الشعور الحسي والإلهام الروحي والتخيّل الابتكاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #31
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    و قبل أن أختم أقول أن لكل من عالم الغيب و الشهادة الهامه و هذا ما أردت تفصيله و السؤال الذي يتبادر الى الذهن : بهذا المنطق لا يمكن أن نصل الى عالم الابداع و تكون الكتابة ملتزمة بقضية و لها منطق فاعل في المتلقي بحيث أنها تكون متكاملة و مقنعة بالدليل الذي لا يقبل لا الجدال و لا الدحض لأنها تفصح عن الحقيقة و التي هي واحدة لأنها من الأحد الصمد ؟

    لقد ختمت مداخلتي القبل السابقة بهذا الطرح و سأحاول الاجابة عنه ان شاء الله بتوفيقه و عونه
    و قلت أن لكل من عالم الغيب و الشهادة الهامه فعالم الشهادة يستند الى النفس وهو مادي الأدواة من أسباب و فكر و خواطر و بما أن سنة الخلق تفرض الفناء على ما كل هو مادي فاننا نلاحظ انهيار كل النظريات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الفلسفية الفكرية القائمة على أسباب مادية
    لأنها أحادية النظرة و لا تعترف بالمنطق الزوجي و الذي هو منظومة كونية وسنة الخالق في خلقه فكل نظرة أحادية هي فرعونية لا يمكن الا أن تغرق مع صاحبها في بحر شهوته القاتلة لإنسانيته الآدمية
    أما عالم الغيب فهو يستند الى الروح وهي تخضع للأمر الالهي و الانسان غير قادر على ولوجه لمحدودية عقله المادي القاصر على ادراك ما وراء الحس لأن نفسه و ما ترتكبه من معاصي تكون هي الحاجب الذي يحول دون تلقيه أنوار و معارف هذا العالم الغيبي و الذي يحدثنا عنه القرآن الكريم حتى يحدونا الشوق اليه و ننجز متطلباته و ننتظر رحمته تعالى
    فتتفتح مدارك العقل القلبية و نستطيع عند ذلك ادراك ما يجود به علينا من حقائق بنور البصيرة و التي ترى بنوره و يخاطبها تعالى من و راء حجاب
    لا يمكن لانسان أن يستوعب هذه العلوم و المعارف حتى يتواصل فيه عالم الغيب و الشهادة بمعنى تتواصل فيه صلة الأرحام و التي هي من الأساسيات التي تدخل الانسان الى الجنة وهي تواصل العقل المادي الفكري بالعقل القلبي الروحاني حتى يستطيع الخيال أن يعمل و يتلقى الالهام و يترجم الى صور حسية شعورية تقرأها الحواس من سمع و بصر و تفك رمز منطق الحقيقة و الذي هو قائم على الزوجية بين الغيب و الشهادة فتترجمها الكلمة بالقلم و تكون للكتابة معنى و ابداع لأنها من بديع السماوات و الأرض فالانسان كجسد مادي متحرك بنفسه المادية دون جذور غيبه الفطري و الكامن فيه عبارة عن شجرة ميتة قد اجتثت عروقها
    هذه هي الحياة التي يدعو اليها القرآن الكريم عندما يدعونا الى عبادة الله وحده لأنه الأحد الصمد و الذي لم يلد و لم يولد فكل الأصنام التي استنسخها الفكر المادي النفسي الشيطاني توالدت و ماتت أجيال و ظهرت أخرى بلباس جديد و مصطلحات مستحدثة و هي عبر العصور و التاريخ تحاول الغاء هويتنا الدينية و الانسانية الآدمية كما خلقها تعالى في أحسن تقويم
    فكل ما ماتت النفس عن الشهوة الحرام و أتبعت الحلال كل ما أقتربت الى الروح النيرة و النورانية و أستجابت للإلهام الرباني و أبتعدت عن لمة الشيطان فالنفس العاصية هي التي تأم الجسد في الصلاة و تحدد صلته بالخلق و بالخالق أما النفس التي أقلعت عن المعاصي طاعة لله تعالى تكون الروح امامها فتصبح صلاة الانسان للخالق وصلته بالخلق هي تجسيد لشريعته على الأرض و بين الناس هكذا يؤدي الأمانة و تكون له الخلافة في حياته و بعد موته لأن سيرته حية بين الناس التي تتناقلها وكتاباته لها روح ايضا لا تموت لكنها ترفع عندما يستشري الظلم على الأرض و يفقد العدل و يفقد الناس حواسهم القلبية فتكون حواسهم المادية هي المحددة لهويتهم و سلوكهم و تصبح غير قادرة على استيعاب هكذا كتابات فتأخذها على أنها هلوسة دينية
    و قبل أن أختم أقول عندما تقترب النفس من الروح يمكن أن تكون كأنها هي لتطابقهما و التزامهما بأمر الله سبحانه فيختفي منها الغضب من الخلق والنارية المحرقة لتصبح نورانية فاعلة على أرض الجسد و الطبيعة الانسانية فيكون لها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
    الأساتذة الأفاضل معذرة عن الاطالة و التي أردت من ورائها أن أوضح ما أردت قوله حتى يكون متكاملا غير مجزء و يناقش على هذا الأساس و يراجع اذا اتضحت أخطائه
    شكرا على سعة صدوركم جزاكم الله كل خير
    مع تحياتي و تقديري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تعليق

    • مصطفى شرقاوي
      أديب وكاتب
      • 09-05-2009
      • 2499

      #32
      ننتظر مشاركتكم الأخت منجيه ... واسمحي لي بأن تتاكدي في إضافتك وتضيفي الأصل للمعنى إذ أن الأصل للروح الخلود فمهما تقلبت هذه الروح في أسفارها المشهوده أو الغيبيه فهي روح خالده موجوده منذ خلق الله آدم وإلى أبد الآبدين فإن هي بدأت بعالم الذر وأشهدنا ربنا حينها على انفسنا والجميع شهد بذلك , رجوعا بالعالم الحي الذي نحياه والذي هو بمثابة عالم إفتراضي غير حقيقي بالنسبه للآخره كما عالم هذه الشابكه بالنسبه لعالمنا التواصلي , هنا يظهر في الأصل شئ أن هذه الروح كانت شيئا يعلمه الله في عالم الذر وهي أيضا لها حقيقه لا يعلمها إلا الله وإن هي حملت لنا أجسادنا في هذه الدنيا لنستحق ما كٌتب علينا ولنعمل به بإرادتنا ومن ثم تنتقل هذه الروح إلى الحياة البرزخيه والتي لا نعي عنها إلا ما قد ورد لنا من آيات وأحاديث توضح لنا كيفية هذه الحياة البرزخيه وما فيها من نعيم وعذاب .... إلى أن تنتقل هذه الروح لمسكنها الأصلي المكتوب لها منذ القدم بعد مرور وخوض هذه الأسفار حتما سيكون المصير إما إلى جنة أو إلى نار وهم محل خلود الروح بالشكل الجديد وبالصورة التي وصفت لنا على طول آدم ستون ذراعا في السماء .

      **********
      نعم كما جاء في مداخلة لكم سابقة بنورانية هذه الروح ولكن علينا بأن نؤمن حقيقة أن أصل النعيم والعذاب هي الروح إذ النعيم يقع على النفس المرتبطه بهذه الروح , النفس التي هي في الأصل لا شئ بدون الروح فالجسد ملقى والروح ترى الرؤا والمشاهدات فتتنعم أو ترى من الصور في منامها ما يؤرقها فننزعج لمثل هذه الصورة ونقوم على إصرها مفزوعين فكيف هي لا ندري.. , ولكن هي الأصل وأجسادنا ضيوف عليها , فالأصل للإنسان الروح ....... وهي مستودع النور إن هي عملت وامتثلت ومنبع الشر والسوء إن هي حادت عن درب الصلاح ............
      التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 30-12-2009, 17:29.

      تعليق

      • مصطفى شرقاوي
        أديب وكاتب
        • 09-05-2009
        • 2499

        #33
        لفته :
        المداخله رقم 32 اعتمدت مع المداخله رقم 31 للأستاذه منجيه صالح

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #34
          النفس و الروح. (مزيد بيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ).

          النفس و الروح.
          (مزيد بيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ)
          [align=justify]النّفسُ و الرّوحُ حقيقتان مختلفتان و متغايرتان و متباينتان تمام الاختلاف أو التغاير أو التباين و أتمه لاختلاف الوجود و تغير الحال و تباين الوظيفة، إذن هما مختلفتا الطبيعة، أو الماهية، حتما.
          فالنّفس البشرية موجودة في الإنسان قبل الرّوح بأشواط أو بمراحل أو بأطوار كثيرة أو بزمن معتبر، فالحيوان المنوي حي يتحرك و يخصب البويضة و يتطور معها من العلقة إلى المضغة المخلقة و غير المخلقة ثم في الجنين و هكذا إلى الموت المحتوم فالفناء، و أبعد من هذا الخلية الحية ما وصفت بـ "الحية" إلا بوجود الحياة فيها و لا حياة بدون نفس، أما الروح فهي بالنّفخة الربّانية في الجنين بعد إتمامه المِئة و العشرين يوما في الرّحم، عن عبد الله (هو ابن مسعود) رضي الله عنه قال :حدّثنا رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و هو الصادق المصدوق، قال : إنَّ أحدكم يجمع خلقُه في بطن أمّه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا و يؤمرُ بأربع كلمات و يقال له : اكتب عمله و رزقه و أجله و شقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح، فإنَّ الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه و بين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، و يعمل حتى ما يكون بينه و بين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة" رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب بدء الخلق، فتباين الوجود يقتضي تباين الطّبيعة و الأصل و من ثمّة الوظيفة و الغاية و النهاية، النّفس البشريّة إذن موجودة بوجود الإنسان أصلا منذ البداية حيث كان في النطفة الأمشاج و لن تغادره إلى الموت حيث تلاشي الجسد و تحوُّله إلى تراب فتفنى النفس بفنائه و تتلاشى بتلاشيه، و وجدود الإنسان مرهون بوجود النفس فيه، و النفس في كل إنسان من موروث الآباء صعودا إلى آدم، عليه السلام، و كل نفس ترث آدميتها منه، فكلنا، بهذا الاعتبار، "آدمون" بالوراثة و التوريث نزولا إلى آخر آدمي فوق الأرض، فجرثومتنا واحدة و إن اختلفنا من حيث الشكل الخارجي أو الصورة المادية الظاهرة و من حيث الأفعال طبعا، و هذا ما يدرسه علم الوراثة إن في الماديات أو في المعنويات (الغرائز)، و لن يجرؤ أحد أن يزعم أن الحيوان المنوي، و هو مادي، حيٌّ من تلقاء ذاته، أو آليا، من غير نفس حية يحي بها و يموت بدونها، و هنا أذكِّر بما قلته في تعريفي للنفس البشرية أنها "جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحي به مادام ملازما له" و قد حاولت حصر تعريف النفس من حيث الطبيعة و الوظيفة و الغاية، و أما الروح فهي أمر آخر تماما و هي مستحدثة في الإنسان بالأمر الرباني و النفخة، كما سبقت الإشارة إليه أعلاه، و هي باقية بعد موته إلى أن يبعث مرة أخرى فتعود إليه، و قلت في تعريفها بأنها "جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي و مغاير للنفس و يمكن، أي الجسد، بدونه مؤقتا" و الفرق بيِّنٌ بيْنَ "المغروز" و "الموضوع"، و أرى ضرورة زعمي بأن الجسد المادي يمكن أن يعيش بدون الروح مؤقتا، و دليلي من القرآن الكريم إذ يقول الله عزّ و جلّ { الله تتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى} الآية 42 من سورة الزُّمُر على ما في تفسيرها من أقوال كثيرة و متنوعة، فالأنفس هنا، و المقصودة، و الله أعلم، هي الأنفس الروحانية خلافا للأنفس الحيوانية، فالأولى تغادر الأجساد في النوم فتجوب ملكوت الله حيث تشاء، و أما الأنفس الحيوانية فتبقى في الأجساد، و لذا فإننا نرى النائم يتحرك و يتنفس أو يصرخ و يبكي و غيرها من الحركات و قد يكون غارقا في الأحلام السارة أو المزعجة، فكيف نفسر هاتين الظاهرتين لولا اختلاف كل من النفس و الروح ؟
          فإذا لم نستطع تحديد ماهية كلا منهما من حيث الجوهر أو الماهية تحديدا دقيقا مقنعا لكننا نستطيع معرفتهما من حيث الوظيفة أو الدّور أو البداية و النهاية، و نستطيع فهمهما بالتصور ثم الحكم ثم الدليل أو البرهان، و كمثال علمي و عملي، أو واقعي، هذه الكهرباء المعروفة جدا نستطيع فهما من حيث الوظيفة و الدّور أو البداية و النهاية لكننا لا نستطيع معرفة كنهها أو ماهيتها أو جوهرها البتة، فإذا كان هذا شأن "شيء" نرى آثاره و نستعمله يوميا في حيواتنا فكيف بما لا نراه كالنّفس أو الرّوح و هما خفيتان مخفيتان؟ الأمر يدعو إلى التأمل و التّمعُّن و التّفكر و التّدبر.
          و إمْعانا في التوضيح و البيان فإن العلماء الذين تناولوا مثل هذه المواضيع يفرقون بين ثلاثة أنواع من النفوس، و هي النفس النباتية، أي الجسد في حد ذاته لأنه ينبت، و النفس الحيوانية، و هي عندنا النفس اختصارا، و النفس الرّوحانية و هي الروح في تناولنا اختصار كذلك، و لا مشاحة في تنويع التسمية للمسمى الواحد ما دمنا قد نتفق في تحديده أو تعريفه، و قد ارتضيت اسم الجسد للذات المادية و النفس للجوهر المغروز فيه و الروح للجوهر الموضوع (المنفوخ) تسهيلا لإدراك تنوعها و اختلافها و تميزها عن بعضها، فالتميز يقتضي التعدد حتما إذ يستحيل عقلا أن يكون الشيء الواحد هو و مغايره في الوقت نفسه من حيث الجوهر أو الماهية أو المادة لكنه قد يكونه من حيث الأعراض مهما تعددت أو كثرت، هذا معلوم بالبداهة، كما أننا نجد هذا التميز من حيث التسمية في الفرنسية مثلا فالنفس فيها هي "لام" l’âme بينما الروح هي "الإسبري" l’esprit و لست أدري ما هي التّسميات في اللغات الأخرى.
          و أتوقّف الآن عند هذا الحد من البيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ من القدرة على التعبير، هذه قناعتي الشخصية التي أدين لله بها، فإن أصبت فمن الله وحده فله الحمد و الشكرعلى توفيقه لي و إن أخطات فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر الله تعالى و أستعيذه من الزيغ و القول بالهوى.[/align]
          اللهم ألهمنا الرشاد و وفقنا للسّداد فأنت الرحيم الرحمن.
          التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 31-12-2009, 21:00.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #35
            [quote=محمد جابري;379065]
            المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أستاذي الفاضل محمد جابري شاكرة لك ردك الجميل و المقنع و أقول سيدي أنا هنا بينكم لأتعلم وأعذر جهلي فأنا لست متخصصة في علوم الدين و لا في العربية و أنا متطفلة عليها أرجو من الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا و يفقهنا في دينه و أنا لا أسمح لنفسي بالنقد بل إني أتساءل لأتعلم أرجو المعذرة اذا تبادر الى ذهنك انه نقد
            و من مداخلتك القيمة تعلمت أن الشيطان يوحي و يلقي و يوسوس جزاك الله كل خير على الاضافة القيمة و أنا معك في كل ما جاء بمداخلتك الا أن ما تفضلت به هو أن النفس هي الروح و أنا قلت و الله أعلم أن للانسان نفس وهي المتصرفة مع الجسد في عالم الشهادة و لها قرينها المتحكم فيها اذ هي تجاهلت وجود خالقها و حتى الآيات التي سردتها فهي مقترنة بالعالم المادي -أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ- إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً -مَن يَشْرِي نَفْسَهُ-مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله -فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ-أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ -مَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم -وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
            فالهوى هنا هو المتحكم في الشخص على المستوى الفردي و الجماعي و التصرف البشري ما هوالا ثمرة قرب أو بعد الانسان عن خالقه و في كل هذه الآيات الله سبحانه يخاطب أنفس العصاة و التي استسلمت للقرين في حيواتها الدنيوية
            و الموت و الحياة هما بيد الله وحده فالنفس تموت بمفارقتها الجسد المادي و لأنها مادية الهوية يشملهما الموت معا الا الروح فهي لا تموت وهي ترفع و هذا ما يدرك من قصة سيدنا عيسى عليه السلام والله وحده أعلم

            و أريد أن أعرج على موضوع الموت عند الصوفية الكرام و أقول أن هناك موت حلال وهو ذبح النفس باسم الله بمعنى التخلص من كل ما تبنته من موروث ثقافي و اجتماعي مخالف للشريعة و دفنه بعد أن تقام عليه صلاة الجنازة حتي يخرج من حياتنا دون رجعة و موت آخر حرام وهو قتل الجسد المادي بقرار بشري خاضع للشيطان -هنا لا أتحدث عن القصاص-

            واذا سمحتم ايها الأفاضل سوف أكمل مداخلتي الأولى لعلي أكون أوضح و يكون النقاش مجديا أكثر-يتبع -
            دمتم بخير
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/quote[color]

            الأستاذة الكريمة منجية بن صالح؛
            لا تعتقدي أنني قصدت زجرك، وإنما أردت أن ننهج نهجا علميا في سبيلنا.

            حين قلت النفس والروح شيء واحد أو اسمان لعملة واحدة جئتك بالدليل القرآني الذي يدل على أن النفس عين الروح ورغم أن الراغب اصفهاني لم يتجاوز القول التفس = الروح، فقد أكدت بأدلة قرآنية بأن النفس قد تدل على الضمير كما قد تدل على الشخص عينه.

            ما جاء في كلامك عن دبح النفس اختلط فيه الصواب بالباطل، ولن أغوص أكثر في هذا الموضوع نظرا لحساسية الموضوع عند بعض الإخوة، والكلام فيه لا يكون إلا بالتجربة للتربية الربانية، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

            وما جاء في كلامك هو من قبيل كلام الصوفية في معرض التفريق بين حديث النفس والشيطان، لدى محاسبتها، وهي طريق منحرفة تربويا؛ ذلك بأنه ليس في الوجود إلا ربا وفضلا .
            واقرئي قوله تعالى : {َولَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم }[النور : 21].
            فما تغني المحاسبة، لولا الضراعة لله بأن يشملنا بعفوه ومنّه وكرمه، وهنا كمن الانحراف التربوي.واقرئي{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ [قـ : 31]هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ [قـ : 32]مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ [قـ : 33]ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ [قـ : 34]}

            ما قلته عن الروح بأنها لا تموت، فكل ما له علاقة بالله لا علاقة له بالفناء، فالنفخة الربانية تفارق الجسد ولا تموت.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 31-12-2009, 05:38.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • مصطفى شرقاوي
              أديب وكاتب
              • 09-05-2009
              • 2499

              #36
              [quote=محمد جابري;379068]
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري


              والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

              .
              الأستاذ الكريم / محمد جابري سلام الله عليكم ورحمته وبركاته // لعلك تقصد بها ما لا أفهمه فهل اوضحت لي مقصودك من هذا المقتبس بعاليه !
              التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 31-12-2009, 10:27.

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #37
                [quote=مصطفى شرقاوي;379271]
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                الأستاذ الكريم / محمد جابري سلام الله عليكم ورحمته وبركاته // لعلك تقصد بها ما لا أفهمه فهل اوضحت لي مقصودك من هذا المقتبس بعاليه !
                الأستاذ الشرقاوي:
                كنت بصدد الرد على الأخت وآثرت عدم الخوض في مواضيع لا يجد المرء فيه من دليل إلا التجربة والذوق وكثير من الناس يسرع بالتكذيب في هذه المجالات، فقلت بأن أقف دون الوصول إلى مجال يثير الفتنة، فالفتنة كما جاء في معنى الحديث نائمة وملعون طبعا من أيقضها.
                هل اتضح الأمر؟
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 31-12-2009, 10:34.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #38
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  ما جاء في كلامك عن دبح النفس اختلط فيه الصواب بالباطل، ولن أغوص أكثر في هذا الموضوع نظرا لحساسية الموضوع عند بعض الإخوة، والكلام فيه لا يكون إلا بالتجربة للتربية الربانية، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

                  وما جاء في كلامك هو من قبيل كلام الصوفية في معرض التفريق بين حديث النفس والشيطان، لدى محاسبتها، وهي طريق منحرفة تربويا؛ ذلك بأنه ليس في الوجود إلا ربا وفضلا .

                  الأستاذ الفاضل محمد جابري

                  ما هو بالخط الأحمر في مداخلتك يستوجب النقاش و لكن التزاما مني بالموضوع فلن أثير أي نقطة جانبية يمكن أن تكون موضع درس في مرة قادمة و حتى لا نثير كما قلت حساسيات نحن في غنى عنها و شكرا على تفهمك
                  أما عن السادة الصوفية الكرام فأنا أحترمهم جدا و ليست لي بهم أي علاقة و لم أسلك طريقهم فالمنطق الذي أتوخاه هو نابع من قناعاتي و التي سندها الوحيد هو القرآن و السنة و ليس من أي منهج أو طرح ديني خارج عن الشريعة أو لا ديني أصلا
                  أما عن تزكية النفس فأنا أتفق معك فالله وحده من يزكي النفس و يقوم ما بها من شذوذ و هذا لا يمكن أن يختلف فيه مسلم مع أخيه المسلم و ما قصدته بكلامي هو الآتي :
                  يقول تعالى للرسول الكريم عليه الصلاة و السلام -انك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء -فالله الرحمن الرحيم يشملنا دائما برحمته لكننا عندما نفقد حواس القلب و نور البصيرة لا نرى الحق و نتبع الباطل فالتوبة وحدها هي التي تردع النفس و تظعها على بداية طريق الحق و هناك تكون الهداية و التزكية من الله وحده و ليس من غيره أي ان كان فالأمر بيد العبد الذي يجب أن يقلع عن المعصية بعد أن يعرف أن هناك رب رحمن رحيم
                  فهذا ما عبرت عنه بذبح النفس أي استفراغها من الهوى كما تستفرغ الذبيحة من دمها بعد ذكر اسم الله تعالى لأنها فدية و ذبحت طاعة و سوف تكون صدقة يستفيد منها الفقراء و المساكين
                  أستاذي الكريم هذا توضيح لما قلت حتى لا يحمل الكلام على غير محمله و يستمر النقاش ان شاء الله تعالى حتى يكون مثمرا و مفيدا بعونه تعالى و بتوفيق منه
                  دمتم بخير
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #39
                    [align=center]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
                    قبل أي كلام في الموضوع مواصلة للنقاش أود شكر أخي الحبيب مصطفى على ما أتاحه لنا جميعا من فرصة الحديث في موضوع شيّق كهذا، كما أشكر الأستاذة الأديبة و الشاعرة منجية بن صالح على تفاعلها المتميز مع الموضوع و بما أضافته من قراءة خاصة قد نوافقها على بعضها و نختلف معها حتما على البعض الآخر، و هذا لا يفسد في الود قضيتنا هذه و أختنا أعقل من أن تنفعل لمخالفة أو نقض لكلامها، كما أشكر أستاذنا جميعا محمد جابري على ما يتجشمه من جهد في القراءة و التعليق و تفهُّم المشاركين مع أنني أخالفه تماما في طرحه عن النفس و الروح، و أظن أن مردّ اختلافنا لاختلاف مشاربنا الفكرية و اختلاف غاياتنا المنشودة و اختلاف أساليبنا في العرض و التناول لمثل هذه المواضيع الضبابية المفاهيم فضلا عن التصورات.
                    إن بعض النصوص التي نعتمد عليها في مناقشة مثل هذه المواضيع تفتقر إلى القطع في الدَّلالة و إن كان بعضها قطعي الثبوت كنصوص القرآن الكريم، و لذا فكل فهم يعتمد على نصوص تفتقر إلى القطعية إن في الثبوت أو في الدَّلالة فهو فهم قد يحتمل الصواب و قد يحتمل الخطأ و حظوظ الدارسين متساوية في الفهم ما داموا يرجعون في فهمهم ذاك إلى الدلالة اللغوية أوّلا ثم الدلالة الإصطلاحية ثانيا ثم محاولة الإتيان بالأدلة المرجحة أو القرائن المساعدة على توجيه الفهم.
                    هذا ما أراه الآن تعليقا على كلام أستاذنا محمد جابري و كلام أختنا منجية بن صالح و قبلهما كلام أخينا مصطفى الشرقاوي.
                    اللهم ألهما الرشاد في الفكر و السداد في القول و العمل، اللهم آمين.[/align]
                    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 31-12-2009, 17:02.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • مصطفى شرقاوي
                      أديب وكاتب
                      • 09-05-2009
                      • 2499

                      #40
                      الشكر موصول لذواق الاصول أستاذنا ليشوري , صاحب المشاركة رقم 34 والتي فيها ما يشفي غليل الباحثين في مثل هذه التصورات الفكريه المبنيه على الأسس النقليه مع قبول العقل بهذا النقل وهذا إن تم فسيسد النوافذ المفتوحه على مصراعيها لمن يتوسمون في أرواحهم الفلاح والنفوذ ... وخصوصا البدايه والتفرقه بين الروح والنفس ... جزيتم خيرا أستاذنا ...

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                        الشكر موصول لذواق الاصول أستاذنا ليشوري , صاحب المشاركة رقم 34 والتي فيها ما يشفي غليل الباحثين في مثل هذه التصورات الفكريه المبنيه على الأسس النقليه مع قبول العقل بهذا النقل وهذا إن تم فسيسد النوافذ المفتوحه على مصراعيها لمن يتوسمون في أرواحهم الفلاح والنفوذ ... وخصوصا البدايه والتفرقه بين الروح والنفس ... جزيتم خيرا أستاذنا ...
                        أهلا بالأخ الحبيب مصطفى و جزاك الله عني خيرا.
                        القصد من مشاركاتي المتواضعة في هذا الموضوع الشيق هو تعميم بعض المفاهيم التي أراها منسجمة مع "روح" اللغة العربية و "روح" العلم و ما توصل إليه من إدراك لبعض الظواهر التي كانت غامضة بعض الشيء.
                        في اللغة العربية، كما تعلم حتما، ما يسمى بالمشترك اللفظي و هو اشتراك عدد من المسميات في تسمية واحدة كالعين مثلا فقد يقصد بها العين الباصرة و العين الثرارة، عين الماء، و العين بمعنى الذهب و الفضة، و العين بمعنى الجاسوس و هكذا... و كلمة "النفس"، أو "الروح"، تندرج ضمن هذا المشترك اللفظي و الذي قد يلتبس على كثير من الناس ممن يدّعون المعرفة و ما أكثرهم في حيواتنا البائسة هذه، و كل ما أتمناه هو أن يوفقني الله تعالى إلى معرفة اللغة العربية و التعمق في دراستها حتى أفهم بعض مقاصده في كتابه العزيز و مقاصد نبيه المصطفى، صلى الله عليه و سلم، في أحاديثه الشريفة ثم منحي الشجاعة و القدرة على بث ما أفهمه من النصين الكريمين، فإن بلغت في هذا فقد بلغت مناي إن شاء الله تعالى، و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
                        تحيتي و مودتي و دمنا على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي فما أكبرها من مصيبة عندما نلغي بعضنا أو ندعي أننا نملك الحقيقة وحدنا، و الله المستعان.
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • مصطفى شرقاوي
                          أديب وكاتب
                          • 09-05-2009
                          • 2499

                          #42
                          نعم يالفاضل ...... فالروح كٌنيَ بها جبريل عليه السلام وربما كان المقصود في الآية بالسؤال عن الروح هو جبريل وهذا ما قاله أبو ذر القلموني في الروح , ولكن هل نجد عندك وقفه عند معنى الروح ؟ كمعنى لفظي أولا في اللغه هل هو من الروحه الموقته أم من الراحه أم من الروح والمجئ .... أم هو معنى مختلف تماما أم هو اللفظ مطلق على حده ليشمل ما في الإدراك وما فوق الإدراك وما لو علم الإدراك أنه ليس مدركاً له ولم يدرك ؟

                          هذا في المبتدأ حتى نتواصل ..... السؤال لاستاذ ليشوري ولا يمنع أن نستفيد من أهل اللغة والبيان والعلم أساتذه وطلاب

                          تعليق

                          • محمد جابري
                            أديب وكاتب
                            • 30-10-2008
                            • 1915

                            #43
                            [QUOTE=حسين ليشوري;379022]
                            النفس و الروح.
                            (مزيد بيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ)
                            [align=justify]النّفسُ و الرّوحُ حقيقتان مختلفتان و متغايرتان و متباينتان تمام الاختلاف أو التغاير أو التباين و أتمه لاختلاف الوجود و تغير الحال و تباين الوظيفة، إذن هما مختلفتا الطبيعة، أو الماهية، حتما.
                            فالنّفس البشرية موجودة في الإنسان قبل الرّوح بأشواط أو بمراحل أو بأطوار كثيرة أو بزمن معتبر، فالحيوان المنوي حي يتحرك و يخصب البويضة و يتطور معها من العلقة إلى المضغة المخلقة و غير المخلقة ثم في الجنين و هكذا إلى الموت المحتوم فالفناء، و أبعد من هذا الخلية الحية ما وصفت بـ "الحية" إلا بوجود الحياة فيها و لا حياة بدون نفس، أما الروح فهي بالنّفخة الربّانية في الجنين بعد إتمامه المِئة و العشرين يوما في الرّحم، فتباين الوجود يقتضي تباين الطّبيعة و الأصل و من ثمّة الوظيفة و الغاية و النهاية، النّفس البشريّة إذن موجودة بوجود الإنسان أصلا منذ البداية حيث كان في النطفة الأمشاج و لن تغادره إلى الموت حيث تلاشي الجسد و تحوُّله إلى تراب فتفنى النفس بفنائه و تتلاشى بتلاشيه، و وجدود الإنسان مرهون بوجود النفس فيه، و النفس في كل إنسان من موروث الآباء صعودا إلى آدم، عليه السلام، و كل نفس ترث آدميتها منه، فكلنا، بهذا الاعتبار، "آدمون" بالوراثة و التوريث نزولا إلى آخر آدمي فوق الأرض، فجرثومتنا واحدة و إن اختلفنا من حيث الشكل الخارجي أو الصورة المادية الظاهرة و من حيث الأفعال طبعا، و هذا ما يدرسه علم الوراثة إن في الماديات أو في المعنويات (الغرائز)، و لن يجرؤ أحد أن يزعم أن الحيوان المنوي، و هو مادي، حيٌّ من تلقاء ذاته، أو آليا، من غير نفس حية يحي بها و يموت بدونها، و هنا أذكِّر بما قلته في تعريفي للنفس البشرية أنها "جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحي به مادام ملازما له" و قد حاولت حصر تعريف النفس من حيث الطبيعة و الوظيفة و الغاية، و أما الروح فهي أمر آخر تماما و هي مستحدثة في الإنسان بالأمر الرباني و النفخة، كما سبقت الإشارة إليه أعلاه، و هي باقية بعد موته إلى أن يبعث مرة أخرى فتعود إليه، و قلت في تعريفها بأنها "جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي و مغاير للنفس و يمكن، أي الجسد، بدونه مؤقتا" و الفرق بيِّنٌ بيْنَ "المغروز" و "الموضوع"، و أرى ضرورة زعمي بأن الجسد المادي يمكن أن يعيش بدون الروح مؤقتا، و دليلي من القرآن الكريم إذ يقول الله عزّ و جلّ { الله تتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى} الآية 42 من سورة الزُّمُر على ما في تفسيرها من أقوال كثيرة و متنوعة، فالأنفس هنا، و المقصودة، و الله أعلم، هي الأنفس الروحانية خلافا للأنفس الحيوانية، فالأولى تغادر الأجساد في النوم فتجوب ملكوت الله حيث تشاء، و أما الأنفس الحيوانية فتبقى في الأجساد، و لذا فإننا نرى النائم يتحرك و يتنفس أو يصرخ و يبكي و غيرها من الحركات و قد يكون غارقا في الأحلام السارة أو المزعجة، فكيف نفسر هاتين الظاهرتين لولا اختلاف كل من النفس و الروح ؟

                            فإذا لم نستطع تحديد ماهية كلا منهما من حيث الجوهر أو الماهية تحديدا دقيقا مقنعا لكننا نستطيع معرفتهما من حيث الوظيفة أو الدّور أو البداية و النهاية، و نستطيع فهمهما بالتصور ثم الحكم ثم الدليل أو البرهان، و كمثال علمي و عملي، أو واقعي، هذه الكهرباء المعروفة جدا نستطيع فهما من حيث الوظيفة و الدّور أو البداية و النهاية لكننا لا نستطيع معرفة كنهها أو ماهيتها أو جوهرها البتة، فإذا كان هذا شأن "شيء" نرى آثاره و نستعمله يوميا في حيواتنا فكيف بما لا نراه كالنّفس أو الرّوح و هما خفيتان مخفيتان؟ الأمر يدعو إلى التأمل و التّمعُّن و التّفكر و التّدبر.
                            و إمْعانا في التوضيح و البيان فإن العلماء الذين تناولوا مثل هذه المواضيع يفرقون بين ثلاثة أنواع من النفوس، و هي النفس النباتية، أي الجسد في حد ذاته لأنه ينبت، و النفس الحيوانية، و هي عندنا النفس اختصارا، و النفس الرّوحانية و هي الروح في تناولنا اختصار كذلك، و لا مشاحة في تنويع التسمية للمسمى الواحد ما دمنا قد نتفق في تحديده أو تعريفه، و قد ارتضيت اسم الجسد للذات المادية و النفس للجوهر المغروز فيه و الروح للجوهر الموضوع (المنفوخ) تسهيلا لإدراك تنوعها و اختلافها و تميزها عن بعضها، فالتميز يقتضي التعدد حتما إذ يستحيل عقلا أن يكون الشيء الواحد هو و مغايره في الوقت نفسه من حيث الجوهر أو الماهية أو المادة لكنه قد يكونه من حيث الأعراض مهما تعددت أو كثرت، هذا معلوم بالبداهة، كما أننا نجد هذا التميز من حيث التسمية في الفرنسية مثلا فالنفس فيها هي "لام" l’âme بينما الروح هي "الإسبري" l’esprit و لست أدري ما هي التّسميات في اللغات الأخرى.
                            و أتوقّف الآن عند هذا الحد من البيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ من القدرة على التعبير، هذه قناعتي الشخصية التي أدين لله بها، فإن أصبت فمن الله وحده فله الحمد و الشكرعلى توفيقه لي و إن أخطات فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر الله تعالى و أستعيذه من الزيغ و القول بالهوى.[/align]
                            اللهم ألهمنا الرشاد و وفقنا للسّداد فأنت الرحيم الرحمن.
                            [/QUOTE]
                            الأستاذ حسين ليشوري،
                            في مجال البحث العلمي، لا مجال للأقوال من غير دليل،فحياة الحيوان المنوي ونشوءه حتى تنفخ فيه الروح كيف تأتى لك بتسميته نفسا؟
                            ولماذا الإصرار على مخالفة تعاليم الكتاب؟
                            نحن في موضوع علمي حيث لا كلام إلا بدليل...
                            فكل ما هنالك نفس واحدة، وهي النفخة الربانية، لا غير.
                            أرجوكم أحبتي إن التزمتم الحوار العلمي، فلا تدخلوا علينا الدجل بغير علم.
                            فحين يقول الحق جل وعلا ٍٍ{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} [البقرة : 84]ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 85] }

                            فلم تعمدون إلى القول بغيردليل فهل كانوا يقتلون النفس على الطريقة الصوفية التي تحدثت عنها أختنا منجية ويتركون الروح؟
                            ومن يؤدكم في هذا؟

                            وهكذا تكون المخالفة من أجل المخالفة لا من أجل العلم؟

                            احبتي الأكاريم للعلماء طرق في مناقشة الدليل القرآني ليس هذا محل بسطه. أما الرد جملة وتفصيلا من غير مناقشة علمية فهذا ليس شأن من يؤمن بالكتاب؟
                            بيننا كتاب الله ولا أقبل من أحد تأويلا خارج كتاب الله أو سنة رسوله الكريم.
                            http://www.mhammed-jabri.net/

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #44
                              1ـ لماذا الإصرار على مخالفة تعاليم الكتاب؟
                              2ـ أرجوكم أحبتي إن التزمتم الحوار العلمي، فلا تدخلوا علينا الدجل بغير علم.
                              3ـ وهكذا تكون المخالفة من أجل المخالفة لا من أجل العلم؟
                              4ـ أما الرد جملة وتفصيلا من غير مناقشة علمية فهذا ليس شأن من يؤمن بالكتاب؟
                              5ـ بيننا كتاب الله ولا أقبل من أحد تأويلا خارج كتاب الله أو سنة رسوله الكريم.

                              [align=center]الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله و إنا إليه راجعون و حسبنا الله و نعم الوكيل.[/align]
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              • محمد جابري
                                أديب وكاتب
                                • 30-10-2008
                                • 1915

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                ما جاء في كلامك عن دبح النفس اختلط فيه الصواب بالباطل، ولن أغوص أكثر في هذا الموضوع نظرا لحساسية الموضوع عند بعض الإخوة، والكلام فيه لا يكون إلا بالتجربة للتربية الربانية، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

                                وما جاء في كلامك هو من قبيل كلام الصوفية في معرض التفريق بين حديث النفس والشيطان، لدى محاسبتها، وهي طريق منحرفة تربويا؛ ذلك بأنه ليس في الوجود إلا ربا وفضلا .

                                الأستاذ الفاضل محمد جابري

                                ما هو بالخط الأحمر في مداخلتك يستوجب النقاش و لكن التزاما مني بالموضوع فلن أثير أي نقطة جانبية يمكن أن تكون موضع درس في مرة قادمة و حتى لا نثير كما قلت حساسيات نحن في غنى عنها و شكرا على تفهمك
                                أما عن السادة الصوفية الكرام فأنا أحترمهم جدا و ليست لي بهم أي علاقة و لم أسلك طريقهم فالمنطق الذي أتوخاه هو نابع من قناعاتي و التي سندها الوحيد هو القرآن و السنة و ليس من أي منهج أو طرح ديني خارج عن الشريعة أو لا ديني أصلا
                                أما عن تزكية النفس فأنا أتفق معك فالله وحده من يزكي النفس و يقوم ما بها من شذوذ و هذا لا يمكن أن يختلف فيه مسلم مع أخيه المسلم و ما قصدته بكلامي هو الآتي :
                                يقول تعالى للرسول الكريم عليه الصلاة و السلام -انك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء -فالله الرحمن الرحيم يشملنا دائما برحمته لكننا عندما نفقد حواس القلب و نور البصيرة لا نرى الحق و نتبع الباطل فالتوبة وحدها هي التي تردع النفس و تظعها على بداية طريق الحق و هناك تكون الهداية و التزكية من الله وحده و ليس من غيره أي ان كان فالأمر بيد العبد الذي يجب أن يقلع عن المعصية بعد أن يعرف أن هناك رب رحمن رحيم
                                فهذا ما عبرت عنه بذبح النفس أي استفراغها من الهوى كما تستفرغ الذبيحة من دمها بعد ذكر اسم الله تعالى لأنها فدية و ذبحت طاعة و سوف تكون صدقة يستفيد منها الفقراء و المساكين
                                أستاذي الكريم هذا توضيح لما قلت حتى لا يحمل الكلام على غير محمله و يستمر النقاش ان شاء الله تعالى حتى يكون مثمرا و مفيدا بعونه تعالى و بتوفيق منه
                                دمتم بخير
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                الأستاذة منجية بن صالح؛
                                شكر الله لك متابعتك للحوار العلمي، بأسلوبك اللطيف والمهذب:
                                أما السادة الصوفية الكرام، فلا يسعنا إلاالتأذب معهم، نعم لديهم أسلوبهم وفهمهم للتربية المعتمد على المجاهدة ( أي بدل الجهد في الطاعات لبلوغ الفتح الرباني، والمجاهدة أرشدنا الله جل شأنه بأنها تصل بصاحبها إلى باب الله لقوله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69] أي يرشدهم الحق جل علاه إلى بابه وابتغاء فضله ومرضاته ولذة النظر إلى وجهه الكريم.)
                                وقد يبدو للمرء بأن هذا شيء جميل وهو كذلك إن أخذنا بعين الاعتبار التربية الربانية التي تستند أساسا على الله جل جلاله والإنابة إليه في ذلة وانكسار قلب، عساه أن يمن علينا بفتح من لدنه ينير قلوبنا وتتفتح له العقول وتصقل به البصيرة؛ لكون الله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.{كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً} [الإسراء : 20] وهنا نقف لتحديد المسار :
                                إنه ليس باعتماد الجهد ينال العبد الدرجات العلى، فالجهود ترشدك إلى باب المولى للإنابة والذلل إليه.
                                وإنما باعتماد الدعاء وهو الحبل الرابط بين العبد والرب، وهو الوسيلة لفضل الله الذي لولاه لكنا من الخاسرين وما زكا منا من أحد أبدا، ولأتبعنا الشيطين.
                                {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء : 83]
                                {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور : 14]
                                {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور : 21]
                                { فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة : 64]

                                إذا، ما على العبد إلا الابتهال إلى الله والتوسل بالطاعات في ذل وانكسار قلب أن يمنّ علينا بفضله ومنه وكرمه بما يرفعنا لديه الدرجات العلا وكفى به سبحانه وتعالى من رب حكيم عليم.
                                ونخلص من هذا
                                1- بأن اعتماد الطاعات يُرشد إلى باب المولى. ولا نستهين بالطاعات مهما صغرت ومهما لم نبلغ فيها الجهد {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى : 23].

                                2- بأن أقصر السبل الاستفادة من الطاعات في التذلل للجليل بأن يمن علينا بعظيم فضله وهو لذة النظر إلى وجهه الكريم. وذلك للكينونة من الأوابين الذين يحفظون عهد ربهم مما يشوبه من الشرك المبطل للأعمال.
                                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 31-12-2009, 23:36.
                                http://www.mhammed-jabri.net/

                                تعليق

                                يعمل...
                                X