أثير بالأمس حوار في المركز الصوتي حول الفرق بين الخاطرة و قصيدة النثر . و يتبين من خلال التدخلات أن هناك خلطا بين الشكلين الأدبيين على الرغم من الدراسات العديدة التي حاولت وضع معايير دقيقة تميز شكل قصيدة النثر .
و أذكر بما يلي : إن قصيدة النثر هي قصيدة قبل كل شيء ، وحينما نصفها بكونها قصيدة ، فهذا يعني أنها بناء له شكل محدد ، صحيح إن هذا الشكل ليس سابق الوجود على نحو ما نجد في القصيدة العمودية ولا في قصيدة التفعيلة ، لكنه موجود . فلا يمكن أن نصنف نصا إبداعيا ضمن قصيدة النثر ما لم يكن ذا شكل ، أي أنها كل مغلق لا يقبل الحذف أو الزيادة .تدخل كلماته في علاقات فيما بينها ، تتولد دلالاته من علاقات كلماته العمودية و التركيبية ، فالكلمات تدخل في علاقات عمودية خارج نصية مع الذاكرة بكل أبعادها الثقافية ، كما تدخل في علاقات دلالية فيما بينها داخل النص (علاقات تنافر أو تقابل أو تماثل ...). وما يميزها عن قصيدة التفعيلة ليس هو الوزن والقافية فحسب ،و إنما اللغة الشعرية ، إنها توظف تقنيات النثر لغايات شعرية صرفة كالوصف والحكي و الحوار و تقنيات التواصل...والفرق بين توظيف الخطاب النثري لهذه التقنيات و بين توظيف قصيدة النثر يكمن في الاستطراد و التطويل وذكر التفاصيل في الخطاب النثري ، والإيجاز و الحذف و الكثافة والاعتماد على الكلمات بدل الجمل في قصيدة النثر. .
أما الخاطرة ، فهي خطاب نثري أساسا يطغى عليه البوح، ذو شكل مستقيم يبدأ بكلمة قد يكون موجزا وقد يكون طويلا مملوءا بالاستطرادات ، همه الأساس ليس بناء شكل جميل محدد ، و إنما التعبير عما يعتري الذات من إحساسات اتجاه الآخر .
ويشتركان في صدورهما عن تجربة ذاتية فردانية ، فالخاطرة تعبر عن هذه التجربة ، وقصيدة النثر تبني بها شكلا شعريا ، من هنا ،فالشكل هو معيار التمييز بينهما. وهو ما يمنح قصيدة النثر خصوصيتها الشعرية التي لا تملكه الخاطرة .
هل قصيدة النثر شكل قديم في الثقافة العربية؟ لنشر في البداية إلى أن هذا الشكل الشعري تعرف عليه العالم العربي من خلال الكتابات والإبداعات الغربية ، ودخل إلى الثقافة العربية تحت هاجس التحديث و الحداثة و الرغبة الملحة في الالتحاق بركب الحداثة الغربية . ولا شك أنه صادف اعتراضات و انتقادات منذ بداية انتشاره في ستينيات القرن الماضي ، وللرد على هذه الردود كان البحث في التراث عن نصوص يصلح أن تكون جذورا لقصيدة النثر ، فتم اكتشاف نصوص نثرية ـ ولسوء الحظ ليس من طرف النقاد العرب ـ ذات نفس شعري ، وبشكل خاص مواقف النفري . إذن فنحن تعرفنا على هذه النصوص من خلال معرفتنا بقصيدة النثر ، كما اكتشفنا قبل ذلك قيمة رسالة الغفران بعد اطلاعنا على الكوميديا الإلهية . إذن فهذه النصوص الصوفية ذات النفس الشعري لم يكن لها أي دور في ظهور قصيدة النثر العربية , وعلى الرغم من نفسها الشعري ، فإنها تفتقر إلى البناء الشعري القصدي الواعي الذي يميز قصيدة النثر. كما توظف تقنيات سردية حكائية بطريقة يغلب عليها طابع الخطاب النثري.
و أذكر بما يلي : إن قصيدة النثر هي قصيدة قبل كل شيء ، وحينما نصفها بكونها قصيدة ، فهذا يعني أنها بناء له شكل محدد ، صحيح إن هذا الشكل ليس سابق الوجود على نحو ما نجد في القصيدة العمودية ولا في قصيدة التفعيلة ، لكنه موجود . فلا يمكن أن نصنف نصا إبداعيا ضمن قصيدة النثر ما لم يكن ذا شكل ، أي أنها كل مغلق لا يقبل الحذف أو الزيادة .تدخل كلماته في علاقات فيما بينها ، تتولد دلالاته من علاقات كلماته العمودية و التركيبية ، فالكلمات تدخل في علاقات عمودية خارج نصية مع الذاكرة بكل أبعادها الثقافية ، كما تدخل في علاقات دلالية فيما بينها داخل النص (علاقات تنافر أو تقابل أو تماثل ...). وما يميزها عن قصيدة التفعيلة ليس هو الوزن والقافية فحسب ،و إنما اللغة الشعرية ، إنها توظف تقنيات النثر لغايات شعرية صرفة كالوصف والحكي و الحوار و تقنيات التواصل...والفرق بين توظيف الخطاب النثري لهذه التقنيات و بين توظيف قصيدة النثر يكمن في الاستطراد و التطويل وذكر التفاصيل في الخطاب النثري ، والإيجاز و الحذف و الكثافة والاعتماد على الكلمات بدل الجمل في قصيدة النثر. .
أما الخاطرة ، فهي خطاب نثري أساسا يطغى عليه البوح، ذو شكل مستقيم يبدأ بكلمة قد يكون موجزا وقد يكون طويلا مملوءا بالاستطرادات ، همه الأساس ليس بناء شكل جميل محدد ، و إنما التعبير عما يعتري الذات من إحساسات اتجاه الآخر .
ويشتركان في صدورهما عن تجربة ذاتية فردانية ، فالخاطرة تعبر عن هذه التجربة ، وقصيدة النثر تبني بها شكلا شعريا ، من هنا ،فالشكل هو معيار التمييز بينهما. وهو ما يمنح قصيدة النثر خصوصيتها الشعرية التي لا تملكه الخاطرة .
هل قصيدة النثر شكل قديم في الثقافة العربية؟ لنشر في البداية إلى أن هذا الشكل الشعري تعرف عليه العالم العربي من خلال الكتابات والإبداعات الغربية ، ودخل إلى الثقافة العربية تحت هاجس التحديث و الحداثة و الرغبة الملحة في الالتحاق بركب الحداثة الغربية . ولا شك أنه صادف اعتراضات و انتقادات منذ بداية انتشاره في ستينيات القرن الماضي ، وللرد على هذه الردود كان البحث في التراث عن نصوص يصلح أن تكون جذورا لقصيدة النثر ، فتم اكتشاف نصوص نثرية ـ ولسوء الحظ ليس من طرف النقاد العرب ـ ذات نفس شعري ، وبشكل خاص مواقف النفري . إذن فنحن تعرفنا على هذه النصوص من خلال معرفتنا بقصيدة النثر ، كما اكتشفنا قبل ذلك قيمة رسالة الغفران بعد اطلاعنا على الكوميديا الإلهية . إذن فهذه النصوص الصوفية ذات النفس الشعري لم يكن لها أي دور في ظهور قصيدة النثر العربية , وعلى الرغم من نفسها الشعري ، فإنها تفتقر إلى البناء الشعري القصدي الواعي الذي يميز قصيدة النثر. كما توظف تقنيات سردية حكائية بطريقة يغلب عليها طابع الخطاب النثري.
تعليق