مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نجلاء الرسول
    رد
    دوما تغمرنا بحضورك الطيب الكريم د. حسام الدين
    ويشهد هذا القسم بجماله الكبير إثر تفاعلك الدائم وتحريك النصوص
    بمشاركتاك الهادفة الطيبة والرؤية الجميلة

    لا عدمناكم مثقفينا الأفاضل لكل من كتب هنا أو قرأ أو شارك

    اترك تعليق:


  • محمد برجيس
    رد
    الأستاذ/ محمد القاضي

    شكرا لطرحكم هذا البحث القيم و الغني بما فيه من معلومات حول القصيدة النثرية؟
    أنا شخصيا تعلمت منه ؟ و عرفت ما كنت أجهله . شكرا جزيلا لك .

    اترك تعليق:


  • دعوة مرحب بها سنحضر الحفل ونبارك الجهد
    وسنحمل هدايانا
    شكرا للتفاعل
    سيدة نجلاء

    اترك تعليق:


  • نجلاء الرسول
    رد
    شكرا لك أخي الجليل ومعلمنا الفاضل علي المتقي
    وهي دعوة لشعراء ومشرفي منتدى الأدب في قسميه العمودي وقصيدة النثر إلى التفاعل مع هذه الضوابط التي ترقى بنا إلى تحديد الهوية لهذا القسم وتساعد في تميزه

    تحية تليق أستاذنا الجليل

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأخت الفاضلة نجلاء الرسول : تحياتي الأخوية الصادقة وبعد :
    في بداية تدخلي أعتذر عن عدم إبداء الرأي في تساؤلاتك الأولى حول النص المفتوح ودرجة الصفر للكتابة وتجربة الشاعر العراقي سعدي يوسف . فهذه المواضيع تتطلب ضبطا لبعض التفاصيل ، وليس لدي في الظرف الراهن الوقت الكافي للعودة إليها. وسأعود إليها إن شاء الله .

    فيما يخص تدخلك الآني، اسمحي لي أن أبدي بعض الملاحظات :
    في آخر حوار لأدونيس بإقليم كردستان العراق ، أشار إلى أن قصيدة النثر على الرغم من مرور ما يقارب خمسين سنة من دخولها الثقافة العربية ، فإنها لم يعترف بها إلى الآن بوصفها شكلا شعريا كباقي الأشكال . وبالكاد بدأ قبول الشعر الحر .
    ما قاله أدونيس صحيح إلى حد ما ، لكنه لم يحدد الأسباب التي جعلت قصيدة النثر قصيدة غريبة في تربتنا العربية على خلاف الكثير من الثقافات .
    إن الأمر لا يتعلق بمقاومة لقصيدة النثر العربية فحسب، وإنما هناك جهل كبير بها كشكل شعري له مقوماته وخصائصه التي تميزه عن أشكال أخرى .
    فقد أصبح هذا الشكل الشعري يطلق عند أغلبية الشعراء والقراء غير المتخصصين على كل (كتابة شعرية ) خالية من الوزن والقافية ، وكأن ما يميز قصيدة النثر عن الأشكال الأخرى هو خلوها من الوزن والقافية . والواقع غير ذلك .
    إن قصيدة النثر تتميز بحضور قطبين أساسيين :
    أولا : قطب الهدم : ويتجسد في التخلص من الشكل العمودي عن وعي وعن عمد وسبق إصرار . والشكل العمودي لا يختزل في الوزن والقافية ، وإنما في اللغة الشعرية أيضا وفي الرؤيا وفي الخطابية وفي المناسباتية وفي الوظيفة البيانية التي تتوخى الكشف عن قناع المعنى . أي أن يصبح الشكل العمودي هو درجة الصفر الذي ينبغي أن ننزاح عنه مئة وثمانين درجة لكتابة نص شعري يصنف ضمن قصيدة النثر . ولا تصنف القصيدة في إطار قصيدة النثر ما لم وتحقق هذا الانزياح .


    القطب الثاني : قطب البناء
    : إن الهدم من أجل الهدم يبقى خرابا في خراب ما لم يتبع بالبناء وفق شكل جديد كليا : إيقاع جديد ولغة شعرية جديدة و رؤيا للكون وللعالم مخالفة للرؤى الموروثة و كتابة بعيدة كل البعد عن الخطابية، وتوظيف خصائص الخطاب النثري لغايات شعرية .
    وهذا ما لا يتحقق في أغلبية النصوص المنشورة بهذا القسم . وهو خليط لا يمكن تصنيفه في خانة واحدة ، ففيه النصوص التي لا تخرج عن الخاطرة والبوح ، إذ يتحول النص إلى مجرد اعتراف عاطفي ، والشعر لم يكن في عصر من العصور اعترافا عاطفيا ، وإنما عملا تخييليا ينتقل بالتجربة الفردانية إلى المستوى الإنساني العام . وهناك الشعر المنثور ، الذي حافظ على كل خصائص القصيدة العمودية باستثناء الوزن والقافية . وهناك النثر الشعري الذي يهيمن عليه طابع النثر أساسا لكن بلغة شاعرية . وهناك الشعر الحر الخالي من الوزن والقافية لكنه لا يرقى إلى مستوى قصيدة النثر .
    ولا أجاملك الشاعرة المبدعة نجلاء عندما أصنف قصائدك ضمن قصيدة النثر كما أتصورها شخصيا ، لأن هذه القصيدة هي التي تتوفر فيها الكثير من خصائص قصيدة النثر كما نظر لها في الغرب وفي الثقافة العربية ، فهي نصوص تخلصت من كل خصائص الشكل العمودي ، بما فيها اللغة الشعرية القديمة والرؤيا والخطابية . وهي في الآن نفسه قصيدة توظف بامتياز تقنيات النثر لغايات شعرية ، وترتقي عن الحادثة والمناسبة لتقدم صورة إنسانية مجردة عن الزمان و المكان والشخصيات . ويطغى عليها التخييل الذي يعطل الحواس والمنطق ، وتتميز دون باقي نصوص المنتدى بقصرها، وهي إحدى خصائص قصيدة النثر لأنها ترتبط بالإشراق، والإشراق كالبرق لا يستغرق إلا أجزاء المئة من الثانية، وليس دقائق وساعات .

    ولا شك أن الغرابة التي تثيرها هذه النصوص بين أعضاء المنتدى وفي المنتديات الأخرى هي شهادة على أنها شكل غريب غير مألوف ،. وإن انقسم قراؤها إلى فريقين : فريق يعجب بها ويظل مشدودا إلى لغتها فاغرا فاه من الدهشة . وقسم يشطب عليها بجرة قلم حتى يريح ويستريح .
    ما تكتبينه الأخت الفاضلة شكل من أشكال قصيدة النثر وليس الشكل الوحيد لها ، فهناك أشكال أخرى مثل ما نجد عند الماغوط مثلا .


    لا يعني ما قلته أن كل ما يكتب في هذه القسم من المنتدى ليس شعرا ، فكثيرة هي النصوص التي تتمتع بلغة شعرية جميلة راقية وبقدرة تخييلية فائقة ، وبرؤيا متميزة ، لنسمها كتابة شعرية لكنها ليست بالتأكيد قصيدة نثر، بما فيها معظم النصوص التي نشرتها أنا شخصيا في هذا القسم .

    دمت متألقة يا سيدة قصيدة النثر العربية

    اترك تعليق:


  • نجلاء الرسول
    رد
    تقديري لجميع أدباء الملتقى أوجه هذا السؤال إلى أستاذنا الجليل علي المتقي بعد أن قرأت آخر ردوده فكانت لي هذه المداخلة:

    كنت قد رأيت هنا بالملتقى أن كل قصيدة يخل بها الوزن في قسم الموزون
    تحول إلى قسم قصيدة النثر وعندما أقرأ النص أراه أبعد ما يكون عن قصيدة النثر فهل تعطي توضيح أكثر أخي الجليل علي المتقي عن مسمى هذه القصائد التي تنقل إلى القسم بحجة أن بها خلل عروضي
    هل يطلق عليها اسم الشعر المنثور وإن صح هذا التعبير هل له آليه معينة نستوضح منها جمالية الشعر المنثور وأبعاده وضوابطه

    تحية صباحية تليق أخي الجليل الفاضل

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][COLOR="Green"][I]أحبائي
    للناقد حق رسم الحدود ووضع الأسس والنظريات كما نحن نفعل وتفعلون وبكثرة

    ولكن تذكروا أن للمبدع حق نسف هذه الحدود إن تم ترسيمها

    لقد أتت قصيدة النثر خروجا عن المالوف فلا تجعلوها مألوفة وتخلقوا لها اسواراً
    لئلا يثور الثوار وتأتي قصيدة اللانثر





    الأخ الكريم حسام الدين : تحية أخوية صادقة وبعد :
    لا يكون المبدع مبدعا في قصيدة النثر إن لم ينسف كل الحدود التي ترسم أمامه ، فهو أمير الكلام كما قال القدماء، وللأمير أن يفعل ما يشاء في إمارته شريطة أن يكون أميرا .
    لكن نسف الحدود تتطلب شروطا : أولا الوعي بالنسف ، فالشاعر المبدع من ينسف حدودا وهو يعي أنه ينسفها لا جهلا بها ، لا ولا عجزا عن الإبداع في إطارهذه الحدود ، وإنما من أجل إبداع جديد أكثر حداثة وأكثر جمالا وإبداعية وتحقيقا للحرية .
    إلا أن النسف لا يعني الدخول في الفوضى العشوائية ، وإنما من أجل خلق بناء جديد لنص جديد ، أو كما قال نزار رحمه الله : دعوه يحطم ... دعوه يحطم ... فمن رماد الأشياء المحطمة تخرج النباتات الغريبة . فالتحطيم يتلوه البناء الغريب وفي الغرابة جمال وإبداع .
    شكرا أستاذنا الجليل ودمتم مميزين .

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    إن كانت تلك المقدمة تأطير لقصيدة النثر وضابط لها ، فهل هذا يعني أننا تحررنا من سطوة خليل إلى فراهيدي آخر؟

    ثم إن أدونيس نفسه يصرح بأسبقية القول فيما لم يُقل بعد.
    أنا قرأت هذه الدراسة للقصيدة النثرية بعين الرضا ، لكنني أرفض أن تكون ضابطاً للقول والشعر ، وإلا سنكون رجعيين بعدما ادعينا التقدمية.
    أقصد : بما أنه كل شعر خارج عن عروض الخليل هو قصيدة نثر فلا ضابط هناك لهذه القصيدة الشبكية التي أرهقنا فيها أدونيس ، علماً أن كثيراً من قصائد النثر تتوزع بين التفعيلة والانسياب الحر.
    برأيي كل ماجاء هو من باب الدراسة النقدية لهذا النص أو ذاك ، وليس بنداً يُحتذى كي لا نقع بأسر الانغلاق من جديد ونكبّل اللغة .
    زعيم الحداثة أدونيس كما سمته الكتب أظنه انقلب عن المتحول ليعود لثابت آخر. بل إنه ماعاد يعي أي متحول سيمتطي ، خصوصاً بعد انتسابه لإقليم كردستان العراق كما يسميه البعض.

    ومن الإجحاف بلغتنا وطاقاتها الخلاقة أن نتمثل بساط أدونيس مطية لدخول عالم الحداثة وهو المقرر والجازم بانقراض الحضارة العربية.
    بما أنه زعيم مدرسة مدافع عن ثوابتها فما الذي حدا به هذا الحدو.
    ارفعوا الستار يا أخي عن هذه الرموز ، الشعر شعر سواء كان عمودياً أو غير عمودي . ( عمودي - تفعيلة - نثر بكل الأبعاد ودون قيد ).

    شكراً لك أخي محمد لهذه الإشارة النيرة ، وربما لا يسعفنا المقام للخوض أكثر ، وخلاصة رأيي أنه إذا كانت تلك المقدمة ضوابط فالأجدى بنا ألا نسمي هذه الحركة حداثية تحررية ، لأنها بذلك تلعب نفس الدور السلطوي الدكتاتوري.

    دمتم بخير وتألق.

    __________________



    السيد أحمد أنيس الحسون : تحية أخوية وبعد : قرأت ملاحظاتك باهتمام كبير اليو م. وأثارت في ذهني بعض الملاحظات أريد أن أبديها :

    1 ـ المنطلقات : أولا : تقول " أقصد : بما أنه كل شعر خارج عن عروض الخليل هو قصيدة نثر فلا ضابط هناك لهذه القصيدة الشبكية التي أرهقنا فيها أدونيس ، علماً أن كثيراً من قصائد النثر تتوزع بين التفعيلة والانسياب الحر."
    لا أوافقك الرأي أخي أحمد على أن كل نص شعري خارج عن العروض الخليلي هو قصيدة نثر . فقصيدة النثر شكل من اشكال الكتابة الشعرية لها ضوابط ، لكنها تختلف كليا من حيث الكيف مع ضوابط الخليل . فالخليل ومن جاء بعده حتى نازك الملائكة وضع قانونا ونموذجا يحتدى ويكتب على منواله . وإذا خرجت عنه ، فلا يصنف ما تكتبه في دائرة الشعر . أما ضوابط قصيدة النثر فهي تؤمن بالنظام لكن ليس نظاما محددا سلفا ، ولا قالبا جاهزا وإنما تطلب أن يكون للنص نظامه الخاص ، فالإبداع بناء لكنه بناء من نوع خاص فريد لا يعاد ولا يكرر . فلكل قصيدة شكلها الخاص بها . لذا قال أدونيس وكتاب قصيدة النثر عموما بلاحقية الشكل ، أو بأسبقية الوجود على الماهية . فالقصيدة الحداثية لاماهية لها قبل تشكلها على خلاف القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة. إنها قصيدة قبل أن تكون نثرا ، والقصيد يفيد النظام ، لكنه هنا نظام خاص بهذا النص وجديد كل الجدة . وعندما يطرح نقاد قصيدة النثر ومنظروها بعض الضوابط ، لا يطرحونها من أجل الاقتداء بها واتباعها ، وإنما يطرحون نماذج للنظام الذي قدمه المنجز من قصيدة النثر ، ولك أيها الشاعر المبدع المقتدر الموهوب أن تبدع نظامك الذي يجعل من نصك نصا شعريا وفي الآن نفسه يجعله نصا حداثيا بامتياز .
    فيما يخص أدونيس : أدونيس منظر حداثي . أما إبداعيا ، فحداثته تظل مشدودة إلى ثقافته العربية شاء أم أبى ، فقد استطاع تحقيق الحد الأدنى من الحداثة في لغته الشعرية فأبدع صورا جميلة وإيقاعا جميلا ، لكن على مستوى الرؤيا وعلى مستوى التمرد على القيم ، فقد ظل شاعرا شرقيا بامتياز ولي عودة إن شاء الله للمقارنة بينه وبين شعراء الحداثة في الغرب .
    دمت مميزا أخي أحمد وشكرا على الاهتمام

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    ان اي قراءة خارج الاصول والظوابط النقدية تهمش النص وتحُول بين التلقي وادراك اي جمالية، وبالتالي تتدنى المقروئية والذوق معا لتوجه التفكير الى تصنيف هذا الكاتب او ذاك قبل الانفتاح على تجربته لتذوقها ومن ثم الاقبال على النص او العزوف عنه، والقراءة خارج الطوابط النقدية لتقديم العمل الى المتلقي يضيّق سقف التعاطي الجمالي مع الاشياء الذي يربيه تداول الشعرية، حيث "ان الشعرية تؤكدعلى ان التفسير ليس هدف الدرس الادبي.. ان هدف الدرس الادبي هو فهم الادب بوصفه مؤسسة انسانية اي صيغة دلالية." كما يقول جوناثان كولر.


    الأخ عبد الحفيظ : صحيح أن للنقد أصولا وضوابط لا بد من مراعاتها ونحن نقرأ النص الأدبي وننتج معرفة به .
    السؤال المطروح هو كيفية مد الجسور بين هذه الأصول النظرية وبين تطبيقاتها على النص الأدبي . فكثيرا ما نتمسك بمناهجنا، فتتحول كتاباتنا وقراءاتنا إلى مجرد تمارين تطبيقة ، تبدو مقحمة إقحاما .
    إن هناك مسافة فارغة بين المنهج وبين النص بوصفه لغة فريدة ومتميزة كتبت لا على مثال . وموهبة القارئ الناقد ودربته وكفاءاته وحدها القادرة على ملء تلك الفجوة . وفي غياب تلك الموهبة يتحول التحليل إلى كلام بلا ذوق وبلا لذة .
    تتجلى هذه الموهبة في القدرة على اختيار النص الملائم ، وفي القدرة على اختيار أفضل الأسئلة جرأة ، وأكثرها معاصرة، وأقدرها على ملامسة خصوصيات النص موضوع الدراسة . وفي امتلاك عين ناقدة تستكشف خفايا النص وتربط بين مكوناته بعلاقات خفية . وبعد ذلك، القدرة على تنظيم الملاحظات وفق تصور محدد حتى تبدو بالنسبة للقارئ منظمة ومرتبة ومنسجمة .
    من هذا المنطلق سيكون النص هو المبتدأ و المنتهى ، و أسئلة العصر ومفاهيمه هي البوصلة الموجهة للقراءة .
    دمت مميزا استاذ عبد الحفيظ .

    اترك تعليق:


  • أحبائي
    للناقد حق رسم الحدود ووضع الأسس والنظريات كما نحن نفعل وتفعلون وبكثرة

    ولكن تذكروا أن للمبدع حق نسف هذه الحدود إن تم ترسيمها

    لقد أتت قصيدة النثر خروجا عن المالوف فلا تجعلوها مألوفة وتخلقوا لها اسواراً
    لئلا يثور الثوار وتأتي قصيدة اللانثر

    هذا راي

    اترك تعليق:


  • نجلاء الرسول
    رد
    شكرا لك أخي الفاضل عبد الحفيظ لتوضيح هذه الجزئية المهمة في تصوير النص المفتوح

    تحية تليق

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    الشاعرة نجلاء الرسول:
    تحية طيبة وبعد:
    ان الدراسات النقدية الحداثية راعت ما أهمل في المعادلة الابداعية، وراحت تعيد الاعتبار للقارىء، وهو ما درج على العمل عليه فضاء النقد التواصلي.
    أردت من هذه المقدمة البسيطة ان أعرّج على ما تفضلت بطلب استبانته من مفاهيم نقدية كالنص المفتوح، هذا المفهوم الذي يدخل ضمن فعاليات الرؤية النقدية عند أمبرتو إيكو، الذي يرى ان النص يبدأ والقارىء ينهي، بمعنى أن فعل النص يظل ناقصا إلا إذا استعان بالقارىء، وبالتالي كلما كانت قدرة القارىء قائمة ومتوفرة فان النص يتحقق ويلقى القبول، أما إذا كانت هذه القدرة غير متوفرة لدى القارىء، حينها ينتظر النص قارئا قادرا على تأويله، أي ان النص يتوقع قارئه.
    والقارىء عند إيكو هو القارىء النموذجي، الذي يمتلك قدرة تفسير النص وفق ما افترضه المؤلف، والتأويل ينطرح ضمن استراتيجيتين: استراتيجية المؤلف وجواب القارىء النموذج، فالنص عند ايكو لا يعتمد على قدرة المتلقي بل يخلق هذه القدرة، وهنا يتوجب سؤال مؤداه، هل النص لا يقدم إلا إمكانية واحدة لقراءته؟
    يقترح أمبرتو إيكو للجواب عن هذا السؤال تمييزا بين النص المفتوح والنص المغلق، فالنص المفتوح نص مغلق، غير أن قيمة الانغلاق هذه قيمة إيجابية عند إيكو، اذ ان هذا النص المغلق هو نص منفتح على أية قراءة، اي انه النص الذي "يقبل كل تأويل محتمل"، ويقدم ايكو نموذجا لمثل هذا النص روايات إيان فليمينج الذي اختلق شخصية جيمس بوند، ويرى ايكو ان مثل هذه النصوص "تسعى جاهدة لإثارة استجابة محددة من القارىء الحقيقي."،.اما النص المفتوح فهو الذي سعى مؤلفه الى تمثل دور القارىء اثناء عملية بناء النص، وبالتالي ينحصر تأويله ضمن حدود معينة ومفروضة، وعليه مهما كان النص مفتوحا فانه كما يقول إيكو لا يقبل اي تأويل، وهو بالتالي "يحدد مشروعا مغلقا لقارئه المثالي الذي هو وحدة من استراتيجية النص البنيوية.
    من هذه التحديدات نستطيع ان نتبين طبيعة تكوينية للنص ذاته الذي يضع استراتيجية تجمع بين البناء وتستهدف التلقي، لكن التلقي يكون انفلاتيا مغامراتيا يسعى الى تجاوز حدود النص لتعريته وتقديمه ضمن رؤية انخلاقية متعددة القراءات، وهو مطمح النص المغلق، اما التلقي الذي يستهدفه النص المفتوح فهو من تصميمات البناء النصي وانسجته، وكأنه مشروع لواحدية القراءة.
    احترامي.
    عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • نجلاء الرسول
    رد
    النص المفتوح ... درجة الصفر من الكتابة ... وتجربة سعدي يوسف

    أسئلة تروادني

    شكرا لكل من همه الرقي هنا وخدمة الأدب

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    الاستاذة اسماء مطر المحترمة:
    تحية طيبة وبعد،،
    عندما ربطت بين نظريتي صدام الحضارات ونهاية التاريخ، كنت مستحضرا سابقة تاريخية في تاريخ العلاقات الدولية، بما ان النظريتين السابقتين لهما ارتباط بالعلاقات الدولية، وتتمثل تلك السابقة في توظيف الاستشراق لاهداف استعمارية، وسواء صدام الحضارات او نهاية التاريخ فان كلتاهما تصب في تهيئة الوعي لاستقبال الانخراط الحضاري داخل دائرة حضارية مختلفة وقبول كل ما تاتي به ليس لشيء الا لانها الغالبة، وبالتالي تندرج الرؤية ضمن مفاعيل الحرب الاستباقية لان الغرب الحضاري لمس بعض مؤشرات الانفلات لدول محور الجنوب ومنها الدول الاسلامية، فكانت النظريتين السابقتين كآلية للجم انطلاق هذه الدول، والدليل على ذلك نجد ان احد التفسيرات لاحداث 11 سبتمبر اندرجت ضمن نظرية صدام الحضارات لهنتنغتون.
    يبقى هذا التفوق الوهمي هو الذي يسيطر على الوعي الآخر خارج الدائرة الحضارية الغربية، فيعيقه عن تلمس افاق الابداع، وهو ما انفلتت منه المبادرة اليابانية، التي تحوز على ما نسميه القيمة المضافة، "فليست اليابان حضارة تقليد، وانما سر اليابان في انهم محوا الامية قبل نهاية القرن التاسع عشر كما انهم اعتمدوا على حضارتهم وقيمهم وكانوا في بداية القرن العشرين يترجمون الى اليابانية كل ما يصدر في لغات اخرى، اذا محافظتهم على قيمهم دفعتهم الى انهم عندما يحصلون على تكنولوجيات اخرى كانوا يسيطرون عليها وعندما يتفهمونها يضيفون اليها قيمة مضافة هي اليبانية.." كما يقول المهدي المنجرة في كتابه الحرب الحضارية الاولى.
    وبالتالي يمكن ان ندمج قصيدة الهايكو ضمن هذا المنحى الابتكاري الذي يرفض التقليد، ففي القرن السادس عشر ظهرت على يد باشو ما تسيو وكان من اهم المبادىء التي تأسس عليها هذا الفن هي الاخلاص للطبيعة والانتصار لها بل الذوبان فيها الى درجة انه لا يتم التعبير عن الاحاسيس والافكار الا من خلال الموضوعات الطبيعية، كل ذلك كان وفاء من باشو لاستاذه في الفلسفة الذي كان يرى ان اهم القيم انما تكمن في الاشياء الطبيعية.
    ومن مقاطع قصيدة الهايكو:
    مع اشراقة الصباح
    الناعمة
    فطور ممتع

    مبتهجا بالبنفسج
    اجتاز سفح
    الجبل الشامخ

    غراب وحيد
    على غصن عار
    مساء الخريف
    هذه الابيات من شعر باشو ماتسيو.
    اخيرا استاذتي الكريمة اسمحيلي ان اخالفك في ان صدام الحضارات هي لصامويل هانتغتن وليس لفكوياما، وفكوياما كان له السبق في ميدان النظريات التي تؤسس للعلاقات الدولية في عقد التسعينيات، حيث في عام 1986 نشر مقالة حول نهاية التاريخ.
    دمتم متألقين
    عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • أحمد أنيس الحسون
    رد
    أخي محمد
    إن كانت تلك المقدمة تأطير لقصيدة النثر وضابط لها ، فهل هذا يعني أننا تحررنا من سطوة خليل إلى فراهيدي آخر؟

    ثم إن أدونيس نفسه يصرح بأسبقية القول فيما لم يُقل بعد.
    أنا قرأت هذه الدراسة للقصيدة النثرية بعين الرضا ، لكنني أرفض أن تكون ضابطاً للقول والشعر ، وإلا سنكون رجعيين بعدما ادعينا التقدمية.
    أقصد : بما أنه كل شعر خارج عن عروض الخليل هو قصيدة نثر فلا ضابط هناك لهذه القصيدة الشبكية التي أرهقنا فيها أدونيس ، علماً أن كثيراً من قصائد النثر تتوزع بين التفعيلة والانسياب الحر.
    برأيي كل ماجاء هو من باب الدراسة النقدية لهذا النص أو ذاك ، وليس بنداً يُحتذى كي لا نقع بأسر الانغلاق من جديد ونكبّل اللغة .
    زعيم الحداثة أدونيس كما سمته الكتب أظنه انقلب عن المتحول ليعود لثابت آخر. بل إنه ماعاد يعي أي متحول سيمتطي ، خصوصاً بعد انتسابه لإقليم كردستان العراق كما يسميه البعض.

    ومن الإجحاف بلغتنا وطاقاتها الخلاقة أن نتمثل بساط أدونيس مطية لدخول عالم الحداثة وهو المقرر والجازم بانقراض الحضارة العربية.
    بما أنه زعيم مدرسة مدافع عن ثوابتها فما الذي حدا به هذا الحدو.
    ارفعوا الستار يا أخي عن هذه الرموز ، الشعر شعر سواء كان عمودياً أو غير عمودي . ( عمودي - تفعيلة - نثر بكل الأبعاد ودون قيد ).

    شكراً لك أخي محمد لهذه الإشارة النيرة ، وربما لا يسعفنا المقام للخوض أكثر ، وخلاصة رأيي أنه إذا كانت تلك المقدمة ضوابط فالأجدى بنا ألا نسمي هذه الحركة حداثية تحررية ، لأنها بذلك تلعب نفس الدور السلطوي الدكتاتوري.

    دمتم بخير وتألق.

    اترك تعليق:

يعمل...
X