مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسماء مطر
    رد
    السلام عليكم...استاذي عبد الحفيظ..

    ان اي قراءة خارج الاصول والظوابط النقدية تهمش النص وتحُول بين التلقي وادراك اي جمالية، وبالتالي تتدنى المقروئية والذوق معا لتوجه التفكير الى تصنيف هذا الكاتب او ذاك قبل الانفتاح على تجربته لتذوقها ومن ثم الاقبال على النص او العزوف عنه، والقراءة خارج الطوابط النقدية لتقديم العمل الى المتلقي يضيّق سقف التعاطي الجمالي مع الاشياء الذي يربيه تداول الشعرية،
    لقد أجاب هذا المقطع عن أسئلة كثيرة،خاصة فيما يتعلق بما يمكن تسميته تسويق الاطار التصويري للكتابة،فالمتلقي لا يمكن أن يحكم على نص الا من خلال اعادة فك التجربة الشعرية للشاعر،من خلال تطوير وسائل الاتصال المعرفي بينهما...و يجب أن تصبح القصيدة جسرا لعبور المفاهيم الانسانية،فتفسير الأدب ليس هدفا في حد ذاته،بل وسيلة للادراك المعنوي لدى المتلقي..و من هنا يمكن أن نصنف النصوص...
    شكرا على الاظافة القيمة...
    كل الاحترام.

    اترك تعليق:


  • أسماء مطر
    رد
    أستاذي المحترم علي لقد قلنا من قبل أن قصيدة النثر تتميز بالمجانية،و من خلال مطالعتي لقصائد كثيرة نثرية،فهمت أن المجانية مرتبطة خاصة بقصيدة النثر الفوضوية..
    هل فكرتي صحيحة أم لا...
    مشكور جدا على مجهوداتك و أسلوبك الراقي...

    كل الاحترام.

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    دكتور علي المحترم:
    تحية طيبة وبعد،،
    من الطبيعي جدا ان تثير قصيدة النثر ما اثارته من جدل حول تثبيت قدمها وافتكاك شرعيتها، وخصوصا وان الوسط الثقافي العربي لا يحكمه الذوق وتعاطي جمالية الفني، بل يؤول بالأشياء الى احكام القيمة والاحكام المسبقة التي تتغذى من الايديولوجي، ومن غريب ما قرأت وسوف ادلل به على تدنّي الذوق الجمالي لدى المتلقي العربي، هو تناول احد الكتاب "ادونيس" لكن من باب الاعرابي الذي بال في المسجد ليدخل التاريخ، فلقد تطرق الى ما اعتبره مروق ادونيس واضعا اياه "تحت المجهر"، طبعا ان نحكم على شاعر ومفكر كأدونيس من خلال القرائن النصية التي تجعل من المقاربة المعرفية تدور حول انتاجية الشاعر النصية، هذا مبرر ومطلوب ثقافيا واكاديميا، لكن اطلاق احكام القيمة بعد تفريغ التجربة من فنيتها ونسقيتها الجمالية، والاستفراد بقراءتها خارج التجربة العامة، اي قراءتها معزولة عن سياق التيار الابداعي الذي تنتمي اليه، وبالتالي يصبح الحكم على الشخص وليس على الشاعر وبمنطق يجوز ولا يجوز، ارى ان هذا المنحى مرفوض وبشدة، ولا اقول هذا لابرر بعض الشطط في هذه التجربة او تلك، ولكن الاحتكام الى النص تقنيا في ظني هو المعيار الجمالي الذي يفصل في جدارة التجربة من عدمها.
    وعندما تقول دكتور :
    " ظهرت قصيدة النثر في الثقافة العربية كخطوة آخيرة لتُحرر القصيدة العربية المعاصرة من أي قيد خارجي أو شرط يحدد هوية النص الشعري قبل تشكله".
    فهذا يعني استشعار مدى الحرية في التعامل مع التجربة الذاتية في تسرباتها الابداعية المحكومة اولا وأخيرا بالنصية، فلا حجر على الانفعال الوجداني البدئي في نحت قالب سكب فيوضاته، وبالتالي تتحدد آليات التعامل مع النص وفق ما تستدعيه عملية تفكيك شفراته والحفر في انساقه المضمرة.
    ان اي قراءة خارج الاصول والظوابط النقدية تهمش النص وتحُول بين التلقي وادراك اي جمالية، وبالتالي تتدنى المقروئية والذوق معا لتوجه التفكير الى تصنيف هذا الكاتب او ذاك قبل الانفتاح على تجربته لتذوقها ومن ثم الاقبال على النص او العزوف عنه، والقراءة خارج الطوابط النقدية لتقديم العمل الى المتلقي يضيّق سقف التعاطي الجمالي مع الاشياء الذي يربيه تداول الشعرية، حيث "ان الشعرية تؤكدعلى ان التفسير ليس هدف الدرس الادبي.. ان هدف الدرس الادبي هو فهم الادب بوصفه مؤسسة انسانية اي صيغة دلالية." كما يقول جوناثان كولر.
    ان تجربة ابي نواس، ما زالت ماثلة في الوعي بكل زخمها الابداعي، رغم مجونه، ولم يحل ذلك دون الاقبال على النص النواسي واستشراف دلالات الابداعية فيه.
    دمت رائعا دكتور ودامت لكم الافراح والمسرات.
    اخوك عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    العزيزة أسماء :قصيدة االنثر تجمع بين جنسين أدبيين ، جنس الشعر الموسوم بخصائص البناء والنظام و الإيقاع والتخييل وإبداع اللغة ، وجنس النثر المتميز يخصائص الحكي والحوار والدراما وتعدد الشخصيات و الراوي ...
    فظهرت قصيدة النثر لتستفيد من خصائص النثر دون أن تفقد خصائص الشعر ، أي أنها أضافت إلى خصائص الشعر بعض خصائص النثر ، لذلك لا يمكن تصنيفها ضمن النثر، وإنما ضمن الشعر . فقد حافظت على كل مقومات الشعر ، وأخذت من النثر بعض خصائصه ، ومن بين هذه الخصائص خاصية الحكي ، لكن قصيدة النثر لم توظف النثر كما وظفته الأجناس السردية ، بل أخضعته لنظام الشعر، فقد خلصته من الحادثة ( الموضوع المباشر) ومن الزمان ومن المكان ، كما خلصته من خاصيتي الاستطراد والإطناب . وبذلك ارتقت به من مستوى الحادثة والجزئية إلى مستوى الكوني الإنساني . وأفرغت لغته من الوظيفة المرجعية التواصلية لتصبح ذات وظيفة شعرية خالصة ، وذلك بتكثيفها ، واقتناص ومضة اللحظة ، كما هو الأمر في شعر الهايكو ، فقصيدة النثر بطبيعتها تتعارض والتطويل ، إنها قصيدة قصيرة تعبر عن تجربة عاشها الشاعر في لحظة قصيرة فاقتنص تجربتها وعبر عنها في كلمات واحدة، وكلما طالت قصيدة النثر إلا وفقدت الكثير من بريقها أولا لصعوبتها ، وثانيا لتعدد تجاربها وهيمنة الإطناب عليها . فقصيدة النثر الناجحة هي تلك التي لا تتجاوز أسطرا معدودة ، وتعبر عن تجربة قصيرة واحدة في كلمات موجزة لكنها كثيفة ومفتوحة على التأويل .

    اترك تعليق:


  • أسماء مطر
    رد
    السلام عليكم...
    وجدت في أحد الردود على قصيدة الأستاذ علي المتقي رسالة الى سندباد،فكرة جميلة تتحدث عن خاصية الحكي في الخطابين النثري و الشعري،و أستسمح الأستاذ علي بنقل الفكرة الى هنا تعميما للفائدة،على حد متابعتي لم تذكر النقطة في هذا الموضوع من قبل.


    ومن بين الخصائص التي يتميز بها هذا النص هو توظيفه لتقنية الحكي بوصفها خاصية نثرية في نسيج النص الشعري، لا لأغراض نثرية ،و إنما لأغراض شعرية ، وقد عبرت الأستاذة القديرة حبيبة الزوكي عن ذلك ، بأن جعلت الشعر منسوجا على نول الحكي ، والنول تلك الآلة التي ينسج بها الثوب .
    والسؤال التي يتبادر إلى الذهن الآن ، ما الفرق بين الحكي في الخطاب السردي النثري وبين الحكي في الخطاب الشعري ، وبشكل خاص في قصيدة النثر؟
    في الخطاب الشعري، ليس هناك زمان ولا مكان للحدث، ولا وظائف سردية ثانوية ، كما أن لغة الحكي تتميز بكثافتها الدلالية وبتقسيماتها الإيقاعية ، بالإضافة إلى خصاائص أخرى يضيق المقام عن الحديث عنها بتفصيل .
    نهاية الاقتباس.


    أظن أن المكان هنا سيتسع لنتحدث عن الفكرة بتفصيل أكثر..

    كل الاحترام أستاذي الفاضل.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    العزيزة أسماء : قليلون هم من يكتبون قصيدة النثر في عالمنا العربي ، لأننا محكومون بذوقنا الموروث ، لكننا نسعى إلى أن نكون أصفى و أنقى بلا قيود تحد من قدرتنا على التعبير عن تجاربنا ، لكن لا يجب أن ينسينا أهتمامنا بتصفية قصيدة النثر من بقايا اشكل العمودي ، القدرة على تعميق التجربة وتخليصها من رقابة الحواس والعقل . فالصعوبة كل الصعوبة ليست في أن نتخلص من الشكل المسبق ، و إنما في أن نتخلص من التجربة المصطنعة التي تحول النص إلى ألغاز وطلاسم ينتظر الشاعر من القراء أن يحلوها ليصفق عليهم الجميع .
    إن الهدف من التحرر من قيود الشكل العمودي ليس غاية في ذاته ، وإنما هو وسيلة للوصول إلى البوح عن عمق التجربة المعيشة . تحياتي الصادقة أيتها المبدعة .

    اترك تعليق:


  • أسماء مطر
    رد
    السلام عليكم...
    أستاذي الفاضل علي شكرا على التوضيح،و هذا فعلا ما كنت أقصده بالنسبة لللاحقية الشكل في قصيدة النثر، اذ أن مناهل الشعراء و ثقافتهم هي من تحدد أسلوبهم و امكانية تخلصهم من قيود الشعر العمودي،و قد طرحت فكرة القافية و تعارضها مع لاحقية الشكل،و هذا في الحقيقة ليس تعارض،بل تصنيف و قياس مدى نقاء قصيدة النثر..

    إن قصيدة النثر كل لا يتجزأ فإما أن تكون قصيدة نثر أو لا تكون ، فتصير شكلا بين الأشكال لا هو قصيدة نثر ولا قصيدة تفعيلة.قصدت تلوين هذه الجمل لأنها تصلح لتكون شعارا لقسم قصيدة النثر،حتى لا يقع الشعراء في كتابة نصوص،مذبذبة لا الى هؤلاء و لا الى هؤلاء،و يعتبرونها قصائد نثرية..

    زادك الله من علمه...

    كل الاحترام استاذي ..

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأخت الجليلة أسماء : فيما يخص لاحقية الشكل فإنها تعني شيئا واحدا هو أن قصيدة النثر بلا هوية ولا شكل مسبق ، إنها نص يتشكل مع كل سطر نكتبه، موظفين تقنيات النثر لأغراض شعرية . لكن ونحن نكتبها لاننسى أن أذواقنا وتجاربنا نحن أبناء المدرسة العربية تربت في أحضان الذوق العربي القديم، وفي أحضان القصيدة العمودية أساسا ، وقصيدة التفعيلة نسبيا، وحينما اكتشفنا قصيدة النثر، وجربنا كتابتها ، لم يكن من السهل علينا التخلص من كل رواسب الثقافة المدرسية التي تلقيناها، لكننا بالتأكيد نسعى إلى التخلص من كل مظاهرها في إطار التجريب التي نزاوله . ويختلف الشعراء في قدرتهم على التخلص من رواسب الثقافة التقليدية، حسب درجة تحكم الثقافة العربية الأصيلة في أذواقهم ، وحسب درجة اطلاعهم على الثقافة العالمية و الغربية بشكل خاص ، فكلما كان الشاعر قارئا للتجارب العالمية في لغاتها الأصلية ومتذوقا لشعرية هذه التجارب إلا وكان قادرا على التخلص من رواسب الذوق المدرسي العربي الأصيل المحافظ، والعكس صحيح .
    صحيح إن قصيدة النثر الأصفى والأنقى هي التي استطاعت التخلص من كل رواسب القصيدة التقليدية لا على مستوى الشكل فحسب ، بل حتى على مستوى الرؤيا ، فأغلب النصوص المكتوبة بوصفها قصيدة النثر ، ليس لها من قصيدة النثر إلا تجاوز الوزن فحسب ، أما على مستوى الرؤيا ، فهي تبدو تقليدية إلى أقصى درجة .
    إن قصيدة النثر كل لا يتجزأ فإما أن تكون قصيدة نثر أو لا تكون ، فتصير شكلا بين الأشكال لا هو قصيدة نثر ولا قصيدة تفعيلة ، وربما ليس قصيدة أصلا ، وإنما مجرد بوح عاطفي ، أو اعتراف بما تجيش به الذات اتجاه موضوعها بشكل مباشر ومبتذل أحيانا.
    أما الانفتاح على التجارب الشرقية ، فيندرج في الوعي بخطورة الانحصار في التجارب الغربية واعتبارها هي التجارب العالمية ، فكان البحث عن تجارب جديدة تسمح بالانفتاح على تجارب عالمية جديدة ، وقد نجد غدا انفتاحا على تجارب افريقية لإغناء التجارب .
    وقد يكتسي هذا الانفتاح طابعا أيديلوجيا ، إذ يندرج في البحث عن الريادة والسبق واكتساب الشهرة ( خالف تعرف) دون القدرة على إدماج التجارب في نسيج القصيدة العربية .
    دمت مميزة يا أسماء .

    اترك تعليق:


  • أسماء مطر
    رد
    استاذي الفاضل علي...
    شكرا على المقاطع الشعرية التي أوردتها كأمثلة،لنرى الفرق بين النصوص،في تخلصها من أسلوب القصيدة العمودية،من فضلك نريد وقتا أطول للنقاش في هذه الأمثلة،فهذا هو لب القصيد .
    و هنا أريد التركيز على لاحقية الشكل،ألا يتعارض هذا مثلا في القصائد النثرية التي لا زالت تحافظ على بعض صور الشعر العمودي،مثلا القافية؟
    فليس من المعقول أن ينتج لنا نص يحرص على القافية،و يعطي اولوية للبناء الشعري،على الانطباعات و التوازي و الصوت؟

    شكرا استاذي على مجهوداتك ،و أسلوبك الراقي...

    دمت بخير.

    اترك تعليق:


  • أسماء مطر
    رد
    السلام عليكم .
    أستاذي الفاضل عبد الحفيظ،بالنسبة لطرح صدام الحضارات،فهذا أمر واقعي ،لكنه يدخل في نظرية المؤامرة،حيث أن بداية تناول هذا المصطلح بدأت مع فوكوياما،في شكل حوار الحضارات،و اذا كانت الثقافة الغربية تحاول أن تفرض أشكالها التعبيرية على الأدب العربي،فهذا لا يدخل في اطار الحرب الاستباقية،بل في اطار القوة اللينة،أو كما تسمى the soft power التي تركز على نشر مظاهر الحضارة الغربية،بأساليب ذاتية ،توجد في المجتمع،أي عملية التطويع الداخلي للأفكار.
    لكن سؤالي هو ،اذا كانت تلك الطريقة تستعملها الثقافة الأجنبية،بما فيها الانجليزية ،على زخم الأدب الانجليزي،و الفرنسية كما اشار الاستاذ الفاضل علي،فأين نصنف مثلا الهايكو،و هو الأسلوب الذي صار يكتب به الكثير من الأدباء العرب،على اعتبار أن الهايكو ،هو نتاج ثقافة من الثقافات الشرقية...
    هل تأصيل الأشكال التعبيرية،هو سلبي الى درجة غياب نسق مصطلحاتي يعتمد على الخصوصية في ثقافتنا؟

    شاكرة لمجهوداتك و مجهودات الاستاذ علي المتقي...
    أستفدنا جدا...و استفاد زوار الملتقى الاكارم ..

    دمتم برقي..
    احترامي.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد

    قصيدة النثر التصور والتجريب : ظهرت قصيدة النثر في الثقافة العربية كخطوة آخيرة لتُحرر القصيدة العربية المعاصرة من أي قيد خارجي أو شرط يحدد هوية النص الشعري قبل تشكله ، فقد تجاوزت الوزن والقافية و الشكل العمودي والتفعيلي التي كُتبت به النصوص الشعرية قبل الستينيات ، فقد أخذت من النثر شكله الخارجي وفضاءه المفتوح ، وبعض مكوناته السردية كالحكي والحوار، ووظفته توظيف شعريا ، وتخلصت من بقايا الخطابة و وظيفتها البيانية ، لتنحو نحو الكتابة والشعرية الخالصة .
    لكن عندما ننتقل من التنظيرإلى التطبيق نصطدم بعمق المسافة بينهما ، فما يصنف ضمن قصيدة النثر لا يرقى في مجمله إلى ما كتب على مستوى التنظير ، فهناك قلة قليلة من الشعراء الذين استطاعوا التخلص من كل بقايا القصيدة العمودية ، وحاولوا الكتابة موظفين تقنيات النثر لغاية شعرية ، والكثير تسللت إلى نصوصهم بعض مظاهر القصيدة العمودية والتفعيلية ، على الرغم من أن قصائدهم تصنف ضمن قصيدة النثر .
    وإذا كان الشعراء قد أجهزوا على الوزن ، فإن الكثير من النصوص حافظت على بعض أشكال القافية وأدرجتها ضمن إيقاع النص غير المطرد .
    وهذه يعض أشكال قصيدة النثر تكشف الفروقات بين النصوص في التخلص من مكونات القصيدة العمودية :

    وطني .. لمحمد الماغوط

    [align=center]أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف

    ولكنني أحب الرصيف أكثر

    .....

    أحب النظافة والاستحمام

    والعتبات الصقيلة وورق الجدران

    ولكني أحب الوحول أكثر.

    *****************

    فأنا أسهر كثيراً يا أبي‏

    أنا لا أنام‏

    حياتي سواد وعبوديّة وانتظار‏

    فأعطني طفولتي‏

    وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز‏

    وصندلي المعلّق في عريشة العنب‏

    لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

    *********

    المرأة هناك

    شعرها يطول كالعشب

    يزهر و يتجعّد

    يذوي و يصفرّ

    و يرخي بذوره على الكتفين

    و يسقط بين يديك كالدمع

    **** *****

    وطني

    .......

    على هذه الأرصفة الحنونة كأمي

    أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة

    سأنتزع علم بلادي عن ساريته

    وأخيط له أكماماً وأزراراً

    وأرتديه كالقميص

    إذا لم أعرف

    في أي خريف تسقط أسمالي

    وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن

    سأصعد أحد التلال

    القريبة من التاريخ

    وأقذف سيفي إلى قبضة طارق

    ورأسي إلى صدر الخنساء

    وقلمي إلى أصابع المتنبي

    وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء

    حتى أعرف متى تنبت لنا

    أهداب جديدة، ودموع جديدة

    في الربيع؟

    وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء

    إليك هذه "الصور الفوتوغرافية"

    **********

    لماذا تنكيس الأعلام العربية فوق الدوائر الرسمية ،

    و السفارات ، و القنصليات في الخارج ، عند كل مصاب ؟

    إنها دائما منكسة !

    **** ****

    اتفقوا على توحيد الله و تقسيم الأوطان

    ********

    ((مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير

    أناشدك الله يا أبي:

    دع جمع الحطب والمعلومات عني

    وتعال لملم حطامي من الشوارع

    قبل أن تطمرني الريح

    أو يبعثرني الكنّاسون

    هذا القلم سيقودني إلى حتفي

    لم يترك سجناً إلا وقادني إليه

    ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه))


    لي حبيبة . لأنسي الحاج. . [/align]


    [align=justify]لي حبيبة يا صديقي، نام بها الشتاء وأفاق فتيّاً، كمجهول قادم من الزهد صوب النار، خالعاً أقفال الاقتصاد والعزلة، يركض كقطعة الذهب المدوّرة إلى مساء الهَمّ وفجر الطيّبة.

    لي حبيبة ما إن اكتشفتها الأناشيد حتى فقدتْ أثرها.

    لي حبيبة يا صديقي أحبّها لأني ما كنت أحسب أنها ستحبني.

    لي حبيبة تتكرر كالفعل، والفعلُ نسيان وعذراء.

    لي حبيبة تتّحد بي فهل اختبئ منها؟

    لي حبيبة بيضاء كصحو الأرض، وعندي متحف وأنا محافظ على وجوه حبيبتي، أنوّرها بالرضى، وبالخصام امنحها الجمال.

    لي حبيبة ترافقني بأمانة تأخذني باستقامة من طريق إلى طريق في بلاد العذاب.

    لي حبيبة، يا صديقي، وليس لك حبيبة.

    * * *

    وتضحك وتقول لي: أنت تخترع صفات الحبيبة!

    وتغضب وتقول لي كلام النضج والحكمة، كلام الرجال والخبرة.

    ويشتد غضبك وتقول لي: أي حب هذا؟

    ويشتد غضبك وتقول لي: أنت تضحك من نفسك! ولدٌ أنت! كل النساء زانيات، فلنرض بهذا! الخيال شيء، والواقع آخر، فلنواجه الواقع حتى لا تصرعنا الخيبة!

    ولكنك مخطئ يا صديقي، بنسبة ما أنت محق، بنسبة ما أنت خائف...

    * * *

    لنا الحب يا صديقي، وليس لغيرنا. نحن ملهوفون، وما فينا من الثعالب غير لطافتها. ولو لم نكن عشّاقاً لكنا محابيس الأديار، ومبشّري الأديان، وأنبياء المنفى. روح الزنابق نحن يا صديقي، ونحن وحدنا في الحب.

    والعصافير أَفْعَلُ للشر منا...

    * * *

    نحن نقول: الإخلاص وَهْم، البراءة سراب، الخرافة خرافة، فلنعترف أن الحب ليس الحلم، ولنخرج من الطفولة.

    لكننا منافقون.

    لأن النجمة التي في السماء هي النجمة التي في القلب.

    لأن النجمة الذي في السماء هي القمر الذي في القلب.

    لأن البياض الذي في الطبيعة هو لون صفائنا.

    نحن في قرارة أنفسنا نؤمن بالحب القديم، الحب الرومنتيكي، الحب الفائض عن الصفات، لكننا نسفّهه لأن العالم حولنا يسفهه، فيجعلنا نبدو أقلية مضحكة.

    لقد سحق العالم العفوية، فأَرعبنا. نحن نعرف أننا ضعفاء، أننا مشقوقون بالعواطف مريضون بالجمال، لكننا نُظهر اللامبالاة والخشونة لأننا نخاف الهزء والفضيحة.

    كم نحن جبناء، وكم نحن خَوَنَة يا صديقي!

    * * *

    تقدم خذ شجاعتك، ولنطلق على هذا العالم رصاصة!

    كما لا شأن لنا بجزء مجتزأ من الحياة كذلك لا شأن لنا بجزء مجتزأ من الحب.

    إمّا نفتحه للنهاية كالأبواب أو نغلقه للنهاية كالأبواب.

    بالجنس والروح نسدّده، بالجنس والروح. للجنس تنحني الجبال، للجنس تتشنّج الجبال. للروح أيضاً.

    وإذا لم نجد المرأة فسوف نجدها.

    وإذا لم نجد المرأة فسوف نخاطبها فتجيء.

    كالماء ينقطع من البئر

    كالماء يعود إلى البئر...

    * * *

    لنا حياة وليس لنا غيرها. وإذا لم نضطرب بالحب فمتى نصنع ذلك؟

    لنا حبّ وليس لنا غيره. إذا احتقرناه فأين نحمل مجدنا؟

    أين هي الآن ضحكات التهكّم وشتائم الذين تهكَّموه وشتموه؟

    سقطتْ كالحجارة من أعالي القمم، وما اتكأتْ عليها فراشة.

    لنا حياة وليس لنا غيرها يا صديقي.

    * * *

    إذا أكون واعظاً اتنقل من صقع إلى صقع، أجعلهم يئنون في حشود الساحات، ينشجون كالخاسرين أموالهم، يسترحمون كالمحروقة ديارهم، يصرخون كالمنقوعة أقدارهم في اللعنة،

    إذا أكون رسولاً، كلامي كأغصان يتدلّى على القلوب، إذا أكون مبشراً فماذا بغير الحب؟

    أليست الشمس فيه والبحر؟

    أليست القوة والماضي والميلاد والجلجلة؟

    كنت في ما مضى أظن لديّ الوقت

    كالبلبل أتوجه بخفّة.

    كنت أعاطش العطش وألاعب الألعاب

    لأني كنت أظن لديّ الوقت.

    لكني أرى كلامي يتقدم سريعاً ويسبقني

    ويجب أن أركض وراء النار ان لم تنطفئ

    قبل أن تنطفئ النار

    وأسجد أمامها سجود الشدّة

    وأجيب فافتح كتابي.

    وفوق المدينة أقول شرف الحب

    وبقدميه اجتاز الحقارة.

    * * *

    لي حبيبة يا صديقي

    وليس لك حبيبة ...

    [/align]



    [align=center]أنا لا أنا لمحمد بنيس[/align]


    [align=center]أنا الأندلسيّ المقيم بين لذائذ الوصل

    وحشرجات البين

    أنا الظاهريّ

    القرطبيّ

    الهاجرُ لكلّ وزارةٍ وسلطان

    أنا الذي ربّيت بين حجور النساء

    بين أيديهنّ نشأت

    وهنّ اللواتي علمنّني الشعر والخطّ والقرآن

    ومن أسرارهنّ علمتُ ما لا يكاد يعلمه غيري

    أنا الذي يقول: الموت أسهل من الفراق

    هذه شريعتي

    أن أبوح لأهل الصبابة

    في بغداد وفاس

    وقرطبة

    والقيروان

    في الزّهراء

    وطنجة وأصفهان

    والدّار البيضاء

    أن أصاحب الدّمعة إلى وساوس حرقتها

    أن أبارك وردة بين معشوق وعاشق

    وأكتب لك

    عن هذه البذرة التي تكفي

    لكلّ من يكون

    بين مسالك السّمع والبصر

    [/align]


    [align=center]في حضرة الجنون لمحمد السرغيني [/align]

    لن أصدق أن المغارة بين صلاتين مغبرتين
    أشارت على الثلج أن يتهاطل فوق غبار العصور الخوالي
    بما أن "تازة" تقرأ بالصوت والضوء ما كتبته يداي ،
    وتنحت في الأزل الطفلَ والأبدِ الكهلَ للريح بابا ، وللسادن
    المتيقظ رائحة الباب
    ( لست غريرا إلى حد أن أتملق تفاحة أخطأت )
    من ترى سوف ينحت لي في المغارة متكأ وسريرا ، وفي
    الثلج منتجعا للبياض ؟
    أصر على أن أخط ضريحين عند المغارة والثلج لي ولسفري
    الذي كتبته يداي ،
    ولو أن ملحا وماء ومن بين فرثهما
    يخرج الدم أضيع من كائن يتعرض راتبه فجأة لاقتطاع
    بذيء .
    أطمئنكم أيها الوارثون الأوائل :
    "تازة" أحنى على شغبي من رطوبة "عاصمة" تتضايق
    من ساكنيها المجانين .
    شعري عرابهم .
    ( نسبة الحدس عالية في الجنون )
    ثقوا أنني ضيفكم وأنزعكم إرثكم .
    لكم الأولية يا أنتم الشعراء
    !

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    المميز الأخ عبد الحفيظ : اشكر لكم إضافتكم القيمة التي تصب في صلب الإشكال الذي أرق الأدباء المفكرين منذ بداية عصر النهضة .
    السؤال المطروح الآن : كيف نؤصل الأشكال التعبيرية التي نستقيها من ثقافة الآخر وندمجها في ثقافتنا ؟
    أولا : يجب أن يكون هذا الآخر متعددا ، فقد كان الآخر في الثقافة العربية محصورا في الغرب و بشكل خاص الثقافة الفرنسية و الثقافة الأنجليزية ، مما جعلنا ندور في فلك واحد لا نستطيع منه فكاكا ، فكلما ظهر شكل هناك إلا ووجد له صدى هنا . في حين أن تعدد الآخر أوروبي و أمريكي وروسي صيني و إفريقي وفارسي ، سيجعلنا أمام ثقافة إنسانية تتفاعل فيما بينها.
    ثانيا : إعطاء الوقت الكافي للشكل الشعري الجديد حتى تلوكه الألسن وتتذوقه الأذهان ، ويصفى ما ينفع الناس من الزبد ، فلا تكاد تمر بضع سنين حتى نجد ناقدا أو شاعرا ينادي بتجاوز ما تحقق والالتفات إلى شكل جديد أو منهج جديد ، ومنا من لم يسمع بعد بالشكل الأول أو المنهج الأول.مع العلم أن ما أضافه الشكل الأول لا يعدو تجارب أولية لم يتذوقها القارئ ولم تصر جزءا من رصيده الثقافي .
    ثالثا : تبيئة هذه الأشكال الجديدة بالبحث عن أوجه التقاطع مع الأشكال العربية الأصيلة، و التعريف بها،لا بصفتها بديلا لما سبق و إنما لإغنائه وإثرائه، وإبراز قيمتها المضافة في الثقافة العربية .
    رابعا : ظهور المنابر المتخصصة التي تخدم الأشكال التعبيرية الجديدة، وذلك بالتعريف بها والتنظير لها ونشر إبداعاتها ، وما كانت قصيدة النثر أن تعرف كل هذا الانتشار لولا ظهور مجلة شعر كمجلة متخصصة في التعريف بهذا الشكل الشعري و ترجمة نصوصه العالمية وخوض معارك ساخنة مع الآداب والثقافة الوطنية للحفاظ عليه، لكن مع الأسف توقفت المجلة ولم تستطع أي مجلة اليوم أن تحتل مكانتها وتشد إليها القارئ .
    خامسا : تنظيم لقاءات وندوات على امتداد الوطن العربي وخلق شراكة مع الإعلام الثقافي حتى ينتشر الشكل الجديد بين أكبر عدد من القراء .
    سادسا : مواكبة الكتاب المدرسي والجامعي لما تنتجه الساحة الثقافة العربية ليصبح جزءا من ثقافة الجيل الجديد . فقد يقضي الطالب في الجامعات العربية سنين عددا ويتخرج ليحتل كرسيا في الجامعة نفسها ولم يقرأ قصيدة نثر واحدة . فيتربى ذوقه في أحضان القصيدة القديمة والنقد القديم ، فيعارض ما يجهله .
    إن الذوق الأدبي ليس موهبة فحسب لكنه تربية نتلقاها على امتداد سنوات تنشئتنا الاجتماعية .
    دمتم مميزين أخي عبد الحفيظ

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    دكتور علي المتقي المحترم:
    تحية طيبة وبعد،،
    ان ما أثرته تبعا لتساؤلات الاستاذة أسماء، يصبّ في ذات الإشكال القديم الجديد، حول تفاعل الحضارات ومدى الاستفادة من منجز كل حضارة، ولأجل ذلك حددت الدراسات ثلاث مراحل لهذا التفاعل:
    ـ مرحلة الانكباب.
    ـ مرحلة الاستيعاب.
    مرحلة التجاوز والابداع.
    لكن السؤال الملح هو في مقدرة الذات المتفاعلة على انتاج القيمة المضافة المتمثلة في الابتكار والخصوصية.
    في ما يتعلق بالانتاج الادبي، ومنه الاشكال الشعرية واساليب التعبير الاخرى، خضعت في مجملها للمعيارية الخلدونية بامتياز، والمتمثلة في ان المغلوب ابدا مولع بتقليد الغالب، فالشكل الشعري وان توائم مع معطيات الواقع العربي وتلبس بيئته، الا انه ظل في بعض جوانبه متغربا معلنا هجرانيته لكل منوطات التميز، وبالتالي فان العملية ترتبط في اساسها بالنقل الحرفي للتجربة، والقطيعة مع المنجز التاريخي الابداعي، حيث يورد الدكتور عماد الدين خليل في كتابه "في النقد الاسلامي المعاصر" فقرة على لسان احد المعلقين في مجلة شعر:
    "..ان الدفاع عن قصيدة النثر ، ومحاولة تثبيت اقدامها في الادب العراقي، مسؤولية متعبة، وهي كالكفر في راي ادباء الاتربة والرفوف الذين لا زالوا يلازمون الحطيئة وابن الاحنف متناسين وضعنا ولحظتنا الحضارية".
    فمثل هذا المنظور يؤسس للقطيعة ظنا ان التماهي مع الآخر هو الذي يميز لحظتنا الحضارية، وبالتالي كنتيجة لهذا نفقد هويتنا ومسارنا الابداعي التاريخي.
    وهذه المحاولة الحمائية للذات في تفاعلها مع المنجز الحضاري المغاير، لاتشكل هاجسا بالنسبة لنا نحن وحسب، بل هي هاجس كل باحث عن خصوصية تسمح له باضافة قيمة الى ما يتداول على مسرح الانتاجية النصية العالمية، فهذه بولين يو استاذة الادب الصيني في جامعة كولومبيا الامريكية، كما يذكر سعد البازعي في كتابه "استقبال الآخر"، ترى بأن "معطم المقاربات الغربية من النقد الجديد فصاعدا، لامقابل لها في الموروث النقدي الصيني، وتتأسس على مجموعة من الفرضيات الفلسفية والادبية المختلفة، مما يجعل من الممكن نبذها بوصفها غير ذات صلة في افضل الاحوال، او استعمارية ثقافيا في اسوأها".
    ان جل المقاربات الداعمة لتسهيل انجاز نظرية للتلقي في ابعادها العالمية، تبحر خارج اطر الخصوصية، طبقا لما تداولته العولمة في تحرير النص وإلغاء الخصوصيات الثقافية، وهو ما استبقت التأسيس( الحرب الاستباقية ـ مفهوم سياسي ينطبق على الثقافي) له نظريتي صدام الحضارات التي قسمت العالم على اساس الدوائر الحضارية مع تأكيد صداميتها، ومن ثم انهيارها لصالح الحضارة السائدة، وهو ما تستمر نظرية نهاية التاريخ في تكريسه عبر فكرةٍ مفادها أن التاريخ سوف ينتهي بانتصار القيم الرأسمالية المتمثلة في الديموقراطية واقتصاد السوق، وبالتالي على النص في خضم هذه المغالبة الثقافية ان يتعولم وفق المنطق الاحتوائي للحضارة الغالبة.
    دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات.
    بكل الود عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • أسماء مطر
    رد
    أستاذي الفاضل المحترم علي...
    سعيدة بكل ما تجود به ،فقد أخذتنا الى عالم الحرف الجميل،و منابعه الأولى..
    طرحت فكرة راقية جدا،حين تكلمت عن بدر شاكر السياب..و الله قصيدة انشودة المطر،هي اكبر عقدة في حياتي،سأتحدث عنها لاحقا..
    بالنسبة لشعر الهايكو،و الله سمعت به منذ فترة قصيرة في برنامج اذاعي،و فهمت أنه طريقة لنثر الشعر الياباني،تكتب فيه النصوص على شكل مقاطع قصيرة،كل مقطع يحتوي على 4 اسطر لا اكثر.
    جربت من قبل الكتابة في هذا النوع،لكني أردت أولا فهما لهذا الصنف الادبي.

    من أمثلة الهايكو ،و كما اورد الاستاذ رياض الشرايطي في قصيدته نصوص برقية.

    سنأخذ أمثلة عن شعر باشو الذ ي يعتبر أول من كتب في الهايكو..


    بركة قديمة

    ضفدع يقفز فيها –

    صوت الماء.

    *************

    غيوم تظهر

    فتقدم للناس فرصة للاستراحة

    من النظر إلى القمر!

    ليس لدي اطلاع كبير بالموضوع،لذا اردت أن نناقشه و نبحث عنه معا...
    سأعود لاحقا...

    كل الشكر و الامتنان لك استاذ علي على مجهودك الراقي.....


    احترامي.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأخت الكريمة أسماء : أشكرك جزيل الشكر على كل كلمة سطرتها في مواكبتك للموضوع . فأي كتابة إبداعية أو نقدية لا تكتسب قيمتها إلا بقارئ مبدع يواكبها ويغنيها ويعلي من شأنها . وقد كانت لأسئلتك الملحة دور كبير في تطور الموضوع وخلق حوار بناء مع أخينا الفاضل الأستاذ عبد الحفيظ بن الجلولي . فشكرا لك مرة أخرى وزادك الله تألقا نقدا وإبداعا.
    فيما يخص علاقة التأثر بالثقافة العالمية ، هي ظاهرة صحية إن لم تكن ضرورية ، لأن الذي يطور الثقافة ومنها الأشكال الشعرية وأساليب التعبير هو العلاقة الجدلية بين متطلبات الواقع الثقافي والثقافات العالمية ، فالواقع يفرض التحول والتطور المستمرين فيقتبس الشاعر أشكالا جديدة يعيد تبيئتها وإخضاعها لخصوصية الثقافة المحلية ويساهم في تطويرها لتكتسب خصوصية الثقافة الجدية وتواصل حياتها الجديدة وهكذا .
    و إذا تأملنا الأشكال الشعرية الجديدة الذي عرفتها القصيدة العربية منذ بداية القرن الماضي وبشكل خاص قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر والكتابة الجديدة نجد أن هذه الأشكال كلها أشكال مستوردة، لكنها خضعت لخصوصية الثقافة العربية حتى تجد لها مكانا عند المتلقي العربي الذي تربى ذوقه في أحضان الثقافة العربية الكلاسيكية .
    ففيما يخص قصيدة التفعيلة مثلا : يقول السياب وهو من الشعراء الأوائل الذين أبدعوا بهذا الشكل : وقد لاحظت من مطالعاتي في الشعر الإنجليزي أن هناك الضربة، وهي تقابل التفعيلة عندنا مع مراعاة ما في خصائص الشعر من اختلاف، والسطر أو البيت الذي يتألف من ضربات مماثلة في النوع للضربات الأخرى في بقية الأبيات، ولكنها تختلف عنها في العدد في بعض القصائد. وقد رأيت أنه بالإمكان أن نحافظ على انسجام الموسيقى في القصيدة رغم اختلاف موسيقى الأبيات، وذلك باستعمال الأبحر ذات التفاعيل الكاملة على أن يختلف عدد التفاعيل من بيت إلى آخر . وأول تجربة من هذا القبيل كانت في قصيدة "هل كان حبا" من ديواني الأول "أزهار ذابلة" " .
    لكن السياب وظف هذا الشكل وكتب قصائد لا تقل جمالا وقيمة من القصيدة العمودية، كأنشودة المطر ورحل النهار وحفار القبور والمومس العمياء . وجاء بعده شعراء آخرون كالبياتي ونزار وعبد المعطي حجازي و أمل دنقل ... فأبدعوا قصائد خالدة تبدو اليوم أكثر أصالة بعد التطور المذهل الذي عرفته الأشكال الشعرية .
    أما قصيدة النثر فمنظروها لا يخفون مصادرهم الغربية الإبداعية والتنظيرية ، وكذلك شكل الكتابة الذي نظر له الغرب هناك وأبدع فيه شعراء هنا .
    إلا أن هذا الاقتباس قد يكتسب في أي لحظة صبغة أيديلوجية إذا لم تتوفر الشروط الملائمة لاستيعابه ومحاورته وتبيئته ، فقد أصبحنا نلهث وراء كل شكل جديد يخلق هناك شرقا وغربا ، ونسعى إلى نشره في الثقافة العربية لا لأن الواقع الثقافي العربي يتطلب ذلك ، ويمكن أن نبدع في إطاره نصوصا جديدة ذات قيمة مضافة إلى المنجز الشعري ،وإنما لكي نتفرد ونتميز وندعي السبق في خلق أشكال جديدة . وهذا ما يحدث في الكثير من الأحيان .
    والواقع أن هجرة النظريات والثقافات تخضع لشروط لا بد من مراعاتها ، تحدث عن بعضها بتفصيل المفكر الكبير إدوارد سعيد في مقال له بعنوان عندما تسافر النظرية .
    و الملاحظ أن مجتمعاتنا العربية كثيرا ما تلهث وراء الجديد لا في الشعر فحسب ، وإنما في كل مجالات الحياة حتى يقال عنها إنها مجتمعات حداثية ومتحضرة ، والواقع أننا نستورد الأشكال و المظاهر دون وجود أرضية خصبة صالحة لتطورها .
    فيما يخص ما اصطلحت عليه بشعر الهايكو أو طريقة الهايكو ، فأنا شخصيا لم أسمع بهذا المصطلح ولم أقرأ شيئا عنه ، و أرجو أن تفيديني في ذا المجال ، وتأتي ببعض الأمثلة حتى نتمكن من مواصلة الحوار والنقاش .
    دمت خلاقة يا أسماء .

    اترك تعليق:

يعمل...
X