لغز ابن رشد في لوحة "الفلاسفة الثلاثة" للرسام Giorgione

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    بناء على هذة العلل يقوم أرسطو بتحليل كل ما هو (موجود أو متفق على وجوده إن كان أمرا معنويا).
    وبهذا الانضباط المنهجي انطلق البنيويون وعدوه البنيوي الأول وكذا فعل الشكلانيون..
    عودة إلى المدرسة الشكلية و تأثيرها على البنيوية عموما وعلى السيميائيات البنويوية خصوصاً:

    في الحقيقة كما يعلم أستاذنا الكبير في النقد، أستاذي أبو فهد، الشكلية مدرسة نقدية روسية الأصل (لذا يطلق عليهم اسم les formalistes russes ظهرت أعمالها بقوة في الفترة بين 1915-1930م لكن لم تعرف في فرنسا إلا بعدما اهتم بها السيميائيون البنيويون و نقاد الأدب في مطلع الستينيات من القرن العشرين. أبرز أسماء الشكليين الذين نعتمد على دراساتهم المنهجية هم رومان ياكوبسون في موسكو (و نظريته الشهيرة حول وظائف اللغة الست les six fonctions du langage تشيكلوفسكي في سانت بترسبورغ ثم في مجال تحليل بنية النص الأدبي أو الحكي (قصة، فيلم، حكاية...) فالإسم الأكثر ذكراً كمرجعية فهو فلاديمير بروب (la morphologie du conte) و الذي وظف أدوات المنهاجية الشكلية الروسية في تفكيكه الضخم لحكايات الفلكلور الشعبي الروسي. كان لدراسة البنية الشكلية لفلاديمير بروب vladimir Propo بالغ الأثر في المسار المنهجي الذي اتخذته البنويوية كما نعرفها اليوم. بحيث أنه وجد على أن كل حكاية إلا وتستند على "آلية" سردية نسجت على نفس النسق، جمعها بالضبط في 51 محطة أو خاصية يلعب فيها كل بطل دوراً محددا داخل الحبكة، مما يجعله يقوم بدور المعين أو المساعد على تحقيق الهدف، كما بإمكان الشخصيات المعادية من لعب دور المعرقل و هكذا... إلا أن Greimas بعده لخص العملية و اختزل الوظائف الواحد و خمسين في 5 وظائف و هي ما اشتهر ب le schéma quinaire و الشخصيات الرئيسية في الحبكة قسمها إلى ستة أدوار و هو ما يطلق عليه مصطلح actantial model أو le modèle actantiel. وهنا تحدث طفرة نوعية في التعامل مع التحليل للنصوص، بحيث لم تعد "نفسية" الكاتب و لا " معرفة سيرته الذاتية" بالشيء المهم في فهم المحتوى - كما كانت عليه الحالة من قبل الشكليين الروس، - لكن صار التعامل مع النص الأدبي عموماً بكل أنواعه، على أساس "بنيته و تركيبته العضوية" وذلك في كامل الاستقلالية عن ذاتية القاريء (باختلاف مشاربه) و عن ذاتية الناقد.
    تجدر الإشارة إلى أن التيار كان حينها جد متأثر بالنزعة الماركسية بحيث أن استخراج الايديولجيا التي يخدمها النص (كما فعل رولون بارت في معظم مقالاته النقدية) ماقتئت تطغى على معظم الأعمال التي ركزت في تحليلها على المنهجية الشكلية أولا ثم البنوية بعدها. ولربما لهذا الغرض حاول الرعيل الأول من الشكليين الروس أن يدفعوا عن مجموعتهم النقدية تسمية "الشكلية" التي استعملت في الأساس من طرف منتقديهم لما تحمله من معنى لصيق بمصطلح لا يقل حساسية آنذاك: مصطلح العضوية (الماركسي) في إشارة إلى نموذج المثقف العضوي the organic intellctual والذي ضل لصيقاً بالمفكر الإيطالي كرامشي الشهير Gramsci. دون أن ننسى بطبيعة الحال أن مفهوم الأيديولوجيا التي ظل الشكليون و البنويون يستخلصون جذورها من بطون النصوص، هي الأخرى وليدة الحقبة الماركسية الأوربية، و كرامشي نفسه دعا إلى خدمتها في برنامجه الإصلاحي المنشور في كتاباته أيام كان يقبع في السجن.

    سواء كانت الانتقادات خاطئة أم ذات مصداقية، فالشيء الذي لا شك فيه هو أن التيار البنويوي كان جد متأثر بالفكر السياسي السائد آنذاك، مما جعل الشكوك تلتف حول أبرز أعلامه، لكنه بالرغم من ذلك، يرجع له الفضل في اضفاء "المنهجية الأرسطية" على النقد الذي يتبناه وأبعد النقد عن الشطحات السيكولوجية الذاتية التي كانت سائدة قبل ذلك. وفي المجتمعات العربية، لا زال الصراع المنهجي في النقد عموما (كيفما كان نوع الخطاب، سياسيا
    أم أدبيا أم ثقافيا...) يتأرجح بين مؤيد للمنهجية البنويوية العقلانية الأرسطية و بين مشيطنها، إن سمحتم لي بالتسمية.

    وللأساتذة فسحة التدخل للتعقيب أو لتصحيح ما ذكر.

    مع تقديري للجميع.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 22-02-2019, 21:02.

    تعليق

    • الهويمل أبو فهد
      مستشار أدبي
      • 22-07-2011
      • 1475

      #32
      طرح معقول جدا، لكن ينبغي أن نشير الى أفول هيمنة التوجه الرومانسي (الذي ألّه المؤلف وقلب البنية الماورائية: الطبيعة هي الجنة والشاعر هو النبي) ثم في بدايات القرن العشرين دفع تمهة عدم (الموضوعية العلمية) عن النقد والأدب في مقابلة العلم- الأدب. الشكلية والبنيوية والنقد الجديد كل هذه تجد بداياتها في العقد الأول من القرن العشرين. من ناحية البعد السياسي فهي موجودة وخير من عالجها هي مدرسة فرانك فورت أو ما يسمى النظرية النقدية وأعضهاؤها مثل ادرنو وماركيوزي. وهؤلاء ينظرون الى الشبكة الخفية التي يقوم عليها العمل أيا كان شعر- معزوفة موسيقية- رواية - مسرحية - كتاب في التاريخ الخ.

      بالنسبة للروس

      هناك ليون تروتسكي (المدرسة الشكلانية للشعر والماركسية): The Formalist School of Poetry and Marxism
      وهناك بورس إيكنباوم (نظرية المنهج الشكلاني) The Theory of the "Formal Method"p

      طبعا اختصار الـ51 إلى 5 هي عودة إلى عناصر المسرحية عند أرسطو (الحبكة، الشخصية، الفكرة، المعجم (diction)، والغنية كما يترجمها حنين (المسرحية الإغريقية فيها أغنية))
      ياكبسون اصبح مشهورا بعدما تأمرك وطرحه دقيق وعميق.

      فيما يتعلق باستقلالية النص عن مؤلفه وقارئه هذه هي حركة النقد الجديد وان القصيدة بنية عضوية يمكن دراستها دراسة موضوعية بدأت العقد الثاني من القرن العشرين في امريكا
      ولم تفقد بريقها حتى السبعينيات من القرن الماضي

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #33
        هو كذلك، Adorno مثلاً (يهودي الأب، كاثوليكي الأم) حين تأمرك هو الآخر ذاع صيته في الأوساط الجامعية الغربية خاصة أطروحاته النقدية لما يسمى Mass Culture التي انتقدها بشدة لأن العبارة يستفاد منها على أن الثقافة من صنيع الجماهير و من نتاج العامة The Mass في حين أن العامة، في حقيقة الأمر، هي ضحية The victim الثقافة المهيمنة Hegemony. لذلك فضل الحديث عن صناعات الثقافة Industries culturelles أو Cultural Industries وهو المصطلح الذي لازال ساري المفعول إلى اليوم. إلا أن الهيمنة الثقافية التي تحدث عنها ادورنو في القرن الماضي (و نظر لها كرامشي Gramsci في مطلع القرن العشرين) تفاقمت اليوم بسبب احتكار "السوق" العالمية للإنتاج الثقافي بكل أشكاله من طرف عدد جد محدود من الشركات العالمية الشيء الذي أفرز لنا أحادية القطبية في مصادر الإبداع و بالتالي تقلص وجهات النظر في التعامل مع المنتوج الثقافي (المؤثر بدوره على اتخاذ القرار السياسي و الاقتصادي). وربما من مفهوم الهيمنة الثقافية وليد الأمس تفرخ لدينا مصطلح جديد أشد ضرراً على الفكر والإبداع: إنه مصطلح Oligopoly
        وما Google و Microsoft وغيرهما إلا نتاج مباشر لصناعات الثقافة التي تنبأ بها أدورنو و غيره، مما يعكس ثقافة الهيمنة (شبه الشاملة) من جهة، و هيمنة الثقافة (أحادية القطبية) من جهة أخرى.

        تعليق

        • نورالدين لعوطار
          أديب وكاتب
          • 06-04-2016
          • 712

          #34
          أهلا بكم كنت بدأت موضوعا حول المدارس الأدبية والنقدية ولم يسعفني الوقت بعد لاستكماله
          ربما فيه بعض أفكار حول ما توجه إليه النقاش

          اعتمدت كتابين في هذا العنوان الأول ، المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية لمؤلفه : د. نبيل راغب الثّاني ، دليل النظرية النقدية المعاصرة لمؤلفه :د. بسام قطوس يؤمن الكلاسيكيون عموما بالأدب كمحاكاة و بكونه معبّراعن المثل العليا ، المدرسة الكلاسيكية كما أسّسها أفلاطون وتلميذه أريسطو توضح أن المحاكاة هذه ليست تقليدا صرفا


          تحية

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
            أهلا بكم كنت بدأت موضوعا حول المدارس الأدبية والنقدية ولم يسعفني الوقت بعد لاستكماله
            ربما فيه بعض أفكار حول ما توجه إليه النقاش

            اعتمدت كتابين في هذا العنوان الأول ، المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية لمؤلفه : د. نبيل راغب الثّاني ، دليل النظرية النقدية المعاصرة لمؤلفه :د. بسام قطوس يؤمن الكلاسيكيون عموما بالأدب كمحاكاة و بكونه معبّراعن المثل العليا ، المدرسة الكلاسيكية كما أسّسها أفلاطون وتلميذه أريسطو توضح أن المحاكاة هذه ليست تقليدا صرفا


            تحية
            اطلعت عليه، أدعو أستاذنا في النقد العزيز أبو فهد للاطلاع عليه في حالة ما إذا كان لديه متسع من الوقت أجل الحديث عن المدارس النقدية هناك.

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #36


              أستاذي الفاضل
              نورالدين لعوطار

              شكرا جزيلا على هذه الإضاءة التي أنارت عدة جوانب مما أردت معرفته.
              أعتقد أيضا ان فكرة "القانون الطبيعي" هي فكرة فلسفية تقوم على التأمل في مظاهر الحياة الاجتماعية
              ومحاولة الكشف عن طبيعتها.



              سأتابع الموضوع لأثري ذائقتي العلمية بما تفضلتم به.

              شكرا جزيلا

              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #37
                الفنانة القديرة سليمى، كل التقدير لاهتمامك بالموضوع. أشكرك على حسن تفاعلك و لا تترددي في إثراء الفقرة، فأنا أعلم أن الأسماء الموجودة معنا تحب المعرفة.

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #38


                  شكرا جزيلا لثقتك الغالية أستاذي محمد شهيد

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة


                    شكرا جزيلا لثقتك الغالية أستاذي محمد شهيد

                    والشكر لك على تتبيث الموضوع. يهمني تقييمك للمادة المقترحة.
                    دمت بخير.

                    تعليق

                    • نورالدين لعوطار
                      أديب وكاتب
                      • 06-04-2016
                      • 712

                      #40
                      مستملحة
                      سأل ابن رشد العجوز ابن عربي اليافع، هل وجدتم في علوم الذوق ما وجدناه في علوم العقل، فردّ الشاب، نعم، فانبسط ابن رشد، ثم أردف، ولا فانقبض ابن رشد وأضاف وبين نعم ولا كمثل مابين السماوات والأرض.
                      بتصرف.

                      أهلا بكم

                      تحياتي

                      تعليق

                      • محمد شهيد
                        أديب وكاتب
                        • 24-01-2015
                        • 4295

                        #41
                        أهلا لعوطار و مستملحته
                        أيام الأندلس، كان ابن رشد العجوز قد تفرس في نباهة ابن عربي الصبي حين أتى به إليه والده - أعتقد. لكنني لم أسمع من قبل بهذا الحوار بينهما. بين لا و نعم...

                        شكراً على الفسحة مع الإطلالة.

                        تعليق

                        • نورالدين لعوطار
                          أديب وكاتب
                          • 06-04-2016
                          • 712

                          #42
                          التقيا ثلاثا
                          ذكرتَ الأولى وذكرتُ الثانية
                          فهاك الثالثة حيث شاهد جنازة ابن رشد وأنت تعرف ابن عربي لن يفلت مشهدا كهذا دون أن يقول شعرا.

                          أما لقاءاتهما فلا تزال مستمرة إلى اليوم. هههه
                          تحية

                          تعليق

                          • محمد شهيد
                            أديب وكاتب
                            • 24-01-2015
                            • 4295

                            #43
                            عزيزي نور الدين، لعلك علمت من المتحدث هنا:

                            "وهذا ما يدعو إلى التساؤل التالي: لماذا شكل اللقاء موضوع اهتمام من طرف ابن عربي دون ابن رشد؛ هل هذا راجع إلى غضب "شيخ الفلسفة" على "الشيخ الحاتمي"، بعمل هذا الأخير على إفشال العلاقة بين التصوف والفلسفة، أم أن فيلسوف قرطبة ومراكش، كان يعي جيدا مآل الفلسفة بعد موته؟"

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #44
                              موضوع جدير بالبحث والنقاش، حقاً. أدعوك للغوص في أعماقه فور انتهائنا من كانط. بحيث نقسم المهام: صاحب الفتوحات لواحد منا و صاحب التهافت للآخر. ما رأيك؟

                              أو صاحب الإحياء عوض ابن عربي. فقد اطلعت قبل بضع سنين على بحث ضخم عثرت عليه بالصدفة في الخزانة الكبرى بمونتريال بعنوان : عالم الغيب و الشهادة في فكر الغزالي (أو شيء من هذا القبيل) لصاحبه ربما باحث مغربي. و هو بحث من أعمق ماقرأت حول الغيب (التصوف/ الشريعة/النقل) و الشهادة (الفقه/الفلسفة/العقل) كما تعامل معهما الغزالي في مختلف مراحل حياته العلمية و الفكرية. أتمنى أن يكون البحث لازال متوفراً في الخزانة لأقتبس منه بعض ما جاء فيه.
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 19-03-2018, 00:16.

                              تعليق

                              • نورالدين لعوطار
                                أديب وكاتب
                                • 06-04-2016
                                • 712

                                #45
                                أهلا بشهيد

                                لا لست أعلم من المتحدّث، حتى أنني تصفحت كتاب الجابري ــــ ظننت أنك تقصد الجابري ههه ــــــــ ابن رشد سيرة وفكر، ووجدت أنني وقفت فيه عند الصفحة الثمانين حيث طويت زاويتها ذات قراءة، ولكن لم أجد فيه عنوانا خاصّا بابن عربي، أمّا معلوماتي عن ابن عربي فلا تتجاوز بعض محاضرات يوسف زيدان حول التصوف، وغالبا حين أمارس عملا منزليا استمع إلى المحاضرات في علوم مختلفة وهذه منهجيتي، أمّا أن أقرأ كتابا كالفتوحات فلا أعدك بذلك، أولا لأنني لن أفهم الرجل، ولست مستعدّا لقراءة شيء لا أفهمه.
                                إدوارد سعيد لا أعرف عنه الكثير، ولكن يبدو أنه مسكون بالقضية، وعندما تسكنك قضية، فتفكيرك محاصر، لا أملك له إلا كتابا واحدا، des intellectuels et du pouvoir وهو كتيب من 160 صفحة لا أكثر.

                                تحية تليق بك.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X