هذا الليل بارد كعيني ميدوزا... رأسي مليئة بالوحوش. والنوسيقى نغمات رقطاء.. ورقصي يام... وتمضي الأيام بلهاء كثورة لعوب إلى حيث الفواجع؛ فمن يوقظني من يربيل مشي عرويتي.. والبحر هائج كثور في حلبة حب لذيذ.. والبيمارستان أغلق أبوابه والضيوع أيد متلهفة دقصعة من نار... من يوقظ وحشي عل الهتاف يرقد للمرة الأخيرة؟
وأنا متوجه إلى الحمام، ألقيت نظرة سريعة على المرآة، استوقفتني تفاصيل وجهي، يابس وعبوس، وكأني أحمل هم العالم، نظراتي حادة وزائغة، وعلى جبيني فادح الشساعة ارتسمت تجاعيد ذات خظوظ عريضة كأنهار من الزمان المنسرب من بين أصابعي، وحول عينيفي محجرين شبيهين بقبرين لمجهولين رماهم النسيان في ذاكرة مريضة ارتسمت تلك التجاعيد اللعينة، أيضا، أسناني غير متناسقة، في فم واسع، تبدو من بين شفتين غليظتين كأظلال مهجورة تعاورتها يد الهدم وبول الزعران، أما ابتسامتي فغير جذابة بالمرة، تدبو بلهاء شبيهة بابتسامة الليث لكنها لا تضمر عداء؛ تحاول أن تكون معبرة عن فرحة مجهضةوأنفي مفلطح بفتحيتين كالكير تكاد منها تخرج نار حارقة، بقعتا صلع فوق قنة رأسي، كما لو كانتا ملعبي كرة قدم وعلى الأمام بدأ زحف الصلع أيضا، ورغم تلف شبابي، وجدت قلبي ينبض بحبك، ما لي حيلة، ما في ملكي، سألزمه مع الوقت وأروضه على الإتزان والتعقل، لا تهتمي إن كان يقفز كلما...هو نزق شبابه المستمر، لكنه سيتعقل، ولا تستغربي، فلن أجعل الصورة تجمع بين الوحش والحسناء، ولن أعبث بجمالك الفتان، سأكتفي بمراقبك من بعيد، سأواصل رؤيتك بعشق، وذلك منتهى بغيتي...
أطللت البارحة صباحا من نافذتي فهالني ما رأيت؛ رأيت مشهذا مرعبا، قطة تمزق أشلاء اصغيرها وتأكلها بشراهة، وزاد رعبي حين رفعت رأسها وكأنها أحست بوجودي وغضبي، فنظرت إلي بعين مطفأة وعين لامعة فيها تحد، هل بلغنا مرحلة التمزيق؟
تعليق