أخي عبد الرؤوف : يولد الإنسان بلا هوية ، ومنذ صرخته الأولى تبدأ هذه الهوية في التشكل ، فالطفل الذي كناه لا يغادرنا بمجرد ما نتخطى مرحلة الطفولة ليكبر فينا ويعيش معنا ، كما تعيش معنا قيمنا وثقافتنا وعاداتنا و لانستطيع الانفكاك منها حتى ولو سعينا إلى ذلك . من هنا ، فالشخص الذي نستمتع اليوم بصحبته ، بدأت ملا مح الوجه الذي عرفته به بعد انضمامي إلى المنتدى تتضح ، وتكشف عن جذورها ، وهي جذور لم تُنبت عبد الرؤوف النويهي فحسب ، بل أنبتت معظم إن لم أقل كل الأدباء والشعراء المصريين الذين جاؤوا من عالم القرية إلى عالم المدينة ،جاؤوا باحثين عن العدالة وعن الحرية وعن الثقافة و عن حضارة خمسة آلاف سنة التي قرؤوا عنها في مدارسهم الابتدائية ، فصُدموا في المدينة ، ووجدوا حضارة حديثة مزيفة غير تلك التي حدثهم عنها معلمهم في الابتدائي ، وظلما أشد من ظلم القرية ، ومعاناة لا كمعاناة القرية ، فوصفوا غربتهم في المدينة، وغربة الناس هناك . ومن هؤلاء صلاح عبد الصبور و أحمد عبد المعطي حجازي و أمل دنقل و الأبنودي ... وهذا نص لأحمد عبد المعطي حجازي يصف علاقته بالمدينة:
[align=center]أنا .. والمدينة
هذا أنا ،
وهذه مدينتي ،
عند انتصاف الليل
رحابة الميدان ، والجدران تل
تبين ثم تختفي وراء تلّ
وريقة في الريح دارت ، ثم حطت ، ثم
ضاعت في الدروب ،
ظل يذوب
يمتد ظل
وعين مصباح فضولي ممل
دست على شعاعه لّما مررت
وجاش وجداني بمقطع حزين
بدأته ، ثم سكت
من أنت يا .. من أنت ؟
الحارس الغبيّ لا يعي حكايتي
لقد طردت اليوم
من غرفتي
وصرت ضائعا بدون اسم
هذا أنا ،
وهذه مدينتي !
------------
( يونيو ـ 1957م )[/align]
ترى هل عاش عبد الرؤوف الغربة نفسها التي عاشها هؤلاء وهو ينتقل إلى المدينة ؟ أم وجد فيها ملاذا ومتنفسا وفضاء للحرية والتمرد والثورة على الظلم؟
تحياتي الصادقة
[align=center]أنا .. والمدينة
هذا أنا ،
وهذه مدينتي ،
عند انتصاف الليل
رحابة الميدان ، والجدران تل
تبين ثم تختفي وراء تلّ
وريقة في الريح دارت ، ثم حطت ، ثم
ضاعت في الدروب ،
ظل يذوب
يمتد ظل
وعين مصباح فضولي ممل
دست على شعاعه لّما مررت
وجاش وجداني بمقطع حزين
بدأته ، ثم سكت
من أنت يا .. من أنت ؟
الحارس الغبيّ لا يعي حكايتي
لقد طردت اليوم
من غرفتي
وصرت ضائعا بدون اسم
هذا أنا ،
وهذه مدينتي !
------------
( يونيو ـ 1957م )[/align]
ترى هل عاش عبد الرؤوف الغربة نفسها التي عاشها هؤلاء وهو ينتقل إلى المدينة ؟ أم وجد فيها ملاذا ومتنفسا وفضاء للحرية والتمرد والثورة على الظلم؟
تحياتي الصادقة
تعليق