عندما تسمع أسماء محفوظ وهي في ذلك السن
وتقرأ عن تلك الحركات في بلدان أخري
وتتمعن في الشعار المرفوع
لا يمكن إلا أن تستنتج أن المعلم واحد
( الثورات الملونة )
اوتبور (الثورة البيضاء)
صربيا...المقاومة

حركة شبابية تنشأ من داخل أسوار جامعة بيلجراد في صربيا في عام 1998، 15 شابا يقررون الاجتماع للتفكير في وسيلة للاعتراض على القوانين القمعية التي صممت للحد من حرية الإعلام واستقلالية الجامعات، يبدو الفساد مستشريا للغاية في ظل حكم ميليسوفيتش، الحل يتجلى في الاعتراض والثورة ولكن بشكل مختلف...
كيف يمكن تطبيق قواعد التسويق السياسي؟، ببساطة اخترع شباب الجامعة شعار بسيط يسهل حفظه ككلمة اوتبور والتي تعني مقاومة، حاول أن تعلن عنها بكافة الأشكال والوسائل الإعلامية، ليترسخ في ذهن الشعب بعد فترة أنهم دائما متواجدون، لا يهدفون لتولي السلطة بقدر ما يهدفون لمحاربة الفساد...
هم كانوا مزيج من الطاقة الثورية والابداع، يتجلى ذلك في طريقة الإعلام عن أنفسهم، فكانت التي شيرتات برمز القبضة لتوحي بانضمام كل قوى المعارضة معا ضد الفساد، الحفلات الغنائية التي تجمع أكبر عددا من الشباب، إن الحركة تهدف للتغيير الغير عنيف، لا تصادم مع قوات الشرطة، نشر للأفكار بأساليب مبتكرة شبابية وتحمل قدرا من الكوميديا، يصعب التحكم أو القضاء على هذه الممارسات..
تتسع دائرة اوتبور الشبابية، تخرج من أسوار الجامعة لتنضم للشارع، قائمة التغيرات المطلوبة تضم الجديد، فلا يمكن أن تتواجد جامعة حرة في ظل نظام ديكتاتوري محكم كنظام ميلزوفيتش، لابد من حرية الإعلام وعودة سيادة القانون مرة أخرى، والأفضل أن يرحل ميلزوفيتش عن الحكم نهائيا..
استطاعت تلك المعارضة الشبابية بعد انتشار رمزها، رسالتها وملصقاتها في كل شوارع العاصمة بيلجراد، تمهيدا لمراقبة الانتخابات القادمة، وبعون مادي من الخارج اكتمل لديهم كل المقومات اللازمة لذلك..
في نهاية ربيع عام 2000 أصبح عدد المنضمين للحركة أكثر من سبعين ألف مواطن، النجاح كان مدهشا وكان من السهل لاحقا بهذه الجموع الغاضبة إجبار ميلزوفيتش على الرحيل حتى ولو كان قد نجح في تزوير الانتخابات، لقد تم تسجيل كل شئ والأهم أن تلك الجموع لم تبرح الشارع حتى حدث ما أرادت من تغيير..


كامارا (الثورة الوردية)
جورجيا...كامارا...تعلم من غيرك

الفساد لا يختلف تعريفه، له نفس المقومات والصور في كل البلاد، هذا ما كان يحدث في جورجيا عام 2001، حينها كان الطلبة ينظرون لحركة اوتبور أنها المرشد الفكري لهم، الذين لابد أن يتتبعوا خطاه..
اثني عشر شابا يجتمعون في حركة جديدة أسموها (كامارا) و تعني كفى، يتواصلون مع سلوبودان هومين وهو أحد القادة لحركة اوتبور في صربيا، ليعرفوا منه كيف يمكن تحقيق انجاز كما فعلوه، اسأل أصحاب التجربة الأصليين..
انتشر أعضاء حركة كامارا في الشوارع ينظفون الشوارع من القمامة، ينظمون حفلات غنائية وموسيقية، يجمعون المال للأعمال الخيرية، يحتجون ضد عنف الشرطة ويبثون إعلانات تلفزيونية تشجب الحكومة من خلال قناة تليفزيونية هي قناة روستافي-2..
إن الحل يكمن في الوصول لأفئدة وعقول الناس، و إقناعهم أن مواجهة الفساد تطلب شجاعة ولكنها ليست مستحيلة، فاستطاعت الحركة أن تدفع شيفرنادزه للاستقالة...
عمل لاحقا معظم الثوار أصحاب ثورة كامارا في منظمة غير هادفة للربح تعمل على نشر الحرية، كامارا تقول إن عملهم لم ينته بعد، ويقول الناشط لاشا تشخارتيشفيلي "إن ديمقراطية جورجيا هشة جدا، سوف نرقب الحكومة الجديدة عن كثب، وصدقني سنخرج إلى الشوارع مرة أخرى إذا كرروا نفس أخطاء شيفرنادزه".

بورا (الثورة البرتقالية)
أوكرانيا...بورا...حان الوقت

شباب اوكرانيا يتفقون على البداية بإجراء اختبارا بسيطة للحركة، في ابريل 2004 جرت انتخابات اختيار عمدة بلدة صغيرة في غرب اوكرانيا، أراد الحزب الحاكم فرض مرشحه فراقبوا الصناديق الانتخابية، اكتشفوا التزوير وبلغوا عنه بعد أن تم الاشتباك معهم، وباستخدام الإعلام تم نشر تلك الحادثة لتكتسب قاعدة وطنية كبيرة تثبت فساد الحكم...
ألغيت الانتخابات وبعد ثمانية أشهر تكرر بورا هذا المخطط لعرقلة التزوير، بعد حصولهم على تمويل مادي من الخارج، ولأن الثوار علموا جيدا أن مآربهم لن تحقق إلا بتمويل مادي وضغط دولي فكان لابد من التعاون مع أمريكا في حاجة الولايات المتحدة لوجود هذا العالم الديموقراطي، والعالم في حاجة لنيل هذه الديموقراطية للحصول على العدل وأبسط الحقوق المشروعة، إنها صفقة عادلة على ما يبدو..
نظمت بورا لاحقا عشرات الندوات السرية لتعليم المناضلين مبادئ الحركة السلمية، واستعانوا بشباب صربيا في تعلم كيفية القيام بالثورة، وبكافة الأفكار الإبداعية التي قد تساعد على انتشارهم، حتى أنهم ذهبوا يوما ما في احتفالية يقيمها الرئيس ليتظاهروا فيتم تصويرهم في نشرات الأخبار..
اللحظة الحاسمة كانت النجاح في إخراج الجموع السلبية للشوارع ليلغوا الانتخابات الرئاسية المزورة، وكيف يمكن أن يصمدوا لو خرجوا في هذه الأجواء الثلجية، لينظم زعماء بورا مئات الخيام في طريق كييف، نجحت الحركة في حشد هؤلاء الملايين في الشارع ومازالت السلطة تأبى أن تعترف بنجاح المرشح الآخر..
اتجهت الحركة لمكتب الرئاسة واستطاعت التفاوض من أجل وصول مرشحها للحكم وإعادة الانتخابات، لقد كان انتصارا خضعت فيه السلطة لمطالب الشعب وحكم القضاء بتنظيم اقتراع جديد...

أرجو إضافة مشاركتك للموضوع ...حيث نستكمل معا تلك النوعية من الإجرام الدولي
وها أنت ترى بعينيك أن هناك مواضيع تجري عليها الحروف
وهناك مواضيع يتم حصارها إنتظارا للأوامر