أخي العزيز الأديب الأريب المثقف محمد شهيد أشكر لك تعقيبك المفيد.
ثم أما بعد، كتبت منذ أيام في متصفح أخينا الباحث التونسي حاتم سعيد (أبي هادي) ما يلي:"إن التعميم خطأ منهجي خطير والتعصب للرأي الخاطئ عيب كبير، كما أن رفض كلام الخصوم، أو الأعداء، وإن كان حقا أو صوابا، خطأ علمي وهو قبل ذلك رفض للحق نفسه، وقد علمنا الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم كيف نقبل كلام الشيطان نفسه، وهو الشيطان، فكيف بغيره؟ وأنا لما أرفض أحكام اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار "العلميّةَ"(؟!!!) إنما أرفضها لأنهم، في عمومهم، مغرضون متعصبون لدياناتهم الباطلة حتى وإن ادعوا "العلمية" و"الأكاديمية" و"الموضوعية"، وإن كثيرا من المستشرقين مخادعون كذابون غشاشون فاسدون مفسدون رغم ادعاءاتهم الكاذبة، وقد يصدق منهم نفر لكنهم شرذمة قليلون قد تأتي آراؤهم ضعيفة خافتة لا توقظ نائما ولا تزعج مستيقظا." اهـ بنصه وفصه(تنظر مشاركتي رقم#70)، وهو ما أقوله هنا أيضا.
القضية وما فيها، أن القبول يجب أن يكون بالمعقول كما أن الرفض يكون بالنقض وليس بالأهواء أو بالرفض من أجل الرفض، ثم ننظر من الذي يَقبل ومن الذي يَرفض، أو ما الذي يُقبل وما الذي يُرفض، العلماء المسلمون الأقدمون، أو الأولون، لم يرفضوا كل ما جاءهم من الغرب كما أنهم لم يقبلوه كله، وإنما انتقوا واختاروا بعد التمحيص والاختبار والامتحان.
ففي مجال العقيدة مثلا، وكذلك السلوك (الأخلاق)، فقد رفضوا ألبتة ما جاءهم عن غيرهم لأن ما في دينهم يكفيهم، هم وغيرهم، أما في مجال العلوم، حتى العقلية منها، فقد قبلوا ما لا يصطدم مع دينهم ورفضوا غيره، على أن مجال البحوث التجريبية مفتوح للعالمين ولا يختص بقوم دون قوم ولا يقتصر عليهم، ونحن نفرق تفرقة ثنائية حاسمة (dichotomique) بين ما هو ديني محض وبين ما هو دنيوي صرف؛ ففي المجال الديني، العقدي والتعبدي والأخلاقي، عندنا ما يكفينا ويغنيا عن غيرنا لأن الاستعارة من غيرنا في هذه المجالات الثلاثة اتهام للدين بالنقص وهو اتهام يخرج من الملة لمن اعتقده، أما في المجال الدنيوي فالمجال مفتوح عن آخره فمن أفاد الأمة بشيء نافع فله الأجر الجزيل والثناء الحسن.
أما اليوم، فنحن بين منزلتين، منزلة من يرفض كل شيء ألبتة، ومنزلة من يقبل كل شيء مطلقا وهذا تطرف مرفوض وتصرف منبوذ، والاعتدال يفرض الاختيار والانتقاء والاصطفاء، فهو منزلة بين المنزلتين سابقتي الذكر.
هذا والله أعلم ونسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم وأحكم.
تحيتي إليك أخي الفاضل ومحبتي لك.
ثم أما بعد، كتبت منذ أيام في متصفح أخينا الباحث التونسي حاتم سعيد (أبي هادي) ما يلي:"إن التعميم خطأ منهجي خطير والتعصب للرأي الخاطئ عيب كبير، كما أن رفض كلام الخصوم، أو الأعداء، وإن كان حقا أو صوابا، خطأ علمي وهو قبل ذلك رفض للحق نفسه، وقد علمنا الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم كيف نقبل كلام الشيطان نفسه، وهو الشيطان، فكيف بغيره؟ وأنا لما أرفض أحكام اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار "العلميّةَ"(؟!!!) إنما أرفضها لأنهم، في عمومهم، مغرضون متعصبون لدياناتهم الباطلة حتى وإن ادعوا "العلمية" و"الأكاديمية" و"الموضوعية"، وإن كثيرا من المستشرقين مخادعون كذابون غشاشون فاسدون مفسدون رغم ادعاءاتهم الكاذبة، وقد يصدق منهم نفر لكنهم شرذمة قليلون قد تأتي آراؤهم ضعيفة خافتة لا توقظ نائما ولا تزعج مستيقظا." اهـ بنصه وفصه(تنظر مشاركتي رقم#70)، وهو ما أقوله هنا أيضا.
القضية وما فيها، أن القبول يجب أن يكون بالمعقول كما أن الرفض يكون بالنقض وليس بالأهواء أو بالرفض من أجل الرفض، ثم ننظر من الذي يَقبل ومن الذي يَرفض، أو ما الذي يُقبل وما الذي يُرفض، العلماء المسلمون الأقدمون، أو الأولون، لم يرفضوا كل ما جاءهم من الغرب كما أنهم لم يقبلوه كله، وإنما انتقوا واختاروا بعد التمحيص والاختبار والامتحان.
ففي مجال العقيدة مثلا، وكذلك السلوك (الأخلاق)، فقد رفضوا ألبتة ما جاءهم عن غيرهم لأن ما في دينهم يكفيهم، هم وغيرهم، أما في مجال العلوم، حتى العقلية منها، فقد قبلوا ما لا يصطدم مع دينهم ورفضوا غيره، على أن مجال البحوث التجريبية مفتوح للعالمين ولا يختص بقوم دون قوم ولا يقتصر عليهم، ونحن نفرق تفرقة ثنائية حاسمة (dichotomique) بين ما هو ديني محض وبين ما هو دنيوي صرف؛ ففي المجال الديني، العقدي والتعبدي والأخلاقي، عندنا ما يكفينا ويغنيا عن غيرنا لأن الاستعارة من غيرنا في هذه المجالات الثلاثة اتهام للدين بالنقص وهو اتهام يخرج من الملة لمن اعتقده، أما في المجال الدنيوي فالمجال مفتوح عن آخره فمن أفاد الأمة بشيء نافع فله الأجر الجزيل والثناء الحسن.
أما اليوم، فنحن بين منزلتين، منزلة من يرفض كل شيء ألبتة، ومنزلة من يقبل كل شيء مطلقا وهذا تطرف مرفوض وتصرف منبوذ، والاعتدال يفرض الاختيار والانتقاء والاصطفاء، فهو منزلة بين المنزلتين سابقتي الذكر.
هذا والله أعلم ونسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم وأحكم.
تحيتي إليك أخي الفاضل ومحبتي لك.
تعليق