الكريمة الغالية أختي ماجي نور الدين

صاحبة الحرف الفواح عطرًا، المتوهج فكرًا، الصادح نفعًا
أنتِ الأرقى خُلقًا، أحسد الملتقى على إبداعك وتجديدك، وتحريك كل ماهو آسن لينساب نبع سلسبيل عذبًا، الكلمة الطيبة ياطيبة حسنةً، وكلماتك غيث يحيل جفاف الصحاري سُندسًا وسحرًا.

وإن كان لي إضافة تقديم الشهيد/ عرفات للشهيد/ صالح" زهرة على مثواه" بكل صدر رحب أفعل، طبعًا بعد إذن المُضيف للضيف.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب" جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن" للشهيد/ صالح مسعود بو نصير
مُقدمه الشهيد/ ياسر عرفات تحت عنوان" زهرة على مثواه"
صالح مسعود بو نصير
الصديق والاخ و رفيق الجهاد صاحب هذا السفر القيم من تاريخ شعب فلسطين الذي رحل عن عالمنا يوم 21 فبراير عام 1973
لم يكن لبطل عظيم مثله ان يرحل عنا على غير ما رحل
هو ابن العرب في ليبيا
وهو ابن الازهر الشريف تعلما وتثقيفا
وهو ابن القضية العربية جهادا وتضحية وحلما
وهو ابن العطاء المشرق على كل الساحات الدولية
هو صاحب الأصالة ومستشرف الغد
هو من هو ،تعرفه أجيال المجاهدين من أجل حرية العرب والمسلمين ،ويعرف هو أن طريق المجد هو حريتهم ووحدتهم.
وبثاقب بصره وعميق إيمانه أدرك صالح بن مسعود بو نصير أن اغتصاب فلسطين هو كارثة العرب والمسلمين الأولى وان تحرير فلسطين هو مدخل العرب والمسلمين الى الوحدة والتقدم والازدهار.
لم يدخر وسعا ولا جهدا . ولم يغره منصب ولا جاه ووضع نفسه جنديا من أجل فلسطين وتمنى الشهادة على طريقها...
وأنعم سبحانه وتعالى عليه بما تمنى.. ولاقى وجه ربه شهيدا على الأرض العربية المحتلة ، وبأيدي الصهاينة الغزاة ، وفي يوم لايمكن لعربي أن ينساه .. 21 فبراير ،يوم الوحدة العربية ، عيد أول وحدة عربية في التاريخ الحديث ،والراحل الشهيد كان بهذه الذكرى .. وفوق أرض سيناء ،وفي سمائها ، كانت طائرة الركاب المدنية التي تقل الشهيد قد عبرت قناة السويس ، خطأ كما قيل ،واجبارا كما يرجح ،وعند ذاك طاردتها طائرات العدو الصهيوني وأطلقت عليها صواريخها دون انذار ، ودون أي محاولة لارغامها على الهبوط ، عن عمد وقصد ، وبدم بارد قتل الصهاينة ركاب الطائرة المدنية الليبية ، وكان بين ركابها الشهيد صالح مسعود بو نصير .
الناجون القلة الذين عاشوا حكوا حكاية الدقائق الأخيرة.. وقف الشهيد صالح مسعود بو نصير بين الركاب يهديء روعهم وقال : " إن عشنا فنحن سعداء وإن متنا الآن فإننا شهداء أمة لن يقهرها الفناء " وأخذ يتلو آيات من القرآن الكريم.
وهناك على أرض سيناء العربية توزعت أجساد الضحايا ورقد صالح بو نصير مطمئنا وقد وافته الشهادة كما تمنى ..
*****
هاهي السنون تمضي.. وهاهو حلم صالح بو نصير يكبر ويتجسد..وهاهي الثورة الفلسطينية تملاء سمع العالم وبصره ، وهاهو اسم الشهيد يتوزع على المقاتلين المجاهدين من أجل فلسطين تيمنا وتشبها .. وهاهم أخوة الشهيد يدرسون ما قدم لهم من عصارة العقل والقلب نبراسا يسلحهم بالثقة والامل.
وكما أن الشهيد حي يرزق في رحاب الله ، فإن أعماله الطيبة تظل حية متجددة مع الأجيال ، وكتاب "جهاد شعب فلسطين" الذي أعده الشهيد الراحل للقراء العرب هو واحد من أعماله الطيبة الخالدة.
ان الصهاينة الذين روجوا مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض لتبرير اغتصابهم لفلسطين ، ينكرون على الدوام وجود الشعب الفلسطيني وحضارته وتاريخه .. وينفون من كل تاريخ مكتوب لديهم الحقائق التي تثبت وجود الشعب الفلسطيني والتي تؤكد أن فلسطين مهدا لحضارة عريقة ونشاط انساني خلاق طوال تاريخها العربي الاسلامي وقبله ، فهي مهد المسيح_ عليه السلام_ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولقد ادرك صالح مسعود بو نصير خطر هذه الدعاوي الصهيونية ، وتصدى لأقوالهم الكاذبة المضللة ولم يكتف بمجرد سرد تاريخ الأرض والشعب بل حرص على ابراز معارك الجهاد التي خاضها الشعب الفلسطيني دفاعًا عن وطنه وعروبته مظهرا بكتابه خزانة الذاكرة من افتراءات الصهاينة وأكاذيبهم ومسلحا الأجيال المقبلة بتراث من الخبرة والاصرار والايمان على مواصلة الطريق حتى النصر وحتى تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، القدس الشريف .
من هذا السفر القيم يخاطبنا الشهيد الكبير صالح بو نصير جميعا ، كما كان يخاطبنا لكي نسير على نفس الطريق وان نواصل الجهاد حتى تحرير فلسطين وتحرير القدس بعونه تعالى.
وليكن اهداؤها.. له.. ولذكراه
وانها لثورة حتى النصر ،
ياسر عرفات
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية سبتمبر 1987