حواش لغوية وما أشبه ذلك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #61
    أهلا وسهلا بك أخير الكريم، وشكرا على كلامك الطيب. سألت سلمك الله:

    1. كيف توصلتم إلى فرضية أن اللغة العربية احتفظت بمعظم حروف هذه اللغة الام دون سائراللغات الساميات الاخرى، لماذا لا تكون شين السريانية هي الأصل بدل السين العربية مثلا؟

    هذه ليست فرضية، هذه حقيقة علمية تثبتها عوامل كثيرة أهمها:

    القوانين الصوتية المضطردة التي تثبت هذه الحقائق العلمية، وهذا أمر يطول شرحه.
    اضطراد هذه الأصوات في لغات سامية قديمة التدوين (مثل الأوغاريتية).
    ورود الحالات الصرفية والنحوية وكذلك الإعراب في الأكادية التي دونت ابتداء من مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد بصورة شبه مطابقة للظواهر اللغوية في العربية، مما يثبت قدم العربية حتى على الأكادية.
    احتواء معجم العربية على كل الجذور السامية الموجودة في اللغات السامية تقريبا.

    2. كيف تعتبر عربية الجنوب وعربية الشمال كلتاهما عربية؟ مع ان اللغات المحكية في الجنوب يظهر انها تختلف اختلافا كبيرا مع "عربية الشمال"؟

    عربية الجنوب عربية وعربية الشمال عربية هكذا سماهما أهلهما وهكذا يسميهما جميع المتخصصين فيهما. والاختلاف بينهما نسبي (يعني: مثل الفرق بين لهجة فاس، ولهجة بغداد)، فأين العجب؟

    3. هل اللهجات العربية الموجوده في الجزيرة العربية مثل اللهجة الخليجية او النجدية او العمانية هي بقايا لغات عربية قديمة اندثرت - مثلما ان اللهجة الشامية تأثرت بالسريانية؟ وسبب سؤالي هو ان الحفريات التي تمت في دولة الامارات - في العين وجزيرة صير بني ياس ومنطقة الصفوح (مرسى دبي حاليا) بشكل خاص - اثبتت ان المنطقة مسكونة منذ ما يزيد عن ال3000 سنة، فلا بد ان تلك الشعوب الغابرة القاطنة في هذه المناطق كانت إما عربية اصلا تحدثت بلهجة عربية معينة او لغة اخرى امتزجت مع العربية الحديثة فولدت هذه اللهجات.

    الجزيرة العربية هي موطن القبائل السامية الأصلي بالإجماع (تقريبا). فأي قبيل كان يسكن فيها كان عربيا. ولو نقب في الجزيرة لوجدت أوابد تعود إلى أبعد من 3000 قبل الميلاد (هذا ظن تؤيده القرائن العلمية). إن لهجات اليمن متأثرة باللهجات الجنوبية البائدة مثل السبئية والقتبانية والحضرمية والحميرية الخ. ولا يقول أحد بالامتزاج خصوصا وأن العربية احتفظت بكافة الخصائص اللغوية السامية والأصوات الأصلية حتى يومنا هذا وهذا يدل على عزلة نسبية أو على الأقل عدم الاختلاط باستثناء أصحاب التجارة وسكان الشواطئ.

    وتحية طيبة.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • الدكتور مروان
      أديب وكاتب
      • 09-01-2008
      • 301

      #62
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
      [align=justify][align=center]آباء الكنيسة والمرأة![/align]
      من المشهور أن المسيحية عموماً تعتبر المرأة سبب الخطيئة الأزلية والمسبب المباشر لطرد آدم من الجنة. ومن المعروف أيضاً أن العقيدة المسيحية تعتبر الخطيئة الأزلية خطيئة متوارثة ولا يتخلص الانسان منها ومن عواقبها إلا بالإيمان بالمخلص وهو المسيح الذي افتدى العالم بدمه وخلصه من الخطيئة الأزلية. وجعل هذا الاعتقاد آباء الكنيسة (القديس أغسطين، أنسلموس، ترتليانوس وغيرهم) يعتبرون المرأة السبب المباشر في سفك دماء المسيح. فالمرأة هي المسؤولة عن طرد الانسان من الجنة من جهة، وعن صلب المسيح في العقيدة المسيحية من جهة أخرى. ولقد جعل هذا الاعتقاد آباء الكنيسة الأوائل يعتقدون أن المرأة كائن حيواني بدون نفس ناطقة تضمحل وتتلاشى بعد الموت ولا تبعث يوم القيامة. وعلى الرغم من التطور الكبير الذي عرفه وضع المرأة في الغرب بعد الثورة الفرنيسة فإن شيئاً من هذا الاعتقاد لا يزال موجوداً في أوساط الكنيسة الكاثوليكية في الغرب. وهذا هو السبب الذي يجعل الكنيسة الكاثوليكية تبعدها من أي وظيفة دينية باستثناء الرهبنة التقليدية.

      ـــــــــــــــــــــــــــــ

      أخذت الخلاصة أعلاه من المصادر التالية:

      1. القديس أغسطين، كتاب Enchiridion، أمستردام، 1930؛
      2. القديس أغسطين، كتاب De Genesi ad litteram imperfectus liber ، لايدن 1930؛
      3. القديس ترتليانوس، كتابDe Cultu Feminarum ، أمستردام – أنتورب، 1955. يقول فيه (صفحة 23) مخاطباً المرأة: "ألا تعلمين أنك حواء؟! أنت باب الشيطان! أنت مدنسة الشجرة السماوية! أنت أول آبقة من شرع الله! أغويت الرجل الذي لم يكن بمقدور حتى الشيطان إغواؤه ... بسهولة مطلقة أسقطت صورة الله [الانسان]! لقد تسببت فعلتك، التي تستحقين الموت لأجلها، في موت ابن الله على الصليب".
      4. كتاب "مطرقة الشريرات"Malleus Maleficarum ، وهو كتاب مجهول المؤلف صدر سنة 1486 وأصبح دستور محاكم التفتيش. يقول (الجزء الأول، الفقرة 6): "إن مصدر كل الشرور هو الشهوة النسائية التي لا تُشبع! فتبارك الله العظيم الذي طهر الرجل من بلية كهذه! إن طهور الرجل [اقرأ: المسيح] من هذه البلية كان بفضل استعداده لتحمل الآلام لأجلنا وافتدائنا بدمائه، لذلك وُهب هذا الامتياز". [/align]
      لقد أبدعت أخي الكريم الأديب اللبيب الباحث
      الدكتور عبد الرحمن
      ولذلك عشت متمتعا في رحاب هذه الصفحات
      بما فيها من تميز وإبداع
      بوركت ، وبورك المداد والقلم
      والحديث ذو شجون
      فاسمح لي ياغالي بهذه الإضافة ..


      إنهم في شرعهم وجاهليتهم يقولون :
      إنه لا بد أن تتخلص المرأة (طبعا فى المسيحية ) من أنوثتها ليتم خلاصها فى الآخرة:


      يقول اللواء أحمد عبد الوهاب :
      (على الرغم من أن الكنيسة فى الغرب قد لا تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ، فقد كان اللاهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجلاً شرفياً. لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) .


      ولذلك نجد القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) الذي يعتبر أن (الروح نقيض للجسد) وأن (الجسد شر).

      ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح :
      (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد).

      الأمر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ، لأنها الجسد الشرير ، ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب: لذلك "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "

      ولذلك: (ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)

      ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)

      ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"

      ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)

      لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

      لذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)

      لذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)

      لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)

      لذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً ، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر ، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

      لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)

      لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ، أما إذا لم نمتنع: حسناً فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)

      ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا يقومون بتبادل الزوجات ، كما لو كانت المرأة عندهم من الدواب !!!

      وجزاك الله خيرا

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #63
        [align=justify]شكرا جزيلا على مرورك العطر، وتعقيبك المفيد أخي الحبيب، الدكتور الفاضل مراون، هلا وغلا بك.

        والباحث في أدبيات القوم يجد أقوالا أشد حدة مما ذكر في هذه الصفحة لأن اللاهوت المسيحي كان يعتبر المرأة بدون نفس ناطقة ويقول باضمحلالها وتلاشيها بعد الموت مثل الحيوان الذي أشركوها معه في النفس الحيوانية غير الناطقة.

        كان أرسطو يعتبر الرجل معيارا لأن ذلك مذهب قدامى اليونان الذين كان أكثرهم من المثليين والصبينجية لذلك اقتصروا في معظم فنونهم التصويرية على تصوير الرجل عاريا دون المرأة التي كانوا يعتبرونها ـ بعكس الرجل ـ قبيحة الهيئة منكرتها!

        أما تبادل الزوجات فهذا منتشر في كل دول الغرب، وفي بلجيكا أيضا حيث هنالك نواد لذلك .. والحق يقتضي القول إن أكثر من يفعل ذلك في الغرب هم ممن لا يحسبون على المسيحية أو على المحافظين في الغرب بل هم من ملاحدة الطبقات الدنيا والوسطى فيه.

        آنسك الله ولا حرمنا من مرورك العطر المفيد على الدوام.[/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • الدكتور مروان
          أديب وكاتب
          • 09-01-2008
          • 301

          #64
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
          [align=justify]شكرا جزيلا على مرورك العطر، وتعقيبك المفيد أخي الحبيب، الدكتور الفاضل مراون، هلا وغلا بك.

          أما تبادل الزوجات فهذا منتشر في كل دول الغرب، وفي بلجيكا أيضا حيث هنالك نواد لذلك .. والحق يقتضي القول إن أكثر من يفعل ذلك في الغرب هم ممن لا يحسبون على المسيحية أو على المحافظين في الغرب بل هم من ملاحدة الطبقات الدنيا والوسطى فيه.

          آنسك الله ولا حرمنا من مرورك العطر المفيد على الدوام.[/align]
          [align=center]شكرا لك أخي الحبيب الفاضل المفضال الدكتور عبد الرحمن
          وطالما أن القوم بهذه الحيوانية الجاهلية
          إذن ..
          لماذا لانفتح هنا صفحة حول هذه القضية
          نكشف بها زيفهم ، ونعري فيها أجسادهم الخنزيرية
          ونحن نعاني من هجمة شرسة كاذبة مفتعلة
          للهجوم على الإسلام وأهله ولغته وقرآنه بل
          تجاوزت بهم الوقاحة إلى رب العزة
          وخاصة هؤلاء الحاقدين من أقباط مصر
          ومن لاذ بأمريكا ؛ ( وجعلوا لهم هناك منتدى قبطيا) !!!
          ليحتمي بها بنصرانيته الحاقدة الموتورة

          وعليك أن تنظر إلى ظاهرة القمص زكريا بطرس
          المسخ الدعي الكذاب مسيلمة هذا العصر

          أقول :
          نحن في منتدى كريم
          فلماذا لانعري هؤلاء في هذه الصفحة
          ونكتفي بالمرأة بين الجانبين ؛
          لتبيين الحقيقة ,,
          ليس غير ..
          وشكرا لك
          [/align]

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #65
            [align=justify]فكرة رائعة أخي الحبيب الدكتور مروان! لله درك.

            نفتح موضوعا جديدا موازيا لباب "شبهات" على الرابط التالي:



            موضوعه المرأة في المنظورين الإسلامي والغربي (ولا أقول "المسيحي" لأن الغرب اليوم يعيش "عهد ما بعد المسيحية" Post Christian Era)، على أن يكون الطرح بمثابة مقارنة علمية موثقة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الطبيعية والفقهية/القانونية والعملية للموضوع لأني أزعم زعما مفاده أن أكثر العرب، حتى المثقفين ثقافة ممتازة منهم، لا يمتلكون معلومات موثقة عن حالة المرأة في المجتمعات الغربية وبعض المجتمعات الشرقية.

            ولقد وضعت رابطا لذلك هو:



            فإلى هناك.

            هلا وغلا.
            [/align]
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #66
              [align=center]مندعية أم مندئية؟[/align]
              [align=justify]يكثر في المنتديات العربية وبعض الأدبيات استعمال كلمة مندائية للدلالة على أتباع طائفة الصابئة المندعية في العراق (انظر على سبيل المثال لا الحصر: www.mandaeanunion.org/index_AR.htm).

              إن لفظ الكلمة بالهمزة (مندئية) خطأ شائع نتيجة لترجمة الاسم عن اللغات الأوربية التي لا ثبت أبجديتها اللاتينية حرف العين. والصواب هو (مندعية) بالعين لأن كلمة (مندعية) مشتقة من الكلمة الآرامية (اللهجة الآرامية الجنوبية الشرقية): מנדעא = مَندَعا "المعرفة". صحيح أن ثمة كلمة أخرى في اللهجة ذاتها هي מנדאיא = (مَندايا) تعني "عَلماني: الشخص العلماني"، إلا أنه من الثابت لغويا وتأثيليا ودلاليا أن الأصل هو بالعين لأن فعل "المعرفة" (و/يدع) في كل اللغات السامية ـ خلا العربية التي لا يرد فيها (و/يدع) بمعنى "المعرفة" ـ هو بالعين وليس بالهمزة.

              [قارن: الأكادية: /يَدُو(ع)/ "عرف"؛ الأوغاريتية: /يدع/ "عرف"، العبرية: ידע /يادَع/ "عرف"؛ الآرامية (ولهجاتها): ידע /يِدَع/ "عرف"؛ الحبشية: /أيْدَعَ/ (على وزن /أفعَلَ/) "عرَّفَ"، أعلمَ"].

              واسم (مندعية) أطلِقَ على طائفة تعتقد المذهب "الغنوصي" أو المذهب "العرفاني" (من "المعرفة")، ذلك لأن كلمة (غنوصية) اليونانية [مشتقة من:γνώσις = gnosis ومن معانيها: "البحث؛ البصيرة؛ المعرفة؛ تحسس عالم الغيب في اللاهوت المسيحي"] التي تعني "العرفان" أو "الأدرية"، ليست في الواقع إلا ترجمة مستعارة من الكلمة الآرامية מנדעא = مَندَعا "معرفة"، وليس العكس كما قد يُتوهم.

              إذن: اللغة والدلالة الدينية دليلان لا يحتملان الجدل على أن الكلمة الصواب هي "مندعية" بالعين وليس "مندئية" بالهمز وذلك على الرغم من سريان هذه الأخيرة بعد إضافة ياء المد إليها (مندائية) على الألسن نتيجة لاختلاط الأمر على الناس وانتشار المواقع الإلكترونية التي تثبتها ـ خطأ ـ بالهمزة.

              وأما /صبأ/ فمعناها الأصلي في الساميات "خرج؛ حارب" وهذا يعني أن المعنى الآرامي "تعمّدَ" هو توسع دلالي أضيف إلى معنى الكلمة الأصلي في الساميات بعدما أصبح التعمد في ماء الفرات أو دجلة علامة بارزة للصابئة المندعية.

              إذن الدليل الرئيسي على أن (مندعية) بالعين وليس بالهمزة (مندئية) هو ورودها بالعين في المعجم الآرامي وهو ما يعضده أيضا كون كل مجانسات الجذر الأرامي /يدع/ "عرفَ" التأثيلية في اللغات السامية هي بالعين أيضا. ومن الطريف أن تعلم أن المجانس التأثيلي للجذر /يدع/ في العربية هو الجذر /ودع/ ولكن بمعنى مختلف، ذلك لأن معظم الجذور التي فاءاتها واوات في العربية، تقابلها جذور فاءاتها ياءات في الآرامية والعبرية واللغات الكنعانية، وهذا قانون صوتي مضطرد.
              ــــــــــــ

              ينظر في هذه المراجع ذات الصلة باللغة المندعية ونحوها وتاريخها وآدابها:

              Klaus Beyer, The Aramaic Language. Its Distribution and subdivisions. Traslated from the German by John F. Healey. Vandenhoeck & Ruprecht, Gottingen, 1986. Page 46, note 56.

              كلمة Gottingen بنقطتين فوق الـ o. انظر الصفحة 46، الحاشية 56. وهذا كتاب مرجعي يصف اللهجات الآرامية الكثيرة وصفا دقيقا ويؤرخ لها ولمستعمليها عبر التاريخ.

              Th. Noldeke, Mandaische Grammatik. 2nd ed. with appendix by A. Schall, Darmstadt 1964.

              كلمة Noldeke (اسم المستشرق المشهور) بنقطتين فوق الـ o وكلمة Mandaische بنقطتين أيضا فوق الـ a الثانية في الكلمة.

              R. Macuch, Handbook of Classical and Modern Mandaic. Berlin 1965.

              [/align]
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #67
                حاشية
                [align=justify]"التعددية الثقافية" إزاء multiculturalism ذلك لأن اللاحقة -ism في اللغات الأوربية تستعمل للصناعية مثل socialism "اشتراكية" وcapitalism "رأسمالية" الخ.

                أما كلمة culture فتعني "الثقافة" بشكل عام بينما تشير كلمة multiculturalism إلى فلسفة تتعلق بـ" التعددية الثقافية" خصوصاً وبالـ "التعددية" بجميع مظاهرها الفكرية والثقافية عموماً.

                وردا على سؤال الدكتور أسامة لم نقول "إرهاب" إزاء terrorism، فعلة ذلك ـ فيما أظن ـ هي أن في العربية كلمات تفي بمعنى الكلمة المنتهية باللاحقة -ism المستعملة للصناعية في اللغات الأوربية، دونما حاجة إلى صياغتها على وزن المصدر الصناعي في العربية بإضافة اللاحقة (ـِيَّة)، مثل "إستعمار" (colonialism) و"تطرف" (extremism) وما أشبه ذلك. و"إرهاب" إزاء terrorism من هذا القبيل وأكثر ما يستعملون اللاحقة (ـِيَّة) في المصطلحات الحديثة الوضع نسبياً.

                وأما كيف نصيغ المصدر الصناعي من الجذور الرباعية فنصيغها كلها بإضافة اللاحقة (ـِيَّة) مثلما صاغوا "نرجسية" (narcissism) من الرباعي. والخماسي قليل جدا ولم أتذكر ما صيغ منه على الصناعية إلا "السَّفَرْجَلِيَّة" (أكلة لذيذة بالسفرجل واللحم والنعناع والليمون ويفضل الأخضر منه!) و"البَقْدُونْسِيَّة" (سلطة يطغى البقدونس فيها على سائر الخضروات والبقول!) فما الذي يمنعنا من القياس على السفرجل والبقدونس يا ترى؟

                وفي الحقيقة: اللهجات العربية غنية بالمصادر الصناعية الرباعية والخماسية مثل: "البَلْطَجِيَّة" و"السَّرْسَرِيَّة" لمنهج الزعران ..، و"القَبَضاوِيَّة" و"العَنْتَرِيَّة" لمنهج القبضايات .. و"القَشْمَرِية" و"الفَرْهُودِيَّة" لمنهج النصابين واللصوص، و"الصِّبْيَنْجِية" لمنهج المفتعلين بالأحداث القاصرين، طهَّر الله الأرض منهم .. ومثله كثير! إلا أن اللهجات تستعمل كثيرا لاحقة أخرى للمصدر الصناعي فيها هي (ـنَة) مثل "حَمْرَنَة" (مذهب الحمير في القول والفعل!) و"تَيْسَنَة" (مذهب التيوس في القول والفعل!) و"زَعْرَنة" (مذهب الزعران في القول والفعل!) و"بَشْتَنَة" (مذهب البُشْت في القول والفعل!) ومثله كثير! [/align]
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • سميراميس
                  قارئة
                  • 15-06-2007
                  • 166

                  #68
                  للقراءة في هذه الصفحة مذاق خاص بنكهة اللغة والتاريخ فشكراً لك د. عبد الرحمن على هذا الجهد الرائع الذي تضعه في هذا العمل النافع.

                  وكل ما سطرته في هذه الصفحات يستحق التعليق والمشاركة، ولكن ذكرني الجذر الثنائي /ور/ باستخدام محلي عندنا في الإمارات فنحن نقول (ور أو وري الضو) أي أشعل أو أشعلي النار (أو الغاز)! أعتقد أننا سنكتشف الكثير من الأشياء عند دراستنا للهجات المحلية في مناطق شبه الجزيرة العربية المختلفة فهي تمثل كنز حقيقي لم يكتشف كلياً بعد ولكن يخشى عليه من الضياع في ظل العولمة! لا أدري إذا كان هناك مثل هذه الدراسات العميقة والمتخصصة جداً. أرجو ذلك.

                  أحببت كذلك أن أشدد على مسألة "الحفر" في الجزيرة العربية التي تأمل أن تزيل الغموض عن تاريخ اللغة العربية والشعوب التي سكنت جزيرة العرب. أشاركك الأمل في أن يكون الحفر بأيدينا لا بأيدي الغرباء الذين يهمهم كثيراً أن يهمشوا عروبة الجزيرة العربية وبخاصة سواحل الخليج العربي وبحر العرب ليثبتوا أن أقواماً أخرى من الشرق والغرب سكنتها قبل العرب!

                  في انتظار المزيد.

                  شكراً
                  التعديل الأخير تم بواسطة سميراميس; الساعة 24-07-2008, 19:37.

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 5434

                    #69
                    [align=justify]الأستاذة المكرمة سميراميس،

                    شكرا جزيلا على مرورك العطر وإضافتك الثرية.

                    ينتاب الناس عند الحديث عن اللهجات العربية هاجسان: هاجس المؤامرة الأجنبية (خطط إحلال اللهجات محل الفصحى) وهاجس دراسة اللهجات على حساب دراسة الفصحى، فيصطدم الحديث بالظنون وينتهي عند حدود الشبهات.

                    ما يؤرقنا نحن معشر المترجمين هو أن اللهجات العربية على امتداد الوطن العربي الكبير تحتوي على مخزون معجمي ضخم بعضه يصلح في سد الثغرات المعجمية والمصطلحية في الفصحى. والثغرات المعجمية والمصطلحية في الفصحى موجودة ولا سبيل إلى إنكارها، وفي الحقيقة لا ينكر وجودها إلا الجاهلون بماهيتها. والحديث في نشوء تلك الثغرات المعجمية والمصطلحية في الفصحى متشعب ولكني أريد أن أشير إلى أن مرد السبب في وجود تلك الثغرات ليس إلى الفصحى بل إلى المؤسسات التي أوكل إليها أمر الاعتناء بالعربية الفصيحة. وأنا أعجز عن وجود تفسير علمي أو منطقي أو شرعي أو وطني لعدم تفصيح ما يلزمنا من اللهجات العربية لسد الثغرات المعجمية والمصطلحية في الفصحى بدلا من وضع كلمات لا يكتب لها الحياة أو الاقتراض من الإنكليزية أو الفرنسية.

                    الحديث ذو شجون أستاذتي الكريمة، ودراسة اللهجات بهدف تحصين الفصحى من جهة، والتنقيب في ديارنا بأيدينا وبالتعاون مع العلماء المخلصين في العالم من جهة أخرى، شرطان مهمان أرجو أن يلتفت أصحاب العلاقة إليهما.

                    وتحية طيبة عطرة.
                    [/align]
                    عبدالرحمن السليمان
                    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    www.atinternational.org

                    تعليق

                    • طالبة
                      عضو الملتقى
                      • 26-09-2007
                      • 186

                      #70
                      [bor=660033]ينتاب الناس عند الحديث عن اللهجات العربية هاجسان: هاجس المؤامرة الأجنبية (خطط إحلال اللهجات محل الفصحى) وهاجس دراسة اللهجات على حساب دراسة الفصحى، فيصطدم الحديث بالظنون وينتهي عند حدود الشبهات[/bor]

                      نعم ياعزيزنا دكتور عبد الرحمن،صحّ ما ذهبت اليه
                      حتى أن دكتور تمام حسان عندما حصل على جائزة الملك سعود العالمية،تقديرا لجهوده في خدمة اللغة العربية عام 2006
                      كان كأنه يعتذر ،لتناوله (لهجة الكرنك) لنيل شهادة الماجستير من لندن
                      و(لهجة عدن )لنيل شهادة الدكتوراه من لندن أيضا
                      رغم أنه لا يستطيع أحد أن يشكك في حبه للعربية وحرصه على تقدمها والحفاظ عليها
                      لكن يبدو أن الشكوك حول تناول اللهجات هو الذي دفعه لذلك

                      تحية طيبة عطرة
                      التعديل الأخير تم بواسطة طالبة; الساعة 10-08-2008, 18:54.

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #71
                        [align=justify]شكرا جزيلا على مرورك العطر أيتها المكرمة طالبة. وأراني متفقا مع كل ما جاء في إضافتك، فلحديث اللهجات شجون وهواجس عربية تكثر كل يوم!

                        وهلا وغلا.[/align]
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #72
                          [align=center]حاشية في أصل اسم المسيح
                          عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام[/align]
                          [align=justify]1. عيسى:

                          اسم (عيسى)، عليه السلام، في العبريية: ישוע (= يِشُوَع). وقد اشتق هذا الاسم من الجذر العبري ישע (يَشَع) "خَلَّصَ، أنقذ"، الذي يجانسه ـ اشتقاقيا ـ في العربية الجذر /وسع/، ذلك لأن الأفعال التي فاءاتها ياءات في العبرية، تجانس تأثيليا الأفعال التي فاءاتها واوات في العربية، ولأن الشين في العبرية تجانس السين في العربية. وأصل ישע (يَشَع) هو ושע (وَشَع) لأن أصل هذه الجذور بالواو وليس بالياء كما أثبت علم اللغة المقارن. و(الخلاص) و(الإنقاذ) إنما يكونان من الضيق والأزمة، وهذا هو المعني التأثيلي الأصلي للجذر /وسع/ في السامية الأم وكذلك في العربية والعبرية. ولقد ترجم اليونان اسمه في لغتهم إلى Σωτηρ (سُوتِر) ومعناها "المخلص، المنقذ". فقولنا "المخلص" هو ترجمة عن اليونانية التي هي بدورها ترجمة عن العبرية. ثم عُرِّب اسمه في العربية إلى (عِيسى) عند المسلمين، وإلى (يَسُوع) عند النصارى.

                          2. المسيح:

                          أما صفة (المسيح)، التي أطلقت على عيسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، فهي من العبرية: משיח (= مَشِيَح). والكلمة فيها مشتقة من الجذر السامي الأصلي (مَسَحَ)، ذلك لأن العادة لدى أوائل الساميين كانت تقتضي مسح رأس الملك المتوج بزيت الزيتون المبارك. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. ثم ترجم اليونان صفة "المسيح" إلى لغتهم ترجمة حرفية مستعارة فكانتΧριστος "خْرِيسْتُوس"، ومنها Christianity "الديانة المسيحية". إذن Christos في اليونانية واللاتينية من بعد هي ترجمة مستعارة لكلمة משיח (= مَشِيَح) في العبرية. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. فكلمة مسيح/ משיח (= مَشِيَح) هي أصل، وكلمة Χριστος "خْرِيسْتُوس" وما اشتق منها هي ترجمة مستعارة.
                          [/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #73
                            [align=justify]كتب لي أحد الزملاء يطلب رأيي بخصوص قول أحدهم وهو:

                            كلمة الأرض مشتقة من كلمة (أريدو) السومرية وهي أول مدينة تؤسس على كوكب الأرض في جنوب العراق. وفي اللغة السومرية تلفظ E-RI-DU أي البيت المبني في منطقة بعيدة .. وأطلق عليها تسمية "مدينة الآلهة". وقد اقتبس الألمان كلمة Erde من هذه التسمية. وكانت تسميتها في الألمانية القديمة Erda، وفي اللغة الأيسلندية تسمى Jordh وفي الإنجليزية القديمة Erthe وفي اللغة الأرامية (أراثا) وفي السريانية (أرعا) وفي اللغة الكردية (إرد) وفي العبرية (إرتس). هذه التسميات كلها مشتقة من التسمية السومرية.

                            فكان من الجواب: يبدو جليا أن صاحب هذا الكلام يخلط بين السومرية (وهي لغة لا تنتمي إلى أية أسرة لغوية معروفة في العالم)، وبين الأكادية وهي البابلية الفصيحة. ثم إن (إريدو: E-RI-DU) بهذا الشكل غير معروفة، أي أنها لم ترد هكذا، ذلك أن الكلمة التي يقصدها هي (إِرصِتٌ: erset-um) "أرض"، وهي كلمة أكادية وليست سومرية، والأكادية هي اللغة البابلية في أقدم مراحلها، وهي أخت العربية وسائر اللغات السامية (1) التي وردت كلمة (أرض) فيها كما يلي (وأقتصر على بضع لغات فقط للاختصار):

                            العربية: (أَرْض)؛ الأكادية/البابلية: (إِرْصِتٌ)؛ الأوغاريتية: (أَرْص)؛ العبرية: (ארץ: إِرِص ـ ويلفظها يهود الإشكنياز: /إِرِتْس/ تأثرا بالحرف الألماني Z لأنهم صاروا ينطقون كل صادا في العبرية /ץ/ مثلما ينطق الحرف الألماني Z هكذا: /تس/).

                            أما ضاد (أرض) فتلفظ في السريانية عيناً فيقال: (ܐܪܥܐ: /أَرْعا/، والألف نهاية الكلمة هي أداة التعريف في اللهجات الآرامية) "الأرض" بدلاً من /أَرْضا/. وأما الآرامية فإنها تلفظ الضاد في /أرض/ قافاً فيقال: (ארקא: /أَرْقا/ ـ وليس /أراثا/ كما تخرَّص الرجل في كلمته أعلاه، فليس ثمة كلمة تنطق هكذا: /أراثا/)! ولو فسّر لي اللغوي المترجم واللغوي البارع من جماعة "عقول الأمة" صاحب القول إن (أرض) في جميع اللغات مشتقة من السومرية، أقول لو فسّر لي انقلاب /الضاد/ الأصلية إلى /صاد/ ثم إلى /عين/ في السريانية ثم إلى /قاف/ في الآرامية الكتابية، لأرسلت إليه مكافأة صندوقا من بلح الشام أو من بلح بلجيكا ذلكم لأن الوصول إلى بلح الشام محال الساعة!

                            وعودة إلى السومرية (2) المفترى عليها .. أقول إن في كلمة (أرض) فيها ثلاث لغات هي: (كِي: KI) ـ وهي الأكثر ورودا في السومرية للدلالة على "الأرض" ـ ثم (كِين: KIN)، ثم (جِي: GI). ومما رُكِّبَ منها في السومرية:

                            1. (إِنْكِي: EN-KI) "رب الأرض" المركب من: (إِنْ: EN) "رب، إله" (قارن: إِنْلِيل!)، ومن (كِي: KI) "أرض". ويجمع هذا الـ (إِنْكِي: EN-KI) على (أنُوناكِي: ANU-NĀ-KI) وهم "آلهة الأرض" في الميثولوجيا السومرية، بعكس "آلهة السماء" وهم الـ (إجِّيجِي: IGGĪGĪ). قال حمورابي في مطلع قانونه، في أول جملة من المقدمة: (إنُّو آنُو(م) صِرُّ(م) شَرْ أنُوناكِي إِنْلِيل بَعْل شِمِي وإرصِتِ(م) ..) "عندنا قامَ آنُو العظيم، ملكُ الأَنُوناكِي، وإنليل، سَيِّدُ السماوات والأرض ..". وأسماء الآلهة في بداية العهد الأكادي كلها سومرية إلا أن أكثرها استبدل فيما بعد بأسماء سامية.

                            2. (كِي ـ جال: KI-GAL) حرفيا: "تحت الأرض" ويقصد به "عالم الأموات".

                            3. (أُور ـ كِي جال: UR-KI) "كلب الأرض" كناية عن "كلب الحراسة" وهو في البابلية: كَلَبْ إِرْصِ). و"كلب" في البابلية هو (كَلْبٌ) مثل العربية تماما بعد نطق التنوين تميما (هكذا: kalb-um) إلا أن (كَلَبْ إِرْصِ) إضافة والمضاف في البابلية المتأخرة ـ بعكس الأكادية ـ تحذف حركته (الضمة) ويمد المقطع الثاني بفتحة (في الأكادية: كَلْبُ إِرْصِتِ وفي البابلية: كَلَبْ إِرْصِ فتأمل).

                            هذا من جهة (E-RI-DU) .. أما من جهة قوله إنها أي (E-RI-DU) تعني "البيت المبني في منطقة بعيدة" وإنه أطلق عليها تسمية "مدينة الآلهة"، فهذا رجم بالغيب وإذا زعم صاحبه أنه ليس رجما بالغيب فليذكر لنا معجما واحدا أو مصدرا علميا واحدا ورد فيه هذا الحد وهذا التعريف! وليس ثمة مصدر علمي واحد يزعم مثل هذا الزعم!

                            أما قوله: "وقد اقتبس الألمان كلمة Erde من هذه التسمية" الخ.، فهذا وسواس لأنه لم يكن ثمة ألمان على زمان السومريين والأكاديين! ولو علم صاحب هذا القول أنه ليس على وجه الأرض لغة واحدة تستعير اسما بدائيا مثل أرض وبيت وأب وأم من لغة أخرى، لما وقع في هذا الوسواس وفي هذا الوهم.

                            وأما بخصوص القرابة الواضحة في كلمة (أرض) بين اللغات الحامية السامية من جهة، و(Earth/Erde/Aarde) في الألمانية والإنكليزية والهولندية وفي غيرها من اللغات الهندية الأوربية من جهة أخرى، فهذه ثابتة علميا كما أشرنا إلى ذلك في مقالتنا (في اللغة النوصطراطية)، فليرجع إليها في موضوعها (3) لأن الحديث فيها ههنا يثقل على هذه الحاشية!
                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

                            إحالات:

                            (1) راجع قواميس اللغات السامية وهي كثيرة وبعضها متوفر في الشبكة.
                            (2) انظر (القاموس السومري لفريدريخ ديليتش. ليبزيخ 1969 (Friedrich Delitzsch, Sumerisches Glossar. Leipzig, 1969)، مادة (KI)، الصفحة 119-120.
                            (3) انظر المشاركات رقم 23 و26 و31 على في هذه الصفحة:
                            http://www.wataonline.net/site/modul...ode=0&start=30[/align]
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #74
                              كشف الظنون عن أصل كلمة قانون!

                              [align=justify]كثيرا ما نسمع أن كلمة (قانون) معربة عن اليونانية (κανόν = kanόn) التي تعني فيها "قاعدة"، وفي الأصل: "خط للقياس". وبالنظر في أصل الكلمة يتضح أنها مشتقة من اليونانية (κάννα = kanna) التي تعني فيها "قصب". وقد دخلت هاتان الكلمتان اليونانيتان اللاتينية (canon وباطرادcanna ) واحتفظتا فيها بالمعنى ذاته. ثم انتقلت الكلمتان من اللاتينية إلى أكثر لغات الغرب.

                              وعند التدقيق في الكلمتين اليونانيتين يتضح أنهما مستعارتان من اللغات العروبية (الحامية السامية)، إذ جاء في الأكادية (مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد): /قنو: qanū/ "قصب"، وكذلك في العبرية /קנה: qāneh/ "قصب" أيضا. أما في الحبشية فتعني /قنوت:qanōt / "عصا وخز" (لوخز الماشية في مؤخراتها). وأما في الفينيقية (= قنا) وفي الآرامية والسريانية (= ܩܢܝܐ: قَنْيا) وأخيرا في العربية (= قناة، قناً) فتعني الكلمة: "الرمح".

                              وأصل القناة: "العصا" المستوية. قال في اللسان (مادة /قنا/): "وكل عصا مستوية فهي قناة". والعصا المستوية هي العصا التي يقاس بها ويرسم بها الخط المستقيم، وهذا معنى "قانون" الأصلي في اليونانية، أي "خط للقياس"، ثم استعمل مجازا ليدل على "القاعدة"؛ فثبت أخذ اليونان لها عن اللغات العروبية، ذلك أن اليونان جاؤوا ألفي سنة بعد الأكاديين الذين جاء في لغتهم: /قنو: qanū/ وهي القصبة المستقيمة!

                              وقد حلت (المسطرة) اليوم محل العصا في رسم الخط المستقيم ..، إلا أن كل مَن ليس تحضره مسطرة قد يرسم الخط المستقيم بعصا مستقيمة .. أو بظهر الكتاب، أو بأي شيء مستقيم أو غير مستقيم ذلك أن الشاطر يرسم خطا مستقيما برجل حمار إن اقتضى الأمر (على رأي المثل: الشاطرة تغزل برجل حمار)![/align]
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • عبدالرحمن السليمان
                                مستشار أدبي
                                • 23-05-2007
                                • 5434

                                #75
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                                [align=center]حاشية في كلمة "عَلمانية"[/align]
                                [align=justify]منذ أيام كتب لي زميل مثقف وناقد أدبي ما نصه بالحرف الواحد: "صديقي! أولا لا وجود على ما أعتقد في بلادنا لمصطلح العَلمانية (بفتح العين نسبة إلى العالم)، وإنما المتداول العِلمانية (بكسر العين نسبة إلى العِلم)، ولم يعد معناها "المنتسب للعلم" بل "الملحد" ببساطة". فالزميل العزيز يقول إنه لم يسمع بالعَلمانية بفتح العين، وأنه يعتقد أن العلمانية كانت في الماضي تعني "المنتسب للعلم"، وأنها باتت اليوم تعني ببساطة "الإلحاد".

                                دعونا نتأمل أصل الكلمة:

                                العَلْمانِيَّة ـ بفتح العين ـ مشتقة من الكلمة عَلْم (بفتح العين)، وهي مرادفة لكلمة عالَم، ولا علاقة لها بالعِلْم (بكسر العين)، لا من قريب، ولا من بعيد، لا في اللغة العربية، ولا في أية من لغات البشر المعروفة. قارن الإنكليزية Laicism والفرنسية Laïcisme وهما مشتقتان من الكلمة اليونانية: Λαος/لاوُس/ "شعب"، "رعاع" أي عكس "الكهنة" وهم النخبة في الماضي. من ثمة صارت الكلمة تدل على القضايا الشعبية "الدنيوية"، بعكس الكهنوتية "الدينية".

                                وكلمتنا العربية هي ترجمة مستعارة من السريانية لأن السريان اشتقوها أولا في لغتهم ترجمة مستعارة عن اليونانية أيضا. (قارن السريانية: /ܥܠܡܐ: عَلْما/ "العالم، الدهر، الدنيا"، فالعلماني في السريانية هو "الدنيوي، الدهري"، ولا علاقة لهذا المعنى بالعِلم (بكسر العين). ومن الجدير بالذكر أن الجذر السامي /ع ل م/ يفيد في جميع اللغات السامية معاني "الدهر، الدينا، العالم، الزمن اللامتناهي"، إذ يجانس كلمة "العالم" عندنا كل من الكلمات السريانية: /ܥܠܡܐ: عَلْما/، والعبرية: /עולם: عُولَم/ (ومنه البسملة اليهودية: בשם יהוה אל לעולם: بِشِم يَهوه إِلْ لَعُولم = بسم يهوه إله إلى ما لا نهاية)، وكذلك البابلية: /عَلونو/، والحبشية: /عالَم/ .. فالكلمة السريانية أعلاه ترجمة مستعارة عن اليونانية كما نرى لأن "الدنيا" من معاني الكلمة السريانية /ܥܠܡܐ: عَلْما/ أيضا.

                                إذن لا علاقة بين مفهوم العلمانية (بفتح اللام) ومعناه "الدنيوية، الدهرية" ومن ثمة "اللادينية"، من جهة، والعِلم والمعرفة من جهة أخرى، إلا في أحلام المروجين لها على أساس أنها "منهج علمي"!
                                [/align]

                                الزملاء والزميلات،

                                رأيت اليوم أن الرابط التالي في ويكيبيديا:



                                يقتبس نص حاشيتي في العلمانية دون ذكر المصدر. وهذه الحاشية عمرها أكثر من ثلاث سنوات، بينما عمر مقالة ويكيبيديا قصير يما يبدو.

                                وهذه ليست المرة الأولى التي يرد فيها كلام لي في ويكيبيديا دون أن يُعزى إليّ. وأنا لا أعير المسألة اهتماما كبيرا لكني أشير إلى ذلك خشية من يذهب الظن بضعاف النفوس بعيدا.

                                لذا وجب التنويه.

                                وتحية طيبة عطرة.
                                عبدالرحمن السليمان
                                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                www.atinternational.org

                                تعليق

                                يعمل...
                                X