المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري
مشاهدة المشاركة
فلننهي مبحث صحة معتقد المتصوفة، من تخاطر وتناسخ واتحاد وحلول وعلم لدني وكشوفات وفيوضات وربانيات ، فلنكمل أصل الأصول التي بدونها يحرم الوصول إلى الله قبل شريعته ،فكيف بمن انحرف عن الدين العتيق, والأمر الأول, والسنة القديمة, والمحجة البيضاء, والطريق المستقيم , والسبيل السوي، علينا التوقف هنا لإكمال البحث حول عقائد المتصوفة
أما فيما يخص قولك:
فهل أحكام الله تخاطب الذوق؟ أم تخاطب العقل؟ وهل التذوق والإستحسان والاستلذاذ والاستمتاع هو المدار الذي تدور عليه أفعال الربانيين أم هو التدبر والإدكار وإعمال العقل بالنظر في النقل!!!!
وهل هناك في نقولك عن أحد المتصوفة ما يدحض مقالات ابن عربي، إنه يبرر أقواله بقوله إنما أنكر المنكرون عليه خوفا من فتنة أقواله، فلمَ لم يقع هذا من المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولمَ لم ينكر عليه أصحابه رفقا بضعفاء الفهم من المشركين،أم أنها كانت فعلا فتنة فاتنة حادثة في الدين والملة قالها ابن عربي،وقال شرا منها حين وحّدا الخالق بالخلق وأنهما شيئا واحدا ،وأن التعدد في الواقع ماهو سوى تعدد في شكل الوجود لا في ذات الموجود، وأن الوجود صورة تجلي الله تعالى حين قال:
يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلقه جامع
تخلق مالا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيّق الواسع
وإلى نفس الأمر ذهب الحلاج فقال:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا *** نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرته أبصرتني *** وإذا أبصرتني أبصرتنا
فالقول بحلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني ومبدأ الإشراق والفناء في الله، ربما هو ماأوحى لبعضهم بالتعالي بالعلم اللدني والمعرفة المطلقة ، وأنهم يعرفون مالا يعرفه السواد الأعظم من الأمة، وهاأنت هنا ترفع لواء الفهم اللدني وتنسحب عن المحاججة ، وتمزق وحدة الموضوع، وتفتح له سبلا عدة لتشتت الفكرة التي تؤطره ، رغم أنني رأيتك في الكثير من الحوارات تحاول إمساك دفة الحوار للسيطرة على مفاصل الموضوع وتوجيهه حتى لا يخرج عن الهدف المقصود، في مجاهيل التذوقات بعيدا عن المنهجية العلمية، وأنا منهجي وملتزم بأدب الحوار، والمتصفح هنا لتمحيص عقائد غلاة المتصوفة الذين تصفهم بالربانيين أصحاب الإشراق والغنوصية والعرفان وشنشنات علم الكلام، وفي الحقيقة وأصدقك القول: أنا لست في حاجة لمعرفة عقائد المتصوفة وخاصة الغلاة، بل ما أهدف له هنا هو محاولة تلمس هذا العلم اللدني الذي اختصك به ربّ العباد وحدك في الملتقى وجعلك تتهم غيرك بكبر وتعالي: [لا تعترض طريق الرجال، إن كنت عالما ،إن كنت في مستوى ماتدعيه، وكل المزايدات بالرجولة والفحولة وغيرها]، هذا الذي أتتبعه في صوفي عصره، عازما على مسك هذا الفكر الذي ترى أهله كما قلت:
فوجدت نفسي تتوق لمعرفة تلك الرموز والحروز والإشارات وفك طلاسم المصطلحات المبثوثة في زوايا الملتقى الذي تدير دفته، وأقر أنني لست ذواقا، كما أنني لا أمنع عن غيري النقل عن خيرة الرجال، وأبيح لنفسي النقل عن المتصوفة بحجة فارق الزمان ، رغم أن الفارق الزمني يشمل الجميع، بل والبون شاسع بين المتقدم والمتأخر، ورغم أن نقل المعترض ليس فيه من شاهد إلا كما في السراب للعطشان،
فلتبقى هنا، ولا تطل الغياب، ولنبقى في صلب الموضوع، وهو العلم اللدني الذي يعرفه المتصوفة دون غيرهم من سواد الأمة، ونريد أن نعرف:
-*- هل تخصيص المتصوفة بهذا العلم يلزمهم مايلزم غيرهم من المسلمين مما ورد في الكتاب والسنة؟ أم هم في حل من مصدري الوحي؟ خصوصا وقد قرأنا لبعضهم أنهم في مدارج السلوك والعرفان يصلون إلى مرحلة سقوط التكليف؟ ونحن البسطاء في الفهم وجدنا " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فسلمنا وآمنا.
-*- وهل العلم اللدني يُنال بالوحي أم بالحلم، أم دون هذا وذاك ، فقط بالذائقة والذوق، وإن كان ينال بالتذوق فهل هذا التذوق منضبط وواحد أم أنه يختلف؟ وإن كان واحدا فلم تفرق المتصوفون إلى فرق عدة وطرق قددا.
-*- ماهي أصول هذا العلم وضوابطه؟؟ ولم لم يدوّنه السابقون، هل لأنه سري للغاية!!؟ أم لأنه غير موجود، خصوصا وقد دوّن المتصوفون الكثير من المقولات التي صادمت العقيدة الوسطية، فما الذي منعهم إن كان هذا العلم موجودا من تدوينه ليقرأه مريدوه، ومع عدم تدوينه فمن أين يستقي المريدون في عصرنا تعاريف ومفاهيم ذلك العلم؟؟؟؟
-*- هل كان للمصطفى عليه الصلاة والسلام علمه اللدني أيضا!!! وأين وضعه؟؟ أفي الكتاب أم في السنة؟؟؟ وإن كان موجودا في المصدرين فكيف غفلت عنه الأمة؟؟؟؟ وإن لم يكن موجودا في القرآن والسنة فأين وضعه، وإن أعطاه للبعض وأخفاه عن البعض فكيف يستقيم حاله مع قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم و أتمتت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا".
وسنواصل الأسئلة وعليك أن تمنحنا الأجوبة لنكون على بينة من ربنا
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما فيما يخص قولك:
وذكر الشعراني في اليواقيت والجواهر ص 10 أن الشيخ عز الدين ابن عبد السلام كان يقول : " ما وقع إنكار من بعضهم على الشيخ (ابن عربي) إلا رفقا بضعفاء الفقهاء، الذين ليس لهم نصيب تام من أحوال الفقراء خوفا أن يفهموا من كلام الشيخ أمرا لا يوافق الشرع فيضلوا. ولو أنهم صحبوا الفقراء لعرفوا مصطلحهم وأمنوا من مخالفة الشريعة". وهذا شيء مسلم فلكل العلوم مفاتيحها ومصطلحاتها، وبخاصة عند الصوفية الذين يكتمون هذه العلوم عن غير أهلها كي لا يكون فتنة لهم، فتراهم يبتكرون مصطلحات ويشيرون إشارات ما يفقهها إلا من ذاق ذوقهم وخبر مجالهم. وما لنا وللشيخ فالحق يعرف بدليلي الكتاب والسنة لا غير، لا بمواقف الرجال.
وهل هناك في نقولك عن أحد المتصوفة ما يدحض مقالات ابن عربي، إنه يبرر أقواله بقوله إنما أنكر المنكرون عليه خوفا من فتنة أقواله، فلمَ لم يقع هذا من المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولمَ لم ينكر عليه أصحابه رفقا بضعفاء الفهم من المشركين،أم أنها كانت فعلا فتنة فاتنة حادثة في الدين والملة قالها ابن عربي،وقال شرا منها حين وحّدا الخالق بالخلق وأنهما شيئا واحدا ،وأن التعدد في الواقع ماهو سوى تعدد في شكل الوجود لا في ذات الموجود، وأن الوجود صورة تجلي الله تعالى حين قال:
يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلقه جامع
تخلق مالا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيّق الواسع
وإلى نفس الأمر ذهب الحلاج فقال:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا *** نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرته أبصرتني *** وإذا أبصرتني أبصرتنا
فالقول بحلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني ومبدأ الإشراق والفناء في الله، ربما هو ماأوحى لبعضهم بالتعالي بالعلم اللدني والمعرفة المطلقة ، وأنهم يعرفون مالا يعرفه السواد الأعظم من الأمة، وهاأنت هنا ترفع لواء الفهم اللدني وتنسحب عن المحاججة ، وتمزق وحدة الموضوع، وتفتح له سبلا عدة لتشتت الفكرة التي تؤطره ، رغم أنني رأيتك في الكثير من الحوارات تحاول إمساك دفة الحوار للسيطرة على مفاصل الموضوع وتوجيهه حتى لا يخرج عن الهدف المقصود، في مجاهيل التذوقات بعيدا عن المنهجية العلمية، وأنا منهجي وملتزم بأدب الحوار، والمتصفح هنا لتمحيص عقائد غلاة المتصوفة الذين تصفهم بالربانيين أصحاب الإشراق والغنوصية والعرفان وشنشنات علم الكلام، وفي الحقيقة وأصدقك القول: أنا لست في حاجة لمعرفة عقائد المتصوفة وخاصة الغلاة، بل ما أهدف له هنا هو محاولة تلمس هذا العلم اللدني الذي اختصك به ربّ العباد وحدك في الملتقى وجعلك تتهم غيرك بكبر وتعالي: [لا تعترض طريق الرجال، إن كنت عالما ،إن كنت في مستوى ماتدعيه، وكل المزايدات بالرجولة والفحولة وغيرها]، هذا الذي أتتبعه في صوفي عصره، عازما على مسك هذا الفكر الذي ترى أهله كما قلت:
يبتكرون مصطلحات ويشيرون إشارات ما يفقهها إلا من ذاق ذوقهم وخبر مجالهم.
فلتبقى هنا، ولا تطل الغياب، ولنبقى في صلب الموضوع، وهو العلم اللدني الذي يعرفه المتصوفة دون غيرهم من سواد الأمة، ونريد أن نعرف:
-*- هل تخصيص المتصوفة بهذا العلم يلزمهم مايلزم غيرهم من المسلمين مما ورد في الكتاب والسنة؟ أم هم في حل من مصدري الوحي؟ خصوصا وقد قرأنا لبعضهم أنهم في مدارج السلوك والعرفان يصلون إلى مرحلة سقوط التكليف؟ ونحن البسطاء في الفهم وجدنا " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فسلمنا وآمنا.
-*- وهل العلم اللدني يُنال بالوحي أم بالحلم، أم دون هذا وذاك ، فقط بالذائقة والذوق، وإن كان ينال بالتذوق فهل هذا التذوق منضبط وواحد أم أنه يختلف؟ وإن كان واحدا فلم تفرق المتصوفون إلى فرق عدة وطرق قددا.
-*- ماهي أصول هذا العلم وضوابطه؟؟ ولم لم يدوّنه السابقون، هل لأنه سري للغاية!!؟ أم لأنه غير موجود، خصوصا وقد دوّن المتصوفون الكثير من المقولات التي صادمت العقيدة الوسطية، فما الذي منعهم إن كان هذا العلم موجودا من تدوينه ليقرأه مريدوه، ومع عدم تدوينه فمن أين يستقي المريدون في عصرنا تعاريف ومفاهيم ذلك العلم؟؟؟؟
-*- هل كان للمصطفى عليه الصلاة والسلام علمه اللدني أيضا!!! وأين وضعه؟؟ أفي الكتاب أم في السنة؟؟؟ وإن كان موجودا في المصدرين فكيف غفلت عنه الأمة؟؟؟؟ وإن لم يكن موجودا في القرآن والسنة فأين وضعه، وإن أعطاه للبعض وأخفاه عن البعض فكيف يستقيم حاله مع قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم و أتمتت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا".
وسنواصل الأسئلة وعليك أن تمنحنا الأجوبة لنكون على بينة من ربنا
وبعدها ننتقل حيث تريد للجدل الأصولي الفقهي لكن قبلها لتكن أصول العقيدة مغربلة هنا على هدى من العقل والنقل لا غير.
لأن النقاش علمي رصين والقضية قضية عقيدة عرفتها العجائز في نيسابوروفي كل القرى والمداشر عبر التاريخ، وعرفتها حتى صبيّة كانت ترعى غنم معاوية بن الحكم السلمي في مراعي الجزيرة دون أن تكون على هذا القدر العالي الرفيع المترفع من العلم اللدني.والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تعليق