قاعة بحث: الصوفية و العلم اللّدني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلقاسم علواش
    العـلم بالأخـلاق
    • 09-08-2010
    • 865

    #76
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    إن كنت في مستوى ما تدعيه فهلم القراءة الأصولية التي طالبتك بها وحينئذ لكل مقام مقال.
    فلننهي مبحث صحة معتقد المتصوفة، من تخاطر وتناسخ واتحاد وحلول وعلم لدني وكشوفات وفيوضات وربانيات ، فلنكمل أصل الأصول التي بدونها يحرم الوصول إلى الله قبل شريعته ،فكيف بمن انحرف عن الدين العتيق, والأمر الأول, والسنة القديمة, والمحجة البيضاء, والطريق المستقيم , والسبيل السوي، علينا التوقف هنا لإكمال البحث حول عقائد المتصوفة
    أما فيما يخص قولك:
    وذكر الشعراني في اليواقيت والجواهر ص 10 أن الشيخ عز الدين ابن عبد السلام كان يقول : " ما وقع إنكار من بعضهم على الشيخ (ابن عربي) إلا رفقا بضعفاء الفقهاء، الذين ليس لهم نصيب تام من أحوال الفقراء خوفا أن يفهموا من كلام الشيخ أمرا لا يوافق الشرع فيضلوا. ولو أنهم صحبوا الفقراء لعرفوا مصطلحهم وأمنوا من مخالفة الشريعة". وهذا شيء مسلم فلكل العلوم مفاتيحها ومصطلحاتها، وبخاصة عند الصوفية الذين يكتمون هذه العلوم عن غير أهلها كي لا يكون فتنة لهم، فتراهم يبتكرون مصطلحات ويشيرون إشارات ما يفقهها إلا من ذاق ذوقهم وخبر مجالهم. وما لنا وللشيخ فالحق يعرف بدليلي الكتاب والسنة لا غير، لا بمواقف الرجال.
    فهل أحكام الله تخاطب الذوق؟ أم تخاطب العقل؟ وهل التذوق والإستحسان والاستلذاذ والاستمتاع هو المدار الذي تدور عليه أفعال الربانيين أم هو التدبر والإدكار وإعمال العقل بالنظر في النقل!!!!
    وهل هناك في نقولك عن أحد المتصوفة ما يدحض مقالات ابن عربي، إنه يبرر أقواله بقوله إنما أنكر المنكرون عليه خوفا من فتنة أقواله، فلمَ لم يقع هذا من المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولمَ لم ينكر عليه أصحابه رفقا بضعفاء الفهم من المشركين،أم أنها كانت فعلا فتنة فاتنة حادثة في الدين والملة قالها ابن عربي،وقال شرا منها حين وحّدا الخالق بالخلق وأنهما شيئا واحدا ،وأن التعدد في الواقع ماهو سوى تعدد في شكل الوجود لا في ذات الموجود، وأن الوجود صورة تجلي الله تعالى حين قال:
    يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلقه جامع
    تخلق مالا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيّق الواسع

    وإلى نفس الأمر ذهب الحلاج فقال:
    أنا من أهوى ومن أهوى أنا *** نحن روحان حللنا بدنا
    فإذا أبصرته أبصرتني *** وإذا أبصرتني أبصرتنا

    فالقول بحلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني ومبدأ الإشراق والفناء في الله، ربما هو ماأوحى لبعضهم بالتعالي بالعلم اللدني والمعرفة المطلقة ، وأنهم يعرفون مالا يعرفه السواد الأعظم من الأمة، وهاأنت هنا ترفع لواء الفهم اللدني وتنسحب عن المحاججة ، وتمزق وحدة الموضوع، وتفتح له سبلا عدة لتشتت الفكرة التي تؤطره ، رغم أنني رأيتك في الكثير من الحوارات تحاول إمساك دفة الحوار للسيطرة على مفاصل الموضوع وتوجيهه حتى لا يخرج عن الهدف المقصود، في مجاهيل التذوقات بعيدا عن المنهجية العلمية، وأنا منهجي وملتزم بأدب الحوار، والمتصفح هنا لتمحيص عقائد غلاة المتصوفة الذين تصفهم بالربانيين أصحاب الإشراق والغنوصية والعرفان وشنشنات علم الكلام، وفي الحقيقة وأصدقك القول: أنا لست في حاجة لمعرفة عقائد المتصوفة وخاصة الغلاة، بل ما أهدف له هنا هو محاولة تلمس هذا العلم اللدني الذي اختصك به ربّ العباد وحدك في الملتقى وجعلك تتهم غيرك بكبر وتعالي: [لا تعترض طريق الرجال، إن كنت عالما ،إن كنت في مستوى ماتدعيه، وكل المزايدات بالرجولة والفحولة وغيرها]، هذا الذي أتتبعه في صوفي عصره، عازما على مسك هذا الفكر الذي ترى أهله كما قلت:
    يبتكرون مصطلحات ويشيرون إشارات ما يفقهها إلا من ذاق ذوقهم وخبر مجالهم.
    فوجدت نفسي تتوق لمعرفة تلك الرموز والحروز والإشارات وفك طلاسم المصطلحات المبثوثة في زوايا الملتقى الذي تدير دفته، وأقر أنني لست ذواقا، كما أنني لا أمنع عن غيري النقل عن خيرة الرجال، وأبيح لنفسي النقل عن المتصوفة بحجة فارق الزمان ، رغم أن الفارق الزمني يشمل الجميع، بل والبون شاسع بين المتقدم والمتأخر، ورغم أن نقل المعترض ليس فيه من شاهد إلا كما في السراب للعطشان،
    فلتبقى هنا، ولا تطل الغياب، ولنبقى في صلب الموضوع، وهو العلم اللدني الذي يعرفه المتصوفة دون غيرهم من سواد الأمة، ونريد أن نعرف:
    -*- هل تخصيص المتصوفة بهذا العلم يلزمهم مايلزم غيرهم من المسلمين مما ورد في الكتاب والسنة؟ أم هم في حل من مصدري الوحي؟ خصوصا وقد قرأنا لبعضهم أنهم في مدارج السلوك والعرفان يصلون إلى مرحلة سقوط التكليف؟ ونحن البسطاء في الفهم وجدنا " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فسلمنا وآمنا.
    -*- وهل العلم اللدني يُنال بالوحي أم بالحلم، أم دون هذا وذاك ، فقط بالذائقة والذوق، وإن كان ينال بالتذوق فهل هذا التذوق منضبط وواحد أم أنه يختلف؟ وإن كان واحدا فلم تفرق المتصوفون إلى فرق عدة وطرق قددا.
    -*- ماهي أصول هذا العلم وضوابطه؟؟ ولم لم يدوّنه السابقون، هل لأنه سري للغاية!!؟ أم لأنه غير موجود، خصوصا وقد دوّن المتصوفون الكثير من المقولات التي صادمت العقيدة الوسطية، فما الذي منعهم إن كان هذا العلم موجودا من تدوينه ليقرأه مريدوه، ومع عدم تدوينه فمن أين يستقي المريدون في عصرنا تعاريف ومفاهيم ذلك العلم؟؟؟؟
    -*- هل كان للمصطفى عليه الصلاة والسلام علمه اللدني أيضا!!! وأين وضعه؟؟ أفي الكتاب أم في السنة؟؟؟ وإن كان موجودا في المصدرين فكيف غفلت عنه الأمة؟؟؟؟ وإن لم يكن موجودا في القرآن والسنة فأين وضعه، وإن أعطاه للبعض وأخفاه عن البعض فكيف يستقيم حاله مع قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم و أتمتت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا".
    وسنواصل الأسئلة وعليك أن تمنحنا الأجوبة لنكون على بينة من ربنا

    وبعدها ننتقل حيث تريد للجدل الأصولي الفقهي لكن قبلها لتكن أصول العقيدة مغربلة هنا على هدى من العقل والنقل لا غير.
    لأن النقاش علمي رصين والقضية قضية عقيدة عرفتها العجائز في نيسابوروفي كل القرى والمداشر عبر التاريخ، وعرفتها حتى صبيّة كانت ترعى غنم معاوية بن الحكم السلمي في مراعي الجزيرة دون أن تكون على هذا القدر العالي الرفيع المترفع من العلم اللدني.
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 31-01-2011, 17:34.
    لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
    ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

    {صفي الدين الحلّي}

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #77
      المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جابري
      - ماذا أضافت الصوفية من علم لم يأت به القرآن؟

      هذا سؤال خارج النطاق المعرفي، (فالصوفية) - ولا أحبذ الإسم لكونه يفرق المسلمين - إلى أصناف

      ها أنت أخي الكريم؛ تراني اتجاهل استعمال عباراة الصوفية بالمرة لما سبق تعليله



      اقتباس:
      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جابري
      الأستاذ بلقاسم علواش؛
      لا بعين غيرك كما تفعلالسلفية الجامدة المتحجرة، .


      ---------------------------


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جئت متعلمة ولست مجادلة فقرأت وقرأت وشعرت بشيء من التساؤول أستاذ محمد

      فقلت في إحدى مداخلاتك أنك لا تحب أن تقول صوفية حتى لا يتفرق المسلمين إلى أصناف ؟؟!!
      ثم بمداخلتك الثانية ذكرت السلفيين ووصفتهم بالمتحجرين فكيف يتفق قولك الأول مع الثاني ؟؟
      وما قولك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
      روى الإمام أحمد وغيره عن خباب بن الأرت: راقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها كلها، حتى كان مع الفجر، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته، فقلت: يا رسول الله، لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت مثلها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إنها صلاة رغب ورهب! سألت ربي عز وجل فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي عز وجل أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها، وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي عز وجل أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها".


      و قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم (( سيتفرق اليهود الى 72 شعبه ويتفرق النصارى الى 72 شعبة وستتفرق امتى الى 73 شعبه كلها فى النار الاواحده من آمن بكتاب الله وعمل بسنتى )) أو كما قال









      سؤال آخر

      في جلسة صوفية حضرتها في الشام كان الحضور يردد لفظ الجلالة (الله) وقد كرروها ربما آلاف المرات وقام أحدهم فصار يلف حول نفسه حتى كاد يطير ؟؟
      وبما أن الله جعل الفكر والعقل من أساسيات العقيدة فقال (ويتفكرون في خلق السموات والأرض ) فكيف تفسر لي مثل ذلك الأمر ولم يرد مثل ذلك القول والفعل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ؟ وإنما ورد مثلا

      قال صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
      فأيهما أولى بالإتباع قول وارد أم فعل مبتدع
      وشكرا لسعة صدوركم
      وشكرا لكل من دخل فقال كلمة حق أراد بها وجه الله ومرضاته وأفادنا بها
      الأستاذة المحترمة ريما منير عبد الله؛
      شكرا لمداخلتك الكريمة ولأسئلتك الجميلة؛
      لا عجب أختاه من الموقفين، وذلك لكوني أتبنى النهج السلفي على عهد الرعيل الأول من الصحب الكرام حيث الفهم الشمولي، بسعة فكر، لا بضيق أفق، واجتهادات خارج ما صح من النصوص الشرع. فالصوفية تحزب لغير الله، كما السلفية الجديدة أيضا. وقد نهينا عن التحزب طوائف كل حزب بما لديهم فرحون. وهذا ما دعاني للتجول لدى كل الطوائف ألتمس ما تمسكت به كل منهم على حده من حقائق يقينية دون غيرها. كما وجدت مزايا للسلفية الجديدة مثل التمسك بالنصوص ولو بفهم مخطئ للصواب، وهي ميزة ميزتهم عن طوائف الأخر أيضا.
      وما أدافع عنه هنا ليس هو الموقف الصوفي وإنما الحقائق اليقينية التي وجدتها معهم دون غيرهم من الطوائف، فالجوانب الربانية من الشريعة الإسلامية هم وحدهم من لا زالوا متشبثين بأهذابها متمسكين بحبلها. ومن أراد التوسع في المجال فما عليه إلا طرق موضوع "الصوفية فقه واجتهاد" ليجد مبتغاه، أو ليطرح تساؤلاته هناك ليجد بحول الله ما يرضيه.

      فيما يتعلق بأحاديث افتراق الأمة، هذا إنباء وإخبار بما وقع وسيقع، واختلاف الطوائف نقمة وعذاب، {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ [هود : 118]إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [هود : 119]}

      فليست هذه الأحاديث بتشريع للاختلاف والافتراق، وهي سنة من سنن الله في كونه، لكن من شملتهم رحمة الله دخلوا في كنفها، وشملتهم اللحكمة العقلية والرحمة القلبية، واندرجوا في سكينة، وطمأنينة، بعيدا عن مجالات الخلاف والاختلاف.

      أما ما تتحدثين عنه من أدعياء التصوف، فالحكم للشرع والنص قبل اجتهاد كل مجتهد. ولا تلتفتين للأدعياء، ما لم تساندهم أدلة الكتاب والسنة بالفهم الشمولي لا بالتحجر على قول قائل.

      ونحن هنا في هذا المتصفح بصدد الطعن- شئنا أم أبينا- في كتاب الله الذي يقر بالعلم اللدني، وأنت ترين كيف أخذت الحمية العصبية جل من تدخلوا للاصطفاف والتحزب لغير الله، بعيدا عن تعاليم الكتاب، وهو ينص بالحرف:
      {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} [الكهف : 65]

      فلهم ما اصطفت عقولهم الضيقة، وعليهم إثم السخرية والتنقيص والاستهزاء بمضامين الكتاب والطعن في حقائقه اليقينية، كان الله لهم يوم لقائه. ويبقى السؤال لماذا علم الله الخضر عليه السلام العلم اللدني؟ وهل هذه حقيقة يقينية، أم هو كلام وهدر؟
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • د. م. عبد الحميد مظهر
        ملّاح
        • 11-10-2008
        • 2318

        #78
        المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم

        كم صحابى أو تابعى ادعى العلم اللدنى؟

        ما أسماءهم ؟

        كم صحابى أو تابعى قال عن نفسه أنه عالم ربانى؟

        من هم ؟ وما أسماءهم؟
        هل هناك مثال متكرر للخضر عليه السلام بعد نزول الوحى؟


        و كيف يطمئن العقل و القلب لمن يدعى أنه مثل الخضر بعد اكتمال الرسالة بخاتم الأنبياء و المرسلين؟

        وهل احد يعرف العلم الذى اعطاه الله لعبده و يختلف عما هو معروف من خلال الوحى من الله إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ، وكما عرفناه منقولاً كما جاء فى الإسلام؟

        الخضر كان قبل رسالة الإسلام ، والوحى فى الرسالة الخاتمة "الإسلام" اكمل و اتم ما اراده الله ، فما هو وجه الحجة بالخضر بعد خاتم الانبياء و المرسلين؟

        العلم اللدنى ذكره الله لا خلاف على ذلك و لا تشكيك فى آيات الله ، و لكن التشكيك فيمن يدعى و جود علم لدنى عنده بعد مئات السنين من عصر الخلافة الراشدة

        ما هى معايير تصديقه و الاطمئنان له بصحة امتلاكه هذا العلم؟

        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #79
          المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة
          فلننهي مبحث صحة معتقد المتصوفة، من تخاطر وتناسخ واتحاد وحلول وعلم لدني وكشوفات وفيوضات وربانيات ، فلنكمل أصل الأصول التي بدونها يحرم الوصول إلى الله قبل شريعته ،فكيف بمن انحرف عن الدين العتيق, والأمر الأول, والسنة القديمة, والمحجة البيضاء, والطريق المستقيم , والسبيل السوي، علينا التوقف هنا لإكمال البحث حول عقائد المتصوفة




          أما فيما يخص قولك:
          فهل أحكام الله تخاطب الذوق؟ أم تخاطب العقل؟ وهل التذوق والإستحسان والاستلذاذ والاستمتاع هو المدار الذي تدور عليه أفعال الربانيين أم هو التدبر والإدكار وإعمال العقل بالنظر في النقل!!!!



          فالقول بحلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني ومبدأ الإشراق والفناء في الله، ربما هو ماأوحى لبعضهم بالتعالي بالعلم اللدني والمعرفة المطلقة ، وأنهم يعرفون مالا يعرفه السواد الأعظم من الأمة، وهاأنت هنا ترفع لواء الفهم اللدني وتنسحب عن المحاججة ، وتمزق وحدة الموضوع، وتفتح له سبلا عدة لتشتت الفكرة التي تؤطره ، رغم أنني رأيتك في الكثير من الحوارات تحاول إمساك دفة الحوار للسيطرة على مفاصل الموضوع وتوجيهه حتى لا يخرج عن الهدف المقصود، في مجاهيل التذوقات بعيدا عن المنهجية العلمية، وأنا منهجي وملتزم بأدب الحوار، والمتصفح هنا لتمحيص عقائد غلاة المتصوفة الذين تصفهم بالربانيين أصحاب الإشراق والغنوصية والعرفان وشنشنات علم الكلام، وفي الحقيقة وأصدقك القول: أنا لست في حاجة لمعرفة عقائد المتصوفة وخاصة الغلاة، بل ما أهدف له هنا هو محاولة تلمس هذا العلم اللدني الذي اختصك به ربّ العباد وحدك في الملتقى وجعلك تتهم غيرك بكبر وتعالي: [لا تعترض طريق الرجال، إن كنت عالما ،إن كنت في مستوى ماتدعيه، وكل المزايدات بالرجولة والفحولة وغيرها]، هذا الذي أتتبعه في صوفي عصره، عازما على مسك هذا الفكر الذي ترى أهله كما قلت: فوجدت نفسي تتوق لمعرفة تلك الرموز والحروز والإشارات وفك طلاسم المصطلحات المبثوثة في زوايا الملتقى الذي تدير دفته، وأقر أنني لست ذواقا، كما أنني لا أمنع عن غيري النقل عن خيرة الرجال، وأبيح لنفسي النقل عن المتصوفة بحجة فارق الزمان ، رغم أن الفارق الزمني يشمل الجميع، بل والبون شاسع بين المتقدم والمتأخر، ورغم أن نقل المعترض ليس فيه من شاهد إلا كما في السراب للعطشان،
          فلتبقى هنا، ولا تطل الغياب، ولنبقى في صلب الموضوع، وهو العلم اللدني الذي يعرفه المتصوفة دون غيرهم من سواد الأمة، ونريد أن نعرف:
          -*- هل تخصيص المتصوفة بهذا العلم يلزمهم مايلزم غيرهم من المسلمين مما ورد في الكتاب والسنة؟ أم هم في حل من مصدري الوحي؟ خصوصا وقد قرأنا لبعضهم أنهم في مدارج السلوك والعرفان يصلون إلى مرحلة سقوط التكليف؟ ونحن البسطاء في الفهم وجدنا " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فسلمنا وآمنا.
          -*- وهل العلم اللدني يُنال بالوحي أم بالحلم، أم دون هذا وذاك ، فقط بالذائقة والذوق، وإن كان ينال بالتذوق فهل هذا التذوق منضبط وواحد أم أنه يختلف؟ وإن كان واحدا فلم تفرق المتصوفون إلى فرق عدة وطرق قددا.
          -*- ماهي أصول هذا العلم وضوابطه؟؟ ولم لم يدوّنه السابقون، هل لأنه سري للغاية!!؟ أم لأنه غير موجود، خصوصا وقد دوّن المتصوفون الكثير من المقولات التي صادمت العقيدة الوسطية، فما الذي منعهم إن كان هذا العلم موجودا من تدوينه ليقرأه مريدوه، ومع عدم تدوينه فمن أين يستقي المريدون في عصرنا تعاريف ومفاهيم ذلك العلم؟؟؟؟
          -*- هل كان للمصطفى عليه الصلاة والسلام علمه اللدني أيضا!!! وأين وضعه؟؟ أفي الكتاب أم في السنة؟؟؟ وإن كان موجودا في المصدرين فكيف غفلت عنه الأمة؟؟؟؟ وإن لم يكن موجودا في القرآن والسنة فأين وضعه، وإن أعطاه للبعض وأخفاه عن البعض فكيف يستقيم حاله مع قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم و أتمتت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا".
          وسنواصل الأسئلة وعليك أن تمنحنا الأجوبة لنكون على بينة من ربنا


          وبعدها ننتقل حيث تريد للجدل الأصولي الفقهي لكن قبلها لتكن أصول العقيدة مغربلة هنا على هدى من العقل والنقل لا غير.



          لأن النقاش علمي رصين والقضية قضية عقيدة عرفتها العجائز في نيسابوروفي كل القرى والمداشر عبر التاريخ، وعرفتها حتى صبيّة كانت ترعى غنم معاوية بن الحكم السلمي في مراعي الجزيرة دون أن تكون على هذا القدر العالي الرفيع المترفع من العلم اللدني.
          والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
          بسم الله الرحمن الرحيم

          أخى الكريم الأستاذ بلقاسم

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تحية طيبة و شكراً على الاسئلة التوضيحية.

          و كما ترى الأسئلة كثيرة جداً و لا إجابات حتى الآن!!!

          وفى الحقيقة يثير تعليقك عدة اشكاليات حول منهج المعرفة والعلم عند الصوفية ، مقارنة بمناهج العلم و المعرفة عند غيرهم سوف اعود إليها إن شاء الله

          و تحياتى

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #80
            المشاركة الأصلية بواسطة فريد محمد المقداد مشاهدة المشاركة
            [gdwl]
            [align=center]
            بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
            لوحة رقم (02)
            ما هكذا يا سعد تورد الإبل
            [/align]

            [align=justify]
            أحيي أخي الكريم الأستاذ محمد الجابري بتحية الإسلام تحية أهل الجنة تحيتهم يوم يلقونه سلام فسلام الله عليك ورحمته وبركاته ،ومهما حاولت أن أخفي تعجبي فلا أستطيع :
            - هل يقبل في الحوار العلمي استخدام عبارات مثل (جاف – غمر- أمثالك - فقهوا أكثر مما فقهت - علموا أكثر مما علمت - أيقنوا بأمور لا علم لك بها....)؟!!
            - هل هناك حوارُ علمي يتم دون الاعتماد على الحجج والبراهين والأدلة،وهنا أؤكد أنني كنت أتمنى على أخي الكريم الجابري أن يقوم بنقد اللوحة نقداً علمياً ،لأنه لايوجد عالمٌ على وجه الأرض يمكن أن يتكلم في دين الله بالجزاف ،أي بلا دليل ما استشهدتُ به من أدلة إن كانت تنزيلاتها غير سليمة فعلى أخي الكريم أن يبين عوارَ موقفي،ويرشدني إلى مكمن الخطأ ،لا أن يعمد إلى إقصاء فكري ونفيه بالكلية ؟
            - هناك مئات الأقوال لأقطاب وعلماء التصوف تحذر من الزواج وتذمه ألم يطلع عليها أخي الكريم إن كان لم يطلع فأنا جاهزٌ لو ضعها في هذا المسرد؟ وإن كان قد اطلع أرجوه أحر الرجاء أن يبين لنا رأيه فيها وهذه جزئية بسيطة وليست كلاماً عاماً فأنا لم أتحدث عن وحدة الوجود أو عن الحلول والإتحاد ألا تعتبر منافيةً لتعاليم الدين الحنيف – مجرد تساؤل-؟
            - هل جانب الصواب مالك بن نبي رحمه الله عندما قال :حينما يكون الفكر الإسلامي في حالة أفول كما هو في الوقت الراهن فإنه يغرق في التصوف وفي المبهم وفي المشوش وفي النزعة إلى التقليد الأعمى؟
            - بماذا يرد أخي الكريم على قول إقبال رحمه الله تعالى : حين خبت تلك النار داخل الصدور بدأ المسلمون يزحفون إلى المقامات؟
            - هل يمكننا أن نعتبر المنامات والرؤى والوجد والكشف والذوق والحدس والإلهام والفراسةومعاريج واسراءات المتصوفة (مصادراً للتشريع) ؟وهل تستند هذه في مجملها إلى قرارٍ علمي؟كيف يكون ذلك أرجو التوضيح؟
            - أنا لا أعرف مصدر التخوف عند المتصوفة من معايرة فكرهم على القرآن والسنة ؟هل نعرف الحق بالرجال أم نعرف الرجال بالحق؟
            - بماذا يمكن أن نرد على البقاعي الذي يقول في كتابه القيم تنبيه الغبي ص (21) [ومن يعتقد أن لأحدٍ طريقاً إلى الله غير متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافرٌ من أولياء الشيطان
            - ما نعلمه عن نبيننا صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم أنهم كانوا إذا سمعوا القرآن الكريم بكوا وخشعوا وخافوا وهذا هو ما وصفهم به القرآن الكريم ولا اعلم في عبادات المسلمين أو في المصادر التشريعية عندهم أن على المرء أن يأكل كالدابة كما يروى لنا عن أحوال المتصوفة وما نقرأ في الكتب ثم يقوم للرقص والطرب (ويسمى هذا ذكراً أو عبادةً أو حضرةً عند القوم )وتساؤلي ألم يكن مصيباً الشاعر إذ يقول :
            [align=center]
            (ألا قل لهم قول عبدٍ نصوح = وحــق النصيحة أن تســـــــتمع)
            (متى علم الناس في ديــــــننا = أن الغنا ســـــــــــــــــــنة تتبع)
            (وأن يأكل المرء أكل الحمــا =ر ويرقص في الجمع حتى يقع)
            (وقالوا ســـــكرنا بحب الإله = وما أســـــكر القوم إلا القصع )
            (ويســـكره الناي ثم الغنا=و[يـــــــــــــــس] لو تليت ما انصدع)
            [/align]
            فقد جاء في ترتيب المدارك للقاضي عياض رحمه الله تعالى :قال التتيسي : (كنا عند مالك بن أنس وأصحابه حوله فقال رجلٌ من أهل نصيبين عندنا قومٌ يقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً ،ثم يأخذون في القصائد ،ثم يقومون فيرقصون ،فقال مالك أصبيانٌ هم ؟فقال :لا ،قال أمجانين هم فقال لا،هم شيوخٌ عقلاء ،فقال :ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا )ترتيب المدارك ج /4/ص/54/ طبعة المغرب.
            أخي الكريم هي مجرد تساؤلاتٍ منطقية ؟
            عندما تثبت خطأ ما أطرح وصواب ما تقول ،فأنا ملزمٌ خلقياً بإتباع الصواب ،طبعاً بعد أن تدعم ماذهبت إليه بتأصيل علميٍ يوافق كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى فكلنا ينشد الحق والحق أحق أن يتبع؟؟؟
            هذا علماً بأنني لاأزال عند ما وعدت به من القيام بعرض مصادر المعرفة عند الصوفية على القرآن والسنة وبيان ما يسفر عنه البحث..............
            وبالله التوفيق،،،،

            [/align]
            [/gdwl]
            الأستاذ فريد محمد المقداد؛
            أكرر للمرة يعلم الله كم... بأني لا أدافع عن المتصوفة، وقد فتحت موضوعا تحت عنوان " التصوف فقه واجتهاد" فهو يبحث سبيل من يتسمون بالتصوف السني. لئن كانت لك أسئلة أو مداخلة فارجع للموضوع.

            فأرى الأستاذ عبد الحميد يخلط بين كل العناصر في هذا المتصفح.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #81
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الموضوع واضح وضوح الشمس لا خلط ولا غيره


              لا خلط...لا خلط...لاخلط

              قاعة بحث عن الصوفية و العلم اللدنى من خلال اسئلة

              و تحياتى

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #82
                المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة
                فلننهي مبحث صحة معتقد المتصوفة، من تخاطر وتناسخ واتحاد وحلول وعلم لدني وكشوفات وفيوضات وربانيات ، فلنكمل أصل الأصول التي بدونها يحرم الوصول إلى الله قبل شريعته ،فكيف بمن انحرف عن الدين العتيق, والأمر الأول, والسنة القديمة, والمحجة البيضاء, والطريق المستقيم , والسبيل السوي، علينا التوقف هنا لإكمال البحث حول عقائد المتصوفة
                أما فيما يخص قولك:
                فهل أحكام الله تخاطب الذوق؟ أم تخاطب العقل؟ وهل التذوق والإستحسان والاستلذاذ والاستمتاع هو المدار الذي تدور عليه أفعال الربانيين أم هو التدبر والإدكار وإعمال العقل بالنظر في النقل!!!!
                وهل هناك في نقولك عن أحد المتصوفة ما يدحض مقالات ابن عربي، إنه يبرر أقواله بقوله إنما أنكر المنكرون عليه خوفا من فتنة أقواله، فلمَ لم يقع هذا من المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولمَ لم ينكر عليه أصحابه رفقا بضعفاء الفهم من المشركين،أم أنها كانت فعلا فتنة فاتنة حادثة في الدين والملة قالها ابن عربي،وقال شرا منها حين وحّدا الخالق بالخلق وأنهما شيئا واحدا ،وأن التعدد في الواقع ماهو سوى تعدد في شكل الوجود لا في ذات الموجود، وأن الوجود صورة تجلي الله تعالى حين قال:
                يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلقه جامع
                تخلق مالا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيّق الواسع

                وإلى نفس الأمر ذهب الحلاج فقال:
                أنا من أهوى ومن أهوى أنا *** نحن روحان حللنا بدنا
                فإذا أبصرته أبصرتني *** وإذا أبصرتني أبصرتنا

                فالقول بحلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني ومبدأ الإشراق والفناء في الله، ربما هو ماأوحى لبعضهم بالتعالي بالعلم اللدني والمعرفة المطلقة ، وأنهم يعرفون مالا يعرفه السواد الأعظم من الأمة، وهاأنت هنا ترفع لواء الفهم اللدني وتنسحب عن المحاججة ، وتمزق وحدة الموضوع، وتفتح له سبلا عدة لتشتت الفكرة التي تؤطره ، رغم أنني رأيتك في الكثير من الحوارات تحاول إمساك دفة الحوار للسيطرة على مفاصل الموضوع وتوجيهه حتى لا يخرج عن الهدف المقصود، في مجاهيل التذوقات بعيدا عن المنهجية العلمية، وأنا منهجي وملتزم بأدب الحوار، والمتصفح هنا لتمحيص عقائد غلاة المتصوفة الذين تصفهم بالربانيين أصحاب الإشراق والغنوصية والعرفان وشنشنات علم الكلام، وفي الحقيقة وأصدقك القول: أنا لست في حاجة لمعرفة عقائد المتصوفة وخاصة الغلاة، بل ما أهدف له هنا هو محاولة تلمس هذا العلم اللدني الذي اختصك به ربّ العباد وحدك في الملتقى وجعلك تتهم غيرك بكبر وتعالي: [لا تعترض طريق الرجال، إن كنت عالما ،إن كنت في مستوى ماتدعيه، وكل المزايدات بالرجولة والفحولة وغيرها]، هذا الذي أتتبعه في صوفي عصره، عازما على مسك هذا الفكر الذي ترى أهله كما قلت: فوجدت نفسي تتوق لمعرفة تلك الرموز والحروز والإشارات وفك طلاسم المصطلحات المبثوثة في زوايا الملتقى الذي تدير دفته، وأقر أنني لست ذواقا، كما أنني لا أمنع عن غيري النقل عن خيرة الرجال، وأبيح لنفسي النقل عن المتصوفة بحجة فارق الزمان ، رغم أن الفارق الزمني يشمل الجميع، بل والبون شاسع بين المتقدم والمتأخر، ورغم أن نقل المعترض ليس فيه من شاهد إلا كما في السراب للعطشان،
                فلتبقى هنا، ولا تطل الغياب، ولنبقى في صلب الموضوع، وهو العلم اللدني الذي يعرفه المتصوفة دون غيرهم من سواد الأمة، ونريد أن نعرف:
                -*- هل تخصيص المتصوفة بهذا العلم يلزمهم مايلزم غيرهم من المسلمين مما ورد في الكتاب والسنة؟ أم هم في حل من مصدري الوحي؟ خصوصا وقد قرأنا لبعضهم أنهم في مدارج السلوك والعرفان يصلون إلى مرحلة سقوط التكليف؟ ونحن البسطاء في الفهم وجدنا " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فسلمنا وآمنا.
                -*- وهل العلم اللدني يُنال بالوحي أم بالحلم، أم دون هذا وذاك ، فقط بالذائقة والذوق، وإن كان ينال بالتذوق فهل هذا التذوق منضبط وواحد أم أنه يختلف؟ وإن كان واحدا فلم تفرق المتصوفون إلى فرق عدة وطرق قددا.
                -*- ماهي أصول هذا العلم وضوابطه؟؟ ولم لم يدوّنه السابقون، هل لأنه سري للغاية!!؟ أم لأنه غير موجود، خصوصا وقد دوّن المتصوفون الكثير من المقولات التي صادمت العقيدة الوسطية، فما الذي منعهم إن كان هذا العلم موجودا من تدوينه ليقرأه مريدوه، ومع عدم تدوينه فمن أين يستقي المريدون في عصرنا تعاريف ومفاهيم ذلك العلم؟؟؟؟
                -*- هل كان للمصطفى عليه الصلاة والسلام علمه اللدني أيضا!!! وأين وضعه؟؟ أفي الكتاب أم في السنة؟؟؟ وإن كان موجودا في المصدرين فكيف غفلت عنه الأمة؟؟؟؟ وإن لم يكن موجودا في القرآن والسنة فأين وضعه، وإن أعطاه للبعض وأخفاه عن البعض فكيف يستقيم حاله مع قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم و أتمتت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا".
                وسنواصل الأسئلة وعليك أن تمنحنا الأجوبة لنكون على بينة من ربنا

                وبعدها ننتقل حيث تريد للجدل الأصولي الفقهي لكن قبلها لتكن أصول العقيدة مغربلة هنا على هدى من العقل والنقل لا غير.
                لأن النقاش علمي رصين والقضية قضية عقيدة عرفتها العجائز في نيسابوروفي كل القرى والمداشر عبر التاريخ، وعرفتها حتى صبيّة كانت ترعى غنم معاوية بن الحكم السلمي في مراعي الجزيرة دون أن تكون على هذا القدر العالي الرفيع المترفع من العلم اللدني.
                والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                الستاذ بلقاسم،

                لو كنت أصوليا كما تقول، لتطلبت الأدلة من معينها، لتجد بأن القوم، - وأقصد أهل الاستقامة - ما قالوا شيئا يخالف الكتاب ولا سنة، بل لو لمست جانبهم لطرت غيرة منهم على شدة التمسك بالسنة لديهم، والوجل الشديد من مخالفتها في أدق التفاصيل.

                إن رمت مناقشة التصوف فارجع لموضوع الصوفية فقه واجتهاد. أما إن تطلبت مناقشة العقائد فافتح موضوعا مستقلا، فالموضوع هنا تشعبت به الطرق وانحرف كليا عن مساره.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • د. م. عبد الحميد مظهر
                  ملّاح
                  • 11-10-2008
                  • 2318

                  #83
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الموضوع واضح وضوح الشمس لا خلط ولا غيره

                  الموضوع لم ولن ينحرف عن مسارة الذى طرح من أجله


                  لا خلط...لا خلط...لاخلط

                  لا انحراف عن هدفه ولا مساره كما تم توضيحه اكثر من مرة


                  قاعة بحث عن الصوفية و العلم اللدنى من خلال اسئلة

                  و كباحث عن المعرفة طرحت عدة اسئلة حول هذا الموضوع

                  الصوفية والعلم اللدنى

                  اسئلة لم تجد اجابات محددة عليها

                  الرجاء مراجعة كل ما طرح من اسئلة

                  الموضوع محدد وواضح فمن عنده اجابة فليتفضل

                  و تحياتى

                  تعليق

                  • ثائر الحيالي
                    عضو أساسي
                    • 03-08-2010
                    • 1894

                    #84
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    السلام عليكم

                    الأستاذ د. م.عبد الحميد مظهر

                    ربما مررت على أغلب ما تضمن هذا الموضوع الشيق في بعض مفاصله ..
                    وترددت بين الإقدام وبين الإحجام على المشاركة بجهد متواضع سعيا ً للتبصرة والحقيقة ..

                    لا كل من ذاق الهوى عرف الهوى ولا كل من شرب المدام نديم

                    لاحظت ُ الردود بين مجانب لجوهر الموضوع وبين محاول ان يتلمس بعض جوانب التبصرة منه .
                    ربما ستظل الحقيقة الحقة صعبة المنال .
                    فالسالك في مدارج التصوف والساعي لإقتفاء اثر السلف الصالح إن لم يقيض الله سبحانه له الوسيلة
                    المُثلى بتوفيق منه جلَّ وعلا سيظل يدور في فلك الوسواس وبين الحقيقة والسراب خيط متماه ٍ
                    قد يكون الحد الفاصل بين اليقين والإشتطاط ..
                    لست ُ هنا مُنظرا ً أو مُتفيقها ً .أو أسعى للتلميح إلى ما لايُدرك ..
                    ولكن سأوجز القول منعا ُ للتأويل..
                    أيها السادة ...(وكل ٌ من رسول الله ملتمسُ)
                    التصوف الحق هو إقتفاء سنة الرسول صلوات الله عليه وآله وصحبه في سكناته وحركاته .
                    والتصوف هو الإفتقار للخالق لا للمخلوق ..وهو العبادة الحقة التي لاتأمل موازنة العمل بالجزاء إلا بكرم الخالق .ولن أعدد هنا أعلام الفكر والعلم والأمة الأطهار في إتباعهم سنة المختار ..
                    فهم في منزلة لا تحتاج من العبد الفقير لله الأشارة والتعداد .
                    فمن عبد الله طمعا ً في القرب والأنس به .لم يحفل بأي منزلة أنزله ُ الله سبحانه بها .
                    ولم يعر إنتباها ً لمدلس ٍ أو متحذلق في ماهية العلم .ولله در القوم حين قالوا ( أول العلم أن لاتعلم !)
                    سبحان الكريم الذي لاتـُعد ولا تُحد عطاياه .الذي أنزل عباده الأخيار منازل الرضوان
                    ما هوجم أمر كما هوجم مسلك التصوف الحق .لعن الله (ابليس) ذلك الموسوس لكل نفس والفـَرِح
                    بالحياد عن طريق الصواب لكل ساع ٍ بمعروف لمعروف .
                    فلو قيض الله لكل عقل إدراك ما يكمن خلف نقاء وصفاء وعمل صالح يرتجي منه ُ الرضى ..
                    لوجدنا أن الأرواح في تباين في ما تتشرب من فيض العطاء !
                    أبدا ً تحّن إليهم الأرواح ووصالها ريحانها والراحُ
                    بالسر إن باحوا تباح دمائهم وكذا دماء البائحين تباح ُ

                    لو كان علم اللدن مباحا ً لكل من سعى إليه لما اختص به الله عبدا ً من عباده ليعلـّم نبيا ً هو كليم الله
                    سبحانه فهل من متأمل ..؟

                    اللهم وفق الجميع لما تحبه ُ وترضاه .
                    وصلى الله على قرة عيني النبي الأمي محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .
                    التعديل الأخير تم بواسطة ثائر الحيالي; الساعة 31-01-2011, 19:17.
                    [CENTER][url=http://www.iqpic.com/uploads/images/iqpic23260c838b.jpg][img]http://www.iqpic.com/uploads/images/iqpic23260c838b.jpg[/img][/url][/CENTER]

                    تعليق

                    • محمد جابري
                      أديب وكاتب
                      • 30-10-2008
                      • 1915

                      #85
                      المشاركة الأصلية بواسطة ثائر الحيالي مشاهدة المشاركة
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      السلام عليكم

                      الأستاذ د. م.عبد الحميد مظهر

                      ربما مررت على أغلب ما تضمن هذا الموضوع الشيق في بعض مفاصله ..
                      وترددت بين الإقدام وبين الإحجام على المشاركة بجهد متواضع سعيا ً للتبصرة والحقيقة ..

                      لا كل من ذاق الهوى عرف الهوى ولا كل من شرب المدام نديم

                      لاحظت ُ الردود بين مجانب لجوهر الموضوع وبين محاول ان يتلمس بعض جوانب التبصرة منه .
                      ربما ستظل الحقيقة الحقة صعبة المنال .
                      فالسالك في مدارج التصوف والساعي لإقتفاء اثر السلف الصالح إن لم يقيض الله سبحانه له الوسيلة
                      المُثلى بتوفيق منه جلَّ وعلا سيظل يدور في فلك الوسواس وبين الحقيقة والسراب خيط متماه ٍ
                      قد يكون الحد الفاصل بين اليقين والإشتطاط ..
                      لست ُ هنا مُنظرا ً أو مُتفيقها ً .أو أسعى للتلميح إلى ما لايُدرك ..
                      ولكن سأوجز القول منعا ُ للتأويل..
                      أيها السادة ...(وكل ٌ من رسول الله ملتمسُ)
                      التصوف الحق هو إقتفاء سنة الرسول صلوات الله عليه وآله وصحبه في سكناته وحركاته .
                      والتصوف هو الإفتقار للخالق لا للمخلوق ..وهو العبادة الحقة التي لاتأمل موازنة العمل بالجزاء إلا بكرم الخالق .ولن أعدد هنا أعلام الفكر والعلم والأمة الأطهار في إتباعهم سنة المختار ..
                      فهم في منزلة لا تحتاج من العبد الفقير لله الأشارة والتعداد .
                      فمن عبد الله طمعا ً في القرب والأنس به .لم يحفل بأي منزلة أنزله ُ الله سبحانه بها .
                      ولم يعر إنتباها ً لمدلس ٍ أو متحذلق في ماهية العلم .ولله در القوم حين قالوا ( أول العلم أن لاتعلم !)
                      سبحان الكريم الذي لاتـُعد ولا تُحد عطاياه .الذي أنزل عباده الأخيار منازل الرضوان
                      ما هوجم أمر كما هوجم مسلك التصوف الحق .لعن الله (ابليس) ذلك الموسوس لكل نفس والفـَرِح
                      بالحياد عن طريق الصواب لكل ساع ٍ بمعروف لمعروف .
                      فلو قيض الله لكل عقل إدراك ما يكمن خلف نقاء وصفاء وعمل صالح يرتجي منه ُ الرضى ..
                      لوجدنا أن الأرواح في تباين في ما تتشرب من فيض العطاء !
                      أبدا ً تحّن إليهم الأرواح ووصالها ريحانها والراحُ
                      بالسر إن باحوا تباح دمائهم وكذا دماء البائحين تباح ُ

                      لو كان علم اللدن مباحا ً لكل من سعى إليه لما اختص به الله عبدا ً من عباده ليعلـّم نبيا ً هو كليم الله
                      سبحانه فهل من متأمل ..؟

                      اللهم وفق الجميع لما تحبه ُ وترضاه .
                      وصلى الله على قرة عيني النبي الأمي محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .
                      الأستاذ ثائر؛

                      لله في خلقه شؤون، ما جئت به من إشارات لا يفقهها إلا من تروض على المصطلحات، وليس بودي بتاتا أن ألمح لجوهر الأمر، وما فعلته لحد الساعة هو مجرد تنبيه لأمارات، والعلم كالماء لا يعطى إلا للعطشان وعلى قدر ما يعتق رمقه، أما من يطمع في دخول مجال هو له مكذب فأقول : إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وعلى ما أخذته من أفواه الرجال بأن المكذب بالشيء لا ينله ولوبعد طول طلب. وأقول معقبا: حاشا الله أن يخيب من رجاه،

                      ولا علم أشرف من علوم القوم، فهي كلها تدور في فلك معرفة الله والتأدب معه، والاستنان بسنة الحبيب المصطفى والغيرة عليها، ويرحم الله ابن عربي حين يقول في إحدى رسائله ما معناه اعلم بأن علم الطب والهندسة يتطلب وجود مرضى ومجال الخرائط والمساحات، فإذا انتقل الإنسان إلى دار لا مرض فيها، فما العمل بكل علمه، وكذا علم المهندس... لذا أوصى بالتعلق بالعلوم التي تصحب الإنسان دنيا وأخرى، لكون علوم الدنيا فرض كفاية، إذا قام بها بعضنا سقطت عن الكل. أما العلوم الربانية فهي تصحبك دنيا وأخرى.

                      وأصر على المضي في درب انغلق فهمه على من تحجر على مفاهيم غيره؛لأضرب مثلا بالذي جاء بعرش بلقيس، ووصفه ربه بأن عنده علم من الكتاب:

                      {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل : 40]

                      أليس كتابنا مهيمنا على غيره من الكتب السماوية،

                      {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة : 48]

                      وإذا كان هذا شأن كتابنا فما هو العلم من الكتاب الذي علمه الرجل حتى استطاع إحضار عرش الملكة في أقل من رمشة عين؟
                      http://www.mhammed-jabri.net/

                      تعليق

                      • بلقاسم علواش
                        العـلم بالأخـلاق
                        • 09-08-2010
                        • 865

                        #86
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        الستاذ بلقاسم،
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        لو كنت أصوليا كما تقول، لتطلبت الأدلة من معينها، لتجد بأن القوم، - وأقصد أهل الاستقامة - ما قالوا شيئا يخالف الكتاب ولا سنة، بل لو لمست جانبهم لطرت غيرة منهم على شدة التمسك بالسنة لديهم، والوجل الشديد من مخالفتها في أدق التفاصيل.
                        إن رمت مناقشة التصوف فارجع لموضوع الصوفية فقه واجتهاد. أما إن تطلبت مناقشة العقائد فافتح موضوعا مستقلا، فالموضوع هنا تشعبت به الطرق وانحرف كليا عن مساره.
                        الأستاذ /محمد جابري
                        سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته
                        لن أبرح هذا المكان الحر في ذمة وحرمة أخينا الدكتورمحمد عبد الحميد مظهر لأننا لم ننه النقاش، وماتزال الأسئلة مطروحة لكل من يرى بوجود العلم اللدني ويدافع عنه مثلك، فإن كانت لك إجابة واضحة صريحة فتفضل بها علينا، لأن الأسئلة كثرت وإجاباتك انعدمت، بل رأيناك تحاول بشتى السبل قتل الموضوع ونقل مناقشيه وتشتيتهم لصفحات أخرى أنت السيد فيها بالعلم اللدني وبصلاحيات الحذف.
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ فريد محمد المقداد؛
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        أكرر للمرة يعلم الله كم... بأني لا أدافع عن المتصوفة، وقد فتحت موضوعا تحت عنوان " التصوف فقه واجتهاد" فهو يبحث سبيل من يتسمون بالتصوف السني. لئن كانت لك أسئلة أو مداخلة فارجع للموضوع.
                        فأرى الأستاذ عبد الحميد يخلط بين كل العناصر في هذا المتصفح.
                        وأنت هنا تفصح عن أمرين:
                        أنك لا تدافع عن التصوف، وأنك تدعو لمناقشته في متصفح آخر:
                        (1) في حين كل مداخلات حضرتك تنافح عن التصوف بل وصلت إلى الدفاع عن مقولة ابن عربي التي نقلها لك الأستاذ عبد الرحمان السليمان بطريقة تثبتها أكثر مما تنفيها ، وهي الثابتة تحقيقا، ولم تستعمل سوى النقل عن أحد الأقران، رغم اتهامك لنا بالنقل ـ وإن كنا نقلنا عن الصحابة وهم السابقون وأنت تنقل عن من قال حدثني ربي عن قلبي وهم المتأخرون السائرون في مسالك أخرى ـ وكل ما أضافه الشعراني أنه حاول تلطيف العبارة الخطيرة لابن عربي بالخوف من الفتنة، وهي وتبريرها الفتنة الفتانة الفاتنة عينها.
                        (2) دعوتك لطي الصفحة هنا - وهي تحمل أسئلة كبيرة لحضرتك وتنتظر إجاباتك - والتوجه معك حيث تمتلك صلاحيات الحذف والحجر لمناقشة التصوف من جديد، وهذه الدعوة لا تطمئن المحاورعلى مشاركاته كما أنها محاولة للفرار وطمس الأسئلة القلقة والحارقة التي تنتظرك أخي محمد جابري عن العلم اللدني ومقتضياته ، ثم مايحيرنا أكثر فيك أخي محمد جابري أنك تدعونا لمناقشة التصوف وقد حكمت علينا هنا كمناقشين بأمور خطيرة، فاصغي معي لقولك للأخت ريما منير عبد الله:
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة المحترمة ريما منير عبد الله؛
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        شكرا لمداخلتك الكريمة ولأسئلتك الجميلة؛
                        ونحن هنا في هذا المتصفح بصدد الطعن- شئنا أم أبينا- في كتاب الله الذي يقر بالعلم اللدني، وأنت ترين كيف أخذت الحمية العصبية جل من تدخلوا للاصطفاف والتحزب لغير الله، بعيدا عن تعاليم الكتاب، وهو ينص بالحرف:
                        {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} [الكهف : 65]

                        فلهم ما اصطفت عقولهم الضيقة، وعليهم إثم السخرية والتنقيص والاستهزاء بمضامين الكتاب والطعن في حقائقه اليقينية، كان الله لهم يوم لقائه. ويبقى السؤال لماذا علم الله الخضر عليه السلام العلم اللدني؟ وهل هذه حقيقة يقينية، أم هو كلام وهدر؟
                        وهل نحن هنا كمناقشين نطعن في كتاب الله، أم أهل العلم اللدني الحاليون هم من يفعل ذلك؟؟ هل من يقول أن الله علّم عبده الصالح الخضر عليه السلام أشياء لم يكن يعلمها نبي الله موسى عليه وعلى نبينا السلام يطعن في الكتاب العزيزأم من يدعي أن هناك فيوضات علمية سرية لدُنيّة اختص بها دون سائر الأمة هو الذي يطعب في مصداقية الله، وفي مصداقية الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهل من يؤمن بشمولية هذا الكتاب يطعنه أم يطعنه من يتنقصه بالعلم اللدنيكما يفعل البعض بمقولة مصحف فاطمة، ومع إيماننا بقصة الخضر كما وردت دون تحاريف أو زيادات وذوائق، أليس القول بالمعرفة الخاصة مصادمة صريحة مع الكتاب الذي ورد فيه:" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيىء".
                        ثم أراك تتناقض كثيرا، أو تستعمل التقية التي تقول شيئا سرعان ما تنفيه، لقد وجدك ترفض النقل عن الصحابة وكبار المفسرين وتنقل عن بعض المتصوفة المتأخرين المتقديمن عن زماننا، ثم تهمز السلفية بالرؤية السطحية المعدة سلفا قائلا:
                        أوتظنن أنني لم أقرأ التفاسير قبل طرح الأسئلة؟ لقد رجعت لتفاسير كثيرة، وشخصيا لا أعتمد على أقوال مفسرين، نظروا في القرآن بعين زمانهم ومكانهم، فلست مقيدا برؤية فلان وعلان ما دام الكتاب عربيا مبينا. وأطلبك إن كنت من أهل الاختصاص أن تقرأ النص - لا بعين غيرك كما تفعل السلفية الجامدة المتحجرة، على أقوال مضوية، سيقت لزمانها ومكانها- وإنما قراءة أصولية وفق ضوابط القواعد الأصولية اللغوية. آنئيذ فقط يمكنني الرد عليك وتنبيهك لهفوات الفهم، أما إن لم تكن أهلا للقراءة الأصولية، فلا تعترض سبيل الرجال بالنقول.
                        ، وعندما تسائلك الأخت ريما منير عبدالله تقول أنك سلفي:
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة المحترمة ريما منير عبد الله؛
                        شكرا لمداخلتك الكريمة ولأسئلتك الجميلة؛
                        لا عجب أختاه من الموقفين، وذلك لكوني أتبنى النهج السلفي على عهد الرعيل الأول من الصحب الكرام حيث الفهم الشمولي، بسعة فكر، لا بضيق أفق، واجتهادات خارج ما صح من النصوص الشرع. فالصوفية تحزب لغير الله، كما السلفية الجديدة أيضا. وقد نهينا عن التحزب طوائف كل حزب بما لديهم فرحون. وهذا ما دعاني للتجول لدى كل الطوائف ألتمس ما تمسكت به كل منهم على حده من حقائق يقينية دون غيرها. كما وجدت مزايا للسلفية الجديدة مثل التمسك بالنصوص ولو بفهم مخطئ للصواب، وهي ميزة ميزتهم عن طوائف الأخر أيضا.
                        وما أدافع عنه هنا ليس هو الموقف الصوفي وإنما الحقائق اليقينية التي وجدتها معهم دون غيرهم من الطوائف، فالجوانب الربانية من الشريعة الإسلامية هم وحدهم من لا زالوا متشبثين بأهذابها متمسكين بحبلها. ومن أراد التوسع في المجال فما عليه إلا طرق موضوع "الصوفية فقه واجتهاد" ليجد مبتغاه، أو ليطرح تساؤلاته هناك ليجد بحول الله ما يرضيه.
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة

                        وجدتك متناقضا بل وقلقا تحاول التأكيد على أنك لم تبتعد عن السلفية في حين أنت ترفض أقوال المفسرين الماضوية، وتعتمد العلم اللدني المجهول المنادد لله وكتابه، وترفض التسمية بالصوفية لأنها تحزب، فهل أنت على عقيدة واحدة و فهم واحد أم على شاكلة ابن عربي حين قال:
                        لَقَد كُنتُ قَبلَ اليَوم أُنْكِرُ صاحِبي ***** إذا لم يَكُن دِينِي إلى دِينِهِ دانِ
                        وَقد صارَ قَلبـِي قابِلاً كُلَّ صُورَةٍ ***** فَمَرعـىً لِغِزلانٍ وَدَيْرٍ لِرُهْبانِ
                        وَبَيْتٍ لأوْثـانٍ وَكَعْبَـةُ طائِفٍ ***** وَأَلْواحُ تَوْراةٍ، وَمُصْحَفُ قُرْآنِ
                        ثم تعود إلى اللدنية ومجاهيلها المدوية، وتقول أنك تعرف الإشارات والمصطلحات وتعود إلى ابن عربي لائذا مقتبسا من رجال الماضي متحللا من مبادئك، دون أن تجيبنا عن التساؤلات المبثوثة هنا في هذا المتصفح، وكلها موجهة لأصحاب العلم اللدني علهم يفيدوننا بهذا العلم الذي تنكره ذوائقنا وعقولنا ونقولنا من الكتاب والسنة وأوقوال العلماء وهاهو قولك:
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ ثائر؛
                        لله في خلقه شؤون، ما جئت به من إشارات لا يفقهها إلا من تروض على المصطلحات، وليس بودي بتاتا أن ألمح لجوهر الأمر، وما فعلته لحد الساعة هو مجرد تنبيه لأمارات، والعلم كالماء لا يعطى إلا للعطشان وعلى قدر ما يعتق رمقه، أما من يطمع في دخول مجال هو له مكذب فأقول : إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وعلى ما أخذته من أفواه الرجال بأن المكذب بالشيء لا ينله ولوبعد طول طلب. وأقول معقبا: حاشا الله أن يخيب من رجاه،ولا علم أشرف من علوم القوم، فهي كلها تدور في فلك معرفة الله والتأدب معه، والاستنان بسنة الحبيب المصطفى والغيرة عليها، ويرحم الله ابن عربي حين يقول في إحدى رسائله ما معناه اعلم بأن علم الطب والهندسة يتطلب وجود مرضى ومجال الخرائط والمساحات، فإذا انتقل الإنسان إلى دار لا مرض فيها، فما العمل بكل علمه، وكذا علم المهندس... لذا أوصى بالتعلق بالعلوم التي تصحب الإنسان دنيا وأخرى، لكون علوم الدنيا فرض كفاية، إذا قام بها بعضنا سقطت عن الكل. أما العلوم الربانية فهي تصحبك دنيا وأخرى.
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة

                        ترفض التسمي بالصوفية وتلفظ التسمية وتنقل عن ابن عربي وترفض لغيرك النقل، فبالله عليك أين تريد الذهاب بالناس وأنت لم تثبت على رأي واحد؟ تتهم العقلانية وتزدري العقل وأنت تروم إعمال عقلك في النصوص دون الرجوع للمفسرين برؤية عصرك وفوق هذا ترفض عقل الحداثة، وأنت تمارس تفكير الحداثيين الذين يقطعون الصلة بالماضي، وزد على هذا تسترشد بالذائقة والاستحسان وترد على المخالف بالتعالي وطلب المناظرة وترى العلم اللدني كالماء لا يناله سوى العطشان ولا أخالك تقصد هنا سوى الجهال أو أهل الضلال ممن لهم عقول أخرى كمثل عقل ابن عربي الذي صيّرعقله وعاءّ لكل العقائد المتصادمة فمن مراعي الغزلان إلى دير الرهبان فبيت الأوثان والشرك ثم تعاليم التوراة كل هذا المزيج المتنافرالعصي عن الإلتقاء مع القرآن، وهذا لعمري هو العبث ؟؟؟ وأي عقل حوى هذا ،اللهم إلا إن كان عقل غي بعيد عن الرشد بعد الأرض عن السماء ، ولله في خلق عقول خلقه شؤون، وأي شؤون إن تعالت بالعلم وكابرت بالمعرفتين الموجودة القابلة للإدراك واللدنية المجهولة السرية.
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة

                        وأصر على المضي في درب انغلق فهمه على من تحجر على مفاهيم غيره؛لأضرب مثلا بالذي جاء بعرش بلقيس، ووصفه ربه بأن عنده علم من الكتاب:
                        {
                        قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل : 40]
                        أليس كتابنا نهيمنا على غيره من الكتب السماوية،

                        {
                        وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة : 48]
                        وإذا كان هذا شأن كتابنا فما هو العلم من الكتاب الذي علمه الرجل حتى استطاع إحضار عرش الملكة في أقل من رمشة عين؟
                        وهل الوصف بعلم الكتاب هو العلم اللدني أيضاً

                        ومادمت ترفض تفاسير أهل العلم فهل تقبل أن النص أي نص هو حمال أوجه، ومهما تقرأ فأنت تقرأ على وجه، فأيهما خير قراءة الصحابة أم قراءة محمد جابري، خصوصا وقراءة الصحابة و كبار المفسرين من التابعين ومن أهل العلم هي رواية عن النبي المختارصلى الله عليه وسلم، بينما قراءة محمد جابري ومن نحا منحاه تعتمد على العلم اللدني والفيوضات والذائقة غير المنضبطة التي تختلف من شيخ إلى شيخ ومن طريقة صوفية إلى أخرى، فبالله عليك وبسؤال بريىء بسيط جدا: أي القراءتين أسلم للعبد في دينه ودنياه؟ وأيهما المخرج والمنقض من الضلال؟؟؟
                        وأتمنى أن تعود أخي محمد جابري للأسئلة وتمنحنا الإجابة
                        أو تعلن فراغ اليد من التقولات اللدنية والفيوضات والإشراقات العرفانية
                        والله وحده العاصم والهادي إلى سبيل الرشاد
                        والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                        التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 01-02-2011, 14:51.
                        لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
                        ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

                        {صفي الدين الحلّي}

                        تعليق

                        • العربي بن الصغير
                          شاعر المستقبل
                          • 12-06-2008
                          • 312

                          #87
                          بسم الله الرحمان الرحيم ...

                          أقسم بالله أن أقول الحق ، ولا شيء سوى الصدق .


                          بخصوص العلم اللدني .. أو علم المكاشفة ..


                          قرأت تدخل السادة الأدباء فيما يخص هذا المجال ، وتبين لي وضوح التباين الذي يتخبطون فيه ، منهم من ينكره ، ومنهم

                          من يدعيه ، ومنهم من يريد حجة ملموسة على صحته ، ومنهم من جزم على أنه شطحات ابليس وجملة من الوساس فلا

                          حاجة له الى دليل .

                          وأنا أقول بحكم التجربة الشخصية التي خضتها وحدي دون شيخ أو عالم .

                          قرأت القرآن وصدقته وأحببت تدبره ، وكنت دائما ما أقرأه في جوف الليل .
                          ثم قرأت الأحاديث النبوية الصحيحة وآمنت بها وحاولت العمل بها قدر المستطاع .
                          ثم قرآت الفقه وفهمت الحلال والحرام والفرائض والأوامر والنواهي وحاولت الامتثال قدر المستطاع .

                          ولما علمت أن الفقه بلا تصوف فسق ، والتصوف بلا فقه زندقة

                          أخذني الفضول الى معرفة معنى كلمة صوفي وماهية الصوفية ؟

                          فقرأت عدة كتب تشرح الصوفية ووجدت عدة فرق ضلت الطريق وانحرفت عن الكتاب والسنة فلا داعي لذكرها ما دامت
                          هذه الفرق باطلة .

                          ثم قرأت كتاب الامام ابن القيم الجوزي .. الفوائد .. فوجدته عصارة عالم متمكن وأردت البحث عن البوابة التي أدخل منها
                          الى هذا العلم الباطني الذي لا أعلم عنه شيء يذكر .

                          فقرأت كتاب .. الامام أبي حامد الغزالي .. احياء علوم الدين .. فوجدته تبحر وغاص في فهم الصوفية وعلمت ساعتها الباب الذي كنت أبحث عنه كمدخل لعالم التصوف بعلم وفق الكتاب والسنة .

                          فشمرت على ساعد الجد وقلت لابد أن أقتحم هذا الباب لأتعلم ما وصلوا اليه ولأدرك ما لم يدركه باقي الناس غيرهم ولكن
                          دائما وفق الكتاب والسنة .

                          فوجدت الصوفي كغيره من الناس المسلمين العاديين الذين يعبدون الله عن علم بفرق بسيط جدا هو أن المتصوف لابد له
                          من أن يشمر في الطاعة ويجتهد بالليل والنهار ويداوم على ذكر الله تعالى في السر والعلن ثم يمزج بين عبادة الذكر وعبادة
                          التفكر في ملكوت الله تعالى ويصبر على مجاهدة النفس التي تريد أن تشغله بالغفلة واتباع الشهوات والتقاعس والكسل فلا
                          يمتثل لها بل يوجهها الى قراءة القرآن بالليل وحب النوافل والناس نيام ثم التسبيح لله تعالى بما كان يسبح به الأنبياء والرسل ثم التفكر في ملكوت الله واذا استطاع أن يتخلل ذلك بدمعات خشية من الله فلا يندم على ذلك .

                          اذا أصبح واضح أن من سلك هذه الطريق فقد ارتفع شيئا ما عن العوام وأقبل على الله بصدق وبنية حسنة ممتثلا للكتاب
                          والسنة والهدف من ذلك كله هو حب الله والخشية منه كما كان عليه السلف الصالح وكل حسب استطاعته واجتهاده بلا تكلف وبلا رياء وبلا نفاق ثم لا يخبر أحدا على نعمة العبادة التي أصبح يتقلب فيها بتيسير من الله تبارك وتعالى ليتحقق
                          بذلك الاخلاص .

                          فكثرة الذكر ومداومته يجلب حب الله
                          وكثرة التفكر في ملكوت الله تجلب معرفة عظمته سبحانه وتعالى .

                          ومن كان هذا حاله ، وجبت محبة الله له ، واذا ما أحب الله عبدا ، فلا تعلم نفس ما يخفي لهم من فضل ، وما أعطاهم من
                          نعيم في صدورهم ، وهنا في هذه اللحظة بالذات ، يكشف لهم ربهم بابا من العلم ليزدادوا تقربا منه ، وبابا من الملكوت
                          ليحصل لهم اليقين في قلوبهم ، سواء بالمشاهدة بالعين المجردة في اليقظة ، أو في المنام كالرؤيا وما شابه ذلك .

                          قد يقول قائل ما هو هذا الباب من العلم ؟

                          أقول ودائما بحكم تجربتي الشخصية وأقسم على ذلك .

                          مرت بي سنوات وأنا على تلك الحالة التي شرحتها أعلاه ، وبينما أنا في وردي الليلي كعادتي ، اذا بصوت رجل ينبعث
                          من قلبي أسمعه جيدا .

                          حين أقول في الورد .. سبحان الله والحمد لله والله أكبر . يقول صوت الرجل الهاتف .. اعطني الصرف
                          حين أقول في الورد .. لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. يقول صوت الرجل
                          هذه تأتي بالخير كله ..

                          وعندما أقول .. لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين .. يقول صوت الرجل .. مر .. ضم الميم وسكون الراء

                          وكأنني به يعلمني علم التسبيح ، وكثيرا ما كنت أندهش لهذا الأمر الذي أصبح يحصل لي حين ولجت طريق التصوف .
                          وكلما انتابني شيء غريب الا وزدت تشميرا في العبادة والذكر والفكر ، الى أن وجدت نفسي في المنام وجها لوجه مع
                          محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . أتأمله وهو يملأ علي سماء منامي كالقمر عند اكتماله بلحية كثيفة سوداء ، ولله المثل
                          الأعلى .

                          أتدرون كيف أصبحت ساعتها ؟ والله الذي لااله غيره ، أريد أن أغلق فمي من الابتسامة وهو يأبى أن يغلق لأن القلب
                          يبتسم فرحا بهذه البشرى التي جاءت لتوضح لي بأنني في الطريق الصحيح .

                          لم تسعني الدنيا فرحا ، أتدرون من الذي أغلق فمي وأذهب الابتسامة منه وحولها الى حزن دفين ؟

                          أكرمني الله سبحانه وتعالى .. بنظرة مباشرة في تمام اليقظة بملك عظيم من السماء ، غرس عينيه في عيني ومكث طويلا
                          ينظر الي وكنت ساعتها مستلقي على ظهري لكن حين تواجه وجهه بوجهي لم أعد أشعر ساعتها أمن الأحياء أنا أم من الأموات ؟ وكأني دخلت في عالم بين الغيب والشهادة ، تأمل طويلا وتأملت جيدا وكأنه يقول لي أعرفتني ؟ ثم رحل .

                          لا يعلم طوله الا الله ولا عرضه الا الله شديد السواد عينين صفراوين من نور خلق آخر كنت بين يديه كنملة بين يدي فيل
                          ولله المثل الأعلى ...

                          أنا الآن لا أريد سرد ما خصه الله تعالى من سر وأوضعه في عبده الضعيف الفقير اليه وأنا لا زلت أقر بأنني عبد مذنب
                          لا أدعي الاستقامة ولا أدعي معرفة الله .

                          ولكن ما دفعني الى هذا الكلام هو أن أوضح لأخواني الأدباء وكذا القراء أن ما سطروه العلماء في كتبهم أمثال الامام الغزالي والامام ابن القيم وآخرون من العلماء المشهود لهم بالاستقامة والورع والزهد والعلم فهو صحيح فلم يأتوا به من
                          قارعة الطريق وانما أتوا به من حسن عبادتهم لله وحسن خلقهم وحسن التقرب الى الله تعالى .

                          وحري بمن لم يدركه أن لا ينكره ، ولكن فليحسن توكله الى الله والتجرد الى ذكره في السر والعلن والاجتهاد في الطاعة
                          حسب ما تيسر له ويقتفي أثر الخلفاء الراشدين والسالكين الصادقين ثم بعدها فلينظر أصحيح هذا أم هو ادعاد وباطل .


                          أما بخصوص من قالوا أن هذا العلم مجرد شطحات أو وساوس أو زيغ عن الكتاب والسنة فقد قلت لكم مسبقا بأنني لم
                          أشتغل الا بالقرآن وبالأحاديث الصحيحة وبالفقه المعترف به عند سائر الجمهور وأخذت ما يكفيني على سبيل النجاة
                          وأتزود به لكي لا أسقط في بدع ولا ضلال ثم شمرت على ساعد الجد بحسن الاقبال على الله تعالى فوجدت الله عز وجل
                          أقبل علي بما أدهشني وحببني فيه أكثر فأكثر .


                          كما أقول فيمن تقولوا على الامام الغزالي .. فهو يتبوؤ مقعد صدق عند مليك مقتدر وليس هذا ادعاء للغيب وانما كلام حصل بيني وبينه فعلمت قدره وشأنه في الدنيا وفي الآخرة .

                          اذا كخلاصة لهذه المداخلة المتواضعة .

                          العلم اللدني أو علم المكاشفة ، فهو علم صحيح عن طريق التجربة المحضة
                          وهو لا يفيد الدين في شيء ، فالدين كامل من الله ورسوله ، وانما هو يفيد صاحبه ، وصاحبه هو من تجرد لذكر الله
                          وعبادته والتفكر في ملكوته وفقا الكتاب والسنة .

                          وهو عبادة الباطن وترويض القلب على التسبيح والتفكر في الدار الآخرة وكثرة الذكر حتى ينصع صفائه لكي يكون محلا
                          قابلا لنور الله تعالى ، ونور الله لا يهدى لعاصي ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .


                          ولمزيد من التوضيحات فأنا مستعد ان شاء الله لمزيد من الكتابة في هذا الميدان لأنه تخصصي ، ولدي ولله الحمد ما أسكت
                          به العلماء من كشوفات ومشاهدات وما أباهي به الأولياء الربانيين الصادقين ، ومع هذا أقول مازلت في بداية الطريق
                          ومازلت أذنب وأسقط في المعاصي ثم أتوب وأستغفر ، وما زلت أسلك طريقي هذا لأنه صحيح عن تجربة واضحة لا لبس
                          فيها ولا وسوسة ولا خيالات وشطحات ولا ماهو خارج عن الكتاب والسنة والجماعة .


                          أظن أن كلامي واضح لمن يهمه الأمر .

                          فمن لازم المنام فلا يرى سوى الأحلام .

                          تعليق

                          • محمد جابري
                            أديب وكاتب
                            • 30-10-2008
                            • 1915

                            #88
                            المشاركة الأصلية بواسطة العربي بن الصغير مشاهدة المشاركة
                            بسم الله الرحمان الرحيم ...

                            أقسم بالله أن أقول الحق ، ولا شيء سوى الصدق .


                            بخصوص العلم اللدني .. أو علم المكاشفة ..


                            قرأت تدخل السادة الأدباء فيما يخص هذا المجال ، وتبين لي وضوح التباين الذي يتخبطون فيه ، منهم من ينكره ، ومنهم

                            من يدعيه ، ومنهم من يريد حجة ملموسة على صحته ، ومنهم من جزم على أنه شطحات ابليس وجملة من الوساس فلا

                            حاجة له الى دليل .

                            وأنا أقول بحكم التجربة الشخصية التي خضتها وحدي دون شيخ أو عالم .

                            قرأت القرآن وصدقته وأحببت تدبره ، وكنت دائما ما أقرأه في جوف الليل .
                            ثم قرأت الأحاديث النبوية الصحيحة وآمنت بها وحاولت العمل بها قدر المستطاع .
                            ثم قرآت الفقه وفهمت الحلال والحرام والفرائض والأوامر والنواهي وحاولت الامتثال قدر المستطاع .

                            ولما علمت أن الفقه بلا تصوف فسق ، والتصوف بلا فقه زندقة

                            أخذني الفضول الى معرفة معنى كلمة صوفي وماهية الصوفية ؟

                            فقرأت عدة كتب تشرح الصوفية ووجدت عدة فرق ضلت الطريق وانحرفت عن الكتاب والسنة فلا داعي لذكرها ما دامت
                            هذه الفرق باطلة .

                            ثم قرأت كتاب الامام ابن القيم الجوزي .. الفوائد .. فوجدته عصارة عالم متمكن وأردت البحث عن البوابة التي أدخل منها
                            الى هذا العلم الباطني الذي لا أعلم عنه شيء يذكر .

                            فقرأت كتاب .. الامام أبي حامد الغزالي .. احياء علوم الدين .. فوجدته تبحر وغاص في فهم الصوفية وعلمت ساعتها الباب الذي كنت أبحث عنه كمدخل لعالم التصوف بعلم وفق الكتاب والسنة .

                            فشمرت على ساعد الجد وقلت لابد أن أقتحم هذا الباب لأتعلم ما وصلوا اليه ولأدرك ما لم يدركه باقي الناس غيرهم ولكن
                            دائما وفق الكتاب والسنة .

                            فوجدت الصوفي كغيره من الناس المسلمين العاديين الذين يعبدون الله عن علم بفرق بسيط جدا هو أن المتصوف لابد له
                            من أن يشمر في الطاعة ويجتهد بالليل والنهار ويداوم على ذكر الله تعالى في السر والعلن ثم يمزج بين عبادة الذكر وعبادة
                            التفكر في ملكوت الله تعالى ويصبر على مجاهدة النفس التي تريد أن تشغله بالغفلة واتباع الشهوات والتقاعس والكسل فلا
                            يمتثل لها بل يوجهها الى قراءة القرآن بالليل وحب النوافل والناس نيام ثم التسبيح لله تعالى بما كان يسبح به الأنبياء والرسل ثم التفكر في ملكوت الله واذا استطاع أن يتخلل ذلك بدمعات خشية من الله فلا يندم على ذلك .

                            اذا أصبح واضح أن من سلك هذه الطريق فقد ارتفع شيئا ما عن العوام وأقبل على الله بصدق وبنية حسنة ممتثلا للكتاب
                            والسنة والهدف من ذلك كله هو حب الله والخشية منه كما كان عليه السلف الصالح وكل حسب استطاعته واجتهاده بلا تكلف وبلا رياء وبلا نفاق ثم لا يخبر أحدا على نعمة العبادة التي أصبح يتقلب فيها بتيسير من الله تبارك وتعالى ليتحقق
                            بذلك الاخلاص .

                            فكثرة الذكر ومداومته يجلب حب الله
                            وكثرة التفكر في ملكوت الله تجلب معرفة عظمته سبحانه وتعالى .

                            ومن كان هذا حاله ، وجبت محبة الله له ، واذا ما أحب الله عبدا ، فلا تعلم نفس ما يخفي لهم من فضل ، وما أعطاهم من
                            نعيم في صدورهم ، وهنا في هذه اللحظة بالذات ، يكشف لهم ربهم بابا من العلم ليزدادوا تقربا منه ، وبابا من الملكوت
                            ليحصل لهم اليقين في قلوبهم ، سواء بالمشاهدة بالعين المجردة في اليقظة ، أو في المنام كالرؤيا وما شابه ذلك .

                            قد يقول قائل ما هو هذا الباب من العلم ؟

                            أقول ودائما بحكم تجربتي الشخصية وأقسم على ذلك .

                            مرت بي سنوات وأنا على تلك الحالة التي شرحتها أعلاه ، وبينما أنا في وردي الليلي كعادتي ، اذا بصوت رجل ينبعث
                            من قلبي أسمعه جيدا .

                            حين أقول في الورد .. سبحان الله والحمد لله والله أكبر . يقول صوت الرجل الهاتف .. اعطني الصرف
                            حين أقول في الورد .. لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. يقول صوت الرجل
                            هذه تأتي بالخير كله ..

                            وعندما أقول .. لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين .. يقول صوت الرجل .. مر .. ضم الميم وسكون الراء

                            وكأنني به يعلمني علم التسبيح ، وكثيرا ما كنت أندهش لهذا الأمر الذي أصبح يحصل لي حين ولجت طريق التصوف .
                            وكلما انتابني شيء غريب الا وزدت تشميرا في العبادة والذكر والفكر ، الى أن وجدت نفسي في المنام وجها لوجه مع
                            محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . أتأمله وهو يملأ علي سماء منامي كالقمر عند اكتماله بلحية كثيفة سوداء ، ولله المثل
                            الأعلى .

                            أتدرون كيف أصبحت ساعتها ؟ والله الذي لااله غيره ، أريد أن أغلق فمي من الابتسامة وهو يأبى أن يغلق لأن القلب
                            يبتسم فرحا بهذه البشرى التي جاءت لتوضح لي بأنني في الطريق الصحيح .

                            لم تسعني الدنيا فرحا ، أتدرون من الذي أغلق فمي وأذهب الابتسامة منه وحولها الى حزن دفين ؟

                            أكرمني الله سبحانه وتعالى .. بنظرة مباشرة في تمام اليقظة بملك عظيم من السماء ، غرس عينيه في عيني ومكث طويلا
                            ينظر الي وكنت ساعتها مستلقي على ظهري لكن حين تواجه وجهه بوجهي لم أعد أشعر ساعتها أمن الأحياء أنا أم من الأموات ؟ وكأني دخلت في عالم بين الغيب والشهادة ، تأمل طويلا وتأملت جيدا وكأنه يقول لي أعرفتني ؟ ثم رحل .

                            لا يعلم طوله الا الله ولا عرضه الا الله شديد السواد عينين صفراوين من نور خلق آخر كنت بين يديه كنملة بين يدي فيل
                            ولله المثل الأعلى ...

                            أنا الآن لا أريد سرد ما خصه الله تعالى من سر وأوضعه في عبده الضعيف الفقير اليه وأنا لا زلت أقر بأنني عبد مذنب
                            لا أدعي الاستقامة ولا أدعي معرفة الله .

                            ولكن ما دفعني الى هذا الكلام هو أن أوضح لأخواني الأدباء وكذا القراء أن ما سطروه العلماء في كتبهم أمثال الامام الغزالي والامام ابن القيم وآخرون من العلماء المشهود لهم بالاستقامة والورع والزهد والعلم فهو صحيح فلم يأتوا به من
                            قارعة الطريق وانما أتوا به من حسن عبادتهم لله وحسن خلقهم وحسن التقرب الى الله تعالى .

                            وحري بمن لم يدركه أن لا ينكره ، ولكن فليحسن توكله الى الله والتجرد الى ذكره في السر والعلن والاجتهاد في الطاعة
                            حسب ما تيسر له ويقتفي أثر الخلفاء الراشدين والسالكين الصادقين ثم بعدها فلينظر أصحيح هذا أم هو ادعاد وباطل .


                            أما بخصوص من قالوا أن هذا العلم مجرد شطحات أو وساوس أو زيغ عن الكتاب والسنة فقد قلت لكم مسبقا بأنني لم
                            أشتغل الا بالقرآن وبالأحاديث الصحيحة وبالفقه المعترف به عند سائر الجمهور وأخذت ما يكفيني على سبيل النجاة
                            وأتزود به لكي لا أسقط في بدع ولا ضلال ثم شمرت على ساعد الجد بحسن الاقبال على الله تعالى فوجدت الله عز وجل
                            أقبل علي بما أدهشني وحببني فيه أكثر فأكثر .


                            كما أقول فيمن تقولوا على الامام الغزالي .. فهو يتبوؤ مقعد صدق عند مليك مقتدر وليس هذا ادعاء للغيب وانما كلام حصل بيني وبينه فعلمت قدره وشأنه في الدنيا وفي الآخرة .

                            اذا كخلاصة لهذه المداخلة المتواضعة .

                            العلم اللدني أو علم المكاشفة ، فهو علم صحيح عن طريق التجربة المحضة
                            وهو لا يفيد الدين في شيء ، فالدين كامل من الله ورسوله ، وانما هو يفيد صاحبه ، وصاحبه هو من تجرد لذكر الله
                            وعبادته والتفكر في ملكوته وفقا الكتاب والسنة .

                            وهو عبادة الباطن وترويض القلب على التسبيح والتفكر في الدار الآخرة وكثرة الذكر حتى ينصع صفائه لكي يكون محلا
                            قابلا لنور الله تعالى ، ونور الله لا يهدى لعاصي ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .


                            ولمزيد من التوضيحات فأنا مستعد ان شاء الله لمزيد من الكتابة في هذا الميدان لأنه تخصصي ، ولدي ولله الحمد ما أسكت
                            به العلماء من كشوفات ومشاهدات وما أباهي به الأولياء الربانيين الصادقين ، ومع هذا أقول مازلت في بداية الطريق
                            ومازلت أذنب وأسقط في المعاصي ثم أتوب وأستغفر ، وما زلت أسلك طريقي هذا لأنه صحيح عن تجربة واضحة لا لبس
                            فيها ولا وسوسة ولا خيالات وشطحات ولا ماهو خارج عن الكتاب والسنة والجماعة .


                            أظن أن كلامي واضح لمن يهمه الأمر .

                            فمن لازم المنام فلا يرى سوى الأحلام .
                            الأستاذ العربي بن الصغير؛

                            لا داعي للقسم، وقل الحق فمن شاء فليومن، ومن شاء فليكفر.

                            {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} [الكهف : 29]

                            زادك الله فتحا ونورانية، من خلال عرضك ومقالك تبين بأنك دخلت الدار بغير إذن أهلها، وأنت تعلم من خلال ما سردت بأن الصحبة لدى الربانيين شرط أساس في التربية. ومنها تستمد ما يسمى ببركة الصحبة والانتداب المتوارث من الرسول الكريم الذي كان داعيا إلى الله بإذنه.
                            {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} [الكهف : 17]


                            وعلى هذا السر تنقدح عين البصيرة لتر ما يزيد عقيدتك يقينا وثباتا:

                            {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5]لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6]ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7]}

                            ورؤيتك الملائكة هي نتيجةالانصهار والارتباط بالذكر، ففي الحديث:
                            [ لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت ؟ يا حنظلة ! قال قلت : نافق حنظلة . قال : سبحان الله ! ما تقول ؟ قال قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . يذكرنا بالنار والجنة . حتى كأنا رأي عين . فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات . فنسينا كثيرا . قال أبو بكر : فوالله ! إنا لنلقى مثل هذا . فانطلقت أنا وأبو بكر ، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : نافق حنظلة . يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما ذاك ؟ " قلت : يا رسول الله ! نكون عندك . تذكرنا بالنار والجنة . حتى كأنا رأى عين . فإذا خرجنا من عندك ، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات . نسينا كثيرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ! إن لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذكر ، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم . ولكن ، يا حنظلة ! ساعة وساعة " ثلاث مرات] .
                            الراوي: حنظلة بن حذيم الأسدي التميمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2750
                            خلاصة حكم المحدث: صحيح.

                            وسماعك الكلام ورؤيتك الملائكة، طبعا لم تتم عبر الحواس المعروفة من عين، وأذن، وإنما بانقداح نور البصيرة والذي يتأتى للأحياء دون الأموات الذين وصفهم الحديث: [مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت]
                            الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6407
                            خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

                            وبعبارة القرآن الكريم {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

                            أما وقوله لك: " مر" فإن العناية الربانية حفتك لعدم الخروج عن السنة، فالأذكار السنية يجري فيها المرء ما شاء الله له، والأمور المخالفة
                            للسنة تجد من ينبهك ويرشدك، {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التوبة : 115]

                            وما أعظم بشارة من جاءته الملائكة بالبشرى:

                            {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت : 30]نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [فصلت : 31]نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [فصلت : 32]}

                            هنا تفاوتت الهمم، وتمايزت الإرادات...

                            فالله جل علاه علم أنبياءه اليقين على ملكوت السماوات والأرض، فأسلموا وأدعنوا فترى القرآن يصف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله:

                            {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} [هود : 17]

                            {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام : 57]


                            وما العلم كل العلم إلا من عند الله
                            {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الملك : 26]
                            ولا يدرك منها المرء إلا ما شاء الله له:
                            {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء}[البقرة : 255]؛

                            ولهذا نسب للغزالي رحمه قوله حينما توجه لدراسة السحر: "طلبت العلم من عند غير الله فأبى العلم أن لا ينتمي إلا لله."

                            وفي قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ} فالألف اللام تفيد الاستغراق، أي كل العلوم هي من عند الله، ترى فما يتبجح به المتبجحون؟ وما تسابقت الهمم إلا في مزيد بالعلم الرباني والمعرفة عن الطريقين : طريقة العلم الكسبي والعلم الوهبي. وهناك بحور العلم وكل قد غرف ما شاء الله له.

                            وبقي آخرون في منأى وجدال ومشاكسة: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة : 82]والله لطيف بعباده يرزق من يشاء بغير حساب.

                            وأما ما جئت به في قولك: "فمن لازم المنام فلا يرى سوى الأحلام " فاحذر مكر الله، فإن فضله لا يحجر، وكم قرأت لأقوام قولهم : "هناك من يأكل بالأرطال ويشرب بالأسطال وينام الليل وما طال وينتظر الفتح؟" والله سبحانه وتعالى يقول:
                            {ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }[المائدة : 54]}
                            وقد أجاب الله نبيه الكريم بقوله :
                            {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ } [آل عمران : 128]،
                            فإذا كان هذا شأن النبي الأكرم، فكيف بمن هم دونه بكثير؟

                            والرؤى والأحلام طريق من طرق العلم الرباني، ومن أكسبه الله علم تأويل الرؤى فقد حاز خيرا كثيرا ووقي شرا كثيرا، وقد وجدت الجليل جل جلاله قد رفع قول كافر وأصبح قرآنا يتلى لكونه لم يجعل من الرؤى مجرد أضغاث أحلام، وما إصراره إلا من جراء عدم إدخاله العبثية في قانون الله وناموس كونه، وإنما أصر على طلب تأويلها فكانت سبب نجدة البلاد إقتصاديا من مجاعة دامت لبضع سنين.
                            http://www.mhammed-jabri.net/

                            تعليق

                            • ثائر الحيالي
                              عضو أساسي
                              • 03-08-2010
                              • 1894

                              #89
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              ربما تكون زاوية الحوار هنا على إتساعها ضيقة !
                              ولكن سأذكر ما يسر الله لي من الإدراك عن عالم المتصوفة والتصوف
                              في البدء يجب أن نعلم ما هية التصوف دون انحراف عن المقصد ودون تأويل ٍ ينأى بالمتلقي عن الهدف .
                              التصوف هو تلك الرابط الصافية النقية بين قلب العبد وربه الخلاق العظيم .
                              ومتى ما صفى القلب كان مرآة يزداد صفائها في ما ينعكس عليها من أنوار الفتح الرباني
                              وتلك الصفة معنى ً وحقيقة لاتـُنال بالإدعاء ولا تتناوب بين العلن والخفاء فلكل إنسان خطه ُ وطريقتهُ
                              فطرق الوصول لمخ العبادة ميسرة لأن عدد طرق الله بعدد طرق خلقه .
                              وما تميز من الطرق فهو نتاج فتح الخصوص وخصوص تحصيل العموم لمن كان الله سبيله للوصول إلىاليقين وعين اليقين !
                              وليعلم المشكك في منهج التصوف أن مجمل سلوك ومجاهدة السالك هي إقتفاء أثر السلف الصلح
                              للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وأفضل الصلاة على خاتم النبيين محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .
                              المفارقة التي تقود إلى الإشتطاط هي حالة النقل الظاهر للعلوم وما يمكن أن يُحرف عن مقصده .
                              هنا تبرز ماهية العلم اللدني ..وشيخ الطريقة الحق المطلع على علم اللدن هو من يقود المريد
                              لله وبالله وعلى الله .فما كان من الزيغ سيكشفه علام الغيوب وما كان من الخالق العليم الكريم
                              فهو حقيقة اليقين .
                              وسأضرب مثلا ً مُبسطا ً حول الأمر ..
                              لو قال قائل أن النار حرارة .وان الثلج برودة ..
                              سيحفز الوعي الإنساني والمعرفي حالة التصور للإنبثاق في تلك اللحظة كأمر مسلم به .
                              لكن هل النار ذات خط قياس ثابت .؟ وهل نسبة درجة برودة الثلج في ثبات ؟
                              ولتكن الصورة مُبسطة أكثر ,, هل من لمس النار ..ومن لمس الثلج حقيقة بدرجاتها القصوى
                              يدرك عمق الألم من متضادين بنفس النسبة ..كما يتصور المُتلقي دون تجربة ذلك ؟
                              التصوف هو ذات التصور ..لايمكن لإنسان أن يحيط بعلم أعجز في مرحلة منه ُ حتى مدارك العارفين
                              ورحم الله العبد الصالح النفري وهو من متصوفى القرن الثاني الهجري حين قال ( إذا إتسعت الرؤيا ضاقت العبارة )
                              خلاصة القول ..
                              لا العلاقة بين العبد والمعبود ولا العلاقة بين المتصوف والرب المقصود هي مجال مماحكة
                              كلامية ..أو إستدلال ٍ بظاهر نص قرآني أو حديث ٍ نبوي شريف سنيّ ..دون العلم ببواطن الكلمات
                              وسبحان الظاهر والباطن وسبحان الذي لا يُحد علمه ولا يُدرك شأنه ..
                              لكنه فتح الهي رباني يناله بلطف لطائف اللطيف من كان بتوفيق الله سليم الوسيلة والمقصد .
                              وخير ما اختم به متواضع ما يسر الله لي كتابته إرتجالا ً ..الصلاة على الحبيب..
                              اللهم صلي على نبينا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ضهوره عدد من مضى من خلقك
                              ومن بقى ومن سعد منهم ومن شقى صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد صلاة لاغية لها ولامنتهى
                              ولا إنقضاء ..صلاة دائمة بدوامك وعلى آاله وصحبه وسلم تسليما ً مثل ذلك ..
                              أستغفر الله لي ولكم

                              محبتي
                              [CENTER][url=http://www.iqpic.com/uploads/images/iqpic23260c838b.jpg][img]http://www.iqpic.com/uploads/images/iqpic23260c838b.jpg[/img][/url][/CENTER]

                              تعليق

                              • محمد جابري
                                أديب وكاتب
                                • 30-10-2008
                                • 1915

                                #90
                                المشاركة الأصلية بواسطة ثائر الحيالي مشاهدة المشاركة
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                ربما تكون زاوية الحوار هنا على إتساعها ضيقة !
                                ولكن سأذكر ما يسر الله لي من الإدراك عن عالم المتصوفة والتصوف
                                في البدء يجب أن نعلم ما هية التصوف دون انحراف عن المقصد ودون تأويل ٍ ينأى بالمتلقي عن الهدف .
                                التصوف هو تلك الرابط الصافية النقية بين قلب العبد وربه الخلاق العظيم .
                                ومتى ما صفى القلب كان مرآة يزداد صفائها في ما ينعكس عليها من أنوار الفتح الرباني
                                وتلك الصفة معنى ً وحقيقة لاتـُنال بالإدعاء ولا تتناوب بين العلن والخفاء فلكل إنسان خطه ُ وطريقتهُ
                                فطرق الوصول لمخ العبادة ميسرة لأن عدد طرق الله بعدد طرق خلقه .
                                وما تميز من الطرق فهو نتاج فتح الخصوص وخصوص تحصيل العموم لمن كان الله سبيله للوصول إلىاليقين وعين اليقين !
                                وليعلم المشكك في منهج التصوف أن مجمل سلوك ومجاهدة السالك هي إقتفاء أثر السلف الصلح
                                للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وأفضل الصلاة على خاتم النبيين محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .
                                المفارقة التي تقود إلى الإشتطاط هي حالة النقل الظاهر للعلوم وما يمكن أن يُحرف عن مقصده .
                                هنا تبرز ماهية العلم اللدني ..وشيخ الطريقة الحق المطلع على علم اللدن هو من يقود المريد
                                لله وبالله وعلى الله .فما كان من الزيغ سيكشفه علام الغيوب وما كان من الخالق العليم الكريم
                                فهو حقيقة اليقين .
                                وسأضرب مثلا ً مُبسطا ً حول الأمر ..
                                لو قال قائل أن النار حرارة .وان الثلج برودة ..
                                سيحفز الوعي الإنساني والمعرفي حالة التصور للإنبثاق في تلك اللحظة كأمر مسلم به .
                                لكن هل النار ذات خط قياس ثابت .؟ وهل نسبة درجة برودة الثلج في ثبات ؟
                                ولتكن الصورة مُبسطة أكثر ,, هل من لمس النار ..ومن لمس الثلج حقيقة بدرجاتها القصوى
                                يدرك عمق الألم من متضادين بنفس النسبة ..كما يتصور المُتلقي دون تجربة ذلك ؟
                                التصوف هو ذات التصور ..لايمكن لإنسان أن يحيط بعلم أعجز في مرحلة منه ُ حتى مدارك العارفين
                                ورحم الله العبد الصالح النفري وهو من متصوفى القرن الثاني الهجري حين قال ( إذا إتسعت الرؤيا ضاقت العبارة )
                                خلاصة القول ..
                                لا العلاقة بين العبد والمعبود ولا العلاقة بين المتصوف والرب المقصود هي مجال مماحكة
                                كلامية ..أو إستدلال ٍ بظاهر نص قرآني أو حديث ٍ نبوي شريف سنيّ ..دون العلم ببواطن الكلمات
                                وسبحان الظاهر والباطن وسبحان الذي لا يُحد علمه ولا يُدرك شأنه ..
                                لكنه فتح الهي رباني يناله بلطف لطائف اللطيف من كان بتوفيق الله سليم الوسيلة والمقصد .
                                وخير ما اختم به متواضع ما يسر الله لي كتابته إرتجالا ً ..الصلاة على الحبيب..
                                اللهم صلي على نبينا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ضهوره عدد من مضى من خلقك
                                ومن بقى ومن سعد منهم ومن شقى صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد صلاة لاغية لها ولامنتهى
                                ولا إنقضاء ..صلاة دائمة بدوامك وعلى آاله وصحبه وسلم تسليما ً مثل ذلك ..
                                أستغفر الله لي ولكم

                                محبتي
                                الأستاذ ثائر؛

                                كلام جميل ومعقول؛ وما أنكره عليك حقا هو تبرمك عن دليلي الكتاب، والسنة، وتجلى ذلك بصفة أكبر في الصلاة على النبي بالصيغة التي جئت بها.
                                فلا بد للأذكار من سبيل الاتباع للسنة الشريفة المطهرة. والتقيد بالأعداد المحددة، لا يتجاوزها المرء، والمحجة اللاحبة للسنة المطهرة هي عاصمة من الانحراف؛ إذ كل ابتداع يجد الجذب سبيله، ويقصيه من حلبة الربانيين، إلى هامش المجاذيب، الذين سلبت عقولهم. وما غاية المرء آنئيذ؟. - وانظر يرحمك الله، إلى كل الزوايا التي تبيح الذكر باسم المفرد والأسماء الحسنى على غير سنة شريفة مطهرة، كم تجد من بينها من المجاذيب؟ وهل استطاع أحد الشيوخ انقاذهم مما أصبحوا فيه؟-
                                http://www.mhammed-jabri.net/

                                تعليق

                                يعمل...
                                X