يظهر صاحب الموضوع على حق
فاليوم الأحد
أحد خيبة وفشل عليك ياعبده يا حمار

السبب بسيط أستاذ محمد ، القريبون من واقع الحدث في سورية ، وخاصة الذين عايشوا الأحداث عبر عشرين سنة أو أكثر ، يعرفون تفاصيل يومية هامة للغاية ولكن لا يعرفها من هم خارج سورية ، وسأعطيك مثالا بسيطا للغاية

قبل بشار الأسد كان الناس يسمعون أخبار حزب البعث مع الإفطار وفي المدرسة وبعد الغداء ومع العشاء ، خلال حكم بشار الأسد لم يعد للحزب وجود حتى إعلاميا ، تخيل أن أعضاء القيادة في هذا الحزب ماتوا جميعا عدا شخص واحد ثمانيني أسمه "عبدالله الأحمر" ولم يعين بشار الأسد أي عضو جديد منذ توليه الحكم ، بينما لا يزال الناس خارج سورية يعتقدون أن حزب البعث موجود وأنه يرسم الحياة السياسية والإقتصادية ، لماذا ياترى ؟ ، ببساطة لأنهم لم يستندوا في معلوماتهم إلى الواقع ، الواقع الذي تغير كثيرا دون أن يحس الناس خارج سورية بذلك

منذ ما يقرب من ثلاث سنوات زارني صديق قديم غادر سورية لمدة 17 عاما متصلة وعندما دعوته لصلاة الظهر في مكان عملي سألني باستغراب ، هل سيرانا أحد ، فضحكت وتذكرت أيام الجامعة عندما كنا نتظاهر بالدراسة ونقضي صلاتنا جلوسا خوفا من أن نتهم بأننا "مخربون" ، وقلت له بعد أداء الإقامة "زمان أول تحول" وصلينا وسلمنا وهو غير مصدق

على كل حال لي مشاركة سابقة طويلة تشرح الكثير من هذه النقاط التي لا تبدو واضحة من بعيد ولكنها واضحة من قريب ، وفصلت هناك كيف يقوم القريبون بفصفصة النظام إلى أجزاء منفصلة ، بل وإلى أشخاص منفصلين ، ويعرفون من هو مع مصلحتهم ومن هو ضد مصلحتهم ، وشرحت فيها أقسام النظام ( النظام السياسي والنظام المالي والنظام الديني والنظام الأمني والنظام العسكري ) وأقسام الأقسام أيضا وشرحت رأي معظم الناس في كل قسم منهم ، وإن أحببت أستاذي الكريم يمكن لي نسخ هذه المشاركة هنا

قرأت مقالا من الأنترنت ذات مرة بعنوان "لماذا يحب الشعب السوري بشار الأسد" يمكن لك البحث عنه وقرائته وعلى الأغلب ستجد عشرات النسخ منه ، صحيح أنه طويل نوعا ما ولكن من المفيد أن تقرأه

وبالمناسبة كل ما يطالب به المتظاهرون هو ذات ما يطالب به المؤيدون أيضا ، الفرق هو في الأسلوب ، المعارضون بعضهم يقول أن الحل هو ثورة شاملة وبعضهم يقول أن الحل هو تدخل غربي ، أما المؤيدون فيقبلون بوعود الرئيس ويثقون به بل ويثقون أن بشار الأسد وكما قام ، بكل هدوء وبدون مشاكل ، بإزاحة أهم رموز الفساد في الطبقة الفاسدة القديمة فهو قادر على السير بسورية ضمن حل مرض للجميع بإذن الله

.
.
فإنني أنتقل إلى الإجابة عن الشق الآخر وهو مدى أحقية من هم غير سوريون بالتدخل في الشأن السوري فأقول

المنطق أن حق التدخل غير ذي صلة بجغرافية وتاريخ المتدخل بقدر ما هو متصل بمدى معلوماته عما يحدث على الأرض ولا يكفي أن أكون مصريا عاش في ظلم نظام حسني مبارك "فرضا" ، وأقول فرضا مع أن معلوماتي تؤكد درجة الظلم الفادح بمصر الدولة والشعب التي مارسها عبر ثلاثين عاما ، أعود وأقول لا يكفي شعوري تجاه الحكم في مصر كي أبرر إسقاط مشاعري تلك تجاه أي نظام آخر ، لا بد من وجود معلومات صلبة ومتينة لا تقبل الشك والتأويل ومن أرض الحدث ذاته ، لذا يمكن لمن يملك المعلومات أن يشارك وبغض النظر عن تأييده أو معارضته ، بالمقابل من الصعب جدا وجود نقاش جدي ومفيد مع من يبدأ التدخل وليس له مثل هذه المعلومات
.
.
وشكرا