فضفضة قلم في زمن العبث ../آسيا رحاحليه/

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    #76
    أسيا الغالية
    تفجير الأزمات صناعة الحكومات
    لإلهاء المواطن البسيط عن هموم أمته وجعله يلهث دائما وابدا وراء لقمة العيش فقط
    وهذا لتضيق الخناق على الشعوب حتى لا تطالب بالاصلاحات
    الحكومات خربت حياة الشعوب فلم يعد للرقي مكان ،لكن في الأحداث الأخيرة
    وخاصة ثورتي تونس الخضراء وصورة التحرير البيضاء في مصر الحبيبة ،كان الشعب المصري يهتف
    سلمية سلمية ،وكان من يخرب كل من طمع في التمسك بالسلطة حتى آخر نفس في حياته
    فلا نظلم الشعوب ،بل نحاسب من يتسبب في الأزمات
    تقبلي مروري
    sigpic

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #77
      المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
      أسيا الغالية
      تفجير الأزمات صناعة الحكومات
      لإلهاء المواطن البسيط عن هموم أمته وجعله يلهث دائما وابدا وراء لقمة العيش فقط
      وهذا لتضيق الخناق على الشعوب حتى لا تطالب بالاصلاحات
      الحكومات خربت حياة الشعوب فلم يعد للرقي مكان ،لكن في الأحداث الأخيرة
      وخاصة ثورتي تونس الخضراء وصورة التحرير البيضاء في مصر الحبيبة ،كان الشعب المصري يهتف
      سلمية سلمية ،وكان من يخرب كل من طمع في التمسك بالسلطة حتى آخر نفس في حياته
      فلا نظلم الشعوب ،بل نحاسب من يتسبب في الأزمات
      تقبلي مروري

      نعم عزيزتي نجلاء..
      صدقت ..لكن الشعوب أحيانا تقع في الفخ وتبتلع الطعم ..
      شكرا لك على تشريفي هنا..
      كوني بالقرب.
      تحيّتي و كثير من الود.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #78
        27- أنا أحلم ..إذا أنا موجود

        كل حقوقنا في هذه الدنيا ,مشروعة كانت أم لا هي عرضة للاغتصاب و السلب و التشويه...إلا الحلم. إنه
        الحق الوحيد الذي لن تقدر أية قوة على الأرض أن تحرمنا منه أو تنزعه منا..
        الحلم رائعٌ...مذهلٌ ...ينير الدرب...يبعث فينا التفاؤل و يدفعنا إلى الأمام...الحلم يشحذ همتنا حين تفتر و يشحن طاقتنا حين تفرغها صروف الأيام...أن تعيش متمسكا بأذيال حلم و لو مستحيل أفضل من أن تعيش محروما من لذته...غافلا عن روعته ..أن ترث عن أبويك قصر النظر أو قصر القامة هو عندي أهون من أن ترث قصر الحلم. فالحياة بلا أحلام كامرأة أبدعت أنامل فنان رسمها على لوحة جامدة...فيها كل خطوط السحر و الجمال و لكن لا نبض فيها و لا حياة.
        و الأمل للحلم هو كالشذى للوردة وكالنكهة للفاكهة..إنه قطرة الماء للعطشان و الواحة الظليلة للمسافر في الصحراء...إنه النجم الذي يلمع بين حين و حين في سواد الليل...الأمل هو النور الذي يدخل ثنايا النفس المظلمة فينيرها...
        طريق الحلم مليء بالصعاب...مزروع بالتحديات و لكن لا تتنازل مهما تألمت...الألم ضريبة لا بد من دفعها لتحقق حلمك...ثم إن النفس التي تتشبع بالألم هي التي تحس أصدق إحساس و بالتالي تخلق و تبدع...يعلمنا التاريخ أنّ معظم الذين فجّروا طاقات الحياة كانوا تعساء ...تمرغوا في أحضان الشقاء و منهم من عرف البؤس و الحزن و لكنهم تمسكوا بأحلامهم... فبأية قوة خلقوا يا ترى ؟ السر كله في تلك القوة .
        التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 07-11-2016, 09:00.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #79
          جميلة إضافتك اليوم و مهمة
          عن الحلم و الأمل
          وهما لصيقان
          يبحران بنا
          ينبشان سعيا للتحقق و التواجد
          ربما يلزمهما قوة الإرادة فى هذا التبني
          و إلا تكسرت أهداف الحلم
          و انفلت صقر الأمل من القبضة !!

          جميل أستاذة
          هات ..فضفضي !!
          sigpic

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #80
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            جميلة إضافتك اليوم و مهمة
            عن الحلم و الأمل
            وهما لصيقان
            يبحران بنا
            ينبشان سعيا للتحقق و التواجد
            ربما يلزمهما قوة الإرادة فى هذا التبني
            و إلا تكسرت أهداف الحلم
            و انفلت صقر الأمل من القبضة !!

            جميل أستاذة
            هات ..فضفضي !!
            أستاذي المبدع ربيع..
            هو ذاك..
            نعم قوة الإرادة ليكتمل الثالوث العظيم..الحلم..الامل ..العمل..
            شكرا من القلب لانك كنت هنا..
            أتابع فضفضتي ..
            تحيّتي و تقديري لك.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #81
              -28 - تقليدٌ أعمى..و أعرج ..!
              هل أرضنا عاجزة عن الإنجاب ؟ هل العقول العربية معطلة , مفلسة ؟أليس عندنا من الخليج إلى المحيط فكرٌ نيّر يبتكر و يبادر و يأتي بالجديد المفيد ؟ أليس بإمكاننا الإبداع و الخلق أم أننا مازلنا نعاني من الشعور بالنقص و لم نتحرّر بعد من عقدة الغالب و المغلوب ؟ هذه التساؤلات طافت بخاطري و أنا أشاهد , مصادفة , برنامج " لحظة الحقيقة " على قناة ال م ب سي 4 .بصراحة لم أتابع و لو لربع ساعة فقد أحسست بالقرف و الاشمئزاز و سقط من عيني الممثل السوري القدير عباس النوري الذي تألّق في باب الحارة و فاز بحب الجمهور العربي و احترامه ..و كأن لم تكفه شهرته في تلك الدراما فقبل بتقديم حصة تافهة فارغة المحتوى لا تضيف شيئا للمشاهد العربي معلّلا ذلك بضرورة الانفتاح الفكري مؤكّدا " أن البرنامج قدم فكرة جديدة وجريئة ! "
              جريئة.. أي نعم أما جديدة فلم أكن أعلم أن السيد النوري هو صاحب الفكرة الأولى هناك في أميركا !..
              المهم أننا أمام انفضاح فكري و انبطاح ذوقي و أخلاقي , فالحصة لا يمكن حتى إدراجها ضمن البرامج الترفيهية المسلّية .. الموضوع و نوعية الأسئلة مستمدة من الثقافة الغربية و المجتمع الغربي و لو جدلا قبلنا بالطرح فلن يكون أمام المشرفين على البرنامج سوى طريقتين :إما التقليد الحرفي للأسئلة المطروحة في البرنامج الأصلي أقصد الأجنبي كأن يُسأل الضيف مثلا عمّا إذا خان زوجته مع صديقتها مرة واحدة أم مرّات , أو إذا اختلس أموالا من الشركة التي يعمل بها و إلا عليهم ابتكار أسئلة أخرى على شاكلة هذه التفاهة : هل اشتريت الأكل من الخارج و أخبرت زوجك أنك أنت من طبخه ؟!
              أنا لا أنكر أن بعض البرامج الغربية التي تم استنساخها بحذافيرها لاقت قبولا و تفاعلا من طرف الجمهور مثل حصة " و كل شيء ممكن " مثلا التي قدّمها سنة 2007 المنشط التلفزيوني الجزائري المرحوم رياض بوفجي تقليدا لبرنامج فرنسي ..لقد كان للحصة جمهور عريض و ساهمت في حل الكثير من القضايا العائلية و العثور على المفقودين ..كان للحصة طابع إنساني و فائدة كبيرة , أو حصة " من سيربح المليون " التي على الأقل فيها تثقيف و تعليم و معرفة ..لكن هل كل البرامج الغربية قابلة للاستنساخ ..أمر غريب فعلا.. و الأغرب أن يتم تقليد كل التفاصيل ..حتى الديكور و الألوان و الأضواء و طريقة جلوس المنشط و حركاته و ابتسامته..سبحان الله ! ..لا إضافة..لا تغيير ..كل شيء نسخة طبق الأصل الذي هو بلا أصل !
              و توظّف كل تلك الموارد و الأموال و يتم استخدام جهاز كشف الكذب الذي لا أعتقد أنه يساوي سعر كيلو بطاطا عندنا ! كل هذا المال و الجهد من أجل تخصيب التفاهة !
              كنت أتساءل ..لماذا لم يتم مثلا تقليد برنامج "مخترعو اميركا " و البحث و التنقيب في البلاد العربية الشاسعة الواسعة عن ابتكارات الشباب الموهوبين الأذكياء ؟ أم أن وحدهم الأمريكيين يملكون عقولا تبتكر ؟
              حتى برنامج " للعرب مواهب " فلم نكن نحن السبّاقين إليه و بقينا ننتظر إلى أن انتجت أمريكا برنامج " لاميركا مواهب ".. حينها فقط اكتشف المسؤولون في الإعلام أن العرب أيضا جنس بشري له دماغ و يمكن أن تكون له مواهب جيدة و حقيقية تستحق من يبذل الجهد لاكتشافها و تنميتها و صقلها و وضعها على الطريق السليم .
              قرأت أن النوري رأى أن المشهد العربي «يحتاج لتنظيم أكثر، لأن الإعلام العربي لابد أن يتواصل بشكل إيجابي مع طموحات الأجيال الجديدة وأن يبتعد عن الإثارة ويسلك شكلاً موضوعياً وعدم الانسياق وراء الأفكار السلبية . "
              و أوضح أن الأسئلة خلقت بعض الشغب في " العقول الراكدة " !.
              و أنا بصراحة لا يسعني إلا أن أنحني شكرا و تقديرا للسيد النوري لأن البرنامج الذي يقدّمه و يدافع عنه سوف يمسح الركود عن عقول العرب !
              و لا زلت بانتظار أن تأتي اللحظة و نقف وجها لوجه مع الحقيقة التي لا يداخلها زيف و نعترف بأننا شعوب تستهلك فقط...و يا ليتها تستهلك ما تنتجه ..

              التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 07-11-2016, 08:50.
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #82
                خسارة فادحة بالفعل أن لا تكون هذه ، فى عمود بصحيفة سيارة
                خسارة للكاتب و للأمة ، أن تحرم من هذا القلم الواعى ، القادر
                على التقاط خيوط مواضيعه ، من هنا وهناك ، من قلب الجرح ،
                ليضعنا مباشرة فى الحدث ، ويترك لنا حرية التفاعل معه سلبا أو ايجابا ..
                منتقدا حالة من حالات ركودنا ، سقوطنا الإعلامي ، على رقعة وطن كبير
                و ما أكثر صور السقوط ، و التقليد الأعمى غير المدروس ، المبني على
                التهافت ، و البحث عن الشهرة المحدودة ، لقلة محدودة ، فى حين
                أنه يسىء لكثرة ، و يؤسس لتراجع فادح و خطير ، فى الشخصية العربية
                دون أن يدري أو يدري ( و هنا تكون المؤامرة ) و الأمر لا يخلو من استخفاف !!

                شكرا لك أستاذة آسيا
                sigpic

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #83
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  -28 - تقليدٌ أعمى..و أعرج ..!
                  ...
                  و أنا بصراحة لا يسعني إلا أن أنحني شكرا و تقديرا للسيد النوري لأن البرنامج الذي يقدّمه و يدافع عنه سوف يمسح الركود عن عقول العرب !
                  و لا زلت بانتظار أن تأتي اللحظة و نقف وجها لوجه مع الحقيقة التي لا يداخلها زيف و نعترف بأننا شعوب تستهلك فقط...و يا ليتها تستهلك ما تنتجه ..
                  أهلا بالأستاذة القديرة و الأديبة "الخطيرة" بقلمها في زمن الرداءة و التفاهة و السفاهة !
                  إن الأمة العربية، و منذ عقود من الدهر، تعاني داء الاستلاب الحضاري و الثقافي و الأخلاقي معا، فلا عجب إذن أن تستائي من مثل هذه البرامج، و هي كثيرة جدا في القنوات العربية المستغربة، كبرنامج "جاك المرسول" الذي تقدمه قناة نسمة التونسية المقرة المغاربية التوجه، و هناك برامج أو حصص كثيرة تسعى لتتفيه المشاهد العربي أكثر مما هو عليه من تفاهة، إلا من رحم الله و قليل ما هم !
                  معك حق أن تستائي في زمن العبث الذي نعيشه بسبب تمكن العابثين و المتعابثين و العبثيين من مراكز القرار فقرب الأشرار و أقصي الأحرار الأخيار !
                  و التفاهة، أو التتفيه، سمة قد استشرت في كل مكان، بلا استثناء، حتى في المساجد، و ما أدراك ما المساجد ؟ فما بالك بالمواقع العنكبية حتى و إن ادعت الانتساب إلى النخب الفكرية أو الأدبية أو الابداعية ؟ أما القنوات الفضائية فحدثي عن التفاهة و التافهين، و المتتافهين، و المُتْفهين و لا حرج !
                  أشكر لك، أختي آسيا، وقفاتك الواعية هذه و بارك الله فيك و في حلمك و قلمك !
                  و لك من البُليدة تحيتي و تقديري.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #84
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    خسارة فادحة بالفعل أن لا تكون هذه ، فى عمود بصحيفة سيارة
                    خسارة للكاتب و للأمة ، أن تحرم من هذا القلم الواعى ، القادر
                    على التقاط خيوط مواضيعه ، من هنا وهناك ، من قلب الجرح ،
                    ليضعنا مباشرة فى الحدث ، ويترك لنا حرية التفاعل معه سلبا أو ايجابا ..
                    منتقدا حالة من حالات ركودنا ، سقوطنا الإعلامي ، على رقعة وطن كبير
                    و ما أكثر صور السقوط ، و التقليد الأعمى غير المدروس ، المبني على
                    التهافت ، و البحث عن الشهرة المحدودة ، لقلة محدودة ، فى حين
                    أنه يسىء لكثرة ، و يؤسس لتراجع فادح و خطير ، فى الشخصية العربية
                    دون أن يدري أو يدري ( و هنا تكون المؤامرة ) و الأمر لا يخلو من استخفاف !!

                    شكرا لك أستاذة آسيا

                    نعم.. ما أكثر الصور و ما أكثر الحالات أستاذ ربيع عقب الباب..
                    حتى أني ما عدت أدري من أين أبدا ولا عمّا أكتب ..
                    قد لا أغيّر في الأمر شيئا ..لا ..أكيد أني لن أغيّر و لكن الصورة تستفزّ قلمي و قلبي و ضميري
                    فأجدني لا أجد الراحة إلا بعد أن أكتب.
                    شكرا على إضافتك الثرية و كلماتك اللطيفة عن قلمي..
                    المميّزون من أمثالك يقرؤون لي و هذا أكثر ما يعنيني و يشرّفني و يسعدني.
                    تحيّتي و تقديري و امتناني.
                    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 16-05-2011, 10:38.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #85
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة

                      أشكر لك، أختي آسيا، وقفاتك الواعية هذه و بارك الله فيك و في حلمك و قلمك !
                      و لك من البُليدة تحيتي و تقديري.
                      بل الشكر كلّه لك أستاذي حسين ليشوري..
                      أسعدني وجودك هنا..
                      تحيّتي للبليدة مدينة الورود و تقديري لشخصك الكريم.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #86
                        29- من قال أن طيور الجنة لا تكف عن الرقص و الغناء ؟!
                        من المؤكد أنني لست الوحيدة التي ابتهجت و استبشرت خيرا حين بدأت تظهر قنوات مخصّصة للأطفال ..فقد كان ضروريا أن يلتفت المسئولون في الإعلام و في خضم المتغيّرات العديدة و القنوات الكثيرة , إلى براعمنا الجميلة و أكبادنا التي تمشي على الأرض فيخلقون لهم فضاء يجدون فيه متنفّسا , تقترن فيه التربية بالترفيه و التعليم بالتثقيف و يكون مساعدا لهم على كسب المعلومات و تنمية المهارات لكني أذكر أنه بعد مرور وقت على ظهور قناة " طيور الجنة " تفاجأت بأختي تقول لي : هذه ليست قناة أطفال , بل " روتانا أطفال ! " و ذلك بسبب الكم الهائل و المبالغ فيه من الموسيقى و الرقص و التمايل و التطبيل و التزمير من أجل ترسيخ مكارم الأخلاق !
                        بصراحة أنا أثق في رؤية أختي و لكن حتى أكون إيجابية و لا أرى في الصورة سوى السواد فقد قررت أن أتابع القناة و فعلت ذلك ليومين أو ثلاثة .
                        وجدت الألوان رائعة والديكورات و الإخراج و لباس الأطفال و هندامهم و أناقتهم التي قد تساهم في تعميق الإحساس بالحرمان في نفوس بعض الأطفال المساكين ..المهم ..كل ذلك جميل ..
                        و تابعت بعض الأناشيد ..أنشودة الحروف الهجائية مثلا فيها مقاطع جميلة حقا و لكن فيها أيضا بعض السخافة مثل حرف الباء و " القطة التي ضحكت على البطّة ! " و التاج الذي فوق الرأس , و الديك الذي يؤذّن فوق البيت ..أما حرف الخاء ففيه : " خاء خبز عند البائع لا يأكله إلا الجائع " !! ترى.. كيف هو هذا الخبز الذي لا يأكله إلا , ركّزوا معي , إلا الجائع ؟ أكيد أنه لا يؤكل ..و أكيد أن الخبّاز عربي ّ !

                        أما حين يتعلّق الأمر بغير العرب فهناك أنشودة طويلة تعتبر إشهارا على قناة أطفال للحليب الفرنسي للأطفال " روناجرو " ,الأنشودة في 20 سطرا أو أكثر تمجّد مزايا الحليب الفرنسي , و حين غنّت الصبية " مصنوع بجودة فرنسا " ذهلت و تساءلت .. أين هي جودة السعودية ؟ أو مصر أو الإمارات أو..أو.. ؟

                        أم أن فرنسا فقط بإمكانها تقديم الأجود ؟

                        ما أقلقني في القناة هي المبالغة في الرقص و أيضا قلب بعض المفاهيم ..مثلا " أعقل و توكّل " أصبحت " اضحك و توكّل ! " و تمّ تلحينها و غناؤها و ليس مستبعدا أن نستمع يوما لأنشودة بعنوان : ارقص و توكّل !

                        ترى أي جيل من الشباب ستنتجه قنواتنا و إعلامنا ؟ استوقفني هذا المقطع في أنشودة " و يكون منك صلاح الدين " .. حقا ؟ و هل صلاح الدين كان يومه رقصا و ليله إنشادا ؟ أم أنه تربّى على حفظ القرآن , ودرس الحديث والفقه واللغة والتاريخ ، وتعلم فنون الفروسية والقتال..

                        هذه هي السبل للوصول إلى القيادة و العلى و تحقيق البطولات . أعرف أن الزمن غير الزمن و لكن الوسطية و الاعتدال مطلوبان في كل شيء ..أما أن تكون 70 بالمائة من القناة على أقل تقدير هي رقص و غناء فهذا أمر أثار استغرابي حقا .

                        فهل هذا أسلوب تربية يؤهل الجيل القادم للجهاد و المقاومة و استرجاع الكرامة و العزة و الأرض المسلوبة ؟ أم أننا بصدد تنشئة جيل مائع خنوع ليّن , إناثه تافهات و ذّكوره مخنّثون ؟ و ماذا يمكن أن ننتظر من أطفال , ذكور و إناث , يتمايلون على مدار اليوم و الليلة على وقع أنغام موسيقية و هل أصبح الغناء الوسيلة الوحيدة أو الأنجع للتربية و التثقيف و غرس المفاهيم و المبادئ و القيم ؟ أخبرتني أختي أن أبنها الصغير , و هو لم يتم عامه الثالث , ينخرط في وصلة بكاء حين تتوقف الموسيقى لبعض الوقت في قناة طيور الجنة معتقدا أن أحدهم غيّر القناة ! ما يعني أن القناة أصبحت مقرونة في ذهن الطفل بالنغمة الموسيقية و ما يدرينا لعلّ العديد من الأطفال و أنا أرجّح هذا , لا يتابعون سوى النغمة و الحركات و الألوان أي الصورة عموما و لا ينتبهون للكلمات حتى و لو كانت الأنشودة تحمل قيمة عالية تسعى لغرسها في النفوس .
                        أمر غريب حقا , و لكن ما العمل و قد أصبحت ثلاثة أرباع الكرة الأرضية تغني و ترقص !
                        التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 07-11-2016, 08:55.
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #87
                          كتبت هنا الكثير بخصوص طيور الجنة
                          و كنت معك أستاذة فى كل ما ذهبت إليه
                          و لكن ( الحلا ) أضاعت ما كتبت : أليست من طيور الجنة ؟!!

                          بوركت

                          لي عودة بامر الله
                          sigpic

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #88
                            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                            كتبت هنا الكثير بخصوص طيور الجنة
                            و كنت معك أستاذة فى كل ما ذهبت إليه
                            و لكن ( الحلا ) أضاعت ما كتبت : أليست من طيور الجنة ؟!!

                            بوركت

                            لي عودة بامر الله
                            يبدو أن حلا غاضبة مني ..لم يعجبها ما كتبت عن طيور الجنة .
                            عموما أقبّل وجنتيها و كل عام و هي بخير.
                            أبقاها الله لك .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • آسيا رحاحليه
                              أديب وكاتب
                              • 08-09-2009
                              • 7182

                              #89
                              30 -حمّى الكلمة...
                              تزورني كثيرا دون أن يكون بها أدنى 'حياء '..
                              تزورني في أيّ وقت و ليس فقط في' الظلام '. جرسُ انذار هي ,فإن لم تكن سببا لسقم ما, فهي نتيجة خلل في إحدى وظائف هذا الجسم الفاني الذي تشقى به الروح .

                              أصابتني كثيرا..عرفتها بعد ولادة إبني و قيل لي أنها 'حمّى النفاس ' , مرضت بها أختي و سمعت الدكتورة تهمس في أذن أمي أنها ' حمّى التيفوؤيد' ...تصيبنا حين تلتهب اللوزتان أو نستأصل ضرسا مسوسا أو بسبب نزلات البرد شتاءً .
                              عرفت أنّ للحمّى مسميات عديدة و أسباب كثيرة و لكنني لم أكن أعرف قبل اليوم أن هناك أيضا 'حمّى الكلمة' .
                              غريب أمر الكلمة فتاريخنا معها هو تاريخ حياة بأكملها, يبدأ من اللحظة الأولى التي نستقبل فيها الوجود و الوجوه بصرخة حادة كأنها إعلان بدء القتال , ثم تظل ملاصقة لنا إلى أن يسحب من أجسادنا آخر شعاع للحياة..
                              حتى و نحن رضّع لا نفقه شيئا نتفاعل معها بطريقتنا الخاصة , فنقول " اوو " و نقول " انكغ " , و نبتسم أو نقطّب و هي كلها أشكال تواصل مع الكلمة .
                              أنا لي مع الكلمة قصة عشق كبير أذكر تفاصيل بداياتها و أعلم أن لا نهاية لها..البداية كانت صوت أبي وهو يرتّل القران في ليالي رمضان الزاهية و نحن جلوس في حوش البيت أمام مائدة السمر نستمع له , و كذلك أمي و نحن صغارا مجتمعين حول ' الكانون ' في ليالي الشتاء الباردة ,وهي تقص علينا حكايات ' قطة الرماد ' و ' المعزة و الذئب ' و' بقرة اليتامى ' و غيرها ,.. كنت أراقب حركات شفتيها و ألتقط الكلمات بقلبي لا بأذني.
                              ثم كانت اللّوحة و الطبشور و الخربشات الأولى , و بعدها جاء الكتاب ليوقعني في شباكه و لا أزال أسيرة هواه إلى اليوم.

                              بعض الكلم لا ينسى, يظل كالوشم في الذاكرة و بعضه يموت ساعة يولد .
                              هناك كلمة تضحكنا و أخرى تبكينا... تسعدنا أو تشقينا ...كلمة تفتح لنا باب الأمل على مصراعيه و أخرى تغلقه بإحكام...
                              كلمة' تؤتي أكلها كل حين ' و أخرى لا تؤت شيئا و لا أي حين... قد تصيبنا كلمة بالصمم فلا نعود بعدها نسمع شيئا بل يسافر العقل في محاولة لإكتشاف معانيها و فهم دلالاتها.. . ومن الكلم ما يقتل حين يكون وقعه أمضى من حدّ السيف فنحسّ بطعنة الحرف و نرى الدماء تسيل في داخلنا وقد يبقى الجرح مفتوحا أياما و ليال و ربما يندمل بيد النسيان أو, يا للعجب, بفعل كلمات أخرى هي البلسم .

                              فكرت فلم أجد في الوجود ما يحمل هذا الكم الهائل من الصفات المختلفة و المتناقضة في آن واحد مثل الكلمة فهي توصف بالقوة و الضعف و الجمال و الرداءة و الرقي و الركاكة و الرقة و الخشونة و الوضوح و الغموض و هي طيبة أو خبيثة و صادقة أو منافقة و هي, إما تصدر عن القلب فتأخذ طريقها مباشرة إلى القلب أو تخرج من الشفاه فلا تتجاوز الأذنين ...
                              هي الكلمة بدأً و نهايةً...
                              بعض الكلم يدخلنا في غيبوبة و يصيبنا بالحمّى , حمّى لذيذة محببّة .
                              التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 08-10-2011, 11:04.
                              يظن الناس بي خيرا و إنّي
                              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                              تعليق

                              • آسيا رحاحليه
                                أديب وكاتب
                                • 08-09-2009
                                • 7182

                                #90
                                31- ثراء حقيقي ...

                                يوما ما سوف أغادر هذا العالم .أجهل المكان و الزمان و الطريقة و لكنني أعلم يقينا أن ذلك لن يكون حدثا , لن تكتب عنه الصحف و لن تتناقله القنوات و لا الإذاعات . سوف أذهب كما جئت تماما..في صمتٍ و دون جلبة, فلم يكن مولدي ,ذات ربيع ,حدثا , لا في العالم و لا في قريتي و لا في عائلتي .
                                أنا البنت الرابعة و أكيد أنّ الجميع كانوا ينتظرون مجيء الولد .
                                ربما كان مولدي حدثا هاما بالنسبة لأمي و ربما مهما قليلا بالنسبة لأبي .لا أدري.
                                حين أغادر سوف يحزن لرحيلي أناس... أهلي أكيد سيتألمون .زملائي ..أصدقائي و تلامذتي , و لكني مع الزمن سوف أنسى .. فأنا نكرة ... مجرد اسم في سجلات البلدية و رقم في تعداد السكان .
                                عندما بدأت أولى خطوات الشباب ,حلمت بأن أنجز أمرا يكون جديرا بدخول التاريخ . حلمت بأن أترك أثرا , بصمة ما , شيئا يذكرني به الآخرون أو ينتفعون به .كنت و لا زلت أستغرب كيف أنّنا نأتي الى هذا الوجود ثم نمضي هكذا... كأن لم يكن .
                                شكسبير مخطئ تماما , فليست المشكلة في أن أكون أو لا أكون , بل كل المشكلة في أن أكون ثم لا أدرك قيمة أنني كائن و أتعامل مع كينونتي كأنما هي أمر مسلّمٌ به. صحيح , بما أنني الآن كائن فذلك يعني أنه كان لا بد أن أكون و لكن أيضا حين أكون في صمت و أمضي في صمت فكأنما أنا ما كنت !!
                                الآن , أنا أقف في المنتصف . لا . في الحقيقة جاوزت المنتصف قليلا .جاوزت القمة و ها قدماي تخطوان نحو الأسفل .كنت أعتقد أن نزول المنحدر أسهل من التسلق .ثبت لي العكس , ربما لأن النزول يصاحبه وعيٌ أكبر بما ينتظرنا عند السفح .
                                عشت سنوات طويلة في الظل..و جلّ أمنياتي تحقّقت لكن لصالح الخيبة ..أحببت الصحافة فاشتغلت بالتدريس , عشقت البحر فسكنت بعيدا عنه بمئات الكيلومترات , حلمت بأن أطوف العالم فعشت أكثر من ربع قرن في نفس القوقعة ,طاردت الحب بكل طاقتي فلم أقبض سوى على الريح ..
                                لا أملك ثروة و لا وجاهة , لا أنحدر من عائلة عريقة و كان أبي رجلا عصاميا بسيطا ترك لي بعد موته ثروة كبيرة كافية : عزة نفس و بضع مباديء منقرضة .
                                تنطبق على أبي و عليّ أيضا مقولة " عاش و لم يكسب مات و لم يترك "...و لكن..مهلا .. هل فعلا لم أكسب شيئا ؟ و لماذا أحس إذا بأنني أغنى أغنياء العالم و أنّ ثروتي لا توازيها ثروة و أنّ رصيدي لا يشبه أيّ رصيد , لأنني كلما أخذت منه ووزّعت على من حولي تضاعف و نما ...
                                رصيدي هو الحب و مكسبي الحقيقي هو أنني عشت عمري لا أكره أحدا ولا أحقد على أحد و لا أحسد أحدا على نعمة حباه بها الله ..مكسبي الحقيقي أنني أحب و أغفر و أتسامح و أعطي دون أن أنتظر المقابل ...
                                حين أغادر هذا العالم , لن أندم الا على شيء واحد فقط ...أنني سأتوقّف عن الإحساس بالحب >>


                                2009
                                التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 21-10-2016, 11:05.
                                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X