مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو صالح
    رد
    أتمنى من القائمين على قسم قصيدة النثر، أن يتم نقل الخواطر التي يتم نشرها على أنها قصائد نثريّة، فلا يجوز ذلك، يجب أن تكون هناك معايير دنيا لما يتم وضعه في هذا القسم

    ما رأيكم دام فضلكم؟

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    أخي الكريم و الشاعر المبدع عبد الحفيظ : كلماتك الطيبة أخجلتني ، لأني أعرف أنها صادرة من قلب صادق .
    ما نحتاج إليه أخي في وطننا العربي الكبير ، هو أن يجلس بعضنا إلى بعض ، ويستمع بعضنا إلى بعض ، ويحاور بعضنا بعضا بكل أدب ولباقة ، فيفيد ويستفيد .وقد كانت تدخلاتك وردودك من الأدب واللباقة و الجدية ما يمكن الافتخار به علما وأخلاقا.
    دمت أخي وفيا للإبداع و النقد والحوار واحترام الرأي الآخر حتى ولو كان نقيضا .تحياتي الصادقة

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذ الجليل محمد القاضي : تحية صادقة وبعد :
    أولا لم أقل في تدخلي بضرورة خلوّ قصيدة النثر من الوزن والقافية ، وإنما قلت تحررها من الوزن والقافية ، وفرق كبير بين الخلو والتحرر ، فالخلو يصبح شرطا وقيدا ، وهَمُّ قصيدة النثر أن تتخلص من كل القيود والشروط و أسبقية الماهية على الوجود ، إن قصيدة النثر بنيت على أساس ما يصطلح عليه بلاحقية الشكل ، أي أن هذه القصيدة لا شكل لها قبل وجودها إذ تكتسب شكلها الخاص والمتميز بعد انتهائها لا قبل وجودها .
    لذا فما يرفضه هذا الشكل الشعري هو القافية المطردة المصنوعة المفروضة التي تحتل موقعا معينا في النص، وهو نهاية البيت أو السطر الشعري ، وما جاء عرَضا وغير مطرد في وسط السطر أو نهايته، فيندرج في إيقاعها الداخلي الذي تكتسبه من التكرار الصوتي والكثافة الترصيعية والتجنيسية .بل قد نجد في كلامنا اليومي وفي السرديات جملا موزونة دون أن يكون القصد خضوعها للوزن ، ومع ذلك لا ننظر إليها باعتبارها جملا شعرية لآنها لاتثير انتباهنا ولا تشد الانتباه إليها . من هنا قد تكون في قصيدة النثر بعض القوافي لكنها لاتكون مطردة ولا تبدو مصنوعة ومقصودة ، ولا تتحول إلى قيد قبلي .
    لنعد إلى قصيدة الماغوط خريف درع
    هذه القصيدة لا تتضمن أية قافيه ، فهي نص نثري بامتياز ، وما أسميتَه بالقوافي لا ينطبق عليها تعريف القافية الذي عرفها الخليل بن أحمد بقوله : من آخر ساكن إلى الساكن الذي يليه مع الحركة التي قبله
    لنعد إلى النص ونلاحظ :


    خريف درع

    محمد الماغوط


    اشتقت لحقدي النهم القديم

    وزفيري الذي يخرج من سويداء القلب

    لشهيقي الذي يعود مع غبار الشارع وأطفاله ومشرّديه

    *

    في الشتاء لا أشرب أيّة زهور أو أعشاب برية في درجة الغليان

    بل أنفثها بعيداً إلى ربيع القلب

    *

    واشتقت لذلك الحنين الفتيّ المشرّد وقد ضاقت به السبل

    فيبكي كسيف عجز ولم يشهره أحد ولو للتنظيف منذ آخر مَعْرَكَة ٍ

    أو استعراض

    *

    ولتلك الأيام التي كانت الموجة فيها تقترب من البحارة الأغراب

    ملثمة كالبدوية المهدور دمها.

    *

    ولو كان الأمر بيدي لقدمت وسام الأُسْرَةِ

    للصخور، والمشانق، والمقاصل، وساحات الرجم وسياط التعذيب

    لاعتقادي بأنها من عائلة واحدة فرّقتها الأيام

    *

    والدموع الغريبة لا أَصُدُّهَا

    بل أفتح لها عينيّ على اتساعِهِمَا

    لتأخذ المكان الذي تريد حتى الصباح

    وبعد ذلك تمضي في حال سبِيلِهَا

    فربما كانت لشاعر آخر!.


    اقرأ الكلمات مشكولة بالشكل التام وواصل القراءة حتى الفاصلة أو النقطة لتجد أن ليست هناك قواف .
    وحتى ولو افترضنا أنها كلمات قواف فليست هناك علاقة بينها فمَعْرَكَة ٍ لا علاقة بالأسرةِ ، فحروف القافية في الأولى هي معركة وحروف القافية في الثاني هي سْرَةِ وفرق كبير بينهما . وما قلته عن المعركة والأسرة يصدق على باقي الأمثلة التي استشهدت بها .

    تحياتي الخالصة

    اترك تعليق:


  • محمد القاضي
    رد
    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:crimson;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]ملاحظة[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:blue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]
    أستاذي الموقر د.علي ،
    مما سبق أن جاء في مقالكم ومداخلاتكم وما كتب عن قصيدة النثر من صفات،

    فإن من أهمها هو خلو قصيدة النثر من الوزن والقافية ،،،

    ولكنك حين أتيت لنا بنموذج ، تمثل في قصيدة "خريف الدموع " للماعوط ،

    ( المشاركة رقم 26) فربما سأل سائل عن قوافيها

    ( أطفاله ، متشردة ،معركة ،الآسرة)

    و (دمها ، سبيلها ، أصدها ، اتساعهما ) ....

    فكيف يمكن تفسير ذلك؟

    ولك فائق احترامي[/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN].

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    الاستاذ علي المتقي المحترم:
    تحية طيبة وبعد،،
    اتقدم اليك بالشكر الجزيل على ما اثرته واثريت به من افكار في ما يتعلق بقصيدة النثر، والتي شخصيا استفدت منها كثيرا، وركزت من خلالها رؤيتي لقصيدة النثر، هكذا يكون التغيير، وهكذا يساهم الشعر ونقده في بناء افق ولو مكروسكوبي لمستقبل حضاري منشود.
    استاذي ان من لا يقدّر جهد الاشخاص يبقى على هامش المشاركة الانساسية الفعالة، واني لمست ايها الاستاذ الفاضل في مداخلاتكم التطبيق العملي لفرضية مقدرة الادب والفن عموما على التغيير.
    دمت رائعا..
    دمت اخا ..
    دمت صديقا..
    كن صديقي وامنحني فرصة للبقاء..
    دمت مميزا ودامت لكم الافراح والمسرات.
    تلميذك عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الاستاذ علي المتقي المحترم:
    تحية طيبة وبعد،،
    شكرا على الاضاءة استاذ علي، فيما يتعلق بعلاقة تطور الشكل بالوضع الاجتماعي، والمتعارف عليه ان الابداع الذي ينحرف عن الاطر الاجتماعية الحاضنة انما يعبر عن اولويات لا تراعي الخصوصية المجتمعية التي تقود بالضرورة الى مفاهيمية التبييء، اي تبييء المناهج، ولعل المصطلح يتعلق اكثر بالنقد حين ينفتح العقل على منتج الآخر المعرفي، حيث الدوائر الحضارية انما تنمو ضمن جدلية التفاعل التي تفعَّل بدورها عبر الاستيعاب، الفحص ثم الخلق.
    ضمن هذه الدائرة، يطرح السؤال المتعلق بمدى مساهمة الشعرية العربية كجنس وكأشكال تستجيب للحظة الحضارية الزاحمة، في اثراء الانتاجية النصية العالمية؟
    حينما اؤكد على السرعة وعلى الايقاع المتسارع لوقع الحياة في دفع المبدع الى البحث عن اشكال تعبيرية اخرى تستجيب للواقع المتجدد، انما افصل الابداع كآلية تفعِّل الواقع لتغييره، عن الجانب الايديولوجي، والا نسقط في مغبة النقد الايديولوجي الذي يتغاضى عن اي جمالية للنص وينصب حول تفسير علاقة النص بالانتماء، دون محاولة ادماج الايديولوجي في مركب الابداعية، حيث تقدم المستويات النصية التي يرى بارث انها الجديرة بالقراءة، وليس المتواليات النصية في تتاليها، تقدم المضمر في علاقة الشاعر باللحظة الاستبطانية للتجربة، فادونيس مثلا رغم الاختلاف الكبير مع توجهه الايديولوجي والذي يخضع له بداهة ابداعه في كثير من تجلياته، الا ان الجمالية المدركة عبر القراءة النقدية تجمع شتات الصورة الشعرية المقتدة من الكل الادونيسي الذي تفاعلت بدواخله عناصر التراث والحداثة واللحظة المجتمعية المهيمنة، وانتجت نصا يمتلك ككل نص مركز الصد الذي يتمتع القارىء باختراقه له وتفكيك شفرات طبقاته.
    انتهي الى ان المركب المجتمعي بكافة تمظهراته التحولية تؤثر في البنية الابداعية للشكل الشعري رغم انتقاليتها من ثقافة مغايرة، لان الوعي الشعري لا ينفصل عن مخزونه التراثي الذاتي الذي يدفع الابداعية الى قول المغاير ضمن التجربة المشتركة، والا كيف نفسر بحث الذائقة الشعرية في شقيها الانتاجي والتلقياتي عن عنصر الايقاع في القصيدة النثرية ومحاولة التاسيس لذلك عن طريق الايقاع الداخلي للجملة الشعرية.
    دمت مميزا استاذي علي المتقي ودامت لكم الافراح والمسرات.
    اخوك عبد الحفيظ


    أخي الكريم عبد الحفيظ : أحيي فيك هذا الحوار الهادئ الذي يضيء قصيدة النثر بوصفها شكلا من أشكال القصيدة العربية .
    لن أخالفك الرأي في أن هناك إيقاعا سريعا لوقع الحياة العربية دفع الشعراء الى البحث عن أشكال تعبيرية اخرى تستجيب للواقع المتجدد، لكن ما أؤكد عليه هو أن هذا الشكل التعبيري لم يكن وليد الواقع العربي ولا يسير يإيقاعه . فإذا كان هذا الواقع يسير ويتطور بمتوالية حسابية ، فإن الأشكال التعبيرية تتطور بمتوالية هندسية ، فما يكاد يظهر شكل تعبيري ، وينتشر في المنابر الثقافية، ويستوعبه النقد ويعرف يجمالياته وخفاياه، حتى يظهر شكل تعبيري جديد ـ لا من رحم المجتمع في صيرورته ، وإنما يستورد كما تستورد الآلات والتقنيات ، فلم يمض على قصيدة التفعيلة عقد من الزمن ( عشر سنوات ) حتى ظهرت قصيدة النثر ، ولم تمض عليها أربع سنوات حتى ظهر مصطلح الكتابة ...في حين أن المعركة مع الشكل التعبيري العمودي لم تحسم بعد . وهذا الاستيراد السريع لأحدث الأشكال التعبيرية الجديدة لم يكن وليد المعاناة ولا مواكبة تطور المجتمع كما سبقت الإشارة ، وإنما هو وليد البحث عن التميز والتفرد والسبق ، من هنا لا يمكن نفي الأيديلوجي عنه ، فالأشكال التعبيرية الجديدة أشكال أيديلوجية تفيد المعاصرة و التحضر والاختلاف في مقابل أشكال أخرى تفيد الرجعية والتخلف . وقد زاد من مصداقية هذا القول، أن هذا الشكل التعبيري ( قصيدة النثر) حمل لواءه ودافع عنه باستماتة الاتجاه الحداثي الذي نادى بالتوجه نحو ثقافة البحر ( ألأبيض المتوسط ) وهجر ثقافة الصحراء .

    ولو كانت الدعوة إلى الحداثة وإلى قصيدة النثر اليوم لكان لها شأن آخر ، خصوصا وأن المجتمع العربي انفتح على مصراعيه أمام الخوصصة والفردانية والمنافسة والإبداع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، ولكنها سبقته بنصف قرن من الزمن ، فكانت النتيجة أن لم تصمد في وجه التيار المقاوم فاصطدمت بجدران متعددة ، اختزلها يوسف الخال في جدار اللغة .
    كل هذا لا يعني أبدا أن قصيدة النثر ليست لها قيمة مضافة في شعرنا العربي ، إنها ذات قيمة مضافة كبيرة ، لكن مع الأسف ظلت إلى حدود اليوم في أبراج عاجية تتداولها النخبة والنخبة وحدها، والشعوب العربية تجد ذاتها فيما هو شعبي وبسيط ، فلا أحد من الفنانين إلى حدود اليوم استطاع أن يغني نصا غير موزون وأن ينشره بين الجماهير على نحو ما فعل مارسيل خليفة بشعر درويش وكاظم الساهر بشعر نزار قباني .
    كل الود و التقدير

    اترك تعليق:


  • محمد القاضي
    رد
    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]أستاذي الجليل علي المتقي

    شكرا على هذا النبع الدافق من العطاء ،

    الذي سيبقى ملاذا ، وقِبلة لكل صاحب موهبة ألِقة ،،

    كن قريبا أستاذنا ولا تحرمنا من منهل عطائك في أي وقت ،،

    سنبقى نتابع بشغفٍ وذهول !

    متمنيا لك دوام الصحة والتألق

    .........[/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    [COLOR="DarkRed"]إيقاع قصيدة النثر: تؤكد كل الدراسات النظرية الغربية والعربية أن قصيدة النثر لما تخلت عن الوزن والقافية بوصفهما إيقاعا خارجيا سابقا على التجربة، خلقت لنفسها إيقاعا خاصا متوسلة بكل أنواع الموازنات الصوتية. هذا الإيقاع لا وجود له خارج التجربة النصية، إذ يتغير مع كل نص جديد، ويرفض أي تقنين. وسنكتفي بنموذج واحد هو :
    مزمور(فارس الكلمات الغريبة) لأدونيس :
    يقبل أعزل كالغابة وكالغيم لا يرد ، وأمس حمل قارة ونقل البحر من مكانه .
    يرسم قفا النهار ، يصنع من قدميه نهارا ويستعير حذاء الليل ثم ينتظر ما لا يأتي . إنه فيزياء الأشياء ، يعرفها ويسميها بأسماء لايبوح بها . إنه الواقع ونقيضه ، الحياة وغيرها .
    حيث يصير الحجر بحيرة والظل مدينة يحيا ، يحيا ويضلل اليأس ، ماحيا فسحة الأمل ، راقصا للتراب كي يتثاءب ، وللشجر كي ينام .
    وهاهو يعلن تقاطع الأطراف، ناقشا على جبين عصرنا علامة السحر.
    يملأ الحياة ولا يراه أحد ، يصير الحياة زبدا ويغوص فيه ، يحول الغد إلى طريدة ويعدو يائسا وراءها . محفورة كلماته في اتجاه الضياع الضياع الضياع.
    والحيرة وطنه ، لكنه مليء بالعيون .
    يرعب وينعش
    يرشح فاجعة ويفيض سخرية
    يقشر الإنسان كالبصلة
    إنه الريح لا ترجع القهقرى والماء لا يعود إلى منبعه. يخلق نوعه بدءا من نفسه ، لا أسلاف له وفي خطواته جذوره.
    يمشي في الهاوية وله قامة الريح .
    إذا كانت القصيدة العمودية مقسمة إلى أبيات، والقصيدة المعاصرة مقسمة إلى أسطر وجمل شعرية، فإن هذا المزمور مقسم إلى فقرات متفاوتة الطول وتامة المعنى. وهذا التقسيم خاصية نثرية محضة.
    وعلى الرغم من الطابع النثري لهذا التقسيم ، فإن الجمل النحوية في النص تتميز بخصائص تخرجها من النثر لتتحول إلى جمل شعرية. وهذه الخصائص هي التي أضفت عليها طابع الشعرية. وسنقتصر في هذا التدخل على الخصائص الإيقاعية .
    إن الخطاطات النحوية المجردة والكلمات التي انتظمت فيها منتقاة ومرتبة ترتيبا يمنحها سمات إيقاعية متميزة تتجسد في:
    .

    أ ـ الكثافة الصوتية التي تعد شرطا أساسيا لبروز الإيقاع وفاعليته. وقد تكثفت في النص مجموعة من الأصوات أكثر من غيرها، ففي كل فقرة تتكرر أصوات معينة تميزها وتمنحها بعض خصوصياتها. وسنقتصر على صوتين متوزعين على امتداد النص كله هما الياء واللام، ففي الفقرة الأولى وحدها تتكرر اللام ثمان مرات .
    وفي الفقرة الثانية ، تكرر صوت الياء أربع عشرة مرة :
    يرسم قفا النهار ، يصنع من قدميه نهارا ، ويستعير حذاء الليل ، ثم ينتظر ما لا يأتي ، إنه فيزياء الأشياء ، يعرفها ويسميها بأسماء لا يبوح بها . إنه الواقع ونقيضه ، الحياة وغيرها.
    إن هذين الصوتين يحتلان في معظم الكلمات موقعا محددا، فصوت اللام يتوزعه الموقع الأخير ( يقبل ـ أعزل ـ حمل ـ نقل ) والموقع الأول (الغابة ـ الغيم ـ لايرد ـ البحر). أما الياء ، فتتصدر أوائل الكلمات (يرسم ـ يصنع ـ يستعيرـ ينتظرـ يأتي ـ يعرفها ـ يسميها ـ يبوح ) ، وأواسطها ( فيزياء ـ الأشياء ـ قدميه ـ الحياة ـ غيرها ) . ويرى الدكتور محمد العمري أن مجانسة الأصوات الأولى والأخيرة أكثر أهمية من مجانسة الأصوات الداخلية. فالصوت الأخير يقع موقع التقفية والسجع، أما الصوت الأول فله قيمة دلالية بالدرجة الأولى .
    ب ـ الكثافة الترصيعية: لا نكاد نجد كلمة في النص لا تتجاوب ترصيعيا مع كلمة أو كلمات أخرى ، ويمكن تقسيمها إلى المجموعات المتجانسة الآتية :
    ـ صيغة الفعل الماضي : حمل ـ نقل .
    ـ صيغة اسم الفاعل : ماحيا ـ راقصا ـ يائسا ـ ناقشا .
    ـ صيغة فعْل : الغيم ـ البحر ـ الليل ـ اليأس ـ الماء ـ نوع ـ بدء ...
    ـ صيغة فعَـل : الحجر ـ الأمل ـ الشجر ـ الزبد.
    ـ صيغة فعيلة : مدينة ـ طريدة .
    ـ صيغة الجمع : أشياء ـ أسماء ـ أسلاف ـ أطراف .
    ـ صيغة فعول : العيون ـ الجذور.
    وعلى الرغم من أن بعض الصيغ لا تتكرر بكثافة إلا أن الموقع الذي تحتله في الجملة يبرزها إيقاعيا ويجعلها أكثر فاعلية. ويتضح ذلك من خلال تتبعنا لتكرار بعض التراكيب النحوية :

    1 نقل البحــــر
    حمل قارة
    2 ـ


    2يرسم قفا النهار
    يستعير حذاء الليل


    3 ـ إنه الواقع ونقيضه
    الحياة وغيرها



    4 ـ يملأ الحياة ولايراه أحد
    يصير الحياة زبدا ولا يغوص فيه
    يحول الغد إلى طريدة ويعدو يائسا وراءها


    5 ـ يرشح فاجعة
    يفيض سخرية

    6 ـ
    راقصا للتراب كي يتثاءب
    للشجر كي ينام



    7 ـ إنه الريح لا ترجع القهقرى
    الماء لا يعود إلى منبعه


    إن هذه الجمل ليست مجرد بنيات تشغل وظيفة نحوية وتداولية، وإنما تشغل كذلك وظيفة إيقاعية تطرب الأذن وتشدها إليها. ويساهم تعددها وتنوعها في التخفيف من الرتابة التي قد تنتج عن تكرارها.[/
    COLOR]
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 14-04-2009, 19:39.

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    الاستاذ علي المتقي المحترم:
    تحية طيبة وبعد،،
    شكرا على الاضاءة استاذ علي، فيما يتعلق بعلاقة تطور الشكل بالوضع الاجتماعي، والمتعارف عليه ان الابداع الذي ينحرف عن الاطر الاجتماعية الحاضنة انما يعبر عن اولويات لا تراعي الخصوصية المجتمعية التي تقود بالضرورة الى مفاهيمية التبييء، اي تبييء المناهج، ولعل المصطلح يتعلق اكثر بالنقد حين ينفتح العقل على منتج الآخر المعرفي، حيث الدوائر الحضارية انما تنمو ضمن جدلية التفاعل التي تفعَّل بدورها عبر الاستيعاب، الفحص ثم الخلق.
    ضمن هذه الدائرة، يطرح السؤال المتعلق بمدى مساهمة الشعرية العربية كجنس وكأشكال تستجيب للحظة الحضارية الزاحمة، في اثراء الانتاجية النصية العالمية؟
    حينما اؤكد على السرعة وعلى الايقاع المتسارع لوقع الحياة في دفع المبدع الى البحث عن اشكال تعبيرية اخرى تستجيب للواقع المتجدد، انما افصل الابداع كآلية تفعِّل الواقع لتغييره، عن الجانب الايديولوجي، والا نسقط في مغبة النقد الايديولوجي الذي يتغاضى عن اي جمالية للنص وينصب حول تفسير علاقة النص بالانتماء، دون محاولة ادماج الايديولوجي في مركب الابداعية، حيث تقدم المستويات النصية التي يرى بارث انها الجديرة بالقراءة، وليس المتواليات النصية في تتاليها، تقدم المضمر في علاقة الشاعر باللحظة الاستبطانية للتجربة، فادونيس مثلا رغم الاختلاف الكبير مع توجهه الايديولوجي والذي يخضع له بداهة ابداعه في كثير من تجلياته، الا ان الجمالية المدركة عبر القراءة النقدية تجمع شتات الصورة الشعرية المقتدة من الكل الادونيسي الذي تفاعلت بدواخله عناصر التراث والحداثة واللحظة المجتمعية المهيمنة، وانتجت نصا يمتلك ككل نص مركز الصد الذي يتمتع القارىء باختراقه له وتفكيك شفرات طبقاته.
    انتهي الى ان المركب المجتمعي بكافة تمظهراته التحولية تؤثر في البنية الابداعية للشكل الشعري رغم انتقاليتها من ثقافة مغايرة، لان الوعي الشعري لا ينفصل عن مخزونه التراثي الذاتي الذي يدفع الابداعية الى قول المغاير ضمن التجربة المشتركة، والا كيف نفسر بحث الذائقة الشعرية في شقيها الانتاجي والتلقياتي عن عنصر الايقاع في القصيدة النثرية ومحاولة التاسيس لذلك عن طريق الايقاع الداخلي للجملة الشعرية.
    دمت مميزا استاذي علي المتقي ودامت لكم الافراح والمسرات.
    اخوك عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • أبو صالح
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
    [FONT="Tahoma"][COLOR="DarkRed"]2 التجديد النثراني/قصيدة الحداثة:
    أشار الأخ الكريم عبد الحفيظ إلى مسألة أخرى تهم الحداثة وقصيدة النثر تتعلق بالعلاقة بيت تطور الشكل الشعري وتطور المجتمع . فهل قصيدة النثر وليدة تطور المجتمع العربي؟
    مؤكد أن قصيدة النثر وغيرها من أشكال الكتابة الإبداعية كانت وليدة مجتمع غربي معقد يتطور بسرعة قصوى ، ويعيش فيه الإنسان غربة مزدوجة تتولد عنها معضلات كيانية اعتبرتها الحداثة راية العصر كالقلق والألم والخوف والقهر والتشيؤ...
    أما في ثقافتنا العربية فهناك شرخ كبير بين السرعة التي تطورت بها الأشكال الشعرية العربية بين سرعة تطور المجتمع . كما يوجد شرخ آخر بين الخلفيات النظرية التي تبنتها الاتجاهات الشعرية العربية ،وبين الخلفيات العقدية والاجتماعية التي تحكم المجتمع العربي . فالمجتمع العربي في الخمسينيات و الستينيات كان مجتمعا تقليديا ، يعيش في ظل أنظمة سياسية استبدادية تستمد سلطتها من الشرعية التاريخية ،وتغلق الباب أمام رياح التغيير والتمرد ، وينبني على الأسرة التقليدية الممتدة الذي تضم الأب والأبناء والحفدة وحفدة الحفدة ، ويعتمد وسائل الإنتاج الجماعية المرتبطة بنمط الإنتاج الفلاحي ، ويتبنى التربية التقليدية التي تتأسس على التلقي و الحفظ والتعليم البنكي ( تخزين المعلومات الجاهزة). ويطمئن إلى أن القضاء والقدر يتحكم في مصيره . وما كان لواقع كهذا أن يتماهى مع شكل شعري يفتح الباب على مصراعية للتحرر من كل القيود ومن كل القيم، ويدعو إلى الفردانية في شكلها الأكثر تطرفا .
    لهذا فإن الاتجاهات الأدبية العربية الحديثة التي ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي ، لم تفرض نفسها بوصفها جوابا نظريا لأسئلة عملية نابعة من صميم المجتمع العربي ، وإنما استُمِدت من مرجعية مغرقة في النظرية نشأت وتطورت في واقع آخر مخالف للواقع العربي، بل يعيش معه مرحلة صراع وتناقض. وعلى الرغم من ذلك ، فإن هذه الاتجاهات كلها تدعي قدرتها على فهم الواقع العربي، وأنها وحدها تملك أدوات وآليات تغييره. إلا أنها لن يمر وقت طويل حتى تصطدم بعراقيل واقعية لا قبل لها بها. فالاتجاه الحداثي الذي استمد خلفياته النظرية من الوجودية الميتافيزيقة سيصطدم بجدار اللغة النابعة من صلب المجتمع، ويعلن فشله في بيان أخير بعد سبع سنوات من تأسيسه. والاتجاه القومي اللبرالي الذي يستند إلى الوجودية السارترية، ستصدمه حرب 1967 ليبحث مباشرة بعدها عن طريق جديد. أما الاتجاه الواقعي الذي تأسس على أسس الواقعية الاشتراكية السوفياتية، فلم يجد له بعد مكانا في المجتمع والثقافة العربيين، وقد وصل إلى نهايته المحتومة بعد سقوط جدار برلين. فهل كانت هذه الاتجاهات ستعرف هذه النهاية لو كانت وليدة الواقع العربي ؟.
    [/FONT]
    جميلة جدا هذه القراءة وأظنّها الأقرب إلى الوصف المنطقي لواقع هذه الحالة

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    [FONT="Tahoma"][COLOR="DarkRed"]2 التجديد النثراني/قصيدة الحداثة:
    أشار الأخ الكريم عبد الحفيظ إلى مسألة أخرى تهم الحداثة وقصيدة النثر تتعلق بالعلاقة بين تطور الشكل الشعري وتطور المجتمع . فهل قصيدة النثر وليدة تطور المجتمع العربي؟
    مؤكد أن قصيدة النثر وغيرها من أشكال الكتابة الإبداعية كانت وليدة مجتمع غربي معقد يتطور بسرعة قصوى ، ويعيش فيه الإنسان غربة مزدوجة تتولد عنها معضلات كيانية اعتبرتها الحداثة راية العصر كالقلق والألم والخوف والقهر والتشيؤ...
    أما في ثقافتنا العربية فهناك شرخ كبير بين السرعة التي تطورت بها الأشكال الشعرية العربية وبين سرعة تطور المجتمع . كما يوجد شرخ آخر بين الخلفيات النظرية التي تبنتها الاتجاهات الشعرية العربية ،وبين الخلفيات العقدية والاجتماعية التي تحكم المجتمع العربي . فالمجتمع العربي في الخمسينيات و الستينيات كان مجتمعا تقليديا ، يعيش في ظل أنظمة سياسية استبدادية تستمد سلطتها من الشرعية التاريخية ،وتغلق الباب أمام رياح التغيير والتمرد ، وينبني على الأسرة التقليدية الممتدة الذي تضم الأب والأبناء والحفدة وحفدة الحفدة ، ويعتمد وسائل الإنتاج الجماعية المرتبطة بنمط الإنتاج الفلاحي ، ويتبنى التربية التقليدية التي تتأسس على التلقي و الحفظ والتعليم البنكي ( تخزين المعلومات الجاهزة). ويطمئن إلى أن القضاء والقدر يتحكم في مصيره . وما كان لواقع كهذا أن يتماهى مع شكل شعري يفتح الباب على مصراعية للتحرر من كل القيود ومن كل القيم، ويدعو إلى الفردانية في شكلها الأكثر تطرفا .
    لهذا فإن الاتجاهات الأدبية العربية الحديثة التي ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي ، لم تفرض نفسها بوصفها جوابا نظريا لأسئلة عملية نابعة من صميم المجتمع العربي ، وإنما استُمِدت من مرجعية مغرقة في النظرية نشأت وتطورت في واقع آخر مخالف للواقع العربي، بل يعيش معه مرحلة صراع وتناقض. وعلى الرغم من ذلك ، فإن هذه الاتجاهات كلها تدعي قدرتها على فهم الواقع العربي، وأنها وحدها تملك أدوات وآليات تغييره. إلا أنها لن يمر وقت طويل حتى تصطدم بعراقيل واقعية لا قبل لها بها. فالاتجاه الحداثي الذي استمد خلفياته النظرية من الوجودية الميتافيزيقة سيصطدم بجدار اللغة النابعة من صلب المجتمع، ويعلن فشله في بيان أخير بعد سبع سنوات من تأسيسه. والاتجاه القومي اللبرالي الذي يستند إلى الوجودية السارترية، ستصدمه حرب 1967 ليبحث مباشرة بعدها عن طريق جديد. أما الاتجاه الواقعي الذي تأسس على أسس الواقعية الاشتراكية السوفياتية، فلم يجد له بعد مكانا في المجتمع والثقافة العربيين، وقد وصل إلى نهايته المحتومة بعد سقوط جدار برلين. فهل كانت هذه الاتجاهات ستعرف هذه النهاية لو كانت وليدة الواقع العربي ؟.
    [/FONT]

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    [align=center]خريف درع

    محمد الماغوط



    اشتقت لحقدي النهم القديم

    وزفيري الذي يخرج من سويداء القلب

    لشهيقي الذي يعود مع غبار الشارع وأطفاله ومشرّديه

    *

    في الشتاء لا أشرب أيّة زهور أو أعشاب برية في درجة الغليان

    بل أنفثها بعيداً إلى ربيع القلب

    *

    واشتقت لذلك الحنين الفتيّ المشرّد وقد ضاقت به السبل

    فيبكي كسيف عجز ولم يشهره أحد ولو للتنظيف منذ آخر معركة

    أو استعراض

    *

    ولتلك الأيام التي كانت الموجة فيها تقترب من البحارة الأغراب

    ملثمة كالبدوية المهدور دمها.

    *

    ولو كان الأمر بيدي لقدمت وسام الأسرة

    للصخور، والمشانق، والمقاصل، وساحات الرجم وسياط التعذيب

    لاعتقادي بأنها من عائلة واحدة فرّقتها الأيام

    *

    والدموع الغريبة لا أصدّها

    بل أفتح لها عينيّ على اتساعهما

    لتأخذ المكان الذي تريد حتى الصباح

    وبعد ذلك تمضي في حال سبيلها

    فربما كانت لشاعر آخر!.

    [/align]

    نموذج آخر لقصيدة النثر الواضحة وغير الفوضوية

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأخ الكريم يحيى البدري: ما يكتبه هؤلاء الأدباء الكبار أشكال متعددة ومتنوعة يجمع بينها مصطلح قصيدة النثر، وليس بالضرورة السير على هديهم ، وإلا ستتحول الكتابة إلى تقليد ، وقصيدة النثر ضد التقليد .
    لكن هذا لا يعني أبدا أن نطلق العنان لأقلامنا لتكتب ما تشاء ويندرج ما كتب في مجال قصيدة النثر، فكتابة قصيدة نثر أصعب بكثير من كتابة نص عمودي أو تفعيلي ، لأن النص العمودي والتفعيلي له ضوابط يكفي الالتزام بها ليندرج ما يكتب في جنس الشعر ، أما قصيدة النثر ، فالمطلوب إبداع شكل جديد لا على مثال ، أي أن نعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا وقلقنا ... ونصوغه في شكل إبداعي جميل وبلغة شعرية جديدة كل الجدة ،نرتاح لها وتدهش المتلقي ، فقصيدة النثر بقدر ما هي هدم وتجاوز للأشكال السابقة، بقدر ما هي خلق لأشكال جديدة. لهذا إذا رجعت إلى النصوص المتعددة المنشورة من طرف كبار الشعراء لن تجدها متشابهة أو متماثلة ، بل ستجد كل نص لا يشبه الآخر .
    وكتابة نص شعري أيا كان يتطلب معرفة عميقة بقضاياه النظرية ، وقراءة أكبر قدر من النصوص الإبداعية حتى نمتلك الدربة الضرورية للكتابة الإبداعية . تحياتي الصادقة .
    وإليك هذا الرابط الذي ستجد فيه الكثير من قصائد النثر العربية والعالمية
    أدب هي ديوان العرب وأضخم موسوعة عالمية للشعر العربي بما في ذلك الفصيح والعامي والنبطي تضم أكثر من ثلاث ملايين بيت شعر في أكثر من ثمانين ألف قصيدة لآلاف الشعراء العرب على مر العصور مصنفة حسب النوع والموضوع وكذلك حسب الدول للشعر العربي الحديث






    وهذه قصيدة لبودلير أثارت نقاشا ساخنا وقيل عنها ذات يوم إنها قصيدة كتبت لتصعقنا فقط ، ومع ذلك فهي قصيدة تتميز بكثير من الوضوح ، لكنها تكتسب شعريتها من تمردها على قيم المجتمع الغربي المحافظ .

    [align=center]
    جيفــــــــة : شارل بودلير :
    تذكري ما رأيناه ، يا نفسي
    هذا الصباح الصيفي الرائع الجمال :
    رأينا في منعطف طريق جيفة شنيعة
    فوق سرير مفروش بالحصى،
    كانت وفخذاها في الهواء ، كامرأة داعرة ،
    متأججة ناضحة بالسموم ،
    تفتح بشكل ساخر لا يبالي
    كرشها المليء بالأبخره .
    وفوق هذه العفونة تتوهج الشمس
    كأنما تريد طبخها في الأوان
    وأن ترد أضعافا مضاعفة إلى الطبيعة الواسعة
    ما جمعته وآلفت بينه ؛
    والسماء تتأمل الهيكل الشامخ
    يتفتح كزهرة ،
    والتجيف خانق حتى ظننت
    أنه أغمي عليك فوق العشب .
    كان الذباب يطن حول هذا الكرش المتعفن،
    حيث تخرج كتائب سود
    من الحشرات ، تتدفق كسائل كثيف
    على امتداد هذه الخرق الحية ؛
    سائل يهبط ويعلو كالموج
    أو يهجم صاخبا ،
    فكأن الجسم ، وقد نفخته روح غامضة ،
    يحيا ويصير أجساما كثيرة .
    وتنبعث من هذا كله موسيقى غريبة
    كالماء الجاري وكالريح،
    أو كبذار يحركه الذاري بإيقاع
    ويديره في مذراته .

    الأشكال تمحي ، تصير حلما ،
    رسما شاحبا يتجلى بطيئا
    على القماشة المنسية ، ويكمله الفنان
    بالذكرى وحدها .
    كانت وراء الصخور كلبة واجفة
    ترنو الينا بعين غضبى
    تترصد اللحظة التي تستعيد فيها
    قطعة اللحم التي أفلتتها .
    مع ذلك ستصبحين شبيهة بهذه النتانة
    بهذا القذر المرعب ،
    يا نجمة عيني ، يا شمس طبيعتي
    أنت يا ملاكي وعذابي !
    بلى ! هكذا ستصبحين يا مليكة النعم
    بعد التناول الأخير ؟
    حين تذهبين ، تحت العشب والإزهار الخصب
    وتتعفنين بين أكداس العظام .
    آنئذ ، يا بهائي ، أخبري الدود
    الذي سيأكلك قبلة قبلة
    أني احتفظت من حبي الذي تحلل
    بجوهره الإلهي وشكله
    .
    ملاحظة أخيرة : إن الترجمة أفقدت هذه القصيدة الكثير من جماليتها [/align]
    .

    اترك تعليق:


  • يحيى البدري
    رد
    الاديب علي المتقي ....لك جزيل الشكر لما كتبت وتكتب فيما يخص
    قصيدة النثر ...

    ولكني عند القراءة وجدت ان هذا النوع من الشعر لا يتقيد بقافية ويتحرر من الكثير من القيود التي يلتزم بها الشعر القديم

    ولكن إلا يطلق للشاعر يكتب ما يأتي به قلمه دون التقييد بما كتب رامبو وانس الحاج وغيرهم ؟؟؟

    شكرا لكم

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    أخي عبد الحفيظ، سعيد بالتعرف على شاعر مبدع مثلك ،وسعيد أيضا بتواصلنا النقدي . تقديري واحتراماتي

    اترك تعليق:

يعمل...
X