الشعور الحسي والإلهام الروحي والتخيّل الابتكاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد جابري
    رد
    [quote=محمد جابري;379065]
    المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أستاذي الفاضل محمد جابري شاكرة لك ردك الجميل و المقنع و أقول سيدي أنا هنا بينكم لأتعلم وأعذر جهلي فأنا لست متخصصة في علوم الدين و لا في العربية و أنا متطفلة عليها أرجو من الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا و يفقهنا في دينه و أنا لا أسمح لنفسي بالنقد بل إني أتساءل لأتعلم أرجو المعذرة اذا تبادر الى ذهنك انه نقد
    و من مداخلتك القيمة تعلمت أن الشيطان يوحي و يلقي و يوسوس جزاك الله كل خير على الاضافة القيمة و أنا معك في كل ما جاء بمداخلتك الا أن ما تفضلت به هو أن النفس هي الروح و أنا قلت و الله أعلم أن للانسان نفس وهي المتصرفة مع الجسد في عالم الشهادة و لها قرينها المتحكم فيها اذ هي تجاهلت وجود خالقها و حتى الآيات التي سردتها فهي مقترنة بالعالم المادي -أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ- إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً -مَن يَشْرِي نَفْسَهُ-مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله -فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ-أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ -مَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم -وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
    فالهوى هنا هو المتحكم في الشخص على المستوى الفردي و الجماعي و التصرف البشري ما هوالا ثمرة قرب أو بعد الانسان عن خالقه و في كل هذه الآيات الله سبحانه يخاطب أنفس العصاة و التي استسلمت للقرين في حيواتها الدنيوية
    و الموت و الحياة هما بيد الله وحده فالنفس تموت بمفارقتها الجسد المادي و لأنها مادية الهوية يشملهما الموت معا الا الروح فهي لا تموت وهي ترفع و هذا ما يدرك من قصة سيدنا عيسى عليه السلام والله وحده أعلم

    و أريد أن أعرج على موضوع الموت عند الصوفية الكرام و أقول أن هناك موت حلال وهو ذبح النفس باسم الله بمعنى التخلص من كل ما تبنته من موروث ثقافي و اجتماعي مخالف للشريعة و دفنه بعد أن تقام عليه صلاة الجنازة حتي يخرج من حياتنا دون رجعة و موت آخر حرام وهو قتل الجسد المادي بقرار بشري خاضع للشيطان -هنا لا أتحدث عن القصاص-

    واذا سمحتم ايها الأفاضل سوف أكمل مداخلتي الأولى لعلي أكون أوضح و يكون النقاش مجديا أكثر-يتبع -
    دمتم بخير
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/quote[color]

    الأستاذة الكريمة منجية بن صالح؛
    لا تعتقدي أنني قصدت زجرك، وإنما أردت أن ننهج نهجا علميا في سبيلنا.

    حين قلت النفس والروح شيء واحد أو اسمان لعملة واحدة جئتك بالدليل القرآني الذي يدل على أن النفس عين الروح ورغم أن الراغب اصفهاني لم يتجاوز القول التفس = الروح، فقد أكدت بأدلة قرآنية بأن النفس قد تدل على الضمير كما قد تدل على الشخص عينه.

    ما جاء في كلامك عن دبح النفس اختلط فيه الصواب بالباطل، ولن أغوص أكثر في هذا الموضوع نظرا لحساسية الموضوع عند بعض الإخوة، والكلام فيه لا يكون إلا بالتجربة للتربية الربانية، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

    وما جاء في كلامك هو من قبيل كلام الصوفية في معرض التفريق بين حديث النفس والشيطان، لدى محاسبتها، وهي طريق منحرفة تربويا؛ ذلك بأنه ليس في الوجود إلا ربا وفضلا .
    واقرئي قوله تعالى : {َولَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم }[النور : 21].
    فما تغني المحاسبة، لولا الضراعة لله بأن يشملنا بعفوه ومنّه وكرمه، وهنا كمن الانحراف التربوي.واقرئي{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ [قـ : 31]هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ [قـ : 32]مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ [قـ : 33]ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ [قـ : 34]}

    ما قلته عن الروح بأنها لا تموت، فكل ما له علاقة بالله لا علاقة له بالفناء، فالنفخة الربانية تفارق الجسد ولا تموت.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 31-12-2009, 05:38.

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    النفس و الروح. (مزيد بيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ).

    النفس و الروح.
    (مزيد بيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ)
    [align=justify]النّفسُ و الرّوحُ حقيقتان مختلفتان و متغايرتان و متباينتان تمام الاختلاف أو التغاير أو التباين و أتمه لاختلاف الوجود و تغير الحال و تباين الوظيفة، إذن هما مختلفتا الطبيعة، أو الماهية، حتما.
    فالنّفس البشرية موجودة في الإنسان قبل الرّوح بأشواط أو بمراحل أو بأطوار كثيرة أو بزمن معتبر، فالحيوان المنوي حي يتحرك و يخصب البويضة و يتطور معها من العلقة إلى المضغة المخلقة و غير المخلقة ثم في الجنين و هكذا إلى الموت المحتوم فالفناء، و أبعد من هذا الخلية الحية ما وصفت بـ "الحية" إلا بوجود الحياة فيها و لا حياة بدون نفس، أما الروح فهي بالنّفخة الربّانية في الجنين بعد إتمامه المِئة و العشرين يوما في الرّحم، عن عبد الله (هو ابن مسعود) رضي الله عنه قال :حدّثنا رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و هو الصادق المصدوق، قال : إنَّ أحدكم يجمع خلقُه في بطن أمّه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا و يؤمرُ بأربع كلمات و يقال له : اكتب عمله و رزقه و أجله و شقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح، فإنَّ الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه و بين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، و يعمل حتى ما يكون بينه و بين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة" رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب بدء الخلق، فتباين الوجود يقتضي تباين الطّبيعة و الأصل و من ثمّة الوظيفة و الغاية و النهاية، النّفس البشريّة إذن موجودة بوجود الإنسان أصلا منذ البداية حيث كان في النطفة الأمشاج و لن تغادره إلى الموت حيث تلاشي الجسد و تحوُّله إلى تراب فتفنى النفس بفنائه و تتلاشى بتلاشيه، و وجدود الإنسان مرهون بوجود النفس فيه، و النفس في كل إنسان من موروث الآباء صعودا إلى آدم، عليه السلام، و كل نفس ترث آدميتها منه، فكلنا، بهذا الاعتبار، "آدمون" بالوراثة و التوريث نزولا إلى آخر آدمي فوق الأرض، فجرثومتنا واحدة و إن اختلفنا من حيث الشكل الخارجي أو الصورة المادية الظاهرة و من حيث الأفعال طبعا، و هذا ما يدرسه علم الوراثة إن في الماديات أو في المعنويات (الغرائز)، و لن يجرؤ أحد أن يزعم أن الحيوان المنوي، و هو مادي، حيٌّ من تلقاء ذاته، أو آليا، من غير نفس حية يحي بها و يموت بدونها، و هنا أذكِّر بما قلته في تعريفي للنفس البشرية أنها "جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحي به مادام ملازما له" و قد حاولت حصر تعريف النفس من حيث الطبيعة و الوظيفة و الغاية، و أما الروح فهي أمر آخر تماما و هي مستحدثة في الإنسان بالأمر الرباني و النفخة، كما سبقت الإشارة إليه أعلاه، و هي باقية بعد موته إلى أن يبعث مرة أخرى فتعود إليه، و قلت في تعريفها بأنها "جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي و مغاير للنفس و يمكن، أي الجسد، بدونه مؤقتا" و الفرق بيِّنٌ بيْنَ "المغروز" و "الموضوع"، و أرى ضرورة زعمي بأن الجسد المادي يمكن أن يعيش بدون الروح مؤقتا، و دليلي من القرآن الكريم إذ يقول الله عزّ و جلّ { الله تتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى} الآية 42 من سورة الزُّمُر على ما في تفسيرها من أقوال كثيرة و متنوعة، فالأنفس هنا، و المقصودة، و الله أعلم، هي الأنفس الروحانية خلافا للأنفس الحيوانية، فالأولى تغادر الأجساد في النوم فتجوب ملكوت الله حيث تشاء، و أما الأنفس الحيوانية فتبقى في الأجساد، و لذا فإننا نرى النائم يتحرك و يتنفس أو يصرخ و يبكي و غيرها من الحركات و قد يكون غارقا في الأحلام السارة أو المزعجة، فكيف نفسر هاتين الظاهرتين لولا اختلاف كل من النفس و الروح ؟
    فإذا لم نستطع تحديد ماهية كلا منهما من حيث الجوهر أو الماهية تحديدا دقيقا مقنعا لكننا نستطيع معرفتهما من حيث الوظيفة أو الدّور أو البداية و النهاية، و نستطيع فهمهما بالتصور ثم الحكم ثم الدليل أو البرهان، و كمثال علمي و عملي، أو واقعي، هذه الكهرباء المعروفة جدا نستطيع فهما من حيث الوظيفة و الدّور أو البداية و النهاية لكننا لا نستطيع معرفة كنهها أو ماهيتها أو جوهرها البتة، فإذا كان هذا شأن "شيء" نرى آثاره و نستعمله يوميا في حيواتنا فكيف بما لا نراه كالنّفس أو الرّوح و هما خفيتان مخفيتان؟ الأمر يدعو إلى التأمل و التّمعُّن و التّفكر و التّدبر.
    و إمْعانا في التوضيح و البيان فإن العلماء الذين تناولوا مثل هذه المواضيع يفرقون بين ثلاثة أنواع من النفوس، و هي النفس النباتية، أي الجسد في حد ذاته لأنه ينبت، و النفس الحيوانية، و هي عندنا النفس اختصارا، و النفس الرّوحانية و هي الروح في تناولنا اختصار كذلك، و لا مشاحة في تنويع التسمية للمسمى الواحد ما دمنا قد نتفق في تحديده أو تعريفه، و قد ارتضيت اسم الجسد للذات المادية و النفس للجوهر المغروز فيه و الروح للجوهر الموضوع (المنفوخ) تسهيلا لإدراك تنوعها و اختلافها و تميزها عن بعضها، فالتميز يقتضي التعدد حتما إذ يستحيل عقلا أن يكون الشيء الواحد هو و مغايره في الوقت نفسه من حيث الجوهر أو الماهية أو المادة لكنه قد يكونه من حيث الأعراض مهما تعددت أو كثرت، هذا معلوم بالبداهة، كما أننا نجد هذا التميز من حيث التسمية في الفرنسية مثلا فالنفس فيها هي "لام" l’âme بينما الروح هي "الإسبري" l’esprit و لست أدري ما هي التّسميات في اللغات الأخرى.
    و أتوقّف الآن عند هذا الحد من البيان بما منّ به العليم المنّان عزّ و جلّ من القدرة على التعبير، هذه قناعتي الشخصية التي أدين لله بها، فإن أصبت فمن الله وحده فله الحمد و الشكرعلى توفيقه لي و إن أخطات فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر الله تعالى و أستعيذه من الزيغ و القول بالهوى.[/align]
    اللهم ألهمنا الرشاد و وفقنا للسّداد فأنت الرحيم الرحمن.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 31-12-2009, 21:00.

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    لفته :
    المداخله رقم 32 اعتمدت مع المداخله رقم 31 للأستاذه منجيه صالح

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    ننتظر مشاركتكم الأخت منجيه ... واسمحي لي بأن تتاكدي في إضافتك وتضيفي الأصل للمعنى إذ أن الأصل للروح الخلود فمهما تقلبت هذه الروح في أسفارها المشهوده أو الغيبيه فهي روح خالده موجوده منذ خلق الله آدم وإلى أبد الآبدين فإن هي بدأت بعالم الذر وأشهدنا ربنا حينها على انفسنا والجميع شهد بذلك , رجوعا بالعالم الحي الذي نحياه والذي هو بمثابة عالم إفتراضي غير حقيقي بالنسبه للآخره كما عالم هذه الشابكه بالنسبه لعالمنا التواصلي , هنا يظهر في الأصل شئ أن هذه الروح كانت شيئا يعلمه الله في عالم الذر وهي أيضا لها حقيقه لا يعلمها إلا الله وإن هي حملت لنا أجسادنا في هذه الدنيا لنستحق ما كٌتب علينا ولنعمل به بإرادتنا ومن ثم تنتقل هذه الروح إلى الحياة البرزخيه والتي لا نعي عنها إلا ما قد ورد لنا من آيات وأحاديث توضح لنا كيفية هذه الحياة البرزخيه وما فيها من نعيم وعذاب .... إلى أن تنتقل هذه الروح لمسكنها الأصلي المكتوب لها منذ القدم بعد مرور وخوض هذه الأسفار حتما سيكون المصير إما إلى جنة أو إلى نار وهم محل خلود الروح بالشكل الجديد وبالصورة التي وصفت لنا على طول آدم ستون ذراعا في السماء .

    **********
    نعم كما جاء في مداخلة لكم سابقة بنورانية هذه الروح ولكن علينا بأن نؤمن حقيقة أن أصل النعيم والعذاب هي الروح إذ النعيم يقع على النفس المرتبطه بهذه الروح , النفس التي هي في الأصل لا شئ بدون الروح فالجسد ملقى والروح ترى الرؤا والمشاهدات فتتنعم أو ترى من الصور في منامها ما يؤرقها فننزعج لمثل هذه الصورة ونقوم على إصرها مفزوعين فكيف هي لا ندري.. , ولكن هي الأصل وأجسادنا ضيوف عليها , فالأصل للإنسان الروح ....... وهي مستودع النور إن هي عملت وامتثلت ومنبع الشر والسوء إن هي حادت عن درب الصلاح ............
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 30-12-2009, 17:29.

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    و قبل أن أختم أقول أن لكل من عالم الغيب و الشهادة الهامه و هذا ما أردت تفصيله و السؤال الذي يتبادر الى الذهن : بهذا المنطق لا يمكن أن نصل الى عالم الابداع و تكون الكتابة ملتزمة بقضية و لها منطق فاعل في المتلقي بحيث أنها تكون متكاملة و مقنعة بالدليل الذي لا يقبل لا الجدال و لا الدحض لأنها تفصح عن الحقيقة و التي هي واحدة لأنها من الأحد الصمد ؟

    لقد ختمت مداخلتي القبل السابقة بهذا الطرح و سأحاول الاجابة عنه ان شاء الله بتوفيقه و عونه
    و قلت أن لكل من عالم الغيب و الشهادة الهامه فعالم الشهادة يستند الى النفس وهو مادي الأدواة من أسباب و فكر و خواطر و بما أن سنة الخلق تفرض الفناء على ما كل هو مادي فاننا نلاحظ انهيار كل النظريات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الفلسفية الفكرية القائمة على أسباب مادية
    لأنها أحادية النظرة و لا تعترف بالمنطق الزوجي و الذي هو منظومة كونية وسنة الخالق في خلقه فكل نظرة أحادية هي فرعونية لا يمكن الا أن تغرق مع صاحبها في بحر شهوته القاتلة لإنسانيته الآدمية
    أما عالم الغيب فهو يستند الى الروح وهي تخضع للأمر الالهي و الانسان غير قادر على ولوجه لمحدودية عقله المادي القاصر على ادراك ما وراء الحس لأن نفسه و ما ترتكبه من معاصي تكون هي الحاجب الذي يحول دون تلقيه أنوار و معارف هذا العالم الغيبي و الذي يحدثنا عنه القرآن الكريم حتى يحدونا الشوق اليه و ننجز متطلباته و ننتظر رحمته تعالى
    فتتفتح مدارك العقل القلبية و نستطيع عند ذلك ادراك ما يجود به علينا من حقائق بنور البصيرة و التي ترى بنوره و يخاطبها تعالى من و راء حجاب
    لا يمكن لانسان أن يستوعب هذه العلوم و المعارف حتى يتواصل فيه عالم الغيب و الشهادة بمعنى تتواصل فيه صلة الأرحام و التي هي من الأساسيات التي تدخل الانسان الى الجنة وهي تواصل العقل المادي الفكري بالعقل القلبي الروحاني حتى يستطيع الخيال أن يعمل و يتلقى الالهام و يترجم الى صور حسية شعورية تقرأها الحواس من سمع و بصر و تفك رمز منطق الحقيقة و الذي هو قائم على الزوجية بين الغيب و الشهادة فتترجمها الكلمة بالقلم و تكون للكتابة معنى و ابداع لأنها من بديع السماوات و الأرض فالانسان كجسد مادي متحرك بنفسه المادية دون جذور غيبه الفطري و الكامن فيه عبارة عن شجرة ميتة قد اجتثت عروقها
    هذه هي الحياة التي يدعو اليها القرآن الكريم عندما يدعونا الى عبادة الله وحده لأنه الأحد الصمد و الذي لم يلد و لم يولد فكل الأصنام التي استنسخها الفكر المادي النفسي الشيطاني توالدت و ماتت أجيال و ظهرت أخرى بلباس جديد و مصطلحات مستحدثة و هي عبر العصور و التاريخ تحاول الغاء هويتنا الدينية و الانسانية الآدمية كما خلقها تعالى في أحسن تقويم
    فكل ما ماتت النفس عن الشهوة الحرام و أتبعت الحلال كل ما أقتربت الى الروح النيرة و النورانية و أستجابت للإلهام الرباني و أبتعدت عن لمة الشيطان فالنفس العاصية هي التي تأم الجسد في الصلاة و تحدد صلته بالخلق و بالخالق أما النفس التي أقلعت عن المعاصي طاعة لله تعالى تكون الروح امامها فتصبح صلاة الانسان للخالق وصلته بالخلق هي تجسيد لشريعته على الأرض و بين الناس هكذا يؤدي الأمانة و تكون له الخلافة في حياته و بعد موته لأن سيرته حية بين الناس التي تتناقلها وكتاباته لها روح ايضا لا تموت لكنها ترفع عندما يستشري الظلم على الأرض و يفقد العدل و يفقد الناس حواسهم القلبية فتكون حواسهم المادية هي المحددة لهويتهم و سلوكهم و تصبح غير قادرة على استيعاب هكذا كتابات فتأخذها على أنها هلوسة دينية
    و قبل أن أختم أقول عندما تقترب النفس من الروح يمكن أن تكون كأنها هي لتطابقهما و التزامهما بأمر الله سبحانه فيختفي منها الغضب من الخلق والنارية المحرقة لتصبح نورانية فاعلة على أرض الجسد و الطبيعة الانسانية فيكون لها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
    الأساتذة الأفاضل معذرة عن الاطالة و التي أردت من ورائها أن أوضح ما أردت قوله حتى يكون متكاملا غير مجزء و يناقش على هذا الأساس و يراجع اذا اتضحت أخطائه
    شكرا على سعة صدوركم جزاكم الله كل خير
    مع تحياتي و تقديري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أستاذي الفاضل محمد جابري شاكرة لك ردك الجميل و المقنع و أقول سيدي أنا هنا بينكم لأتعلم وأعذر جهلي فأنا لست متخصصة في علوم الدين و لا في العربية و أنا متطفلة عليها أرجو من الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا و يفقهنا في دينه و أنا لا أسمح لنفسي بالنقد بل إني أتساءل لأتعلم أرجو المعذرة اذا تبادر الى ذهنك انه نقد
    و من مداخلتك القيمة تعلمت أن الشيطان يوحي و يلقي و يوسوس جزاك الله كل خير على الاضافة القيمة و أنا معك في كل ما جاء بمداخلتك الا أن ما تفضلت به هو أن النفس هي الروح و أنا قلت و الله أعلم أن للانسان نفس وهي المتصرفة مع الجسد في عالم الشهادة و لها قرينها المتحكم فيها اذ هي تجاهلت وجود خالقها و حتى الآيات التي سردتها فهي مقترنة بالعالم المادي -أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ- إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً -مَن يَشْرِي نَفْسَهُ-مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله -فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ-أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ -مَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم -وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
    فالهوى هنا هو المتحكم في الشخص على المستوى الفردي و الجماعي و التصرف البشري ما هوالا ثمرة قرب أو بعد الانسان عن خالقه و في كل هذه الآيات الله سبحانه يخاطب أنفس العصاة و التي استسلمت للقرين في حيواتها الدنيوية
    و الموت و الحياة هما بيد الله وحده فالنفس تموت بمفارقتها الجسد المادي و لأنها مادية الهوية يشملهما الموت معا الا الروح فهي لا تموت وهي ترفع و هذا ما يدرك من قصة سيدنا عيسى عليه السلام والله وحده أعلم

    و أريد أن أعرج على موضوع الموت عند الصوفية الكرام و أقول أن هناك موت حلال وهو ذبح النفس باسم الله بمعنى التخلص من كل ما تبنته من موروث ثقافي و اجتماعي مخالف للشريعة و دفنه بعد أن تقام عليه صلاة الجنازة حتي يخرج من حياتنا دون رجعة و موت آخر حرام وهو قتل الجسد المادي بقرار بشري خاضع للشيطان -هنا لا أتحدث عن القصاص-

    واذا سمحتم ايها الأفاضل سوف أكمل مداخلتي الأولى لعلي أكون أوضح و يكون النقاش مجديا أكثر-يتبع -
    دمتم بخير
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اترك تعليق:


  • محمد جابري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الى الأستاذ الفاضل مصطفى الشرقاوي جزاك الله كل خير على مراجعة ما قلت وهو أن للشيطان القاء و ليس الهام و هذا ما أرجوه منكم أيها الأفاضل و أنا سعيدة بكل تصحيح و شكرا
    الأستاذ القدير محمد جابري لقد قلت أن النفس و الروح هما شيء واحد يقول تعالى -يسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي -و يقول أيضا و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها
    و نحن نعرف من القرآن الكريم أن النفس يمكن أن تكون أمارة بالسوء و لوامة ومطمئنة
    كيف تكون النفس هي الروح ؟ و نحن نعرف أيضا أن الله تعالى قال في سيدنا عيسى أنه الكلمة الروح و لم يذكر النفس
    أقول و الله أعلم و أرجو المراجعة ان كنت مخطئة أن الروح هي طيف نوراني يعرج الى السماء كما أنه يتواجد في الجسد اذا استقام و كان سعيه لطاعة الله أما النفس فهي مادية الطبع شهوانية ومزاجها متقلب لها تصريف شؤون المعاش اليومي فهي أكثر التصاقا بالجسد و بالقرين فمجالس العلم تحفها الملائكة و مجالس المعصية تحفها شياطين الجن و الانس فالروح طيف نوراني و النفس طيف ناري شهواني سريع الانقياد الى المعاصي لهذا أقول أن الروح لا يمكن أن تكون هي النفس و الله وحده أعلم
    أتوقف عند هذا الحد قبل أن أكمل ما بدأته حتى يستوفى النقاش في هذه النقطة
    شكرا على سعة صدوركم مع تحياتي و تقديري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأستاذة منجية؛
    حبذا القراءة الناقدة بعلم، فكيف استسلمت لمصطلح الإلقاء وعاندت مصطلح النفس؟ بأي مقياس؟
    1- فالشيطان يوسوس{ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس : 4]الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس : 5] مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} [الناس : 6]

    2- الشيطان يوحي وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَالأنعام : 112]

    3- الشيطان يلقي: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج : 52]

    النفس قلت سابقا بأنها الروح يقول الراغب الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن: النفس الروح في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام : 93]

    {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة : 72]

    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة : 207]

    {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } [آل عمران : 145]

    {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 168]

    {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران : 185]

    وأقول : قد ترد عبارة النفس بمعنى : الضمير

    {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة : 235]

    كما قد ترد بمعنى : الشخص عينه

    {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة : 9]

    أَ{أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 29-12-2009, 21:20.

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الى الأستاذ الفاضل مصطفى الشرقاوي جزاك الله كل خير على مراجعة ما قلت وهو أن للشيطان القاء و ليس الهام و هذا ما أرجوه منكم أيها الأفاضل و أنا سعيدة بكل تصحيح و شكرا
    الأستاذ القدير محمد جابري لقد قلت أن النفس و الروح هما شيء واحد يقول تعالى -يسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي -و يقول أيضا و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها
    و نحن نعرف من القرآن الكريم أن النفس يمكن أن تكون أمارة بالسوء و لوامة ومطمئنة
    كيف تكون النفس هي الروح ؟ و نحن نعرف أيضا أن الله تعالى قال في سيدنا عيسى أنه الكلمة الروح و لم يذكر النفس
    أقول و الله أعلم و أرجو المراجعة ان كنت مخطئة أن الروح هي طيف نوراني يعرج الى السماء كما أنه يتواجد في الجسد اذا استقام و كان سعيه لطاعة الله أما النفس فهي مادية الطبع شهوانية ومزاجها متقلب لها تصريف شؤون المعاش اليومي فهي أكثر التصاقا بالجسد و بالقرين فمجالس العلم تحفها الملائكة و مجالس المعصية تحفها شياطين الجن و الانس فالروح طيف نوراني و النفس طيف ناري شهواني سريع الانقياد الى المعاصي لهذا أقول أن الروح لا يمكن أن تكون هي النفس و الله وحده أعلم
    أتوقف عند هذا الحد قبل أن أكمل ما بدأته حتى يستوفى النقاش في هذه النقطة
    شكرا على سعة صدوركم مع تحياتي و تقديري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    السلام عليكم يا الإخوة الكرام ,,,

    (( محمد جابري - حسين ليشوري - منجية بن صالح ))

    أعتذر لعدم تواجدي للإنشغال في الفترة السابقة ويسعدني أن أتواصل من جديد فيما يفيد مع كل أستاذ صنديد ,,

    (( لاشك ولاريب في أن النفس تحيا بالروح لا بالجسد ولقد تعلمت مسبقاً بأن النفس والروح كما ذكر أستاذنا الكريم " محمد جابري " وجهان لعمله واحده فقد ذٌكرت الروح بمعنى النفس والعكس ولكن لما كانت هذه الغيبيات ليست مٌعرفه ولا مٌقننه ولا هي موجوده في الكتب القديمة ولا هي مخطوطه في البرديات إلا أن الذهن ينطلق والإدراك يتسع بقدرة سعة هذه الروح التي هي نفخه من الرب القوي كما سبق على لسان قلم الفاضله " منجيه بن صالح " لذا كانت القوة الروحيه هي مدار فقه الإنسان وبه يستمد النور كما ذكر في آية الأنعام , وما فعله الإنسان قديما من معجزات وما يحدث من اختراقات وعوالم إفتراضية قد تصل بنا حد الدهشه إذ الإتصال الرقمي والعالم الإلكتروني ما يجعل هذا الفضاء الواسع بوتقه صغيرة بمجموعه من الكابلات أو بالتسخير عبر الفضاء والهواء واستغلال صنع الرحمن الذي أتقن كل شئ للتوسع والتمدد من البساطةِ إلى الشمول ... وعليه :
    كيف وصل هذا الإنسان البسيط بعقله المعقول الذي يدور في رحى الكون المحدد الذي حدده لنا رب العزه لصنع مثل هذه الأشياء وتقريب مثل هذه المسافات ؟

    ربما لا نجد جوابا إلا من حد النظريات الروحيه عند المسلمين الأوائل والصادقين في الزهد والعالمين بحق التصوف , أو هي التخيلات الإبتكاريه كما فعل "ألبرت إينشتاين " والذي كان يتخيل نفسه فوق شعاع الضوء يطير .... وكما هي نظرية الجاذبية لنيوتن .

    إذاً الكثير من العلماء بدأ بالتخيل وهؤلاء ليس للروحانيات بينهم سبيل إلا أننا نأتي هنا عند مفارقه ذكرت في مشاركة الأخت الفاضلة " منجية " والتي قالت فيها بأن للرحمن إلهام وللشيطان إلهام ولنقول نعم للرحمن إلهام ولكن تسمح لي أختي الفاضله بأن نقول أن للشيطان إلقاء يلقيه في صدر الإنسان بوسوسة أو بغيرها وحتى لا يتفرع الحديث كما ذكر أستاذي المخضرم " حسين " بالكلام عن العوالم الأخرى نقف عند القاء الشيطان بدليل " فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ " إذا الشيطان له إلقاء على أمثال العباقرة والمخترعين حتى أننا نجد التطور بعد صار فتنة وهلاكا على الكثير إلا من رحم الرب القدير .
    نعود لربط الخيال بالروح عند المسلمين القدماء وما كان عندهم من ملكات روحيه جعلتهم يسودون العرب والعجم ويمتلكون روحا وثابه تواقه تتوق إلى العلو .... فالنفس أو الروح لها توق ولها ميول فإن هي تاقت فقد فاقت وإن مالت عالت " فكان الرجل المسلم بأمه وكان الرجل بألف وكان الرجل بجيش كانوا يحبون الموت كما يحبون الحياة لأنهم يعلمون علم اليقين أن الموت ليس محطة أخيرة تنتهي عندها الحياة بل حياه أخرى كنهها يعلمه الله فدار الفكر في مدار واسع رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علمنا من أحوال القبر في من الضيق والإتساع ولما نقل لنا عن ربه من أحوال الجنة الواسعه وما فيها من ثمار وأشجار وأنهار ... ما جعل الأوائل يتقدمون ويسبقون بهذه الروح جميع الأمم .. فهل يا ترى هل من بيننا رجل بعشر رجال من أمثال غيرنا ؟
    لما علمنا عن صحابي يسبق الخيل وآخر يكسر في يده السيوف وهو لازالت ثابتا ... كيف ذلك وما الربط بين الثبات وبين هذه الروح .. لو نظرنا لوجدنا في آية إبراهيم ... " يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " والثبات على القول الثابت يحتاج لدرأ الشهوات والشبهات والخبالات العقلية والنفسية حتى يتمكن هذا الثابت من نفسه ويلجمها إلجاما ومن ثم يثبت على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله في دنيا تموج بالفتن موجا وتٌعرض على القلب كأعواد الحصير فأيما قلب أستشربها فقد نكتت فيه نكتة سوداء .. نسأل الله العافيه .. هذا هو الظلام القلبي والذي أظنه قد ذكر في مشاركة أستاذنا " محمد جابري " الحديث عن الروح حقا ذو شجون وإنسيابيه تريد الأنامل ألا تتوقف ولكن لنكن مقتصدين حتى تصل ولو خربشه من خربشاتي للمراد وللقصد ..

    الشاهد في الأخير بلا تأويل أن النفس تميل إلى الميل ونفس تتوق إلى كل جميل فمن تاقت نفسه إلى المعالي سمت روحه وعلت وطهرت من كل أدناسها هذا ما أردنا إيصاله والإخبار عنه , وما أردنا إثباته هو عالم الشعوريات والحسيات والخيال الصادق المرتبط بهذه الروح إن نحن وحدنا الهدف وإن تفرع منا فلا نلومن إلا أنفسنا "

    تقبلوا صادق التحيه
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 29-12-2009, 18:14.

    اترك تعليق:


  • محمد جابري
    رد
    [align=right]الأستاذ حسين ليشوري؛

    عن قولك : " النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا."

    أستسمح بأن أبين بأن ليس تمت إلا شيء واحد اسمه الروح ويطلق عليه أيضا النفس.

    أما تعريفها فهي نفخة ربانية المصدر { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29] شكلها طيف، تسرح وتمرح خارج الجسم وهي على اتصال به ولو من بعد بعيد.

    قوتها كل الأمور الروحية من تلاوة للقرآن، وذكرلله تعالى، وكل ما والى ذكر الله. حياتها تتم بالاعتناء بقوتها { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

    قلت ويطلق عليها أيضا : " النفس " { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس : 7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 8] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [الشمس : 9] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس : 10]} [/align]
    [/size]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 28-12-2009, 17:32.

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذ الكريم حسين ليشوري شكرا على هذا المقال المنهجي و الذي حددت فيه مواقع كل من النفس و الروح و في نفس السياق دعني أقول أن النفس هي نارية الطبع وهي محل الغواية و الشهوة لذا فهي متقلبة في عالم الشهادة و كلما انغمست في الشهوات و المعاصي كلما انطفأ نورها و أقتربت من عالم شياطين الجن و الانس و أتبعت خطاهم فتناست عالم الغيب و أنغمست في ملذات عالم الشهادة و أصبحت فرعونية الهوية مادية الفكر لا تصدق الا ما ترى بالعين المجردة هكذا أقيم صرح الفكر المادي و الذي يعتمد على الأسباب و المسببات و لا يعترف بوجود غيب فاعل في حياة الانسان وهو يستقي الالهام من العالم الذي ينتمي اليه و هنا أتواصل مع الحديث الشريف و الذي مفاده أن هناك لمة و لمة

    أما الروح فهي طيف نوراني و نفخة مقدسة وهي من أمر ربي سبحانه و تتأثر بما تحدثه النفس من تغيرات تشمل الجسد و تصرفاته و بما أنها نارية الطبع ففيها النار و النور فعلى قدر طاعتها تستنير و على قدر معصيتها تصبح حارقة و بما أن الروح لطيفة نورانية فهي تتأثر بكل هذه التغيرات في السلوك البشري والذي تحدده النفس و تصرفاتها والتي يجسدها على أرض الواقع الجسد حتى أنه يصبح أداة طيعة تؤمه النفس و تحدد صلاته و صلته بالآخر و الذي لا يمكن أن تكون ايجابية بل هي سلبية بكل المقاييس

    فللمة الشيطان الهام يحدد فكر الانسان و للمة الملك أيضا الهام يحدد فكر الانسان و الذي لا يمكن أن يكون الا نيرا و مستنيرا بأمر ربه تعالى
    و القاسم المشترك بين عالم النور و النار هو الخيال و الذي يمكن أن نقول عنه انه شاشة بيضاء تعكس صورة القوة المحددة في الجسد الروح أو النفس فلكل منهما عالمه الذي تستمد منه الالهام و الذي ترتسم صورته على شاشة الخيال فيعقلها العقل اما القلبي اذا كانت روحانية أو العقل المادي اذا كانت نفسية
    و قبل أن أختم أقول أن لكل من عالم الغيب و الشهادة الهامه و هذا ما أردت تفصيله و السؤال الذي يتبادر الى الذهن بهذا المنطق لا يمكن أن نصل الى عالم الابداع و تكون الكتابة ملتزمة بقضية و لها منطق فاعل في المتلقي بحيث أنها تكون متكاملة و مقنعة بالدليل الذي لا يقبل لا الجدال و لا الدحض لأنها تفصح عن الحقيقة و التي هي واحدة لأنها من الأحد الصمد ؟

    هذا ما سأجيب عنه في مداخلة قادمة ان شاء الله و سوف أكون سعيدة لو الاخوة الكرام تفضلوا بالمشاركة كما أستسمح الأستاذ الكريم حسين ليشوري لأني اعتمدت ما جاء في مقاله و أضفت ما ألهمنى الله اياه وهو الأعلم و لا علم الا علمه
    تحياتي و تقديري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اترك تعليق:


  • حسين ليشوري
    رد
    قوى الإبداع عند الإنسان.

    قوى الإبداع عند الإنسان.
    ا ـ بين يدي الموضوع:

    1ـ الحديث عن الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و عن كل ما له علاقة، بشكل أو بآخر، بالإبداع الأدبي خاصة و الفني عامة و العلمي من القدرات، أو القوى، التي يملكها الإنسان، ليس كالأحاديث عن المواضيع التي لها علاقة بالماديات، إذ الماديات، لما لها من خصوصية القياس و الحدّ و العدّ و الوزن، سهلة الحصر و القصر إلى حدٍّ ما، أما المعنويات، و التي منها الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل، و غيرها مما يدخل في هذا المجال الرحب فإن الحديث عنها صعب لما تفقده من خصوصية الماديات أولا، ثم لما يعوزها من تحديد أو تعريف دقيق لغة و اصطلاحا يحول دون تداخل المفاهيم و تضارب التصورات فيها و عنها ثانيا، ثم لغموض مصادرها ثالثا.
    2ـ و من هنا نسمح، أنا و غيري ممن يهمه هذا الموضوع، لأنفسنا بالتحدث عن تلك الموضوعات بشيء من الحرية النسبية فقط لما يمنحه لنا غياب التحديد أو التعريف العلمي الدقيق، لغة و اصطلاحا، لمصادر الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و غيرها مما يدخل في تركيبة الإنسان المعقدة، من فرص التعبير ... الحُرِّ !

    بـ ـ الإنسان:

    3ـ الإنسان تركيب معقد جدا بين ثلاثة عناصر متشابكة كلية : الجسد، و النفس، و الروح، و تتفاعل هذه العناصر الثلاثة فيما بينها تفاعلا يصعب تمييز ما يعود، في المعنويات، إلى كل عنصر دون الآخر للترابط الموجود و لتداخلها في بعضها و للتأثير و التأثر المتبادلين بينها، و لذا فكل حديث يصير إلى الرجم بالغيب أقرب منه إلى الحديث الموضوعي العلمي، هذه حقيقة يجب الاعتراف بها منذ البداية و التصريح بها جهرة باستثناء، طبعا، الحديث عن الجسد، لماديته، لما يمتاز به، كما أشرنا أعلاه، من إمكانية القياس بمختلف أنواعه و وسائله، تفقدها كل من النفس و الروح، و الحديث عنه، هو، يكون حديثا علميا و موضوعيا عند أهله لما اكتشف فيه من معلومات لا تعد و لا تحصى منذ مدة طويلة من الزمان، و السبب البسيط و الذي أراه يحول دون إدراك المكونين الآخرين إدراكا تاما هو انتساب الجسد إلى عالم الشهادة بنسبة كبيرة جدا، بينما تنتسب كل من النفس و الروح إلى عالم الغيب كلية، فقد نرى بعض آثارهما و لا نرى كنههما البتة، حسب علمي المتواضع الضئيل طبعا، بينما نرى آثار الجسد و كنهه جملة و تفصيلا إلى حد ما.
    4ـ الحديثُ عن النفس و الروح سيسوقنا إلى الحديث عن اتصال كل منهما بعوالم أخرى كعالم الجن و عالم الملائكة كما يتصل الجسد بعالم الإنس و غيره من العوالم المادية، أحيوانا كانت أم نباتا أم جمادا، و في هذا الحديث سنتعرض حتما للإشارة إلى لمّة الملك و لمّة الشيطان و هواجس النفس و وساوسها و أشواق الروح و تطلعاتها، و هو حديث متشعب جدا، أو ذو شجون كما يقال، لكننا سنحاول حصره في المحاور التي حددناها من البداية : الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل و غيرها من المواضيع التي لها علاقة بالإبداع الأدبي أو الفني أو العلمي، و أستسمح القارئ فاستبق الحدث و أورد الحديث النبوي الذي تذكر فيه لمّة الملك و لمّة الشيطان لما له من علاقة وطيدة بما سيأتي من حديث عن الإلهام أو الخيال أو هواجس النفس و وساوسها أو أشواق الروح و تطلعاتها.
    روى الإمام الترمذي، رحمه الله تعالى، في سننه، قال :" حدثنا ‏ ‏هناد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الأحوص ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن السائب ‏ ‏عن ‏ ‏مرة الهمداني ‏عن عبد الله بن مسعود قال:" قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏إن للشيطان ‏ ‏ لمّة ‏ ‏بابن ‏ ‏آدم ‏ ‏وللملك ‏ ‏ لمّة، ‏ ‏فأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الشيطان فإيعادٌ بالشّرّ وتكذيبٌ بالحق، وأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ الشّيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء ‏ الآية، قال ‏ ‏أبو عيسى الترمذي‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏وهو حديث ‏ ‏أبي الأحوص ‏ ‏لا نعلمه مرفوعا إلا من حديث ‏ ‏أبي الأحوص.

    جـ ـ قدرات الإنسان:

    5 ـ فما الإلهام أو الاستلهام، و ما الخيال أو التخيل ؟ ما مصدرها و ما وسائل التعبير عنها ؟ و ما الغاية منها ؟
    و قبل التطرق للإجابة، قدر المستطاع، عن هذه الأسئلة، أو غيرها مما سيظهر خلال الحديث، أرى ضرورة التعرض لماهية النفس و الروح و ما ينتج عنهما ابتداء و ما يأتيهما من خارجهما، لكن حديثي عنهما سيكون سريعا إذ أنهما ليسا غايتي من الحديث هنا.

    6ـ النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا.

    7ـ أما الآن، فهذان التعريفان تقريبيان فقط للتمييز بين الجوهرين تمييزا سريعا إذ النفس مغايرة للروح تماما من حيث طبيعتهما و وظيفتهما و آثارهما، و لو أن الحديث عن "طبيعتهما" فيه مجازفة كبيرة ما دمنا قد أقررنا أنهما من عالم الغيب و أنهما جوهران غير ماديين فكيف تحدد طبيعتهما ؟ و قد سبقنا الكلام عن صلة الجسد بالعوالم المادية فكذلك للنفس و للروح صلات بعوالهما إذ لكل عنصر من هذه العناصر الثلاثة صلات تتناسب بما يشاكلها أو يجانسها من العوالم المغايرة لها من حيث الأصل و الطبيعة و الوظيفة حتما، و الأدلة عن هذا كله من القرآن الكريم و من السنة النبوية الشريفة متوفرة بكثرة تجعلها من المعلوم من الدين بالضرورة عند العارفين بها طبعا.
    و للحديث بقية إن شاء الله تعالى حتى لا أثقل على القراء الكرام و عساهم يشاركوننا الحديث فنتقدم فيه أكثر و أكثر و إلا نتوقف إن رأيتم أنني أخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء في هذا المساء.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 27-12-2009, 19:06.

    اترك تعليق:


  • محمد جابري
    رد
    أحبائي الأكاريم

    الكلام عن هذه الروحانيات ليس كلاما عابرا، بل لا بد فيه من علم وذوق كما يشترطه الصوفية الكرام.

    ولئن تكلم أستاذنا عبد الرحيم محمود عن الحواس الظاهرة فللروح حواسها وقد نعاها الله على المنافقين فقال جلت قدرته { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]؛

    كما تحدث جل وعلا عن حياة الروح والاستفادة من وسائلها فتساءل عز وجل {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

    أما وسائلها فهي الرؤيا الصادقة، والمشاهدة يقظة، والإلهام، والفراسة، والكشف، والكرامة.

    فالرؤيا الصادقة تأتي كفلق الصبح، لا تحتاج في غالب الأحيان إلى علم التأويل؛

    والمشاهدة رؤية أثناء اليقظة تقع للعبد فيشاهد بعين قلبه مشاهدات تخرق الكون، وتتجاوزه لعالم الغيب ومشاهده، ترى الجنة والنار وما فيها ومن فيها وترى وترى...{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7] }، وهل فقط ذلك؟

    أما عن الإلهام فهو إشارة خفية وعلم يلقى للعبد بفهم سديد مطمئن تتبعه سكينة ووقار { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51]؛

    والفراسةنظرة المرء للشيء بتفرس فيأتي بالقول كأنه مشاهدة عين{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]؛

    الكشف وهو إظهار حقائق سترت عن الأعين فتبدو للمرء جلية علانية واقرأ قوول سيدنا عيسى عليه السلام { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]؛
    والكرامة وهي أنواع وأعظم تكريم هي كرامة الاستقامة على الشريعة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24].

    ومن أراد الغوص في هذا المجال ومعرفة أسراره فلنفتح له متصفحا خاصا؛ كي لا نفسد الموضوع على صاحبه.

    وأما علاقة هذه الأشياء وتأثيرها بالأدب ورقة المعاني وصقل الموهبة الفنية فأقول إنه باختلاف الوسائل تختلف النتائج المتوصل إليها.

    فاقرأ أشعار كبار الصوفية لترى التصوير الفني كيف يصول ويجول في النصوص الربانية.

    فصفاء الروح يضحي مرآة تنطبع عليها الصور الناظرة إليها وتعرج الصورة معراجها وتصول وتجول لتضحي فنا رفيعا اقتبسه الكاتب من عليائه ليرسمه فنا بنثر لكلمات تميزت بجمال أخاذ وأسلوب رشيق، وفن رفيع.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 27-12-2009, 15:54.

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة علي المَجَّادِي مشاهدة المشاركة
    أولا علينا أن نقف على لفظ إلهام على
    إطلاقه وبدون قيد كقولنا إلهام روحي أو نفسي أو عقلي
    بل يقال رجل ملهم وإمرأة ملهمة
    تفسير كلمة الإلهام
    الإلهام : الإلهام في اللغة : تلقين الله سبحانه وتعالى الخير لعبده ، أو إلقاؤه في روعه

    والفرق بين الرؤيا والإلهام أن الإلهام ، يكون في اليقظة ، بخلاف الرؤيا فإنها لا
    تكون إلا في النوم
    نعم ... هنا يتضح الإلهام المعني وهو من الذات العليه تبارك ربي وتعالى عن التشبيه والتعطيل ولما كان الله عز وجل أقرب إلينا من حبل الوريد فهنا يعتبر الإلهام من الداخل للداخل بنص كلام الله عز وجل " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " أما وقوفنا مع الملهمات من المصادر الخارجية للتفكر والتأمل واستنباط الأفكار ممن حولنا هو ما ترمي إليه فكرتك بالإلهام من المصدر الخارجي ربما هذا والإلهام الروحي مختلفان ....

    تكلمت وأوجزت في الإلهام الروحي ....فماذا عن الإلهام الفكري ... هل من شئ في صومعتك تخرجه لنا ... يسعدني تواصلك

    اترك تعليق:


  • علي بن محمد
    رد
    أولا علينا أن نقف على لفظ إلهام على
    إطلاقه وبدون قيد كقولنا إلهام روحي أو نفسي أو عقلي
    بل يقال رجل ملهم وإمرأة ملهمة
    تفسير كلمة الإلهام
    الإلهام : الإلهام في اللغة : تلقين الله سبحانه وتعالى الخير لعبده ، أو إلقاؤه في روعه

    والفرق بين الرؤيا والإلهام أن الإلهام ، يكون في اليقظة ، بخلاف الرؤيا فإنها لا
    تكون إلا في النوم

    اترك تعليق:

يعمل...
X