ويحدث أن أتسلق بكل ما أوتيت من طراوة الصبابة
و سطوة الأرق
مساءاتي الحزينة
أراود أنامل سحرك
لتعزف
على أوتار قلبي
دغدغات
و
قصصا للأمير
حتى أنام...
لأنهل
من عبير
فجرك تغمات
أرتشفها على مهل
فأتألق
بهتاني/ بستاني
***تطل من نافذة الروح روحي
يهزها ضيق المدى
وسراب الرؤية
وجفاف الحقول والسكون المطبق
وقريتنا الصامتة
يتهشها الجوع والجراد
لا يتحقق فيها مراد
ولا يهل عليها نور القمر
تغتال الظلمة نور السمر
يحط على أنفاسها بغاث
أو ما يشبه
طير ليل سيء الحظ
تنزل من أحداقي دمعة
كشهقة شمعة
تكفكفها يدك الرؤوم
تقولين لي :
لا وقت للأحزان
يا ولدي
وهطول دمعك
لا يساوي قلامة ظفر
أمام دمعة
تسيل على خد السلطان.
فكثيرك قليل
وقليله كثير
كثيرك ظلام
وقليله نور
فكفاك بهتان
حمقي
***يا سليل الغرباء
هب لي عصاك
عساني أجد في الترحال
عزائي
علني بها أهش على أحلامي
يا قابضا على حكمة أوديب
وكاتم سر ضياعه الأبدي
هب لي من حكمتك
ما يداوي جراحي
هب لي بلسم نسيان
لأعيد بناء أهرامات توهماتي
الماء قدرك في صحراء التيه
والعمى لحظة انكسار
والغد لك
فارفع رأسك
لأرفع رأسي
نحن في الجبة واحد
دعني وحيدا
في هذا المدى العامر بالصدى والفراغ
مثل نهد مهجور
تسّااقط من حلمته المكورة كحبة كرز
ندف ثلج سائب
يسقي رمل العطش
ليعيد دورته المجنونة...
هذيان صباحي
***علميني كيف أخون وطني
يا فاتنتي
فعشقك جنون،
وقلبي أبيض
كطفل ماتت أمه
قبل أن يتم الرضاعة
يرى القمر أنثى حالمة
تجلي ثديها
فيتحلب فمه
ينتظر رشفات معطرة
وليس أرض معركة
ساكنه مفتون
فعلي أن أختار،
وأنا مختار،
بين الجنون والجنون
فمتى أكون؟
وقد لا أكون.
بين من تسكنه البراكين
وبين من يهوى السكون.
يمكنني،
درءا لأي سيل حزن يمكن أن يداهم قلاع سكوني،
أن أفتح نافذتي على وجه القمر
يشع من وجنتيه نور شاحب
أكفكف دمع عينيه
سال منذ حزيران...
يمكنني،
أن أصعد إلى السطح
لأتابع
بوله
أنشطة ابنة الجيران
تنشر الغسيل
على حبال قلبي
يطوق خصرها الورد
ترفع الفستان
فيذهلني جمال الفخذين
فأحلم بهما وسادتي لخدي
فأنام...
يمكنني،
أن أتسلق
الشجرة الفارعة بشموخ
تطعمني
تينا ورمان
أشعر بدوران معدتي
فأذهب إلى الحمام
ألفظ نفايات العالم الساحق
بامتنان..
يمكنني،
أن أردد مع فيروز
غضبها الساطع،
أو أترنك بملحمة الشابي
يشيد بإرادة الإنسان،
أو أغني مع أم كلثوم
بكائية القيد الظالم
لكن مزاجي عكر، هذا اليوم.
يمكنني،
أن أتوجه إلى غرفتي
أجلس على الكنبة
وأمد السيقان
لأتابع
آخر أفلام الأمريكان
حيث يصنع
القتل والخراب والدمار
ويدفن
تحت الأنقاض
حيا
الإنسان
لأتابع مشاهد الرقص الجبان
في العراق والشام
في اليمن ولبنان
فتمتلئ نفسي غصة
أكرع بلهفة
كأس مولا
إلى أن يغازلني
شبح النسيان...
لكن، سأقوم بطي الصفحات
أكرشها
وألقي بها في المجاري
أداري بها خجلي الوسنان..
لكنني،
وبكل إصرار،
سأتخذ لي مكانا قصيا
في صومعة
من حجر الصوان
أرتل
بخشوع
آيات من القرآن
فبالجموع
أحس بنغمات الإيمان
ينبت في روحي
قوس قزح
من اطمئنان.
وأقول،
بكل عنفوان،
الحياة بهتان
بهتان.
يمكنني، ولا يمكنني..
الأمر سيان.
اترك تعليق: