الفاضلة المحترمة ماجي:
لقد انتقد أدونيس نصوصا شعرية قديمة متعددة بدعوى ابتعادها عن حقيقة الشعر . من هذه النصوص بيت المتنبي الذي يراه أقرب إلى النظم منه إلى الشعر . ومرد هذا النقد هو أنه ينطلق من مفهوم للشعر الذي يراه رؤيا و إشراقات لا علاقة لها بالعقل و العقلانية . ولو انطلقنا نحن أيضا من التصور نفسه ، لا شك أننا سنحكم الحكم نفسه . فشعرنا العربي لم يكن بعيدا عن العقل والعقلانية . وقليلة هي الأبيات الشعرية التي تحقق لأدونيس ما يتصوره . ولو أخذنا كتابه ديوان الشعر العربي الذي جمع فيه ما يعتقد أنه روح الشعر العربي الذي يجب الاعتداد به لوجدنا أن لا يمثل حتى جزءا واحدا من المئة .
إلى هذه الحدود ليست هناك مشكلة ، فالشاعر أدونيس له تصور للشعر يخالف تصور الأقدمين ، وطبيعي أن يقصي ما لا يتطابق مع تصوره . لكن الإشكال في السؤال الثاني : هل استطاع أدونيس في دواوينه المتعددة أن يكتب شعرا رؤياويا إشراقيا ؟ إذا عدنا إلى دواوينه الأولى نجد أنه سقط في ما كان ينتقده ، فهو يتحدث نظريا عن الحداثة ، ويعيد إنتاج الأفكار نفسها بواسطة الصورة الشعرية . فمثلا يقول نظريا يجب أن يتمرد الشعر على الموروث الشعري وأن يكتب قصيدة لا على مثال . ويقول شعريا في فارس الكلمات الغريبة :
في الكتاب أيضا لم يخل شعره من هذه الملاحظة ، فالصفحة تتضمن أربع نصوص متوازية بعضها نثري وبعضها شعري ، وتدخل هذه النصوص في علاقة بينها ، مما يجعل النص يستمد أفكاره من التاريخ و خطاب الراوي .
أما لماذا أختار المتنبي ، فربما لأن اسمه المتنبي، أو لأنه يتميز بتمرده ونقده للواقع ، وربما لأسباب أخرى قد تكشف عنها كتب النقد مستقبلا .
دمت مميزة يا ماجي
لقد انتقد أدونيس نصوصا شعرية قديمة متعددة بدعوى ابتعادها عن حقيقة الشعر . من هذه النصوص بيت المتنبي الذي يراه أقرب إلى النظم منه إلى الشعر . ومرد هذا النقد هو أنه ينطلق من مفهوم للشعر الذي يراه رؤيا و إشراقات لا علاقة لها بالعقل و العقلانية . ولو انطلقنا نحن أيضا من التصور نفسه ، لا شك أننا سنحكم الحكم نفسه . فشعرنا العربي لم يكن بعيدا عن العقل والعقلانية . وقليلة هي الأبيات الشعرية التي تحقق لأدونيس ما يتصوره . ولو أخذنا كتابه ديوان الشعر العربي الذي جمع فيه ما يعتقد أنه روح الشعر العربي الذي يجب الاعتداد به لوجدنا أن لا يمثل حتى جزءا واحدا من المئة .
إلى هذه الحدود ليست هناك مشكلة ، فالشاعر أدونيس له تصور للشعر يخالف تصور الأقدمين ، وطبيعي أن يقصي ما لا يتطابق مع تصوره . لكن الإشكال في السؤال الثاني : هل استطاع أدونيس في دواوينه المتعددة أن يكتب شعرا رؤياويا إشراقيا ؟ إذا عدنا إلى دواوينه الأولى نجد أنه سقط في ما كان ينتقده ، فهو يتحدث نظريا عن الحداثة ، ويعيد إنتاج الأفكار نفسها بواسطة الصورة الشعرية . فمثلا يقول نظريا يجب أن يتمرد الشعر على الموروث الشعري وأن يكتب قصيدة لا على مثال . ويقول شعريا في فارس الكلمات الغريبة :
لا أسلاف له وفي خطواته جذوره
ألا بقول هذا البيت الشعري بواسطة الصورة ما يقوله التنظير بلغة النقد ؟ إذن فشعر أدونيس في الكثير من نصوصه بعيد عن الإشراق والرؤيا و الحلم . فهو شعر عقل ومنطق و تفكير . في الكتاب أيضا لم يخل شعره من هذه الملاحظة ، فالصفحة تتضمن أربع نصوص متوازية بعضها نثري وبعضها شعري ، وتدخل هذه النصوص في علاقة بينها ، مما يجعل النص يستمد أفكاره من التاريخ و خطاب الراوي .
أما لماذا أختار المتنبي ، فربما لأن اسمه المتنبي، أو لأنه يتميز بتمرده ونقده للواقع ، وربما لأسباب أخرى قد تكشف عنها كتب النقد مستقبلا .
دمت مميزة يا ماجي
تعليق