كانتْ لا تتوَقف مِن القول "نعَم يا أمي".."حسناً يا أمي" .." كما تريدين يا أمي" .." سَأفعل ما تقولين يا أمي".. ملـّت الأمُ يوماً مِن ابنتِها المُطيعة إلى هذا الحَد ..فصَرخَت بها بضِيق " كَفاك ِ"نعم" " فأجَابت الفتاة "لا يا أمي".. فصَفعتها.ٍ
عندما كُنت في السابعةِ من عُمري .. كان رفاقي مِن الأطفال يَتبعوني وأنا عائِدة مِن المَدرسة إلى البيَت يردِّدون على مَسمعي " قولي شيئاً..تكلمي..نـُريد أن نسمَعك تتحدثين".
كنتُ أنزعِج وأبكي بصَمت ..أعتقِد أنهم يَصنعون مِني نُكتة أو يُثيرون غـَضبي ..
قبلَ بضعَة أيام ..حَضرتُ حفلاً كبيراً للجمعية ِالتي أعملُ بها..كُنت أتبادَل الحَديث مع مَجمُوعة مِن النِساء .. كانت بالقـُرب مني سَيدة ..ابتسَمت حين انتهيتُ مِن حَديثي..وَقالت مُوجِهة كلامها لي " صَوتك جَميلٌ جدا ً..مُميز بِهدوئه وَنبرَته العاليَة والناعِمة في آن .." تعَابيرُ وجهَها كانتْ صَادِقة..شَكرتُها..فقد سمِعت قبلاً تعليقات مُشابهة في اجتِماعات ٍأخرى مماثِلة عن صَوتي..تأثرت ..
تأثرت ..وَغيّرت مَفهومي الشَخصي الذي بَدا سابقاً مُخالفاً لِما سَمعِت..
اترك تعليق: