السيد الكريم يسرب شراب

من منا لا يحرص على سوريا - حاضرة الخلافة الأموية ومنطلق الفتوحات الإسلامية - كما يحرص على مصر وتونس والجزائر، وكافة أقطار العالم العربي العزيزة على قلوبنا ، ولكن هذا الحرص لا يعني أن نصم آذاننا عن التردي المستفحل في الأوضاع الداخلية لجل بلداننا العربية هذه. من حقنا أن نتحدث ما دمنا نؤمن بالذي جاء به رسولنا العظيم محمد عليه الصلاة والسلام حين قال : " من رآى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، وإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان "

الشعب السوري أسوة بكل الشعوب العربية مسحوق حتى الثمالة ، ويعاني ما يعاني من ظروف داخلية أقل ما توصف بأنها سيئة ، والفساد في أبجديات المجتمع السوري له لون وطعم ورائحة في منتهى القوة ، وهو ما لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية إصلاحية بحقه ، ولن يتخذ ما دامت الهيكلة البنائية والقاعدة للنظام الحالي لا تستقيم مع الداخل ولا مع الخارج ولا حتى المحيط العربي والاسلامي.

في الوقت الذي نقدر موقف النظام السوري في احتضان المقاومة وإن كان احتضانا منقوصا ويمارس عليه التضييق والارهاب ، فإننا نستنكر أشد الاستنكار مواقفه من مطالب الإصلاح الداخلي التي بحت الأصوات وهي تطالب بها دون سامع أو مجيب ، ونستنكر العقلية الأمنية التي تعامل بها النظام السوري مع متظاهرين سلميين طالبوا بحقوقهم . قتل وتعذيب ومطاردة واعتقال وتمريغ الأنوف والأجساد . وفوق ذلك وصفهم بالمندسين والعملاء وما إلى ذلك من المسميات التي تنتقص من قدرهم وتشكك في انتمائهم وعروبتهم ووطنيتهم .

النظام السوري بدأ باستخدام ورقة الفلسطينين منذ أسابيع من الآن وذلك حين اتهمت السلطات السورية عدة جهات خارجية بالوقوف وراء الاحتجاجات المستمرة فى سوريا ، وبعض العناصر فى المخيمات الفلسطينية ، وقوى 14 آذار وتيار المستقبل فى لبنان ، وعناصر تخريبية من العراق وغيرها. ما هذه الفوضى والنظرية المؤامرتية ضد النظام السوري !! كل العالم يريد إسقاطه ! ولو فرضنا صحة تلك الادعاءات ، فما هي الأسباب الحقيقية والدوافع لكل هذا الكره والغضب ما دام كما يزعم نظام مقاوم وممانع ويقف وحيدا في مواجهة الكيان الصهويني ؟

ياللمفارقة الكبرى يطالب الأدباء والكتاب بحريّة الرأي وحرية الكلمة

وهم أبعد الناس عنها!!

كيف سنخلق جيلاً تكون الكلمة هي مطلبه؟

دون أن يخنق رأيه وتصادر حريتّه ..

أقوال،وشعارات ومبادئ كاذبة نعيش عليها الوهم المتجذر في جيناتنا

فنضحك ضحكة صفراء،ونغّرد للأحلام حروف مزخرشة لاتحمل أدنى

عاطفة نصفق لبعضنا،نجامل بعضنا، نكذب على بعضنا لنداري شعوراً

يعيدنا الى نفق مظلم من بتر أعمدة تحاول بسط مساحة الرضى المزعوم

كيف نطالب الرؤساء بعدم تكميم الأفواه؟ ونحن أول من يفعل ذلك

دون حراك ودون سؤال فالمناصب التي إنهالت على أدباء التجمع المشبوه

أعمى أبصارهم ،والبهدلة التي خاف من وقفنا معه مصيرها جعلتهم
يصمتون حتى لاتسمع أخبارهم

فاذا كان الأديب يغشى السؤال فكيف إذا هم أعوان الرئيس؟

هذا حالنا في منتدياتنا..حتى لآأقول جزافاً

ماهو الجرم الذي بسببه تم توقيفي من منابر وتجمع

لاجرم فعلته بل لأنّي قمت بتحرير رأي ضد رئيسه الذي كشفته

رسالته التي جاءتني بالخطأ حينما نشرتها في توقيعي وعلى شريط

الذكريات..كانت رسالته تفضحه لترديه في أعماق الجهل الذي أبتلينا به

أين الأدباء؟ أين أصحاب الكلمة؟ أين من أعتنقت حروفي حروفهم؟

لماذا صمت مطبق يسود الجميع؟

أعرف تماماً أنّ أدبائنا يجاملون كثيراً ،ويعانون كثيراً،وقتلت أعماق

التفوّه والشعور بالأخر فاليوم أنا وغداً من تعانقه الكلمه
لماذا القرار في يد متجبرة متكبرة لتطال كل من يحاول أن يبني له صرحاً

في ساحة الابداع؟

أناشد بوجود لجنة تختار من الكتاب والأدباء،والمثقفين تضمن حريّة الكلمة

والحوار الهادف الذي يبتعد عن أخلاقيات القلم ليضمن الأعضاء عدم

مضايقتهم سراً وتهديدهم بشطبهم اذا خالفهم الرأي..

كلام في الهواء أنثره ليتساقط في هوّة سحيقة من الآم تنكأ جراحي

وأنا أرى حال أكثر أدبائنا لآيتقنون الاّ فنّ المجاملة والخنوع،والزيف

ونقل الأفكار البالية ،والشائعات المغرضة التي جاءت في رسالة مشبوهة

تنال من سمعتي ،وأخلاقي التي هي أثمن مافي الحياة عندي