مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي المتقي
    رد
    من بين الكتابات المعاصرة الصادرة أخيرا التي تصنف ضمن الشعر وتثير جدلا نقديا واسعا كتاب أدونيس الأخير : الكتاب: أمس المكان الآن .
    وهو كتاب ضخم صدر ما بين 1995 و 2002 عن دار الساقي ببيروت . يتكون من أكثر من 1460 صفحة موزعة على ثلاثة أجزاء .
    يتميز هذا النص بالكثير من الخصائص تجعل منه نصا مثيرا للجدل . نذكر منها :
    ـ عنوانه : الكتاب . هذه الاسم غير المقيد بأي صفة أو إضافة في ثقافتنا العربية لم يطلق إلا على كتابين : القرآن الكريم وكتاب سيبويه . ويفيد أن ما بين دفتيه شامل ومحيط بكل شيء في مجاله . فالقرآن الكريم مهيمن على كل الكتب السماوية الأخرى ومحيط بأمور الدنيا والدين . فقال عز وجل في سورة البقرة : ذلك الكتاب لا ريب . و كتاب سيبويه كتاب محيط بأمور اللغة العربية نحوها وصرفها . وجاء هذا النص ليشكل ثالث الأثافي في اللغة العربية. وبذلك يفترض أن يرقى إلى مستوى الاسم الذي سمي به ،أي أن يكون فريدا في نوعه محيطا بجزئيات تخصصه .
    إن الألف و اللام في في اسم الكتاب يفيد الكتاب الذي لا كتاب قبله أو بعده ، وما دون ذلك يجب أن يقيد بصفة تميزه.
    يتميز هذا النص أيضا بعنوان فرعي : أمس المكان الآن : و يوحي بأن هذا الكتاب يتناول هذا المكان من الأمس إلى الآن . و المكان ليس سوى هذا الوطن الكبير الممتد من المحيط إلى الخليج و امتداداته . وعندما نتحدث عن المكان لا نتحدث عنه كفضاء جغرافي وإنما كثقافة وكتاريخ لأن الثقافة هي الذي تتحقق في الأمس و تصنع الحاضر . إذن فالفرضية الأساس التي يمكن افتراضها من قراءة عنوان هذا النص هو أن الكتاب هو إعادة كتابة تاريخ وثقافة هذا المكان من الأمس إلى اليوم من وجهة نظر يوحي عنوان الكتاب أنها هي القراءة الصحيحة التي تستحق أن تسمى بالكتاب وغيرها لا يستحق هذا الاسم وبالتالي فهو منسوخ .
    العتبة الثانية : في هذا النص " تصريح للمؤلف يقول :مخطوطة تنسب للمتنبي بحققها وينشرها أدونيس : هذا التصريح الذي لا يمكن أن نتعامل معه تعاملنا مع تصريحات المحققين ، وإنما بوصفه تصريحا لشاعر و عتبة من عتبات الدخول إلى النص الذي بعده .
    فكيف نتعامل مع هذه العتبة ؟ أولا يجب أن نستبعد فرضية الصدق والكذب الذي تحكم الكلام الخبري ، وأن نقبل بهذا التصريح كمسلمة يطالبنا أدونيس بأن نسلم بها .
    أن ينسب هذا النص إلى المتنبي معناه أنه نص شعري ،فما عرفنا أبا الطيب المتنبي إلا شاعرا ، ولم يصلنا منه نص نثري أو نقدي .
    من جهة أخرى يفترض أن يكون نصا انتقاديا للأمس والمكان والآن ، فقد عرف عن الشاعر العربي أبي الطيب انتقاده للأمة العربية أمسها وحاضرها .
    من جهة ثالثة : إن لفظ المتنبي يحمل معنى النبوة وقد أشيع عنه تنبؤه في شعره ، ولذلك يرى محمد لطفي اليوسفي في كتابه : فتنة المتخيل أن هذا الاسم يوحي بأن هذا النص المخطوطة هو استكمال لتلك النبوة أو تجليا من تجلياتها في العصر الحديث . ويزيد من وجاهة هذا الرأي أن فعل يحققها لا يفيد توثيق النص و تصحيحه ، وإنما يفيد أيضا إخراجه من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل أي تحقيقها على أرض الواقع .
    إذن فأدونيس يريد أن يحقق نبوة المتنبي _ الشاعر على أرض الواقع ويريد نشرها في الناس . وبذلك يصح أن يسمى هذا النص باسم الكتاب .
    العتبة الثالثة : شطر شعري لأبي الطيب المتنبي .: ومنزل ليس لنا بمنزل : هذه العتبة هي واحدة من عتبات أخرى تفتتح بها فقرات النص و أجزاؤه . فأي منزل هذا الذي ليس لنا بمنزل؟ هل هو البيت الشعري العمودي التقليدي الذي يترادف مع كلمة المنزل ؟ هل هو الشكل الشعري القديم ؟ هل هو الفكر والثقافة العربية بقيمها وأعرافها وعاداتها وثقافتها و عقيدتها ؟ كل الاحتمالات ممكنة ، لكن ما هو مهم هو رفض هذا المنزل ليكون لنا بمنزل . ما هو المنزل البديل؟ : هل يمكن بناؤه أو تخيله على الأقل . العتبة ترفض ولا تطرح بديلا .
    يتميز هذا النص أيضا بفضائه، الذي يخرج الشعر مما تبقى من الشفاهية إلى الكتابة "حتى إنه ـ يقول محمد لطفي اليوسفي ـ لا يمكن لأي كان أن يغامر بإلقاء النص مشافهة بما في ذلك منتجه . و لا يمكن لمتلقيه أن يتمثل معانيه و دلالته و هيئته وكيفيات تقدمه إن لم يستخدم حاسة البصر . ذلك أن الشكل المادي للنص يتغير وفق نسق دوري منتظم ، ويرد كل قسم في شكل نظام بصري يتغاير مع غيره . لكن تلك الأقسام و الأنظمة تظل تستعاد بشكل دوري متناوب بموجبه تصبح الكتابة نفسها كما لو أنها نظام من المنمنمات ."

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذة الفاضلة ماجي : التقدير و الإجلال متبادل . بل لك كل التقدير و الاحترام و الإجلال ، ولكل الإخوة الذين يغنون الملتقى بكتاباتهم القيمة .

    اترك تعليق:


  • ماجى نور الدين
    رد


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أستاذي القدير العزيز د. علي المتقي

    ماشاء الله دكتور ستظل هذا الوهج الشفاف

    الذي يقرأ ببساطة الفكر العميق ، كل التجارب

    الشعرية الشعورية والممنهجة وفق رؤى خاصة

    في الكتابة الذاتية ..

    شكرا للفاضلة العزيزة الشاعرة الأنيقة نجلاء

    التي أتاحت لنا هذا اللقاء المعرفي العميق مع أستاذنا

    الفاضل القدير د. علي المتقي الذي نجله ونحترمه

    وأرق التحايا










    ماجي

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذة الفاضلة و الشاعرة المبدعة نجلاء الرسول :تحياتي الخالصة وبعد:
    لا تحاولين القبض على الشعر ، لأنه تجربة ، و التجربة إحساس يعاش مرة واحدة ولا يتكرر ، وكل شيء لا يتكرر يصعب التنظير له و قولبته في قالب ، و أقصى ما يمكن أن نفعله هو وصفه بعد اكتماله لنقول كيف هو.
    و لأن التجارب تتعدد بتعدد الناس الذين يعيشونها ، فطبيعي أن تتعدد الأشكال بتعدد هذه التجارب ، وعندما نُنظِّر، لا نُنظِّر في واقع الأمر لما لم يعش بعد، ولم يكتب بعد ، و إنما للمنجز الذي نسعى وصف شكله وماهيته . أما الذي لم ينجز فماهيته لم تكتمل بعد ، و الذي لا ماهية له لا يمكن وصفه . من هنا جاء تعدد الأشكال . فقد وصل الإبداع اليوم إلى مرحلة الكتابة الذي تتداخل فيها كل الأشكال بل كل الأجناس . يتداخل فيها السردي و الشعري و الدرامي و الكاليغرافي و التشكيلي لتنقل إلينا تجربة صافية خالصة تولد الدهشة و الإعجاب لدى المتلقي، ولا يمكن وصفها ضمن قصيدة النثر أو التفعيلة أو العمودية أو السرد أو المسرح أو التاريخ ،،، .
    ولكل مبدع الحق في اختيار الأسلوب الذي يكتب به ، فقد يكون هذا الأسلوب واضحا ظاهريا على الأقل لأنه يبني علاقاته عموديا ، فكل كلمة كلمة إلا وتوحي بعالم ثقافي متعدد المداخل،و يتطلب فهم النص معرفة بهذه العوالم وبمداخلها . و قد يبنى هذا الأسلوب على المفارقة بين عالمين أو تجربتين ،،وقد يكون هذا الأسلوب غامضا لأنه اختار بناء شعريته تركيبيا ، فيحس القارئ أن كل كلمة كلمة لا تربطها علاقة بالكلمة التي تجاورها . لكن في كل الأحوال ، فإن الشعر لا يسمى شعرا مالم تتولد عنه الدهشة و الإعجاب .
    المشكل الآن ، هو أننا عندما نكتب ، نكتب لقارئ ، و لا يمكن في اعتقادي أن نتخطى هذا القارئ ، لذا لابد من الحفاظ على الحد الأدنى من التواصل معه ، و إلا سنكتب لأنفسنا دون غيرنا. فلنختر إذن الأسلوب و الشكل الذي نرتاح له و يحقق هذا التواصل دون أن نسقط في فخ الخضوع لبساطة القارئ وسذاجته وجهله .
    دمت مبدعة كم عهدتك يا سيدة قصيدة النثر العربية .

    اترك تعليق:


  • نجلاء الرسول
    رد
    هل يستقر الشعر على حال أستاذي المبجل علي المتقي
    نتعب كثيرا في رصد التجربة ما بين مؤيد لها ومعارض
    ما بين المجانية والعمق وجدر نبصر فيها الضوء والمعنى البسيط الذي يبسط الصورة الشعرية لتغدو كنافذة تشرع إلى أقرب ضوء
    هل النص الشعري هو ما يصعب التقاطه ؟
    أم هو ما كان بدون مكابدة ؟

    إن التجربة الغربية وإن كانت رائدة في مجال القصيدة النثرية المفتوحة على التجنيس والتي تضم رؤى ماورائيه قد يعيب عليها الكثيرين والبعض أخذها وطورها بما يتناسب وفكره الحر وتجربته الخاصة ومنظروه المكبر للحياة
    الصغيرة
    أحتار أحيانا كثيرة فهل هناك الجواب الشافي

    كنت هنا لأنك هنا أخي وأستاذي المبجل القدير

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذة الفاضلة : السلام عليكم ، أولا أعتذر عن الغياب الطويل الذي لم يكن إلا اضطراريا ، وأتمنى أن أنتهي مما يشغلني لأعود إلى هذا القسم بالذات لأفيد وأستفيد . تقديري واحترامي لكم الأستاذة الجليلة ، ولكل الأخوة الذين يشاركوننا هذا الملتقى .

    اترك تعليق:


  • ماجى نور الدين
    رد


    ننتظر دائما إشراقاتك التنويرية الرائعة

    الأستاذ الفاضل العزيز الدكتور علي المتقي

    لا تجعل مشاغلك تحجبك عنا ..

    دمت راقيا أستاذنا الجليل

    وطاب المساء








    ماجي

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    أهلا بك أخي عبد الحفيظ ، إن غيابي لم يكن إلا اضطراريا ، وأتمنى أن أعود قريبا إلى الكتابة بالملتقى إن شاء الله ، حاولت شخصيا أن أتصل بكم أنا أيضا، لكن صندوق رسائلكم كان مملوءا. شكرا جزيلا على الاهتمام أيها الشاعر الناقد المتميز .

    اترك تعليق:


  • عبد الحفيظ بن جلولي
    رد
    استاذي البديع علي المتقي:
    تحية طيبة، اطيب من ريح المسك وارق من نسيم الصباح،،
    لقد طالت غيبتكم، وطالت معها محاولاتي للاتصال بكم لكن كانت دون جدوى، لكن حمدا لله على سلامتكم دكتور ولعلنا نروي شوقنا اليكم بعد هذه المدة من الغياب.
    دام قلمكم فياضا في سبيل انارة الدرب لعشاق الحرف، ودمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات..
    تلميذكم عبد الحفيظ.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذة الفاضلة : لن أغيب عن ملتقى يضم أخوة في الله يربطني بهم خيط رفيع من العلاقات الإنسانية السامية . سأعود بالتأكيد بعد الانتهاء من مشاغل يومية استعجالية ، فهنا بصحبتكم أجد ذاتي ، فالمجيء إلى هذه الصحبة الكبيرة و المتنوعة متعة ، والبحث عنها فتنة و لذة، و لقاؤها فرحة تعاش ولا يعبر عنها . شكرا الأستاذة الفاضلة على اهتمامكم الذي ينم عن أخلاق عالية لا تتمتع بها إلا ماجي ومن يشبه ماجي في هذا الملتقى الطيب .

    اترك تعليق:


  • ماجى نور الدين
    رد


    أستاذي العزيز د. علي المتقي

    تحية ياسمينية أرسلها على ضفاف هذا المساء

    لتصل إليك وتخبرك بأننا اشتقنا إلى موضوعاتك

    الرائعة القيمة التي تمثل إضافة للفكر والأدب

    ومنها نستقي الكثير من الثقافة والمعرفة ..

    ننتظرك دكتور فلا تحرمنا طلتك الراقية

    ومشاركاتك الرائعة ..

    فهل سيطول انتظارنا ؟؟!

    تقبل كل التقدير والإحترام







    ماجي

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الفاضلة فتون بسام الحلبي : سعيد بتقويمك . أملي أن أكون قد أفدت كما استفدت من تدخلات كل الإخوة . تحية محبة ومودة وتقدير من مغرب الوطن العربي .

    اترك تعليق:


  • خلود الحداد
    رد
    بوركت أناملك هذا حقا
    ما كنا بانتظاره

    أستفدنا كثيرا
    لك منا تحية كبيرة أستاذي

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الفاضل طلال بدوان : الرأي الذي أبديتموه صحيح ، فكل النصوص المستشهد بها في المقال أو في الردود نصوص قديمة ، بل تعود إلى مرحلة رواد قصيدة النثر . وقد كان ذلك مقصودا لاعتبارات منهجية وتربوية . فعندما نريد أن نجادل في موضوع خلافي نستشهد بالنص الذي تناوله النقد بالتحليل والدراسة طويلا ، وأصبح مألوفا ، ووقع الإجماع على أنه قصيدة نثر . أما اليوم وبعد هدوء النقاش نسبيا، وانفتاح الباب على مصراعيه ولم يعد النقد كما كان يواكب النص الإبداعي ويُقوّمه كما كان في المراحل الأولى، فقد كثُر التجريب وتعدد ،ولم يعد الإجماع يحصل على نص بعينه . لذلك يصعب اتخاذ النصوص المعاصرة جدا نصوصا استشهادية حينما تريد إقناع الآخرين برأي، لأن حجاجيتها تكون أضعف بالقياس إلى حجاجية النصوص الذي حصل عليها الإجماع في مرحلة سابقة .
    هذا لايعني أن ما أوردتموه من نصوص ليست نصوصا تستحق القراءة .
    لكنها تبقى محكومة بخلفية نظرية لا بد من معرفتها لقراءتها ،ومن مرتكزات هذه الخلفية النظرية أن النص الحديث ليس رسالة حاملة لمعنى ، و إنما هو نص جميل يقدم صورا شعرية سوريالية قابلة لأن ننتج معرفة بها ، فالقارئ يقترح قراءة للنص تسمح له بأن ينتج بها معرفة ، لا أن يبحث عن معرفة جاهزة في النص .
    السؤال الذي يطرحه واقع حال الشعر الآن . ما هو الشكل الشعري الأقرب إلى القارئ العربي اليوم الذي يسمح للشعر أن يتصالح مع قارئه وتعود إليه مكانته المعروفة في تاريخ الشعر العربي ؟
    أولا يجب الاتفاق على أن كل الأشكال التجريبية أشكال لها مشروعيتها التي لا يستطيع أحد إنكارها بعد أن بسطت سلطتها . لكن نصوص الشعر الحر بالمفهوم الغربي للمصطلح ونصوص قصيدة النثر لم تجد بعد طريقها إلى قارئ واع بخصوصياتها وطبيعتها،عارف يخلفياتها النظرية ، لذا فهي تكتب ولا تقرأ ، في حين أن القصيدة العمودية و قصيدة التفعيلة الأولى التي كانت تحمل رسالة إلى قارئ الخمسينيات والستينيات استطاعت الوصول إلى قلب القارئ وما زالت تطرقه إلى اليوم . من هنا فهما الشكلان الأكثر انتشارا وسط قراء الشعر .
    وحينما أتحدث عن قصيدة التفعيلة لا أتحدث عن شكل عروضي فحسب ، و إنما عن شكل شعري يتميز برؤيا غير مغرقة في السوريالية .
    لك ودي وتقديري .

    اترك تعليق:


  • طلال بدوان
    رد
    تحية طيبة وبعد:
    لقد قرأت ما اثريتم به معرفتنا هنا من توضيح ونقاش عن " قصيدة النثر"
    وقد كنت في حاجة لان اعرف آراء بعض المثقفين عن هذا اللون الذي ما يزال غريباً
    ما طرحتموه من امثلة على قصيدة النثر يعتبر الان قديماً بالنسبة لما يكتب الآن من تجارب أكثر غموضا وسوريالية
    مثلاً :

    الناقَةُ التي ترعى في غابَةِ إسمنتْ
    تتأمَّلُ أطلالَ فضاءْ
    تقذِفُ كتابَ الصحْراِءِ في أشلاءِ الشعلة
    تدنو من ضوءٍ، يعْلِنُ عن ثوبٍ فاخرْ
    تقطِفُ بتلات الإسمنتِ
    تقولُ وداعاً
    تنتحِرُ وسطَ الميدانْ!

    وأيضاً : نص - خذ نفساً عميقاً -


    1- إنسِيابٌ محشوُّ بالصَّواعِقِ العرجاءِ
    سخطٌ قديمٌ يداعبُ قِلادةَ الصَّريرِ
    [ إلا أنَّ ذعر هذا الابْتِلالِ قبَّعة ]

    2- خرمشَتْ ليْمونه لِسانَ السَّاكسفونِ
    عِندما هبطت الرٌّزمة على جبينِ المضضِ
    [ مرحباً كغوغاِء السُّقوط من على مِئذنةٍ ]

    3- يلبَسُ السُّمو طقسَ العامودِ
    خربشة هذا النَّديم فارهة كمنزِل سِيادتهِ
    [ ليْتهُ يقرشُ تلك اللوزةِ ]

    4- غياهِبٌ مُطلَّةٌ من نَافذةِ الخُمولِ
    كسل يَعكزِ على صهِيلِ المخدةِ المدللةِ
    [ تذرِفُ حَليب إنطواءٍ يعبثُ في محفظةِ الأزلِ ]

    5- وأعرفُ أنَّكَ نازحٌ من تآكلِ الفوانِيسِ
    تَجُوبكَ الضَّفادع كفُقاعاتِ نارجيلةٍ هرمةٍ
    [ خُذ نفساً عميقاً وتسلَّق أعمدةَ الدُّخانِ ]

    6- أترِبةٌ تّنغمِس بها خيرٌ من تابوتٍ يَلعق ذاكِرتكَ
    مُنسدل كعنقودِ افتِراءٍ
    [ أُغرُبْ عن وجهكَ مِن مرآة هَذَيَانٍ ]

    7- اعتَرفتَ بِبابونج الطِّين أخيراً يا شبل
    كم من ثرثرةٍ اعتلت ياقة قَميصكَ وتَساقطْتَ كبلحٍ
    [ أراكَ مُعتكفاً دوماً في أحضانِ نعامةٍ ]




    وآخر:

    الثَّيِّب



    كَأَنَّهَا ثِمَارٌ في ثَلاّجَةِ الشُّعُورِ
    أَو آنِيَةٌ مَصقُولَةٌ بَأَظَافِرَ طَازِجَةٍ
    وَفَرَحٍ لَئِيم ..
    كَيفَ أُرسِلُ أَخطَاءَ خُطُوَاتِي قَبلَ ارتِكَابِهَا ؟
    أَينَ أَخطَائِي ؟
    لَمْ تَزَلْ لامِعَةً أَحذِيَتُهُم في وُحُولِ أَسرَارِهَا الثَّيِّب ،
    ولَمْ تَزَلْ تُتقِنُ الدَّمعَ ( لا الشَّمعَ )
    في حَضرَةِ مِرآتِهَا /
    أَعلَى مِن القَامَةِ
    وأَدنَى مِن مَذبَحَةٍ مُحَرشَفَةٍ
    في حَلْقِهَا اليَبَاب ..
    ثَمَّةَ مَن يُشعِلُ مَاءً في بُرُودَةِ جَذرِهَا المُضطَرِب ،
    وثَمَّةَ مَن يُطفِئُ الصَّبَاحَاتِ عَلَى
    وِسَادَة النَّدَم !



    ومنها الكثير
    وهذا ما سمي بمصطلح " ما بعد الحداثة"
    وهناك شعراء فلسطينيون كثر نحو هذا المنحى وأظن ان الجدل الحاصل في قصيدة النثر هو ان المتلقي العادي وحتى المثقف لم يستطع فهم انها كتبت لكي لا تفهم او كتبت لمجرد المتعة
    وان فهمت فيكون فهمها من اشخاص محصورون جدا
    فهو شكل لا يعتمد على الشعبية والانتشار ولا يهمه ذلك

    دمتم بود

    اترك تعليق:

يعمل...
X