر (( أبو الفرج)) ..(( العصير)) كانت هى لعبة الكاتبة في النص كانت عصب الموضوع و الدليل : كان بإمكان الكاتبة أن تغير تشكل البضاعة مثلاً و تصبح ((الفول)) على شرط تغيير الإستمرارية في ((تشرب)) و تصبح ((تأكل)) ..

                          حكم الكاتبة على فعل ألصقته بالموتى و لبسهم الحركة فعلاً و تحركاً بين الدكاكين أو الحوانيت سلفاً حتى عصارات اليوم و وصولاً بها فى عصر التكنولوجيا جعل القصة تأخذ مسار أبعد من الواقيعة (( سيرياليزم )) أى ماهو فوق الطبيعة , و لكن بشكلٍ مقبول لغة و نصاً سردياً استحق أن يعايش تلك الأمور الحيايتة بأدق جزيئاتها و اللعب على تحريك السواكن أو تنشيط الأرواح فى صورٍ لا يرفضها العقل و المنطق ..

                          (( الجيوب المخرومة )) التى خرمها الدهر و صعوبة العيش من أجل الوصول إلى هدف الكاتبة المنشود أو ربما الخفي (( لقمة العيش)) , فالثقوب الموجودة بجيوب العباد و رغم ذلك حرصهم على التبضع من محل العصير ,, لم تكن الكلمة عفوية بقدر ما كانت منطلقة كالرصاصة من مخرون عقل الكاتبة , تلك هى لغة الفقراء لغة المثقفين الكادحين الذين لا يجيدون ثمن كتاب أو رغيف أو حتى كوب عصير .. إذا لا بد أن تتحقق بواسطة الأموات مادام الأحياء لا يقدرون ,, لعبة الكاتبة كانت هنا اجمل و أوضح , كانت جلية لربط المستحيل بالممكن , فالأحياء الفقراء تحولوا فجأة إلى أموات ؟؟! لا أدرى لكن ما جاءت به الكاتبة دل على التأكيد , فلولا ادعائهم و تجسيدهم دور الموتى لكى تنالون كوب أو شراب لمدة أطول ,,

                          ((ببلاش)) ألم أقل أنها لغة الفقراء و الكادحين ؟ كلمة أخرى تخرج بعفوية و لكن من مخزون أشد تراكماً , فهنا الحياة تفرض قوتها و قرصنتها على عباد الله بقلم عانى و تألم لتألمهم , لله در الكاتبة , لولا معايشتها القريبة للحالة و قربها ممن فرضت عليهم اللقمة و كانت صعبة المطال رغم ((البلاش)) .. !! هنا أجد الكاتبة كانت جادة رغم العبثية الظاهرة فى السطور و إختلاطها بفانتازيا صارخة فى أجواء و أحداث القصة ..

                          ((أكثر و كثير و بن ناقص )) ,, ذكاء و ترتيب مساعد لدهاء الفكرة و تأكيد على سبق ذكره , فالكاتبة لم تهرب ولم تتعمد الهرولة بعيداً عن فكرتها , بل أكسبتها و زادتنا إقناعاً بحسن ترتيبها و قوة الأسباب ؛ فكثرة تكرار الكلمة لم تنفلت من تحت يد الكاتبة , و لاحظتها (( أكثر أكثر أكثر ,,,إلخ)) إذن يصير أحد الأبطال ((أكثر)) فلن تجهد مخها و تبحث ((كثيراً)) عن أسماء و ألقاب ((ناقصة)) و لصقه بالعائلة التى عبثت بالشعب و المارة (( بن ناقص)) و (( أبو الفرج)) ,,,,,, إلخ .

                          قراءة مبدئية ولي عودة
                          تحياتي أستاذتي العملاقة ..[/align]
                          جميل .. هات
                          معك أتابع باستمتاع
                          ما يمتعنى فعلا هو دخولك هنا ، وعبورك على المدارس الأدبية ، و العبث و خلافه .. يللا .. بلاش كسل .. نعم هنا أحييك كثيرا ، أنك الآن تأخذ الطريق الصحيح .. و تلج عالم القصة ، و النقد الأدبى !!

                          محبتى محمد
                          sigpic

                          تعليق

                          • محمد سلطان
                            أديب وكاتب
                            • 18-01-2009
                            • 4442

                            #73
                            اشكرك ربيعي على المتابعة و حرصك على توجيهي

                            نعم الأستاذ و المعلم انت سيدي

                            و ننتظر قصتك الفائزة هذا الشهر

                            تحياتي و محبتي لك
                            ربيعي
                            صفحتي على فيس بوك
                            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #74
                              [align=center]


                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الأساتذة الأفاضل
                              و زملائي الأعزاء

                              استكمالاً لعملية البناء المشترك للنقد
                              يسعدني أن أضع بين أيديكم , القصة التى استحقت الفوز و بجدارة عن شهر مايو لمسابقة (( القصة الذهبية )) التى شيدها الأستاذ ربيع عقب الباب و الأستاذة المبدعة عائدة محمد نادر .

                              و أدعوكم جميعاً للمشاركة في وضع لمساتكم البناءة في استكمال التشيد لهذا النص , كما أرجو من كل مبدع له القدرة على تناول القصة و إثرائها بالنقد , أن يضع لمساته الساحرة عليها حتى و إن جاءت تلك اللمسات و الدراسات النقدية للقصة منعزلة و في موضوع منتصب بذاته يحمل اسم صاحبه .


                              القصة بعنوان

                              **صلاحي**

                              بقلم الأديبة

                              سمية البوغافريه

                              رابط المسابقة

                              أصدقائى و أحبابى رواد منتدى القصة .............. شاغل ألم بى ، وشاكسنى كثيرا ؛ فأحببت لو أنكم شاركتمونى فيه ما رأيكم لو أحدثنا بعض الاستفزاز بين الرواد ..قصاصين .................................................. .....كيف ؟ مسابقة .. و لا أعنى مسابقة تقليدية كما هو متبع فى بعض المنتديات هنا وهناك .. بل ما أعنيه هو اختيار أحد


                              رابط القصة

                              فتحت عيني في الظلام على إثر لكماته وركلاته وقذائف لسانه: " سأقتلكم كُـلَّـكُم.. سأسحقكم جميعا أيها الأوغاد..." فمسحت عرقه وحضنته إلى صدري أهدئه حتى هدأ ونام.. أخذني التفكير في أمر صلاحي ولغته وكوابيس ليله المتكررة فدب القلق في أوصالي ومسح النوم من عيني.. حتى النجوم الكثيرة التي رسمتها حول وحيدي صلاح الدين وهو ما يزال




                              صلاحي


                              فتحت عيني في الظلام على إثر لكماته وركلاته وقذائف لسانه: " سأقتلكم كُـلَّـكُم.. سأسحقكم جميعا أيها الأوغاد..." فمسحت عرقه وحضنته إلى صدري أهدئه حتى هدأ ونام.. أخذني التفكير في أمر صلاحي ولغته وكوابيس ليله المتكررة فدب القلق في أوصالي ومسح النوم من عيني.. حتى النجوم الكثيرة التي رسمتها حول وحيدي صلاح الدين وهو ما يزال جنينا يتلمس طريقه إلى الوجود انطفأت أمام عيني واحدة تلو الأخرى.. ظللت أحملق في سقف غرفة نومي وضربات قلبي تتسارع بشكل رهيب.. أعدت قراءة كتاب حياة وليدي المشرع لعيني وتوقفت مليا عند العناوين الكبيرة التي سطرتها يدي على صفحاته..

                              منذ شهوره الأولى، ربطت صلاحي إلى عالم زمانه وتفرغت للنجوم المتراقصة لعيني والمبتسمة لي على الدوام.. كنت أجلسه إلى حاسوبه.. أزيح الرضاعة من يديه وأمسك إبهامه الصغير فينقر على النوافذ والروابط .. تتبدل الصور أمامه فتتسع حدقتاه ويحاول إعادة الكرة ببالغ السعادة.. صار حاسوبه هو عالمه.. أزهده في اللعب وفي الأصحاب، وفي أمه وجدته وفي أبيه أيضا.. أبوه الذي يزورنا ضيفا عزيزا كل صيف فيحط لنا من الهدايا والكلام الحلو ما يقدر عليه ثم يرحل حتى موسم آخر، لم يسألني صلاحي عنه يوما.. وطعامه إذا كان بعيدا عنه زهد فيه صلاحي أيضا.. فأعد له سندوتشات وأضعها بجانبه على طاولة الحاسوب. يقضمها وعيناه معلقتان على الشاشة.. ويشرب شرابه في أكواب خاصة وعبر مصاصات طويلة.. يكفي أن يلمسها بشفتيه حتى تتدفق عليه بخيرها دون أن تشغل يديه المنشغلتين أبدا بالنقر على الأزرار.. وأنا بدوري في غرفتي، أقضم سندوتشي أمام حاسوبي ويداي منشغلتان بالأوراق حينا وبالأزرار حينا آخر..

                              زلزلني صلاحي بقذائف لسانه التي لم تهدأ طول الليل.. فعاودتني الوساوس تنهشني بشراسة فظيعة.. لم تترك لي محطة آوي إليها لألتقط فيها أنفاسي ولا نافذة أرى منها خيط ضوء إلا وسبقتني إليها وصبغتها بالسواد.. حتى صرح حلمي الذي ما فتئت يوما أعليه، رأيته بأم عيني يتلاشى ككتلة من السحب تمزقها تيارات هوجاء..

                              بدأ الفجر يرسل خطاباته لعيني المشرعتين وأمواجي ما تزال تتلاطم وحيث عطفت بها تزداد هيجانا.. لم أجد غير حضنه أسند إليه بثقل ليلي وأول نهاري.. نقرات خفيفة على الأزرار جاءني صوته مرحا مفعما بالرقة والحنان.. قاطعته بصوتي المتقطع المثقل بنبرات البكاء.. ما أن استشف موضوع انزعاجي حتى انفجر يضحك بهستيرية ورَّمت أعصابي.. ليخبرني بسعادة بالغة بأنه قبل أن ينام يربط يوميا الخط بصلاحنا يشاركه عراكه وحروبه على الأنترنت. وأنه وعده قبل أمس بحاسوب محمول ليحمله معه إلى غرفة النوم. فغرفته باردة وقعوده الطويل على الكرسي متعب له وأضاف بنبرة سارة:
                              ـ صلاحك متفوق علي وذكي جدا لك أن تفتخري به..
                              ثم أضاف:
                              ـ قريبا سأنزل، يا مجنونتي، وأحمل لكما من الهدايا ما لا يخطر على بالكما..

                              كلمات قليلة نثرها زوجي في أذني فأضاءت نفسيتي وأحالت الجبل الأسود الذي كان جاثما على صدري إلى خيوط دخان.. أزحتها من فضائي بزفرة واحدة.. وامتلأ صدري فخرا بصلاحي عندما ضممت كلمات زوجي إلى كلماتي:"صلاحي متميز ومتفوق على أقرانه بذكائه ولغته الحربية هذه.. ويوم يكمل ربيعه الخامس ويلتحق بالروض ثم المدرسة سيتعلم لغة بني سنه".. فتنهدت واستنشقت هواء الفجر ومضيت أرقص على أطراف قدمي.. وأنا أستشعر أن كتلة الضوء التي استجمعها الفجر لينثرها على الوجود استودعها كلها في نفسيتي.. أعدت التيار الكهربائي إلى غرفة صلاحي ثم أعددت له فطوره على طاولة حاسوبه كما عادتي دائما وعدت إلى فراشي.. تهالكت بجانب قمري وانطفأت وأنا أبتسم لنجومي..

                              ****

                              عتبت باب بيتي أكتم حبل لهاثي من جراء ثقل حملي.. درجات السلم توالدت أمام عيني بشكل غير مسبوق.. شعرت بأني أتسلق برجا متناهي الدرجات.. ومع كل درجة أرتقيها أشعر بأن رئتي ستعلنان التمرد بعد حين.. بلغت شقتي في الطابق الثالث.. اتكأت على عضادة الباب حتى تآلفت أجزاء رئتي.. ثم خلعت حذائي ومضيت إلى مكتبي أسترق خطواتي على أطراف أصابع رجلي.. ففلتت من نشرة المجازر التي يلقيها صلاحي في وجهي كلما رمق ظلي.. إلا أنه ما أن تفطن لوجودي في الغرفة المجاورة لغرفته حتى داهمني منتشيا بفتوحاته الجديدة وعدد قتلاه. رددت عليه بكلمات مخنوقة معصورة بين أسناني المشدودة ضيقا مما بين يدي:
                              ـ اذهب واقتل أعداءك ودعني أقتل أعدائي...
                              ـ هل لك أعداء أمي؟؟
                              ـ أجل علي أن أطلع على هذه الكتب وأنجز ملفات العمل هذه ؟؟
                              أضاف حينما رآني أكمش ورقة بين يدي وأرميها بتشنج في سلة المهملات:
                              ـ أنت غبية وأسلحتك بدائية.. أعداؤك سينتصرون عليك..
                              ـ وما الحل الذي تقترحه لأعداء أمك؟؟ لا شك ستتعلم القراءة والكتابة وستنجز معي كثيرا من أعمالي وــــــــــــــ
                              ما كدت أنهي جملتي وأنا أمدد ظهري المقصوم إلى مسند كرسيي حتى كان صلاحي قد أجهز على أعدائي..أشعل الولاعة وأوقد النار في ملفاتي وأوراقي وألسنة النيران تتنطط حولي كما العفاريت... وهو يقول لي:
                              ـ هم أعداؤك.. احرقيهم قبل أن يحرقوك..

                              أطفأت النيران بعد دقائق من الهلع والعراك وهرعت إلى صلاحي المنكمش في الزاوية . ضممته إلى صدري أهدئ روع قلبه الذي يضخني بضربات تنقر صدري.. أفهمته قصدي وحذرته مما فعل فقال لي مبديا الشجاعة وعدم الاكتراث بما جرى:
                              ـ أرى بطنك ينتفخ أكثر من ذي قبل.. لعل عدوا يسكنه؟؟ لقد سدد لي أكثر من لكمة عبر هذا البالون الذي يحتمي في داخله..
                              وراح يرد الصاع صاعين فأمسكت بقبضتي يديه وأنا أقول له:
                              ـ كلا يا ولدي، هذا أخ لك.. سألده قريبا ليؤنسك...
                              ـ سأقتله يا أمي.. سأعصر رقبته.. بل سأشنقه.. كلا سأطخه بالمسدس... طخ طخ طخ طخ
                              ثم راح يتمرغ في الأرض يمثل أمامي بلذة بالغة صورة أخيه الصريع من جراء رصاصات صلاحي..
                              وخزني لأول مرة رعب قاتل من صلاحي الصغير فأوقفته وزلزلته بين يدي وقلت له وأنا أحدق إلى عينيه الخضراوين المتقدتين:
                              ـ ألا تعرف شيئا غير القتل ؟؟...
                              ـ سأكبر، يا أمي، وسأشتري أسلحة فسفورية كثييييييييرة.. أقتل أولاد الجيران والباعة المتجولين والكلاب والقطط وأفجر كل السيارات.. لن تسمعي غير فرقعات.. فرقعات.. فرقعات.. ولن تري غير نيران وأدخنة... ثم يستكين كل شيء فتشتغلين في هدوووووووء....

                              اهتز قلبي بفرقعات لسان صلاحي وانطلقت للتو أضع حدا بينه وبين القتل والتقتيل.. جردت حاسوبه من كل ما يمده بالحياة وأوهمته بأن عطبا كبيرا قد اعتراه.. وفي ذات الوقت، نقلت به إلى فضاء سنه في التلفاز.. وما رأيته منغمسا في عالم جديد مع شخوص أفلام الكرتون حتى سلتت نفسي وخرجت أجري لألحق موعد العمل.. عدت ووجدت صلاحي يتصبب عرقا يحشو عدوته بلكماته ويقطع أطرافها بأسنانه مزمجرا بما امتصه من لسان بطل الفيلم على شاشة التلفاز:"سأقتلك.. سأشرب من دمك.. " لم يهدأ صلاحي حتى كانت أحشاء المخدة الصغيرة قد تناثرت في كل أرجاء الصالة..

                              فجردت التلفاز من التيار الكهربائي وجلبت لصلاحي قطة ابنة جارتي لتؤنسه وألقيت في غرفته أشكالا من اللعب ليلهو بها.. ثم تسللت خارجة أتمايل كباخرة في عرض البحر.. ولما عدت من عملي هرع إلي إلى الباب وراح يجرني من يدي ليطلعني عن جديد يومه.. أزحته من طريقي وتهالكت على أقرب أريكة في بهو البيت.. صرخ في وجهي ويداه تسحباني لأمضي معه إلى غرفته:
                              ـ تعالي.. لقد سحقتُ عَدُوَّتي..
                              ـ من تكون عدوتك هذه المرة..؟؟ أمخدة أخرى يا صلاح الدين؟؟
                              لم يرد.. فكلمات صلاحي قليلة وفعله دائما يسبق قوله.. راح يجرني وراءه وأنا أمضي في أثره أتمايل بثقلي.. كاد أن يغمى علي وأنا أقف على هول جريمة صلاحي..

                              صلاحي الذي يبلغ أربع سنوات وبضعة أشهر، شنق القطة الصغيرة عند نافذة غرفته وشكل من أطراف جسدها مكعبات صغيرة.. ويطالبني بإلحاح أن أناوله سكينا كبيرة ليفصل رأسها عن جسدها بعدما عجز مقصه الصغير عن فصله.. وبينما هو يلح علي بأن أناوله السكين، تفجر في أعماقي صوت هادر يزلزلني:
                              ـ صلاحُكِ مجرم.. صلاحُكِ مجرم......

                              تخلفت أجر رعبي وهلعي.. أهدئه بيدي المرتعشتين وأتوسل إليه بأن يظل في مكانه.. ما كادت رجلاي تعتبان بي بوابة غرفتي حتى كان طفلي الآخر ينزلق من أحشائي.. اتكأت على كل ما تبقى لدي من إدراك وقوة أستنجد بالهاتف..

                              سمية البوغافرية
                              2008[/align]
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              • د. سعد العتابي
                                عضو أساسي
                                • 24-04-2009
                                • 665

                                #75
                                جماليات الوجع


                                الكلام المباح-ي- في قصةصلاحي
                                تتعدد جماليات النصوص الأدبية وتختلف فمنها اللغة ومنها الغموض ومنها البنى الأسلوبية المتشظية ومنها الفكرة والصورة والبنية السردية المتراصة وغيرها . غير ان قصة صلاحي تحاول ان تقدم جماليتها الخاصة والمميزة والمختلفة والمبتكرة وهي جماليات الوجع الفردي الذي ينطلق من وجع جمعي فقد لامست وجع قلوبنا على حاضرنا المشتت بين غياب ألام ورحيل الأب وكأنه ترميز بغياب الأرض والدولة وغياب بالهوية والشخصية الوطنية القوميةأيضا.
                                تتموضع جملية هذه القصة وأهميتها في الوجدان الجمعي العربي الموجوع من تشتت حاضره وغياب مستقبله وضبابيته رغم ماضيه المجيد فقد وصفت صلاحي هذا الوجع من خلا أسرة فيها الأم مشغولة سلمت ولدها لتقنيات العصر الحديث المستوردة من ثقافة اخرى تصدر لنا القتل والموت وأب مهاجر من اجل الحياة الرغيدة التي تفضي بالنتيجة الى الموت جسدا وروحا موت الحاضر و المستقبل.
                                غير ان القصة ليست بهذه البساطة والمباشرة لأنها حاولت ان تنهض على بنية سردية ممتدة الأزمنة في بناها الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل)
                                فالماضي رمز له باسم الابن صلاح الدين الذي كان املأ بعودة الماضي المجيد ممثلا بشخص أعاد للأمة وحدتها وكرامتها ووجودها غير ان هذا الحلم سرعان ما تلاشى عندما اكتشفت الأم ان الحاضر مشوه ليملك من الماضي سوى الاسم اللغة فقط فعروبتنا أصبحت لغة ماضينا لغة مجسد بحروف لأغير ولا نملك الان منها سوى الحروف .
                                أما حاضرنا فهو مشوه رمزت له القصة بالطفل وتصرفاته عندما رضع القتل من الحضارة الحديثة وأي قتل انه قتل الأخ كأنه أعادة لقصة قابيل وهابيل. مما جعل الأم تشعر بان(حتى النجوم الكثيرة التي رسمتها حول وحيدي صلاح الدين وهو ما يزال جنينا يتلمس طريقه إلى الوجود انطفأت أمام عيني واحدة تلو الأخرى). مما يعبر عن فقدان الأمل بالحاضر وربما بالمستقبل من خلال لغة شعرية موجعة.
                                الحاضر مشوه بين أم ضائعة أي ارض ضائعة كرامة ضائعة هوية ضائعة واب مغترب بعيدا وكأنه ترميز للإنسان العربي المتعلق بأرض أخرى يعمل فيها ينتج فيها يتزوج يتناسل فيها تاركا أرضه لقوم آخرين .
                                اما المستقبل فهو مجهول مع الوليد المجهول الذي ينتظر من ينتجه فهل يصنع منه صلاح الدين أم صلاحي الاسم المشوه المصغر لصلاح الدين وكأن الأسماء في هذه القصة تحاول كشف المسكوت عنه من خلال رموز أسمائها وسيكون الاسم متطابقا مع مسماه التاريخ ؟ هل سيكون متواصلا مع الماضي بمجده وعزته؟ ام منقطع تماما مشوها مثلا صلاحي.
                                في الختام لابد من الإشارة الى ان القاصة استطاعة ان تبني لقصتها بأسلوب أدبي جميل ومشوق تجعل القارئ يتواصل حتى النهاية بل والهم من ذلك انها أشركت القارئ في إنتاج سردها وصولا الى نهاية يصنعها هو. وهنا جعلته يشترك بالنهاية من خلال تصوره للوليد المستقبل وكيف يمكن ان يكون وما يجب ان يصنعه كي ينتج جيلا قادرا على أعادة بعث الأمة بل هي دعوة للقارئ بان يصنع مستقبله .

                                ولابد لي في النهاية من ان أسال القاصة هل كنتي معي في محاضراتي لطالباتي وانأ أقول صناعة مستقبلنا تبدأ من الطفولة من البيت بل من الأم وهي القادرة على صناعة الطفولة وصناعة المستقبل المرتبط الجذور بالماضي ويعمل على ان يعيد الهوية المستلبة

                                تحياتي للقاصة مع رجاء بان نرى قصصا أخرى أكثر تميزا
                                الله اكبر وعاشت العروبة
                                [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X