خواطر ومقالات سليمانية !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #61
    [align=center]س. و.[/align]
    [align=justify]تعرفتُ عليه، مهاجراً مثلي .. من بلادي الأصلية، يكبرني بربع قرن .. كان وحيداً في مسكنه ومأكله ومشيته .. وكان يملك ثروة كبيرة تتجاوز المليوني يورو ونصف .. ومع ذلك لم يكن أبخل منه في البرية، فلقد بلغ البخل منه مبلغاً جعله يدور على المطاعم العربية في المدينة، ويقف على "البار" يحادث صاحب المطعم ساعة، فيأكل في أثناء ذلك من فضلات الصحون العائدة، فيفطر في مطعم، ويتغدى في آخر، ويتعشى في ثالث ..

    وكنت مع ذلك أدعوه لمجالستي ومؤاكلتي، وأشفق عليه .. حتى قلت له ذات يوم وقد ائتمنني على تحرير وصيته:

    ــ لم لا تتزوج يا فلان، يرزقك الله امرأة تسكن إليها، وابناً، فتكتمل عندك زينة الحياة الدنيا؟
    ــ هممممم ..
    ــ وقد اخترعوا حبة عجيبة المفعول، تجعل ابن الثمانين ينجب، فما بالك وأنت ابن خمس وستين، ولا تشتكي من شيء ..
    ــ همممم ..
    ــ فيرثك ولد من صلبك بدلاً من أن ترثك الدولة ..
    ــ همممم .. لقد حاولت الاقتران بسورية إلا أنهن طماعات لا يملأ أعينهن إلا التراب .. والمغربيات ألعن .. وأما المصريات، فيا ألطاف الله ..
    ــ ولكن الدنيا لم تخلُ من امرأة صالحة بعد!
    ــ سأذهب إلى البوسنة والهرسك وأحضر من هناك يتيمة بنت خمس عشرة سنة، على خدها وبر ..
    ــ اتق الله يا رجل!

    لم يتزوج س. و.، ولم ينجب، ومات قبل أسابيع عن عمر تجاوز السبعين، وذهبت أملاكه برمتها إلى خزينة الدولة البلجيكية لعدم وجود وريث شرعي له. ولم يسمع بموته أحد إلا بعد أسابيع من دفنه في بلجيكا، ذلك لأنه قطع صلته بجميع الناس "خوفاً من طمعهم في ثروته" كما كان يقول لي دائماً .. وكانت ردود فعل الذين يعرفونه بين الشماتة والاعتبار.

    وأما أنا فقد حزنت عليه كثيراً لأنه قضى عمره في الكد والتعب، وعاش مقلاً مقتراً على نفسه، مسيئاً الظن بجميع الناس إلا بي على حد قوله، متجنباً إياهم، فكان وحيداً إلا مع ثروته التي جمعها وتعهدها لتذهب إلى خزينة الدولة ..

    سبحان الله العظيم.
    [/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #62
      الاعتبار

      إن العاقل الذي وهبه الله فطرة سليمة وعقلاً سليماً يقيم من وقت لآخر أعماله وأداءه، ويقارن بين الفينة والأخرى بين صنيعه وصنيع الآخرين من أضرابه، ويعتبر مما يجري له ولغيره من المخلوقات، فيستخلص عبرة، ويستنتج درساً، ويخبر ذلك كله بالحس والواقع وسؤال أهل الذكر، فيحصل له اليقين، ويضيء له الصبح، فيعمل بما تيقن من أنه الحق، ثم يدعو إليه إخوانه وأخواته وزملائه وزميلاته ممن يلتقي بهم في معمعان الحياة. تسمى هذه الحالة اعتباراً، وهي حالة روحانية لا تتأتى إلا لذوي العقول، وأولي الألباب من الناس، لأن الجاهل هو الذي لا يعتبر مما يقع له ولغيره من الناس في مواقف انسانية عامة وخاصة، فيهلك نفسه ومن معه.

      وعلى قدر الدرس يكون الاعتبار، وعلى قدر الفائدة المجنية من العبرة يكون الحرص على نشر تلك العبرة وإذاعتها بين الناس علّهم يتعظون بها فلا يقعون فيما وقع فيه صاحب العبرة. وهذا شيء محمود لأن ناشر العبرة بين الناس إنما يبتغي من إذاعة العبرة بينهم فائدتهم، والشفقة عليهم من التعرض لما تعرض هو له، أو الوقوع فيما وقع هو فيه، وهذا مما يؤجر عليه إن شاء الله.

      أما الشخص الذي يتعرض لدرس قاس ولا يتعظ، ثم يبدأ في تضاعيف ذلك بذم الزمان وأهله، فهذا ليس اعتبارا، لأن ذم الزمان لا يجوز شرعاً، ولأنه يعكس ما جرى له من تجارب سلبية على جميع الناس، وهذا تعميم ظالم لا يجوز لا شرعاً ولا عقلاً ولا أخلاقاً، فالناس ليسوا كلهم أشراراً، بل إن الأشرار أقلية منهم على الدوام، وطبع الخير يغلب طبع الشر في جميع الأحوال. فهذا أشبه برجل نهبَه قاطعُ طريق، فبات يعتقد أن الناس كلهم قطاع طريق، وأشبه برجل خانته زوجته، فبات يرى في جميع نساء العالمين خائنات! إن من يمارس هذه الحالة لا يعتبر ولا ينشر بين الناس العبرة للعظة والفائدة، بل هو انسان محبط ينشر بين الناس الاحباط واليأس. وأجدر بالمحبط اليائس أن يعالج نفسه أو، في أسوء الأحوال، أن يحتفظ بذمه الزمان وأهله لنفسه. فالحق بيّن، والباطل بيّن أيضا، وأجدر بمن اتبع الباطل في حياته أن يعتبر ويتعظ من عبر اتباع الباطل، وأن يقتفي أثر الحق ويتبعه، لا أن يملأ الدنيا قالاً وقيلاً، وإحباطاً ويأساً ..

      وما أصدق القائل في هذا الخصوص:

      نعيـب زماننا والعيب فينـا ***** وما لـزماننـا عيب سـوانـا!
      ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ***** ولو نطق الزمان لنا هجانا!

      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • عثمان علوشي
        أديب وكاتب
        • 04-06-2007
        • 1604

        #63
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
        الاعتبار

        إن العاقل الذي وهبه الله فطرة سليمة وعقلاً سليماً يقيم من وقت لآخر أعماله وأداءه، ويقارن بين الفينة والأخرى بين صنيعه وصنيع الآخرين من أضرابه، ويعتبر مما يجري له ولغيره من المخلوقات، فيستخلص عبرة، ويستنتج درساً، ويخبر ذلك كله بالحس والواقع وسؤال أهل الذكر، فيحصل له اليقين، ويضيء له الصبح، فيعمل بما تيقن من أنه الحق، ثم يدعو إليه إخوانه وأخواته وزملائه وزميلاته ممن يلتقي بهم في معمعان الحياة. تسمى هذه الحالة اعتباراً، وهي حالة روحانية لا تتأتى إلا لذوي العقول، وأولي الألباب من الناس، لأن الجاهل هو الذي لا يعتبر مما يقع له ولغيره من الناس في مواقف انسانية عامة وخاصة، فيهلك نفسه ومن معه.

        وعلى قدر الدرس يكون الاعتبار، وعلى قدر الفائدة المجنية من العبرة يكون الحرص على نشر تلك العبرة وإذاعتها بين الناس علّهم يتعظون بها فلا يقعون فيما وقع فيه صاحب العبرة. وهذا شيء محمود لأن ناشر العبرة بين الناس إنما يبتغي من إذاعة العبرة بينهم فائدتهم، والشفقة عليهم من التعرض لما تعرض هو له، أو الوقوع فيما وقع هو فيه، وهذا مما يؤجر عليه إن شاء الله.

        أما الشخص الذي يتعرض لدرس قاس ولا يتعظ، ثم يبدأ في تضاعيف ذلك بذم الزمان وأهله، فهذا ليس اعتبارا، لأن ذم الزمان لا يجوز شرعاً، ولأنه يعكس ما جرى له من تجارب سلبية على جميع الناس، وهذا تعميم ظالم لا يجوز لا شرعاً ولا عقلاً ولا أخلاقاً، فالناس ليسوا كلهم أشراراً، بل إن الأشرار أقلية منهم على الدوام، وطبع الخير يغلب طبع الشر في جميع الأحوال. فهذا أشبه برجل نهبَه قاطعُ طريق، فبات يعتقد أن الناس كلهم قطاع طريق، وأشبه برجل خانته زوجته، فبات يرى في جميع نساء العالمين خائنات! إن من يمارس هذه الحالة لا يعتبر ولا ينشر بين الناس العبرة للعظة والفائدة، بل هو انسان محبط ينشر بين الناس الاحباط واليأس. وأجدر بالمحبط اليائس أن يعالج نفسه أو، في أسوء الأحوال، أن يحتفظ بذمه الزمان وأهله لنفسه. فالحق بيّن، والباطل بيّن أيضا، وأجدر بمن اتبع الباطل في حياته أن يعتبر ويتعظ من عبر اتباع الباطل، وأن يقتفي أثر الحق ويتبعه، لا أن يملأ الدنيا قالاً وقيلاً، وإحباطاً ويأساً ..

        وما أصدق القائل في هذا الخصوص:

        نعيـب زماننا والعيب فينـا ***** وما لـزماننـا عيب سـوانـا!
        ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ***** ولو نطق الزمان لنا هجانا!

        لله درك د. عبد الرحمن، خاطرة سليمانية عميقة المعنى والمغزى..فالقليلون هم الذين يعتبرون مما يقع فيه الآخرون بالرغم من أن الله تعالى يدعونا دائما للاعتبار كما في الآية: "واعتبروا يا أولي الأبصار"..وأبيات الإمام الشافعي رحمة الله عليه تلخص النص جيدا، والتي أتمنى أن تصل إلى مبتغاها..
        بارك الله فيك
        سأثبت هذه السليمانيات فقد اشتقنا لها علنا نقرأ لك هنا المزيد والمزيد
        عثمان علوشي
        مترجم مستقل​

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #64
          ثبتك الله على الصراط المستقيم يا أيها الأستاذ العلوشي.
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          • عثمان علوشي
            أديب وكاتب
            • 04-06-2007
            • 1604

            #65
            ما أحوجنا إلى الثبات في زمن زعزعة القيم..
            ثبتنا وشباب المسلمين وهدانا إلى صراطه المستقيم، آمين يا رب العالمين
            شكرا على الدعاء د. عبد الرحمن
            عثمان علوشي
            مترجم مستقل​

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #66
              [align=center]المجتمع العربي المخملي في بلجيكا![/align]
              [align=justify]لست من أعضاء المجتمع العربي المخملي، ولست من متعاطي المخمليات، بل ليست تربطني علاقة ـ مهما كانت ـ بجماعة المخمليين .. ولكن ظروف العمل والعلاقات العامة تضطرني أحياناً إلى حضور "حفلة استقبال" قام بها هذا السياسي بمناسبة الانتخابات، أو حفلة عشاء قام بها ذلك السفير بمناسبة العيد الوطني لدولته .. أقول تضطرني لأن العبد الفقير ـ والصراحة راحة ـ لا يروح ولا يغدو إلا وفقا لأجندته السرية! وحتى لا يشطح بكم الخيال بعيداً، فإن أجندة العبد الفقير هي قليل من مشاريع الترجمة واللغات وتكنولوجيا الترجمة ونشر الكتب والسعي في الخير وإصلاح ذات البين بين الناس ليس إلا!

              المهم .. اضطرني الظرف قبل فترة إلى الذهاب إلى "حلفة استقبال" نظمها سعادة السفير فلان بمناسبة العيد الوطني لدولة نفطستان، ودعاني إليها مشكوراً .. فقررت أن أذهب بعدما استشرت أجندتي السرية وأشارت علي بالذهاب .. فشاهدت في الحفل كل سفراء عربستان، والمجتمع المخملي العربي في بلجيكا بكل أطيافه ..

              بعدما قضيت حاجتي التي من أجلها إلى الحفل أتيت، بدأت أبحث عن شخص أعرفه علّي أثرثر معه قليلاً لقضاء قليل من الوقت قبل أن أختفي من الحفل دون أن يلحظني أحد ..، فجعلت ألف وأدور وأفتل في الصالة وأتأمل في وجوه القوم، فأفضى بي التأمل إلى اكتشاف مكتشفات غريبة مفادها أن أكثر سفراء عربستان متزوجون بشقروات من بني الأصفر، تصغر الواحدة منهم الواحد منهم بحوالي ربع قرن .. فجعلت أحملق حملقة ذات أهداف علمية وليس غير ذلك .. فأفضت بي الحملقة إلى اكتشاف أن الزوجات الحاضرات في الحفل لسن من بني الأصفر، بل من بني يعرب، صبغن شعرهن بلون حريم بني الأصفر .. ومما ساعدني على هذا الاكتشاف العلمي هو أن لباس أكثرهن لا يليق بهكذا مناسبات .. فأكثرهن كن يرتدين ملابس "إكسترا فاجانت" لا تصلح إلا لعروض الأزياء، وأنا لا أعرف أحداً في العالم يرتديها إلا جماعة هوليوود أثناء حفل توزيع الأوسكارات، فبدين بلونهن العجيب ولباسهن غير اللائق دون حريم الغَجَر في المظهر .. ذلك لأن الغجريات لا يفسدن ما وهبهن الله من هيئة طبيعية بألوان لا تأتلف مهما حاولت تأليفها! وأما المخمليون من الرجال، فقد غطوا قرعاتهم بشعر مستعار وصبغوا ما لم يسقط منه باللون الأسود كي يبدوا "أَشَبْشَب"، إلا أن حركاتهم كانت تحونهم وتفضح أعمارهم المفضوحة أصلاً!

              وفجأة رتب أحدهم على كتفي فاستدرت إليه فعرفني على أنه سفير دولة كذاستان ..، سائلاً إياي "سفير أية دولة حضرتك؟!!! فقلت له: سفير دولة "واتاستان"! وكانت عقيلته بجانبه وقد صبغت شعرها باللون الأصفر، ووضعت على وجهها خمسين لوناً متناقضاً فيما أظن، وقد ارتدت سروال جنز ومعطف فرو قصيراً وجعلت تمضغ علكتها بطريقة تحول دون ذهاب أحمر الشفاه من على شفتيها الغليظتين .. فبدت وكأنها بائعة هوى أخرجها لتوه من وكر ليل واصطحبها معه إلى الحفل! أردت أن أقول لهما: إن لبس الفرو في الغرب أصبح منذ حوالي عشر سنوات مرتبطاً ببائعات الهوى فقط، فقلت في نفسي: ما لي ولهما والفرو وبائعات الهوى! فاعتذرت منهما، وتابعت اللف والفتل في الصالة وأنا أتخيل ـ مجرد تخيل لا غير ـ ماذا قد يحصل لعقل الرجل، إذا استقيظ من نومه فجأة، وفتح عينيه، وكان أول ما يقع عليه بصره هكذا موديل؟!

              وفجأة دغدغت حاسة الشم عندي رائحة شواء لذيذة .. فجعلت أقتفي أثر الرائحة باحتراف .. فالأكل، في جميع الأحوال، خير من التأمل ومراقبة الناس .. فأوصلني اقتفاء الأثر إلى "بوفيه" لا تكاد أن ترى العين مثله صنعة .. فجعلت أتأمل في الطيبات، ثم حملت صحناً ووقفت في الدور، وقد سبقني إليه المخمليون وحريمهم، وبطريقة لا تدل بحال من الأحوال على عزة نفس!

              وبينما أنا أنتظر دوري وأتأمل في أصناف الطعام الكثيرة، هجم عي شخص، يرتدي قميصاً أبيض طويلاً ويضع على رأسه طربوش الطباخين الأبيض الذي يسميه أهل الشام "نونية" .. أقول هجم علي بوساً ومعانقة .. إنه الطباخ "أبو عَلُّوش"، صديقي الحميم، صاحب المطعم البلدي في أنتورب، ومؤاكلي مدة سبع سنوات كنت فيها في فترة نقاهة من زواجي الأول .. فترك خدمة السفراء والسفيرات، والمخمليين والمخمليات، وجعل يحتفل بي احتفالاً عظيماً، وينجدني بالصحن المختار تلو الصحن المختار، وقد أثار احتفاله بي حنق المنتظرين في الصف الطويل، وكاد أن يسبب لي حرجاً لولا أني تذكرت أن أكثر الواقفين والواقفات في الصف هم من الجنس الذي حُقَّ لأبي حنيفة أن يمد رجليه في وجوههم!

              طعمت .. وسلمت على صديقي الطباخ مودعاً، وانسللت من الصالة ثم انطلقت في حال سبيلي وأنا أتأمل المجتمع العربي المخملي ـ أو بالأحرى القنب! ـ ذلك لأن أكثرهم إما عسكر متقاعد لا يعرف كيف يتحدث، أو من قبيلة فلان أو طائفة علان، أصبحوا ممثلين لبلادهم بقضاء وقدر كما قال أخونا الأعرابي الذي سمع مرة بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس يلحن من على المنبر لحناً منكراً مستهجناً. وهذا، بحد ذاته، تفسير لعجز سفرائنا ودبلوماسيينا في الخارج عن ممارسة أي دور في الحياة العامة للبلاد التي يقيمون فيها ويمارسون فيها مهامهم الدبلوماسية، بل وتفسير أيضاً لانطوائهم على أنفسهم في حفلات الاستقبال الرسمية وعدم تحدثهم إلى الدبلوماسيين الأجانب وممثلي السلطات المحلية، لأن أكثرهم لا يجيد التحدث بلغة غير العربية، ولأنهم لا يعرفون ماذا يجري في العالم، العالم الذي يقع خارج حدود مساكنهم، وسفارتهم، وأوكار الليل التي يدامون على ارتيادها ..

              وتحية مخملية!
              [/align]
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #67
                [align=center]رب أخ لم تلده أمك![/align]
                [align=justify]المحطات التي تستوقف الانسان في الغربة كثيرة، وأهمها تلك التي تترك في نفسه أثراً عميقاً لا يزول، أو تلك التي تستحضرها ذاكرته المنهكة كلما واجه حالة مثيلة لها أو شبيهة بها.

                تذكرت قبل سنة من الآن أخي "شريف" نتيجة للقاء بأحد أقاربه المقيمين في هذه البلاد. وشريف شاب مصري يحمل شهادة الماجستير في الآداب ـ حسبما أتذكر الساعة ـ كان لي شرف مراسلته قبل خمس أو ست سنوات من الآن بهدف المجيء إلى بلجيكا والدراسة فيها. وبعد أشهر من المراسلات والتحضير، أتى شريف إلى بلجيكا وتسجل في كلية كنت أعمل فيها أستاذاً زائراً، ثم بدأ يخطط لمشروع الدكتوراة.

                لم يكن شريف طالباً مثل غيره من الطلاب. وأول ما يستوقفك فيه أدبُه الجم وخلقه العالي وتدينه السمح ورجولته ومعدنه الأصيل، فهو رجل تجتمع فيه كل الصفات العربية والإسلامية الحميدة. وعلى الرغم من أهمية هذه الصفات التي باتت نادرة هذه الأيام، فإن أهم ما استوقفني في شريف مواقفُه المبدئية في الحياة. فعلى الرغم من أن كل ظروف الإقامة والدراسة تهيأت له بيسر لوجود أحد أخواله الموسرين في بلجيكا، فإنه أبدى لي أكثر من مرة بأنه غير سعيد بإقامته في بلجيكا.

                قال لي ذات مرة: "أشعر بأني أعصي ربي كل يوم". قلت له: "وهل تفعل"؟ قال: "معاذ الله أن أفعل". فقلت: "إذن لا بأس عليك إن شاء الله". وبعد أشهر زارني ليودعني بعدما قرر العودة إلى مصر. ولم يكن لقراره المفاجئ علاقة بظروف اقتصادية أو إدارية ـ فكل شيء كان مهيئاً له كما ذكرت ـ إنما قرر العودة لأنه آثر سكة السلامة على الندامة. وعاد شريف إلى مصر بعد إقامة في بلجيكا لم تتجاوز السنة، وحصل على وظيفة مرموقة في مكتبة الإسكندرية، ودأب على الاتصال بي هاتفياً في الأعياد والمناسبات مهنئاً ومذكراً بأن الدنيا لا تزال بخير.

                واليوم، وقبل دقائق، رنَّ الهاتف، فأجبت، فإذا على الخط أخ بيني وبينه مسافة ما بين بلجيكا ومصر. ، إنه شريف، اتصل بي ليسأل عني.

                أظلَّكَ، يا شريف، الرحمنُ في ظله، يومَ لا ظلّ إلا ظله.[/align]
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #68
                  [align=center]في البوب أوب ـ pop up[/align]
                  [align=justify]الـ pop up هي نوافذ إعلانية طورتها شركات الدعاية بناء على دراسات متخصصة في سلوك متصفحي الإنترنت عبر العالم. يتم ربط تلك النوافذ الإعلانية بموقع ما، فتنفتح النوافذ تلقائياً لزوار ذلك الموقع. فإذا دخل ذلك المتصفح إليها، سجلت تلك النوافذ رقم الآ بي المخصوص به. وإذا لاحظ القائمون على تلك النوافذ الدعائية أن صاحب ذلك الآي بي يزور مواقع معينة باستمرار (مثلاً: مواقع رياضية)، فإنهم يغرقون بريده الإلكتروني بمواد تجارية تتعلق بالرياضة. لذلك يحرص أصحاب شركات الـ pop up الدعائية على مراسلة المواقع والتعاقد مع أصحابها بهدف ربط نوافذهم بتلك المواقع وذلك لجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن إلى شركات البيع عبر الإنترنت بعد تحليل سلوكهم التصفحي في الإنترنت.

                  فإذا زار عشرة بالمائة تلك النوافذ وتسوق في المواقع التجارية التي تسوق نوافذ الـ pop up لها، فإن هذا يعتبر نجاحاً كما هو معروف في عالم الدعاية الممولة. واستغلال المواقع للدعاية أمر غير مخصوص بشركات الـ pop up فقط إلا أن هذه الشركات هي أهم وسائل الدعاية في الإنترنت. فكما نعلم يدفع متصفح جوجل وغيره أيضاً أجوراً لمواقع تسخر لخدماته الإعلانية والترويجية. ويمكن الاطلاع على ذلك بالنقر على خدمات جوجل!

                  والشاهد في نازلة الحال هذه هي أن المواقع التي عندما يتصفحها المتصفح ويفاجأ أثناء التصفح بانفتاح نوافذ إعلانية هي مواقع تعاقد أصحابها مع شركات الـ pop up وأنهم يقبضون لقاء ذلك مالاً حراماً يحسب حسب عدد الزيارات لموقعه. أقول حراما لأن أكثر الدعايات التي تروج لها شركات الـ pop up مرذولة، فضلا عن أنه ليس بمقدور أصحاب المواقع التي تتعاقد مع شركات الـ pop up أن يعترضوا على بعض الدعايات المرذولة لأنهم لا يتحكمون بالنوافذ! ولهذا السبب بالذات، أقصد المال، يحرص أصحاب تلك المواقع من وقت لآخر على إثارة مواضيع حساسة واختلاق المشاكل وسرقة العناوين الإلكترونية وإرسال عشرات الرسائل ذات العناوين الاستفزازية إلى الناس وهذا كله بهدف جلب أكبر عدد من المتصفحين إلى مواقعهم وبالتالي توريط أكبر عدد ممكن من الناس في استهلاك ما تسوقه شركات الـ pop up الدعائية .. وهؤلاء الناس يستغلون، في سبيل تحصيل المال، المثقفين العرب الذين لا يعرف أكثرهم كوعه من بوعه في هذه المسائل، ويسخرونهم لمصالحهم الشخصية!

                  وأخيراً أشير إلى أنه يمكن دائماً التخلص من نوافذ الـ pop up الدعائية بتحميل برنامج مضاد لها من الإنترنت وتنصيبه على الحواسيب للتصدي لها ومنعها من المضايقة وبالتالي التفويت على المضللين الذين يطلقون مواقع لهذا الغرض فيثيرون فيها مواضيع حساسة بهدف لفت الأنظار إليهم، ثم الحيلولة دون بلوغهم مرادهم وهو الحصول على المال الحرام مستغلين في سبيل الحصول عليه جهد المثقفين العرب ..[/align]
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • عثمان علوشي
                    أديب وكاتب
                    • 04-06-2007
                    • 1604

                    #69
                    [align=center]الدكتور عبد الرحمن السليمان،
                    تعلمت الشيء الكثير من هذا المقال الأخير سيما وأني كنت دائما أتساءل عن سبب ظهور بعض الصور الإعلانية (الإباحية عموما) خلال إجراء بحث ما على الإنترنيت.
                    وإذا كان بوسعك وضع اسم برنامج مضاد لمثل هذه الإشهارات سيكون أحسن للمزيد من الإفادة والخير ودحرا لشر هؤلاء "التجار الجدد".
                    مع تحياتي[/align]
                    عثمان علوشي
                    مترجم مستقل​

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #70
                      [align=justify]يروى في الأثر أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فيها أسامة بن زيد فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتشفع في حد من حدود الله فقال له أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها.

                      يعلمنا هذا الحديث، فيما يعلمنا، ألا فرق في حدود الله بين رجل وامرأة، وبين شريف في قومه وبين ضعيف أو مستضعف .. والخوض في مسائل النساء وأحوالهن مذموم إلا فيما يتعلق بالحدود والحقوق. فإذا كانت امرأة، تمارس دورا عاما، مؤتمنة على مال عام ثم أكلته بالحرام على سبيل النصب والاحتيال والتضليل، ثم تحدث متحدث في ذلك وأشار إليها ليحذر الناس من الوقوع في شرك النصب والاحتيال الذي تنصبه تلك المرأة، فهذا مما يؤجر عليه ويثاب إن شاء الله.

                      وفي الأثر كثير من الدروس في هذا المجال فلا داعي إلى الاستطراد في هذا الموضوع. فتحذير الناس من السارقين والسارقات والمحتالين والمحتالات والرامين المحصنات بالإفك والراميات حق بله واجب. ولا يمكن بحال من الأحوال اعتباره خوضا في مواضيع لا ينبغي الخوض فيها فقط لأن تقالدينا العربية (وأكثرها في هذه الأيام جاهلي منكر ينبغي لفظه) لا تبيح ذلك .. ونحن لم نصل إلى ما وصلنا إليه إلا بعدما تساهلنا في حدود الله وفي حقوق خلقه.

                      ولله الأمر من قبل ومن بعد.
                      [/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • ريمه الخاني
                        مستشار أدبي
                        • 16-05-2007
                        • 4807

                        #71
                        نعم صدقت لم نلتزم بالشرع وحذافيره الا اول عهدين راشديين
                        مرور وتحيه

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #72
                          [align=center]حُكم البِظّ![/align]
                          [align=justify]رن أمس جرس هاتفي الهادئ نسبياً، وكان على الخط الحاج التُّهامِي (بالضَّم)، أحد أخوال "جماعتي"، وقد طلب مني التدخل لحل مشكل عويص جداً كما بدا من لهجته الدرامية في الحديث ..

                          الحاج التهامي من القائمين على أحد مساجد بروكسيل .. وكان هذا المسجد شهد في الأسبوع الماضي خلافاً حاداً بين معشر الشباب ومعشر الشيوخ، أدى إلى قيام ممثلي معشر الشباب بإقالة جميع معشر الشيوخ من مهامهم الإدارية في لجنة إدارة المسجد، وإرسال رسالة مسجلة إليهم يعلمونهم فيها بالعربي الفصيح بالإقالة، ويقولون لهم فيها ـ وبالعربي الفصيح ايضاً ـ إنهم من الآن فصاعداً يسمحون لهم بزيارة المسجد لتأدية الصلاة، الصلاة فقط، وذلكم تحت طائلة الطرد الدائم من المسجد إن هم حشروا أنفسهم فيما لا يخصهم من شؤون المسجد الإدارية والإعلامية! وأردف الحاج التهامي قائلاً ومشتكياً لي بنبرة حزينة: لقد أصبح "البظ"، يا "سِي" عبدالرحمن، يحكم علينا! (و"البظ" ـ بكسر الباء وتشديد الظاء ـ هم "الصبيان القاصرين" في اللهجة المغربية)!

                          إن الخلاف بين معشر الشباب الذين ولدوا ونشؤوا في الغرب من جهة، وبين معشر الشيوخ الذين أتوا من القرى النائية في البلاد الأصلية، خلاف عميق الجذور في بلجيكا وسائر دول الغرب، ولا يمكن حله بالتي هي أحسن فيما يبدو من نازلة الحال! فالمساجد في بلجيكا هي من تأسيس معشر الشيوخ، وهذه فضيلة يعترف الجميع بها لهم، وهي ليست محل نقاش وخلاف. إن المشكل يكمن في أنهم يديرون شؤون المسجد بعقلية القبيلة الضيقة، التي لا يستسيغها الجيل الذي ولد ونشأ في الغرب وجمع بين حسنيين، حسن الإيمان وحسن التفكير العلمي والصراحة الصارمة، والذي ملّ من رؤية "شطحات" الشيوخ في الأقوال والأفعال دون أن يجرؤ أحد منهم على نقدها بسبب فلسفة "الاتقار" (الوقار الواجب للشيوخ على الطريقة المغربية العجيبة)! ويبدو أن جماعة المسجد ذي الصلة، التي يتهمها الشيوخ بالثورة عليهم، قد فاض بأفرادها من تصرفات الشيوخ، فأزاحوهم بالقوة!

                          عادت بي ذاكرتي سنوات عديدة مضت، إلى رمضان المعظم أواخر التسعينيات فيما أتذكر، حيث اتصلت بي بنية في الثانية عشرة من عمرها وطلبت مني أن أعطيها وأخواتها دروساً في تاريخ الإسلام بالهولندية. قالت لي: نحن جمعية للبنات تابعة لمسجد المسلمين في مدينة مالين (مدينة بين بروكسيل وأنتورب)، وقد جمعنا مائتي يورو أجر أربع محاضرات، ورجتني بلهفة أن أقبل بهذا الأجر الزهيد الذي هو أجر محاضرة واحدة في بلجيكا! قلت للبنية، وقد تأثرت كثيراً بكلامها: وهل لجنة المسجد على علم بطلبك هذا؟ فأجابت بالإيجاب، مضيفة أن الدروس ستكون في المسجد ذاته. ذهبت، وكن حوالي خمسين بنية تتراوح أعمارهن ما بين العاشرة والثامنة عشرة، فأعطيتهن الدرس الأول، ثم عدت الأسبوع الذي تلاه من أجل الدرس الثاني. وما إن بدأنا الدرس حتى قاطعني شيخ من شيوخ الجيل الأول وسألني عمن أكون وعما أفعل في المسجد ثم في قسم الدروس الخاص بالبنات، فشرحت له الأمر، فقال لي: "لا ورب الكعبة لا يكون"! وأوقف الدرس وأثار فتنة فاجتمع عليّ خلق كثير وتعالت الأصوات ما بين مؤيد للدروس ومعارض لها! ثم طلب من الفتيات في أثناء القال والقيل مغادرة القاعة والمسجد إلى بيوتهن بفظاظة شديدة، فانصرفن وقد أخذ بعضهن يبكي في أثناء الانصراف .. فغضبت غضباً شديداً وكانت لي مع ذلك الشيخ مقامة عظيمة كادت أن تنتهي بما لا يحمد عقباه، ثم انصرفت في حال سبيلي، فلحقني الإمام الذي كان صامتاً طوال الوقت وهو يعتذر عما حصل بضعفه عن مواجهة "لجنة المسجد" المكونة من حوالي عشرة شيوخ من الجيل الأول .. فهم مشغلوه، وموظفوه، وأرباب نعمته، وبمقدورهم إقالته من مهمته في أي وقت كان ولأتفه الأسباب!

                          قلت للحاج التهامي مداعباً: حسناً صنعوا معكم بإخراجكم من أي قرار يتعلق بالمسجد! ما شأنكم أنتم بالحسابات والعلاقات العامة؟! لقد أدى صنيعكم إلى تنفير الشباب والبنات من المساجد التي حولتموها إلى نوادٍ خاصة بالمتقاعدين من أبناء الجيل الأول، وحرّمتم فيها حتى الدروس للبنات .. لقد آن الأوان لإحداث تغيير جذري في ذلك يا حاج تهامي! فقال لي: معك حق يا أستاذ .. كلامك على رأسي .. فقط تكلم مع الشيخ فلان الفلاني يقنع لنا هؤلاء "البظ" بالعودة عن قرارهم في الاستيلاء على المسجد بالحسنى، وإلا "سنجري عليهم بالعمود"! و"العمود" هي "العصا" الغليظة بلغة المغاربة!

                          والمساجد في بلجيكا هي مؤسسات إسلامية تمارس دورها مثلما كان المسجد في صدر الإسلام يمارس دوره، فهي مكان الصلاة والعبادة، ومكان الاجتماع والشورى، ومكان الدروس والمحاضرات، ومكان الاحتفال بنكاح أو عقيقة، ومكان تنظيم دروس اللغة والدين لعشرات الآلاف من أبناء المسلمين، ومكان استقبال المسلمين الجدد وتعليمهم اللغة والدين، ومكان الاجتماع للتضامن مع أخ غريب يموت في هذه البلاد ولا تأمين له لنقل جثمانه إلى بلاده الأصلية، فيجمع له الناس خلال دقائق عشرة آلاف يورو وأزيد للقيام بجميع ما يلزم من مراسم بما في ذلك الصدقات على مذاهب المغاربة في ذلك. والناظر في وضع المساجد في بلجيكا خصوصاً والغرب عموماً يرى تضامناً عند الجماعة المسلمة ليس له مثيل بين صفوف المسلمين وغيرهم من الناس، والمنصف يعترف لهم بذلك، وبضرورة قيام أشخاص ذوي كفاءة وفطنة وحنكة وسياسة وعلم بأحوال العالم السياسية والاجتماعية والثقافية، على أمور المساجد في الغرب، التي تقوم بكل هذه الأدوار الحيوية بالنسبة إلى المسلمين فيه. لقد تعقدت الأمور كثيراً، بحيث انتهى دور الحاج التهامي وأمثاله من الحجاج الأكابر في إدارة المساجد، وجاء دور الشباب فيما يبدو من نازلة الحال!
                          [/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • زهير سوكاح
                            عضو الملتقى
                            • 25-05-2007
                            • 96

                            #73
                            [align=right]موضوع مهم أخي الأستاذ عبد الرحمن، أشكرك عليه...

                            أحببت بدوري أن أعطي صورة عن الوضع الحالي لدينا، وهو يختلف نوعا ما عما عليه في بلجيكا، (وأظنك تعرف المدينة التي أقطن فيها حالياً وبها ثلاث مساجد مغربية معروفة)، شخصياً لا ألاحظ وجود هذا الصراع (إن صح التعبير) في هذه المساجد الثلاث، فالقائمون حالياً على الإدارة يمكن أن ننعتهم بـ : "المخضرمين"؛ هم الآن غالباً في أربعينيات من العمر، ولدوا في المغرب وجاؤوا إلى ألمانيا في مثل سني، ودرسوا و/أو عملوا لعقود، وهم الآن يشكلون حلقة وصل بين كلا الطرفين؛ الشيوخ والشباب المُزداد هنا.
                            تدريسي للغة العربية للأطفال في إحدى هذه المساجد مكنني من معاينة تحول صامت وسلس في تسيير هذا المسجد وانتقال الإدارة من الشيوخ إلى هؤلاء المخضرمين ذوي الكفاءات الجيدة، والدبلوماسية الحميدة، حيث يتم إظهار الاحترام الكامل لهؤلاء الشيوخ بتطيب خواطرهم وبحسن الاستماع وكذا بجميل الكلام تقديرا لجهودهم المباركة، لكن في نفس الوقت المضي قدماً في إبعادهم بذكاء وبتدرج من المسؤوليات الإدراية وغيرها، لمصلحة المسجد وتطويره بالدرجة الأولى؛ فالظروف الحالية لم تعد تسمح بالمزيد من الارتجالية، وما أكثر المتربصين به من ذوي المصالح! وأرجو أن يستمر الوضع على ما هو عليه، لاسيما وأن إدارات المساجد هنا تتغير بعد مرور سنتين (على الأقل)، حيث تُقام انتخابات لهذا الشأن بانتظام! لا أعرف هل تُقام في مساجد بلجيكا انتخابات خاصة بتكوين إدارات المساجد، أم لا؟!

                            مع تحياتي
                            [/align]
                            التعديل الأخير تم بواسطة زهير سوكاح; الساعة 07-04-2008, 18:08.
                            [url=http://nawafed.blogspot.com/][color=#4169E1]نـوافـذ.. مدونتي الشخصية[/color] [/url]

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #74
                              [align=justify]شكرا أخي زهير على إضافتك القيمة.

                              طبعا الحالة مختلفة في ألمانيا (وفرنسا وإنكلترة) لأن نوعية المهاجرين إليها أفضل من نوعية المهاجرين إلى بلجيكا وهولندة (من الناحية التعليمية بالطبع). وهذا يجعل من مؤسسات المسلمين في بلجيكا وهولندة دون مؤسساتهم في الدول الأخرى بناء وتنظيما وعملا.

                              من جهة أخرى، قدمت حالة شاذة ولا شك في أن أكثر المؤسسات الإسلامية في بلجيكا وهلوندة تعمل جيدا، والخلاف بين أبناء الأجيال المختلفة هو في نهاية المطاف مثل الخلاف بين الآبناء والبناء.

                              هنالك مساجد تشرف عليها المملكة المغربية فترسل لكل منها معلما ومعلمة لتدريس العربية والدين. وهي لا شك أفضل نتيجة من كثير من المساجد "الحرة".

                              الجاليات في الغرب تتطور وتندمج وفق آليات مخصوصة بها لا يمكن الحكم عليها إلا من داخل سياق الهجرة.

                              وتحية طيبة عطرة.[/align]
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • mmogy
                                كاتب
                                • 16-05-2007
                                • 11282

                                #75
                                استاذي الفاضل دكتور عبد الرحمن
                                انزعجت جدا عندما قرأت لك في أحد الردود أنك لم تجد خواطرك السليمانية ولذلك أعدت تثبيت الموضوع نظرا لقيمته .
                                ونأسف للإزعاج
                                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X