وقائع موثقة:
(مجلة " لاتريبون" الفرنسية عرضت في عدد 213 أن ضابط الاستخبارات الإسرائيلي "أدون وردان" المعروف في الوسط ألمخابراتي داخل و خارج "إسرائيل" هو نفسه "دانيال دوميليو" الذي أطلق موقع "شباب حر" الذي استقطب أكثر من 10 مليون زائر في سنة انطلاقته عام 2003، وكان هذا الموقع ـ ( الذي توقف فجأة بعد أن كشفت صحيفة الصنداي شخصية مؤسسه) ـ من أهم مواقع التعارف والكتابة الحرة التي يعبر فيها ملايين الشباب عن "غضبهم" من حكوماتهم، وبالتالي كان ثمة ضباط من العديد من الدول الذين "اعتقدوا" أنهم يؤدون مهمة إنسانية بالكشف عن أسرار عسكرية في غاية الخطورة، منها ضباط من كوت ديفوار نشروا وثائق خطيرة عن الوضع الأمني الذي تم استغلاله من قبل المخابرات الإسرائيلية في السنة الماضية لـ "معاقبة فرنسا" على موقفها "السلبي" من الحرب على العراق، يقول "دونالد ماكرو" بالحرف الواحد.. لقد لعب الانترنت المهمة الأخطر على المستوى العسكري، إذ أن مجرد السؤال في حوار عادي عن الوضع السائد في البلد الفلاني لم يعد بريئا، لكن ثمة أخصائيون يجيدون طرح الأسئلة بتفادي طرحها بشكل مباشر، و لإجبار الطرف الآخر على طرحها.. فقد كانت دولة مثل "إسرائيل" في الستينات و السبعينات تصرف الملايين من الدولارات كرواتب لعملاء تعمل على تدريبهم وبالتالي على تهيئتهم للأعمال المطلوبة منهم. كان عالم الجواسيس محاطا دائما بنفس الهالة الرهيبة و المخاطر التي نجحت السينما الأمريكية في صياغتها. الجاسوس أو العميل هو نفسه الخائن في كل اللغات، هو الشخص الذي يعي أنه يختار الجهة المضادة لأسباب مادية وأحيانا ثأرية، وهؤلاء يفعلون ذلك عن مغامرة وعن سقوط إرادي، لكن الذي يجري أن "العميل" الراهن لا يعرف الدور الذي يقوم به. لا يعرف أنه يخون ويبيع أسرار بلده. لا يعرف أنه ضحية حوار غير برئ، ولا يعرف أن كل كلمة يقولها تمر على عشرات المحللين النفسانيين وأنه هو في الأخير فأر تجارب في عالم متناقض ومشبوه. لهذا من الصعب جدا تفادي "كارثة الانترنت" يقول أكثر من رأي، من الصعب تفادي "كارثة الشات(الدردشة)" لأنه يبقى هو العالم المغري لملايين من الشباب بالخصوص الذين يبلغون أقل من عشرين سنة، ولهم ثقافة حياتية وفكرية جد محدودة، بحيث لا يهمهم سوى الكلام في أشياء "محظورة" مع شخص يعتقدونه جنسا لطيفا!
بقلم :
ياسمينة صالح
منتدى التوحيد
(مجلة " لاتريبون" الفرنسية عرضت في عدد 213 أن ضابط الاستخبارات الإسرائيلي "أدون وردان" المعروف في الوسط ألمخابراتي داخل و خارج "إسرائيل" هو نفسه "دانيال دوميليو" الذي أطلق موقع "شباب حر" الذي استقطب أكثر من 10 مليون زائر في سنة انطلاقته عام 2003، وكان هذا الموقع ـ ( الذي توقف فجأة بعد أن كشفت صحيفة الصنداي شخصية مؤسسه) ـ من أهم مواقع التعارف والكتابة الحرة التي يعبر فيها ملايين الشباب عن "غضبهم" من حكوماتهم، وبالتالي كان ثمة ضباط من العديد من الدول الذين "اعتقدوا" أنهم يؤدون مهمة إنسانية بالكشف عن أسرار عسكرية في غاية الخطورة، منها ضباط من كوت ديفوار نشروا وثائق خطيرة عن الوضع الأمني الذي تم استغلاله من قبل المخابرات الإسرائيلية في السنة الماضية لـ "معاقبة فرنسا" على موقفها "السلبي" من الحرب على العراق، يقول "دونالد ماكرو" بالحرف الواحد.. لقد لعب الانترنت المهمة الأخطر على المستوى العسكري، إذ أن مجرد السؤال في حوار عادي عن الوضع السائد في البلد الفلاني لم يعد بريئا، لكن ثمة أخصائيون يجيدون طرح الأسئلة بتفادي طرحها بشكل مباشر، و لإجبار الطرف الآخر على طرحها.. فقد كانت دولة مثل "إسرائيل" في الستينات و السبعينات تصرف الملايين من الدولارات كرواتب لعملاء تعمل على تدريبهم وبالتالي على تهيئتهم للأعمال المطلوبة منهم. كان عالم الجواسيس محاطا دائما بنفس الهالة الرهيبة و المخاطر التي نجحت السينما الأمريكية في صياغتها. الجاسوس أو العميل هو نفسه الخائن في كل اللغات، هو الشخص الذي يعي أنه يختار الجهة المضادة لأسباب مادية وأحيانا ثأرية، وهؤلاء يفعلون ذلك عن مغامرة وعن سقوط إرادي، لكن الذي يجري أن "العميل" الراهن لا يعرف الدور الذي يقوم به. لا يعرف أنه يخون ويبيع أسرار بلده. لا يعرف أنه ضحية حوار غير برئ، ولا يعرف أن كل كلمة يقولها تمر على عشرات المحللين النفسانيين وأنه هو في الأخير فأر تجارب في عالم متناقض ومشبوه. لهذا من الصعب جدا تفادي "كارثة الانترنت" يقول أكثر من رأي، من الصعب تفادي "كارثة الشات(الدردشة)" لأنه يبقى هو العالم المغري لملايين من الشباب بالخصوص الذين يبلغون أقل من عشرين سنة، ولهم ثقافة حياتية وفكرية جد محدودة، بحيث لا يهمهم سوى الكلام في أشياء "محظورة" مع شخص يعتقدونه جنسا لطيفا!
بقلم :
ياسمينة صالح
منتدى التوحيد
تعليق