المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي
مشاهدة المشاركة
أستاذنا القدير مصطفى شرقاوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس بالضرورة أن كل من يمر على موضوع لابد وأن يكتب فيه أو يفتي فيــه أو يترك فيه أثرا .. بل يكفي أن يقرأه ويستفيد .. فالقراءة الجيدة هي أهم سبل التواصل بين المبتدىء والناشىء أو بين الأديب والأديب .. إذ أن التواصل لايستلزم أن يكون بين ناشىء ومتميز .. فمثل تلك الفواصل المكانية والزمنية والوظيفية غير موجودة على أرض الواقع .. وقد يستفيد الأكبر من الأصغر .. والمتميز من الناشىء .. وقد يتواصل البعض الآن بالقراءة .. وقد يتواصلون بعد عشر سنوات أو أكثر .. فالتواصل عملية تاريخية مستمرة وبوتقة تنصهر فيها الأفكار والآراء دون الإلتزام بقواعد معينة .
أعود مرة أخرى لقضية الإكتفاء بالقراءة .. فأقول إن جل تواصل الأديب بالأديب هي القراءة المتعمقة للنصوص .. فلا أحمد شوقي ولا البارودي ولا حافظ ابراهيم ولا عنترة ولا ابن المقفع ولا ابو تمام ولا غيرهم ولا غيرهم من الشعراء عقدوا حلقات درس وتعليم .. بل يكفي أن تقرأ لهم ما نسجوه بقرائحهم وسكبوه من أفكارهم .. لكي تتواصل معهم من خلال قراءة حروفهم عبر مئات السنين دون تقيد بزمان ولا مكان وبالتالي دون داع لعقد حلقات الدرس والتعليم من أجل التواصل .
نعم هناك تواصل مؤسسي يتم من خلال مؤسسات تعليمية .. استاذ وتلميذ .. عالم وطالب علم .. سواء أكانت تلك المؤسسات رسمية أو أهلية .. ولهذا النوع من التواصل المنهجي أهميته الكبيرة في صناعة أكاديميين .
لكن يبقى التواصل الحر مع الحرف من خلال القراءة الجيدة والمتعمقة للإنتاج الأدبي والفكري .
ويبقى هنا أن أقول في هذه العجالة .. إننا نعيش زمن الإنتشار الأفقي السطحي للأدب والفكر .. ولذلك تتقارب المستويات الفكرية والأدبية بين الكثير منــا .. حتى لم نعد نعرف أحيانا الأستاذ من التلميذ ولا العالم من طالب العلم .. فزمن العقاد والرافعي والمنفلوطي ولطفي السيد ومحمد عبــده وغيرهم من أساطين الفكر والأدب قد ولى .. اللهم إلا القليل النادر .
وليت الذين مروا ولم يكتبوا أو يشاركوا .. ليتهم قد قرأوا بالفعل .
تحياتي لك
[/align][/cell][/table1][/align]
تعليق