الأدباء الشواذ ،، هل نقرؤهم أم ننبذهم ؟
ـ هذه المرة لا نريد أن نتحدث عن الشذوذ في الأدب ،، بمعنى أننا لن نتحدث عن النص الذي يتطرق لظاهرة الشذوذ ( شجبا أو تشجيعا ) إنما سنتحدث عن الأدباء الذين يمارسون الشذوذ في حياتهم ، بعيدا عن نصوصهم التي يمكن أن تروج لممارساتهم ، كما يمكن ألا تفعل .
تاريخ الأدب يحدثنا عن أسماء كثيرة بلغت ذروة المجد الأدبي ، لكنها لم تخجل من الإعتراف بممارستها الشذوذ ، ولعل أشهر هؤلاء الكاتب الفرنسي الذائع الصيت أندريه جيد والذي تجمع أغلبية الروايات أنه تعلم الشذوذ في الجزائر ( المستعمرة ) على أيدي غلمان جزائريين ، وهو ما يؤكده بنفسه في جميع مؤلفاته التي يشيد فيها بشذوذه ،، من جانبه الكاتب الايرلندي المعروف أوسكار وايلد صاحب المقولة الشهيرة : الطريقة المثلى للتعامل مع الإغراء وهي ان تستسلم له كلية ،، نجده حقا يستسلم كلية للشذوذ الذي يكلفه الكثير من المتاعب والضغوطات والمحاكمات ،، ولا يتوقف الأمر عند هذين الكاتبين ولكنه يتجاوزهم إلى عديد الأسماء مثل مارسيل بروست ، جوهاندو ، والفرنسي الآخر جان جينيه الذي صنفته مؤسسة لاروس كأحد أعظم أدباء فرنسا ، والذي نريد أن نسلط عليه الضوء هنا أكثر من غيره ليس فقط لأنه أديب متكامل كتب في الرواية وفي الشعر وفي القصة وفي المسرح ، ولكن أيضا لأنه أقرب الأدباء الشواذ تعاطفا مع القضايا العربية ،، فقد كان من أشد المناصرين للثورة الجزائرية ،، كما اختتم حياته بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين عاش معهم وعايش ظروفهم في مخيمات اللاجئين ، الأمر الذي دفعه لتسمية أحد أبنائه على اسم مناضل فلسطيني (عز الدين ) قبل أن يهدي القضية الفلسطينية واحدا من أهم أعماله الذي صدر في أواخر حياته ( الأسير العاشق )
ـ جان جينيه هو نتاج مجتمع العهر ، وُلد لأم وحمل اسمها دون أن يُعرف له أب ، تربى في ملجأ للقطاء ، وهذا وحده يكفي ليكون ما كان ، فبرغم كل مواهبه الأدبية ، إلا أنه ظل ذلك الصعلوك المتشرد الذي يعيش على السرقة كما يفعل جميع الصيع ، وكانت النتيجة دخوله السجن أكثر من 15 مرة . كان من أكثر المنتقدين للمجتمع الفرنسي ، عاش حياته على الهامش مع المنبوذين والمغتربين عن أوطانهم من عرب وأفارقة ،، أحب العرب كثيرا أوطانا وأفراد ، حتى أشهر علاقات الشذوذ ربطها مع جزائريين ومغاربة وألف فيهم أعمالا أدبية ومسرحية رائعة ، كتابه فنان الأسلاك العالية يروي قصة عشيقه الجزائري لاعب السيرك عبد الله بن تاج ، وحتى شخصية سعيد في مسرحيته ( السواتر ) هي ذاتها شخصية عبد الله بن تاج ،، رغم كل هذا فإن موقف أدباء فرنسا الأسوياء لم يكن إلا مدافعا عن جان جينيه ،، فهاهي سيمون دي بوفوار لا تزيد على أن تبرر كل سلوكاته بسبب حياة القسوة التي عاشها ، من جانبه جون بول سارتر يناشد رئيس الجمهورية لإطلاق سراحه بعد دخوله السجن للمرة كذا ..
نحن العرب لا تهمنا كل هذه التفاصيل ، لأننا مطالبون فقط بالتعبير عن موقفنا الصريح من أمثال هؤلاء الأدباء الشواذ ، هل نقرؤهم ونثمن ما كتبوه إن كان يستحق التثمين ،، أم أن مجرد شذوذهم سيحتم علينا نبذهم ولعنهم حتى وإن كانت كتاباتهم ترقى إلى درجة التقديس ؟؟
ـ هذه المرة لا نريد أن نتحدث عن الشذوذ في الأدب ،، بمعنى أننا لن نتحدث عن النص الذي يتطرق لظاهرة الشذوذ ( شجبا أو تشجيعا ) إنما سنتحدث عن الأدباء الذين يمارسون الشذوذ في حياتهم ، بعيدا عن نصوصهم التي يمكن أن تروج لممارساتهم ، كما يمكن ألا تفعل .
تاريخ الأدب يحدثنا عن أسماء كثيرة بلغت ذروة المجد الأدبي ، لكنها لم تخجل من الإعتراف بممارستها الشذوذ ، ولعل أشهر هؤلاء الكاتب الفرنسي الذائع الصيت أندريه جيد والذي تجمع أغلبية الروايات أنه تعلم الشذوذ في الجزائر ( المستعمرة ) على أيدي غلمان جزائريين ، وهو ما يؤكده بنفسه في جميع مؤلفاته التي يشيد فيها بشذوذه ،، من جانبه الكاتب الايرلندي المعروف أوسكار وايلد صاحب المقولة الشهيرة : الطريقة المثلى للتعامل مع الإغراء وهي ان تستسلم له كلية ،، نجده حقا يستسلم كلية للشذوذ الذي يكلفه الكثير من المتاعب والضغوطات والمحاكمات ،، ولا يتوقف الأمر عند هذين الكاتبين ولكنه يتجاوزهم إلى عديد الأسماء مثل مارسيل بروست ، جوهاندو ، والفرنسي الآخر جان جينيه الذي صنفته مؤسسة لاروس كأحد أعظم أدباء فرنسا ، والذي نريد أن نسلط عليه الضوء هنا أكثر من غيره ليس فقط لأنه أديب متكامل كتب في الرواية وفي الشعر وفي القصة وفي المسرح ، ولكن أيضا لأنه أقرب الأدباء الشواذ تعاطفا مع القضايا العربية ،، فقد كان من أشد المناصرين للثورة الجزائرية ،، كما اختتم حياته بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين عاش معهم وعايش ظروفهم في مخيمات اللاجئين ، الأمر الذي دفعه لتسمية أحد أبنائه على اسم مناضل فلسطيني (عز الدين ) قبل أن يهدي القضية الفلسطينية واحدا من أهم أعماله الذي صدر في أواخر حياته ( الأسير العاشق )
ـ جان جينيه هو نتاج مجتمع العهر ، وُلد لأم وحمل اسمها دون أن يُعرف له أب ، تربى في ملجأ للقطاء ، وهذا وحده يكفي ليكون ما كان ، فبرغم كل مواهبه الأدبية ، إلا أنه ظل ذلك الصعلوك المتشرد الذي يعيش على السرقة كما يفعل جميع الصيع ، وكانت النتيجة دخوله السجن أكثر من 15 مرة . كان من أكثر المنتقدين للمجتمع الفرنسي ، عاش حياته على الهامش مع المنبوذين والمغتربين عن أوطانهم من عرب وأفارقة ،، أحب العرب كثيرا أوطانا وأفراد ، حتى أشهر علاقات الشذوذ ربطها مع جزائريين ومغاربة وألف فيهم أعمالا أدبية ومسرحية رائعة ، كتابه فنان الأسلاك العالية يروي قصة عشيقه الجزائري لاعب السيرك عبد الله بن تاج ، وحتى شخصية سعيد في مسرحيته ( السواتر ) هي ذاتها شخصية عبد الله بن تاج ،، رغم كل هذا فإن موقف أدباء فرنسا الأسوياء لم يكن إلا مدافعا عن جان جينيه ،، فهاهي سيمون دي بوفوار لا تزيد على أن تبرر كل سلوكاته بسبب حياة القسوة التي عاشها ، من جانبه جون بول سارتر يناشد رئيس الجمهورية لإطلاق سراحه بعد دخوله السجن للمرة كذا ..
نحن العرب لا تهمنا كل هذه التفاصيل ، لأننا مطالبون فقط بالتعبير عن موقفنا الصريح من أمثال هؤلاء الأدباء الشواذ ، هل نقرؤهم ونثمن ما كتبوه إن كان يستحق التثمين ،، أم أن مجرد شذوذهم سيحتم علينا نبذهم ولعنهم حتى وإن كانت كتاباتهم ترقى إلى درجة التقديس ؟؟
تعليق