أنا والمدينة والجسر والمطر
حكاية لا يمكن سرد تفاصيلها
فيها هزمني حنين البعد / وجع الهجر
وتركني هائم الروح في مناداة الذكرى
شارد الفكر في مناجاة النفس :
أحس أن للمطر على الجسر هناك
رخيم العود إذا نقر/ رقة الوتر إذا نبض
أحس أن للمدينة الممطورة هناك
مظهر الأم الباكية شوقا أمام النافذة.
رقيقة هذه الأغنية
لا أعرف لماذا أبكي حين تلامس قلبي جملة أو صورة أو لحظة جميلة
الجمال أيضا يفعل بالإنسان ويجعله يبكي فرحا وشوقا وأشياء أخرى كثيرة
لا نصوص تكتبنا
ولا ألوان تخضّب مسافات الغياب
هي أحاسيس تشبه أوراق الياسمين في رقّتها
وتشبه صوت فيروز الصباحي ينزلق من أعلى الجسر
لذلك،
ها انّي أحدّث نفسي التائهة
وقلبي تنبعث منه رائحة الحب
نعم،
للحب رائحة تشبه رائحة الورد
وتشبه الزعتر البريّ
تشبه أوراق النعناع
وتشبه حقول القمح
أهمسُ للزمن
للوقت الثقيل
ولكل سلبيات الحياة،
ماعاد يقلقني ذلك الارتباك
والحزن المتربّع على وجهي
يكسّر أصابعي الصغيرة
أنا هنا
مسترسلة في الإستماع
الإستماع فقط
وأمضي
أسرجُ جياد ضياعي
وألتقط قزحا سقط فجأة من السماء البعيدة
-
-
-
تقبّل تعثّري البريء
على ذلك الجسر الكبير
تعليق