مفهوم قصيدة النثر أسسه النظرية وخصائصه البنائية/أ. علي المتقي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    أثير بالأمس حوار في المركز الصوتي حول الفرق بين الخاطرة و قصيدة النثر . و يتبين من خلال التدخلات أن هناك خلطا بين الشكلين الأدبيين على الرغم من الدراسات العديدة التي حاولت وضع معايير دقيقة تميز شكل قصيدة النثر .
    و أذكر بما يلي : إن قصيدة النثر هي قصيدة قبل كل شيء ، وحينما نصفها بكونها قصيدة ، فهذا يعني أنها بناء له شكل محدد ، صحيح إن هذا الشكل ليس سابق الوجود على نحو ما نجد في القصيدة العمودية ولا في قصيدة التفعيلة ، لكنه موجود . فلا يمكن أن نصنف نصا إبداعيا ضمن قصيدة النثر ما لم يكن ذا شكل ، أي أنها كل مغلق لا يقبل الحذف أو الزيادة .تدخل كلماته في علاقات فيما بينها ، تتولد دلالاته من علاقات كلماته العمودية و التركيبية ، فالكلمات تدخل في علاقات عمودية خارج نصية مع الذاكرة بكل أبعادها الثقافية ، كما تدخل في علاقات دلالية فيما بينها داخل النص (علاقات تنافر أو تقابل أو تماثل ...). وما يميزها عن قصيدة التفعيلة ليس هو الوزن والقافية فحسب ،و إنما اللغة الشعرية ، إنها توظف تقنيات النثر لغايات شعرية صرفة كالوصف والحكي و الحوار و تقنيات التواصل...والفرق بين توظيف الخطاب النثري لهذه التقنيات و بين توظيف قصيدة النثر يكمن في الاستطراد و التطويل وذكر التفاصيل في الخطاب النثري ، والإيجاز و الحذف و الكثافة والاعتماد على الكلمات بدل الجمل في قصيدة النثر. .
    أما الخاطرة ، فهي خطاب نثري أساسا يطغى عليه البوح، ذو شكل مستقيم يبدأ بكلمة قد يكون موجزا وقد يكون طويلا مملوءا بالاستطرادات ، همه الأساس ليس بناء شكل جميل محدد ، و إنما التعبير عما يعتري الذات من إحساسات اتجاه الآخر .
    ويشتركان في صدورهما عن تجربة ذاتية فردانية ، فالخاطرة تعبر عن هذه التجربة ، وقصيدة النثر تبني بها شكلا شعريا ، من هنا ،فالشكل هو معيار التمييز بينهما. وهو ما يمنح قصيدة النثر خصوصيتها الشعرية التي لا تملكه الخاطرة .
    هل قصيدة النثر شكل قديم في الثقافة العربية؟ لنشر في البداية إلى أن هذا الشكل الشعري تعرف عليه العالم العربي من خلال الكتابات والإبداعات الغربية ، ودخل إلى الثقافة العربية تحت هاجس التحديث و الحداثة و الرغبة الملحة في الالتحاق بركب الحداثة الغربية . ولا شك أنه صادف اعتراضات و انتقادات منذ بداية انتشاره في ستينيات القرن الماضي ، وللرد على هذه الردود كان البحث في التراث عن نصوص يصلح أن تكون جذورا لقصيدة النثر ، فتم اكتشاف نصوص نثرية ـ ولسوء الحظ ليس من طرف النقاد العرب ـ ذات نفس شعري ، وبشكل خاص مواقف النفري . إذن فنحن تعرفنا على هذه النصوص من خلال معرفتنا بقصيدة النثر ، كما اكتشفنا قبل ذلك قيمة رسالة الغفران بعد اطلاعنا على الكوميديا الإلهية . إذن فهذه النصوص الصوفية ذات النفس الشعري لم يكن لها أي دور في ظهور قصيدة النثر العربية , وعلى الرغم من نفسها الشعري ، فإنها تفتقر إلى البناء الشعري القصدي الواعي الذي يميز قصيدة النثر. كما توظف تقنيات سردية حكائية بطريقة يغلب عليها طابع الخطاب النثري.
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/

    تعليق

    • المعطاوي المصطفى
      محظور
      • 31-07-2010
      • 88

      أعتقد أن الأخ علي المتقي كان واضحا في طرحه بخصوص قصيدة النثر. كما أن اللغة التي حاور بها كانت تقرب منا المفاهيم التي تدور حول " حلقة قصيدة النثر"..
      وأجدني هنا راغبا في أن أعزز بعض ما جاء في كلمته ببعض الأمور. من بين المسائل المثارة في هذا " الشكل " من الكتابة كونها دائرية لا تعترف بالمسافات، ولا زمنية، ولا منطقية، وتقوم على الدهشة وصدم المتلقي بتراكيب تتجاوز " النحو" المراد به المعنى..الخ
      إن هذه " التقنيات/السمات/الخصائص..ليست وليدة الصدفة أو نتيجة التعلم في ثقافتها الأصلية، إنها انعكاس مباشر لمسار تطوري في نهج الكتابة الغربية خاصة الفرنسية منها والأنجليزية، المسار الذي ابتدأ من تجاوز الكلاسية نحو الرومنسية ثم البرناسية فالرمزية، وهذه " مذاهب" فنية كانت وراءها نظرية فلسفية للوجود والحياة مرتبطة هي الأخرى بتطورات سياسية وسوسيو- اقتصادية..وكانت لهذه النظريات أثر كبير على النقد والإبداع، والفترة التي أرخت فيها سوزان بيرنار لقصيدة النثر كانت تعيش تحولا كبيرا على مستوى مفاهيم النثر نفسه، وخاصة مجال السرد، دون أن ننسى موضوع اللغة، الأمر الذي سيفتح المجال - لاحقا - أمام خطاب جديد سيتطور نحو تثبيت تراسل الأجناس، والأجناس العابرة..وما إلى ذلك.
      وأرجو في ختام هذه الكلمة المقتضبة أن يُفتح نقاش حول ملامح تلك المذاهب/المدارس في قصيدة النثر في ثقافتها الأصلية بانتخاب نماذج من تلك القصائد نفسها الثقافة وتقريب معالمها إلى المهتم العربي.
      أما بخصوص ما جاء به الأخ علي المتقي كون أدونيس اعتمد على مؤلف سوزان بيرنار ونقله بالحرف بل ابتسره فأنا أضيف مؤكدا أن الذين تبنوا المفهوم الجديد للإيقاع نقلوا بالحرف أيضا عن هنري ميشونيك..
      كل التحية للأخ علي المتقي وللذين أغنوا هذا الموضوع من المتدخلين

      تعليق

      • محمد خالد النبالي
        أديب وكاتب
        • 03-06-2011
        • 2423

        الاستاذ محمد القاضي

        الاخوة الاخوات جميعا

        بعد السلام

        مسائكم ورد مسائكم شعر

        سيدي سوف اختصر في رأيي البسيط وانا لست ضليعا بهذا المجال

        ولكن استاذي قصيدة النثر لحد الان لا يوجد لها هوية ولم تتضح معالمها ما هي قصيدة النثر

        فالناقد كل يكتب ما يراه هو

        وهنا اسمحو لي ان اضع رأيي في قصيدة النثر وما هي القصيدة وكيف يجب ان تكون

        نعرف جميعا ان الغرب اعتمد على الفنيات في قصيدة النثر

        ولكن العرب غيروا وجمعوا ما بين الفنيات والموسيقى الداخلية

        ولكن سؤال نسأله للجميع

        اصبحنا نرى قصائد نثرية فيها انزياح كامل حتى ان القاريء ولو كان كاتبا

        لا يستطيع فك رموز القصيدة فكيف لقاريء بسيط عادي له ان يفكك الرموز ويعرف ما يعنيه الشاعر

        وبذالك تكون القصيدة عبارة عن طلاسم وبحاجة لعبقري ومبدع لفك الطلاسم واحينا لا يستطيع

        ويقول الباقي في صدر الشاعر

        وهنا لا بد لنا ان نعترف
        ان الاصل في القصيدة ومن يكتبها يكتبها لكي يقرأ العامة وليس الأديب والشاعر فقط

        وعليه اذا انا وكثير مثلي كتب قصيدة ويعتبرها نثرا لانها بعيدة عن المباشر وكل الكلمات بالايحاء

        مع شيء من الحداثة والابتعاد عن بعض الكلمات المتداولة لكن هناك مجسات وبعض الصور

        لتعطي جمالا للقصيدة ولكي يعرف الاخرين ماذا يعني الشاعر

        ولكن للاسف لا احد يعترف ان هذه القصيدة النثرية وهي الابتعاد عن المباشر

        فالذي يبقى في نهاية المطاف

        الكلمة الجميلة والتي تؤثر في النفس وتترك انطباع جميل وجيد عن المتلقي

        اعتقد ان هذه هي القصيدة النثرية

        وغير ذالك ستكون القصيدة عبارة عن طلاسم

        وانا ككاتب او هامس على الطريق

        انا لست بحاجة لاقدم امتحان وبحاجة لشهادة دكتوراه في النثر

        وعليه فيجب ان نكتب شيء واضح المعالم وصور مقروءة وكلام جميل يءثر في القاريء

        حتى الشاعر الكبير محمد الماغوط ومحمود درويش

        كتبوا نثر والماغوط رائد بهذا المجال ولكن قصائدهم واضحة المعالم ونحن الان نريد تغير حتى نمط الماغوط الواضح والجميل


        ولهذا نرى الكثير من العامة لا يقرؤون النثر لانه عبارة عن طلاسم ولا يوجد فيه شيء من الجمال

        ونحن نكتب لكي يقرأ الاخرين العامة

        اخيرا اراهن على سعة صدوركم

        فهي من شيم الكبار

        وهنا مشكلة كبيرة ان الكثير يرفض ما نكتب ويعتبره خاطرة

        ولكن الخاطرة بعيدو كل البعد عن النثر

        الخاطرة كلام جميل لغويا ومنمق ومباشر

        لكن النثر فيه انزياح معقول ولا يوجد به مباشر

        خالص تقديري لكم

        تقبلونا وتقبلوا ارائنا دون ان تفرضوا علينا اشياء غير مقتنعين فيها


        الشعر من القدم وما زال


        الشعر هو كلام جميل مبهر ومذهل صهيل للروح

        سواء كان غزليا او هجاء او رثاء بكل انواعه

        كان يبهر القاريء والسامع

        الخلاصة الشعر هو كلام جمال ومنمق

        يترك اثرا في الاخرين

        بغض النظر عن الاثر مفرحا او حزنا او غضبا

        لكنه يترك اثر

        فاين هذا من قصيدة النثر كاملة الانزياح

        علينا ان نتفق على قصيدة نثر خاصة في العرب والعقل العربي

        المتذوق للجمال

        وغير ذالك لا يجوز

        اراهن مرة اخرى على سعة صدوركم
        خالص احترامي وتقديري

        مع تحياتي

        اخوكم محمد خالد النبالي
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد خالد النبالي; الساعة 08-07-2011, 15:40.
        https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

        تعليق

        • محمد جابري
          أديب وكاتب
          • 30-10-2008
          • 1915

          الأستاذ الفاضل علي متقي؛

          لم يعد الزمان زمان الإعجاب بقصيدة النثر يوم أن طلت على الساحة الأدبية من قبل مناصريها، كما لم يعد التهافت الرافض لقصيدة النثر يثير نقع غبار الرفض وذلك لسببين أساسين:

          1- كشف النقاد النافذين عن ماهية القصيدة النثر بكون ما جيء به كان انتحالا لا إبداعا،فضلا عن كونه ركون للتبعية الأدبية الغربية واستماتة على دربها؛
          2- لما أنتبه حتى خصوم قصيدة النثر بأن اسمها كاف وساد للجدل الدائر منذ بزوغها، وصاد عن ركب مركبها.

          ولمزيد بيان أحيل على مقال للأستاذ البروفيسور الفيفي مساقات عاصفة الشعراء على الحبل الرابط:http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...D4%DA%D1%C7%C1
          http://www.mhammed-jabri.net/

          تعليق

          • علي المتقي
            عضو الملتقى
            • 10-01-2009
            • 602

            الفاضل المحترم محمد جابري : السلام عليكم ورحمة الله : قرأت تعليقكم وقرأت المقال الموجود على الرابط . ولا أخفيكم أنكما ـ في نظري والله أعلم ـ معا تصدران أحكاما حول شيء تجهلونه وتتخذون منه موقفا قبليا دون معرفة حقيقية بكثير من حيثياته ومواصفاته . المقال فيه تهافت كبير وكثير ، ويحتاج إلى وقت للرد عليه .تحياتي واحتراماتي .
            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
            http://moutaki.jeeran.com/

            تعليق

            • محمد معمري
              أديب وكاتب
              • 26-05-2009
              • 460

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
              أخي الكريم،
              النثر لم يعرف، أو بالأحرى لم يحظ بدراسات نقدية كما حظي الشعر... ولم يأت إلا القليل...
              - النثر والنظم سيان لا نفرق بينهما إلا في الوزن، أي أن الشعر يخضع للوزن، أما النثر فلا...
              - أفضل قاعدة تخص النثر أحبذ القاعدة لأبي حيان التوحيدي:
              * كأن النظم فيه نثر، وكأن النثر فيه نظم...
              * العقل والموسيقى والخيال...
              * الفرق بينها كلام نسبي، والجوهر واحد...
              * ويكون النثر إما مرسلا، أو مزدوجا، أو سجعا...
              مما نفهم أن حتى القصيدة النثرية تحتمل القافية.
              مودتي وتقديري
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد معمري; الساعة 24-11-2011, 00:11.
              [glint]
              كل مواضيعي قابلة للنقد

              [/glint]https://maammed.blogspot.com/

              تعليق

              • مولاي إسماعيل علالي
                أديب وكاتب
                • 23-10-2012
                • 48

                بوركت أستاذي الفاضل على هذا الموضوع
                لك من الود أجمله

                تعليق

                يعمل...
                X