الشعور الحسي والإلهام الروحي والتخيّل الابتكاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحى حسان محمد
    أديب وكاتب
    • 25-01-2009
    • 527

    #16
    [align=justify]
    [align=center]
    الأستاذ الفاضل / مصطفى شرقاوى
    [/align]
    من ضمن مسببات الشعور الحسى ووصله ، وعدم الخوف على انقطاعه أو فقدانه الشعور بالقلق الذى يصيب بالحزن والتوتر.
    والقلق هو شعور داخلى غير كامل مستنهض يرهق المشاعر ويوتر الأحاسيس ويحرق الأعصاب ويخيف العواطف ،ولكن المتسبب فيه عامل خارجى متولد نتيجة عدم المعرفة الكاملة عن حقيقة إنسان مثلنا نحبه أو قضية ما أو مشكلة ما تدور رحاها فى اشخاص عرفناهم بادوات التعرف من صحافة أو مشاهدة أو تليفزيون أو غيره ، وهناك آخرون يهددون حياتهم أو سعادتهم سواء كانت عوامل طبيعية أو من شخوص ، ونحن لا ندرك كل ما يحدث لأننا لا نعرف ولا نرى لشخصية من نحبه مصيرا معروفا ، وإن كان لها مصير فهو مخبوء عنا لا نراه ، ولا نعرف ما يحاك ضده وما يفعل به ، ونقف مكتوفى الأيدى لا نستطيع فعل شيء، مما يصيبنا بالاضطراب المهيج للنفس والمشاعر على غير هدى لكنها محبوسة فى الصدر مما تسبب الضيق، وإفقاد حرية الحركة التى تصيب بالتشنج ونحاول الخروج من هذا القلق على حساب أى شيء ربما يضر هو الآخر ويأتي على الأعصاب كلها فينهشها، وعندما تنهش الأعصاب تفقد الشعور حتى بالقلق نفسه ، وتفقد البوصلة الهادية والمحرضة على تلك المشاركة الفاعلة الشعورية لا الفعلية، التى تعزز وتقوى الروابط الإنسانية التى تمدك بالأمن المطهر من القلق والخوف 0 ثمرة القلق الراحة 0 والراحة علاج للجسد المكدود وللنفس الموجوعة وللعصب المحروق0
    [/align]
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

    تعليق

    • مصطفى شرقاوي
      أديب وكاتب
      • 09-05-2009
      • 2499

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة فتحى حسان محمد مشاهدة المشاركة
      [align=justify]
      [align=center]
      الأستاذ الفاضل / مصطفى شرقاوى
      [/align]
      من ضمن مسببات الشعور الحسى ووصله ، وعدم الخوف على انقطاعه أو فقدانه الشعور بالقلق الذى يصيب بالحزن والتوتر.
      والقلق هو شعور داخلى غير كامل مستنهض يرهق المشاعر ويوتر الأحاسيس ويحرق الأعصاب ويخيف العواطف ،ولكن المتسبب فيه عامل خارجى متولد نتيجة عدم المعرفة الكاملة عن حقيقة إنسان مثلنا نحبه أو قضية ما أو مشكلة ما تدور رحاها فى اشخاص عرفناهم بادوات التعرف من صحافة أو مشاهدة أو تليفزيون أو غيره ، وهناك آخرون يهددون حياتهم أو سعادتهم سواء كانت عوامل طبيعية أو من شخوص ، ونحن لا ندرك كل ما يحدث لأننا لا نعرف ولا نرى لشخصية من نحبه مصيرا معروفا ، وإن كان لها مصير فهو مخبوء عنا لا نراه ، ولا نعرف ما يحاك ضده وما يفعل به ، ونقف مكتوفى الأيدى لا نستطيع فعل شيء، مما يصيبنا بالاضطراب المهيج للنفس والمشاعر على غير هدى لكنها محبوسة فى الصدر مما تسبب الضيق، وإفقاد حرية الحركة التى تصيب بالتشنج ونحاول الخروج من هذا القلق على حساب أى شيء ربما يضر هو الآخر ويأتي على الأعصاب كلها فينهشها، وعندما تنهش الأعصاب تفقد الشعور حتى بالقلق نفسه ، وتفقد البوصلة الهادية والمحرضة على تلك المشاركة الفاعلة الشعورية لا الفعلية، التى تعزز وتقوى الروابط الإنسانية التى تمدك بالأمن المطهر من القلق والخوف 0 ثمرة القلق الراحة 0 والراحة علاج للجسد المكدود وللنفس الموجوعة وللعصب المحروق0
      [/align]
      أستاذي الفاضل تذهب وتاتي لنا بتعريفات جديده كلها تدور رحاها حول مسببات الشعور الحسي ووصله وكان من الأولى في المقام الثاني أن تٌفيدنا بانه هل من الممكن أن يفقد الإنسان هذا الشعور الحسي فيحيا بلا إحساس أو ينتقل بين الناس بلا مشاعر .. بالكاد لا ..... حتى الشعور بالأنا يسمى شعور فضلا عن المشاعر المعروفه سواءا كانت حميمه أو مشاعر سعيده أو مشاعر الخوف وحتى الوهم شعور بعكس الفهم ...............

      ومازال السؤال جاريا ؟ مع ما يروق لك من مناقشة في أصل الحوار من العناصر الخمسة المذكورة بعاليه ..

      كن بخير إن شاء الله

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #18
        [align=center]
        أخي الحبيب مصطفى : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
        أحبك الله الذي أحببتني فيه، جزاك الله عني خيرا و حفظك و رعاك و زادك علما و حلما و فهما، اللهم آمين.
        لقد قضيت شطرا معتبرا من ليلة أمس و نهار اليوم و أطالع في كتاب "معرج القدس في مدارج معرفة النفس" لحجة الإسلام الشيخ أبي حامد محمد الغزالي، رحمه الله تعالى، و هوكتاب قيم لكنه صعب جدا من حيث أسلوبه و الآثار التي يستشهد بها و على من يقرا فيه أن يحذر كل الحذر من المطبات أو من سوء الفهم، و الكتاب يحتاج دراسة علمية مدققة حتى تستخرج النفائس التي فيه و هي كثيرة حتما، و رغم هذا فقراءة مثل هذا الكتاب مفيدة جدا و قد تساعد على فهم النفس البشرية فهما صحيحا إلى حد ما، و لذا أقترح عليك، إن قبلت، أن تطلع على الكتاب و هو موجود في طبعات متنوعة متوفرة.
        لقد لفت انتباهي مداخلة الأستاذ الشاعر عبد الرحيم محمود، هناك حيث نشرت مقالتك، و ألفت انتباهك إلى أمر مهم للغاية و هو أن أستاذنا عبد الرحيم محمود من ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني أو الجيلي أو الكيلاني، رحمه الله تعالى، كما يدّعي هو نفسه، و لذا وجب التنيه.
        تحيتي و مودتي و دعائي لك بالتوفيق و سيكون لي، إن شاء الله تعالى، مداخلات أخرى عندما أسترجع بعض قواي.
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 26-12-2009, 17:45.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • مصطفى شرقاوي
          أديب وكاتب
          • 09-05-2009
          • 2499

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
          الأستاذ مصطفى المحترم
          أن نتهم كل التصوف بالتخريف والهلوسات هذا ما أردت الاحتجاج عليه ، حتى الحلاج الذي قال بالحلول قال عنه الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني قدس الله سره : لو أدركته لأنقذته ، إنه رجل نظر بعين قلبه فظن أنه رآى بعين رأسه .
          أما الموضوع عموما فأعجبني ، ولو لم يعجبني لما علقت ، أما ما يقوم به المتصوفة وليس الصوفية فأتفق معك في الرأي فيهم وعنهم .
          نعم هكذا اتضحت الرؤيا أستاذي فمن كان مثل الثوري لا غبار عليه في تصوفه ومن كان مثل بن المبارك هؤلاء نماذج ولكن أنت تتكلم يا أستاذي عن أعلامهم وروادهم وأنا أتكلم عمن هم في عصرنا ممن يسكنون الأزقة ويدعون الورع والزهد وأفعالهم على غير مظاهرهم ترى الرجل يمسك قطب الدخان في يده ويتمايل ويتراقص ويدعي انه يرى ما وراء الستار .... مستغلاَ خيال المتلقي الخصب وبعض مهاراته التصويرية وبعض إمكاناته اللغوية غن كان له شئ من بيان ...

          نعم هم المتصوفة .....

          أنتظر تفاعلك في نقاط الحوار الخمسة

          تعليق

          • مصطفى شرقاوي
            أديب وكاتب
            • 09-05-2009
            • 2499

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
            [align=center]
            أخي الحبيب مصطفى : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
            أحبك الله الذي أحببتني فيه، جزاك الله عني خيرا و حفظك و رعاك و زادك علما و حلما و فهما، اللهم آمين.
            لقد قضيت شطرا معتبرا من ليلة أمس و نهار اليوم و أطالع في كتاب "معرج القدس في مدارج معرفة النفس" لحجة الإسلام الشيخ أبي حامد محمد الغزالي، رحمه الله تعالى، و هوكتاب قيم لكنه صعب جدا من حيث أسلوبه و الآثار التي يستشهد بها و على من يقرا فيه أن يحذر كل الحذر من المطبات أو من سوء الفهم، و الكتاب يحتاج دراسة علمية مدققة حتى تستخرج النفائس التي فيه و هي كثيرة حتما، و رغم هذا فقراءة مثل هذا الكتاب مفيدة جدا و قد تساعد على فهم النفس البشرية فهما صحيحا إلى حد ما، و لذا أقترح عليك، إن قبلت، أن تطلع على الكتاب و هو موجود في طبعات متنوعة متوفرة.
            لقد لفت انتباهي مداخلة الأستاذ الشاعر عبد الرحيم محمود، هناك حيث نشرت مقالتك، و ألفت انتباهك إلى أمر مهم للغاية و هو أن أستاذنا عبد الرحيم محمود من ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني أو الجيلي أو الكيلاني، رحمه الله تعالى، كما يدّعي هو نفسه، و لذا وجب التنيه.
            تحيتي و مودتي و دعائي لك بالتوفيق و سيكون لي، إن شاء الله تعالى، مداخلات أخرى عندما أسترجع بعض قواي.
            [/align]
            أهلا بك ثانية أستاذنا وحفظك الله ورعاك وأعاد لك قواك

            داخلت أستاذنا عبد الرحيم هناك وشرحت له وجهة نظري في التصوف والمتصوف وأظنه تفهم ذلك مني فلك الشكر على ذلك ولكن الفرق بين صاحب الدار وبين مدعي الملكية كبير وواضح وجلل .. إذ ما يرى بعين القلب لا تسطتيع تجميعه عين الرأس فضلاً عن التكوين الصورة الذهنية للمشهود .... فالأوائل أوائل والمتأخرون قلة والفلاسفه كثر فاقبل ذلك مني ...
            انتظرك حين العودة

            تعليق

            • علي بن محمد
              عضو أساسي
              • 21-03-2009
              • 583

              #21
              أولا علينا أن نقف على لفظ إلهام على
              إطلاقه وبدون قيد كقولنا إلهام روحي أو نفسي أو عقلي
              بل يقال رجل ملهم وإمرأة ملهمة
              تفسير كلمة الإلهام
              الإلهام : الإلهام في اللغة : تلقين الله سبحانه وتعالى الخير لعبده ، أو إلقاؤه في روعه

              والفرق بين الرؤيا والإلهام أن الإلهام ، يكون في اليقظة ، بخلاف الرؤيا فإنها لا
              تكون إلا في النوم
              [SIGPIC][SIGPIC]

              تعليق

              • مصطفى شرقاوي
                أديب وكاتب
                • 09-05-2009
                • 2499

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة علي المَجَّادِي مشاهدة المشاركة
                أولا علينا أن نقف على لفظ إلهام على
                إطلاقه وبدون قيد كقولنا إلهام روحي أو نفسي أو عقلي
                بل يقال رجل ملهم وإمرأة ملهمة
                تفسير كلمة الإلهام
                الإلهام : الإلهام في اللغة : تلقين الله سبحانه وتعالى الخير لعبده ، أو إلقاؤه في روعه

                والفرق بين الرؤيا والإلهام أن الإلهام ، يكون في اليقظة ، بخلاف الرؤيا فإنها لا
                تكون إلا في النوم
                نعم ... هنا يتضح الإلهام المعني وهو من الذات العليه تبارك ربي وتعالى عن التشبيه والتعطيل ولما كان الله عز وجل أقرب إلينا من حبل الوريد فهنا يعتبر الإلهام من الداخل للداخل بنص كلام الله عز وجل " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " أما وقوفنا مع الملهمات من المصادر الخارجية للتفكر والتأمل واستنباط الأفكار ممن حولنا هو ما ترمي إليه فكرتك بالإلهام من المصدر الخارجي ربما هذا والإلهام الروحي مختلفان ....

                تكلمت وأوجزت في الإلهام الروحي ....فماذا عن الإلهام الفكري ... هل من شئ في صومعتك تخرجه لنا ... يسعدني تواصلك

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #23
                  أحبائي الأكاريم

                  الكلام عن هذه الروحانيات ليس كلاما عابرا، بل لا بد فيه من علم وذوق كما يشترطه الصوفية الكرام.

                  ولئن تكلم أستاذنا عبد الرحيم محمود عن الحواس الظاهرة فللروح حواسها وقد نعاها الله على المنافقين فقال جلت قدرته { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]؛

                  كما تحدث جل وعلا عن حياة الروح والاستفادة من وسائلها فتساءل عز وجل {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

                  أما وسائلها فهي الرؤيا الصادقة، والمشاهدة يقظة، والإلهام، والفراسة، والكشف، والكرامة.

                  فالرؤيا الصادقة تأتي كفلق الصبح، لا تحتاج في غالب الأحيان إلى علم التأويل؛

                  والمشاهدة رؤية أثناء اليقظة تقع للعبد فيشاهد بعين قلبه مشاهدات تخرق الكون، وتتجاوزه لعالم الغيب ومشاهده، ترى الجنة والنار وما فيها ومن فيها وترى وترى...{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7] }، وهل فقط ذلك؟

                  أما عن الإلهام فهو إشارة خفية وعلم يلقى للعبد بفهم سديد مطمئن تتبعه سكينة ووقار { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51]؛

                  والفراسةنظرة المرء للشيء بتفرس فيأتي بالقول كأنه مشاهدة عين{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]؛

                  الكشف وهو إظهار حقائق سترت عن الأعين فتبدو للمرء جلية علانية واقرأ قوول سيدنا عيسى عليه السلام { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]؛
                  والكرامة وهي أنواع وأعظم تكريم هي كرامة الاستقامة على الشريعة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24].

                  ومن أراد الغوص في هذا المجال ومعرفة أسراره فلنفتح له متصفحا خاصا؛ كي لا نفسد الموضوع على صاحبه.

                  وأما علاقة هذه الأشياء وتأثيرها بالأدب ورقة المعاني وصقل الموهبة الفنية فأقول إنه باختلاف الوسائل تختلف النتائج المتوصل إليها.

                  فاقرأ أشعار كبار الصوفية لترى التصوير الفني كيف يصول ويجول في النصوص الربانية.

                  فصفاء الروح يضحي مرآة تنطبع عليها الصور الناظرة إليها وتعرج الصورة معراجها وتصول وتجول لتضحي فنا رفيعا اقتبسه الكاتب من عليائه ليرسمه فنا بنثر لكلمات تميزت بجمال أخاذ وأسلوب رشيق، وفن رفيع.
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 27-12-2009, 15:54.
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #24
                    قوى الإبداع عند الإنسان.

                    قوى الإبداع عند الإنسان.
                    ا ـ بين يدي الموضوع:

                    1ـ الحديث عن الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و عن كل ما له علاقة، بشكل أو بآخر، بالإبداع الأدبي خاصة و الفني عامة و العلمي من القدرات، أو القوى، التي يملكها الإنسان، ليس كالأحاديث عن المواضيع التي لها علاقة بالماديات، إذ الماديات، لما لها من خصوصية القياس و الحدّ و العدّ و الوزن، سهلة الحصر و القصر إلى حدٍّ ما، أما المعنويات، و التي منها الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل، و غيرها مما يدخل في هذا المجال الرحب فإن الحديث عنها صعب لما تفقده من خصوصية الماديات أولا، ثم لما يعوزها من تحديد أو تعريف دقيق لغة و اصطلاحا يحول دون تداخل المفاهيم و تضارب التصورات فيها و عنها ثانيا، ثم لغموض مصادرها ثالثا.
                    2ـ و من هنا نسمح، أنا و غيري ممن يهمه هذا الموضوع، لأنفسنا بالتحدث عن تلك الموضوعات بشيء من الحرية النسبية فقط لما يمنحه لنا غياب التحديد أو التعريف العلمي الدقيق، لغة و اصطلاحا، لمصادر الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و غيرها مما يدخل في تركيبة الإنسان المعقدة، من فرص التعبير ... الحُرِّ !

                    بـ ـ الإنسان:

                    3ـ الإنسان تركيب معقد جدا بين ثلاثة عناصر متشابكة كلية : الجسد، و النفس، و الروح، و تتفاعل هذه العناصر الثلاثة فيما بينها تفاعلا يصعب تمييز ما يعود، في المعنويات، إلى كل عنصر دون الآخر للترابط الموجود و لتداخلها في بعضها و للتأثير و التأثر المتبادلين بينها، و لذا فكل حديث يصير إلى الرجم بالغيب أقرب منه إلى الحديث الموضوعي العلمي، هذه حقيقة يجب الاعتراف بها منذ البداية و التصريح بها جهرة باستثناء، طبعا، الحديث عن الجسد، لماديته، لما يمتاز به، كما أشرنا أعلاه، من إمكانية القياس بمختلف أنواعه و وسائله، تفقدها كل من النفس و الروح، و الحديث عنه، هو، يكون حديثا علميا و موضوعيا عند أهله لما اكتشف فيه من معلومات لا تعد و لا تحصى منذ مدة طويلة من الزمان، و السبب البسيط و الذي أراه يحول دون إدراك المكونين الآخرين إدراكا تاما هو انتساب الجسد إلى عالم الشهادة بنسبة كبيرة جدا، بينما تنتسب كل من النفس و الروح إلى عالم الغيب كلية، فقد نرى بعض آثارهما و لا نرى كنههما البتة، حسب علمي المتواضع الضئيل طبعا، بينما نرى آثار الجسد و كنهه جملة و تفصيلا إلى حد ما.
                    4ـ الحديثُ عن النفس و الروح سيسوقنا إلى الحديث عن اتصال كل منهما بعوالم أخرى كعالم الجن و عالم الملائكة كما يتصل الجسد بعالم الإنس و غيره من العوالم المادية، أحيوانا كانت أم نباتا أم جمادا، و في هذا الحديث سنتعرض حتما للإشارة إلى لمّة الملك و لمّة الشيطان و هواجس النفس و وساوسها و أشواق الروح و تطلعاتها، و هو حديث متشعب جدا، أو ذو شجون كما يقال، لكننا سنحاول حصره في المحاور التي حددناها من البداية : الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل و غيرها من المواضيع التي لها علاقة بالإبداع الأدبي أو الفني أو العلمي، و أستسمح القارئ فاستبق الحدث و أورد الحديث النبوي الذي تذكر فيه لمّة الملك و لمّة الشيطان لما له من علاقة وطيدة بما سيأتي من حديث عن الإلهام أو الخيال أو هواجس النفس و وساوسها أو أشواق الروح و تطلعاتها.
                    روى الإمام الترمذي، رحمه الله تعالى، في سننه، قال :" حدثنا ‏ ‏هناد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الأحوص ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن السائب ‏ ‏عن ‏ ‏مرة الهمداني ‏عن عبد الله بن مسعود قال:" قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏إن للشيطان ‏ ‏ لمّة ‏ ‏بابن ‏ ‏آدم ‏ ‏وللملك ‏ ‏ لمّة، ‏ ‏فأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الشيطان فإيعادٌ بالشّرّ وتكذيبٌ بالحق، وأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ الشّيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء ‏ الآية، قال ‏ ‏أبو عيسى الترمذي‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏وهو حديث ‏ ‏أبي الأحوص ‏ ‏لا نعلمه مرفوعا إلا من حديث ‏ ‏أبي الأحوص.

                    جـ ـ قدرات الإنسان:

                    5 ـ فما الإلهام أو الاستلهام، و ما الخيال أو التخيل ؟ ما مصدرها و ما وسائل التعبير عنها ؟ و ما الغاية منها ؟
                    و قبل التطرق للإجابة، قدر المستطاع، عن هذه الأسئلة، أو غيرها مما سيظهر خلال الحديث، أرى ضرورة التعرض لماهية النفس و الروح و ما ينتج عنهما ابتداء و ما يأتيهما من خارجهما، لكن حديثي عنهما سيكون سريعا إذ أنهما ليسا غايتي من الحديث هنا.

                    6ـ النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا.

                    7ـ أما الآن، فهذان التعريفان تقريبيان فقط للتمييز بين الجوهرين تمييزا سريعا إذ النفس مغايرة للروح تماما من حيث طبيعتهما و وظيفتهما و آثارهما، و لو أن الحديث عن "طبيعتهما" فيه مجازفة كبيرة ما دمنا قد أقررنا أنهما من عالم الغيب و أنهما جوهران غير ماديين فكيف تحدد طبيعتهما ؟ و قد سبقنا الكلام عن صلة الجسد بالعوالم المادية فكذلك للنفس و للروح صلات بعوالهما إذ لكل عنصر من هذه العناصر الثلاثة صلات تتناسب بما يشاكلها أو يجانسها من العوالم المغايرة لها من حيث الأصل و الطبيعة و الوظيفة حتما، و الأدلة عن هذا كله من القرآن الكريم و من السنة النبوية الشريفة متوفرة بكثرة تجعلها من المعلوم من الدين بالضرورة عند العارفين بها طبعا.
                    و للحديث بقية إن شاء الله تعالى حتى لا أثقل على القراء الكرام و عساهم يشاركوننا الحديث فنتقدم فيه أكثر و أكثر و إلا نتوقف إن رأيتم أنني أخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء في هذا المساء.
                    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 27-12-2009, 19:06.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #25
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      الأستاذ الكريم حسين ليشوري شكرا على هذا المقال المنهجي و الذي حددت فيه مواقع كل من النفس و الروح و في نفس السياق دعني أقول أن النفس هي نارية الطبع وهي محل الغواية و الشهوة لذا فهي متقلبة في عالم الشهادة و كلما انغمست في الشهوات و المعاصي كلما انطفأ نورها و أقتربت من عالم شياطين الجن و الانس و أتبعت خطاهم فتناست عالم الغيب و أنغمست في ملذات عالم الشهادة و أصبحت فرعونية الهوية مادية الفكر لا تصدق الا ما ترى بالعين المجردة هكذا أقيم صرح الفكر المادي و الذي يعتمد على الأسباب و المسببات و لا يعترف بوجود غيب فاعل في حياة الانسان وهو يستقي الالهام من العالم الذي ينتمي اليه و هنا أتواصل مع الحديث الشريف و الذي مفاده أن هناك لمة و لمة

                      أما الروح فهي طيف نوراني و نفخة مقدسة وهي من أمر ربي سبحانه و تتأثر بما تحدثه النفس من تغيرات تشمل الجسد و تصرفاته و بما أنها نارية الطبع ففيها النار و النور فعلى قدر طاعتها تستنير و على قدر معصيتها تصبح حارقة و بما أن الروح لطيفة نورانية فهي تتأثر بكل هذه التغيرات في السلوك البشري والذي تحدده النفس و تصرفاتها والتي يجسدها على أرض الواقع الجسد حتى أنه يصبح أداة طيعة تؤمه النفس و تحدد صلاته و صلته بالآخر و الذي لا يمكن أن تكون ايجابية بل هي سلبية بكل المقاييس

                      فللمة الشيطان الهام يحدد فكر الانسان و للمة الملك أيضا الهام يحدد فكر الانسان و الذي لا يمكن أن يكون الا نيرا و مستنيرا بأمر ربه تعالى
                      و القاسم المشترك بين عالم النور و النار هو الخيال و الذي يمكن أن نقول عنه انه شاشة بيضاء تعكس صورة القوة المحددة في الجسد الروح أو النفس فلكل منهما عالمه الذي تستمد منه الالهام و الذي ترتسم صورته على شاشة الخيال فيعقلها العقل اما القلبي اذا كانت روحانية أو العقل المادي اذا كانت نفسية
                      و قبل أن أختم أقول أن لكل من عالم الغيب و الشهادة الهامه و هذا ما أردت تفصيله و السؤال الذي يتبادر الى الذهن بهذا المنطق لا يمكن أن نصل الى عالم الابداع و تكون الكتابة ملتزمة بقضية و لها منطق فاعل في المتلقي بحيث أنها تكون متكاملة و مقنعة بالدليل الذي لا يقبل لا الجدال و لا الدحض لأنها تفصح عن الحقيقة و التي هي واحدة لأنها من الأحد الصمد ؟

                      هذا ما سأجيب عنه في مداخلة قادمة ان شاء الله و سوف أكون سعيدة لو الاخوة الكرام تفضلوا بالمشاركة كما أستسمح الأستاذ الكريم حسين ليشوري لأني اعتمدت ما جاء في مقاله و أضفت ما ألهمنى الله اياه وهو الأعلم و لا علم الا علمه
                      تحياتي و تقديري
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #26
                        [align=right]الأستاذ حسين ليشوري؛

                        عن قولك : " النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا."

                        أستسمح بأن أبين بأن ليس تمت إلا شيء واحد اسمه الروح ويطلق عليه أيضا النفس.

                        أما تعريفها فهي نفخة ربانية المصدر { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29] شكلها طيف، تسرح وتمرح خارج الجسم وهي على اتصال به ولو من بعد بعيد.

                        قوتها كل الأمور الروحية من تلاوة للقرآن، وذكرلله تعالى، وكل ما والى ذكر الله. حياتها تتم بالاعتناء بقوتها { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

                        قلت ويطلق عليها أيضا : " النفس " { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس : 7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 8] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [الشمس : 9] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس : 10]} [/align]
                        [/size]
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 28-12-2009, 17:32.
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • مصطفى شرقاوي
                          أديب وكاتب
                          • 09-05-2009
                          • 2499

                          #27
                          السلام عليكم يا الإخوة الكرام ,,,

                          (( محمد جابري - حسين ليشوري - منجية بن صالح ))

                          أعتذر لعدم تواجدي للإنشغال في الفترة السابقة ويسعدني أن أتواصل من جديد فيما يفيد مع كل أستاذ صنديد ,,

                          (( لاشك ولاريب في أن النفس تحيا بالروح لا بالجسد ولقد تعلمت مسبقاً بأن النفس والروح كما ذكر أستاذنا الكريم " محمد جابري " وجهان لعمله واحده فقد ذٌكرت الروح بمعنى النفس والعكس ولكن لما كانت هذه الغيبيات ليست مٌعرفه ولا مٌقننه ولا هي موجوده في الكتب القديمة ولا هي مخطوطه في البرديات إلا أن الذهن ينطلق والإدراك يتسع بقدرة سعة هذه الروح التي هي نفخه من الرب القوي كما سبق على لسان قلم الفاضله " منجيه بن صالح " لذا كانت القوة الروحيه هي مدار فقه الإنسان وبه يستمد النور كما ذكر في آية الأنعام , وما فعله الإنسان قديما من معجزات وما يحدث من اختراقات وعوالم إفتراضية قد تصل بنا حد الدهشه إذ الإتصال الرقمي والعالم الإلكتروني ما يجعل هذا الفضاء الواسع بوتقه صغيرة بمجموعه من الكابلات أو بالتسخير عبر الفضاء والهواء واستغلال صنع الرحمن الذي أتقن كل شئ للتوسع والتمدد من البساطةِ إلى الشمول ... وعليه :
                          كيف وصل هذا الإنسان البسيط بعقله المعقول الذي يدور في رحى الكون المحدد الذي حدده لنا رب العزه لصنع مثل هذه الأشياء وتقريب مثل هذه المسافات ؟

                          ربما لا نجد جوابا إلا من حد النظريات الروحيه عند المسلمين الأوائل والصادقين في الزهد والعالمين بحق التصوف , أو هي التخيلات الإبتكاريه كما فعل "ألبرت إينشتاين " والذي كان يتخيل نفسه فوق شعاع الضوء يطير .... وكما هي نظرية الجاذبية لنيوتن .

                          إذاً الكثير من العلماء بدأ بالتخيل وهؤلاء ليس للروحانيات بينهم سبيل إلا أننا نأتي هنا عند مفارقه ذكرت في مشاركة الأخت الفاضلة " منجية " والتي قالت فيها بأن للرحمن إلهام وللشيطان إلهام ولنقول نعم للرحمن إلهام ولكن تسمح لي أختي الفاضله بأن نقول أن للشيطان إلقاء يلقيه في صدر الإنسان بوسوسة أو بغيرها وحتى لا يتفرع الحديث كما ذكر أستاذي المخضرم " حسين " بالكلام عن العوالم الأخرى نقف عند القاء الشيطان بدليل " فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ " إذا الشيطان له إلقاء على أمثال العباقرة والمخترعين حتى أننا نجد التطور بعد صار فتنة وهلاكا على الكثير إلا من رحم الرب القدير .
                          نعود لربط الخيال بالروح عند المسلمين القدماء وما كان عندهم من ملكات روحيه جعلتهم يسودون العرب والعجم ويمتلكون روحا وثابه تواقه تتوق إلى العلو .... فالنفس أو الروح لها توق ولها ميول فإن هي تاقت فقد فاقت وإن مالت عالت " فكان الرجل المسلم بأمه وكان الرجل بألف وكان الرجل بجيش كانوا يحبون الموت كما يحبون الحياة لأنهم يعلمون علم اليقين أن الموت ليس محطة أخيرة تنتهي عندها الحياة بل حياه أخرى كنهها يعلمه الله فدار الفكر في مدار واسع رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علمنا من أحوال القبر في من الضيق والإتساع ولما نقل لنا عن ربه من أحوال الجنة الواسعه وما فيها من ثمار وأشجار وأنهار ... ما جعل الأوائل يتقدمون ويسبقون بهذه الروح جميع الأمم .. فهل يا ترى هل من بيننا رجل بعشر رجال من أمثال غيرنا ؟
                          لما علمنا عن صحابي يسبق الخيل وآخر يكسر في يده السيوف وهو لازالت ثابتا ... كيف ذلك وما الربط بين الثبات وبين هذه الروح .. لو نظرنا لوجدنا في آية إبراهيم ... " يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " والثبات على القول الثابت يحتاج لدرأ الشهوات والشبهات والخبالات العقلية والنفسية حتى يتمكن هذا الثابت من نفسه ويلجمها إلجاما ومن ثم يثبت على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله في دنيا تموج بالفتن موجا وتٌعرض على القلب كأعواد الحصير فأيما قلب أستشربها فقد نكتت فيه نكتة سوداء .. نسأل الله العافيه .. هذا هو الظلام القلبي والذي أظنه قد ذكر في مشاركة أستاذنا " محمد جابري " الحديث عن الروح حقا ذو شجون وإنسيابيه تريد الأنامل ألا تتوقف ولكن لنكن مقتصدين حتى تصل ولو خربشه من خربشاتي للمراد وللقصد ..

                          الشاهد في الأخير بلا تأويل أن النفس تميل إلى الميل ونفس تتوق إلى كل جميل فمن تاقت نفسه إلى المعالي سمت روحه وعلت وطهرت من كل أدناسها هذا ما أردنا إيصاله والإخبار عنه , وما أردنا إثباته هو عالم الشعوريات والحسيات والخيال الصادق المرتبط بهذه الروح إن نحن وحدنا الهدف وإن تفرع منا فلا نلومن إلا أنفسنا "

                          تقبلوا صادق التحيه
                          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 29-12-2009, 18:14.

                          تعليق

                          • منجية بن صالح
                            عضو الملتقى
                            • 03-11-2009
                            • 2119

                            #28
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            الى الأستاذ الفاضل مصطفى الشرقاوي جزاك الله كل خير على مراجعة ما قلت وهو أن للشيطان القاء و ليس الهام و هذا ما أرجوه منكم أيها الأفاضل و أنا سعيدة بكل تصحيح و شكرا
                            الأستاذ القدير محمد جابري لقد قلت أن النفس و الروح هما شيء واحد يقول تعالى -يسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي -و يقول أيضا و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها
                            و نحن نعرف من القرآن الكريم أن النفس يمكن أن تكون أمارة بالسوء و لوامة ومطمئنة
                            كيف تكون النفس هي الروح ؟ و نحن نعرف أيضا أن الله تعالى قال في سيدنا عيسى أنه الكلمة الروح و لم يذكر النفس
                            أقول و الله أعلم و أرجو المراجعة ان كنت مخطئة أن الروح هي طيف نوراني يعرج الى السماء كما أنه يتواجد في الجسد اذا استقام و كان سعيه لطاعة الله أما النفس فهي مادية الطبع شهوانية ومزاجها متقلب لها تصريف شؤون المعاش اليومي فهي أكثر التصاقا بالجسد و بالقرين فمجالس العلم تحفها الملائكة و مجالس المعصية تحفها شياطين الجن و الانس فالروح طيف نوراني و النفس طيف ناري شهواني سريع الانقياد الى المعاصي لهذا أقول أن الروح لا يمكن أن تكون هي النفس و الله وحده أعلم
                            أتوقف عند هذا الحد قبل أن أكمل ما بدأته حتى يستوفى النقاش في هذه النقطة
                            شكرا على سعة صدوركم مع تحياتي و تقديري
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            تعليق

                            • محمد جابري
                              أديب وكاتب
                              • 30-10-2008
                              • 1915

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              الى الأستاذ الفاضل مصطفى الشرقاوي جزاك الله كل خير على مراجعة ما قلت وهو أن للشيطان القاء و ليس الهام و هذا ما أرجوه منكم أيها الأفاضل و أنا سعيدة بكل تصحيح و شكرا
                              الأستاذ القدير محمد جابري لقد قلت أن النفس و الروح هما شيء واحد يقول تعالى -يسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي -و يقول أيضا و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها
                              و نحن نعرف من القرآن الكريم أن النفس يمكن أن تكون أمارة بالسوء و لوامة ومطمئنة
                              كيف تكون النفس هي الروح ؟ و نحن نعرف أيضا أن الله تعالى قال في سيدنا عيسى أنه الكلمة الروح و لم يذكر النفس
                              أقول و الله أعلم و أرجو المراجعة ان كنت مخطئة أن الروح هي طيف نوراني يعرج الى السماء كما أنه يتواجد في الجسد اذا استقام و كان سعيه لطاعة الله أما النفس فهي مادية الطبع شهوانية ومزاجها متقلب لها تصريف شؤون المعاش اليومي فهي أكثر التصاقا بالجسد و بالقرين فمجالس العلم تحفها الملائكة و مجالس المعصية تحفها شياطين الجن و الانس فالروح طيف نوراني و النفس طيف ناري شهواني سريع الانقياد الى المعاصي لهذا أقول أن الروح لا يمكن أن تكون هي النفس و الله وحده أعلم
                              أتوقف عند هذا الحد قبل أن أكمل ما بدأته حتى يستوفى النقاش في هذه النقطة
                              شكرا على سعة صدوركم مع تحياتي و تقديري
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              الأستاذة منجية؛
                              حبذا القراءة الناقدة بعلم، فكيف استسلمت لمصطلح الإلقاء وعاندت مصطلح النفس؟ بأي مقياس؟
                              1- فالشيطان يوسوس{ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس : 4]الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس : 5] مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} [الناس : 6]

                              2- الشيطان يوحي وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَالأنعام : 112]

                              3- الشيطان يلقي: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج : 52]

                              النفس قلت سابقا بأنها الروح يقول الراغب الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن: النفس الروح في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام : 93]

                              {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة : 72]

                              {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة : 207]

                              {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } [آل عمران : 145]

                              {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 168]

                              {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران : 185]

                              وأقول : قد ترد عبارة النفس بمعنى : الضمير

                              {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة : 235]

                              كما قد ترد بمعنى : الشخص عينه

                              {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة : 9]

                              أَ{أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44]
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 29-12-2009, 21:20.
                              http://www.mhammed-jabri.net/

                              تعليق

                              • منجية بن صالح
                                عضو الملتقى
                                • 03-11-2009
                                • 2119

                                #30
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                أستاذي الفاضل محمد جابري شاكرة لك ردك الجميل و المقنع و أقول سيدي أنا هنا بينكم لأتعلم وأعذر جهلي فأنا لست متخصصة في علوم الدين و لا في العربية و أنا متطفلة عليها أرجو من الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا و يفقهنا في دينه و أنا لا أسمح لنفسي بالنقد بل إني أتساءل لأتعلم أرجو المعذرة اذا تبادر الى ذهنك انه نقد
                                و من مداخلتك القيمة تعلمت أن الشيطان يوحي و يلقي و يوسوس جزاك الله كل خير على الاضافة القيمة و أنا معك في كل ما جاء بمداخلتك الا أن ما تفضلت به هو أن النفس هي الروح و أنا قلت و الله أعلم أن للانسان نفس وهي المتصرفة مع الجسد في عالم الشهادة و لها قرينها المتحكم فيها اذ هي تجاهلت وجود خالقها و حتى الآيات التي سردتها فهي مقترنة بالعالم المادي -أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ- إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً -مَن يَشْرِي نَفْسَهُ-مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله -فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ-أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ -مَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم -وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
                                فالهوى هنا هو المتحكم في الشخص على المستوى الفردي و الجماعي و التصرف البشري ما هوالا ثمرة قرب أو بعد الانسان عن خالقه و في كل هذه الآيات الله سبحانه يخاطب أنفس العصاة و التي استسلمت للقرين في حيواتها الدنيوية
                                و الموت و الحياة هما بيد الله وحده فالنفس تموت بمفارقتها الجسد المادي و لأنها مادية الهوية يشملهما الموت معا الا الروح فهي لا تموت وهي ترفع و هذا ما يدرك من قصة سيدنا عيسى عليه السلام والله وحده أعلم

                                و أريد أن أعرج على موضوع الموت عند الصوفية الكرام و أقول أن هناك موت حلال وهو ذبح النفس باسم الله بمعنى التخلص من كل ما تبنته من موروث ثقافي و اجتماعي مخالف للشريعة و دفنه بعد أن تقام عليه صلاة الجنازة حتي يخرج من حياتنا دون رجعة و موت آخر حرام وهو قتل الجسد المادي بقرار بشري خاضع للشيطان -هنا لا أتحدث عن القصاص-

                                واذا سمحتم ايها الأفاضل سوف أكمل مداخلتي الأولى لعلي أكون أوضح و يكون النقاش مجديا أكثر-يتبع -
                                دمتم بخير
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                تعليق

                                يعمل...
                                X