في الجديد اللغوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    #61
    أضع ما وجدته في جعبتي بعد النظر في معجم لسان العرب لابن منظور
    ومختار الصحاح للرازي : عن مادة : الفعل ( ل ك ك )

    يقول صاحب اللسان :
    لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً. ضربه بجُمْعه في قفاه، وقيل: هو إذا ضربه ودفعه، وقيل لَكَّه ضربه مثل صَكّه. الأَصمعي: صَكَمْته ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه و(لَكَكْتُه) كُلُّه إذا دفعته.
    واللِّكاكُ: الزِّحامُ.
    وفي الصحاح يقول صاحب المعجم :
    لَكّهُ، أي ضربه، مثل صكَّهُ.
    =====
    أما مادة الفعل الرباعي : لكلك (ل ك ل ك )
    فلم توردها المعاجم التي في حوزتي أو مما اطلعت عليه .
    لذا فأراها لفظة غير فصحى , وربما تحرفت من الفعل الثلاثي (لكَّ )
    إلى العامية , من دفع المرأة الكلام متتابعا في ثرثرة متواصلة .فيتزاحم في خروجه .

    ومن لديه علم بإضافة جديدة فليتكرم علينا بها . مع جزيل الشكر


    والله تعالى أعلى وأعلم .

    تعليق

    • زيد العمري
      عضو الملتقى
      • 13-04-2009
      • 11

      #62
      ما رأي أساتذتنا بالفعل :" عَنْصَرَ بمعنى عدد عناصر الشيء "
      والفعل" أسْلَبَ بمعنى أتقن استعمال الأساليب وبرع بها أو قولنا كتابة مؤسلبة إذا وفت واتسمت بالأساليب المهيأة منها.
      ولي راي في أن ننحت ما استطعنا من الأفعال والجذور والمشتقات والجوامد خدمة منا لتوسيع آفاق لغتنا ولا أرى مانعا في اشتقاق من جذرين أو جامديْن إن أمكن وإن لزم وذلك من أجل التعرف على اتساع الاحتمالات الاشتقاقية في لغتنا كما لو قلت : الحيونسانية : الصف الطبيعية للحيوان إذا امتزجت بصفة إنسانية أو العكس: إنسحيوانية : صفة الإنسان الطبيعي الذي يتصف بصفات الحيوان كذلك ومنها الفعل : تَحَيوَنْسَنَ وَمضارعه يتَحَيْوَنْسَنُ ويصادف أثناء تحليلي لبعض القصائد (كوني مدرسا للغة العربية) أن أستعمل أفعالا أبتكرها وأجيز لطلابي استعمالها دون تردد وأحتج بذلك قائلا:ما دام الغرض خدمة اللغة وتطويرها فلا ضير
      التعديل الأخير تم بواسطة زيد العمري; الساعة 11-02-2010, 16:23.
      [FONT="Arial Black"][SIZE="5"][CENTER][FONT="Arial Narrow"][SIZE="4"][COLOR="Red"]ز[/COLOR][COLOR="Blue"]يــــــــ[/COLOR][COLOR="Red"]د[/COLOR] [COLOR="Navy"]ا[/COLOR][COLOR="Red"]ل[/COLOR][COLOR="Navy"]ع[/COLOR][COLOR="Red"]مــــــ[/COLOR][COLOR="Navy"]ر[/COLOR][COLOR="Red"]ي[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER][/SIZE][/FONT]

      تعليق

      • محمد فهمي يوسف
        مستشار أدبي
        • 27-08-2008
        • 8100

        #63
        المشاركة الأصلية بواسطة زيد العمري مشاهدة المشاركة
        ما رأي أساتذتنا بالفعل :" عَنْصَرَ بمعنى عدد عناصر الشيء "
        والفعل" أسْلَبَ بمعنى أتقن استعمال الأساليب وبرع بها أو قولنا كتابة مؤسلبة إذا وفت واتسمت بالأساليب المهيأة منها.
        ولي راي في أن ننحت ما استطعنا من الأفعال والجذور والمشتقات والجوامد خدمة منا لتوسيع آفاق لغتنا ولا أرى مانعا في اشتقاق من جذرين أو جامديْن إن أمكن وإن لزم وذلك من أجل التعرف على اتساع الاحتمالات الاشتقاقية في لغتنا كما لو قلت : الحيونسانية : الصف الطبيعية للحيوان إذا امتزجت بصفة إنسانية أو العكس: إنسحيوانية : صفة الإنسان الطبيعي الذي يتصف بصفات الحيوان كذلك ومنها الفعل : تَحَيوَنْسَنَ وَمضارعه يتَحَيْوَنْسَنُ ويصادف أثناء تحليلي لبعض القصائد (كوني مدرسا للغة العربية) أن أستعمل أفعالا أبتكرها وأجيز لطلابي استعمالها دون تردد وأحتج بذلك قائلا:ما دام الغرض خدمة اللغة وتطويرها فلا ضير
        الأستاذ زيد العمري
        تحياتي وتقديري لمداخلتك الاجتهادية في النحت اللغوي وأرجو أن يتسع صدرك لرأيي في هذا الموضوع باعتباري من دعاة المحافظة على لغتنا
        العربية الفصحى ( رابطة محبي اللغة العربية )

        العرب القدماء أخي الكريم قاموا بالنحت :
        1- من جملة اختصارا للتحدث بها : مثل ( حيعل , وبسمل , وحوقل , وحمدل , وحسبل , وسمعل , ....) من :
        (حي على الصلاة ـ وبسم الله الرحمن الرحيم ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ الحمد لله ـ حسبي الله ونعم الوكيل ـ سمع الله لمن حمده .)وهو مستحدث في الإسلام وقليل .
        2- ونحتوا أيضا من عَلَم مؤلف من مضاف ومضاف إليه أو مايسمى بالمركب الإضافي للنسب إلى هذا العلم أو الصله به مثل : ( عبشمي ـ ومرقسي ـ وعبدري ـ وتعبشم الرجل ...)
        نسبة إلى : عبد شمس وامريء القيس وعبد الدار , وانتسب إلى بني عبد شمس .) وهو قليل لايكاد يسمع إلا في بضع كلمات محددة .
        3- ونحتوا كذلك :كلمة من أصلين مستقلين أو من أصول مستقلة للدلالة على معنى مركب في صورة ما من معاني هذين الأصلين أو هذه الأصول
        وإن كان هذا النوع شائعا في اللغات الأوربية والهندية وبخاصة الحديثة منها
        إلا أنه نادر جدا في اللغات السامية التي من أخواتها اللغة العربية فالكلمات
        المنتزعة من أصلين أو أصول لاتتجاوز بضع عشرات والنحت فيها ظني يبدو فيه كثير من التعسف والتحايل فزعم الفراء مثلا :
        وجماعة من اللغويين أن ( دحرج ) منحوتة من ( دحر فجرى )
        وأن ( هرول ) من ( هرب وولى )
        وأن ( بعثر وبحثر ) أصلهما ( بعث أو بحث + أثار )

        والتوسع في هذه الظاهرة قد يضر العربية ولا يفيدها .
        لكن لاأمانع أن يتم النحت للضرورة وبقلة ويوافق عليه علماء اللغة في المجامع اللغوية ويضاف إلى المعاجم العربية ليستخدمها الكتاب
        والأدباء في كتابتهم بعد ذلك .
        بمعنى أن يشيع استخدام الكلمة المنحوتة للضرورة وتصبح ظاهرة لغوية تشير إلى تطور استخدام معين ثم تطرح في جلسات المجامع اللغوية للدراسة والتأصيل .
        من معلوماتي ودراستي التخصصية على أستاذي الدكتور على عبد الواحد وافي .
        للتوسع في المعرفة عن موضوع النحت راجع :
        المزهر للسيوطي من صفحة222 إلى 234
        الصاحبي لابن فارس صفحة 227

        والله أعلى وأعلم .
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد فهمي يوسف; الساعة 11-02-2010, 19:28.

        تعليق

        • فريد البيدق
          عضو الملتقى
          • 31-10-2007
          • 801

          #64
          ليت شعري .. أسلوب محذوف الخبر وجوبا

          النحو الوافي، الأستاذ عباس حسن، الجزء الأول، ص635، هامش1
          وتختص "ليت" بأسلوب يلتزم فيه العرب حذف خبرها هو قولهم: "ليت شعري ..."، ومع حذفهم الخبر فيه باطراد يلتزمون أن يذكروا اسمها، وأن يكون هذا الاسم كلمة "شعر" مضافة إلى ياء المتكلم، وبعدها الخبر المحذوف وجوبا، ثم تذكر بعده جملة مصدرة باستفهام، نحو "ليت شعري أمقيم أخي أم ظاعن؟ وليت شعري أراغب صديقي في الزيارة أم كاره؟ يريدون "ليت شعري عالم بجواب هذا السؤال، أو: مخبر بجوابه".
          أما في غير تلك الحالة وكذا في باقي الأخبار فيجوز حذف الخبر وحده لدليل؛ عملا بالقاعدة اللغوية التي تبيح عند أمن اللبس حذف ما لا يتأثر المعنى بحذفه.
          وقد قدر الدكتور "مصطفى عراقي" في كتابه "الرحلة إلى بلاد الأشواق .. شرح القصيدة الميمية لابن القيم" ص84- الخبر بقوله: ليت شعري حاضر.

          تعليق

          • محمد فهمي يوسف
            مستشار أدبي
            • 27-08-2008
            • 8100

            #65
            الأخ العزيز الأستاذ فريد البيدق
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ليت شعري أيستفيد الكتاب والأدباء أم يعرضوا عن هذا المتصفح القَيِّم
            الذي طرحته عن أستاذنا الكبير الدكتور عباس حسن في كتابه النحوي الشهير ( النحو الوافي )؟!

            الإعراب :
            ليت : حرفُ تَمَنٍ مبنيٌ على الفتح ناصبٌ لاسمه رافعٌ لخبره ( من أخوات إنَّ الناسخة)
            شعري : شعر اسم ليت مضاف منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر(كسر ما قبل ياء المتكلم)
            الياء : ضمير متكلم مبني على السكون في محل جر مضاف إليه
            وخبر ليت محذوف وجوبا لمجيء جملة مصدرة باستفهام بعد اسم ليت وتقديره ( عالمٌ ) أو حاضرٌ
            =====================
            أخي الفاضل الكريم الأستاذ فريد البيدق
            شكرا لك على إثراء هذا الملتقى بالمعارف والقواعد اللغوية والنحوية المفيدة
            جهد طيب لايمكن إلا أن نثني عليه ونقدره ، ونتمنى المزيد من العطاء المخلص

            تعليق

            • ملتقى إحياء علوم الدين
              • 17-06-2010
              • 1

              #66
              ليت شعري .. أسلوب محذوف الخبر وجوبا

              النحو الوافي، الأستاذ عباس حسن، الجزء الأول، ص635، هامش1 وتختص "ليت" بأسلوب يلتزم فيه العرب حذف خبرها هو قولهم: "ليت شعري ..."، ومع حذفهم الخبر فيه باطراد يلتزمون أن يذكروا اسمها، وأن يكون هذا الاسم كلمة "شعر" مضافة إلى ياء المتكلم، وبعدها الخبر المحذوف وجوبا، ثم تذكر بعده جملة مصدرة باستفهام، نحو "ليت شعري أمقيم أخي أم ظاعن؟ وليت شعري أراغب صديقي في الزيارة أم كاره؟ يريدون "ليت شعري عالم بجواب هذا السؤال، أو: مخبر بجوابه". أما في غير تلك الحالة وكذا في باقي الأخبار فيجوز حذف الخبر وحده لدليل؛ عملا بالقاعدة اللغوية التي تبيح عند أمن اللبس حذف ما لا يتأثر المعنى بحذفه. وقد قدر الدكتور "مصطفى عراقي" في كتابه "الرحلة إلى بلاد الأشواق .. شرح القصيدة الميمية لابن القيم" ص84- الخبر بقوله: ليت شعري حاضر.

              أكثر...

              تعليق

              • د.نجلاء نصير
                رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                • 16-07-2010
                • 4931

                #67
                كل الشكر علي هذا المجهود الرائع
                يستخدم العرب جملة ( ليت شعري ) ويليها غالبا استفهام يؤكد رغبة السائل في معرفة أمر خفي عنه ، يتمنى أن يشعر به ويعلمه ..
                وهذا حسان بن ثابت - رضي الله عنه - يخبرنا عن معناها في قوله :
                يا ليت شعري وليت الطير تخبرني .... ما كان شــأن علي وابن عفان
                فكلمة شَعرْتُ به تعني فَطِنْتُ ، وعَلِمْتُ به.
                وما يُشْعُرِكَ ، أي : ما يدريك. شَعَرْتُهُ ، أي: عَقَلْتُه وفهمته.
                جاء في لسان العرب :
                ( لَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ ،
                قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة ....
                وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، وليتَ شِعْرِي
                فلاناً ما صنع؛ وفي الحديث: " ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ " أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع،
                فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم...
                وفي التنزيل: (( وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، أَي وما يدريكم.
                وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى. وشَعَرَ به: عَقَلَه....).
                وكثيرا ما يأتي بعدها أسلوب إنشائي ( استفهام ) :
                يقول زهير بن أبي سلمى :
                ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى ....من الأمْرِ أوْ يَبدو لهمْ ما بَدا لِيَا
                ومن ذلك قول أحد خلفاء بني أمية لأبي حازم سلمة بن دينار :
                يا أبا حازم ليت شعري أين المصير في الآخرة؟؟
                قال له : اعرض نفسك على كتاب الله ؛ فإن الله يقول :
                (( إِنَّ الْأَبْرَار لَفِي نَعِيم وَإِنَّ الْفُجَّار لَفِي جَحِيم )).
                ومن أمثلة ذلك :
                كلّ من لاقيت يشكو دهره...... ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟
                ليت شعري أي أحداث جرت ..... أنزلت روحك سجنا موصدا ؟
                ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ..... بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا؟
                وجاء في النحو الوافي...
                ( وتختص ليت بأسلوب يلتزم فيه العرب حذف خبرها، وهو قولهم: " ليت شعري ...".
                ومع حذفهم الخبر فيه باطراد يلتزمون أن يذكروا اسمها، وأن يكون هذا الاسم كلمة ( شِعر ) مضافة إلى ياء المتكلم، وبعدها الخبر المحذوف وجوبا، ثم تذكر بعده جملة مصدرة باستفهام نحو : ليت شعري ...
                أمقيم أخي أم ظاعن؟ ... يريدون: ليت شعري عالم بجواب هذا السؤال، ... أو مخبَر بجوابه.
                وبالنسبة لإعرابها وفق ماجاء أعلاه فإني أقول :
                ليت / حرف تمن ونسخ مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب .
                شعري / اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ماقبل ياء المتكلّم منع من ظهورها
                اشتغال المحلّ بحركة ياء المناسبة لها ، والياء ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة ،
                والخبر محذوف وجوبا تقديره حاصل .
                sigpic

                تعليق

                • سها أحمد
                  عضو الملتقى
                  • 14-01-2011
                  • 313

                  #68
                  شكرا لكم وماتقومون به

                  أتابع كى أتعلم من منهلكم العلمى

                  تحياتى
                  [SIZE=6][COLOR=black]اذآ ضآق الزمآن وشآنت ظروفك ترآنى مثل طيآت الذهب[/COLOR][/SIZE]
                  [SIZE=6][/SIZE]
                  [SIZE=6]مايختلف لونى[/SIZE]
                  [SIZE=6][COLOR=red][/COLOR][/SIZE]
                  [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
                  [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
                  [COLOR=#bfbfbf][/COLOR]

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #69
                    المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                    كل الشكر علي هذا المجهود الرائع
                    بارك الله فيك أستاذة نجلاء على هذه الإضافة المتميزة و الممتازة و قد استفدت منها،

                    تحيتي و تقديري.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • د. وسام البكري
                      أديب وكاتب
                      • 21-03-2008
                      • 2866

                      #70
                      [align=center]في الجديد اللغوي*[/align]
                      [align=justify]لا يمكن لأية حضارة أن تستمر وتزدهر من دون التأثر بحضارات أخرى والتأثير فيها، فتتجدّد مكوّناتها ومقوّماتها، ولكنّها تَظَلُّ مُحافِظَةً على أصولها التي تمثّل أُسُسَ كيانها ووجودها.

                      وتُعَدُّ اللغة إحدى هذه المكوّنات أو المُقوّمات التي تتجدّد، وها هي اللغة العربية مثلها مثل اللغات في الحضارات الأخرى تؤثّر وتتأثّر، فتتغيّر كثير من الألفاظ والتراكيب والأساليب والدلالات؛ ولقد أَضحت لغتنا العربية الفصيحة المعاصرة لغةً تحمل آثار التجديد بفعل الترجمة** والتعريب*** من لغات أخرى، أو الحاجات الحضارية التي تفرض وجودها على المجتمع، أو العوامل السياسية والاقتصادية والحربية أو العسكرية ..... وغيرها.

                      ولذلك لا ينبغي التشدد في حمل كثير من الألفاظ والأساليب "على الخطأ في الاستعمالات الحديثة، والدلالات الجديدة التي ابتعدت عمّا كانت عليه العربية في عصور سَلَفتْ، ولكنّي أَرُدُّ ذلك إلى القول بالتطوّر الذي دَرَجتْ عليه اللغات عامةً".

                      سنعرض مجموعة من الأساليب والألفاظ الجديدة المتداولة في كتاباتنا اليومية، فهي لغة الصحف والمجلات، والوثائق الرسمية، والمعيار المميّز لها في التجديد هو عدم وجودها في معجماتنا التراثية، وكتابات القدماء من العلماء والأدباء:
                      [/align]


                      [align=center]ـ وللبحث صلة ـ[/align]








                      [align=justify]* اعتمد الموضوع مصادر ومراجع قديمة وحديثة، فبعض المراجع الحديثة تناولت الموضوع بصورة جزئية، وعرضت لبعض المفردات بدلالاتها الجديدة، ولا نُنكر فائدتنا منها.
                      ** اللفظ المُترجَم: هو اللفظ العربي المتخيّر لمعنى من المعاني الجديدة التي جرت في العربية.
                      *** اللفظ المُعرَّب: هو الدخيل الذي جرى على الأبنية العربية.
                      [/align]


                      ====================================


                      في أعلاه المشاركة الأولى من موضوع (في الجديد اللغوي)، وآمُل الاستمرار فيه، مع تواصل الأساتذة الأجلاء والقرّاء الأعزاء.
                      ودمتم بخير.
                      د. وسام البكري

                      تعليق

                      • د. وسام البكري
                        أديب وكاتب
                        • 21-03-2008
                        • 2866

                        #71
                        المشاركة الأصلية بواسطة آمنة أبو حسين مشاهدة المشاركة

                        د. وسام البكري

                        وقتك ألق

                        أيها الفاضل

                        هناك كلمة غير مستخدمة بشكل كبير وهي "المتشائل"..وهي دمج احالة ما بين التشاؤم والفاؤل .

                        وهناك كلمة الحتلنة " حتى الآن "

                        هناك كلمة جديدة سمعتها مرة وكلما حاولت تذكرها تاهت مني ولم أفلح في القبض على تلابيبها من مخزون ذاكرتي وهي تعني "ذوو الاحتياجات الخاصة "


                        فما رأيك هل المعنى دقيق كما ذكر ..؟؟

                        ولك الشكر أيها المعطاء

                        بدايةً أعتذر اعتذارين لك أديبتنا الراقية والرائعة آمنة أبو حسين آملين تواصلك معنا، وإمتاعنا بنصوصك الأدبية والمقالية الجميلة.

                        الاعتذار الأول لانقطاعي عن الموضوع ومن ثم انقطاعي عن الإجابة. وأما الاعتذار الثاني، فلأني تخطّيتُ مشاركتك سهواً آنذاك كما يبدو من مراجعتي للموضوع الآن.

                        أما كلمة (المتشائل)، فنعم هي منحوتة من (المتشائم و المتفائل)، اخترعها الروائي الفلسطيني إميل حبيبي في روايته (المتشائل)، وبطلها (سعيد أبو النّحس)، ولا يخفى دلالة الاسم على الصفتين معاً.

                        وفي إثر ذلك أطلق الفنان المسرحي العراقي فاضل خليل على المسرح التراجيدي الذي ينتهي بمشهد كوميدي غير متوقع بـ (المسرح المتشائل).

                        ورأيي المتواضع أن كلمة (المتشائل) المنحوتة سهلة نطقاً، رقيقة سمعاً، وتؤدي الدلالة بعد الاصطلاح عليه.

                        أما كلمة (الحتلنة) فهي كما تفضّلتِ تعني (حتى الآن)، ويبدو أنها منحوتة فعلاً من هذا التركيب !.

                        وقد وجدتُ مواقع تستعملها، وهي أشبه بالعامية نطقاً؛ ولا أستسيغ استعمالها ما دامت كلمة (تحديث) تُعبّر خير تعبير عن دلالتها.

                        ولك كل الود والتقدير.
                        د. وسام البكري

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #72
                          عادت "ميمونة" إلى عادتها الميمونة (ميمونة الأولى هنا عوض عن "حليمة" و عادتها القدمية)، فمن ميمونة ؟!!!
                          سؤال يكثر عرضه عن "الفذلكة" ما هي وما اشتقاقها ؟
                          حسب علمي المحدود جدا أنها نحت من "فذلك" عند قول الكتاب أو الخطباء فذلك أن أو فذلك بأن ... و هي منحوتة كما نحتت "البسملة" و "الحمدلة" و "الحولقة" و "السبحلة" و "الدمعزة" و كذلك "الفذلكة" ! فما رأي أستاذنا المبجل؟
                          أستاذي الفاضل الدكتور وسام البكري، أدام الله عزك، و هذه هي "الدمعزة" لمن لا يعرفها فقط، تقبل تحيتي الأخوية.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • د. وسام البكري
                            أديب وكاتب
                            • 21-03-2008
                            • 2866

                            #73
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                            عادت "ميمونة" إلى عادتها الميمونة (ميمونة الأولى هنا عوض عن "حليمة" و عادتها القدمية)، فمن ميمونة ؟!!!
                            سؤال يكثر عرضه عن "الفذلكة" ما هي وما اشتقاقها ؟
                            حسب علمي المحدود جدا أنها نحت من "فذلك" عند قول الكتاب أو الخطباء فذلك أن أو فذلك بأن ... و هي منحوتة كما نحتت "البسملة" و "الحمدلة" و "الحولقة" و "السبحلة" و "الدمعزة" و كذلك "الفذلكة" ! فما رأي أستاذنا المبجل؟
                            أستاذي الفاضل الدكتور وسام البكري، أدام الله عزك، و هذه هي "الدمعزة" لمن لا يعرفها فقط، تقبل تحيتي الأخوية.

                            نخاطب حليمة بقوله تعالى: (فأما الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً ...).

                            وأما الميمونة، فحضورك أستاذي الجليل حسين ليشوري؛ يُمن وبركة وسرور.
                            سعيد بك وبسؤالك الممتع.
                            نعم إنه ممتع، لأني أجريتُ بحثاً (أو بُحَيْثاً) متواضعاً فيه.
                            ويقيناً أن سؤالك سؤال العارف المتواضع.
                            سأنشر البحث المتواضع في المشاركة الآتية إن شاء الله.
                            وتقبّل خالص الود ووافر التقدير.
                            د. وسام البكري

                            تعليق

                            • د. وسام البكري
                              أديب وكاتب
                              • 21-03-2008
                              • 2866

                              #74
                              الفذلكة
                              أصلها، دلالاتها

                              تجولتُ في مواقع الإنترنيت، لأجمع خلاصةً وافيةً في الموضوع، فإذا بالكتّاب قد أكثروا من النقل في معنى (الفذلكة) وأصلها واشتقاقها منسوباً إلى المصادر أحياناً، وغير منسوب في أحيان كثيرة، فيظنّ ظانٌ أنّ المعروضَ بدعٌ، لم يسبقه إليه أحد !؛ مما جعلني هذا أُعيد البحث مجدداً؛ لأجمع النصوص من مصادرها الموثوقة، وأحاول تحليلها، واستنتاج ما يمكن استنتاجه.

                              سأبدأ بعَرض النصوص وتحليلها من معجم (تاج العروس) لـ مرتضى الزّبيدي (ت1205هـ)؛ فَبِهِ نستذكر النصوص التي سبقته في تناول (الفذلكة)، وآراء العلماء فيها، فضلاً عن شواهد الشعراء الأوائل فيها.


                              الفذلكة:

                              قال مرتضى الزّبيدي (ت1205هـ) في معجمه (تاج العروس) 13 / 623 ـ مادة ف ذ ل ك:

                              ((فَذْلَكَ حِسابَه فَذْلَكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وقال الصّاغاني: أي أَنْهاهُ وفَرَغَ منه قالَ: وهي كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ من قُولِه أي: الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه: فذلِكَ كذا وكَذَا عدَداً، وكَذا وِكَذا قَفِيزاً، وهي مِثْلُ قولِهم: فَهْرَسَ الأبْوابَ فَهْرَسَةً، إِلا أَنَّ فَذْلَكَ ضارِبٌ بعِرق في العَرَبيَّة، وفَهْرَسَ مُعَرَّبٌ. إِذا عَلِمْتَ ذلك فاعْلَم أَنَّ تَعَقُّبَ الخَفاجِيِّ على المُصَنّفِ في غَيرِ مَحَلّهِ على ما نَقَلَه شَيخُنا، قال في العِنايَةِ - أَثْناءَ فصِّلَت: الفَذْلَكَة: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ. وقولُ القامُوس: فذْلَكَ حِسابَه: أَنْهاهُ لا يُعْتَمَد عليه؛ لمُخالَفَتِه للاستِعْمال في كلامِ الثِّقاتِ، كما لا يَخْفي على مَنْ له إِلْمام بالعَرَبيَّةِ والآدابِ. قال: مع أَنَّ مُرادَه ما ذَكَرناه لكن في تَعْبِير نوعُ قُصورٍ، قال شيخُنا: قلت: رُّبما دَل على خِلافِ المُرادِ كما يَظْهَر بالتأَمُّلِ. قلتُ: والأَمْر كما ذَكَرَه شيخُنا، وليسَ على تَعبير المُصَنّفِ غُبارٌ، وهو بعيِنه نَصُّ الصّاغانيِّ الذي اسْتَدْرَكَ هذه الكلمةَ على الجَماعةِ، ومن أَتَى بَعْدَه، فإنّه أَخَذَها عنه، بَلْ قَوْلُ الخَفاجِيِّ: الفَذْلكًةُ: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ، تعبيرٌ آخَر أَحْدَثَه المُوَلَّدُون، فتأَمّل ذلك وأَنْصِفْ، واللَّهُ أَعلَمُ)).

                              انتهى النص؛ وفيه الآتي:

                              1. أهمل الجوهري (ت398هـ ؛ التأريخ الأَشهر) صاحب (تاج اللغة وصحاح العربية)، وابن منظور (ت710هـ) في (لسان العرب) كلمة (فذلكة).

                              أقول: ما نسبه أحد المواقع إلى (لسان العرب) ليس بصحيح، ففعلاً لم يذكر ابن منظور هذه اللفظة.
                              وأما الإهمال، فهذا يعني أن الزبيدي يرى أنها موجودة قبل عصر الجوهري (ت398هـ) أو في عصره في أدنى الأحوال.

                              2. ذكر الصاغاني (ت650هـ) الفذلكة، وحاولت التأكد من ذكره لها، فلم أُفلِح، لنقص في الكتاب لديّ، لكنّ الزّبيدي ثقةٌ ثَبتٌ.

                              3. عدم التفصيل كإيراد الشواهد الشعرية والتعبيرات كما فعل في أغلب ألفاظ معجمه.

                              4. لم يذكر صيغة الكلمة واشتقاقاتها تأصيلاً للكلمة، ولو احتمالاً منه، وكل ما ذكرهُ المعنى فقط.


                              معاني لفظة (فذلكة):

                              1. قال الصاغاني (ت650هـ) (يُنظَر النص في التاج المذكور آنفاً): ((فَذْلَكَهُ: أي أَنْهاهُ وفَرَغَ منه، وهي كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ؛ من قُولِه أي: الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه: فذلِكَ كذا وكَذَا عدَداً، وكَذا وِكَذا قَفِيزاً، وهي مِثْلُ قولِهم: فَهْرَسَ الأبْوابَ فَهْرَسَةً، إِلا أَنَّ فَذْلَكَ ضارِبٌ بعِرق في العَرَبيَّة، وفَهْرَسَ مُعَرَّبٌ)).

                              2. قال الفيروز آبادي (ت817هـ) في (القاموس المحيط): ((فَذْلَكَ حسابَهُ: أنهاهُ وفرغ منه، مخترعة من قوله إذا أجمل حسابه: فَذْلَكَ كذا وكذا)).

                              3. قال الخفاجي (ت هـ) معقّباً على الصاغاني (ت650هـ): ((الفَذْلَكَة: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ)).

                              4. اعترض الخفاجي (ت هـ) على ما في القاموس المحيط الفيروز آبادي (ت817هـ) بقوله: ((وقولُ القامُوس: فذْلَكَ حِسابَه: أَنْهاهُ لا يُعْتَمَد عليه؛ لمُخالَفَتِه للاستِعْمال في كلامِ الثِّقاتِ، كما لا يَخْفي على مَنْ له إِلْمام بالعَرَبيَّةِ والآدابِ ... مع أَنَّ مُرادَه ما ذَكَرناه لكن في تَعْبِير [لعله في تعبيره أو في التعبير] نوع قُصورٍ)).

                              أقول: اعترض الزّبيدي وشيخه من قبلُ على هذا الاعتراض، فقد قال مرتضى الزبيدي معقّباً على الخفاجي بقوله: (( قال شيخُنا: قلتُ: رُّبما دَل على خِلافِ المُرادِ كما يَظْهَر بالتأَمُّلِ. قلتُ: والأَمْر كما ذَكَرَه شيخُنا، وليسَ على تَعبير المُصَنّفِ [يقصد الفيروز آبادي] غُبارٌ، وهو بعيِنه نَصُّ الصّاغانيِّ الذي اسْتَدْرَكَ هذه الكلمةَ على الجَماعةِ، ومن أَتَى بَعْدَه، فإنّه أَخَذَها عنه، بَلْ قَوْلُ الخَفاجِيِّ: الفَذْلكًةُ: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ، تعبيرٌ آخَر أَحْدَثَه المُوَلَّدُون، فتأَمّل ذلك وأَنْصِفْ، واللَّهُ أَعلَمُ)).

                              5. عقّب مرتضى الزّبيدي على قول الخَفاجِيِّ: (الفَذْلكًةُ: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ) بأنه: ((تعبيرٌ آخَر أَحْدَثَه المُوَلَّدُون، فتأَمّل ذلك وأَنْصِفْ، واللَّهُ أَعلَمُ)).

                              يتّضح مما سبق أن (الفذلكة) هي:
                              1. كلمة مخترعة من قول الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه: فذلِكَ كذا وكَذَا عدَداً، وكَذا وِكَذا قَفِيزاً، وهي مِثْلُ قولِهم: فَهْرَسَ الأبْوابَ فَهْرَسَةً، إِلا أَنَّ فَذْلَكَ ضارِبٌ بعِرق في العَرَبيَّة، وفَهْرَسَ مُعَرَّبٌ. و فَذلَكَهُ: أنهاهُ وفرَغَ منه.

                              2. الفَذْلكًةُ: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ. وهي مولّدة.

                              فإذا ما نظرنا في المعنيين لم نجد خلافاً بين القولين قط !.

                              ولكن النتيجة الأفضل من هذين هي الآتي:
                              1. أصل (الفذلكة) في الحساب، فهو إجمال بعد حساب عدد.

                              2. إنها من (فذلك) أي من: (فـ + ذلك).

                              3. الكلمة مخترعة أي مولّدة.

                              السؤال:
                              • متى استُعملَتْ لفظة (فَذْلَكَة) من (فَذلِكَ) ؟.
                              • ما الشواهد على استعمال لفظة (فَذلكَ) في الحساب حتى تُصاغ منه (الفذلكة) ؟.

                              بحثتُ قدر المستطاع عن أقدم (ولا أقول أول من استعملها؛ فهذا ما لا يمكننا الوصول إليه) استعمال للفظة (فذلكة) وصل إلينا، في ما توافر لدينا من مصادر ومصنّفات قديمة، فلم أُفلح إلا بالقليل أو النادر، ولكنّ عدم وجودها لا يعني أنها لم تُستعمَل في حينها.

                              ومع ذلك عثرتُ على لفظة (فذلكة) في كتاب الفهرست لابن النديم (ت438هـ) في ترجمة أبي عمر الزاهد، يقول:

                              ((وكان أبو عمر محمد بن عبد الواحد، صاحب أبى العباس ثعلب، ابتدأ بإملاء هذا الكتاب، كتاب الياقوت، يوم الخميس لليلة بقيت من المحرم سنة ست وعشرين وثلثمائة في جامع المدينة، مدينة أبى جعفر، ارتجالاً من غير كتاب ولا دستور. فمضى في الإملاء مجلساً مجلساً إلى أن انتهى إلى آخره. وكتبت ما أملاه مجلساً يتلو مجلساً. ثم رأى الزيادة فيه، فزاد في أضعاف ما أملى وارتجل يواقيت أخر، واختص بهذه الزيادة أبو محمد الصفار، لملازمة وتكرير قراءته لهذا الكتاب على أبي عمر، فأخذت الزيادات منه ثم جمع الناس على قراءة أبي اسحق الطبري له. فسمّى هذه القراءة، الفذلكة، فقرأ عليه وسمعه الناس. ثم زاد فيه بعد ذلك فجمعت أنا في كتابي الزيادات كلها. وبدأت بقراءة الكتاب عليه يوم الثلاثاء لثلاث (ليال) بقين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وثلثمائة، إلى أن فرغت منه في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وثلثمائة)).

                              يُنظَر: الفهرست؛ ابن النديم (ت438هـ)، تحقيق رضا تجدد؛ ص82.

                              هذا أقدم ما عثرتُ عليه، فمَن يستطيع العثور على أقدم استعمال لـ (فذلكة) ؟.

                              نقل بعضهم معنى (الفذلكة) من الكشاف ومن البحر المحيط بالوساطة من التحبير والتنوير، ولكني عثرتُ على معناها بنوع من التفصيل في (التبيان في تفسير القرآن) للطوسي (ت460هـ)، أي أقدم مما نقلوا عنه، وهذا نصّه:
                              ((قيل في فائدة قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)؛ ولم يقل أربعين ليلة أقوال: [............ ] وقال الحسن: كان الموعد أربعين ليلة في أصل الوعد، فقال في البقرة (واعدنا موسى أربعين ليلة) [البقرة 51]؛ وفصّله ـ ههنا ـ على وجه التأكيد فقال ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر. وقوله تعالى: (فتم ميقات ربه أربعين ليلة)؛ ومعناه: فتم الميقات أربعين ليلة، وإنما قال ذلك مع أن ما تقدم دل على هذا العدد، لأنه لو لم يورد الجملة بعد التفصيل، وهو الذي يسمّيه الكتّاب (الفذلكة) ، لظن قوله (وأتممناها بعشر)، أي كملنا الثلاثين بعشر حتى كملت ثلاثين، كما يقال: تممت العشرة بدرهمين وسلمتها إليه)).

                              ينظر: التبيان في تفسير القرآن؛ الطوسي (ت460هـ): 4 / 531 ـ 532 (طبعةمكتب الإعلام الإسلامي).

                              فمعنى (الفذلكة) هنا: الإجمال بعد التفصيل لنفي التوهّم في العدد.

                              وقد أوضح الزمخشري (ت538هـ) في تفسيره (الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل) فائدة الفذلكة بقوله:

                              ((فما فائدة الفذلكة ؟ قلت: الواو قد تجئ للإباحة في نحو قولك: جالس الحسن وابن سيرين، ألا ترى أنه لو جالسهما جميعا أو واحداً منهما كان ممتثلاً، ففذلكت نفياً لتوهّم الإباحة، وأيضاً ففائدة الفذلكة في كل حساب أن يعلم العدد جملة، كما علم تفصيلاً ليحاط به من جهتين فيتأكد العلم وفى أمثال العرب: علمان خير من علم)).

                              وزاد أبو حيان الأندلسيّ (ت745هـ) في تفسيره (البحر المحيط) على ما تقدّم بقوله: ((... وقال ابن عرفة: مذهب العرب إذا ذكروا عددين أن يجملوهما ... قال ابن عرفة: وإنما تفعل ذلك العرب لقلة معرفتهم بالحساب، وقد جاء: لا نحسب ولا نكتب، وورد ذلك في كثير من أشعارهم:

                              قال النابغة:

                              توهمت آيات لها فعرفتها == لست أعوامٍ وذا العام سابع

                              وقال الأعشى:

                              ثلاث بالغداة فهي حسبي == وست حين يدركني العشاءُ

                              فذلك تسعة في اليوم ربي === وشرب المرء فوق الري داءُ

                              وقال الفرزدق:

                              ثلاث واثنتان وهن خمس === وسادسة تميل إلى شمام

                              وقال آخر:

                              فسرت إليهم عشرين شهرا === وأربعة فذلك حجتان ))
                              .

                              ينظر: البحر المحيط؛ أبو حيان الأندلسي (ت745هـ)، عدة محققين، دار الكتب العلمية، بيروت 2001م.

                              ويُلحَظ أن قسماً من الشواهد يتضمن لفظة (فذلك)، ويخلو القسم الآخر منها؛ فضلاً عن خلو الشواهد من لفظة (تلك) إلا في الآية الكريمة: (وتلك عشرة كاملة).

                              ولكنّ الطاهر بن عاشور استشهد في تفسيره (التحرير والتنوير) بقول الفرزدق الآنف الذكر برواية أخرى تتضمن لفظة (تلك)، وهي:

                              ثلاث واثنتان فتلك خمس === وسادسة تميل إلى شمام

                              =====================

                              النتائج:

                              1. الفذلكة لفظة مولّدة.

                              2. أفادت الإجمال بعد تفصيل في الحساب.

                              3. أُخِذتْ في الأغلب من (فذلك) أي: (فـ + ذلك)، التي تُشير إلى أن ما بعدها إجمال (نتيجة) بعد تفصيل حساب.

                              4. وردت لفظة (تلك) بالمعنى نفسه، لكنها لم تكن غالبة.

                              5. حدث اتساع في دلالة لفظة (فذلكة) وتعميم؛ فبعد أن كان استعمالها مقصوراً على إجمال الحساب بعد تفصيل أصبحت تعني: (الزيادة، والفائدة والخلاصة، والموجز، والمقدمة) أيضاً؛ والدليل على ذلك ما نشهده من مقدمات بعض الكتب الحديثة التي يسمّيها أصحابها بـ (فذلكة في كذا وكذا)، لينتقل بعدها إلى موضوع الكتاب الأساسي. وفضلاً عن ذلك حملت بعض المصنّفات عنوان (الفذلكة)، مثل:

                              ـ فذلكة الحساب: خليل بن مصطفى الشهير بجابي زاده الرومي (ينظر: إيضاح المكنون؛ إسماعيل باشا البغدادي: 2 / 180).

                              ـ الفذالك في شرح المدارك: محمد علي بن محمد باقر البهبهاني الأصبهاني (ت1253هـ). (ينظر: إيضاح المكنون؛ إسماعيل باشا البغدادي: 2 / 180).

                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              د. وسام البكري

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                #75
                                المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                                نخاطب حليمة بقوله تعالى: (فأما الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً ...).
                                وأما الميمونة، فحضورك أستاذي الجليل حسين ليشوري؛ يُمن و بركة و سرور.
                                سعيد بك و بسؤالك الممتع.
                                نعم إنه ممتع، لأني أجريتُ بحثاً (أو بُحَيْثاً) متواضعاً فيه.
                                ويقيناً أن سؤالك سؤال العارف المتواضع.
                                سأنشر البحث المتواضع في المشاركة الآتية إن شاء الله.
                                وتقبّل خالص الود و وافر التقدير.
                                أهلا بك أستاذنا المحقق و الباحث المدقق الدكتور وسام البكري.
                                أسعد الله أوقاتك بكل خير وزادك من فضله الواسع علما و حلما.
                                أشكر لك ردك الجميل و التقدير الكبير لشخصي الصغير، و الله.
                                قرأت، قبل أن أدخل، بحثك الممتع جدا عن الفذلكة، بارك الله فيك أستاذنا الكريم، و قد استفدت منه كثيرا و تأكدت بواسطته من "الفذلكة" و ازددت فهما لها.
                                إذن "الفذلكة" لها علاقة في مبتدإ ورودها بالحساب و الحاسب غير أنه تُوسِّع في استعمالها فصارت تستعمل في الأحاديث و المناقشات عند إيراد الحيثيات بـ "فذلك بأن كذا و كذا ... كان كذا و كذا أو حدث كذا و كذا".
                                إننا، عموما، نستعمل كلمات و مصطلحات بحكم العادة و الإيلاف و نحن لا ندري أصول تلك الكلمات أو المصطلحات فنقع في اللبس و الإلباس على غيرنا و نحن نقصد الخدمة أو الإفادة.
                                إنني أحمد الله لي و لك إذ ورد على ذهني ذلك السؤال عن "الفذلكة" فحظيتُ ببحثك القيم أستاذنا المبجل.
                                تقبل أخي الفاضل أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي مع أعمق الود.

                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X