الأقصى في خطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    #91
    [frame="10 10"]

    الاقصى أون لاين » الأخبار » أخبار القدس والمسجد الاقصى


    "نتنياهو" يتولى بنفسه متابعة هدم المنازل الفلسطينية في القدس

    ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، اليوم أن عضو الكنيست الإسرائيلي "يورى أرييل" أبلغ اللجنة القانونية في "الكنيست" أن رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" اضطلع بدور أكثر نشاطاً في تحديد مصير أوامر هدم في شرقي القدس.

    من خلال إعطاء ملحقه العسكري الكلمة الأخيرة بشأن ما إذا كان بإمكان بلدية الاحتلال في القدس تدمير أبنية "غير قانونية" في القطاعات العربية بالقدسو.
    قالت الصحيفة فيموقعها الإلكتروني: "إن أرييل كشف من ذلك خلال مناقشة عاجلة حول مصير البؤرةالاستيطانية "بيت يوناتان"- الهيكل السكني غير القانوني في بلدة سلوان الذي يتألفمن سبعة طوابق غير قانونية والذي بنته حركة "اتريت كوهانيم" اليهودية المتطرفة فيعام 2002 في مسعى لتوطين يهود في الأحياء العربية المجاورة للمدينة".
    وقالت الصحيفة: "إن ارييل اشتكى للجنة بقوله إن رئيس الوزراء أصدر أمراً بأن تتم إحاطته علماًبكافة عمليات الهدم المستقبلية في شرقي القدس عبر ملحقه العسكري.. مضيفا بقوله: "إنأسلوب مشاركة الملحق العسكري في تلك المسألة غير محتمل وغير منطقي بدرجة كبيرةويتعين إنهاؤه".
    ونقلت الصحيفة عنمصادر دبلوماسية قولها إن رئيس وزراء الاحتلال له الكلمة فيما يتعلق بتوقيت عملياتالهدم وبإمكانه أن يضع في الحساب اعتبارات مثل الأمن والنظام العام وحتى التداعياتالدولية.


    شرطة الاحتلال تعتلي سطح المصلى القبلي للمسجد الأقصى



    اقتحمت مجموعة من ضباط شرطة الاحتلال الصهيوني، صباح اليوم، ساحات المسجد الأقصى المبارك، وتجولت في باحاته ومُصلياته.

    وقال شهود عيان لمراسلنا، أن أحد مسئولي ما يسمى بـ"سلطة الآثار الصهيونية" وسط حراسة شرطية مشددة قام باقتحام المسجد الأقصى، وأجرى جولة مشبوهة في العديد من مرافق ومُصليات وباحات المسجد المبارك.
    وفي تطور خطير وغير مسبوق قام أحد ضباط شرطة الاحتلال باعتلاء سطح المصلى القبلي في المسجد الأقصى وتجول بشكل مُريب وملفت للأنظار في المكان


    حرب دبلوماسية إسرائيلية لابتلاع القدس.. وغيبوبة عربية



    حملة ضغوط على الاتحاد الأوروبي انتهت بتحييد موقفه من القدس.. تمرير مشروع قانون في الكنيست يُصعب الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.. إعلان تجميد جزئي ومؤقت للاستيطان لإحراج الفلسطينيين..


    تلك بعض من أسلحة الاحتلال الإسرائيلي في حرب دبلوماسية شرسة لابتلاع مدينة القدس الشرقية المحتلة التي يقضمها الاستيطان يوما بعد آخر، بينما العرب "في غيبوبة عميقة"، بحسب خبراء فلسطينيين طالبوا العرب بالتحرك سريعا للحصول على اعتراف من مجلس الأمن الدولي بحدود 1967 كحدود للدولة الفلسطينية، كي يتم بعدها المطالبة بالأرض.
    ففي الأسبوع الماضي أعلنت السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، عن مشروع قرار لطرحه على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد يعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة وبالغربية عاصمة لإسرائيل، وتعتبر إسرائيل القدس عاصمة موحدة وأبدية لها منذ أن احتلت الشرقية عام 67، في خطوة لا يعترف بها مجلس الأمن، ويعتبر كل ما ترتب عليها غير شرعي.
    وعلى الفور دارت عجلة الضغوط الدبلوماسية الإسرائيلية على دول الاتحاد، وعلى الولايات المتحدة التي لم تخيب رغبة حليفتها الوثيقة، فأجرى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية السويدي كارل بيليت، دعاه خلاله إلى التخفيف من مشروع القرار، بحسب ما كشفت عنه صحف إسرائيلية.
    وانتهت هذه الحرب الدبلوماسية الإسرائيلية بتراجع الاتحاد، حيث اكتفي بالقول في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجيته في بروكسل الثلاثاء 8-12-2009، إن القدس يجب أن تصبح "عاصمة مستقبلية لدولتين" (فلسطين وإسرائيل)، وإن الوضع النهائي للمدينة يجب أن يتم الاتفاق بشأنه عبر التفاوض.
    وأضاف البيان: "إذا أردنا تحقيق سلام حقيقي فيجب إيجاد طريقة من خلال المفاوضات لحل قضية وضع القدس وجعلها عاصمة مستقبلية لإسرائيل والدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "الاتحاد الأوروبي لم يعترف أبدا بضم إسرائيل للقدس الشرقية".
    ضمن هذه الحرب الدبلوماسية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء 16-11-2009 عن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة أشهر، باستثناء القدس الشرقية.
    وتستغل إسرائيل هذا الإعلان عن "التجميد الجزئي المؤقت" في تحركاتها الدبلوماسية لإلقاء اللوم في عدم استئناف محادثات السلام على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يشترط وقفا تاما للاستيطان قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات.
    ويصب في اتجاه الضغوط الإسرائيلية على الفلسطينيين والسوريين للعودة بسرعة إلى المفاوضات، إقرار الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) الأربعاء 9-12-2009 مشروع قانون يقضي بأن أي اتفاق على انسحاب إسرائيل من القدس الشرقية وهضبة الجولان السورية يحتاج أولا إلى موافقة أكثر من نصف أعضاء الكنيست، وفي حالة موافقتهم على الاتفاق يطرح في استفتاء عام في غضون 80 يوما قبل المصادقة عليه، ويدعو الكثيرون داخل إسرائيل دمشق ورام الله إلى اغتنام الفرصة قبل المصادقة على هذا القرار بالعودة سريعا إلى المفاوضات المتوقفة منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ما بين السابع والعشرين من ديسمبر والثامن عشر من يناير الماضيين.




    إلى مجلس الأمن




    مقابل هذه الحرب الدبلوماسية الإسرائيلية الشرسة يستنكر خبراء ومحللون سياسيون فلسطينيون ما يعتبرونها "غيبوبة عربية"، داعين العواصم العربية والإسلامية إلى التوجه بسرعة إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف بحدود 67 كحدود للدولة الفلسطينية المستقبلية.
    فردا على سؤال حول كون العرب لديهم الإمكانيات لانتزاع اعتراف دولي بهذه الحدود، قال نائل طه، أستاذ القانون في جامعة النجاح الوطنية بنابلس: "بتقديري لدى العرب القدرة على الضغط من أجل انتزاع مثل هذا الاعتراف للمحافظة على القدس الشرقية من الضياع والتهويد المتواصل".
    ورأى طه، الذي اعترف بـ"ضعف عربي يصل حد الغيبوبة العميقة"، أن "العرب قادرون على اتخاذ موقف مُوحد، وثمة جوانب كثيرة تتيح لهم مواجهة الحرب الدبلوماسية الإسرائيلية، ومنها الضغط في الجانب الاقتصادي والسياسي وحتى الإعلامي".
    غير أنه شدد على "ضرورة أن يواجه الترهل العربي بموقف فلسطيني موحد، وأن تغيب ميوعة القرار الفلسطيني الناجم عن الانقسام (بين حركتي فتح وحماس)"، مضيفا: "لنتوجه برؤية موّحدة تنطلق من قاعدة القرار الفلسطيني الوطني الواحد، وليتم بعدها إرسال مذكرة للعواصم العربية ليتم طرح هذا المشروع أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة وانتزاع الاعتراف المأمول وفقا لما تمليه قرارات الشرعية الدولية".




    أين العرب؟!




    ومواجهةً للتحركات الإسرائيلية، بدأ وزير خارجية حكومة رام الله رياض المالكي جولة أوروبية تهدف إلى حشد الدعم لجهود السلطة الفلسطينية الرامية إلى الحصول على اعتراف من مجلس الأمن الدولي بحدود الدولة الفلسطينية، وتقود هذه الجولة المالكي إلى البرتغال وفرنسا وإسبانيا.
    وبنبراتٍ لم تخل من التشاؤم إزاء الموقف العربي، شدد المحلل السياسي الفلسطيني وليد المدلل، على أن "مبادرة الفلسطينيين لانتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية تحتاج إلى دعم عربي وموقف فاعل".
    واستدرك قائلا: "للأسف.. أين العرب من القدس حتى نتحدث عن إجماع وتأييد وانتزاع مواقف؟!.. صندوق دعم القدس لا يوجد فيه أي قرش.. كل مشاريع الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي في القدس لم يعد هناك حتى بيانات عربية خجولة تدينها".




    تهويد متواصل




    غير أن المدلل، وأمام هذا العجز، يرى أن "العرب مطالبون بتحرك لمنع ابتلاع القدس وضياعها، فلا يجوز أن تتحرك إسرائيل، وبكل جدّية، لمنع أي اعتراف دولي أو غربي بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، ولا يكون هناك أي تحرك عربي دبلوماسي مضاد".
    وشدد على ضرورة "استثمار العرب لكل إمكانياتهم وقدراتهم، فلا يجب فقط الاكتفاء بالترحيب أو التنديد، فإسرائيل مررت عبر الكنيست مشروع قانون لإجراء استفتاء على أي انسحاب من القدس المحتلة، فأين العرب؟".
    وإلى أن تفيق العواصم العربية من "الغيبوبة العميقة" تبقى التحذيرات متواصلة من ضياع القدس، ففي أحدث نداءاتها قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث": إن الاحتلال الإسرائيلي طوّق المسجد الأقصى المبارك من جميع الجهات بحزام من الأنفاق والاستيطان.
    ولا يكاد يمر يوم دون أن تتحدث الأرقام عن مصادرة أراضٍ ومنازل وتهجير سكان عرب من قلب مدينتهم المحتلة؛ بغية تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح اليهود، استعدادا ليوم تُطرح فيه القدس على طاولة المفاوضات.


    متطرفون يهود يرفعون شمعدانا ويرقصون في باحات المسجد الأقصى ودعوات لاقتحام الأقصى يوم غدٍ الخميس

    نظمت جماعات يهودية متطرفة، احتفالات صاخبة في مختلف أنحاء مدينة القدس المحتلة، خاصة في شوارع وأحياء البلدة القديمة لمناسبة ما يسمى بعيد الأنوار (الحانوكاه العبري).




    وكانت مجموعات كبيرة من المتطرفين الصهاينة قد اقتحمت المسجد الأقصى المبارك من بوابة المغاربة خلال ساعات ما بعد ظهر يوم أمس وقد قام عدد من المتطرفين برفع شمعداناً فيباحات المسجد الأقصى، وحاولوا أداء طقوسهم التلمودية بالإضافة لرقصات خاصة بطقوس العيد العبري.
    وقد استباح المتطرفون حرمة المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال التي رافقت المتطرفين أثناء اقتحامهم المسجد، حيث تجولوا داخل ساحات المسجد الأقصى وعلى مقربة من المصلى القبلي قبل أن يخرجوا من بوابة السلسلة وهم يؤدون طقوسهم ورقصاتهم الخاصة في محيط بوابةالسلسلة، وامتدت تلك الطقوس إلى العديد من بوابات الأقصى من الخارج،خاصة بوابات الناظر، والحديد والقطانين والسلسلة.
    ونصبت هذه الجماعات شمعداناً ضخماً على مقربة منبوابة الخليل، أحد بوابات البلدة القديمة في القدسالمحتلة.
    كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم أمس باقتحام المسجد الأقصى المبارك بصحبة علماء آثار واعتلوا سطح المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك وقاموا بتحركات مشبوهة.
    يُذكر أن العديد من الجماعات اليهودية قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي يوم غدٍ الخميس، متحدين بذلك مشاعر المسلمين.

    [/frame]

    تعليق

    • ركاد حسن خليل
      أديب وكاتب
      • 18-05-2008
      • 5145

      #92
      [frame="10 10"]
      الاقصى أون لاين » الأخبار » أخبار القدس والمسجد الاقصى

      حفريات إسرائيلية جديدة في منطقة باب الخليل في مدينة القدس المحتلة

      كشفت المتخصصة في شؤون الآثار عبير زياد عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بحفريات جديدة متواصلة ليل نهار في منطقة باب الخليل بالقدس المحتلة.

      وقالت زياد في: "إن الحفريات تهدف لفتح أنفاق من باب الخليل لتتصل بسلسلة أنفاق محفورة تحت الأرض، وخاصة أن منطقة باب الخليل تؤدي باتجاه باب السلسلةوحائط البراق".
      وأوضحت زياد أن منطقة باب السلسلة وحائط البراق مليئتان بالأنفاق وأن إتمام نفق يمر من باب الخليلإلى حائط البراق سوف يقضي تماماً على الشارع الوحيد الذي لا زال تجار القدس يعمل ونفيه منذ سنين طويلة, وإتمام مثل هذا النفق سوف يقضي على الوضع الاقتصادي بشكل كامل لهؤلاء التجار ويلحقهم بالأسواق المغلقة في المدينة مثل سوق الدباغة.
      وحسب ما صرح به الاحتلال للقاطنين في المنطقة أن الإغلاقات سوف تستمر لمدة عامين، بحجة تصليح بلاط الشارع، حيث تم إغلاق الشارع بوجهة حركة المواصلات والمشاة.
      وقالت زياد: "إنالجمعيات الاستيطانية نصبت منذ حوالي ثلاث أشهر شمعدان في منطقة باب الخليل، والاحتفالات الاستيطانية في منطقة باب الخليل مستمرة بشكل دائم منذ ما يزيد عن ستةأشهر".
      وذكرت أن منطقة باب الخليل المكان الرئيسي الذي تنطلق منه معظم المسيرات الاستيطانية باتجاه البلدة القديمة، بالإضافة إلى أنه مكان انطلاق المرشدين التابعين للحركة الصهيونية

      دائرة الأوقاف الإسلامية تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة في المسجد الأقصى المبارك

      احتفلت دائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بعد صلاة ظهر يوم أمس الخميس بذكرى الهجرة النبوية الشريفة لعام 1431 هجري، في المسجد الأقصى المبارك، بحضور العشرات من أبناء مدينة القدس والداخل الفلسطيني.


      وأستهل الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم رتلها القارئ فراس القزاز، وألقى كلمة الأوقاف الإسلامية الشيخ ياسر أبو غزالة مدير التطوير الإداريفي دائرة الأوقاف تطرق فيها إلى دروس عن الهجرة النبوية، ودعا إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى في كل الأوقات.

      ثم تحدث الشيخ أحمد الكرد رئيس قسم التوجيه الإسلامي في كلمة لمديرية الوعظ والإرشاد عن العبر والعظة من الهجرة النبوية، وحث المسلمين على العمل لوجه الله خالصا والتمسك بكتابه والسير على هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
      وقال "من هجرة المصطفى نستخلص العبر ونحافظ على عقيدتنا وديننا، وأن نعمر قلوبنا بالإيمان والتقوى كما تآلف المهاجرون والأنصار".
      وأكد على مكانة وأهمية المسجد الأقصى لدى المسلمين، مشيرا انه في قلوب وأفئدة المسلمين إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
      من ناحيته قال الشيخ عمر محمد الحلبي رئيس قسم الوعظ والإرشاد في كلمة لمديرية المسجد الأقصى المبارك "إن الهجرة النبوية أكدت على أن الأخوة بنيت على التوحيد، وبينت أنها ميثاق القلوب، وعهد الإنسانية الرفيعة".
      وأضاف "ثارت حمية العالم من اجل لعبة كرة قدم ولم تثور من أجل دينها وقدسها والمسجد الأقصى."
      مشيرا إلى الحملات التي تشن ضد الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
      ودعا إلى الصبر والمصابرة والاتحاد والاعتصام بحبل الله المتين، وقال "نسألالله الثبات على دينه وعلى هذه الأرض المقدسة حماة للمسجد الأقصى."
      وتولى عرافة الحفل يوسف أبو سنينة إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وتخلل الحفل أناشيد دينية لفرقة بيت المقدس للأناشيد والمدائح الدينية.



      كلمة الشيخ عزام الخطيب
      "أولاً هذه الذكرى تذكرنا بمسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وما قام به من أعمال لنشر الدعوة في كافة أنحاء المعمورة، وتذكرنا كذلك بالمسجد الأقصى المبارك الذي أسري إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عرج به إلى السموات العلا، ويذكرنا كذلك بالتسامح والعدل الذي ساد تلك الحقبة العريقة دون المساس بحقوق الآخرين، وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت هجرة تدل على تعامل الرسول مع المقدسات بطريقة تحفظ المقدسات من جهة،وتحفظ كرامة الأمة وكرام الإسلام".


      كلمة من الشيخ عبد العظيم سلهب
      في هذه المناسبة لا يملك المرء إلاّ أن يقول للمسلمين أينما كانوا، أنّ ذكرى الهجرة كانت نقطة انطلاق لقيام الدولة الإسلامية، وتميز هذه الأمة في شتى المجالات، فقد أمر الرسول أول ما أمر به إقامة سوق المدينة، الذي كان بعيدا عن الربا والاحتكار والغش، وهي ما تعاني منه شعوب الأرض في هذه الأيام،وما يعرف بالأزمة المالية.
      وأضاف فضيلة الشيخ سلهب: "نقول للمسلمين، ذكرى الهجرة النبوية الشريفة هي نقطة انطلاق لجمع الكلمة ووحدة الصف في هدف واحد ليعملوا على استعادة الأرض المغتصبة، واسترداد الكرامة، والمسجد الأقصى المبارك وبيت المقدس، ونحن في هذه المناسبة نثمّن موقف وقوف الإخوة في وجه المحاولات لإبعادهم عن أولى القبلتين، لنؤكد أن المسجد الأقصى هو جزء من عقيدة مليار ونصف مليار مسلم في هذه الدنيا، نحن نشد على أياديهم، ونطالب الجميع أن يتواصلوا مع المسجد الأقصى في كل وقت، لأن هذه هي المعادلة الصلبة التي نقف فيها في وجه انتهاك حرمة المسجد الأقصى وإجراءات التهويد




      تواجُد المُرابطين في الأقصى أفشل مخططات اليهود المتطرفين



      أفشل التواجد الكبير للمُصلين والمُرابطين في المسجد الأقصى المبارك، مخططات الجماعات اليهودية المتطرفة، التي كانت دعت عناصرها يوم أمس، وبمختلف الوسائل، إلى التواجد المكثف في باحة البراق لاقتحام الأقصى ومحاولة أداء بعض الطقوس التلمودية فيه بمناسبة ما يسمى بعيد الأنوار "الحانوكاه – الشمعدان".


      وعلى خلاف يوم أمس الذي شهد عمليات اقتحام كبيرة لليهود المتطرفين للمسجد الأقصى، لم يتمكن اليهود اليوم من تكرار نفس المحاولات، واضطرت شرطة الاحتلال إلى إغلاق بوابة المغاربة التي عادة ما تُستخدم لاقتحامات المتطرفين وقوات الاحتلال.
      وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس نظمت، بعد صلاة ظهر اليوم احتفالاً خاصاً في الجامع القبلي بالمسجد الأقصى لمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة ورأس السنة الهجرية.
      وأكد المتحدثون، على أن المسجد الأقصى بكافة مرافقه وباحاته ومصلياته وأرضه وسمائه مسجد أقصى خالص للمسلمين، وأكدوا رفضهم المطلق لممارسات سلطات الاحتلال في الأقصى، وخاصة في تضييق الخناق على العاملين فيه ومنع الرموز الدينية والوطنية المقدسية من الدخول إليه والصلاة فيه.
      وتطرقوا إلى الهجرة النبوية وما تمثله بالنسبة للمسلمين وما تمخضت عنه من ولادة أو دولة إسلامية.
      وطالب المتحدثون المواطنين ممن يستطيع الوصول إلى القدس إلى شدّ الرحال الدائم والمكثف والمتواصل إلى المسجد الأقصى.
      وتضمن الحفل أناشيد دينية خاصة بالمناسبة، ورواية قصة الهجرة ومعانيها ومغزاها ونتائجها.



      الاحتلال يصدر قرارات بهدم مسجد وسبعة منازل بمدينة القدس المحتلة

      سلَّمت سلطات الاحتلال أمس الخميس قرارًا يقضي بهدم سبعة منازل تعود إلى عائلة جمعة في حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، كما علقت قرارًا إداريًّا صادرًا عن وزارة الداخلية الصهيونية بهدم مسجد الحي خلال عشرة أيام.


      وذكرت "مؤسسة المقدسي" التي قامت بزيارةٍ ميدانيةٍ إلى المكان، إن المنازل المستهدفة تؤوي 51 مواطنًا؛ بينهم 33طفلاً، مشيرة إلى أن أطقم تابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس ووزارة الداخلية الصهيونية، طالبتهم بإخلاء المنازل خلال المدة المذكورة.
      وأعرب معاذ الزعتري مدير عام المؤسسة عن استنكاره هذه القرارات، وقال: "إن إجراءات الاحتلال الخاصة بانتهاك حقوق الفلسطينيين باتت في الأوان الأخير بأشكال متعددة وبالجملة، وهي سياسية ممنهجة تهدف إلى تهجير المقدسيين خارج حدود المدينة في إطار سياسة التطهير العرقي والتهجير الجبري للمقدسي".
      وناشد الزعتري المجتمع العربي والإسلامي والدولي التدخل لوقف هذه السياسات بحق الفلسطينيين في القدس، مشيرًا إلى أن المؤسسة التقت الأهالي واستمعت لمعاناتهم.
      ونقل الزعتري عن المواطن سعيد جمعة صاحب أحد البيوت المُهددة بالهدم؛ أن الجدار العنصري، ومنذ لحظة بنائه، حرمهم استصدار رخص بناءٍ لمنازلهم؛ علمًا أن بعض هذه المنازل مبنيٌّ منذ عام 1920، ولكن البلدية تصر على عدم إعطاء سكان هذه المنطقة حق تنظيم أراضيهم وإصدار الترخيص اللازمة؛ بسبب نيتها إقامة جسرٍ مُعلقٍ قريبٍ من مناطق سكن عائلتَيْ جمعة وخلايلة.
      وكانت عائلتا جمعة وخلايلة قدَّمتا اعتراضًا إلى البلدية على إقامة الجسر باعتبار أن منازلهما موجودةٌ وقائمةٌ قبل وجود الجدار الفاصل وقبل مخطط الجسر المنوي إقامته.
      المنزل الأول قديم وتم تشييده في العام 1920 ومساحته 45 مترًا مربعًا، وتمت إضافة بناء له بمساحة 50 مترًا مربعًا سنة 1999 ويقطن فيه تسعة أفراد؛ منهم ستة أطفال، وفرضت محكمة الاحتلال مخالفة قيمتها ثمانية آلاف شيقل، وغرامة إضافية إذا قام المواطن بإضافة أي بناءٍ جديدٍ إلى البناء الحالي إلى حين هدمه.
      وتبلغ مساحة المنزل الثاني 110أمتار مربعة، ويعيش فيه 11مواطنًا؛ بينهم سبعة أطفال، ويعود إلى المواطن علي محمدموسى جمعة (47 عامًا)، وتم هدم المنزل مرتين: الأولى كانت عام 2004، والثانية عام 2008، وكان مبنيًّا من الطوب والصفيح، وتم فرض مخالفة مالية على صاحب المنزل قيمتها 32 ألف شيقل.
      وتعيش في المنزل الثالث عائلة المواطن منور محمد موسى جمعة، وكان تم هدم منزله عام 2004، وحاليًّا يواجه المنزل الذي قام ببنائه من الطوب والصفيح أمر هدمٍ جديدًا، وتبلغ مساحته 45 مترًا مربعًا،وصاحبه ملتزمٌ بدفع مخالفة قيمتها 20 ألف شيقل، ويعيش في المنزل سبعة أفراد؛ منهم خمسة أطفال.
      وبعود المنزل الرابع إلى المواطن شاكر محمد موسى جمعة (29 عامًا)، وصدر بحقه قرار هدم رغم التزامه بدفع مخالفة بناءقيمتها 50 ألف شيقل.
      أما المنزل الخامس فيعود إلى المواطن حمود محمد موسى جمعة، فيما يعود المنزل السادس إلى المواطن حازم علي
      جمعة.
      كما تم تسليم عائلة خلايلة قرارات هدم لمنزلين؛ يعود الأول إلى المواطنة عليا حافظ عواد خلايلة (79 عامًا)،والتي بدأت معاناتها هي وابنها عندما قام ابنها محمد بالإضافة إلى بناءٍ قديمٍ مبنيٍّ منذ 1962، وكانت المحكمة غرَّمت المواطنة أكثر من أربع مرات؛ آخرها بقيمة ستة آلاف شيقل.
      ويعود المنزل الثاني إلى المواطن ياسر عواد محمد خلايلة، ومساحته 100 متر مربع، مقامًا منذ عام 2001، ويقوم المواطن ياسر بدفع المخالفة التي فرضت عليه وقيمتها 60 ألف شيقل.
      وشرحت عائلة جمعة لطاقم "مؤسسةالمقدسي" معاناتها ومعاناة جيرانها من عائلة خلايلة المُهددة أيضًا بهدم منازلها بعد أن تم بناء العديد من مقاطع جدار الضم والتوسُّع العنصري على أراضيها، وانتهت مدة تأجيل قرارات الهدم بتاريخ (10-11-2009) بعد رفض وزارة الداخلية المخططات التي تقدَّمت بها العائلة بدعوى قرب المنازل من الجدار العنصري.
      وأوضحت عائلة جمعة أنها عانت من هدم منازلها في فتراتٍ مختلفةٍ؛ منها هدم ثلاثة منازل للعائلة؛ آخرها منزل علي جمعة الذي هدم للمرة الثانية بتاريخ (12-12-2008)، بالإضافة إلى وجود قرارات هدم بحق تسعة منازل من عائلة جمعة وجيرانهم من عائلة خلايلة.
      [/frame]
      التعديل الأخير تم بواسطة ركاد حسن خليل; الساعة 18-12-2009, 12:11.

      تعليق

      • ركاد حسن خليل
        أديب وكاتب
        • 18-05-2008
        • 5145

        #93
        [frame="10 10"]
        حول القدس بإيجاز شديد
        د. عزمي بشارة
        صحيفة الخليج الإماراتية
        من مهام علم التاريخ، حين يدعي العلمية، تفنيد الأسطورة بالبحث في أصل نشوئها ووظيفتها، وبكتابة تاريخ الوقائع في مقابلها، وبميل إلى معرفة الحقيقة كما كانت من دون ادعائها، وبمنهجية تنزع نحو العلمية. ولا شك أن الإيديولوجيا بما فيها من غايات وأهداف سياسية وزوايا نظر ومصالح تتحكم في سردية التاريخ، وفي الانتقائية (حتى غير الواعية للوقائع، ناهيك بالواعية) وفي الحجم والوزن الممنوح لهذه الواقعة في مقابل تلك.
        كما إن الإيديولوجية تتحكم وتتجلى بالتحقيب وتقسيم الزمان. فهذا التقسيم المحكوم بما يسمى خصائص كل حقبة هو غالباً عمل إيديولوجي. ومن هنا لا بد من تعرّض وتعريض عملية التأريخ والمؤرخين إلى نقدصارم. ومن هنا أهمية الحرية الأكاديمية في هذا السياق تحديداً، إذ لا بد من حوار أكاديمي حر بين المؤرخين لا يتوقف عند مقدسات ومحرمات.
        ولا بد من مراجعة عمليات التأريخ بين فترة وأخرى، ليس لمجرد اكتشاف وقائع جديدة أو الكشف عنها، ولا لمجرد اجتراح وسائل جديدة في النقد والبحث والتفكيك والتركيب، بل أيضاً لأن خطاباً سياسياً سائداً هُزِمَ حملتُه، أو ضعف داخلياً وبات أكثر عرضة للنقد، أو أدى وظيفته، ولم يعد صاحب الشأن، الدولة، مثلاً بحاجة له. فاكتشفنا فجأة أن هذا الخطاب قد صمم كتب التاريخ إيديولوجيًا من وجهة نظره، فتحكم باختيار البداية والعصر الذهبي وعصر الانحطاط. واكتشفنا أن هذه ليست هي البداية بالضرورة، وأنه انتقى وقائع وأهمل غيرها. وبدل أن يفكك الأسطورة استخدمها أو تأثر بها وببنيتها وبسرديتها فخدمها في عملية كتابة التاريخ، أو سخرها في خدمته. واكتشفنا أن كليهما كان مسخراً في خدمة هدف سياسي لحركات قومية أو دينية أوفي خدمة نظام حكم.
        وانفضحت وما زالت تنفضح تواريخ إيديولوجية لدول تكتب تاريخاً من زاوية نظر حدودها الموجودة، كأنه يوجد تاريخٌ موحدٌ لقطعة الأرض هذه بالتحديد يميزها عن سواها على مر العصور، وكأن للجماعة البشرية التي تعيش عليها أيضاً تاريخاً موحداً ومنفصلاً عن غيره... والأهم من ذلك لموضوعنا أن التاريخ حين يكتب إيديولوجياً يبدو في بعض الأحيان كمن يزيل القشور والوقائع التي تسمى عارضة. ويكتشف التاريخ المضمر الذي يجب اكتشافُه ليبرر هذه الحدود السياسية، ودورَ هذه الأقلية أو الأكثرية الإثنية أو الطائفية الحاكمة بدلاً من الأغلبية الديمقراطية.
        ومع ذلك فإن البنية المعرفية لهذا كله تمكنُ من الإثبات والنفي والتفنيد والمناقشة. وبذلك تختلف عن الأسطورة بحد ذاتها، وعن التاريخ المقدس ذاته.
        فالأخيران يعبّران عن إيمان منتشر عند جماعات بشريةٍ حول حكاية الأشياء وليس تاريخها. وتمنح الحكايةُ المتضمنةُ في كل أسطورةٍ معنى ومغزى لجماعات بشرية: أصلها رسالتها، سبب وجودها، و"حقها التاريخي" الممنوح لها والمشتق من الأسطورة. ولأنه قضية إيمانية فإن النقاش والمحاورة فيه أصعب. والإيمانُ مراتبٌ رغم كل شيء، هذا برأيي المتواضع. فهنالك فرق بين إيمان بحقائق بسيطة يمكن تكذيبها وإيمان بالله عزوجل. وعندما تُعرَض رواية تاريخية متماسكة بديلة لرواية تاريخية معتنقة اعتقاداً يمكن زعزعةُ إيمانٍ بوقائع جزئية عن جهل أو عن تقليد على خلاف الإيمان بقوة إلهية خارج الطبيعة لا حقائق تدحضها.
        وإذا ارتبط التاريخ المقدس بالدين نفسه، فإن المشكلة هنا هي التعامل مع الكتب المقدسة كأنها كتب تاريخ إذ يتم التعامل مع مغاز ومعان إلهية كأنها وقائع تاريخية. وهنا يشق النقد، ويصعب النقاش. والوسيلة الأفضل طبعاً هي ليست النقاش الصدامي، بل فصل التاريخ المقدس بوقائعه ورموزه وأماكنه وعجائبه ومآثره عن التاريخ الدنيوي الذي يحاول العقل البشري المحدود أن يستعيده بالوثائق والحفريات، وبمقارنة الأدلة، والشهادات والمرويات والمذكرات، وغير ذلك... وقبل كل شيء بالعقل السليم الرافض للتسليم بالخرافات أو بالمعتقدات كأنها تاريخ حقيقي. ويبقى التاريخ المقدس كتاريخ يمنحُ معاني ومغازي، أو يولّدُ العبر كما تسمى في كتب التاريخ الإسلامية، وهي بامتياز كتب الأخبار والوقائع والعبر المتواشجة.
        ولكن السياسة تأبى هذا الفصل. والسياسة حالة دنيوية من القوى والمصالح. وهي تسخرُ الأسطورةَ والتاريخَ المقدسَ. تسخرُهما في التبرير والتعليل، وفي بناء الوعي والتعبئة والتجييش، وفي اكتساب الشرعية. وفي كل خطاب قومي، ناهيك بصراع قومي، يختلط التاريخ المقدس والتاريخ الدنيوي. وللتاريخ المقدس مناسبات ومعارك وأعوام، وأماكن للذاكرة، تتقاطع جميعها مع أحداث يريدها الوعي السياسي مفاصل تاريخية تشكّل وتصوغ الإدراكَ والشرعية.
        ولكن لا يختلطُ التاريخ المقدس بالتاريخ الدنيوي، لكي لا نقول المدنس، كما يختلطُ في القدس. ومصدر التاريخ المقدس هنا هو نصوص مقدّسة إلهية تروي قصةً، أو حكاية، عن المدينة. وقد أسهمت هذه النصوص وهذه القصص في تشكل وعي شعوب كاملة بعيدة وقريبة عن التاريخ والقوى المتصارعة فيه، وعن الخير والشر، وعن مسار التاريخ وصولاً إلى القارئ نفسه. والمدينة حاضرة بشكل مركزي فيها. وقد أثرت بنيةُ هذه القصص في جيلٍ كاملٍ من المؤرخين الغربيين والمستشرقين الذين نشئوا على هذه القصص في البيت والمدرسة وفي الأدب والفن، وتعاملوا مع التوراة، وما يسمى مسيحياً بالعهد القديم كأنه كتاب تاريخ أو كأنه سيرة شعب. فبحثوا كعلماء ناضجين عن أدلة تثبته، وعن مواقع تؤكّده. وحفروا في الأرض، وفي بالهم أن الموجودات هي مسميات لأسماء جاهزة في أذهانهم. الأداة منطق دائري يسند ذاته بأدلة تبدو مادية وعلمية. ولكن المنتوج إيديولوجي بشكل صارخ. وهو سياسي في خدمة سياسات ترى سكان البلاد الحاليين في فلسطين سكاناً طارئين عابرين. فهم عابرون وطارئون على تاريخ البلاد الحقيقي القائم في أذهان هؤلاء.
        ولا يقوم الحق، ولا القانون الدولي، ولا العلاقات بين الشعوب إلا على أساس حق السكان على وطنهم الذي ولدوا فيه أباً عن جد، وفلحوا أرضه واستصلحوها، ورووها بعرقهم، وكتبوا فيها الملاحم والقصائد، وأقاموا فيه حاضراتهم وتوارثوها. وتخيلوا لو تعاملنا مع السكان في كل بلد في العالم كأنهم حالة طارئة على تاريخ هذا البلد القديم والحقيقي والمقدس، وأن لهذا التاريخ المقدس حملة آخرين، ومتشفين يرون في السكان ركاماً فوضوياً، أو مجرد ديكور، أو أداة حفر في أفضل الحالات. تخيلوا لو قررنا أن هذا التاريخ المقدس هو الذي يمنح الحق على البلد؟ طبعاً لا يمكن تخيّل ذلك حتى بحق شعوب تعيش حيث تعيش منذ بضع مئات من السنين، ونعرف عينياً متى هاجرت ومتى توطنت، إذ إنها فعلت ذلك بعدما نشأ علم تاريخ حديث مكتوب، ناهيك بدول لم تكن قائمة وأصبحت قائمة بفعل عمليات توحيد وانفصال طيلة القرنين الأخيرين في أوروبا وغيرها.


        فلسطين والتاريخ المقدس
        ولكن هذا ما يجري بشأن فلسطين وفيها. وهذه هي الاستراتيجية الإيديولوجية المتبعة إذا صح التعبير لمصادرة فلسطين من أهلها. إنها الاستعاضة بحق تاريخي مقدس عن حق السكان الموجودين بفعل وجودهم المتسلسل والمتواصل منذ مئات وآلاف السنين كما يفهمون هم "ذاتهم" ويعرّفونها. وهي الناتجة عن اختلاط الثقافات والشعوب وتلاقحها على أرضهم منذ كنعان وحتى هيمنت الثقافة العربية الإسلامية مشكلةً بوتقة صهر في الوقت ذاته. إنها استبدال التاريخ المعاش بتاريخ آخر. هو بنظر المستعمرين التاريخ الحقيقي والمقدس الذي يؤسس لكيان آخر غير الكيان القائم، وعلى أنقاضه.

        هؤلاء ينتجون خطاباً إيديولوجياً يعاد استخدامه في خدمة سياسية توسعية استعمارية. ويجب ألا يولد هذا المجهود المنتشر من المبعوثين المدنيين للدول الاستعمارية في أيام الإمبراطورية العثمانية، والمبشرين مروراً بالقادة الصهاينة، وحتى آخر مراسل صحافي وصل البلاد رد فعل علمي نقدي. فقد كاد يسيطر على الخطاب السياسي والإعلامي وحتى الجامعي الغربي، ناهيك بـ"الإسرائيلي"، بخصوص فلسطين وحق اليهود التاريخي فيها. وتظهر الصهيونية الحديثة والمحدثة كممثل لهذا التاريخ اليهودي المفترض. ولا شك أن تفنيد هذا الخطاب بوسائل علمية تأريخية وبالحجة والمنطق هو رد الفعل الطبيعي، والذي لا بد من تشجيعه، خاصة حينما يأتي من علماء في أقسام التاريخ والأركيولوجيا في الجامعة التي تخون الأمانة عندما تؤسس للتاريخ المقدس لدين من الديانات كأنه هو التاريخ العالمي. وهي تدري كيف يجري تسخير ذلك سياسياً في احتلال بلد وطرد أهله.
        ولكن رد الفعل الآخر يأتي من المقموعين المصادرة أرضهم والمشردين والمحاصرين بالمستوطنين وبهذه الروايات والأساطير التي تقتحم بيوتهم وحاراتهم وتهدمها، أو تعيد تسميتها وتقسيمها، أو تشردهم وتقيم بدل قراهم مستوطنات بأسماء توراتية، أو تحوّلهم إلى أقلية في وطنهم، وتعتبرهم حرفياً مهاجرين وضيوفاً دخلوا "إسرائيل". خلافاً للواقع الحاضر البديهي أنها هي دخلت عليهم. فمن يكتب تاريخاً مزوراً يميل عادة للكتابة المزورة عن الحاضر. وإذا كان يكذب ويشوّه ما نشهده بأم العين فكيف نأتمنه على الماضي.
        ويكون رد الفعل أساساً بالمقاومة والصراع. وتستند المقاومة إلى شرعية الوجود على الأرض وإلى رفض الاستعمار باعتباره عملية سطو مسلح وعدوان. وهي لا تقوم لا على القانون الدولي من جهة، ولا على التاريخ المقدس من جهة أخرى. ولكن رد الفعل المقاوم هذا يستدعي أيضاً مصادر شرعية ووطنية ودينية وخطاباً مقابلاً للخطاب التوراتي وتاريخاً مقدساً آخر، أو قراءة مخالفة لنفس التاريخ المقدس، ولنفس الأمكنة. فهو يستثمر تراث الشعب وتاريخه ودينه في عملية المقاومة.
        والمشكلة أنه كلما تبيّن عجز الدول العربية، أو تبين عدم رغبتها في مواجهة أو مقاومة "إسرائيل" (كقوة دنيوية قامت بالفعل الحربي والاستيطاني وبالتخطيط السياسي وبالتطبيق الاستيطاني وبعملية بناء الأمة والمؤسسات وكلها أمور دنيوية جداً)، كلما تضخم دور التاريخ المقدس المعارض والمناقض للتاريخ المقدس الصهيوني، وكلما زاد دور الإيمان في عملية التعبئة والتجييش لجماهير تلك الدول التي تقاعست عن القيام بدورها.
        وبما أن القدس هي بؤرة التاريخ المقدس الصهيوني وعاصمته، خلافاً لتاريخه الدنيوي من بودابست وفيينا وباريس ووارسو وبريست ليتوفسك وأوديسا إلى تل أبيب والكيبوتس والموشاف و"جيش الدفاع" الدنيوية جداً جميعها، فإن عملية التعبئة الصهيونية بشكل خاص منذ عام 67 تجري حول القدس.
        وكل ما يسمى قدس بموجب الخطاب الصهيوني الذي يلتقي في القدس بشكل مطلق، ويتطابق مع الخطاب القومي الديني، يصبح مقدساً وغيرَ قابلٍ للتفاوض. ولذلك فلا بد من توسيع القدس. وبعملية التوسيع هذه تتخذ الصهيونية وحكومة "إسرائيل" مكان الآلهة فهي تسمي مناطق تبعد عن القدس عشرة كيلومترات باسم القدس أو تعتبرها جزءاً من القدس، فتصبح بذلك غير قابلة للتفاوض.
        وفي مقابل ذلك تجري تعبئة إسلامية تتمحور حول الحرم القدسي الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وحول المخططات "الإسرائيلية" العلنية والمخفية بشأنه... ولا شك أن الشعب الواقع تحت الاحتلال احتاج القدس أيضاً كرمز. وأصبح الحرم القدسي الشريف مركز حياة وهوية بالنسبة للمقدسيين بشكل خاص. فقد قُطعت أوصال مدينتهم، وتجري محاولة فصلهم عن الضفة الغربية، وحوّلوا إلى مجموعة غيتوات فقيرة داخل مدينة يهودية، وحرموا من المؤسسات الوطنية داخل المدينة، كما حوصروا اقتصادياً بقطعهم عن محيطهم الطبيعي في الضفة الغربية. ولم يبق من مركز يشدهم سوية سوى الحرم القدسي الشريف فالتفوا حوله، ينشدون كالعضلة في الدفاع.
        ولكن عربياً وإسلامياً برز قصور هائل. ففي الوقت الذي يتم فيه اختصار فلسطين إلى قدس بمعنى إهمال ما يجري في بقية فلسطين، وإذا اختزلت القدس إلى الحرم الشريف بمعنى عدم الاكتراث لما يجري في أحياء القدس من معاناة في ظل سياسة الأسرلة والتهويد، فإن هذا يصب في مصلحة "إسرائيل" التي أسرلت فلسطين والقدس كلها ما عدا الحرم القدسي الشريف، الذي تجري تحته الحفريات تحكى حوله قصة مدينة افتراضية تحته وحوله للسياحة الداخلية والخارجية.
        وبرأينا يجب أن يكون التوجه الديني الذي يلتقي مع الوطني والقومي في مقاومة الاحتلال معاكساً تماماً. فكل القدس هي حرم شريف، وكل فلسطين هي قدس. والواجب الوطني والقومي والديني يقضي بصد كل عدوان على فلسطين. حتى القرآن الكريم يتحدث عن المسجد الأقصى الذي باركنا حوله. وأنا أدعو إلى التركيز على معنى "حوله" هنا.
        ولنترك النقاش حول من بنى الهيكل: سليمان أم داوود أم ملكي صادق، أم حتى سام ابن نوح، وأين امتحن الله إبراهيم بابنه على الصخرة؟ في القدس؟ أم عند الحجر الأسود في مكة المكرمة؟ فهذا النقاش لا يقلل من شرعية التاريخ المقدس اليهودي بل يؤكده من المنطلق النقيض طبعاً، يؤكده كخصم له حالياً، حتى لو سمينا الهيكل المزعوم مسجداً.
        ومن هنا أدعوكم لرؤية ما جرى ويجري في القدس. حيث لا تعتمد "إسرائيل" الأسطورة فقط، بل أيضاً القوة العسكرية والجرافة والبولدوزر والأمر الواقع والتخطيط والبناء وشق الشوارع وسكك الحديد لتكريس الواقع ولتحقيق الأهداف الدنيوية المبررة بالأسطورة وبالتاريخ المقدس. لقد تغيرت القدس جذرياً في العقود الأخيرة. ولا شك أن من ولد فيها قبل العام 67 ويأتي لزيارتها يجد قدساً أخرى تماماً. هذا هو الواقع السياسي الذي أسس لرسالة الضمانات من بوش إلى شارون من أبريل/نيسان 2004، ويؤكد فيها عدم واقعية عودة الواقع في القدس إلى ما كان عليه قبل عام 67، وهو أيضاً ما دعا الأوروبيين مؤخراً بضغط "إسرائيلي"- أمريكي لتغيير اقتراح قرار سويدي أن تقسم القدس إلى عاصمتين، بحيث غدا الاقتراح بعد التعديل أن تكون القدس عاصمة لدولتين، وأن يقرر الطرفان التغييرات والتعديلات على حدود الرابع من حزيران.



        يجري في القدس حالياً


        اتبعت "إسرائيل" الآليات الإدارية والإجرائية التالية في عملية تهويد القدس وضمها:
        1- اختراع مفهوم القدس غير القابلة للتفاوض بتحويل القداسة إلى مفهوم سياسي.
        2- تتبع الرواية التاريخية التوراتية في كل حي وجبل وكهف في القدس بحيث تعاد تسميته ويستهدف للاستيطان واعتبار سكانه ضيوفاً تمهيداً للتضييق عليهم وطردهم.
        3- توسيع حدود المدينة لكي تشمل القداسة "الإسرائيلية" المحتكرة وغير القابلة للتفاوض أكبر مساحة ممكنة من الأرض.
        4- مصادرة الأرض من العرب وبناء المستوطنات.
        5- تقليل عدد السكان العرب بالتهجير، وباعتبارهم مهاجرين دخلوا "إسرائيل"، ومصادرة "بطاقات الهوية"، كما تسمى في "إسرائيل" وثيقة الإقامة الدائمة في المدينة، بموجب قانون الدخول إلى "إسرائيل".
        6- فصل المدينة عن بقية الضفة الغربية بواسطة تغيير مكانتها القانونية، وتمييز مكانة سكانها عن باقي مناطق الضفة، وببناء حزام استيطاني حولها، ومؤخراً أيضاً بواسطة الجدار العازل المحيط بالقدس والمسمى بالعبرية "غلاف القدس".
        منذ عام 1917 اعتبرت الخارطة الهيكلية البريطانية غربي القدس منطقة نمو وتطوير، في حين اعتبرت المناطق الواقعة شرقي المدينة خارج الأسوار مناطق بناء محدود، أما البلدة القديمة داخل الأسوار فقد حظر فيها البناء. وقد باشر الانتداب البريطاني بضم مستوطنات يهودية إلى القدس. أي أن فكرة توسيع المدينة لتشمل سكاناً يهوداً بأعداد أكبر، ومساحات بسكان عرب أقل قائمة منذ تلك الفترة. فقد ضم الانتداب عام 1947 كلاً من مستوطنة بيت هكيريم ورمات راحيل إلى المدينة. وكانت وما زالت تبعد 4 كم عن البلدة القديمة. في حين تركت قرى عربية متاخمة لأسوار البلدة القديمة مثل سلوان والطور وسور باهر كقرى خارج الخارطة الهيكلية للمدينة، أي خارج تعريف المدينة.
        وطبعاً وسّعت "إسرائيل" المدينة في ما بعد لتصل إلى حدود بيت لحم جنوباً ورام الله شمالاً. وباتت القدس هي الخارطة الهيكلية للقدس، أو مناطق نفوذ بلدية القدس. وخلط هذا كله بموقع أورشليم التوراتي، الذي كان اليهودي يختم صلاته به "إذا نسيتك يا أورشليم تنساني يميني". فهل كان المقصود قدساً سماوية تلتقي مع الأرض في يوم الدينونة، أم المقصود أورشليم أرضية غير معروفة الموقع، ويصعب تحديد أين كانت، إذا كانت؟ لا ندري. ولكن بالتأكيد لم يكن المقصود منطقة نفوذ بلدية القدس، كما تتحكم بها الائتلافات الحكومية المختلفة في "إسرائيل" منذ الاحتلال.
        فور انتهاء معارك حرب يونيو/حزيران 1967 أعلن رئيس الحكومة ليفي أشكول عن توحيد شطري القدس. ولكن الإعلان لم يجر بالصراحة التي تتم فيها المجاهرة والمفاخرة بالقدس الموحدة في أيامنا. فقد كانت "إسرائيل"، وما زالت متهيبة من أثر هذا الضم على الساحة الدولية. كما عارض أربعة وزراء من التحالف العمالي "المعراخ سابقاً" عملية الضم باعتباره قد يشكل عائقاً أمام السلام. وقد أصر بيجن الذي كان وزيراً في حكومة الوحدة الوطنية تلك على الكلام جهارة عن توحيد القدس. ولكن كانت هنالك خشية من استفزاز المشاعر العربية والإسلامية والمسيحية أكثر مما ينبغي بعد هزيمة. هنا نجد الفن والمهنية "الإسرائيلية" في الصياغات التي تبدو إجرائية وجافة ومحايدة وعديمة الضرر. فكيف بدا نص القرار؟ هكذا قررت الحكومة "الإسرائيلية" في جلستها من يوم 27 يونيو/حزيران 1967 التي ضمت فيها القدس الشرقية إلى "إسرائيل" في مخالفة صريحة قائمة على القوة لما يسمى القانون الدولي، الذي يحظر ضم الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها بالقوة: "إن تلك المساحة من أرض "إسرائيل" التي سيتم توصيفها في الملحق سوف تعتبر مناطق تطبق فيها أحكام القوانين والقضاء والإدارة النافذة المعمول في الدولة". طبعاً لن تجد في القرار كلمة القدس. وكل ما تجده في الخرائط الملحقة هو قطاعات صغيرة ملونة تدل على المناطق التي سوف يطبق عليها القانون "الإسرائيلي". ولن تجد كلمة القدس حتى في كلمة وزير العدل يعقوب شابيرا أمام الكنيست التعليلية لهذا المرسوم. لم يكن العناد ولا التباهي "الإسرائيلي" بشأن القدس قائماً في حينه. ويبدو أنه ازداد مع مرور الزمن، وتناسب عكسياً مع الرغبة أو القدرة العربية على فعل شيء، وطردياً مع تلون ونفاق ما يسمى إيديولوجيا بالمجتمع الدولي.
        وصادقت الكنيست على مرسوم الضم الحكومي. واكتفت بإدخال تعديلات على إجراءات الحكم والقضاء، المادة 11 (ب)، وكذلك على قانون البلديات بما يتلاءم وهذا المرسوم. في تلك الفترة كانت "إسرائيل" تبخل بالكلام، ولكنها كانت تخطط وتعمل وتصادر الأرض وتقيم المستوطنات. وكانت بموازاة ذلك وما زالت تدخل السكان العرب المحليين في متاهات العدالة والقوانين "الإسرائيليين"، حيث يصنع الإجراء بحد ذاته خبراً، أما النتيجة فدائما لصالح من يصادر الأرض. والنتيجة لا تصنع خبراً، فهي لا تدل على ديمقراطية "إسرائيل". دولة الاحتلال تصادر بموجب قوانين، وهي نفسها التي وضعت القوانين التي تصادر بموجبها، وتهدم بموجبها البيوت، وتغير تضاريس المكان والسكان. ولكن في غياب أي فعل عربي وأي استراتيجية مواجهة بعيدة المدى، كما هي استراتيجية التخطيط "الإسرائيلية"، تحتكم الضحية لقوانين وضعها الفاعل.
        يوم 30 يوليو/تموز 1980، أي في عهد حكومة بيجن، أقرت الكنيست قانون أساس (أي بالعربية قانون دستوري) هو قانون "القدس الموحدة عاصمة "إسرائيل"" الأبدية. (ولنترك جانباً للحظة ذلك "الأبد" الذي تحوله "إسرائيل"" كما تحول "التاريخ" إلى موظف أو مراسل عندها). كان بيجن قد طالب بمثل هذا القرار منذ أن ضُمت، وذلك بعد توقيع أول اتفاق سلام مع دولة عربية هي أكبر دولة عربية. وعلى إثر هذا القرار وُسعَت مساحة القدس البلدية من 5.6 إلى 71,2 كم.
        وفي العام 1993 جرى توسيع مدينة القدس مرة أخرى إلى 130,2 كم وفي العام 2005 أقرت الحكومة "الإسرائيلية" مخطط مدينة القدس حتى العام 2020 ويشمل أحياء استيطانية جديدة ومرافق وسكك حديد وشوارع ومناطق خضراء، وبتوسيع لمساحتها قدره 40% إضافية. وفي هذه الأثناء تحولت القدس الشرقية إلى مجموعة أحياء عربية تفصلها مستوطنات عن بعضها، ويحيط بها ما يقارب عشر مستوطنات. وشارك في هذا الجهد إضافة للدولة ولبلدية القدس مؤسسات يهودية عالمية وصناديق تمول شراءَ الأرض والمنازل حيث تصعبُ المصادرة، وجمعيات يهودية تخترق الأحياء العربية بيتاً بيتاً، وذلك بمتابعة أصحاب البيت المتوفين وورثته الموجودين في الخارج، وبتزوير الوثائق والإغراء المالي وغيره. لقد واجه سكان القدس العرب من دون مؤسسات حقيقية شبكة من المؤسسات القوية الغنية وطويلة النفس. وبقيت لجنة القدس التي أقامتها منظمة المؤتمر الإسلامي بعد الاعتداء على المسجد الأقصى بالحرق منصة للخطابات والبيانات. وحتى هذه شحت في الآونة الأخيرة.
        بين الأعوام 1948-1967 صادرت "إسرائيل" الأراضي المملوكة من قبل عرب في القدس الغربية والبالغة 40% من مساحتها بموجب قانون أملاك الغائبين، الذي صادر أملاك العرب وجعلها في عهدة القيم على أملاك الغائبين. وهم المغيّبون المشرّدون في الحقيقة. وبعد عام 67 صادرت "إسرائيل" الأرض في القدس الشرقية. وما زالت تصادرها لبناء مستوطنات قسمت أحياء المدينة في شرقي القدس بمستوطنات مثل "رمات إشكول" والـ"جفعاة تسرفتيت"، و"هار هتسوفيم"، و"نفي يعقوب"، و"جيلو" وغيرها، وفي الموجة الثانية لغرض بناء مستوطنات تحيط بالقدس الشرقية من كل جانب مثل: بسجات زئيف و"متسودات زئيف"، و"هار حوماه"، و"معاليه أدوميم"، و"عطروت". وتفصلها عن باقي الضفة الغربية، بما في ذلك من تقطيع لأوصال الضفة كلها إلى قسمين، شمال وجنوب، يصعب التواصل بينها. وقد جرت هذه المصادرات بموجب قانون المصادرة لأغراض المنفعة العامة من العام 1953.
        وفي ظل الإيديولوجية الصهيونية يشكل بناء المستوطنات مصلحة عامة تبرّرُ مصادرة الأرض ممن لا يستفيدون منها بل تقوم المستوطنات على أنقاض منفعتهم العامة، لتعلّمك "إسرائيل" أن القانون يمثل إيديولوجية، ويخدمُ مصالح وأهدافاً سياسية. وحتى لو تصرف القانونيون وكأن وظيفتهم غير سياسية. فهم سياسيون، ولكنهم سياسيون على سكة محددة، يسيرون عليها، لا يرون ولا يسمعون ما حولها. إن تفسير القانون الذي سن لأهداف سياسية، والمرافعة بموجبه، والحكم بحسبه بشكل "موضوعي ومحايد"، هي نشاطات سياسية لا موضوعية ولا محايدة. وعندما تسلم المحكمة "الإسرائيلية" العليا بمثل هذه القوانين، وتحكم على أساسها فإنها لا تحكم بحيادية ولا بموضوعية، بل تحكم كمحكمة احتلال "إسرائيلية" هي أداة رئيسية في تبرير وتغطية وتنفيذ عملية الأسرلة والتهويد وإزالة العوائق من طريق الاحتلال والاستيطان.
        منذ العام 67 استولت "إسرائيل" على 85% من أراضي القدس الشرقية التي كانت تحت الحكم الأردني بفعل قوانين تملّك ومصادرة مختلفة. وقد تواطأ القانون والقضاء "الإسرائيليان" منذ ضم القدس في واحدة من أكثر عمليات الخداع القانوني فداحة في التاريخ. فقد وافقت المحكمة العليا "الإسرائيلية" بمجرد الضم أن يتم التعامل مع عرب هذه المدينة، سكانها الأصليين أباً عن جد، وأصحاب البيوت والأملاك فيها، وكأنهم قد دخلوا إلى "إسرائيل" كمهاجرين لتوهم. وموعد هجرتهم إلى "إسرائيل" هو يوم ضمت القدس إليها. وبما أن القدس وبيوتهم نفسها صارت جزءاً من "إسرائيل"، فإنهم يعتبرون بسحر الفقه القانوني، في لحظة واحدة، وبين ليلة وضحاها وكأنهم دخلوا بيوتهم ذاتها كمهاجرين. وهكذا قررت المحكمة في قضية الدكتور مبارك عوض أن الولادة في القدس لا تمنح المواطن العربي إقامة فيها بالضرورة، ولا تمنع إبعاده عن المدينة بسحب إقامته المسماة في "إسرائيل" "بطاقة هوية". وبموجب قانون الدخول إلى "إسرائيل" يُمنَحُ المهاجرُ إقامةً، ولكن في حالة حصوله على إقامة في بلد آخر، أوفي حالة حصوله على جواز سفر آخر، أو في حالة مكوثه خارج البلاد لمدة سبع سنوات فإنه يخسر كمهاجر إقامته في البلاد. (وفي هذه الحالة يخسر الإقامة في بلده). هكذا بدأت عملية تطهير إثني لسكان القدس. وقد بلغ عدد المقدسيين الذي حرموا من بطاقة الإقامة في بلدهم في العام 2008 وحده 4577 مواطناً.
        ومؤخراً في مايو/أيار 2006 وافقت المحكمة العليا أيضاً على قانون بدأ كمرسوم يتجدد سنوياً، ثم تحول إلى قانون لا يَمنَحَ بموجبه الزواجُ من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الحق بلم الشمل والإقامة في "إسرائيل" بما فيها القدس، أي أن المقدسي أو العربي من الداخل الذي يرتبط بابنة شعبه أو التي ترتبط بابن شعبها برابطة الزواج يجب عليه أن يغادر القدس عملياً إذا أراد أو أرادت العيش مع العائلة.
        وقد اتخذ القرار ببناء الجدار العازل حول القدس بطول 88 كم في اللجنة الوزارية لشؤون القدس يوم 11 مايو/أيار 2002، وفيما عدا فصله للبيوت عن بعضها، وجانب من الشارع عن الجانب الآخر حرفياً، وإلغاء شوارع تاريخية مثل شارع القدس- رام الله، وتحويل أحياء وقرى بكاملها إلى معازل، فإن الجدار أخرج من القدس 80 -90 ألف عربي من حملة بطاقة الهوية المقدسية أو"الإسرائيلية".
        وأخيراً يوم 11 مارس/آذار 2008 قررت الحكومة "الإسرائيلية" تسجيل عقارات فلسطينية في الطابو باسم اليهود الذين استولوا عليها من الحي المسمى مقدسياً باسم "حارة الشرف" وهو الملاصق لحائط البراق ويتاخم الحرم. لقد شرد سكان هذا الحي، وهجروا من بيوتهم لإقامة ساحة الصلاة عند حائط المبكى أو الحائط الغربي للهيكل كما يسميه اليهود، ولتوطين اليهود لإعادة مجال الحي اليهودي. وأصبح اسم هذا القسم من البلدة القديمة داخل الأسوار "الحي اليهودي". وجرى مضاعفة مساحته عدة مرات. ولكن مع عملية التسجيل بالطابو حوّلت الأملاك المصادرة إلى ملكية خاصة للسكان اليهود كأفراد، وذلك في سابقة تتكرر حالياً في عملية خصخصة أملاك الغائبين، أي أملاك اللاجئين داخل المناطق التي احتلت عام 1948، وذلك في تصفية قضية اللاجئين والقدس حتى من الناحية الشكلية. إذ أن "إسرائيل" تقوم ببعثرتها إلى قضية ملكيات خاصة لأفراد مواطنين، بعد أن كانت أراضي دولة تعار لمواطنيها اليهود إعارة ولو لمدد 49 و99 عاماً. ولكن هذه الخصخصة تتم بحماية الدولة وبتخطيطها. هذه الخصخصة هي مشروع عام لتصفية ما هو عالق مثل قضية أملاك اللاجئين ومصير القدس الشرقية.
        ولكن الخصخصة التي تقوم بها الأنظمة العربية هي ترك فلسطين للفلسطينيين، وما تقوم به السلطة الفلسطينية هو ترك القدس للمقدسيين ليصبحوا كالأيتام على موائد اللئام.
        ومن هنا لا بد من قلب المعادلة. لكي تصبح كل القدس هي حرم شريف وكل فلسطين هي قدس، ولكي تكون القدس وفلسطين قضايا الأمة بأكملها وليس قضية الفلسطينيين وحدهم.
        يصبح المنزل المعرض للهدم قضية كل المقدسيين إذا كانت القدس قضية الفلسطينيين، وقضية فلسطين هي قضية العرب، وهو نفس النهج الذي لا يترك الفقر للفقراء ولا المرض للمرضى ولا التعليم للأهل وحدهم، إنه نفس النهج الذي يبني أمما وشعوباً. تكتسب قضية القدس هنا رمزية من نوع آخر تماماً.
        [/frame]

        تعليق

        • ركاد حسن خليل
          أديب وكاتب
          • 18-05-2008
          • 5145

          #94
          [frame="10 10"]
          الاقصى أون لاين » الأخبار » أخبار القدس والمسجد الاقصى
          مخطط إسرائيلي لإقامة حزام استيطاني حول مدينة القدس المحتلة

          اتهم تقرير صدر حديثاً السلطات الإسرائيلية بتصعيد انتهاكاتها بحق المقدسيين ومضاعفة خروقاتها لهذه الحقوق خلال نوفمبر الماضي، خاصةً فيما يتعلق بهدم 15 منزلاً، وتسليم العشرات من إخطارات الهدم الجديدة، إضافةً إلى انتهاكات حرية العبادة والمس بالمقدسات الإسلامية.

          ورصد التقرير الصادر عن وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية انتهاكات لحرية الأفراد العامة خاصة في مجال حرية الحركة والتنقل وفرض مزيد من القيود عليها، ومنها إصدار أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة طالت رموزا دينية ووطنية وحتى مواطنين عاديين.
          كما ورصد التقرير تصعيداً إسرائيلياً في مجال الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية شرقي القدس المحتلة، وذلك بإعلان سلطات الاحتلال تسويق عدد كبير من قطع الأراضي في القدس بهدف بناء 1800 وحدة استيطانية خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتسويق أراض لبناء ألف وحدة استيطانية خلال العام المقبل.
          وأكد التقرير أن نوفمبر الماضي سجل هدم 15 مبنى ومنشأة بذريعة عدم الترخيص, إضافة إلى تسليم موظفي بلدية الاحتلال في القدس الغربية العشرات من إخطارات الهدم لمساكن مواطنين في البلدة القديمة وفي أحياء أخرى من المدينة.
          وبالنسبة للدعم الذي يقدمه الأمريكيون من أصل يهودي لمشاريع البناء الاستيطاني في القدس الشرقية, أوضح التقرير أن مجموعة من اليهود الأمريكيين يقدر عددهم بـ50 ثرياً برئاسة عضو مجلس نواب ولاية نيويورك دوف هيكند، أعلنت استعدادها لشراء عقارات وشقق سكنية في القدس الشرقية.
          وتابع "يتزامن هذا النشاط مع ما كشف عنه مؤخراً عن مخطط إسرائيلي لإقامة حزام استيطاني حول القدس يضم 48 ألف وحدة استيطانية لاستيعاب نصف مليون مستوطن وعزل البلدة القديمة عن محيطها من خلال تسريع العمل بمشروع البوابة الشرقية الهادف إلى تطويق القدس الشرقية من ناحية الشرق ومنع التوسع العمراني الفلسطيني".
          وفيما يختص بالاعتداء على المقدسات وانتهاك الحريات الدينية للأفراد، سجلت خلال نوفمبر سلسلة من هذه الاعتداءات من أخطرها محاولة مستوطن يهودي مسلح الدخول إلى المسجد الأقصى من ناحية المطهرة, كما صعدت السلطات الإسرائيلية من سياسة الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى ومنع المواطنين من أداء الصلاة هناك.
          وسجل التقرير في نوفمبر المزيد أيضا من الاعتداءات وأعمال التنكيل التي نفذها متطرفون يهود ضد مواطنين مقدسيين والمنازل والممتلكات خاصة في حي الشيخ جراح برعاية وحماية الشرطة الإسرائيلية.
          ودعا التقرير إلى مواصلة مساعي تقديم الدعم وتجنيده للمقدسيين حتى يواصلوا الصمود في مدينتهم, ومتابعة تقرير "جولدستون" في المحافل الدولية وصولاً إلى مثول مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام القضاء الدولي, والعمل على تفعيل قرار محكمة العدل العليا الخاص بجدار الفصل.
          [/frame]
          التعديل الأخير تم بواسطة ركاد حسن خليل; الساعة 21-12-2009, 09:12.

          تعليق

          • ركاد حسن خليل
            أديب وكاتب
            • 18-05-2008
            • 5145

            #95
            [frame="10 10"]

            بداية لابد من كلمة صريحة عن الحاضر، قبل العودة إلى ماضي فلسطين القديم ملخصها: أننا على قناعة بأن مدينة القدس، ناهيك عن فلسطين، لا تحتل أي حيز في قلوب معظم الحكام العرب والمسلمين وعقولهم. فقد تخلوا عنها على نحو نهائي. التطورات في المنطقة منذ سقوطها للاستعمارين البريطاني والفرنسي تثبت ذلك على نحو لا يقبل الشك. قادة العرب والمسلمين، أداروا ظهورهم لفلسطين وللقدس ولا يكترثون بهما، حتى لفظيًّا.
            الآن، لقد شكل احتلال فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى منطلقًا جديدًا للإمبرياليات الأوروبية كي تقوم بتزوير تاريخ القدس وفلسطين القديم لصالح خطاب خلاصي (إنجيلي) يعتمد الأساطير والخرافات، وإن حاولوا صوغه بمقولات ومصطلحات شبه علمية.
            لكن المشكلة الكبرى تكمن في حقيقة أن الخطاب العربي والإسلامي عن تاريخ المدينة القديم لا يزال أسير مفردات ذلك الخطاب الخلاصي (الصهيوني) ومصطلحاته، بدلاً من أن يعتمد على مرجعية تاريخية متوافرة في الكتب والدوريات المتخصصة، وثمة علماء عرب وغير عرب عديدون قديرون يمكنهم المشاركة في النقاش من منطلق علمي رزين.
            فمن المفردات والمصطلحات الإنجيلية الصهيونية التي يحفل بها الخطاب العربي والإسلامي، على سبيل المثال: "هيكل سليمان"، "الهيكل الثاني"، "يبوس"، إضافة إلى تسمية المواقع الفلسطينية بأسماء توراتية أطلقها عليها علماء الآثار البريطانيون ومن بعدهم أثريو كيان العدو.
            ويبقى المصطلح "اليهود" هو المصطلح (الخلاصي) الأكثر استعمالاً، بينما يجب تمييز مختلف الطوائف "اليهودية" من بعضها، ولا ننسى هنا بالطبع ضرورة تمييز "بني إسرائيل" من "يهود"، وهو تمييز واضح في القرآن الكريم الذي يجب أن يشكل مرجعية الخطاب العربي والإسلامي عن المادة.
            إذا ما عدنا إلى المراجع التاريخية اليونانية واللاتينية عن فلسطين في القرون العشرة التي سبقت الفتح العربي الإسلامي، فإننا سنعثر فيها على معلومات مهمة للغاية تنقض "بدهيات" الخطاب الخلاصي "الإنجيلي-الصهيوني" الذي يتحدث عن سبي اليهود وما إلى ذلك من قصص التوراة. وبالمناسبة، فإن التوراة لا تتحدث أبدًا عن "سبي اليهود" وإنما عن سبي سكان مملكة يهوذا، والفرق بينهما، لو تعلمون، كبير.
            فعلى سبيل المثال، أقدم مرجع تاريخي متوافر عن "بلاد الشام" هو كتاب المؤرخ الإغريقي هِرُدُتْ "مكتبة التاريخ" المخصص على نحو خاص للحروب الإغريقية الفارسية. ولكن "أبو التاريخ" هذا كتب عن أمور كثيرة أخرى رآها أو سمع عنها خلال ترحاله في القرن الخامس قبل الميلاد من بلاد الإغريق إلى مصر، ومنها إلى بابل.
            فعلى سبيل المثال هِرُدُتْ الذي عاش وكتب في القرن الخامس قبل التأريخ المسيحي، لم يسمع عن "أورشليم" أو يهوذا، بل على العكس من ذلك فقد تحدث بصريح الكلمة عن "سوريو فلسطين"، وأوحى بأن فلسطين –هكذا حرفيًّا- تمتد من دمشق إلى صحراء سيناء، بينما يحدد الخطاب الخلاصي حدودها ضمن "قطاع غزة" الحالي تقريبًا.
            هِرُدُتْ لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى "إسرائيل" أو "يهوذا" أو "السامرة" أو "السبي" أو "أورشليم" أو "الهيكل". ولو كان سمع بذلك لكتب عن الموضوع حتى بكلمات مقتضبة، ذلك أنه تحدث عن مواقع وأقوام بعيدة، ومنها جنوبي جزيرة العرب ومنتجاتها الطبيعية، التي كما نعرف تبعد عن طريق مسيرته آلاف الأكيال.
            نحن لسنا في صدد الحديث عن جغرافية "الحدث التوراتي" وإنما تأكيد أمور بدهية وجب أن يعرفها القارئ غير المتخصص. أليس من الأمور المذهلة حقًّا أن يتحدث "أبو التاريخ" عن جغرافية فلسطين بهذه الكلمات، وأن يتجاهل الخطاب الخلاصي، الإنجيلي الصهيوني، هذه الحقيقة. أليس من المذهل حقًّا أن أبا التاريخ لم يسمع بالسبي ولا بأورشليم ولا بيهوذا.. !!، وهي أحداث من المفترض أنها وقعت في مدة قصيرة قُبَيل عهده. فلو كانت قائمة وقتها، حتى في الذاكرة العامة، لكتب عنها. هذه حقائق أساس لأنها تمدنا بمعلومة مهمة عن تاريخ المنطقة وأقوامها.
            لكن هِرُدُتْ لم يكن الوحيد الذي كتب عن المنطقة في تلك المرحلة، إغريقيًّا كان أو "لاتينيًّا"، وإن كان الأقدم. كل من كتب عن الإقليم في تلك المرحلة استخدموا المصطلح نفسه، أي: فلسطين. أرسطو وباليمو الإليومي وكاسيُس ديو العضو في مجلس شيوخ بالإمبراطورية الرومانية الذي رفض صراحة اسم "يهوذا" الرسمي، ويوليوس أفريقانوس وبطليموس وفيلو السكندري، جميعهم أطلقوا على الإقليم اسم فلسطين.
            والأمر ذاته فعله آباء الكنيسة ومنهم أسقف مدينة قيسارية يوزبيُس وأُرِغِنِس على سبيل المثال لا الحصر، مناقضين بذلك الوصف التوراتي لحدود "فلسطيا" التي من اسمها اشتق الاسم المعرب "فلسطين".
            مسألة أخرى جديرة بالالتفات إليها هنا، وإن على نحو سريع وهي ما يسمى "الهيكل". أولاً، قصة بناء هذا المعبد تردنا من كتب التاريخ والجغرافية الإغريقية واللاتينية التي تقول إن الوالي المحلي الذي عينه الرومان الذين احتلوا فلسطين في القرن الأول قبل التأريخ المسيحي حاكمًا على "ولاية" -وكان اسمه "هِرودس"، وهذه صيغة مؤغرقة للاسم الآرامي "حرد"، وكان عربيًّا من الأنباط وكان متزوجًا من ابنة أحد ملوكهم- بنى معبدًا، وهو المسمى "هيكلاً"، في مدينة القدس لإرضاء كهنة البلاد المسيطرين على مختلف الطوائف "الموحِّدة"، ومنها طوائف الصدوقيين والفريسيين والكتبة والسيكاريين وجماعة الفلسفة الرابعة والمندائيين.. إلخ المذكورين في أناجيل "العهد الجديد".في الوقت نفسه بنى حرد العربي قصرًا لنفسه وقلعة أعلى من ذلك "الهيكل" وتشرف عليه. ومن الأمور المعروفة أن الحكام، قديمًا وحاضرًا، يقيمون أفخم المباني "الدينية" تقربًا من العامة المؤمنة فطريًّا وللتغطية على فسادهم وجورهم وظلمهم.. إلخ.
            وعندما تمردت بعض الطوائف في مدينة القدس قام الرومان بهدم معبد حرد، الذي يطلق عليه الخطاب الخلاصي اسم "الهيكل الثاني" تمامًا، وصكوا عملة بالمناسبة تظهر على أحد وجهيها ثيرانًا تحرث الأرض التي أقيم عليها.
            إن استشارة المراجع اليونانية والرومانية ذات العلاقة، إضافة إلى المجلات الأثرية المتخصصة توضح أنه من غير الصحيح إطلاقًا الحديث عن "الهيكل" –الأصح: المعبد. السبب أنه وجد ما لا يقل عن ستة "هياكل" في مختلف أنحاء المشرق العربي، من جزيرة الفيلة في صعيد مصر إلى بلدة الدامور الواقعة حاليًّا ضمن أراضي الدولة اللبنانية.
            وكما أنه من غير العلمي الحديث عن "الهيكل" فإنه من غير العلمي أيضًا الحديث عن اليهود. فـ"اليهودية"، التي هي ديانة انبثقت في القرن الثاني من التأريخ المسيحي الغربي من "اليَهْوِيَّة". فقد عرف العديد من الطوائف "اليهودية"، نسبة إلى قبيلة إقليم "يهوذا"، التوراتيين، المختلفة والمتناحرة ومنها القرائيون على سبيل المثال.
            إضافة إلى ذلك، فإن العرب اليهود، أو اليهود العرب، لم يعترفوا بالتلمود الذي هو نتاج غيتوات أوروبة الشرقية والغربية.
            نقول إن الديانة "اليهودية" تأسست على يد مجموعة من الكهنة الفريسيين الذين بادروا إبان حصار الرومان لمدينة القدس إلى الاتصال بهم وعقدوا معهم صفقة أداروا بموجبها ظهورهم لـ"أبناء ملتهم" المزعومين وخرجوا منها إلى مدينة يبنة الساحلية قرب اللد، حيث بدؤوا بتأسيس المدارس الدينية وتدوين تعاليمهم في سفر يعرف باسم "التلمود".
            فاليهودية ديانة بدأت في التبلور في القرن الثاني للميلاد أسسها فرع من ديانة توحيدية أو ربما أحادية (أي: تؤمن بإله واحد ولكنها لا تنفي وجود آلهة أخرى) أطلق عليها أهل الاختصاص اسم "اليَهْوِيَّة" نسبة إلى الإله "يَهْوَه" الذي عرفه سكان بلاد الشام منذ الألف الثالثة من التقويم المسيحي.
            و"اليهود" الغربيون القاطنون الآن في فلسطين المحتلة هم نتاج الفكر والحركة الصهيونية. قبل ولادة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن هناك "يهود" كما يظهرون الآن. فلغة "يهود" أوروبة، أي الأشكناز، كانت اليِديش، أساسها اللغة الألمانية، مع خليط من لغات أخرى منها اللاتينية وبعض المفردات "العبرية".
            أما لغة "اليهود" الشرقيين-العرب، أي "المزراحيم" فكانت العربية. الحاخامات الأشكناز حظروا تداول "العبرية" لأنها "لغة مقدسة"، لغة إلههم يهوه. فقط الرجال سمح لهم باستعمالها في الصلوات فقط، أما نساء "اليهود" فكان محظورا عليهن استعمالها حتى في الصلوات.
            وما قلناه سابقًا عن مختلف التزويرات يسري على القدس، تاريخًا وحاضرًا. فهذه المدينة هي التعبير المكثف عن فلسطين، وفلسطين هي المدينة. تاريخ الإقليم والمدينة سارا جنبًا إلى جنب، وتزوير الخطاب الإسرائيلي الصهيوني، والخطاب الخلاصي (الكنسي) الغربي تاريخ فلسطين يؤدي بالضرورة إلى تزوير تاريخ مدينة القدس.
            وما التنقيبات المحمومة التي يقوم بها الإسرائيليون أسفل مدينة القدس القديمة إلا محاولة لتزوير التاريخ بهدف مصادرة الحاضر. الهدف هو محاولة إضفاء شرعية "علمية" على تاريخ وهمي وخيالي لم يعثر على أي دعم أثري له بعد نحو قرنين من التنقيبات المستمرة.
            هذا الموضوع معقد إلى درجة ما ولذا نؤثر تجنب الخوض في تفاصيل إضافية قد تربك غير المطلع. لكن ما كتبناه من حقائق مفيد من ناحية توضيح أن الكتابة في تاريخ فلسطين القديم علم قائم بذاته يتطلب معارف علمية واسعة وفي مقدمتها معرفة اللغات القديمة ومنها الآرامية والأكادية واليونانية واللاتينية والمصرية القديمة والعربية الجنوبية من سبئية ومعينية وحميرية.. إلخ، وكذلك اعتماد التنقيبات الأثرية مرجعًا وحيدًا.
            المشكلة التي تواجه الخطاب العربي السائد عن الموضوع تكمن في افتقاده إلى الحد الأدنى من هذه الشروط والمقومات، لذا نراه هزيلاً وبائسًا يعتمد الخطاب "التوراتي" والخلاصي مرجعًا، مع بعض التذاكي غير الموفق، خصوصًا عندما يجزم بأن الكنعانيين عرب واليبوسيين (المفترض أنهم سكنوا القدس القديمة قبل بني إسرائيل) عرب.. إلخ، مع أنه لم يعثر في بلاد الشام على أثر واحد يشير إلى "يبوس" التوراتية هذه، ولكن ثمة أكثر من يبوس خارج فلسطين، في سوريا مثلاً، وهي مركز الحدود السورية اللبنانية بمحاذاة بلدة المصنع اللبنانية، واسمها "جديدة يبوس" لتمييزها من جديدة أخرى، ليست يبوسية!.
            لذلك فإن الخدمة الكبرى التي يمكن تقديمها لمدينة القدس ولفلسطين عمومًا، تاريخًا وحاضرًا هي الامتناع عن الخوض في موضوع خطير كهذا من دون امتلاك الأدوات العلمية الأساس التي أشرنا إليها آنفًا.
            فليس من باب التحامل على الموضوع أطلق أهل الاختصاص على المادة مصطلح عش الأفاعي/عش العقارب. والمقصود أن ارتكاب أي خطأ سيؤدي إلى لسعة قاتلة، وكم من علماء ومدعين وأشباه علماء لسعتهم العقارب وأنهت حياتهم العلمية.
            وهنا نأمل أن تقوم قناة الجزيرة أو أي جهة أخرى متخصصة بإعطاء موضوع تاريخ القدس وفلسطين القديم ما يستحقه من اهتمام، على طريق تأسيس خطاب علمي عربي رصين عن المادة والابتعاد عن مصطلحات ولغة وخطاب عفا عليها الزمن. ولا حول ولا قوة إلا بالله
            [/frame]

            تعليق

            • ركاد حسن خليل
              أديب وكاتب
              • 18-05-2008
              • 5145

              #96
              [frame="10 10"]
              الاقصى أون لاين » الأخبار » أخبار القدس والمسجد الاقصى
              تفريغ منطقة القصور الأموية من أتربة وحجارة ووضع بوابة عملاقة


              لليوم الثاني على التوالي، انشغل العديد من مستخدمي سلطة آثار الاحتلال بتفريغ منطقة القصور الأموية في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك.

              ووفق شهود عيان،فإن اللافت في عمل اليوم هو تنزيل باب عملاق ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار وعرضه مترين،في ساعة مبكرة جداً من صباح اليوم، إلى منطقة الحفريات، فضلاً عن تفريغ الحجارةوالأتربة.
              وأكد شهود العيانأن الشاحنات تنتظر على رصيف الشارع الرئيسي ويتم تحميل أكياس كبيرة تم تجهيزهاوملؤها ومرجّح أن تكون مُعبئة بالأتربة وبقايا آثارٍ إسلامية أموية وحجارة من نفسالقصور الأموية.
              ولفت شهود العيانأن العمل يجري في منطقة تم تغطيتها بالكامل؛ الأمر الذي يثير الشكوك والشبهات، خاصةأن البوابة الحديدية تم تنزيلها على عمق في المنطقة المذكورة، ويُرجح أن تكون بوابةلرأس نفق ممتد من منطقة سلوان باتجاه المسجد الأقصى.
              من جهة ثانية، أكدحُرّاس المسجد الأقصى بأن قوة من شرطة الاحتلال يتقدمها رئيس الشرطة في منطقةالمسجد الأقصى المدعو "عوفر" اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذت جولةفي العديد من مرافق المسجد المبارك.
              استمرار الإعتداء على منطقة القصور الأموية والاثار الإسلامية في الحاوية

              الأقصى اون لاين-تابعت سلطة اثار الإحتلال عملها اليوم وهو الثالث على التوالي في نبش الاثار الإسلامية بمنطقة القصور الأموية جنوبي المسجد الأقصى ,وفي بيان وصل الأقصى اون لاين نسخة منه كشفت فيه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن ممارسات الإحتلال المتمثلة بسلطة الاثار في المنطقة حيث تتبعت المؤسسة أعمال الإحتلال ورصدت تحركات الشاحنات التي حَمّلت بالأتربة متوجه إلى مكب النفايات في مستوطنة "معالي أدوميم" فيما نقل جزء آخر من الحجارة إلى مايسمى متحف روكفلر بالقدس "المتحف الفلسطيني سابقا".
              وحسب ما أوردته مؤسسة الأقصى فإن الحجارة الكبيرة التي نقلت إلى المتحف يتم تزييفها وتهويدها.تأتي هذه الأعمال وسط تهويد علني مستمر تقوم به سلطات الإحتلال وأذرعها التنفيذية جنوبي المسجد الأقصى المبارك
              [/frame]

              تعليق

              • ركاد حسن خليل
                أديب وكاتب
                • 18-05-2008
                • 5145

                #97

                تعليق

                • ركاد حسن خليل
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2008
                  • 5145

                  #98

                  تعليق

                  • ركاد حسن خليل
                    أديب وكاتب
                    • 18-05-2008
                    • 5145

                    #99
                    [frame="10 10"]


                    الأقصى على مذبح التخاذل العربي
                    [/frame]
                    [frame="10 10"]
                    مفكرة الإسلام: دائماً ما كنت أسأل نفسي أين كان العالم الإسلامي وقت هجوم الصليبيين علي بلاد الشام واقتحامهم لبيت المقدس في شعبان سنة492 هجرية ، والمشاهد المروعة التي أعقبت هذا السقوط ، وخاصة مشهد بحور الدم التي بلغت نحور الخيل ، ومشهد المصلين والعائذين بالمسجد وقد تجللت ساحات الأقصى بجثثهم ، بعد أن ذبحهم الصليبيون داخل المسجد الذي ظنوا أنهم سيكونون بمأمن داخله ، دائماً كانت أقول لنفسي أين كان المسلمون ؟ وكل هذه النوازل الكبرى تحيط بالأمة .
                    العالم الإسلامي وقتها كان يعايش حالة من الفوضى العارمة من أقصى البلاد لأدناها ، والتناحر الداخلي والصراع الجانبي هو عنوان المرحلة ، ففي المشرق كان ولدي السلطان العظيم الراحل ملك شاه السلجوقي ــ محمد وبركياروق ــ يتقاتلان علي خلافة أبيهما الذي رحل عن الوجود في سنة 485 هجرية ، وبرحيله خلا منصب سلطنة السلاجقة ، فاقتتلا الأخوان قتالاً شديداً استنزفت فيه كل الطاقات البشرية والمادية ، كان ربع هذه الموارد كفيلاً برد عادية الصليبيين عن بيت المقدس والشام ، وفي بلاد العراق كانت الخلافة العباسية قد فقدت كل مقومات الخلافة ، وغدا منصب الخليفة بلا معني ولا مضمون ، مجرد رمز ديني يفتقد لأي سلطة ، لا أمر له ولا نهي ، تهتف المنابر بالدعاء له يوم الجمعة ، وفي بلاد مصر الصراع بين ولدي الخليفة العبيدي الخبيث المستنصر الهالك سنة 487 هجرية ــ المستعلي ونزار ــ علي أشده مما أدي لانقسام البيت العبيدي لأول مرة منذ ظهور هذه الدولة الخبيثة فاسدة المعتقد والدين ، وأصبح الحل والعقد بيد أمراء الجيوش والوزراء ، وفي الشام كان أمراء دمشق وحلب وحمص وحماة والموصل في خلاف مستمر بسبب رغبة البعض في الدخول في حلف العباسيين ، والبعض في حلف العبيديين ، مما أدى لاقتتال الأخوين دقاق وراضون فيما بينهما علي ولاية دمشق ، أما بلاد المغرب فوقتها كانت منقسمة علي نفسها لعدة دويلات في الوسط والغرب وأقصى الغرب ، وكانت أضعف من أن ترد مثل هذا الهجوم الكبير للصليبيين ، وأصبح مشهد العالم الإسلامي عبثياً للغاية ، أمام الشعوب المسلمة فلم تكن وسائل انتقال الأخبار تسمح بوصول المعلومات وقت حدوثها كما يجري الآن ، ومع ذلك وردت الأخبار بنكبة بيت المقدس إلي بغداد في رمضان من نفس السنة ، أي بعد شهر من النكبة ، وقام الفقيه أبو سعد الهروي بمقابلة رجال الدولة وحثهم علي نجدة بيت المقدس ، فأمر الخليفة العباسي المستظهر بالله بإيفاد ثلة من جلة علماء الزمان مثل الشاشي وابن عقيل والزنجاني وغيرهم ، لحث الملوك والأمراء في العالم الإسلامي علي نجدة المقدسات الأسيرة ، ولكن للقتال العنيف بين محمد وبركياروق علي سلطنة السلاجقة فشلت تلك المساعي المشكورة لإنقاذ الأقصى .
                    خبر سقوط بيت المقدس رغم فداحته العظمي وشدة وقوعه علي العالم الإسلامي ، خاصة وأنها أول مرة يقع أحد مقدسات المسلمين بيد أعدائهم ، وذلك الجزء تحديداً كان فتحه سنة 15 هجرية بمثابة الإعلان عن ظفر الإسلام علي الصليبية ، لذلك جاء عمر بنفسه لاستلام مفاتيح المدينة ، وهو ما لم يحدث مع مدينة قبلها ولا بعدها فتحها المسلمون ، خبر السقوط رغم ذلك كله ، لم يغير من إجندة المتصارعين من السلاطين والأمراء والولاة في العالم الإسلامي ، حيث لم توحد تلك النكبة زعماء المسلمين قيد أنملة ، و ظل القتال الجانبي والداخلي علي أشده بين أمراء البيت السلجوقي علي السلطنة ، وأمراء الشام علي ولاية دمشق وحمص ، وفي حين كان الحجاز واليمن وقلب الجزيرة في طي النسيان منذ زمن بعيد ، وقد آثروا الهدوء والتبعية ومشاهدة الأوضاع عن قرب وكفى.
                    ولكن كيف تحرر بيت المقدس من الصليبيين ؟
                    ظل بيت المقدس وغيره من بلاد الشام وسواحله بيد الصليبيين الذين استغلوا حالة التناحر السياسي والطائفي والمذهبي الذي عليه العالم الإسلامي ، فأقاموا أربعة إمارات صليبية بالشام وهي إمارة أنطاكية ، وإمارة طرابلس ، وإمارة بيت المقدس ، وإمارة الرها ، وحاول بعض المخلصين من أمراء المسلمين مثل الأمير مودود البرسقي مقارعة الصليبيين وكان أول من حقق عليهم انتصاراً سنة 507 هجرية ، ولكن تلك المحاولات كانت قليلة وبمبادرات فردية ، وبدوافع إيمانية محضة ، حتى قيض الله عز وجل للأمة المسلمة الأمير البطل عماد الدين زنكي الذي تولي إمرة الموصل سنة 522 هجرية ، ليكون أول أمير ومسئول مسلم صاحب رؤية متكاملة ومشروع طموح لتحرير بلاد الشام وبيت المقدس من الوجود الصليبي ، وقد قرر البطل عماد الدين زنكي أن لا يقحم نفسه في المنازعات الشديدة والخلافات الداخلية العنيفة التي كانت بين السلطان السلجوقي مسعود والخليفة العباسي المسترشد بالله ، والتي عصفت ببلاد الخلافة وخراسان ، وتعطلت مصالح العباد والبلاد بسببها ، فنحى هذه الصراعات جانباً ، وأيضاً نحى خلافاته مع أمراء حلب ودمشق وحمص ، ووضع خطة طموحة لتوحيد المدن المسلمة بالشام لتكون قوة واحدة ، وجبهة متحدة أمام العدو الصليبي الحاقد الذي أمن جانب المسلمين الغارقين في صراعاتهم الجانبية .
                    الأقصى والصفقات المريبة
                    وعلى الرغم من طول فترة الاحتلال الصليبي لبيت المقدس ، إذ تجاوزت التسعين سنة ، وعلي الرغم من حالة الضعف والتفرق العربي والإسلامي ، وعلي الرغم إجهاض العديد من مشاريع النهضة باغتيال العلماء والأمراء والقادة من قبل الباطنية ألد أعداء الأمة ، إلا أنه لم يقر احد من قادة المسلمين وأمرائهم وملوكهم للصليبيين بحق في بيت المقدس ، ولم يدخل أحد منهم في معاهدات سلام دائمة تضع الحرب فيها أوزارها للأبد ، وكل المعاهدات التي كانت تتم وقتها كانت لفترة محدودة ولصالح المسلمين ، وغالباً ما كانت لا تكتمل بسبب نقض الصليبيين لها ، و لم يعط الصليبيون صك ملكية لبيت المقدس بدعوى الحق التاريخي ، أو طول فترة الاحتلال ، أو التعايش السلمي ، ولم يدخل المسلمون رغم الضعف والتفرق في مفاوضات الحل النهائي التي تجعل للمحتل نصيباً في أرض الإسلام ، ولم يتم الاتفاق علي الانسحاب من أجزاء والاحتفاظ بآخري ، وبالجملة رغم كل المعوقات والمثبطات والمبررات رفض زعماء المسلمين أي حل يميع القضية ويبرر بقاء الاحتلال ، لذلك تحررت البلاد رغم طول الاحتلال .


                    والآن أصبح الأمر يقينياً لدى الجميع المسلمون وغيرهم، أن الصهاينة يخططون لهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم ، وهم يسيرون وفق استراتيجية ثابتة ومنهجية منذ أن احتلوا بيت المقدس سنة 67 ، تستهدف هدم المسجد وإقامة الهيكل ، وفي محاولات ثابتة ومتدرجة للإعتداء علي المسجد لتكزن بمثابة بالونات اختبارية لرد فعل الأمة الإسلامية تجاه المخططات الصهيونية ، وكلما أطلق الصهاينة بالوناً وسكت المسلمون أو اكتفوا بالتظاهر والشجب والتنديد ، نقل الصهاينة الاعتداءات لدرجة أكبر حتى وصلنا لهذه المرحلة .



                    واليوم منذ فترة قريبة تصاعدت وتيرة الاعتداءات الصهيونية علي الأقصى حتى أصبحت يومية وثابتة ويشترك فيها الجيش والقطعان المستوطنين ، وأخذت منحني جداً باقتحام المسجد والاشتباك مع المصلين وتدنيس حرمة المسجد ومحاولة اقتحام المستوطنين المسجد واقتطاع جزء من ساحاته ومصلياته للصهاينة يؤدون فيها شعائرهم الكفرية ، وأصبح الحديث عن هدم الأقصى جهارا ونهارا ، تلوكه وسائل الإعلام الصهيونية والغربية كأنه حقيقة واقعة لا محالة في الأيام المقبلة.
                    ورغم خطورة الموقف وشدة حرجه للعالم الإسلامي كله خاصة القيادات والزعامات ، إلا أن الصمت الرهيب هو عنوان الأزمة ، فلم نسمع كلمة إدانة من زعيم ولا حاكم ولا أمير ، ولم نسمع بأي إجراء تهديدي أو عقابي أو حتى استعراضي وشكلي ، بل الصمت الرهيب هو سيد الموقف ، ونحن إزاء هذا الصمت العربي والإسلامي المريب لنا أن نتساءل هل تم التنازل عن الأقصى في صفقة مريبة ، وهل تم بيع المقدسات من أجل مصالح خاصة وترتيبات داخلية تعطي بها سلطة الخيانة والعمالة حكماً ذاتياً في مناطق صغيرة لتقام عليها دويلة صغيرة منزوعة السلاح والحدود؟ وهل تمت هذه الصفقة بمباركة الأطراف العربية الصامتة التي آثرت الصمت أمام الاعتداءات الصهيونية ، ووقفت تراقب المجازر اليومية كأن الأمر لا يعنيها ، وهل سيرضي ويصمت المسلمون في كل أنحاء العالم ببيع مقدساتهم ورؤيتها وهي تنهدم علي رؤوس المقدسيين وهم لا يحركون ساكناً و لا يغيرون واقعاً ، وأين الجعجعة الإيرانية التي ملئت الدنيا صياحاً وضجيجاً وتباكياً علي نصرة الفلسطينيين مما يجرى الآن في بيت المقدس ؟ وما هي خيارات العرب والمسلمون في التعامل مع مثل هذه الكوارث العظمى ؟ وهل هدم الأقصى علي مذبح الخزي العربي سيكون ثمناً لتمرير صفقات التوريث في المنطقة؟
                    الحقيقة أن الصمت المريب فتح المجال أمام العديد من التكهنات والسيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة وهي مجملها تصب في غير صالح الأقصى و القضية الفلسطينية ، ففي حكم المؤكد أن تسوية ما أو مؤامرة قد تمت خلف الأبواب المغلقة من أجل هدم الأقصى ، وأرجو من الله عز وجل أن يأتي هذا اليوم ولباطن الأرض خير من ظاهرها لو وقعت مثل هذه الكوارث.


                    شريف عبد العزيز
                    [/frame]
                    التعديل الأخير تم بواسطة ركاد حسن خليل; الساعة 27-12-2009, 10:17.

                    تعليق

                    • ركاد حسن خليل
                      أديب وكاتب
                      • 18-05-2008
                      • 5145

                      المشاركة الأصلية بواسطة سلمى نصري
                      وكنيسة القيامة في خطر

                      ربي العون نطلبه
                      العزيزة سلمى نصري
                      أهلاً بك ومرحبًا
                      نعم يا عزيزتي..
                      وكنيسة القيامة في خطر..
                      كل مقدسّاتنا.. مساجدنا وكنائسنا في خطر
                      بلادنا من المحيط إلى الخليج
                      كلها في خطر
                      وما نداء الأقصى في خطر
                      إلاّ تدليلاً بالخاص كرمز
                      إلى العام كقضيـّة..
                      مرورك هنا هام.. وإشارتك دالـّة ومشروعة
                      تقديري ومحبّتي
                      ركاد أبو الحسن
                      التعديل الأخير تم بواسطة ركاد حسن خليل; الساعة 27-12-2009, 13:07.

                      تعليق

                      • ركاد حسن خليل
                        أديب وكاتب
                        • 18-05-2008
                        • 5145

                        المشاركة الأصلية بواسطة سلمى نصري
                        شكرا لأنك عادل ومنصف ومحترم
                        عزيزتي سلمى نصري
                        نحن جميعًا في نفس السفينة
                        وحين يُخرم جدارها سوف تتدفق الماء
                        ونصبح جميعًا في خطر
                        وليس من منجّي سوى الله
                        أشكرك سلمى على طيب سريرتك.
                        تقديري ومحبّتي
                        ركاد أبو الحسن

                        تعليق

                        • ركاد حسن خليل
                          أديب وكاتب
                          • 18-05-2008
                          • 5145

                          مخاوف شديدة من وراء الاستيلاء على أحجار القصور الأموية

                          تسير قدماك تجاهه دون أن تشعر بذلك.. يجذبك الفضول إلى معرفة ما الذي تخبئه الأرض بداخله.. وما إن تطأه قدماك حتى تنبعث منه رائحة التاريخ الأموي.. فتجذبك أقواسه ونقشات أحجاره. شعور ينتاب زائري "المصلى المرواني" الذي يقع تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية الشرقية، ليتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى.

                          تسير قدماك تجاهه دون أن تشعر بذلك.. يجذبك الفضول إلى معرفة ما الذي تخبئه الأرض بداخله.. وما إن تطأه قدماك حتى تنبعث منه رائحة التاريخ الأموي.. فتجذبك أقواسه ونقشات أحجاره. شعور ينتاب زائري "المصلى المرواني" الذي يقع تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية الشرقية، ليتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى.
                          غير أن هذا الشعور الروحاني، بات الكثيرون يتخوفون من أن يحرموا منه بعد تحذيرات أطلقها الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية، عن وجود مخطط للاحتلال الإسرائيلي لتحويل المصلى إلى كنيس يهودي.
                          وأعرب الشيخ صلاح، الذي ارتبط اسمه بالدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، عن مخاوفه من "البدء الفعلي لعملية الاستيلاء على المصلى وتحويله إلى كنيس".
                          وقال الشيخ صلاح: "هذا المخطط كشفنا عنه قبل 3 سنوات، ونشر عنه بشكل رسمي تحت اسم (كيديم أورشليم) ومعناه (القدس أولا).. لكن ما جعلنا نعيد التحذير بشأنه اليوم هو قيام الاحتلال بهدم أجزاء من القصور الأموية الملاصقة تماما للجهة الجنوبية للمصلى".
                          وتابع: "ظهور الكثير من الدلالات تجعلنا نطلق صرخة تحذير مما قد يحدث خلال الفترة المقبلة بحق المصلى المرواني".

                          الاستيلاء على الأقصى
                          وأشار رئيس الحركة الإسلامية إلى أن "إزالة بعض من حجارة القصور الأموية الملاصقة للمصلى هدفها توسيع الساحة أمام "الباب الثلاثي" الواقع في الجهة الجنوبية للمصلى والمغلق منذ عشرات السنين، والهدف هو إعادة فتحها وجعلها المدخل الأساس للكنيس".
                          وأوضح أن "الاحتلال يهدف من خلال الاستيلاء على المصلى المرواني تحقيق الهدف العام، وهو الاستيلاء على المسجد الأقصى من خلال مرحلتين، الأولى تتمثل في الاستيلاء على باطن وأسفل الأقصى، من خلال الاستيلاء على المصليات وتحويلها إلى كنس، ثم المرحلة الثانية من خلال الاستيلاء على الأقصى نفسه وتنفيذ المشروع بإقامة هيكل سليمان المزعوم".بدوره قال محمود أبو عطا، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن الجماعات اليهودية بدأت بتنفيذ الشعائر والطقوس الدينية بالقرب من الجهة الجنوبية للمصلى المرواني، وهو ترسيخ الجانب الديني بحسب معتقداتهم لهذا المكان.
                          وكشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في 23-12-2009 عن قيام الاحتلال للمرة الثانية على التوالي خلال العام الجاري بسرقة عدد كبير من أحجار القصور الأموية جنوب شرق المسجد الأقصى، وتم أخذها إلى جهة مجهولة بواسطة رافعة كبيرة، ثم تم وضعها بشاحنة.

                          المصلى المرواني
                          وعرف المصلى المرواني قديما بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب؛ حتى يتسنى بناء المسجد القبلي فوقه؛ ليكون على أرضية مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى القسم الشمالي.
                          ويرجح الكثير أنه بني في زمن مروان بن عبد الملك قبل بناء المسجد القبلي؛ لكي يستخدم للصلاة فيه، ريثما يتم الانتهاء من بناء المسجد.ويضم المصلى 16 رواقا حجريا قائما على دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف (4.5 كيلومتر).
                          ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا.
                          وخلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه "إسطبلات سليمان"، ولا يزال بالإمكان رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى لربط خيولهم، وبعد تحرير بيت المقدس، أعاد صلاح الدين الأيوبي تطهيره وإغلاقه.
                          وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة؛ نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وفي نوفمبر 1996 أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه للصلاة، بهدف حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة فيه، ومن ثم الاستيلاء عليه؛ حيث أقاموا درجا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى.
                          وتعاني كثير من أعمدة المصلى المرواني وجدرانه، خاصة في رواقه الأخير الملاصق للجدار الشرقي للمسجد الأقصى، وكذلك سقفه، من تصدعات خطيرة تهدده بالانهيار، مما يتطلب ترميما عاجلا يحظره المحتلون في إطار حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى.


                          الكاتب :سليمان بشارات

                          تعليق

                          • ركاد حسن خليل
                            أديب وكاتب
                            • 18-05-2008
                            • 5145

                            [frame="10 10"]
                            الاقصى أون لاين » الأخبار » أخبار القدس والمسجد الاقصى
                            وصول الحفريات ونقل أتربة القصور الأموية إلى منطقة ملاصقة لسور المسجد الأقصى

                            انتقل عدد من مستخدمي سلطة الآثار بحفرياتهم في منطقة القصور الأموية إلى منطقة قريبة جداً تبعد أقل من خمسة أمتار عن سور المسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية.

                            وواصل مستخدمو سلطة آثار الاحتلال تعبئة الأتربة في أكياسٍ خاصة ونقلها عبر رافعاتٍ خاصة ووضعها بشاحنات نقلٍ تنتظر على رصيف الشارع الرئيسي، كما تواصل اقتلاع حجارة بأحجام كبيرةتعود للقصور الأموية الإسلامية، وتنقلها إلى منطقة المتحف الفلسطيني "متحف روكفلر" الذي لا يبعد عن سور القدس سوى بضع الأمتار. من جهة ثانية، ذكرشهود عيان من سكان منطقة وادي حلوة القريبة من منطقة الحفريات بأن العمل يجري في المنطقة منذ أربعة أيام، ولكنه اليوم أخذ طابعاً متسارعاً والعمال وبعدد مضاعف من العمال والآليات.
                            [/frame]

                            تعليق

                            • ركاد حسن خليل
                              أديب وكاتب
                              • 18-05-2008
                              • 5145








                              تعليق

                              • ركاد حسن خليل
                                أديب وكاتب
                                • 18-05-2008
                                • 5145

                                [frame="14 10"]
                                القدس العربي 28/12/2009
                                إسرائيل تنشر مناقصات لبناء 692 شقة في مستوطنات بالقدس الشرقية وتعلن نيتها مصادرة أراض بالضفة

                                أعمال بناء جارية في مستوطنة هار حوما بالقدس الشرقية


                                تل أبيب- نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية ثلاث مناقصات لتنفيذ أعمال بناء 692 شقة في أحياء استيطانية بالقدس الشرقية تقع وراء الخط الأخضر، فيما أعلنت النيابة العامة الإسرائيلية أن السلطات تعتزم مصادرة أراض فلسطينية بملكية خاصة لتوسيع مستوطنة، خلافا لتعهدات إسرائيلية.
                                وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الاثنين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صدق على مناقصات البناء في مستوطنات القدس الشرقية ورحب بنشرها، برغم مطالبة الإدارة الأمريكية بالامتناع عن توسيع المستوطنات في القدس، وأشارت إلى أنها تأتي في خلفية المواجهات بين سلطات تطبيق القانون في إسرائيل والمستوطنين على خلفية قرار الحكومة بتعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.
                                وشملت المناقصات الثلاث، التي تم نشرها مساء الأحد، بناء 198 وحدة سكنية في مستوطنة (بسغات زئيف) و377 وحدة سكنية في مستوطنة (نافيه يعقوب) و117 وحدة سكنية في مستوطنة (هار حوما).
                                ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن مبعوث نتنياهو إلى المحادثات مع الإدارة الأمريكية المحامي يتسحاق مولخو أطلع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل على نية إسرائيل نشر المناقصات لبناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات القدس الشرقية، علما أن هذه المناطق لا يعتبر المجتمع الدولي أنها تخضع للسيادة الإسرائيلية ولذلك فإن إسرائيل تتوقع صدور تنديدات دولية بخطوتها هذه.
                                ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الإسكان الإسرائيلية قوله إن ثمة إشكالية بالنسبة للأمريكيين في ما يتعلق بهذه الأحياء الثلاثة، ووضعها مشابه لـ(غيلو) المستوطنة التي ثارت عاصفة دولية حولها بمجرد الإعلان عن التخطيط لبناء 900 وحدة سكنية فيها.
                                وقال مستشارون لنتنياهو إن الأخير يحرص على الحفاظ على شفافية أمام الأمريكيين بكل ما يتعلق بنشاط إسرائيلي ينطوي على تبعات سياسية وأن لا شيء يأتي بصورة مفاجئة.
                                وأضافوا أن نشر مناقصات البناء في مستوطنات القدس ينسجم مع قرار تعليق البناء لمدة عشرة شهور في مستوطنات الضفة الغربية كون هذا القرار لا يسري على مستوطنات القدس.
                                وأدعى مستشارو نتنياهو أنه لا يتم التمييز ضد الفلسطينيين في القدس في موضوع البناء وأنه تم إطلاع الإدارة الأمريكية على قرار رئيس بلدية القدس نير بركات بالتصديق على إضافات بناء لـ500 بيت للفلسطينيين في حي سلوان الذي يشهد هجمة استيطانية إسرائيلية كبيرة، وتهديدا بهدم عشرات البيوت فيه بحجة البناء غير المرخص رغم رفض السلطات الإسرائيلية منح تصاريح بناء في جميع أنحاء القدس الشرقية.
                                وعقب وزير الإسكان الإسرائيلي أريئيل أتياس على نشر مناقصات البناء في القدس الشرقية بالقول إن القدس في قلب الإجماع الإسرائيلي ومنذ العام 2006 لم يتم تسويق مناقصات فيها، وضائقة السكن في مستوطنات القدس معروفة ولذلك تم نشر المناقصات.
                                ومن جهة ثانية أفادت صحيفة هآرتس الاثنين أن النيابة العامة الإسرائيلية أبلغت المحكمة العليا الأحد بأنها تدرس إمكانية مصادرة أراض فلسطينية خاصة في الضفة الغربية.
                                ولفتت الصحيفة إلى أن بلاغ النيابة يتعارض مع تعهدات نتنياهو التي تضمنها خطابه في جامعة بار إيلان في شهر حزيران/ يونيو الماضي حين قال إنه لن تتم مصادر أراض لتوسيع مستوطنات قائمة.
                                كما أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس كرر هذا التعهد خلال مؤتمر صحافي عقد في القاهرة قبل بضعة أسابيع في ختام لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك.
                                وجاء بلاغ النيابة العامة ردا على التماس تم تقديمه إلى المحكمة العليا ضد بناء منشأة لمياه الصرف الصحي في مستوطنة (عوفرا) في أراض فلسطينية خاصة يملكها سكان في قرية عين يبرود الفلسطينية.
                                واعترفت السلطات الإسرائيلية لدى ردها على التماس قدمته منظمة (ييش دين) الحقوقية الإسرائيلية بأنه تم بناء المنشأة بصورة غير قانونية ومن دون الحصول على تصريح بناء، لكن هذه السلطات أعلنت من خلال النيابة العامة أمس أنها تدرس إمكانية مصادرة الأراضي التي تم بناء المنشأة فيها بهدف تشريع البناء غير القانوني.
                                وتمتد المنشأة على مساحة 37 دونما بينها 4 دونمات على سطح الأرض و33 دونما تقع فيها المنشأة تحت سطح الارض وتشمل قنوات وأنابيب، وتم البدء في بنائها في العام 2007 بشكل يتعارض مع الخارطة الهيكلية للمنطقة .وبلغت كلفتها 7.8 مليون شيكل (حوالي مليوني دولار) بتمويل من خزينة الدولة كما أن الحكومة الإسرائيلية هي التي دفعت المشروع وخططته.

                                ونقلت هآرتس عن مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي لشؤون الاستيطان ايتان بروشي إقراره أمام المحكمة العليا بأن (عوفرا) هي أكبر بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية، وأن معظم بيوتها مبنية في أراض فلسطينية خاصة يملكها السكان الفلسطينيون في القرى المجاورة، وأنه تم بناء بيوت المستوطنة من دون تصاريح بناء ومن دون رسم حدود نفوذ المستوطنة ومن دون وضع خارطة هيكلية لها.
                                [/frame]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X