وسام الوفاء لأجمل نافذة تطلّ على طفولتنا حدثنا يا سليمى السرايري عن ذكرى لك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تاج الدين الموسى
    عضو الملتقى
    • 16-07-2010
    • 63

    #46
    الحذاء الاول

    الغالية سليمى...
    دائماً يغمرني لطفك...
    حين تستخدمين اسمي كعنوان للمساهمات التي تطلبين من الأعضاء تقديمها إلى الموقع لا أجد من ثغرة للهروب من الكتابة التي لا تواتيني في الغالب من هذه الأيام بسبب حالتي النفسية التي تمليها علي طبيعة مرضي المعروف بالنسبة لك..
    " الحذاء الأول "
    نشأت في قرية من ريف غارق في الفقر والعبادة، ولم تعرف قدماي الحذاء الخاص بي قبل أن أذهب إلى المدرسة وأنا في السابعة من عمري.. أيامها كنا ونحن أطفال نتجول في فصل الصيف حفاة وفي الشتاء كان الواحد منا عندما يخرج لقضاء حاجة كان ينتعل الحذاء الأقرب إلى مقاس قدمه من الأحذية المكتظة بالعتبة لمن هم أكبر منه سناً من آباء وأمهات وأخوة وأخوات..
    قبل يوم من ذهابي إلى المدرسة أخذتني أمي إلى الدكان الوحيد في القرية، واشترت لي حذاء من النوع البلاستيكي الذي يطبخونه من إطارات السيارات البالية.. وفي اليوم الثاني انتعلت حذائي في طريق الذهاب الى المدرسة وعدت الى البيت حافياً.. كنت لا أزال معتاداً المشي والركض دون أحذية فنسيت حذائي في منتصف الطريق عندما خلعته من قدمي لسبب لا أذكره.. قبل أن تسألني أمي عن مدرستي التي أذهب إليها لأول مرة سألتني عن الحذاء، لأعرف أني نسيته في الطريق.. أخذت أمي بإحدى أذني وشرعت تشدّها ولم تتركها قبل أن ينتابني إحساس بأن أذني قد اقتلعت.. صرخت في وجهي بصريح العبارة بعد أن تركت أذني ورفستني على قفاي: لا تعد إلى البيت دون الحذاء..
    عدت طائراً في طريق المدرسة ولم أجد الحذاء.. لم أجرؤ على العودة إلى بيتنا، فذهبت الى بيت عمي بجوار بيتنا، وطلبت من امرأة عمي أن تعلم أمي بالأمر.. كان أبي طريح الفراش مريضاً ليس لديه القدرة على القيام بأي عمل.. بعد دقائق انطلق صوت شاكر المؤذن يعلن عبر مكبرات الصوت على سطح مسجد الضيعة:"من وجد حذاء على طريق المدرسة فليأخذه إلى بيت صطوف والأجر والثواب عند الله..
    بعد نصف ساعة سمعت أمي تنادي امرأة عمي من فوق الحائط الفاصل بين دارينا: الحذاء صار بالبيت، قولي للمغضوب المختبئ عندكم يرجع للبيت بقى..".

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #47
      [quote=ناريمان الشريف;575191]
      سليمى الغالية
      سلام عليك

      فكرتك أكثر من رائعة ..
      تحية للأخ محمد شعبان الذي أيد الفكرة
      سأكون هنا حاملة معي من ذكريات الطفولة ما يتناسب مع الموضوع
      راجية الإعلان عن آخر موعد لاستقبال الخاطرة

      كما أود أن أسأل : هل من الممكن المشاركة بموضوع سبق أن نشر في الملتقى أم لا ؟
      مع فائق الاحترام والتقدير


      تحية ... ناريمان
      [/quote

      [frame="15 90"]

      غاليتي نريمان

      مرحبا بك في هذا المتصفّح وشكرا لأنّك هنا

      نعم يا صديقتي، لك أن تشارك بنص منشور في مكان آخر كما لك الحق أن تشاركي بأكثر من نص وأقل من 3 نصوص.
      سأعلن عن آخر أجل للمشاركة.

      فائق تحيّاتي وتقديري

      ~~~~
      سليمى
      [/frame]
      التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 15-12-2010, 04:15.
      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #48
        الشاعرة الرقيقة :سليمي السرايري
        أشكرك علي الدعوة الصريحة لهذا الموضوع حيث أنك غاليتي دعوتني إليه بطريقة جميلة كعادتك ،وما كان مني إلا أن ألبي صديقتي
        لي قصة طريفة مع جدتي كنت أتمني
        رشفة من فنجان قهوة
        رائحة القهوة التي تعدها جدتي بالمستكة والحبهان شهية...،أشم رائحتها الآن
        اقتحمت أنفي وازددت شوقا لأخذ رشفة من فنجان قهوة
        جدتي أريد تذوق القهوة هل لي برشفة ؟؟
        جدتي:حبيبتي الاطفال لا يشربون القهوة
        نجلا:لكن رائحتها زكية ..والدتي تحتسي القهوة أيضا وأنا أريد رشفة فقط بالله عليك جدتي
        جدتي :والدتك شابة يافعة متزوجة لذلك تحتسي القهوة هل رأيت أطفالا في مثل عمرك يحتسون القهوة؟!
        نجلا:جدتي إن تزوجت غدا هل تعطيني رشفة من فنجان قهوة؟
        جدتي :أضحك الله سنك صغيرتي ،تعالي معي سأعد لك شيكولاتة ساخنة..
        احتسيت الشيكولاتة وخلدت للنوم وتمنيت أن يمر الوقت وأصل للجامعة حتي أخذ رشفة من فنجان قهوة
        والآن كلما أعددت فنجانا تذكرت جدتي
        والآن عزيزي القاريء سأعد فنجانا من القهوة تفضل معي كيف تحبها؟؟؟
        تقبلوا تحياتي
        نجلاء نصير
        التعديل الأخير تم بواسطة د.نجلاء نصير; الساعة 23-11-2010, 06:08.
        sigpic

        تعليق

        • فطنة بن ضالي
          أم أيمن
          • 17-12-2009
          • 15

          #49
          الحديث عن الطفولة والذكريات يستهوي كلا منا، لكن ما يعلق بالذاكرة أكثر هو الاثر النفسي الذي يخلفه حدث ما، وقد يختلف عن الواقع ما أصعب التذكر والحكي في ظرف وجير يستحضر الإحساس إياه ولكن استسمح الأخوات والإخوة بهذه المشاركة المتواضعة .


          في سفوح الأطلس الكبير جنوب المغرب ، في مدينة عتيقة يرجع تأسيسها إلى تاريخ غير مسمى من تاريخ المغرب، ما يُعرف عنها أن محمد الشيخ السعدي أعاد بناء سورها العظيم ....هناك وجدت نفسي من أب رحمه الله جذوره من إحدى القرى المجاورة ، وأم كذلك أبقاها الله وحفظها وإخوة وأخوات ...أتابع دراستي في مدرسة ثم بعدها ثانوية ....بين أزقة ودروب عتيقة حيث الطريق المؤدية إلى المدرسة أو إلى فرن الحي كان دفء الجيران ، أذكر البيت العتيق إلى جانب زاوية سيدي بلعباس التلمساني وطقوس مريديه الصوفية في رمضان وفي موسم الصوم والعبادة ، وهي طقوس الذكر والصلاة والزكاة إلى جانب الصوم ، وكيف كانت العمات والأهل والأحباب يتجمعون في بيت العمة الكبيرة – أبقاها الله - وهو مفتوح على مصراعيه لمن بها من النساء الزائرات حاجة الإفطار ... هذه الذكرى تسكنني ، صفاء المحبة وحالة العطاء لوجه الله ، والهدوء والسكينة والثقة بالإنسان. تنتابني رعشة كلما مررت بالمكان ، فقد تغيرت معالمه ، تغير أهله ، أغلقت الأبواب والنوافذ ، أصبح الإنسان يخاف على نفسه من الإنسان .

          فطنة بن ضالي

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #50
            الزميلة والشاعرة الفنانة الجميلة :

            سليمي السريري

            رائعة الفكرة وأعجبتني كثيرا وسأشارك ببعض لحظات طفولتي وكنت قد نشرتها تحت عنوان "اليوم سنأكل توتا" في ملتقى القصة القصيرة في هذا الرابط :
            الأفرع الخضراء الخميس .. وأخيراً دق الجرس، وغداً سنستريح من (خرزانة) الأستاذ نعيم وحصة التسميع .. اليوم سنأكل توتاً .. أخبرني بذلك المعلم شعبان .. خلعت حذائي البلاستيك ودسسته فى الحقيبة، وأرسلتها مع سعاد كيْ ترميها بالدار .. سعاد لن ترفض، فهي تحبني كثيراً وسأتزوجها لما أكبر، وسأشتري لها سريرَ نحاس عالياً كالذي اشتراه


            الأفرع الخضراء





            الخميس ..
            وأخيراً دق الجرس، وغداً سنستريح من (خرزانة) الأستاذ نعيم وحصة التسميع .. اليوم سنأكل توتاً .. أخبرني بذلك المعلم شعبان .. خلعت حذائي البلاستيك ودسسته فى الحقيبة، وأرسلتها مع سعاد كيْ ترميها بالدار ..

            سعاد لن ترفض، فهي تحبني كثيراً وسأتزوجها لما أكبر، وسأشتري لها سريرَ نحاس عالياً كالذي اشتراه جدي لجدتي فطومة في عرسها، وستذهب أمي إلى رشيد مع خالتي أمونة كي تشتريَ لها قرطاً وحلقاً مخرطة ولبّة و خلخال ذهب، كما سمعت أمي تقول لأمونة، البنت سعاد مثل البطة ونظيفة وتطبخ وتخبز ولا تمشي حافية .

            أخذت سعاد الحقيبة وفرِحت كثيراً، فهي تعشق التوت عشقاً وتأكله أكلاً مثل الدبة، أما شعبان فلم يجد صعوبة فى التخلص من حقيبته ورماها بجانب سور المدرسة، فألف بني آدم سيعيدها لأمه، ومن سيطمع فى حقيبة مطبوع عليها بخطٍّ آليّ :

            شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا
            شيكارة دقيق فاخر
            الوزن الصافى : 25 كيلو جرام
            ومرسوم عليها كلاب خضراء وقطط بلا ذيول، ولافتة متسخة :

            شنطة المعلم شعبان
            فصل : 2/1

            توكلت على الله مع المعلم شعبان، لكن بشروط أبرمها و ألزمني إياها :

            ـ أنا هتكتك وأخطط وانت تسمع كلامي .
            ـ وأنا تحت أمرك يا معلم شعبان .

            الولد شعبان تكتيكه عالٍ ويتقن المكر .. اليوم فلت من حصة التسميع، فأصابعه معقوفة مثل الصنارة، وتصل سبابته بسهولة إلى الحلقوم .. بدأت حصة التسميع وراحت ((خرزانة)) الأستاذ نعيم تغني فوق الأطراف وأخمص القدم، وتطبق قانون الثواب و العقاب .. وجدت شعبان يرتعش ولمحته يحشر إصبعه فى حلقه، ولما استقاء راح يتأوه و يبكي، وفجأة استلقى على الأرض مقلداً شهداء الحرب .. لحظات وكان الفصل يعج بالإداريين الذين أمروا عم أمين فراش المدرسة باصطحابه إلى غرفة الإسعافات الأولية .. حمله الرجل على كتفه كجِوَال البطاطس متأففاً ويود لو يرميه فى أقرب صندوق قمامة .

            ذهب عم أمين بجِوَال البطاطس، واستكملت ((الخرزانة)) وصلة الغناء، وثلة ممن فشلوا في التسميع كانت تتراقص أقدامهم على أنغامها الصدّاحة .. دق الجرس ورحت أبحث عن شعبان، فوجدته معززاً مكرماً يجلس بين هيئة التدريس، وأمامه أكواب الحلبة والينسون وتشكيلة فاخرة من البسكويت الغالي، وكل من يدخل و يخرج يرميه بالطبطبة و الهدهدة.. حتى المدرسات كنّ يمددْنه بالحلوى وقطع الشيكولاتة والبسمات الحانية .

            صعد المعلم شعبان شجرة التوت، ومثل القرد كان يتسلق الفروع برشاقة، وتركني بالأسفل أعاني قلة خبرتي وأتلوى من الجوع .. ظل يتنقل من فرعٍ إلى فرعٍ .. يقطف الثمار الناضجة ويلتهمها بثقة، وأنا أتدحرج هنا وهناك وراء الثمار القليلة الهاربة منه .. أزيل عنها التراب وأرميها في فمي بسرعة استعداداً لواحدةٍ أخرى، لكن كثيراً ما كانت تنزلق الحبّات فى الترعة وتكون من نصيب البط .. أهشه وأقذفه بالحصى كيْ يترك لي ولو واحدة، لكن كان يتسابق مع الإوز ويمسح صفحة الماء بمنقاره ويلتهم الثمار، فشعرت باليأس وجلست على حافة الترعة أحقد عليه وأحسده، وأتمنى لو كنت بطة أو دجاجة أو حتى كتكوتاً ؛ كنت سألف كل الترع والقنوات وأملأ حويصلتي بالتوت المتساقط من الأشجار وأحضر لبطتي سعاد ما يملأ حويصلتها .

            نضجت الشمس وتوهجت خيوطها، وألهبت بطن شعبان المنتفخة .. نزل القرد بسرعة يبحث عن مكانٍ رطب يريح فيه مصرانه الغليظ من تقلصات التوت وخلطة البسكويت .. لم يصطبر حتى يعثر على ركن يستر عورته، بل تخلص من سرواله فوراً وقرفص أسفل الشجرة .. ينثني وينفرد كأنه في حالة وضع متعسرة، ثم انتزع من داخله آهة خرجت كالقنبلة .. جعلت البط يتطاير نحو البر .

            ظل شعبان يتأوه ويشكو المخاض حتى سمعته يدندن بنشيد كان فى كتاب القراءة، فتأكدت أنه فى الطلق الأخير ونتعه الله، ثم جلست أنتظره وأنبش في رأسي عن وسيلة أجمع بها حبات التوت التي زادت وغطت سطح الماء كلما اهتزت الفروع أو أزعجتها الريح بنفخة خفيفة .. اكتست الترعة بالمحصول، وأنا في هذا الجانب أفرك رأسي، والبط في الجانب الآخر يتسحب ويحاول العودة، وما يكاد يقترب من الحافة حتى يباغته القرد بقذيفة مدوّية عابرة للترع والقنوات آتية من الضفة الشرقية ..

            تصدّعَ رأسي من كثرة الفرك وأصوات القذائف اللا متناهية، واستنهضت شعبان الذي أتى بسلام من أرض المعارك يتقافز
            ويتراقص بساقين لامعتين وحبات البطاطس الطازجة ..
            رأى شعبان حبات التوت وقد كست وجه الماء، فسألته عن الحل الأنسب فأشارلي أن أنزل الترعة وهو سينتظر على البر يراقب الفلاحين .. كنت فى البداية أشعر بالقلق و الخوف ؛ فلو رآني أحدهم لشج رأسي وفلقه نصفين، فأقسم إنهم الآن يستريحون وهذا موعد القيلولة .. ذهب قلقي وبسرعة خلعت ملابسي و قفزت في الماء ، وكانت فرصتي أن أصبح علجوماً يافعاً أشق الماء شقاً وأضربه بجناحي وأنقر الثمار اللذيذة بمنقاري المشقوق .. أغطس وأطفو مستمتعاً برطابة الماء من حر الظهيرة .

            تذكرت بطتي سعاد، وافترشت الحافة بالحشائش الخضراء وكوّمت التوت كالأهرامات .. زاغت أعين البط نحو الأهرامات الثلاثة، فغطست مرة ثانية وخرجت بزلطة سمراء .. أغمضت عينى اليمنى .. ونشنت جيداً على ذكر البط، وأطلقت رصاصتي فـرنّت الطلقة فى رأس دجاجة حمراء كانت تعرج طول الوقت، فصرخت وقفزت قيمة باع لأعلى ثم طارت ووقعت صريعة فى المصرف المجاور .

            ناديت شعبان كي يسعفني بالملابس ؛ فلو أتى أحد واكتشف الجريمة لألحقني بالدجاجة فى المصرف المقابل ولصرت عبرة لمن يعتبر .

            لم يرد شعبان، فكررت النداء وبحثت عنه بين الأفرع والشجر، لكنه اختفى ووجدتني وحيداً وسط الحقول .. دب الفزع والخوف بمفاصلي العارية، ولم يتطرق إلى ذهني أنني سأبحث عن ملابسي ولا أجدها، فانزلقت دمعتي وجلست تحت الشجرة أسب القرد ابن القردة، وأرجوه أن يرجع و يعيد إليّ ملابسي، ثم لمحت فلاحاً مقبلاً وفى جهامةِ وجهه غضب الدنيا .. في إحدى يديه منجل مسنون تبرق أسنانه فى شمس الظهيرة، وبيده الأخرى جِوَال خشن .. سقط قلبي وارتجف وأجهشت بالبكاء .. اقترب مني .. تكوّرت .. حملني ثم تأبطني كالبطيخة .. صرخت .. رفست .. ذهب بي إلى حجرة مظلمة مبنية من الطمي ومسقوفة بأجذاع النخيل .. فتحها ورماني بقوة .. فسقطت البطيخة وتحطمت جوانبها المتكورة .. أشهر منجله المسنون وأطاح رقبة الجِوَال الخشن ثم أفرغه، فسقطت ملابسي، ونهرني بعنف :

            ـ يلة البس هدومك و خد صاحبك ومش عايز أشوفكم هنا تانى .

            فلملمت ملابسي واحتضنتها، ثم انطلقت كالدبور مع شعبان الذي وجدته ينعق فى ركن الحجرة بالداخل ...!!
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • لميس الامام
              أديب وكاتب
              • 20-05-2007
              • 630

              #51
              [align=center]
              الكاتبة الجميلة سليمى السرايري

              اولا كل عام وانتم بخير انت وجميع اعضاء الملتقى الأفاضل
              عدت بي الى الوراء البعيد اختي سليمى ..عدت بي الى سن السابعة من عمري حيث مررت بتجربة خططت لها بدون ان اقصد التحايل على من حولي وفيما يلي سألطعكم على عفوية وبراءة الطفولة التي قمت بها وقصدي مرضاة الله مثل الكبار تماما..
              إن حكايات الطفولة نموذج حي لذكريات لا تندثر ولا تمحى انها محفورة هناك في التلافيف..نسترجعها ليرتسم على شفاهنا الابتسام بل والضحكات والاستغراب من : هل فعلا هذا ماحدث وكيف جرؤت على اصطناع ذلك الموقف..فلقد ما كان حدث تمثيلية ألفها خيالي الخصب حتى احظى بسهرة رمضانية قدسية.

              أنا صغرى ا بناء العائلة العشرة (ما شاء الله) وكنت المدللة الرهيفة المفضلة عند والدتي
              أقول والدتي لأنني فقدت وأنا في الثالثة من العمر والدي -رحمه الله - فلم احظى بالاستمتاع بمعنى الأبوة الحقة
              على الرغم من محاولة الكبار تعويضي هذا الشعور ..شاكرة لهم تلك النفحات الحانية ..الا انني ادركت لاحقا ان حنان الوالد لا يماثله حنان ..رحم الله ابي ورحم الله امي..والحقهم بالصالحين.

              هذا الحدث كان في أواخر شهر رمضان المبارك وبالتحديد ليلةالسابع والعشرين من الشهر المبارك..وحيث انني كنت الصغرى فلا صيام لي حسب تعليمات الاخوة الأكبر..معللين بأنني ما زلت صغيرة وغير قادرة على الصيام بعد..ولكني بيني وبين نفسي كنت اتوق لان اصوم ولو ليوم واحد ..او حتى درجات المئذنة أي نصف نهار..ولكن كل توسلاتي باءت بالفشل..فكنت الاولى من أسرتنا تلك التي كما كل يوم تخلد الى النوم باكرة بعد ان يعلق مريول مدرستي نظيفا على المشجب وتحته حذاء المدرسة اللامع وشريط الشعر الابيض الناصع..إضافة - وهذا الأهم بالنسبة لي - الى مصروفي اليومي وهو قرش واحد فقط..
              وكان القرش في تلك الايام يحكي حكايات..كنت بذلك القرش اشتري الكثيرمما اشتهي..
              تبدأ الحكاية التي خططت لها بعشرة أيام قبل الحدث..اي قبل ليلة القدر بالذات..
              كما قلت كنت اتوق جدا للصيام وما كنت اتوق اليه بالفعل تلك الجمعة العائلية بعد منتصف الليل لتناول وجبة السحور الشهية التي تعدها امي وهي عبارة عن طبق من القمر الدين المطبوخ والذي يؤكل بالخبز الى جانب الجبنة البيضاء فهو كما كانت تقول امي يمنع العطش..والذي طالما تغنى به اخوتي قاصدين معايرتي بأني ما زلت صغيرة فلا أحظى بما يخص الكبار امثالهم..

              حدث ان تجمع افراد الاسرة من اخوة وأخوات في غرفة المعيشة وبيد كل منهم سبحة ونسخة من القرآن الكريم وغطاء الرأس الأبيض يحيط بهم جو روحاني خالص....

              أما انا فكنت في سريري اعد العدة كي انهض وأبدأ بتطبيق سيناريو قمت بتأليفه مسبقا حتى يقتنع الجميع ويدعوني اشاركهم ليلة القدر وطبق القمر الدين المطبوخ الشهي..وكانوا يظنون بأنني راقدة بأمان في سريري..

              قلت مسبقا ان مصروفي كان قرش واحد فقط..خلال العشرةأيام التي سبقت ليلة القدر لم اصرف مليما واحدا من مصروفي بل كنت اجمعه قرشا قرشا حتى اكتمل العدد الى عشرة قروش مفروطه طبعا..اخذتها عصر ذلك اليوم الى البقال المجاور لبيتنا لاسأله ان يبدلهما لي بقطعة عشرة قروش متماسكة..
              وضعت العشرة قروش في جيب زي المدرسة قبل أن آوي الى فراش النوم باكرة..وقمت حذرة جدا ..وبعد ان انتصف الليل انتزعت العشرة قروش من جيب الزي المدرسي وركضت نحو امي واخوتي ووجهي مصفرا ..لا ادري أهو اصفرار خيفة ان اكتشف ام انه بالفعل بدا لهم اصفرا ممتقعا..المهم انني بعد وصولي غرفة المعيشة والجميع منهمكين بقراءة القرآن الكريم رميت بقطعة النقود في حجر امي وانا ارتعش..نظرت الي امي نظرة استغراب ..ومن ثم اخوتي واخواتي رفعوا رؤسهم عن المصاحف ليروا ما الذي جاء بي في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل للأضع قطعة العشر قروش في حجر امي..وكلهم خوف ان أكون قد اصبت بأذى ..قالت امي ما هذا يا لموسة (وهذا اسم التدليل الذي يطلق علي) قلت لها وانا اصطنع الرعب والخوف : لا ادري يا امي لقد اضيئت غرفة النوم فجأة ليوقظني الوهج من النوم وشعرت بخوف لا مثيل له لانه لم يكن نور المصباح بل نور كأنه النهار يا أمي..وتذكرت ما قلته لي عن امكانية ان تكون ليلة القدر مشرقة كالنهار في منتصفه..خفت يا امي كثيرا ..ولكني تذكرت أن ادعو الله بشئ وقد دعوت الله ان يستبدل قطعة القرش التي في جيبي الى عشرة قروش.. قمت لاتفقد ما حدث اقتناعا مني بأنها ليلة القدر وان الأماني كلها مستجابة لاجد ما ترينه يا امي..القرش اصبح عشرة..
              احتضنتني امي وحلق اخوتي حولنا ليستدركوا الخبر..قالت لهم امي (رحمها الله) (لقد تراءت ليلة القدر لأختكم لميس) ولم اكن اسمع الا ما شاء الله ..تبارك الله..حقا يا لموسة رأيتي ليلة القدر وانا اكرر لا ادري ولكن الغرفة كانت مضاءة كأنها وسط النهار..بين ذهول اخوتي وحنان امي كنت قد اخذت ارتعش حقا ..لا ادري هل سيصدقونني ام انهم سيعيدوني الى سريري مرة اخرى..ويذهب تخطيطي كلها بلا فائدة؟

              امي رحمها الله اجلستني بقربها وأخذت تقرأ القرآن على رأسي ترقيني بكلماته المباركات وانا اتنافض بالفعل فوالله لا ادري من اتيت بكل تلك الافكار وانا في تلك السن الصغيرة..
              لكن احدا لم يعيدني الى سريري ابدا..فقد قررت امي انني سأنام بقربها تلك الليلة بعد ان أ،تناول معهم طعام السحور ..حلمي الأوحد..زغرد قلبي والله وفرحت
              اعدت المائدة وطبق قمرالدين المطبوخ يتوسطها الى جانب قطع الجبن المملح والخبز الطازج..
              كان المذاق شهيا جدا بالنسبة لي وفرحت امي بأنني آكل بنهم على غير العادة
              فأعادت ملئ طبقي مرة من بعد مرة
              لكن ماحدث في اليوم التالي لم يكن في الحسبان
              فأحد اخوتي كان متعاونا مع الإذاعة وأخبرني بأنه سيذيع الخبر في المذياع وقد فريق من الإذاعة ليسألوني عما رأيت..
              تجمد الدم في عروقي خفت حقا فالعالم كله سيدري بليلة القدر التي تراءت لي
              وأما اخواتي فقد اذاعوا الخبر بالفعل في مدرستهن وكلهم فخر بأختهم الصغرى التي فتحت لها السماء ولكنها لبساطة تفكيرها لم تطلب سوى تغيير القرش بعشرة قروش..يأتي أخي الذي يكبرني بسنتين قائلا..لماذا لم تطلبي شيئا آخر؟ قلت لم استطيع ان افكر بغير القرش الذي في جيب زي المدرسة فيضحك مني ويستهزأ بأفكاري..

              كل من يقابلني من صديقات اخواتي والجيران من حولي يسألوني لأتمادى انا بالوصف حتى لأني صدقت نفسي
              وهكذا اشتهرت بين معارفنا وجيراننا بهذا الحدث المبهر..

              الى ان كبرت وفي كل سنة يمر بها رمضان اعود واذكر ما حدث وقلبي ينبض خوفا من الله..وعقوبة الكذبة التي حبكت نسيجها
              وكيف ان تلك التمثيلية قد فتحت لي باب الموافقة على الصوم عن رضا امي واخوتي الكبار من بعدها كأي فرد في البيت
              وبعد سنين العمر التي مرت اخبرت امي بالحقيقة لكنها لم تستغرب وقالت لي كنت أعلم يا حبيبتي شدة توقك للصيام
              فأرد قائلة والى طبق القمر الدين المطبوخ تردف قائلة لو كنت بكل ذلك التوق لتناول طبق قمر الدين المطبوخ لم لم تسأليني لأعده لك يا غاليتي لميس في غير ايام الصيام حتى..ارد عليها قائلة لم أكن اريد ان أشقّ عليك يا امي...
              حين تعاودني الذكريات احن لمسة امي على رأسي الى امي
              وحينما انجبت ابناءا لم امنعهم قط من الصيام
              حتى ان اصغر أبنائي صام وهو في الخامسة من عمره بالفعل..
              وعفا الله عما سلف...
              [/align]

              تعليق

              • لميس الامام
                أديب وكاتب
                • 20-05-2007
                • 630

                #52
                وسام الوفاء لأجمل نافذة تطل على طفولتنا..

                الغيت للتكرار..آسفة لهذا الخطأ الفني..

                لميس الامام
                التعديل الأخير تم بواسطة لميس الامام; الساعة 23-11-2010, 13:49. سبب آخر: تكرار النص

                تعليق

                • زهار محمد
                  أديب وكاتب
                  • 21-09-2008
                  • 1539

                  #53
                  [gdwl][marq]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

                  من ذكريات طفولتي العالقة


                  في سن الخامسة كنت طفلا محبوبا خاصة من طرف الجدة للوالد

                  رحمهما الله تعالى

                  كانت جدتي تقول لي أنت الآن رجل كنت أرد عليها بل أنا طفل صغير

                  فترد بل أنت رجل من زينة الرجال عندي لأنك حفيدي الأكبر

                  كنت أزهو بكلامها وأخرج إلى أترابي و أنا أردد كلامها أنا رجل

                  فيطلب مني زملائي أن أثبت لهم ذلك

                  فكنت أقوم بحركات الرجال كحمل الأثقال ومحاولة التصدي لمن يعتدي عليهم

                  وكنت في أغلب الأحيان أفشل في مهمتي لضعفي ولقلة حيلتي

                  وصرت منذ ذلك الوقت أتدرب على مهام الرجال حتى أتقنها

                  وكانت حياتي كلها ناجحة بسبب مزحة أو رأي صائب

                  من عجوز هي أحب الناس إلى قلبي جدتي رحمها الله
                  [/gdwl][/marq]
                  [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                  حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                  عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                  فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                  تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                  تعليق

                  • صالح العجمي
                    مفكر
                    • 19-01-2009
                    • 204

                    #54
                    مرور اعجاب وتهيئة في الطرح بما يليق بالطفولة
                    منطلق الحياة قاعدة الاحساس والصحة ا لنفسية
                    سوف اتي لطرح كل مالدي هنا
                    اشكركم على هذه اللفته يالغالين

                    تعليق

                    • زهار محمد
                      أديب وكاتب
                      • 21-09-2008
                      • 1539

                      #55
                      [gdwl][marq]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

                      من ذكريات طفولتي العالقة


                      في سن الخامسة كنت طفلا محبوبا خاصة من طرف الجدة للوالد

                      رحمهما الله تعالى

                      كانت جدتي تقول لي أنت الآن رجل كنت أرد عليها بل أنا طفل صغير

                      فترد بل أنت رجل من زينة الرجال عندي لأنك حفيدي الأكبر

                      كنت أزهو بكلامها وأخرج إلى أترابي و أنا أردد كلامها أنا رجل

                      فيطلب مني زملائي أن أثبت لهم ذلك

                      فكنت أقوم بحركات الرجال كحمل الأثقال ومحاولة التصدي لمن يعتدي عليهم

                      وكنت في أغلب الأحيان أفشل في مهمتي لضعفي ولقلة حيلتي

                      وصرت منذ ذلك الوقت أتدرب على مهام الرجال حتى أتقنها

                      وكانت حياتي كلها ناجحة بسبب مزحة أو رأي صائب

                      من عجوز هي أحب الناس إلى قلبي جدتي رحمها الله
                      [/gdwl][/marq]
                      [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                      حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                      عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                      فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                      تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                      تعليق

                      • موادي خديجة
                        عضو الملتقى
                        • 27-10-2009
                        • 103

                        #56
                        فكرة جميلة ، تنفض الغبار عن فترة عمرية نفتقدها ..
                        مااجمل الطفولة حتى وهي تكبر فينا ..
                        محبتي لكل اطفال العالم ..

                        تعليق

                        • صالح العجمي
                          مفكر
                          • 19-01-2009
                          • 204

                          #57
                          لـيــت للـمـاضـي نـرجــع يــــوم كــنــا صــغــار
                          نقتسـم نصـف كعـكـه ويــدك اليمـنـي بـيـدي
                          نرتـشـف زهــر الحديـقـة ونتخـفـى بالـشـجـار
                          نـمـلاء الدنـيـا ونـاسـه لا غـــرور ولاتـحــدي
                          فـي بساطتنـا عصافيـر فــي شقاوتـنـا كـبـار
                          لا افكـر ميـن جــدك ولا تقـولـي مـيـن جــدي
                          لـلأســف غـرقــت سفينـتـنـا بـعـمـق الـبـحــار
                          والـمـحـار الـلــي جمـعـنـا صــدنــا واسـتـبــدي
                          كلـنـا تـحـت الرقـابـه كـلـنـا تـحــت الـحـصـار
                          السـلام الـيـوم محـظـور لاتـمـد ايــدك لـيـدي
                          فـوق العـاب الطفولـة شـيـدو شــوك وجــدار
                          وادفنو حتـى البـراءة اللـي فـي خـدك وخـدي
                          مـابـقـي بـيــدي ويـــدك فــــي محـبـتـنـا قــــرار
                          في قفاك اتعبت حالي وكل خطوة في تردي
                          لاعجب في حبك اني كنت مـن ظلـك اغـار
                          اخذك من يد امك و تمسكي ثوبي وتشـدي
                          الــكــواكــب تـــــــوارت كـــــــل نـــجــــم بـــمــــدار
                          غصب عني يارفيقي احـرق احلامـي بيـدي
                          يـاجــذوع فـــي الحـديـقـة واقـفــه بــــلا ثــمــار
                          كانـت انفـاس الطفولـه فــي روابيـهـا تـنـدي
                          مـــا بـقــي مـــن عـــادة الـجـيــران إلا شــعــار
                          لا تـجـيـنـا يـرفـعــه واحــــد فلـبـيـنـي وهــنــدي


                          صالح العجمي

                          تعليق

                          • عماد علي محفوض
                            أديب وكاتب
                            • 12-04-2010
                            • 114

                            #58
                            حذف بسبب التكرار
                            التعديل الأخير تم بواسطة عماد علي محفوض; الساعة 24-11-2010, 08:42.

                            تعليق

                            • عماد علي محفوض
                              أديب وكاتب
                              • 12-04-2010
                              • 114

                              #59
                              أشكر الأخت سليمي السرايري على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن ذكريات الطفولة التي يبقى لها طعم خاص يتجدد كلما تقادم بها العهد ومضت عليها السنين.

                              جاء العيد كنا فرحين سعداء بقدومه كل واحد منا ينتظر بشوق ولهفة قدوم الصباح يتخيل شكله بثيابه الجديدة من سيرى غداً من الأقارب والأصدقاء وماذا سيفعل بما سيحصل عليه من عيديات وفي الصباح ذهبنا لمعايدة الأقارب حتى وصلنا إلى بيت خالي
                              كان خالي يربي الدجاج الرومي وكان بينها ديك كبير وجميل ينفش ريشه ويطلق صيحة مدوية ...كم أستحق هذا الغرور الذي أشعر به كان يكبر يوماً بعد يوم ويزداد جمالاً حتى جاء العيد وكان خالي يربيه لمناسبة كهذه ...دعانا للغداء ومضى نحو الديك بنصل حاد وعندما أخذه ليذبحه ثار جنون أمه وهاجمت خالي ...حاولت خدشه بأظافرها ونقره بمنقارها ولكن خالي أبعدها عنه بقوة وذبح الديك... وقفت من بعيد تراقب المشهد وعندما أخذه ومضى جاءت ووقفت فوق بقعة الدم ونظرت إليها بحزن شديد وعندما انصرف الجميع لأفراحهم وأشغالهم بقيت تحدق ببقعة الدم لوحدها وفي الصباح وجدها خالي ميتة فوق تلك البقعة.
                              ما مر عيد إلا وتذكرت تلك الدجاجة ...ما تحدثت بهذه القصة لأحد إلا وترغرغت عيناي بالدموع وتحشرج صوتي ... وفي هذا العيد تصديت للمهمة الصعبة فقد كتبت قصيدة لهذه الدجاجة ونشرتها في الملتقى بعنوان


                              الدجاجة الحزينة....في ذكرى دجاجة تستحق كل التقدير

                              لله درّي كم أنا متعالي إن مرّ قربي التيه لست أبالي أختال بدراً والنجوم تحيطني وأجرّ من خلفي مذنب هالي ذكر وحيد والحياة مؤنث وكأنها خلقت بغير رجال ففردت أجنحتي لهنّ مظلة فاستبدلت حر الهجير ظلالي وجمعت من دنياي بعض ملامحي حتى غدوت كعاشق سريالي أضفي على قصص الغرام شمائلي حتى كأني مجمل الأبطال في كل حسناء أهيم

                              عسى أن أكون قد وفيت هذه الدجاجة (الأم) حقها
                              التعديل الأخير تم بواسطة عماد علي محفوض; الساعة 24-11-2010, 08:37.

                              تعليق

                              • سلام الكردي
                                رئيس ملتقى نادي الأصالة
                                • 30-09-2010
                                • 1471

                                #60
                                كان أول اعتراف بالحب..
                                كنت متأكداً..من أن الحقل الفسيح بانتظارنا ذاك النهار..وقد استعد للقاء الجميل ..بكل ما فيه من زهر..وقد أوقد لنا عين الشمس عن سبق الاصرار والحب..
                                حيث عقدنا العزم على مرافقة أهلنا إلى ما كنا نسميه"بالحقول"حيث كان يقيم الجد والجدة مستريحين مما كانوا يسمونه بالضوضاء في الحارات الشعبية القديمة على حد تعبيرهم ..
                                في الطريق الترابية الحانية..لم تكن للشمس مساحة كافية للولوج من بين أوراق الشجر الكثيف الذي يحجب عنا عين السماء بأكثر مافيها..كنا نسعد بالرقص كبقع الضوء التي استطاعت التسلل عبر هذا الزخم من الحواجز المتدلية عن أكتاف الشجر وأطراف الطريق..
                                لقطات طريفة بكل المقايس..حياتية حد الأبدية..
                                عجوز تستوقف الموكب الجامح في رقصه مع الريح..لتقدم للأطفال ما استطاعت احصاءه عن شجيرات التين في حقلها الصغير وبعض حبات المشمش وبعض الرمان.."خذ يا بني..هذا من فضل الله"هذا ما كانت تقوله عند كل عطاء"..ومن ثم تتابع السير ببطء شديد ..بملابس ساحرة.وكأنها في رحلة كونية وحيدة لن تعاد مرتين..
                                ويمضي الموكب متماهياً في رقص الأطفال واطلاق بعض الضحكات رأفة بالكون وأشادة بالطريق والمارين..وبعض الرمان المتدلي بثمر جميل كانوا قد أخبرونا فيما سبق..أنه من ثمار الجنة..حتى وصل بنا الحال إلى بيت الجد ..الريفي القديم..بعض الطَّرَقات الهادئة لا ترهق السامع..ولا تحدث الكثير من الضوضاء ويد الجد تمتد نحو الباب بلطف ليفتحه مستقبلاً أفراد طاقمه العزيز بابتسامة مليئة بالحب..وكأن كتلة من الأحاسيس تتدفق عبر ثغره المدجج بالتجاعيد واّثار أطباء الاسنان البدائيين اّنذاك..
                                لم يكن يوماً عاديا..لم أكن قد عزمت الراي على لعبة معينة..كنا في أخذ ورد ..طيلة الرحلة..
                                رافقت الاب الكبير إلى حيث يقطن حصانه الأزرق كما كان يسميه مبتسماً عند كل ذِكر..راق لي أن أراقب ما سيقوم به بشكل يومي ..
                                غير أني لمحت أوراق ورد تتطاير من هنا وهناك في ريح خفيفة متماهية في العزف على بعض أوراق المشمش وعدد كبير من الجوز..
                                وبخفة فراشة بيضاء تحديداً وجدتني أسابق الطريق لوصول إلى حيث الحدث الجميل..
                                كانوا سعداء في لعبة حديثة العهد اّنذاك..
                                كان أحدهم يقبض على وردة..في يده..ووردة من أحداهن في مخيلته..يبدأ القطف من أطراف ما في يده..بتوالٍ جميل ومتقن للغاية..
                                في واحدة يقول تحبني وعند أخرى يقول لا تحبني..حتى بتنهى به الأمر إلى اّخر وريقة بين يديه..لتخبره بأنها تحبه أو لا تحبه..كان أمراً غاية في الرقة..حيث أنه مطالب بالافصاح عن اسمها لاحقا كي تسأل عن كونها تحبه أو لا تحبه..
                                كنت خائفا من خوض هذه التجربة حتى لا تخرج الوردة بأنها لا تحبني..
                                لكني عقدت العزم على التلاعب بالورد واجبارالوريقة الأخيرة على النطق بأنها تحبني دون شك..
                                لكن الورد كان أكثر مني حضارة..كان راقيا جداً لم يحتم علي التلاعب بوريقاته الزهرية التي تلتقطها الجدة من أطرافنا لتصنع بها لاحقا شراب الورد الذي تعلم اني أحبه كثيراً..
                                وقد علمت قبل نهاية اللعبة بأن الورقة الأخيرة ستخبرني بأنها تحبني تحبني تحبني ..
                                وفي النهاية..كان السؤال لوردة خبأتها في ذاكرتي ..أتحبينه؟
                                وكانت الإجابة .بـ:أحبه..وقد احمرالخد وابتسمت الماّقي وأطلقت السماء زغرودة على لسان الشجر والبلابل وبعض الفراش والزهر.
                                التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 24-11-2010, 19:23.
                                [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                                [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                                [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                                [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X