مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    الاستاذ على المتقي المحترم:
    تحية طيبة وبعد،،
    شكرا على المجهود الذي تبدله في سبيل الوصول بذوق المتلقي الى مستوى المعرفية القابضة على زمام الابداع.
    ليس لي الا ان اثمن غاليا العمل الاكاديمي الذي تقدمه الى اعضاء الملتقى واعتقد ان الملتقى سوف يصبح قبلة لكل باحث عن المعنى الجوهري للانسان.
    دمت رائعا ودامت لكم الافراح والمسرات.
    مودتي عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    نص لأدونيس نموذج تكرار بداية الجملة في النهاية لإغلاق القصيدة وتدويرها .



    حتى ولو رجعت يا أوديس


    حتى ولو ضاقت بك الأبعاد

    واحترق الدليل

    في وجهك الفجع

    أوفي رعبك الأنيس

    تظل تاريخا من الرحيل

    تظل في أرض بلا معاد

    تظل في ارض بلا ميعاد

    حتى ولو رجعت يا أوديس

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    هذا المقطع لرفعت سلام نموذج لتكرار الأصوات في قصيدة النثر ،

    لا يأخذني النعاس والنسيان و السهل على سُلَّم

    المساء أسيرا كسيرا كسوسنة بلا سِينَيْنِ أو سلحفاة بلا رأس سبيلي سالك لا

    مستحيل و استدارة ساعتي تسعى فتستلب السؤال بلا سؤال ثم تسعى تستدير

    وتستدير فأستغيث بساحرتي ليس يسمعن استغاثاتي فأسحب سيفي المكسور
    .

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    هذه مختارات شعرية من قصائد النثر العربية لمجموعة من الشعراء
    النص الأول نموذج قصيدة النثر التي أصطلح عليها بالقصيدة الشكلية
    مزمور فارس الكلمات الغريبة
    يقبل أعزل كالغابة وكالغيم لا يرد ، وأمس حمل قارة ونقل البحر من مكانه.

    يرسم قفا النهار ، يصنع من قدميه نهارا ويستعير حذاء الليل ، ثم ينتظر ما
    لا يأتي . إنه فيزياء الأشياء، يعرفها ويسميها بأسماء لايبوح بها . إنه الواقع
    ونقيضه ، الحياة وغيرها .

    حيث يصير الحجر بحيرة والظل مدينة يحيا ، يحيا ويضلل اليأس ، ماحيا
    فسحة الأمل ، راقصا للتراب كي يتثاءب ، وللشجر كي ينام .

    وهاهو يعلن تقاطع الأطراف، ناقشا على جبين عصرنا علامة السحر.

    يملأ الحياة ولا يراه أحد ، يصير الحياة زبدا ويغوص فيه ، يحول الغد إلى طريدة ويعدو يائسا وراءها ، محفورة كلماته في اتجاه الضياع الضياع الضياع.

    والحيرة وطنه ، لكنه مليء بالعيون.

    يرعب وينعش

    يرشح فاجعة ويفيض سخرية

    يقشر الإنسان كالبصلة

    إنه الريح لا ترجع القهقرى، والماء لا يعود إلى منبعه، يخلق نوعه بدءا من نفسه ، لا أسلاف له وفي خطواته جذوره .

    يمشي في الهاوية وله قامة الريح .


    مقطع من إشراقات رفعت سلام ، نص بلا علامات ترقيم: وهي نموذج القصيدة الفوضوية:

    مرِحًا دون مناسبة أمضي متوهجا بالغموض الغريب عابثا

    بالمحرمات التي تطولها يدي في سَوْرَةِ الملل اللئيم تلك عادتي في

    ليالي الشتاء حين تمطر السماء سُمًّا ومطرا ومرارة فينفطر القلب

    انفطارا فأمضي في الشوارع الخالية أراود الأشجار النَّدِيَّةَ عن نفسها

    و الإسفلت لامع صقيل أُوَشْوِشُ الأعشابَ بما لم يخطر في البال

    فتوشوشني بما خطر في البال فيا أيها الأوغاد لستم قُضاتي ولست

    غير زنيم فاتئدوا اليوم الذي لا يعود مضى كسيرتي الشهيرة و لكني

    باق أعوي في واد غير ذي زرع
    .

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    أشار الأخ عبد الحفيظ مشكورا إلى أربع قضايا محورية تهم قصيدة النثر، أثارت وما زالت تثير نقاشا ساخنا ، أناقشها وأفصل فيها القول قضية قضية.
    القضية الأولى تهم قصيدة النثر بين التجربة والاصول:
    إن قصيدة النثر منذ أن طرحت في بداية الستينيات طرحت في السياق الحداثي العربي الذي رفع لواء إعلان القطائع تلو القطائع مع المنجز الشعري وبشكل خاص الشكل العمودي . وقد عرفت المرحلة تعصبا كبيرا إما للأشكال التراثية ، ورفض كل ما هو جديد بدعوى أنه غريب ومستهجن وضد القومية العربية ، أو الانتصار من أجل الانتصار للجديد وإلصاق كل أسباب الركود الثقافي بالشكل العمودي . وحتى لا يتهم الاتجاه الحداثي بالعمالة للغرب ومعاداة كل ماهو عربي لجأ الحداثيون وعلى رأسهم أدونيس إلى البحث عن الجوانب (المضيئة) من التراث التي يشتم منها روح التمرد والرفض والتحول ، فظهر كتاب زمن الشعر والثابت والمتحول ومقدمة للشعر العربي وديوان الشعر العربي ...وكلها تزكي أن الحداثة ليست غريبة عن العقل العربي و إنما هناك محطات في تاريخ الثقافة العربية و الشعر العربي تؤمن بالتحول والتمرد على كل ماهو ثابت ومطلق ونهائي .ولما ظهر مصطلح قصيدة النثر الغريب كليا عن الثقافة العربية التي تميز بامتياز بين ما هو نثري وما هو شعري ، توجه البحث عن مبررات تسمح بتمرير هذا الشكل الشعري إلى الثقافة العربية بشكل لا يبدو معه مقحما وغريبا ، فكان اللجوء إلى التراث مرة ثانية لإقناع القارئ العربي إلى أن الثقافة العربية عرفت كتابات نثرية ذات خصائص شعرية .
    لكن ما يجب الانتباه إليه ، هو أن قصيدة النثر في شقها التنظيري كالحداثة، ليست ثورة ضد الأشكال الجاهزة فحسب ، بل ثورة ضد العقلية العربية (السلفية ) التي تركن إلى الجاهز والثابت وتؤمن بأن ليس هناك أبدع مما كان. وتدعو( الحداثة) بالمقابل إلى عقلية متحررة من كل القيود و الثورة ضد الأشكال والقيم والأخلاق ، والفرق بين العقليتين ، هو أن العقلية السلفية تؤمن بأسبقية الماهية على الوجود و الثانية تؤمن بأسبقية الوجود على الماهية .
    وتميز الحداثة التي حملت لواء قصيدة النثر بين نوعين من التراث: التراث كقوانين وقيم ثابتة يجب رفضه والتمرد عليه ، والتراث كثقافة وتاريخ ومعان يجب استثماره والتحاور والتناص معه .
    أما على مستوى التجريب ، فلم تسر قصيدة النثر بعيدا في قطيعتها مع التراث إلا في لحظات محددة ، خصوصا القيم والدين ، وانحصر تمردها على مستوى الأشكال الشعرية بشكل خاص .
    يتبع

    اترك تعليق:


  • رحاب فارس بريك
    رد
    [CENTER][CENTER]أستاذ محمد القاضي
    أشكرك لطرح هذا الموضوع لأهميته القصوى .
    هنالك بعض الكتاب ممن ينشرون القصيدة النثرية في قسم الخاطرة .
    والعكس يحدث تماما .فتنشر بعض الخواطر في قسم القصيدة النثرية .
    عن ما يميز الخاطرة , وتعريفها بدأت بكتابة الموضوع .
    في نص بعنوان

    ( أهلا بكم بقسم الخاطرة ).

    وأردت أيضا فيما بعد أن أنشر تعريف للقصيدة النثرية .
    وبم أنك تفضلت ونشرت مفهوم وتعريف للقصيدة .
    سأنزل الرابط في مشاركتي هناك . ليتسنى للقراء الدخول لمشاركتك والإستفادة .
    في التمييز بين الخاطرة والقصيدة النثرية .
    لك مني كل الإحترام والتقدير .
    وهذا رابط مشاركتي هناك .



    اترك تعليق:


  • محمد القاضي
    رد
    [align=right][align=justify]نأمل من الأستاذ القدير على المتقي بالتعليق على ما جاء في مداخلة

    الأستاذ المبجل عبد الحفيظ ، مركزا على جوهر نقاطها ،

    في الوقت نفسه فإننا نتابع بشغف تواصل أستاذنا المتقي في موضوعة ،

    منتظرين أمثلة من قصائد يراها مناسبة ،رغبة منه في إثراء معلوماتنا

    مما يساهم في تنمية مواهبنا وصقلها في آن،،،

    مرة أخرى شكرا لكل من الأستاذين الكريمين

    ..........[/align]
    [/align]

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    الاستاذين المحترمين علي المتقي ومحمد القاضي:
    تحية طيبة وبعد،،
    شكرا للاستاد محمد القاضي على ان وجه الانظار الى دراسة الاستاد المحترم علي المتقي، لانها اضاءت جوانبا عدة في ما يتعلق بقصيدة النثر، وعليه اغفرا لي وتقبلا مني تطفلي ومحاولة تناولي قصيدة النثر من زاوية اخرى ودمتم مميزين.

    قصيدة النثر
    معطيات الشكل وضرورة التغيير
    عبد الحفيظ بن جلولي.
    يعتمد الإبداع الشعري في عمومه كمنجز تجديدي، على التجربة التي يخوض فيها الشاعر وتمييزه للمعالم الموضوعية التي يتلقفها التنظير، محاولا اجتياز الشكل إلى التقعيد الذي ينظم التجربة ويجعلها قابلة لتكريس "الإنتاجية النصية" بتعبير جوليا كريستيفا، وهو ما نلمسه من خلال مقاربة التجربة الأوربية فيما يتعلق بقصيدة النثر، فلقد شهدت ميلاد شكلها ألانزياحي عن ما سبقها على يد بودلير ثم نظّرت لها سوزان بيرنار، بعد ذلك أسست لنفسها منهجا أتاح للأجيال بعد بودلير ان تعبّر عن كينونتها داخل الشكل الذي أتاح لمنجزها الانخلاق وفق معطيات اللحظة الشعرية الزاحمة وتهيؤ الذات المقولي.
    قصيدة النثر بين التجربة والاصول:
    ان التجربة العربية في مجال قصيدة النثر لم تنبني تبعا لمعطيات الواقع الإبداعي المحصور ما بين ثنائيتي التجربة والتنظير، بل راحت تتأسس داخل بنى انفصالية تكرّس المنحى التفاضلي بين الأشكال داخل جنس الكتابة الشعرية، حيث ما حدث مؤخرا في ملتقى الشعر بالقاهرة من إقصاء لشعراء قصيدة النثر، يبيّن بوضوح تعامل الإبداع مع مواضعات التعبير وفق منطق الانتقاء الذي ينحدر بالفن إلى مستوى الايديولوجيا، فيفقد بذلك الإبداع بداهة التعاطي معه بمنظور التراكم ألتنظيري الداعم للإبداعية، ويتحول الصراع من ايجابية الخلق إلى انطوائية المركز.
    التجربة الشعرية العربية في مجال قصيدة النثر تطرح إشكالا آخر يتمثل في جدليتي القطيعة والتواصل مع المنجز الشعري العربي التاريخي المتمثل في القصيدة العمودية، حيث يقف العقل الشعري عند حدّي المعادلة، فإما قطيعة وبالتالي الإبداع من فراغ وهو ما لا يستسيغه واقع "الإنتاجية النصية"، وإما تواصل مع رفض الشكل التعبيري الجديد، ويبدو لي أن التواصل لا يعني بالضرورة تمثل النموذج في تمام شكله، بل استحضاره بما يتوافق وسياق الاطلاع وهضم معطيات المنجز الشعري العربي، فقصيدة النثر في سياق التواصل لا تعني إعادة إنتاج التجربة، بل الأهم تجاوزها داخل الإطار الجمعي الذي يحكم أصول الصنعة متمئلا في الشعرية، لان كل واقع ذاتي أو تجربة مع العالم والآخر، تحتم طريقة انكتابها، ومن هذا الباب يمكن أن نفسر المقولة الدارجة في الوعي الشعري من أن القصيدة تكتب الشاعر.
    وقد راح محي الدين اللاذقاني في كتابه "آباء الحداثة العربية"، يفتش في الثرات عن أصول لقصيدة النثر، وتوصل إلى نموذج في طواسين الحلاج يمثل "الإرهاصات الأولى لقصيدة تتململ داخل قيدها الفراهيدي وتحاول أن تخلق شكلا تعبيريا جديدا.."، ويمكن أن نفهم من كلمة تتململ، أن القصيدة بشكلها التعبيري وشرطها التاريخي لم تكن انزياحا الغائيا لما سبقها، ولكن كانت تمثلا استحضاريا بدلالة عدم قدرتها على الانفكاك من ترسبات التجربة الشعرية الغنية بمعمارها وتراكيبها الفنية واشتغالاتها العروضيية والإيقاعية واللغوية، التي جعلت منها نموذجا فريدا غطّى على التجارب الأخرى وشكّل اتجاها جوهريا يصعب تجاوزه، ومن حيث هذا الجانب ألانجازي في صرح القصيدة العمودية، نجد أن التجارب الشعرية على مرّ التاريخ الثقافي العربي كانت عرضة لمثل هذا الانخطاف نحو المساس ببناء القصيدة، كما حدث عند ابن الرومي في ثورته على التركيز، وثورة أبي تمام على الاستعارة، وثورة المتنبي على كثير من الدقة اللغوية والنحوية كما يذكر إحسان عباس في كتابه "فن الشعر".
    التجديد النثراني/قصيدة الحداثة:
    إن هذه المحاولات التي سارت على درب التجديد في القصيدة العربية، والسير بها صوب أفق يستجيب للحظة الشعرية الموسومة بالمزاحمة المقولية وكيفية التخلص منها كفيض وجداني تأملي وليس كزوائد مزعجة، يخوّل للفهم أن يقرأ "قصيدة النثر كخلاصة غير نهائية لمكابدات فنية ووجودية هي فرصة الشعر العربي لقراءة جدلية أعمق لمعنى وكنه الشعر." حسب رؤية محمد العباس في كتابه "ضد الذاكرة".
    فقصيدة النثر لا تنفك تعبر عن منحى حداثي خلقي واستجلابي لكافة أدواته التي تتوافق طبيعتها مع طبيعته التعبيرية والانكتابية، وتماهي الطبيعتين في اندراج اجتماعي معين يخضع للشرط الانقلابي في كافة مناحيه، ومن هذا المنطلق نجد كونية الشرط التعبيري الملازم لجدل التغيير، يرتبط بتوالدات اللحظة الحضارية، فالشاعر الاسباني غارثيا مونتيرو، يعزو التغيير في البنيات التعبيرية إلى مفهوم السرعة الذي حتما ينعكس على الذات منجزا تلمّسه للمتاح الاستفزازي في لا عادي اللحظة الزمنية، بمعنى شدّ قصيدة النثر إلى "عمق التجربة الاجتماعية، وربطها بمتواليات ورموز الفعل الاجتماعي الجديد، كحاضن مادي لمتواليات الظاهرة" كما يرى محمد العباس، وما التكثيف والرمز إلا نتاجات لعملية منخرطة في كون العلامات الذي يحكم سيرورة المعيش ويؤهّل شروط انوجاده، بمعنى أن قصيدة العمود في جانبها المعماري، تتمظهر بالفراغ الذي يفصل شطري البيت، وكأنه عمود يشد قوام القصيدة، ولعله يعبّر عن بنية الفراغ المشكل لمحيط الشاعر المتمثل في فضاء الصحراء الشاسع، وبالتالي يمكن بناءً على هده الفرضية أن تكون قصيدة النثر المكثفة من حيث الشكل والمضمون انعكاسا بنيويا لعمق نفسي لا ينفصل عن شرطه الوجودي في العالم او "الدازاين" بتعبير هايدجر.
    لقد رفض أبو نواس الربط بين القصيدة والبداية الطللية، بما يمكن أن يفتح النقاش واسعا حول ضرورات الانتباه إلى المساءلات المباغتة لكمالات الوضع الشعري، فالشعر تجربة جمالية تستجيب فقط لطقسها الشعوري وعندما نكف عن شعور الشعر، فإننا بلا شك سوف نعدم المسافات الجمالية التي تورطنا في متاهات العالم المتأهبة دوما للتحمّل، ولهذا يعتقد بورخس "أن الشعر شيء يشعره المرء"، وكان يعلّم الشعر بوصفه بروفسورا "معتمدا على الحدث الجمالي" كما يخبرنا في كتابه سبع ليال.
    نظام الشعر/ شروط القصيدة:
    بالضرورة تخضع قصيدة النثر لشروط وأنظمة لتخرج وفق المنهج التنظيري المنتج لنمودجها، إلا أن الكتابة الشعرية لا يمكن أن تخضع في كليتها لذات الشروط والقوانين التي تنبني عليها قصيدة النثر، والحال هذه، كونها أسست لنفسها منهجا تكسيريا انبنى على إلغاء نظام القافية والبيت، فلقد اوجدت بذلك أسسا أخرى تجترح التجربة في أبعاد ترفض الإذعان لمنطق مستتب ومستقر، فكان الغموض من أهم المعطيات التي استفادت منها بنية قصيدة النثر، والغموض بخضوعه لشروط الانوجاد الراهن، ينتسب في طبيعته لما ألفه بعض الشعراء المعاصرين في شعرية الأقدمين، حيث نجد ادونيس في "زمن الشعر" يعرض جملة مميزات لاتجاه أبو تمام في الشعر، ويذكر منها المعنى غير المألوف والغموض والصورة الشعرية غير المألوفة ونقل اللفظ عن معناه المعروف، ويعتبر أن هذه الطريقة هي خروج عن عمود الشعر وليست خروجا عن الشعر، ومعروف في تاريخ الشعر العربي أن هناك من الشعراء من حاول ابتكار أوزان جديدة كابي العتاهية، وقال قولته المشهورة "أنا اكبر من العروض"، ومنهم من حاول الخروج على نظام القافية الواحدة، فأنتج قصائدا سميت المزدوجات كبشار بن برد.
    المستفاد مما سبق يؤكد عملية الإبداع داخل الإطار الذي يجمع الثقافة الواحدة دون أن يكون ذلك ضربا من ضروب الاقتصار على ذات الشكل، فالنمط التعبيري يحفّز الذات على إنتاج طرقها التعبيرية الخالصة من أي تابعية شكلية، وأدوات المنهج ألتفكيكي تقدم التبرير المنطقي لافتكاك الشكل المتاح في أفق الفيض المقولي (الكتابة)، حيث يرى جاك دريدا أن التفكيك لا ينبغي أن نفهمه "بالمعنى الذي يفيد الانحلال أو الهدم بل تحليل البنى المترسبة التي تشكل العنصر الخطابي أو الخطابية الفلسفية التي نفكر داخلها"، وبهذا المفهوم لا نفسر إنتاج قصيدة النقد على أساس انه بناء على أنقاض قصيدة العمود بل هو انطلاق من تجلياتها التي لا يمكن أن ينفك المثقف العربي من إسار جمالياتها، وذلك الأثر هو المفعّل لمؤسسة الإنتاج الذاتية على إبداع متوافقها الجمالي الخاص، فلا يمكن أن نبدع خارج مكوّنات ثقافتنا الجينية، وهو المراد من تفكيكية دريدا التي تزاول عملها من خلال المنظومة التي نفكر داخلها.
    إن جدل الغموض ليس مقصودا في ذاته، وإنما يُلامس ليفنّدا أقاويل الإلغاء والمصادرة على حق الآخر في استبطان التجربة الذاتية عبر سواقي يسري فيها الماء بخرير مغاير للمألوف، حينها يُوظَّف كآلية للإفصاح غير المباشر عن منحى ذاتي عميق، قد يكون من المفردات البديهية لدى من لا تحركه طعنة الشعر الباعثة على الحياة.
    ينطلق ادونيس في "زمن الشعر" من مفاتيح أساسية تناقش بعمق ماهية الغموض عندما لا يتحول إلى مجرد ترف فكري أو إبداعي، المراد منه تمييع مفهومه، وتسريبه كأداة هدمية تستخدم في الصراع الذي ينحو بالكتابة الشعرية إلى مدارك الفتات ألمقولي المنجَز عند أبواب الاسترزاق الشكلي المدمّر للخلق والتجاوز، فهو يرى بأن إدانة الغموض هي تبجيل للوضوح، ثم يفصل في هذا الجدل انطلاقا من قيمة الشعر بالنسبة للإنسان، فان كان همّا من هموم الذات الأساسية، فالغموض ليس بذاته نقصا والوضوح ليس بذاته كمالا، كما أن ذم الغموض لا يتجه إلى تجربة بذاتها، ولكن يشمل كل الشعر الحديث وهو ما لا يستقيم مع معطيات البحث، لان الشعر الحديث يتضمن مستويات متعددة للتجربة، أيضا عندما نقول عن شاعر بأنه حديث أي أن بينه وبين الشعر القديم فرق، يحصره ادونيس في تبدلات الواقع الذي كان يَسِمُه الوضوح والبساطة قديما، والذي أصبح يركبه التعقيد والتطور حديثا، مما زلزل قناعات الشاعر الحديث، فتشكلت التجربة في رحم القصيدة الحالة التي تقدم للقارئ "فضاء من الأخيلة والصور ومن الانفعالات وتداعياتها".
    العقل الشعري والنص:
    يبدو لي أن الحالة التي يعاني منها العقل العربي تتمثل في إهمال حقيقة النص، وعدم تصنيفه ضمن مخطط المستويات التفكيرية، وبالتالي تتحكم في أولوياته النظرة التفضيلية التي تعطي الأسبقية للنص العلمي، بينما النظرة الغربية عندما أسّست لما يعرف بالنص المتعالق ((hypertexte، لم تخصص النوع، ولهذا فان لتجاور النصوص أهميتها في إبداعية العقل الشعري، وهو ما يفسر قدرة العقل على الانتقال بين حقول المعرفة المختلفة، ولهذا أيضا كان العقل الموسوعي، فالعقل الشعري كما يرى ريشاردز في ما كتبه عن "كولردج والخيال" ونقلا عن "ألن تيت"، "في لحظات ..يوفق إلى نظرة نافذة إلى قلب الحقيقة، فيقرأ الطبيعة رمزا لشيء وراءها، أو شيء داخل الطبيعة لا ينكشف بالشكل العادي."
    إن الإشكال المطروح في جوهره لا يتعلق بالشكل التعبيري، بقدر ما يكشف عن خلل بنيوي لا يقارب النص من حيث هو بنية دالة منتجة لأثرها، لكن على العكس من ذلك يجازف العقل العربي داخل بوتقة تبئّر الاستخفاف بالثقافي وتنفر من مغامرة الانقداف في محيط الخلق الثقافي الذي يبتكر آلياته من ذات مفردات النص المتاح المعرّف على مشارف التفاعلية المنتجة، لهذا فالجدل يتورط أساسا في النظر إلى النص من حيث تمظهره الواقعي وليس من حيث كيفية إنتاجيته، ومن هذه الزاوية نقع على رؤيتين لمعالجة النص:
    رؤية تحتفي بالنص من حيث ان كل نص يمتلك جمالية خاصة تتمثل في جمالية انخلاقه، ورؤية أخرى تزدري النص لفقدانها معيارية القيمة التي يمثلها المنتج النصي.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    تابع
    الخاصية الثانية لشعر رامبو : أنه يختزل الزمن كله ، زمن الإنسانية كلها في لمحة واحدة : " ألمانيا تستعد للأقمار، الصحاري التترية تستنير ، والتمردات القديمة تصطخب في قلب الإمبراطورية السماوية "
    ـ الخاصية الثالثة : إن التركيب الشعري عند رامبو ليس خطيا وتعاقبيا ، و إنما هو تراكمي . إنه نوع من البلورة التي تجتذب ـ حول النواة الأساسية ـ عددا من العناصر.ففي قصيدة بعد الطوفان مثلا نجد أن النواة الأساسية هي كلمة طوفان في كل تعقيداتها الخاصة بالتلقي : معنى ميتافيزيقي (موضوع الماء والجريان الذي نراه يمتد من خلال استدعاء البحر والدم واللبن ..) ومعنى أخلاقي (الذي يحاول فيه الساحر المبتدئ ترتيل تعاويذ لتطهير كبير جديد :
    فلتنبجس أيها المستنقع و لتتدحرج أيها الزبد على الجسر وفوق الغابة ، أيتها الملاءات السوداء و الأراغن ، يابروق ويا رعود انهضي وتدحرجي ـ أيتها المياه والأحزان ، تصاعدي و أكملي الطوفانات .
    المرجع السابق أعلاه بتصرف

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذ الجليل السيد عبد الرحيم محمود، جزيل شكري لكلمتكم الطيبة واحترامي الكامل لرأيكم، الذي لايختلف عن الكثير من آراء شعراء كبار كمحمود درويش ونزار قباني وأحمد المجاطي ... ممن لم يرق لهم هذاالشكل الشعري، ولم يكتبوا على منواله .
    ولا أخفيكم سرا أنني أنا أيضا أحب الشعر القديم وشعر التفعيلة أكثر ، وأحفظ منه الشيء الكثير ، ولا أحفظ من قصيدة النثر إلا القليل من النصوص . لكن هذا لا يعني أن هذا الشكل الشعري لا يتضمن نصوصا تستحق القراءة وتستحق الاحتفاء بها ، ويتضمن في الآن نفسه نصوصا بائرة لا تجد من يهتم بها . فالنص إما أن يكون إبداعا أولا يكون .
    وحتى ولو أردنا محق هذا الشكل الشعري اليوم من الساحة الثقافية العربية ، فإننا لن نستطيع إلى ذلك سبيلا بعد خمسين سنة من التأسيس والتأصيل و التنظير والكتابة ، خصوصا وأن شعراءه العالميين يتربعون على عرش الإبداع بلا منازع ، فلا يستطيع أحد اليوم أن ينفي الشعرية عن بودلير أو رامبو أو لوتريامون ، كما لن نستطيع ولو شئنا أن نمحو أدونيس وأنسي الحاج ومحمد بنيس وتوفيق الصايغ وصلاح استيتة ورفعت سلام وعبد النعم رمضان... من لائحة الشعراء المعاصرين ، ولن نستطيع أن نمنع تدريسهم بإعجاب في جامعتنا العربية .
    ستستمر إذن قصيدة النثر خصوصا مع الجيل الجديد الذي لم يكلف نفسه عناء معرفة قواعد علم العروض والقافية، ولا معرفة أشكال القصيدة التفعيلية ،لكن بالتأكيد ستكون النصوص الجميلة التي تشد إليها الأنظار والقلوب قبل شد العقول قليلة وقليلة جدا .
    تقديري واحترامي
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 05-04-2009, 20:10.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذ المحترم السيد محمد القاضي : رجعت إلى نصوص شعرية فرنسية لأستشهد بها على القضايا النظرية التي أثارتها السيدة سوزان برنارد وبعدها أدونيس وأنسي الحاج ، لكن الترجمات التي وجدتها لهذه النصوص لم تقنعني ، ومع ذلك سأستشهد ببعضها ، وأعتمد على النصوص العربية بشكل خاص لأن الترجمة حتى ولو كانت علمية تفقد النص الشعري الكثير من خصائصه .
    و سأقتصر في هذا الرد على القصيدة الفوضوية :
    إن السيدة سوزان برنارد ترى في إشراقات أرتور رامبو القصيدة الفوضوية بامتياز تقول : تثيرنا القراءات الأولى لهذا النثر ( ديوان إشراقات) الذي لم يكن يشبه أي نثر آخر ، والذي يدهشنا للوهلة الأولى بمظهره المشوش المحير لنفس اعتادت على القواعد القديمة للعبة الأدبية .
    ( ...) إن رامبو يقدم ما لاشكل له بصورة إرادية تماما كما سبق أن قال في خطاب الرائي ، ويجعل من الفوضوية مبدأ جماليا . وقد قلت فيما سبق أن هذه الفوضوية كانت جزءا من مزاجه وطريقته كلها في الوجود ، وسترى أنها ستصل في عمله الشعري إلى حد رفض لا القوانين الفنية المقبولة بشكل عام فحسب ، بل ايضا الترابط البسيط لكل ما قد يبدو تشكيلا ، وذلك حقيقي ايضا فيما يتعلق بتنظيم ( وبالأحرى بعدم تنظيم) الديوان، وبالبنية المفتوحة لكل قصيدة ،التي تكشف نزوحا نحو اللامحدد، وهو النزوع نفسه الذي نجده في قطْع الجمل ،هنا يكمن النصف الفوضوي و الهدام في عبقرية رامبو الذي يفجر كل الأطر ، بتأثير نزعة تحررية لتقدمَ إلى الأذهان آفاقا مجهولة ،( النصف الآخر ، الذي يأتي ليكمل ذلك يقدم لنا الوجه الآخر من العملة بشكل ما ، إنه الجانب الخلاق البناء الذي سنتانوله فيما بعد ."
    إن رامبو على خلاف بودلير الذي يمكن اعتبار نصوصه
    قصيدة نثر ذات شكل معين يعتبر قصيدة النثر شكلا مفتوحا يقبل أنواعا وطرائق تعبير بالغة التنوع .
    وقد استشهدت سوزان برنارد بهاذا المقطع من قصيدة طفولة 3
    [align=center]في الغابة عصفور، يستوقفكم غناؤه ويجعلكم تحمرون خجلا .
    هناك ساعة حائط لاتدق .
    هناك مستنقع بِعُشِّ دواب بيضاء
    هناك كاتدرائية تهبط وبحيرة تصعد...[/align]

    تقول سوزان معلقة على هذا المقطع : والسياق الناقص هنا هو السياق المنطقي الذي يسمح بالحديث عن تتابع الأفكار ، فكل ما يشبه التكوين الخطي يثير كراهية رامبو . وحتى عندما نظن أنه يتخذ من مشهد حقيقي موضوعا له ، فإنه يلجأ إلى لمسات منفصلة ، وهذا القطع يعطي الانطباع بالتنافر ، ويُصعّب من فهم القصيدة ، حتى بالنسبة للقارئ الحديث ، الذي عوده خلفاء رامبو على تقنية التحاور هذه .
    الوجه الثاني من شعر رامبو هو الوجه الخلاق والبناء ويتجسد حسب برنارد دائما في ما يلي :
    ـ فائض الحياة والثراء و الحيوية المذهلة ، فإذا ما قارنا إبداعاته للمشاهد الطبيعية بإبداعات كتاب سابقين بودلير مثلا رأينا أنه بدلا من الاستمتاع بحلم جمال منتظم ثابت ...فإنه ينادي جميع أشكال الوجود ، لا ينفي شيئا ، ولا يختارشيئا ، إنه لا يبني بالإلغاء ، بل بالترحيب بأكبر قدر من العناصر الممكنة وبكل الأزمنة وبكل الأمكنة .
    السمة الأولى للعالم الرامبوي إذن حسب سوزان برنارد هي رحابته الرائعة ، وهي نتيجة لفوضويته المتحررة من الزمان والمكان ، ومن كل ما يحدد ، يمكن للروح الشعرية أن تنطلق عبر أثير بلا تخوم ، وتحتضن الكواكب في امتدادها وتطورها ـ أن تلتقط الجمال في أشكاله الأكثر مفاجأة ، والأكثر عنفا . (يتبع )
    المرجع : كتاب سوزان برنارد قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا ترجمة راوية صادق ومراجعة رفعت سلام .

    اترك تعليق:


  • عبد الرحيم محمود
    رد
    الإخوة المحترمون
    يظن بعض الناس أن إلغاء الوزن أي الموسيقا الشعرية هو تحديث
    ويظن آخرون أن الإغراق في الرمزية الصوفية والمصطلحات
    والشخصيات الإغريقية ، والأساطير ، هو نوع من إحداث الدهشة
    وإشعار القارئ بقصر قامته أمامهم .
    ويظن آخرون وهم الأخطر والأشد إفلاسا أن الهرطقة ، والانفلات
    من مسلمات العقيدة هو غاية الرقي ، فهم يكتبون بلا أي وازع من
    خلق ولا دين ولا احترام للموروث من القيم المعروفة اجتماعيا .
    ورأيي أن قصيدة النثر تدل على ما يلي :
    - عجز كاتبها عن توصيل فكره بقدرته على التعايش مع موسيقا
    الشعر الذي لا أعتبره قيدا وإنما فضاء متسعا ، اتساع الكون لكنهم
    لا يرون في غير عدم قدرتهم إلا قدرة وإبداعا .
    - الرمزية الموغلة في العتمة ، والتشفير ، والطلسمة ، تلك عوامل
    اسعلائية من كاتبي تلك النصوص بغير حق ، فالنص يقاس بقدرر
    ما يمكن الإفادة منه لتصحيح معوج أو فتح أفق جديد ، أو إنارة
    مظلم ، والعكس هو ما يحصل عند شعراء التعقيد ، فيخرج المثقف
    لا المواطن العادي كما دخل ، لا بل وربما تساءل الداخل في نفسه
    وقال : لــِـم َ لا يتم ترجمة النص من الظلمة للنور ، ومن اللاشيء
    لشيء ، ومن السير في محاق القمر للسير والإبحار تحت ضور الشمس .
    - الاستعلائية في معرفة بعض الرموز الإغريقية تجعل القاريء مصدوما
    وشاعرا بحاجته للعزوف عن المتابعة ، ولا يعتبر شعراء الوضوح غير
    قاردين على سريلة نصوصهم ، وجعلها غاية في الإغراقية التصوفية
    الرمزية ويضعون ضمنها كل أسماء سيزيف وباخوس واليكترا ...الخ
    فماذا يفيد ذلك الحركة الأدبية .
    - تمتاز قصيدة النثر بقصر عمرها ، فبعد قراءتها وانبهار عدم الفاهمين
    للنص وما أراد النـّـاص ، تذهب أدراج الرياح ولا يعود يتذكر أحد منها
    شيئا ، ولا يحفظ منه سطرا ، ولا تضيف للثقافة الإنسانية ، والعربية
    سوى العتمة والسير بعكس الفهم .
    - من هذا كله أرى أن على الشاعر أن ينوع ، وألا يقول هذا ولا غير
    دع الناس يعبرون عن أنفسهم ، لكن لا يكون التعقيد والطلسمة هي هدف
    مسبق يقصد إليسه قصدا .
    احترامي لصاحب النص الجميل ، وللناقل وللإخوة جميعا .

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الزميل المحترم السيد حسام الدين : أسعدني تقويمكم للمقال ، دمت وفيا للنقد والإبداع.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    السيد أبو صالح : أهلا وسهلا بكم مرة ثانية ، يا سيدي، اللغة ليست لها وظيفة واحدة قديما ولا حديثا، بل لها وظائف متعددة من بينها الوظيفة المرجعية البيانية التي سميتها ب" وسيلة للتفكير " لكن إلى جانب هذه الوظيفة الأساسية والمحورية، هناك وظائف أخرى حددها ياكوبسن في ست وظائف ، هي الوظيفة المرجعية المرتبطة بالمرجع، والوظيفة التعبيرية المرتبطة بالمرسل، و الوظيفة التأثيرية المرتبطة بالمتلقي ( الإقناع والحجاج)، و الوظيفة اللَّغْوِيَّة ( مثل آلو في التليفون ) ، والوظيفة الميتا لغوية ( لغة النحو التي تصف اللغة) وأخيرا الوظيفة الشعرية التي لا غاية لها إلا جمالية الرسالة في ذاتها ، وهي التي قال عنها سارتر كما سبقت الإشارة : إن الشاعر لا يستخدم الكلمات وإنما يخدمها. وحينما نكون في حضرة الشعر الحداثي، فإننا لانلتفت إلى الكلمات و التراكيب باعتبارها آلية من آليات التواصل والتفكير، وإنما باعتبارها قطعالغوية وموسيقية قابلة للتركيب وفق أشكال تسمح لنا بأن نراها جميلة ،فانظر إلى النص بعين الجمال لا بعين التفكير لتسعد بقراءته .
    ـ ثانيا لا تبحث عن معنى واحد ووحيد غامض ومبهم موجود في النص لأنك لن تجده، لكن حاول بناء معنى مفترض يحتمله النص .

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذ الجليل هادي سعيد : قصيدة النثر شكل من أشكال الكتابة الشعرية عرفه الشعر العربي في بداية الستينيات ، ولم يلغ الأشكال السابقة ، وإنما تعايش معها ،و أثبت وجوده إلى جانبها ، وللشاعر أن يكتب وفق أي شكل من الأشكال ارتاح له ووجد فيه ذاته ، فالقارئ الذي يتذوق الشعر لا يبحث عن الأشكال الأكثر حداثة ، وإنما يبحث عن نص ممتع وجميل ، ولن يكون النص ممتعا وجميلا وصاحبه لا يرى فيه ذاته. غير أن القصيدة لا تندرج ضمن قصيدة النثر مالم تتوفر فيها شروط هذا الشكل الشعري ، كما أنها لا تندرج ضمن قصيدة الشعر العمودي ما لم تخضع للوزن والقافية ، ولا تندرج ضمن الشعر التفعيلي ما لم تخضع للبحور الصافية التي كتب على منوالها شعراء الخمسينيات والستينيات .
    وعندما تحدث أدونيس في أواسط الستينيات عن مفهوم الكتابة ، كان همه تجاوز كل هذه الأشكال ، فقال : ما نحاوله اليوم في مواقف يتجاوز ما بدأته مجلة "شعـر" ويكمله في آن. فلم تعد المسألة هي أن نغير في الدرجة، بل أصبحت المسألة أن نغير في المعنى أو في النوع، لم تعد المسألة اليوم مسألة القصيدة، بل مسألة الكتابة. كنت في شعـر أطمح إلى كتابة قصيدة جديدة، لكن في مواقف أطمح إلى تأسيس كتابة جديدة .
    تحياتي الصادقة

    اترك تعليق:

يعمل...
X