أستاذي الفاضلين علي المتقي و عبد الحفيظ بن جلولي...
مهلا علي لم أستطع اللحاق بكما...مشاركة واحدة منكما تتطلب مني جهدا ذهنيا كبيرا.
جميل ما طرح بالنسبة للتوظيف الاسطوري .نلاحظ أن هذا التوظيف قد يكون غيرمرئي،عن طريق الصياغة الشعرية الفوقية، كما تفضل بهذا الأستاذ علي حين أورد مقطعا من قصيدة أحمد المجاطي.
لكننا نلاحظ ايضا أن هناك من الشعراء من يوظف الاساطير أو بالأحرى أسماء آلهة الغريق مثلا،أو بعض الشخصيات اليونانية ،توظيفا عشوائيا،كمجرد اقحام المعنى الاسطوري لبعث روح الانفراد...و البحث عن حالة شعورية غريبة لدى المتلقي.
نريد الآن أن نناقش اذا سمح الأستاذ علي المتقي شعر الهايكو..
هل صارت المساحة الابداعية للشعر العربي المعاصر ،غير كافية للخروج بانتاج أكاديمي جديد،يمكن أن نسميه باسم خاص بالثقافة العربية؟
أم أن ما يكتب على طريقة الهايكو ،يجب ان يسمى كذلك؟
رغم أن التاريخ يؤكد لنا أسبقية الثقافة العربية في التفرد بالتجديد...
كل الشكر لهذا الجهد الراقي الكبير،الذي يزيدنا استفادة يوما بعد يوم...
احترامي...
مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
دكتور علي المتقي المحترم:
تحية طيبة وبعد،،
شكرا على كل ما تقوم به، والله العظيم لقد استفدت شخصيا..
واتمنى متلهفا ان احصل على نسخة من كتابكم، يشرفني ذلك كثيرا يا سيدي..
دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات..
بكل الود والاحترام.
اخوك عبد الحفيظ.
اترك تعليق:
-
-
عفوا الأستاذ الجليل عبد الحفيظ : فأنت لست متطفلا ، وإنما تسبح في عمق اليَمِّ النقدي بامتياز ،وتناقش مناقشة موضوعية جميلة تغني الحوار .
أتفق معكم على طول الخط أن المعضلات الكيانية معضلات مستمدة من الواقع العربي الذي تنفسه شعراء الخمسينيات و الستينيات ، فالقلق واليأس والألم والمصير المجهول والهزائم المتكررة كل ذلك صبغ التجربة الشعرية بلون القتامة ، فوجد الشعراء في الفلسفة الوجودية خلفية فلسفية للتعبير عن تجاربهم . لكن التقنيات الشعرية ومنها الأسطورة والأقنعة الأسطورية شكل تبناه مجموعة من الشعراء و استمدوه من شعراء غربيين أساسا كإليوت في قصيدته الأرض اليباب . وهناك شعراء آخرون لم يتأثروا بهؤلاء الشعراء الغربيين ، فغابت الأسطورة اليونانية في شعرهم وإن لم تغب الخلفيات الفلسفية كمحمد الماغوط ونزار قباني وأمل دنقل وغيرهم من الشعراء القوميين . فالتوظيف الأسطوري مرتبط بالاتجاه الحداثي بشكل خاص كأدونيس ويوسف الخال وخليل حاوي والسياب ...
وقد نشرت أخيرا كتابا حول القصيدة العربية المعاصرة بين هاجس التنظير وهاجس التجريب ، تناولت فيه الاتجاهات الشعرية المعاصرة تنظيرا وإبداعا معتمدا على التصنيف المنبري ( مجلة شعر اللبنانية ومجلة الآداب اللبنانية ومجلة الثقافة الوطنية ) وأتمنى صادقا أن أجد طريقة لأهديك نسخة منه إن شاء الله . هناك ورقة تعريفية بالكتاب في بوابة أحوال الكتاب تحت عنوان : إصدار جديد .
تحياتي الصادقة
اترك تعليق:
-
-
عفوا الأستاذ الجليل عبد الحفيظ : فأنت لست متطفلا ، وإنما تسبح في عمق اليَمِّ النقدي بامتياز ،وتناقش مناقشة موضوعية جميلة تغني الحوار .
أتفق معكم على طول الخط أن المعضلات الكيانية معضلات مستمدة من الواقع العربي الذي تنفسه شعراء الخمسينيات و الستينيات ، فالقلق واليأس والألم والمصير المجهول والهزائم المتكررة كل ذلك صبغ التجربة الشعرية بلون القتامة ، فوجد الشعراء في الفلسفة الوجودية خلفية فلسفية للتعبير عن تجاربهم . لكن التقنيات الشعرية ومنها الأسطورة والأقنعة الأسطورية شكل تبناه مجموعة من الشعراء و استمدوه من شعراء غربيين أساسا كإليوت في قصيدته الأرض اليباب . وهناك شعراء آخرون لم يتأثروا بهؤلاء الشعراء الغربيين ، فغابت الأسطورة اليونانية في شعرهم وإن لم تغب الخلفيات الفلسفية كمحمد الماغوط ونزار قباني وأمل دنقل وغيرهم من الشعراء القوميين . فالتوظيف الأسطوري مرتبط بالاتجاه الحداثي بشكل خاص كأدونيس ويوسف الخال وخليل حاوي والسياب ...
وقد نشرت أخيرا كتابا حول القصيدة العربية المعاصرة بين هاجس التنظير وهاجس التجريب ، تناولت فيه الاتجاهات الشعرية المعاصرة تنظيرا وإبداعا معتمدا على التصنيف المنبري ( مجلة شعر اللبنانية ومجلة الآداب اللبنانية ومجلة الثقافة الوطنية ) وأتمنى صادقا أن أجد طريقة لأهديك نسخة منه إن شاء الله . هناك ورقة تعريفية بالكتاب في بوابة أحوال الكتاب تحت عنوان : إصدار جديد .
تحياتي الصادقة
اترك تعليق:
-
-
دكتور علي المتقي المحترم:
تحية طيبة وبعد،،
ليس هناك من شك أنك تقوم بجهد يؤسس لحلقة الدرس النقدي على غرار حلقة موسكو وباريس.. بهاء الدرس النقدي في بنيويته الباريسية وشكلانيته الموسكوفية، ونحن يا سيدي على الرُّكَب نحمل الافهام على متابعة الرؤية والرؤيا..
عندما ذكرت دكتور الشعراء التموزيين، تبادر الى ذهني مباشرة الراحل خليل حاوي، لارتباط الشاعر بفجيعة الإنتحار، وبالتالي فان للمسلك الوجودي المتأزّم من خلال عطب الحياة وعبث السيرورة في الواقع العربي الذي جعل بيروت المحصّنة بالحلم القومي، تنهار على وقع الدبابة الاسرائيلية، وهو ما شكل مساسا خطيرا بالحلم الوجودي لدى حاوي، قد يكون تحقّق بقوة في لحظتها ، أي لحظة الانتحارـ وهو مجرد افتراض ـ عبث الحياة، وعبث الموت أيضا بدلالة الاقبال عليها دون خوف، وبالتالي فان تكوين الشاعر ذاته ساهم في تركيب عناصر الأيلولة الى مسار الفجيعة، والمقطع التالي قد ينير شيئا مما أذهب اليه:
«أغمضتَ عينيك على رماد / أغمضتَ عينيك على سواد / تغوص في أرض بلا سريرة / غصاتك المريرة»،
وبالتالي فان قتامة الموقف من الحياة، قد تبرر السعي الشعري ضمن الرؤية الفلسفية إلى انتاج واقع بديل ينتابه قلق الشاعر في البحث عن عالم يسود فيه الاتزان، ولحظة الموت ـ شعريا ـ قد تحقق هذا الموقف، دون ان نغفل ان النقاد رأوا تغليب الجانب الفلسفي والعقائدي على شعرية خليل حاوي، ويرجعون ذلك الى تكوينه الفلسفي، ومن ثم يُبرّر من ناحية اخرى استخدام الاسطورة في شعره، إضافة الى القلق الوجودي الذي انتهى به الى العبث ومنه الى الانتحار كتعبير عن موقف.
لكن سؤالك يا دكتور جد وجيه، في ما يتعلق بالتعبير عن أسطورة الموت والإنبعاث، ومدى شمول الحالة الازموية لكل شعراء المرحلة؟
ان الشعر تجربة، تستفيد من كل الروافد الممكنة التي تجعل القصيدة "تسجل ضرورة ما وتقتلع من اللسان رغبة تجعلها ممكنة" كما يقول جمال الدين بن الشيخ، لذلك تكون الجمالية هي الدافع القوي الى توظيف عناصر الموجودات ومنها الاسطورة بكل مكوناتها، ومن ثم تتجاور الاسطورة والمخيلة لبعث المنتج الجمالي من عناصره الأولية، حيث والحال كذلك اصبح الانسان المعاصر وريتمية تطوره أسطورة في حد ذاتها يصعب اختزالها لصالح الترف البحثي عن اسطورة بديلة، واستطيع ان اقول بان هذه الرؤية تندمج ضمن فعالية الشعر في انتاج حركية الحياة، التي لا تتم الا ضمن شروط المعيش اولا والمتاخم للتنوع الثقافي الكوني، وبالتالي تصبح الاسطورة الديونسيوسية مثلا في كونها هي "الحياة اي المبدأ فوق الفردي" مطلب شعري بعيدا عن الارتهان الى اساسها الفلسفي والعقدي، لانها تحقق جمالية ما ضمن المعطى التخييلي، ولعل ما يقرّب هذه النظرة تأملية نيتشه في "المعرفة الفرحة" نقلا عن آلان تورين: "اريد ان اتعلم شيئا فشيئا النظر الى الضرورة في الاشياء كالجمال في ذاته. وهكذا اغدو أحد الذين يجمِّلون الاشياء.عشق القدر: ليكن ذلك منذ الآن هو عشقي"، لذلك كان ينادي بمفهوم "الكائن" او "الانسان الاسمى"..
يبقى الاشكال الحقيقي في كيفية توظيف الاسطورة كما ذكرتم يا دكتور، ولعل ذلك مرده الى الخيال باعتباره مصاحبا للفن الذي "يمنحنا عالما جديدا من الحقيقة"، فيصبح الخيال هو "قوة ابداع اشكال حسية خالصة"، وفي مضمار الخيال والفن تنطحن الأسطورة ليعاد انتاجها وفق المستوى الراهن بكل معطياته الفنية والثقافية للتلقي.
المعذرة على التطفل البريء..
دمت مميزا استاذي العزيز ودامت لكم الأفراح والمسرات.
بكل الود والاحترام
عبد الحفيظ.
اترك تعليق:
-
-
الأخ عبد الحفيظ : شكرا على الإضاءة المتعلقة بالأسطورة في شعر صلاح عبد الصبور .
لقد حاولتم في إضاءتكم أن ترجعوا توظيف الأسطورة في شعر صلاح إلى انتقاله من الواقعية الجديدة إلى الوجودية و الصوفية ،وما يحتاجه هذا الانتقال من آليات للانفصال عن الواقع و التعبير عن المعضلات الكيانية الإنسانية . قد يكون لما ذهبتم إليه نصيبا من الصحة و من المنطق الذي يجيزه ، لكن ألا ترى معي أن ظاهرة توظيف الأسطورة في الشعر المعاصر هي ظاهرة جماعية ظهرت عند جيل كامل من الشعراء المعاصرين الذين اصطلح عليهم النقد المعاصر بالشعراء التموزيين وهم الشعراء الذين عبروا في قصائدهم الشعرية عن أسطورة الموت والانبعاث . إذا كان الأمر ذلك فهل عاش الجيل كله الأزمة نفسها ؟ أليست الأسطورة آلية من آليات الصورة الشعرية التي وظفها الشعراء الغربيون أولا ، ثم انتقلت إلى الثقافة العربية في إطار البحث عن التخلص من الظواهر البلاغية التقليدية من تشبيه واستعارة وكناية ؟
إن المسألة ليست مسألة توظيف الأسطورة أو عدم توظيفها ، المسألة في تقنية توظيف الأسطورة ، فأغلب شعراء المرحلة وظفوا الأسطورة توظيفا سيئا ، إذ حولوا النص الشعرى إلى لغز يحتاج إلى ثقافة واسعة لفهمه . وأعطي مثالا واحدا للشاعر الكبير بدر شاكر السياب : يقول في إحدى قصائده :
[align=center] صعب هو المرقى إلى الجلجلة
والصخر يا سيزيف ما أثقله
سيزيف إن الصخرة الآخرون [/align]
إن فهم هذه الأسطر الشعرية يفتقر إلى معرفة ثلاثة حقول معرفية كبرى. فالسطر الأول يتناص مع الديانة المسيحية إذ الجلجلة الجبل الذي صلب فيه شبيه المسيح، والسطر الثاني يحتاج إلى معرفة بأسطورة سيزيف والصخرة الملعونة ، و السطر الثالث يحتاج إلى معرفة بالفلسفة الوجودية السارترية الذي تقول : الجحيم هم الآخرون . وفي غياب هذه المعرفة الثلاثية يبقى الفهم فهما سطحيا . لذا دعا عبد الصبور والكثير من الشعراء الآخرين إلى تفكيك الأسطورة وتوظيف الجانب الذي يعبر عن التجربة بطريقة تجعله شفافا غير معتم .
وأورد نموذجا للتوظيف الأسطوري الناجح من قصيدة للمرحوم الشاعر أحمد المجاطي :
[align=center]من شد عند ضخرة ظنوني
ومد منقارا إلى عيوني
يا سارق الشعلة
إن الصخب في السكون [/align]
فالمقطع يوظف أسطورة برومتيوس ، لكن القارئ حتى و إن لم يعرف هذه الأسطورة فسيحاول مقاربة الصورة انطلاقا من مكوناتها الشعرية باعتبارها استعارات قابلة للفهم باستقلال عن خلفاتها الأسطورية .
كل الود والتقدير .
اترك تعليق:
-
-
دكتور على المحترم:
تحية طيبة وبعد،،
يعود اهتمام صلاح عبد الصبور بالاسطورة الى عناصر جوهرية في تكوينه الوجودي، حيث نجد انه بدأ واقعيا اشتراكيا، ثم تحول الى النزعة الوجودية التي انتجت لديه سؤال الكينونة الجوهري، بكل ما يحمل من قلق وحزن وألم، دفعه ذلك الى التساؤل عما يربطه بالعالم وما يربط العالم به، والسؤال في ذاته يحيل على المطلق، لتهيؤ الشخصية للانحلال من روابط الظاهر المتاحة في العلاقة المستهلكة مع العالم، لذلك أسس في شعريته للاسطرة في توغلها التجلياتي، حيث لم تندرج ضمن المتن كواقعة مباشرة بل انسربت كإضاءة مفعمة بالشفاف يصعب القبض عليها، والاسطورة تبين جانبا من جوانب التازم النفسي والقلق الوجودي الذي عانى منهما صلاح عبد الصبور، فالانفصال عن الواقع كتعبير عن التازم الوجودي ، جسده في دوانه "احلام الفارس القديم" الذي كما يرى بعض النقاد انه "اختفى فيه الجانب الوعظي ليفسح المجال فيه الى نمط التفكير المأساوي في المعنى الأسيان للحياة".
ولعله يكون من مبررات الاتجاه الى الاسطورة لدى عبد الصبور بوصفها "تعبيرا عن الذات الإنسانية في وحدتها وجوهرها" هو هذا الإنتقال من الواقعية الاشتراكية الى النزعة الوجودية
التي عكست قلقه وفك ارتباطه بالواقع.
ان الشعر هو التجربة الانسانية في تجلياتها الارتباطية بالكمون المتمنع، حيث ليست القصيدة هي المباشر الذي يفسر، وإنما هي اللغة التي تسمّي، وكأنها بدئية قبل الأشياء كما يقول ادونيس، لذلك تكمن صعوبة انتاج النص الابداعي، في كيفية صهر المعطى القبلي للقصيدة المتمثل في كل المبدع الانساني من اسطورة وثقافة شعبية وتاريخ، حيث يضمن المقول من خلال تقنيات الشاعر في صياغة المضمون الشعري تعايش المعنى ـ على مساحة القصيدة ـ في طيفيته الثقافية المحدقة في جوهر التجربة كاستخلاص انساني وكحركة شخصانية.
دمت استاذي علي متألقا،
ودامت لكم الافراح والمسرات.
مودتي.
عبد الحفيظ.
اترك تعليق:
-
-
الأخت الكريمة : الأسلوب الخطابي أسلوب شفوي ، ذو فضاء خطي زمني،يعتمد حاسة السمع ، لذا ينبني على الوزن والقافية والسجع .أما قصيدة النثر فذات فضاء بصري تنتشر في المكان تعتمد حاسة البصر.وتوحي أكثر مما تقول .
الفعل في اللغة العربية يدل على وقوع الحدث في الزمن ، وقصيدة النثر لا زمنية تتخلص من الزمن والمكان لتعبر عن الحدث في إطلاقيته ، والجملة الاسمية هي الأسلوب الأصلح للتعبير عن الحدث في إطلاقيته ماضيا وحاضرا ومستقبلا .
وللتوسع في الموضوع أرجو العودة إلى بيان الكتابة لأدونيس في الجزء الثالث من كتابه الثابت والمتحول : صدمة الحداثة . وبيان الكتابة لمحمد بنيس في العدد التاسع عشر من مجلة الثقافة الجديدة .
فيما يخص إيقاع هذا النص الموجود أعلاه :
صوته الذي يشبه لون الاجاص..
فيه بعض بذور الخبث..
و فيه صلاة يستسقي فيها الماء نفسه..
طري القضمة الاخيرة..
متوهج..
مدجج..
مؤجج..
مؤجل لآلاف عصور القطف القادمة.."
يتأسس الإيقاع بصفة عامة على الكثافة الصوتية والتوزيع الفضائي لهذه الكثافة وتفاعل الصوت والدلالة .
فيما يخص الكثافة الصوتية نجد في هذه النص مجموعة من الأصوات التي تتجاوب كصوت الصاد والسين ( صوته الأجاص صلاة يستسقي نفسه عصور) وصوت الجيم : ( الإجاص متوهج مدجج مؤجج مؤجل ) يضاف إلى ذلك الميم والطاء والفاء ...
هناك أيضا ترصيع الكلمات وتجاوبها (صوت لون خبث قضم قطف)(إجاص صلاة ماء آلاف )( مؤجج مدجج مؤجل متوهج)
وهناك أيضا التوازي الناتج عن تكرار التراكيب :
لون الإجاص
بذور الخبث
عصور القطف
يضاف إلى ذلك مواقع كل هذه الأصوات والتراكيب والكلمات في النص وتقاطعها وتآلفها ،وتفاعلها الصوتي الدلالي، الذي ينتج عنه نص نثري جميل .
اترك تعليق:
-
-
السلام عليكم ...
جزيل الشكر لك استاذي الفاضل المحترم علي المتقي...
و الله اجابتك كانت شاملة راقية،كعادتك...
بالنسبة للبعد الفلسفي الذي تساءلت عنه فقد أجبتني بزيادة كما يقولون..ذلك ما كنت أبحث عنه.
لكني لحد الآن لم افهم لماذا تبتعد قصيدة النثر عن الاسلوب الخطابي،و تركز على ماهية الاشياء.حيث أنها تتكلم عن الآخر ،كأنه الـــــ هو ،و ليس المحرك لعملية الكتابة الشعرية.هذا من جهة.
من جهة أخرى بالنسبة لتكرار الاصوات وجدت مقطعا شعريا ربما يوصل فكرتي بشكل افضل...
"صوته الذي يشبه لون الاجاص..
فيه بعض بذور الخبث..
و فيه صلاة يستسقي فيها الماء نفسه..
طري القضمة الاخيرة..
متوهج..
مدجج..
مؤجج..
مؤجل لآلاف عصور القطف القادمة.."
استاذي الكريم أود أن تشرح لنا تكرار الأصوات في هذا المقطع،و الشكر و الاحترام مسبقا.
كنت أريد البقاء في الصفحة أكثر...سامح الله الاستاذ محمد القاضي الذي ورطنا معه في حق الفيتو...
كل الاحترام أستاذي الكريم علي المتقي..
اترك تعليق:
-
-
الأخت الكريمة أسماء شكرا جزيلا على كلمتك الطيبة.
فيما يخص الخصائص الأسلوبية للشعر الحداثي بصفة عامة وقصيدة النثر بشكل خاص ، أقدم إليك هذا الرد عسى أن تجدي فيه ما يرضي نهمك لمعرفة هذا الشكل الشعري المثير للجدل ز تحياتي الصادقة:
مفهوم الشعر الحداثي: يرى أدونيس أن السؤال عن مفهوم الشعر ليس له جواب " ذلك أن الجواب، كل جواب، يستند إلى قواعد ومقاييس، والشعر خرق مستمر للقواعد والمقاييس" . إلا أنه على الرغم من ذلك، يفاجأ المتصفح لكتاباته بكم هائل من التعريفات تتقاطع في ما بينها، وتحيط بهذا الجنس الأدبي مفهوما ولغة ووظيفة. وهي في أغلبها تعريفات وظيفية اختزلها أدونيس في تعريفه للحداثة الذي جاء متأخرا. يقول :" وتعني الحداثة فنيا تساؤلا جذريا يستكشف اللغة الشعرية ويستقصيها، وافتتاح آفاق تجريبية جديدة في الممارسة الكتابية، وابتكار طرق للتعبير تكون في مستوى هذا التساؤل. وشرط هذا كله الصدور عن نظرة شخصية فريدة للإنسان والكون" .
يحدد أدونيس في هذا التعريف للشعر الحداثي الأسس الآتية :
1 : الشعر رؤيا : والرؤيا كما يراها أدونيس ذات بعدين : بعد روحي ميتافيزيقي، وبعد إنساني كوني. هي ذات بعد روحي ميتافيزيقي لأنها تصدر عن تجربة شخصية وفريدة في تفاعلها مع الواقع. فالشاعر الحداثي لا يعنى بالواقع الخارجي، وإنما يغيب الأحداث بتفتيتها وإعادة بنائها وفق معايير ذاتية شخصية خارجة أي نسق عقلاني منطقي. وبذلك ، يمكن الكشف عن عالم يظل في حاجة إلى الكشف. وللوصول إلى هذا المستوى من العرفان ينبغي التشويش على الحواس وتعطيلها وتجاوز معايير المعرفة المشتركة، والاعتماد كليا على الحدس والتخييل في اكتشاف الخفي والمجهول. والتخييل عند أدونيس مرادف للرؤيا، يقول: "وأعني بالتخييل القوة الرؤياوية التي تستشف ما وراء الواقع فيما تحتضن الواقع، أي القوة التي تطل على الغيب وتعانقه فيما تنغرس في الحضور. تصبح القصيدة جسرا يربط بين الحاضر والمستقبل، الزمن والأبدية، الواقع وما وراء الواقع، الأرض والسماء" . ولأن الشعر يستكشف المجهول، ويستطلع المستقبل، فقد قرن بالنبوة والكهانة والحلم، لأنها كالشعر تصدر عن حساسية ميتافيزيقية تحس الواقع الخارجي إحساسا كشفيا.
أما البعد الإنساني الكوني فيتجسد في الارتقاء بالحدث الواقعي الجزئي إلى مستوى الإنساني الكلي، وذلك عبر تنقيحه من كل ما هو ظرفي وطارئ، وتحريره من قيود الزمان والمكان، والتركيز على الجوهري والخالد فيه، وتحويله إلى وجود رمزي صرف. من هنا ، فالشعر الحداثي يجمع بين الرؤيا الفردية المتميزة ، وبين الموضوع الكوني الإنساني .
والقول برؤياوية الشعر الحداثي ينتج عنه القول بلازمكانية الحداثة. فعلى مستوى المكان نفى أدونيس التعارض بين الشرق والغرب، " ففي الأصل ـ يقول أدونيس ـ لا غرب لا شرق، في الأصل، الإنسان سائلا باحثا، بدأ السؤال والبحث وجودا ومصيرا في حوض المتوسط الشرقي، ومن ضمنه سومر/ بابل ، ثم أصبح نظاما فكريا ومشروع أجوبة متكاملة وشاملة في أثينا" . في هذا الإطار، وبهذا التصور، يجيز أدونيس للشعرية العربية أن تأخذ إبداعات الغرب الحضارية، لكن بخصوصيات شرقية. أما على مستوى الزمان، فيرى أدونيس أن الزمنية ليست إلا وهما من أوهام الحداثة. فالشعر لا يكتسب حداثته بالضرورة من مجرد زمنيته، وإنما الحداثة خصيصة تكمن في بنيته ذاتها . من هنا، وجد الحداثة في شعر امرئ القيس وأبي نواس وأبي تمام ...
ولكي يتخلص الشاعر من الزمان والمكان والحادثة، يجب أن يتخلص من العقل وأدواته، أي من الرؤية ليرتقي بشعره إلى الرؤيا، إذ بالرؤيا يستطيع النفاذ إلى الحقيقة الباطنية، فيكشف عما تخبئه المرئيات من معان وأشكال، فيقتنصها ويكشف نقاب الحس عنها.
2 : الشعر الحديث واللغة الشعرية:
يستلزم الشعر الحديث بوصفه رؤيا متميزة وفريدة للإنسان والكون، وبوصفه معرفة ذاتية مناقضة للمعرفة المشتركة، لغة خاصة متميزة وفريدة غير تلك التي تتوسلها المعرفة العقلية. فهذه الأخيرة أداة للتواصل . لذلك دعا الحداثيون إلى تفجير اللغة وهدم قوانينها المرجعية، وإعادة بنائها بناء خاصا تصبح معه غير مألوفة وغير متداولة.
إن عملية تفجير اللغة عبر هدمها وإعادة بنائها تعيد لها بكارتها التي فقدتها بالتداول وكثرة الاستعمال، وتسمها بما اصطلح عليه النقد المعاصر بظاهرة الغموض. لكن هذا الغموض ليس معدما أو مجانيا، إنه غموض ماسي "فكل شاعر كبير بالضرورة غامض غموضا ماسيا" ، أي غموضا شفافا يجعل الشعر الجديد حمال أوجه، وقابلا لتأويلات وقراءات متعددة .
ويرى أدونيس أن هذا الغموض ناتج عن سمو الكلمة على ذاتها، "فليست الكلمة في الشعر تقديما دقيقا أو عرضا محكما لفكرة أو موضوع ما، ولكنها رحم لخصب جديد. ثم إن اللغة ليست كيانا مطلقا، بل عليها أن تخضع لحقيقتنا التي نجهد للتعبير عنها تعبيرا كليا " . وحينما تصبح اللغة ذاتية وشخصية جدا، تصبح غامضة كالعالم الداخلي الذي يتجلى فيها، توحي أكثر مما تقول، وتزخر بأكثر مما تعد به. وتتم عملية الهدم والبناء على كل المستويات الإيقاعية والتركيبية والدلالية.
.2 .1 : إيقاعيـا : تخلت القصيدة الجديدة عن أن تكون تمارين في الوزن والقافية، وأن تصب في قوالب علمية صارمة. ذلك أن تحديد الشعر بالوزن والقافية في تصور أدونيس تحديد خارجي وسطحي مناقض للشعر. إنه تحديد للنظم لا للشعر. وقد اختار الشعر الحديث حرية الاختيار بدل الالتزام بالعروض الخليلي، اختيار الشكل الملائم للتجربة الإنسانية. وبذلك يتحول الإيقاع إلى مكون نصي نابع من خصائص الكلمات الصوتية أو الموسيقية .
2 .2 : تركيبيـا : فقدت علامات الترقيم وظيفتها في تقسيم النص إلى جمل نحوية ودلالية، وحلت محلها قوانين مرنة ترتبط بالانسجام الإيقاعي المتولد عن التجربة الشعرية.فجمال اللغة عند أدونيس يعود إلى نظام المفردات، وهو نظام لا يتحكم فيه النحو بل الانفعال والتجربة.
ولأن قصيدة النثر قصيدة تجريبية بامتياز ، فقد حطمت بعض نصوصها في تجريبها بنية الجملة العربية ، واعتمدت على الكلمة بدل الجملة في نقل التجربة المعاشة، لذا ، نجد الكثير من نصوصها عبارة عن كلمات وجمل متقطعة بلا علامات ترقيم تارة ، وكثيرة علامات الترقيم تارة أخرى . فكل قصيدة لها شكلها الخاص و الخاص جدا .
3 : دلاليـا : تفقد الكلمات في سياقها الشعري معانيها المعجمية لتشحن بمعان جديدة، كما تفقد الجمل معانيها العقلية المنطقية لتشحن بما لا يقبله التفكير المنطقي. فكما أن لغة الوحي ولغة الكهانة غامضة، وتحتاج دائما إلى وسيط يؤولها ويفكك شفراتها، فكذلك لغة الشعر، لا بد لها من قارئ مبدع قادر على قراءة صورها وتفكيك رموزها.
.3 : الشعر الحداثي وطرق التعبير الموروثة: كما رفضت الحداثة الرؤية والوزن والقافية واللغة المشتركة المتداولة، رفضت الأشكال التعبيرية الموروثة، لأنها أشكال قبلية تحد من حرية الشاعر وتخضعه للإنسان المعمم. والشاعر الحديث كما يرى أدونيس لا يريد أن يحيا حياة أي شاعر مهما بلغت من العظمة لأنه يريد أن يحيا حياته هو. وقبول الأشكال الموروثة يعني العيش في جلباب الأسلاف وأسبقية الماهية على الوجود، في حين أن الاتجاه الحداثي يرى العكس تماما. فالقصيدة الحداثية لا ماهية لها قبل تشكلها، أو كما قال أدونيس: "القصيدة الحديثة لا تسكن أي شكل، وهي جاهدة أبدا في الهرب من كل أنواع الانحباس في أوزان وإيقاعات محددة بحيث يتاح لها أن تكشف بشكل أشمل عن الإحساس بتموج العالم والإنسان الذي لا يدرك إدراكا كليا ونهائيا" . ويضيف في مكان آخر: "إن الشكل كالصورة ابتكار لا يكرر ولا يصنع ولا يؤخذ ولا يقتبس، ليس لبابا أو غلافا أو إناء، إنه فضاء متموج، حركة الشعور والفكر، إيقاع القلب." .
انطلاقا من هذا التصور، رفض أدونيس البيت العمودي، ورفض بعد ذلك قوانين التفعيلة، ونادى بنقل إيقاع النص من الدال العروضي إلى الدال النصي. وأدخل إلى الشعرية العربية مفاهيم وأشكالا جديدة كمفهوم قصيدة النثر ومفهوم القصيدة الشبكية المركبة ومفهوم لاحقية الشكل ومفهوم الكتابة. .
اترك تعليق:
-
-
المجانية: قصيدة النثر شكل جديد لا علاقة له بكل أشكال الكتابة المعروفة من نثر وشعر، ورواية ومسرحية، حتى ولو وظف تقنيات هذه الأشكال، فهو شكل جديد لا غاية له خارج عالمه المغلق، أي، أنه مجاني ولا زماني .
الأستاذ الكريم محمد القاضي : السلام عليكم :
فيما يخص المجانية يمكن فهمها في سياقين سياق لساني وسياق وجودي :
فيما يخص السياق اللساني ، فقد حدد ياكوبسن للغة وظائف ستة ، الوظيفة التعبيرية و التأثيرية والمرجعية و اللَّغْوِيّة و الميتا لغوية و أخيرا الوظيفة الشعرية . الوظائف الخمس الأولى تكون اللغة فيها وسيلة لتحقيق وظيفة خارجية، كأن أقنع المرسل إليه أو أخبره بشيء .. أما الوظيفة السادسة أي الوظيفة الشعرية فاللغة لا تؤدي أية وظيفة خارجية و إنما تحيل إلى خصائصها الأسلوبية الجمالية التي تثير انتباه المتلقي و تشد أنظاره إليها . من هنا، فهي مجانية أي لا نبتغي من ورائها وظيفة أخرى غير الوظيفة الجمالية الشعرية. وحينما يصف ياكوبسن الوظيفة الشعرية بهذا الوصف ، فهو ينطلق من متن شعري أوروبي يتميز بشعريته الخالصة كالشعر السوريالي ومنه قصيدة النثر .
السياق الثاني الذي ينطلق من المتن نفسه هو السياق الوجودي الذي نظّر له بشكل خاص جان بول سارتر ، فسارتر طرح سؤالا محوريا إبان الحرب العالمية الثانية وغزو هتلر لفرنسا ، هو كالآتي : ماذا بوسع كاتب ما أن يفعل إزاء موت طفل ؟، فكان الجواب بكتابة كتابه "مالأدب" وخلص إلى أن الأدب التزام ، فالكاتب حر، و حريته مقترنة بالمسؤولية . لكنه حصر الالتزام في الكتابات النثرية دون الكتابة الشعرية لأن الشاعر لا يستخدم الكلمات لأداء وظيفة أخرى غير الوظيفة الشعرية ، وإنما يخدمها لتؤدي وظيفة جمالية خالصة لا معنى لها خارج جماليتها.
ويمكن التمثيل للعلاقة بين الشعر والنثر بالعلاقة بين الرقص و المشي ، فالمشي وسيلة لغاية وليس مجانيا ، فقد يكون للوصول إلى مكان محدد أو للرياضة ، أما الرقص فليست له أية وظيفة أخرى سوى الوظيفة الجمالية ، إذن فالراقصة لا تستخدم أعضاء الجسم و إنما تخدمها لتشد الأنظار إليها .
ومن بين النصوص التي تتحقق فيها المجانية : نصوص نجلاء الرسول التي أثارت نقاشا واسعا في المنتدى لأنها لا معنى لها خارج جمالياتها، فهي نصوص مجانية .تحياتي الصادقة .
اترك تعليق:
-
-
السلام عليكم...
أولا اشكر الأستاذ الفاضل علي المتقي على كل فاصلة كتبها هنا،فاستفدنا منها جميعا،و أيضا أستاذي الكريم عبد الحفيظ،على معلوماته الراقية،و ان كان الامر بيدي فلن أغادر هذه الصفحة البهية ،الراقية التي تثبت مستوى عالي من الثقافة و الأخلاق و الاحترام ،لمسناه في كلمات أستاذي الفاضلين..
سأكون طماعة كالعادة..و أحاول أن أنهل قدر الممكن من أفكارهما...
ارجو أن تكون في اجابات الاساتذة عن أسئلتي ،بذور اسئلة أخرى ،حتى تعمم الفائدة...
1- الاسلوب الخطابي في قصيدة النثر
أريد أن اسأل عن استعمال البعد الخطابي في قصيدة النثر،لقد لاحظت من خلال بعض القراءات أن قصيدة النثر،تلجأ في غالب الأحيان الى الابتعاد عن مخاطبة الآخر،بالصفة اللغوية للخطاب،و في نفس الوقت تحاول التعامل مع عناصر الطبيعة ،و الاشياء الجامدة،و البعد عن التقرير..هل هذا الامر صحيح أو لا؟
2-هل يمكن اعتبار قصيدة النثر أكثر الاشكال الادبية ميلا الى استخدام البعد الفلسفي،و البحث عن الأنا؟ خاصة أنها تحاول تغطية اختلافها عن الشعر العمودي ، بالتكثيف الشعري.
3-مما أفادنا به الأستاذ الفاضل علي ،أن القصيدة النثرية لا تستلزم القافية،لكنها ايضا لا تقاطع استعمالها..لكني لاحظت أن تكرار الاصوات داخل القصيدة يكون أحيانا في الحرف الاخير للكلمة،لكن باللجوء الى خلق حالة ترقب لدى المتلقي،من خلال الكلمات التي عادة ما نتعود على وجودها في جملة،لكن الشاعر يبحث عن كلمة تنتهي بنفس الحرف،كي يفاجىء القارىء..ما رأيك استاذي في هذه النقطة.
هذه الفقرة الأولى من اسئلتي ،سأسأل عن الشكل و البناء في قصيدة النثر،لاحقا..
كل الاحترام ،و مزيدا من التألق ...
اترك تعليق:
-
-
[align=right]أكرر شكري للأستاذ الدكتور علي المتقي وهذا النبع من المعرفة النافعة ،
وإن كان لي من سؤال فهو:
لقد قيل الكثير بأن " المجانية " هي من أهم صفات قصيدة النثر ،
وقد يجد البعض صعوبة في فهم تلك الكلمة ، فالمجانية باللغة الدارجة تعني
أي شيء يمكن الحصول عليه دون أن يكلف أي مبلغ من النقود !
فكيف يمكن تطبيق ذلك على قصيدة النثر؟
هل من أمثلة لو سمحتم ؟
مع عاطر تحياتي
........[/align]
اترك تعليق:
-
-
توظيف الأسطورة في قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر: ينظر صلاح عبد الصبور إلى الأسطورة بوصفها "تعبيرا عن الذات الإنسانية في وحدتها وجوهرها" . ويتوسلها بالإضافة إلى تقنيات أخرى كالثقافة الشعبية والتاريخ للتخلص من الجزئية والظرفية، والارتقاء بشعره إلى مستوى المطلق، وإضفاء نبرة موضوعية عليه. إلا أن معظم الشعراء في نظره أساؤوا استخدامها لاكتفائهم بمحاكاة الشعر الأوربي. في حين أن الأسطورة ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي وسيلة لتعميق النص وفتحه على تجارب إنسانية غير شخصية. وهذا يقتضي تفكيكها إلى عناصرها الأولية، وانتقاء ما هو صالح للتوظيف دون أن يكون بارزا على السطح الظاهري للقصيدة. وبغير هذه الطريقة يتحول النص إلى ركام من المعارف تفتقر إلى شروح وهوامش واطلاع واسع على حقول معرفية متعددة لفهمها.
: التشكيل : يستمد صلاح تصوره عن التشكيل من فن التصوير أساسا، كما يستمده من تصور نيتشه للمأساة اليونانية، فهذه المأساة كما يراها هذا الفيلسوف توازن بين الديانة الديونيزيوسية التي تقدس النشوة وتمجد اللذة، وتطلق كل القوى الحية في الإنسان ، وبين العبادة الأبولونية التي تقدس العقل وتحترم التصميم والبناء . فالقصيدة الشعرية إلى تأمل واع قصد تشكيلها تشكيلا فنيا يتميز بخاصيتين اثنتين أولاهما : الذروة الشعرية: وتعد حسب صلاح " محك الكمال في بناء القصيدة" . ويختلف التشكيل باختلاف أماكن وجودها في أول القصيدة أوفي وسطها أوفي آخرها. وثانيتهما: التوازن بين العناصرالشعرية المختلفة إيقاعا وتركيبا ودلالة.
اترك تعليق:
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 74311. الأعضاء 5 والزوار 74306.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
اترك تعليق: