مسابقة ( دروس وعِبَر في آيات وسور )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلمى العربية
    سوسن سرايا
    • 16-04-2012
    • 71

    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
    الدرس الخامس والعشرون :
    س25- الحكمة منحة إلهية لمن يستحقها

    (الله يؤتي الحكمة من يشاء، وهي النبوة والقول السديد في الدعوة إلى الحق أعطاها الأنبياء عليهم السلام ، والعقلاء مثل لقمان الحكيم ، وجاء بها عيسى ليوضح لقومه ما يختلفون فيه ويدعوهم بالآيات البينات لدعوة الله تعالى ، فما الآية التي تفيد مجيء عيسى بالحكمة وما اسم السورة ؟)
    قال الله تعالى :
    (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) سورة الزخرف
    لَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْمُعْجِزَاتِ وَبِالشَّرَائِعِ الْبَيِّنَاتِ الْوَاضِحَاتِ :
    (قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ)
    وَهِيَ مَعْرِفَةُ ذَاتِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ ،
    (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ)
    يَعْنِي أَنَّ قَوْمَ مُوسَى كَانُوا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي أَشْيَاءَ مِنْ أَحْكَامِ التَّكَالِيفِ وَاتَّفَقُوا عَلَى أَشْيَاءَ ،
    فَجَاءَ عِيسَى لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الْحَقَّ فِي تِلْكَ الْمَسَائِلِ الْخِلَافِيَّةِ ،
    وَبِالْجُمْلَةِ : فَالْحِكْمَةُ مَعْنَاهَا أُصُولُ الدِّينِ ، وَبَعْضُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ مَعْنَاهُ فُرُوعُ الدِّينِ ،
    فَإِنْ قِيلَ : لِمَ لَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ كُلَّ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ؟
    قُلْنَا : لِأَنَّ النَّاسَ قَدْ يَخْتَلِفُونَ فِي أَشْيَاءَ لَا حَاجَةَ بِهِمْ إِلَى مَعْرِفَتِهَا ،
    فَلَا يَجِبُ عَلَى الرَّسُولِ بَيَانُهَا ،
    وَلَمَّا بَيَّنَ الْأُصُولَ وَالْفُرُوعَ قَالَ : (فَاتَّقُوا اللَّهَ) فِي الْكُفْرِ بِهِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ دِينِهِ ،
    (وَأَطِيعُونِ) فِيمَا أُبَلِّغُهُ إِلَيْكُمْ مِنَ التَّكَالِيفِ ،
    (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ) أَيِ الْفِرَقُ الْمُتَحَزِّبَةُ بَعْدَ عِيسَى ، وَهُمُ الْمَلَكَانِيَّةُ وَالْيَعْقُوبِيَّةُ وَالنُّسْطُورِيَّةُ ،
    وَقِيلَ : الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى .
    وَقَالَ قَتَادَةُ : الْبَيِّنَاتُ هُنَا الْإِنْجِيلُ .
    (قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ) أَيِ النُّبُوَّةِ ، قَالَهُ السُّدِّيُّ .
    ابْنُ عَبَّاسٍ : عِلْمُ مَا يُؤَدِّي إِلَى الْجَمِيلِ وَيَكُفُّ عَنِ الْقَبِيحِ .

    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      الدرس السادس والعشرون :
      س26- الشيطان سبب في ارتداد الضعفاء عن الحق

      متى عرف الإنسان الحق واهتدى إليه رسخ في فؤاده ؛ لأنها فطرة الله التي خلق الناس عليها ، فإذا ما رجع عن ذلك فبسبب وسوسة الشيطان ؛ الذي يملي عليه بالباطل ما يجعله يرتد على دبره ،فيقع يوم القيامة في العذاب المهين
      وتعلمنا الآية أن نخالف الهوى الذي يوجهه الشيطان خلافا للفطرة )

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        السلام عليكم ورحمة الله
        جواب الدرس السادس والعشرون
        لقوله تعالى من سورة "محمد"
        ((إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ﴿٢٥﴾ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴿٢٦﴾))

        الآية رقم 25 باللون الحمر هي ماتشير لجواب السؤال والله أعلم وأحكم والموفق

        سلمكم الله وبارك بكم

        تعليق

        • سلمى العربية
          سوسن سرايا
          • 16-04-2012
          • 71

          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف
          الدرس السادس والعشرون :
          س26- الشيطان سبب في ارتداد الضعفاء عن الحق

          متى عرف الإنسان الحق واهتدى إليه رسخ في فؤاده ؛ لأنها فطرة الله التي خلق الناس عليها ، فإذا ما رجع عن ذلك فبسبب وسوسة الشيطان ؛ الذي يملي عليه بالباطل ما يجعله يرتد على دبره ،فيقع يوم القيامة في العذاب المهين
          وتعلمنا الآية أن نخالف الهوى الذي يوجهه الشيطان خلافا للفطرة )
          قال الله تعالى :
          (
          إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) سورة محمد

          قَالَ قَتَادَةُ : هُمْ
          كُفَّارُ أَهْلِ الْكِتَابِ ، كَفَرُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا عَرَفُوا نَعْتَهُ عِنْدَهُمْ ، قَالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ .
          وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ : هُمُ
          الْمُنَافِقُونَ ، قَعَدُوا عَنِ الْقِتَالِ بَعْدَمَا عَلِمُوهُ فِي الْقُرْآنِ .

          الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ أَيْ وَأَمْلَى لَهُمْ
          زَيَّنَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ ، ومَدَّ لَهُمُ فِي الْأَمَلِ وَوَعَدَهُمْ طُولَ الْعُمُرِ ، قَالَهُ الْحَسَنُ .

          وهناك آيات في سورة ق قريبة من المعنى ،

          قال الله تعالى :
          (
          وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) سورة ق
          ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
          "
          إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَقُلْ أَوْ تَعْمَلْ" .
          قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
          "
          إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ . وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، يَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ" .
          قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ : عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
          "
          مَثَلُ الَّذِي يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ مَثَلُ الثَّعْلَبِ ، تَطْلُبُهُ الْأَرْضُ بِدَيْنٍ ، فَجَاءَ يَسْعَى حَتَّى إِذَا أَعْيَى وَأَسْهَرَ دَخَلَ جُحْرَهُ ، فَقَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ : يَا ثَعْلَبُ دَيْنِي . فَخَرَجَ وَلَهُ حِصَاصٌ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى تَقَطَّعَتْ عُنُقُهُ وَمَاتَ"

          تعليق

          • محمد فهمي يوسف
            مستشار أدبي
            • 27-08-2008
            • 8100

            الدرس السابع والعشرون :
            س27- الجن والإنس مهما حاولوا اختراق الكون فلن يفلحوا إلا بمشيئة الله تعالى

            (لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره، بل هو محيط بكم، لا تقدرون على التخلص من حكمه، ولا النفوذ عن حكمه فيكم، أينما ذهبتم أحيط بكم، وهذا في مقام المحشر، الملائكة محدقة بالخلائق، سبع صفوف من كل جانب، فلا يقدر أحد على الذهاب إلا بأمر الله وقدرته ومشيئته وهذا الدرس نتعلمه من الآية الكريمة المطلوبة )

            تعليق

            • سلمى العربية
              سوسن سرايا
              • 16-04-2012
              • 71

              المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
              الدرس السابع والعشرون :
              س27- الجن والإنس مهما حاولوا اختراق الكون فلن يفلحوا إلا بمشيئة الله تعالى

              (لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره، بل هو محيط بكم، لا تقدرون على التخلص من حكمه، ولا النفوذ عن حكمه فيكم، أينما ذهبتم أحيط بكم، وهذا في مقام المحشر، الملائكة محدقة بالخلائق، سبع صفوف من كل جانب، فلا يقدر أحد على الذهاب إلا بأمر الله وقدرته ومشيئته وهذا الدرس نتعلمه من الآية الكريمة المطلوبة )
              قال الله تعالى :
              (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) سورة الرحمن

              (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)
              هَذَا إِعْلَانٌ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَجِدُونَ مَنْجَى مِنْهَا ،
              وَهُوَ تَرْوِيعٌ لِلضَّالِّينَ وَالْمُضِلِّينَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ بِمَا يَتَرَقَّبُهُمْ مِنَ الْجَزَاءِ السَّئِّ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يُقَالُ لِجَمْعٍ مُخْتَلِطٍ إِلَّا وَالْمَقْصُودُ أَهْلُ الْجِنَايَةِ مِنْهُمْ ،
              فَقَوْلُهُ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ عَامٌ مُرَادٌ بِهِ الْخُصُوصَ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ إِلَخْ .

              وَالنُّفُوذُ وَالنَّفَاذُ : جَوَازُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ وَخُرُوجُهُ مِنْهُ .
              وَالشَّرْطُ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّعْجِيزِ ، وَكَذَلِكَ الْأَمْرُ الَّذِي هُوَ جَوَابُ هَذَا الشَّرْطِ مِنْ قَوْلِهِ فَانْفُذُوا ،
              أَيْ وَأَنْتُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ الْهُرُوبَ .
              وَالْمَعْنَى : إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى الْاِنْفِلَاتِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ فَافْلِتُوا .
              وَهَذَا مُؤْذِنٌ بِالتَّعْرِيضِ بِالتَّخْوِيفِ مِمَّا سَيَظْهَرُ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ مِنَ الْعِقَابِ لِأَهْلِ التَّضْلِيلِ .

              وَالْأَقْطَارُ : جَمْعُ قُطْرٍ بِضَمِّ الْقَافِ وَسُكُونِ الطَّاءِ وَهُوَ النَّاحِيَةُ الْوَاسِعَةُ مِنَ الْمَكَانِ الْأَوْسَعِ .

              وَذَكَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لِتَحْقِيقِ إِحَاطَةِ الْجِهَاتِ كُلِّهَا تَحْقِيقًا لِلتَّعْجِيزِ ،
              أَيْ : فَهَذِهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أَمَامَكُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ جِهَةٍ مِنْهَا فِرَارًا مِنْ مَوْقِفِكُمْ هَذَا ، وَذَلِكَ أَنَّ تَعَدُّدَ الْأَمْكِنَةِ يُسَهِّلُ الْهُرُوبَ مِنْ إِحْدَى جِهَاتِهَا .

              وَالْأَرْضُ الْمَذْكُورَةُ هُنَا إِمَّا أَنْ تَكُونَ الْأَرْضَ الْمَذْكُورَةَ فِي الدُّنْيَا وَذَلِكَ حِينَ الْبَعْثِ ،
              وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَرْضَ الْحَشْرِ وَهِيَ الَّتِي سَمَّاهَا الْقُرْآنُ السَّاهِرَةَ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ .
              وَهَذِهِ الْمَعَانِي لَا تَتَنَافَى ، وَهِيَ مِنْ حَدِّ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ .

              وَجُمْلَةُ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ بَيَانٌ لِلتَّعْجِيزِ الَّذِي فِي الْجُمْلَةِ قَبْلَهُ فَإِنَّ السُّلْطَانَ : الْقُدْرَةُ ،
              أَيْ لَا تَنْفُذُونَ مِنْ هَذَا الْمَأْزِقِ إِلَّا بِقُدْرَةٍ عَظِيمَةٍ تَفُوقُ قُدْرَةَ اللَّهِ الَّذِي حَشَرَكُمْ لِهَذَا الْمَوْقِفِ ، وَأَنَّى لَكُمْ هَاتِهِ الْقُوَّةُ .

              وفي سورة المُلك قال الله تعالى :
              (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) سورة المُلك



              تعليق

              • شيماءعبدالله
                أديب وكاتب
                • 06-08-2010
                • 7583

                جواب الدرس السابع والعشرون
                من قوله تعالى في سورة الرحمن:
                الآية 33 ((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٤﴾ ))

                والله الموفق وكل عام وأنتم بألف خير
                أعاد الله عليكم رمضان أعواما عديدة وبلغكم ليلة القدر بثوابها وأجرها وتقبل الدعاء فيها لنا ولكم أجمعين آمين

                تعليق

                • محمد فهمي يوسف
                  مستشار أدبي
                  • 27-08-2008
                  • 8100

                  الدرس الثامن والعشرون:

                  س28- صلاة الجماعة ( عيد المسلمين الأسبوعي ) مقدمة على اللهو والسعي على الرزق


                  عن جابر قال:قَدمَت عيرٌ المدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فخرج الناس وبقي اثنا عشر رجلا فنـزلت

                  الآية ، وقيل :إن التجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم، وكان معها طبل، فانصرفوا إليها ، وتركوا رسول الله

                  صلى الله عليه وسلم قائمًا على المنبر إلا القليل منهم. وقد صَحّ بذلك الخبر ، والواجب أن الرزق لمن توكل على الله ،

                  وطَلَبَهُ في وقته فيرزقه المولى سبحانه وتعالى



                  تعليق

                  • سلمى العربية
                    سوسن سرايا
                    • 16-04-2012
                    • 71

                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                    الدرس الثامن والعشرون:

                    س28- صلاة الجماعة ( عيد المسلمين الأسبوعي ) مقدمة على اللهو والسعي على الرزق


                    عن جابر قال:قَدمَت عيرٌ المدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فخرج الناس وبقي اثنا عشر رجلا فنـزلت

                    الآية ، وقيل :إن التجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم، وكان معها طبل، فانصرفوا إليها ، وتركوا رسول الله

                    صلى الله عليه وسلم قائمًا على المنبر إلا القليل منهم. وقد صَحّ بذلك الخبر ، والواجب أن الرزق لمن توكل على الله ،

                    وطَلَبَهُ في وقته فيرزقه المولى سبحانه وتعالى

                    قال الله تعالى :
                    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) سورة الجمعة

                    إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْجُمُعَةُ جُمُعَةً ; لِأَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْجَمْعِ ،
                    فَإِنَّ أَهْلَ الْإِسْلَامِ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ مَرَّةً بِالْمَعَابِدِ الْكِبَارِ وَفِيهِ كَمُلَ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ ،
                    فَإِنَّهُ الْيَوْمُ السَّادِسُ مِنَ السِّتَّةِ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ .
                    وَفِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا .
                    وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ .
                    وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ كَمَا ثَبَتَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الصِّحَاحُ .

                    وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ ، حَدَّثَنَا سَلْمَانُ قَالَ :
                    قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَا سَلْمَانُ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ ؟) .
                    قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .
                    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَوْمٌ جُمِعَ فِيهِ أَبَوَاكَ - أَوْ أَبُوكُمْ)
                    عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
                    (نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا . ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا ، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ) لَفْظُ الْبُخَارِيِّ .
                    وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ : (أَضَلَّ اللَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ . فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ بَيْنَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ) .

                    عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
                    (مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ - إِنْ كَانَ عِنْدَهُ - وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيَرْكَعَ - إِنْ بَدَا لَهُ - وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)

                    تعليق

                    • شيماءعبدالله
                      أديب وكاتب
                      • 06-08-2010
                      • 7583

                      السلام عليكم ورحمة الله
                      جواب الدرس الثامن والعشرون
                      لقوله الله تعالى من سورة الجمعة :
                      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) ))

                      والله الموفق
                      جزاكم ربي خيرا

                      تعليق

                      • محمد فهمي يوسف
                        مستشار أدبي
                        • 27-08-2008
                        • 8100

                        الدرس التاسع والعشرون:
                        س29-جواز الدعاء على الظالمين والمجرمين

                        يجوز الدعاء على الكافرين والظلمة والفاسدين في أعمالهم وأخلاقهم
                        فيستجيب الله لمن يشاء على من يشاء ،فنبينا محمدا عليه السلام دعا
                        الله أن يهدي قومه لعبادة الله واتباع الحق ، وقد دعا غيره من أنبياء الله على الفجرة
                        المعاندين لدعوة الحق بالهلاك ، فتَرْكُهُم يزيدُ الفجورَ والضلالَ بنسلهم
                        في الأرض مما يكثر الفساد والباطل

                        تعليق

                        • شيماءعبدالله
                          أديب وكاتب
                          • 06-08-2010
                          • 7583

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          جواب الدرس التاسع والعشرون
                          من قوله تعالى في سورة نوح :
                          ((وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا 26 إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا 27 رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا 28))

                          والله الموفق وكل عام وأنتم بخير

                          تعليق

                          • سلمى العربية
                            سوسن سرايا
                            • 16-04-2012
                            • 71

                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                            الدرس التاسع والعشرون:
                            س29-جواز الدعاء على الظالمين والمجرمين

                            يجوز الدعاء على الكافرين والظلمة والفاسدين في أعمالهم وأخلاقهم
                            فيستجيب الله لمن يشاء على من يشاء ،فنبينا محمدا عليه السلام دعا
                            الله أن يهدي قومه لعبادة الله واتباع الحق ، وقد دعا غيره من أنبياء الله على الفجرة
                            المعاندين لدعوة الحق بالهلاك ، فتَرْكُهُم يزيدُ الفجورَ والضلالَ بنسلهم
                            في الأرض مما يكثر الفساد والباطل
                            قال الله تعالى :
                            (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)) سورة نوح

                            قَالَ الْبُخَارِيُّ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : صَارَتِ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ :
                            أَمَّا وَدٌّ : فَكَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ ;
                            وَأَمَّا سُوَاعٌ : فَكَانَتْ لِهُذَيْلٍ ،
                            وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادَ ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجُرُفِ عِنْدَ سَبَأٍ ،
                            أَمَّا يَعُوقُ : فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ ،
                            وَأَمَّا نَسْرٌ : فَكَانَتْ لِحَمِيرَ لِآلِ ذِي كَلَاعٍ ، وَهِيَ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ،
                            فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ ، فَفَعَلُوا ، فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ .

                            وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : عَنْ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ (يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قَالَ :
                            كَانُوا قَوْمًا صَالِحِينَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ وَكَانَ لَهُمْ أَتْبَاعٌ يَقْتَدُونَ بِهِمْ ،
                            فَلَمَّا مَاتُوا قَالَ أَصْحَابُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَقْتَدُونَ بِهِمْ : لَوْ صَوَّرْنَاهُمْ كَانَ أَشْوَقَ لَنَا إِلَى الْعِبَادَةِ إِذَا ذَكَرْنَاهُمْ ،
                            فَصَوَّرُوهُمْ ، فَلَمَّا مَاتُوا وَجَاءَ آخَرُونَ دَبَّ إِلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ،
                            فَقَالَ : إِنَّمَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَبِهِمْ يُسْقَوْنَ الْمَطَرَ ، فَعَبَدُوهُمْ .

                            وَقَوْلُهُ : (وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا) دُعَاءٌ مِنْهُ عَلَى قَوْمِهِ لِتَمَرُّدِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ ،
                            كَمَا دَعَا مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَثَلِهِ فِي قَوْلِهِ :
                            (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) يُونُسَ : 88
                            وَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لِكُلٍّ مِنَ النَّبِيَّيْنِ فِي قَوْمِهِ ، وَأَغْرَقَ أُمَّتَهُ بِتَكْذِيبِهِمْ لِمَا جَاءَهُمْ بِهِ .

                            تعليق

                            • محمد فهمي يوسف
                              مستشار أدبي
                              • 27-08-2008
                              • 8100

                              الدرس الثلاثون :
                              س 30-هناك ارتباط بين الثواب والإيمان المقرون بالعمل الصالح
                              نعم فأصحاب الجنة والنعيم الكبير هم من قرنوا الإيمان بالعمل الصالح ، وهذا قد تردد في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، وفي الجزء الثلاثين آية تحدد هذا الاقتران وتوضح الإشارة إلى نتيجته من الجزاء الكبير يوم القيامة )
                              ===============
                              كل عام أنتم بخير
                              إن شاء الله سيتم إعلان النتيجة مساء ليلة العيد
                              شكرا لجميع من شارك بالتسابق أو بالتصفح والتعليق أو بمجرد المشاهدة
                              والحمد لله أن جعل الثواب على كل حرف قرأناه من كتابه العزيز
                              ويبقى تكريم إدارة الموقع للفائز حسب تقديره لأعضائه المشاركين
                              وتهنئة الأعضاء للفائز بتواصلهم معه لمزيد من الترابط مع محبة القرآن الكريم
                              ومشاركة لمن فاز الفرحة والسعادة
                              وإلى رمضان القادم بإذن الله
                              نأمل ألا نهجر كتاب الله بعد شهر الصيام


                              تعليق

                              • سلمى العربية
                                سوسن سرايا
                                • 16-04-2012
                                • 71

                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                                الدرس الثلاثون :
                                س 30-هناك ارتباط بين الثواب والإيمان المقرون بالعمل الصالح
                                نعم فأصحاب الجنة والنعيم الكبير هم من قرنوا الإيمان بالعمل الصالح ، وهذا قد تردد في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، وفي الجزء الثلاثين آية تحدد هذا الاقتران وتوضح الإشارة إلى نتيجته من الجزاء الكبير يوم القيامة )
                                ===============


                                قال الله تعالى :
                                (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)) سورة النازعات

                                (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى) الدَّاهِيَةُ الْعُظْمَى ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ ، الَّتِي يَكُونُ مَعَهَا الْبَعْثُ ،
                                قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الضَّحَّاكِ عَنْهُ ،
                                وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضاً ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَطُمُّ عَلَى كُلِّ أَمْرٍ هَائِلٍ مُفْظِعٍ ،
                                كَمَا قَالَ تَعَالَى : (وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) الْقَمَرِ : 46 .
                                قيلَ :
                                جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى الْقَرِيِّ
                                الطَّامَّةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الدَّاهِيَةُ الَّتِي لَا تُسْتَطَاعُ ،
                                وَأُخِذَتْ مِنْ قَوْلِهِمْ :
                                طَمَّ الْفَرَسُ طَمِيمًا إِذَا اسْتَفْرَغَ جَهْدَهُ فِي الْجَرْيِ ،
                                وَطَمَّ الْمَاءُ إِذَا مَلَأَ النَّهَرَ كُلَّهُ .
                                وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ طَمَّ السَّيْلُ الرَّكِيَّةَ أَيْ دَفَنَهَا ،
                                وَالطَّمُّ : الدَّفْنُ وَالْعُلُوُّ .
                                وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ : الطَّامَّةُ الْكُبْرَى حِينَ يُسَاقُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ .
                                وَقَالَ سُفْيَانُ : هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي يُسْلِمُ فِيهَا أَهْلُ النَّارِ إِلَى الزَّبَانِيَةِ .
                                أَيِ الدَّاهِيَةُ الَّتِي طَمَّتْ وَعَظُمَتْ ;
                                وَقيلَ :
                                إِنَّ بَعْضَ الْحُبِّ يُعْمِي وَيُصِمُّ :: وَكَذَاكَ الْبُغْضُ أَدْهَى وَأَطَمَّ

                                (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ) أَيْ ظَهَرَتْ . لِمَنْ يَرَى ،
                                قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يُكْشَفُ عَنْهَا فَيَرَاهَا تَتَلَظَّى كُلُّ ذِي بَصَرٍ .

                                وقال الله تعالى في سورة القارعة :
                                (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11))

                                (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) أَيْ : رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ،
                                (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ) يَعْنِي : فِي الْجَنَّةِ .
                                (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ) أَيْ : رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ .

                                وَقَوْلُهُ : (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) قِيلَ : مَعْنَاهُ : فَهُوَ سَاقِطٌ هَاوٍ بِأُمِّ رَأْسِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ . وَعَبَّرَ عَنْهُ بِأُمِّهِ - يَعْنِي دِمَاغَهُ - ،
                                وَقَالَ قَتَادَةُ : يَهْوِي فِي النَّارِ عَلَى رَأْسِهِ .
                                (فَأُمُّهُ) الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا ، وَيَصِيرُ فِي الْمَعَادِ إِلَيْهَا ،
                                (هَاوِيَةٌ) وَهِيَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ .
                                قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَإِنَّمَا قِيلَ : لِلْهَاوِيَةِ أُمُّهُ ; لِأَنَّهُ لَا مَأْوَى لَهُ غَيْرَهَا .


                                تعليق

                                يعمل...
                                X