نجلاء العزيزة مساء الخير
كم انا سعيدة بحضور غالية ..وهي الأخت الأصيلة والمحبة للجميع ..والداعية أبداً للوئام والسلام
وهي صاحبة القلم البلسم ..الذي يبرد الجروح ..ويهدأ الآلم المستعصية ..فهي ايضاً كابدت في غزة
لؤم العدو وظلام الزنازين ..وفراق الأحباب ..ودموع الفراق ..و
مواجع كثيرة مرّ عليها الزمان ، وكاد يطويها مع سجلاتهِ العتيقة
فلمَ لا تصدّقي أن هناك من هو أشدُّ ألماً منك ..وأكبر مأساة ..ولكن كما قالت لك غالية
الحزن يبدأ كبيراً فظيعاً ولكنه لحكمة خالقنا ورحمته بنا يرزقنا النسيان ، وكما كان
اجدادنا يقولون ( الله يُنزل المصيبة ..ويُنزل الصبر معها ...ثم النسيان ) ولو لم يكُن النسيان
لهلك كل من أصابه مصيبة أو فارقه عزيز ..
مشكلتك بدأت تلوح بعض معالمها وها أنت تخرجي منها قطرات قطرات ..فأنت قد فقدت
ولدين أو اثنين من أبنائك ..بفارق يومين بينهما ..وهناك من يُهددكِ أو هدّدكِ ان يُلحق
ابنتك بهما .. هذا شيء غريب وفظيع ..أيكون اختطاف مثلاً ..أيكون قسوة شريك حياتك ..
لا أدري ..وانت طبعاً حرة ..ونحترم خصوصية حزنك ......فلا داعي لأن تبوحي
بالتفاصيل إن لم يكن هذا يريحك ..فليس بيننا من يتمتع بالإستماع مآسي الآخرين ..
(((ولكن )))
هناك رأي للأخصائئين النفسيين لكل من أتعبته ذكرى مؤلمة أو كابوس حياتيّ
يستعصي على النسيان ..أو مصيبة مرت به وتركت عليه آثاراً كارثية ..
هذا الرأي أنا شخصياً اقتنعتُ به ,,وكثيرون عملوا به ..
يقول هذا الرأي :
إن كنت تستطيع أن تجد شخصاً تثق به وتأمنه على اسرارك ..فتكلم معه عن مصيبتك
أو مشكلتك بكل صراحة وانفتاح ، ولا تترك في نفسك شيئاً . قل كل شيء وأخرج ما بداخلك
اسبابك مخاوفك توجعك ..انعكاسات تلك المشكله على حياتك وصحتك ..إبكي اصرخ كن على طبيعتك .
وإذا لم تستطع ذلك اكتب مشكلتك ..اسكبها على الورق بتفاصيلها ..ولو اخذت منك عشر صفحات
ولكن عندما تنتهي منها لا تقرأها ولا تراجعها بل مزقها أو احرقها ..وبهذا ستجد أن مشكلتك لم يعُد
لها نفس التوهج القديم أو التأثير نفسه ..
هي خطوة مجرد خطوة في الإتجاه المعاكس لدرب الآلام الذي تعايشيه يا نجلاء ..قد تفيد
وحتى لو لم تفدكِ فتبقى تجربة أخذتك بعض الوقت من هذا الدرب المعتم .,
سأقول لك شيئاً ولا تستغربي أرجوكِ ..صدقيني منذ قرأتُ مداخلتك التي قلتِ فيها ليل امس
انك فقدت اثنين من ابنائك وهددتِ بالثالثة ,,وأنا افكر بك وبمصيبتك ..لدرجة انني صحوتُ ليلة
امس الساعه الثالثه بعد منتصف الليل ،، وأول من طرأ على تفكيري هو
انت ..ومشكلتك ..ورحت افكر بك واحاول ان افهم واخمن ما حصل معك ..وبقيت مستيقظة
قلقة وقد هرب النوم من جفوني ..حتى الساعه السادسة صباحاً ..
والله كنت افكر في مأساتك كأنها مأساتي الشخصية ...حيرتيني يا نجلاء ، والمشكلة
انك لم تليني موقفك ولم تغيّري من اسلوبك المتشائم ..بل ازددتِ انغلاقاً وتصلُّباً ..
ورفضاً للحوار ..انا لا الومك صدقيني ..ولكنني تعبت من اجترار مشكلتك ..
لا تريدي ان يواسيكي احد ولا ان يسألك احد ولا ان يناقشك او ينصحك احد ..
رددت بجفاء على من حاول ان يواسيكي ..ويبث في نفسك الثقة ويضخ في روحك
الأمل ..
طيب اذن ماذا تريدين من وجودك هنا في ملتقى الأدباء ..ولماذا تعاتبي الأخوة لأنهم
لم يكلموك او يهتموا بك ..
أرجوك يا نجلاء من اجل نفسك انت وليس من اجل أحد ..حددي اهدافك من كتاباتك ومن تواجدك
فلكل شيء سبب وهدف ، فالحزن ليس هدفاً بحد ذاته ، ولا البكاء ولا الندب ولا التّفجع ..ان هذا
انتحار بطيء ..واظن انك قلت انك حاولت الإنتحار ..ألا تعلمين ان هذا حرام شرعاً وكفر ايضاً ؟؟
وأن الله سيعذب المنتحر بالطريقة التي انتحر بها يوم القيامة ؟؟
انا لطاقة السوداء والسلبية التي ملأتِ بها نفسك وروحك ستفيض وتفيض لتدمرك لو استمريتِ
في إذكائها وزيادتها ..لستِ اول الحزانى ولا آخرهم ..هناك في بلدنا فلسطين مصائب لو حكيتها لك
ستقولين انها خيال لا تنتمي للواقع ابداً ..
هناك ام فقدت ولدين شابين قبل سنوات خلال اجتياح الجيش لمدينتنا ..الآول عندما القى الجيش
قنبلة حارقة على محل حلويات كان الولد يجلس فيه مع اصحابه لتناول الكنافة ..فاحترق مع من معه
واخرجوه قطعة فحم . وبعد اسبوعين كان الثاني يشارك في مظاهرة ..فاستشد فوراً بصليه رصاص ..
وبقي عندا ولد واحد كان خاطب منذ سنة ..
وسأترك لخيالك ان يرسم لك صورة تلك الأم ...ولكن بعد سنة قامت بتزويج الآبن الخاطب ..وتجاوزت
ماساتها ..وعندما ذهبنا للزفاف ..كانت الآم ترقص بين ابنها وعروسه ..بكل رباطة جأش وفرح ..
فبكينا جميعاً ,,ونحن نراها تقفز فوق جراحها ..ولكنها لم تبكِ في تلك اللحظة بالذات .
عذرا للإطالة ..معلش ..استحمليني
وسأترك المجال لغيري من الأصدقاء ..وأرجو ألا تضايقك مداخلتي هذه ..وإن حدث هذا ..فسأنسحب
من متصفحك بكل أريحية وروح رياضية مع تمنياتي لك بالسكينة وراحة البال ..وليس على الله هذا بكثير
احترامي وودي ..
كم انا سعيدة بحضور غالية ..وهي الأخت الأصيلة والمحبة للجميع ..والداعية أبداً للوئام والسلام
وهي صاحبة القلم البلسم ..الذي يبرد الجروح ..ويهدأ الآلم المستعصية ..فهي ايضاً كابدت في غزة
لؤم العدو وظلام الزنازين ..وفراق الأحباب ..ودموع الفراق ..و
مواجع كثيرة مرّ عليها الزمان ، وكاد يطويها مع سجلاتهِ العتيقة
فلمَ لا تصدّقي أن هناك من هو أشدُّ ألماً منك ..وأكبر مأساة ..ولكن كما قالت لك غالية
الحزن يبدأ كبيراً فظيعاً ولكنه لحكمة خالقنا ورحمته بنا يرزقنا النسيان ، وكما كان
اجدادنا يقولون ( الله يُنزل المصيبة ..ويُنزل الصبر معها ...ثم النسيان ) ولو لم يكُن النسيان
لهلك كل من أصابه مصيبة أو فارقه عزيز ..
مشكلتك بدأت تلوح بعض معالمها وها أنت تخرجي منها قطرات قطرات ..فأنت قد فقدت
ولدين أو اثنين من أبنائك ..بفارق يومين بينهما ..وهناك من يُهددكِ أو هدّدكِ ان يُلحق
ابنتك بهما .. هذا شيء غريب وفظيع ..أيكون اختطاف مثلاً ..أيكون قسوة شريك حياتك ..
لا أدري ..وانت طبعاً حرة ..ونحترم خصوصية حزنك ......فلا داعي لأن تبوحي
بالتفاصيل إن لم يكن هذا يريحك ..فليس بيننا من يتمتع بالإستماع مآسي الآخرين ..
(((ولكن )))
هناك رأي للأخصائئين النفسيين لكل من أتعبته ذكرى مؤلمة أو كابوس حياتيّ
يستعصي على النسيان ..أو مصيبة مرت به وتركت عليه آثاراً كارثية ..
هذا الرأي أنا شخصياً اقتنعتُ به ,,وكثيرون عملوا به ..
يقول هذا الرأي :
إن كنت تستطيع أن تجد شخصاً تثق به وتأمنه على اسرارك ..فتكلم معه عن مصيبتك
أو مشكلتك بكل صراحة وانفتاح ، ولا تترك في نفسك شيئاً . قل كل شيء وأخرج ما بداخلك
اسبابك مخاوفك توجعك ..انعكاسات تلك المشكله على حياتك وصحتك ..إبكي اصرخ كن على طبيعتك .
وإذا لم تستطع ذلك اكتب مشكلتك ..اسكبها على الورق بتفاصيلها ..ولو اخذت منك عشر صفحات
ولكن عندما تنتهي منها لا تقرأها ولا تراجعها بل مزقها أو احرقها ..وبهذا ستجد أن مشكلتك لم يعُد
لها نفس التوهج القديم أو التأثير نفسه ..
هي خطوة مجرد خطوة في الإتجاه المعاكس لدرب الآلام الذي تعايشيه يا نجلاء ..قد تفيد
وحتى لو لم تفدكِ فتبقى تجربة أخذتك بعض الوقت من هذا الدرب المعتم .,
سأقول لك شيئاً ولا تستغربي أرجوكِ ..صدقيني منذ قرأتُ مداخلتك التي قلتِ فيها ليل امس
انك فقدت اثنين من ابنائك وهددتِ بالثالثة ,,وأنا افكر بك وبمصيبتك ..لدرجة انني صحوتُ ليلة
امس الساعه الثالثه بعد منتصف الليل ،، وأول من طرأ على تفكيري هو
انت ..ومشكلتك ..ورحت افكر بك واحاول ان افهم واخمن ما حصل معك ..وبقيت مستيقظة
قلقة وقد هرب النوم من جفوني ..حتى الساعه السادسة صباحاً ..
والله كنت افكر في مأساتك كأنها مأساتي الشخصية ...حيرتيني يا نجلاء ، والمشكلة
انك لم تليني موقفك ولم تغيّري من اسلوبك المتشائم ..بل ازددتِ انغلاقاً وتصلُّباً ..
ورفضاً للحوار ..انا لا الومك صدقيني ..ولكنني تعبت من اجترار مشكلتك ..
لا تريدي ان يواسيكي احد ولا ان يسألك احد ولا ان يناقشك او ينصحك احد ..
رددت بجفاء على من حاول ان يواسيكي ..ويبث في نفسك الثقة ويضخ في روحك
الأمل ..
طيب اذن ماذا تريدين من وجودك هنا في ملتقى الأدباء ..ولماذا تعاتبي الأخوة لأنهم
لم يكلموك او يهتموا بك ..
أرجوك يا نجلاء من اجل نفسك انت وليس من اجل أحد ..حددي اهدافك من كتاباتك ومن تواجدك
فلكل شيء سبب وهدف ، فالحزن ليس هدفاً بحد ذاته ، ولا البكاء ولا الندب ولا التّفجع ..ان هذا
انتحار بطيء ..واظن انك قلت انك حاولت الإنتحار ..ألا تعلمين ان هذا حرام شرعاً وكفر ايضاً ؟؟
وأن الله سيعذب المنتحر بالطريقة التي انتحر بها يوم القيامة ؟؟
انا لطاقة السوداء والسلبية التي ملأتِ بها نفسك وروحك ستفيض وتفيض لتدمرك لو استمريتِ
في إذكائها وزيادتها ..لستِ اول الحزانى ولا آخرهم ..هناك في بلدنا فلسطين مصائب لو حكيتها لك
ستقولين انها خيال لا تنتمي للواقع ابداً ..
هناك ام فقدت ولدين شابين قبل سنوات خلال اجتياح الجيش لمدينتنا ..الآول عندما القى الجيش
قنبلة حارقة على محل حلويات كان الولد يجلس فيه مع اصحابه لتناول الكنافة ..فاحترق مع من معه
واخرجوه قطعة فحم . وبعد اسبوعين كان الثاني يشارك في مظاهرة ..فاستشد فوراً بصليه رصاص ..
وبقي عندا ولد واحد كان خاطب منذ سنة ..
وسأترك لخيالك ان يرسم لك صورة تلك الأم ...ولكن بعد سنة قامت بتزويج الآبن الخاطب ..وتجاوزت
ماساتها ..وعندما ذهبنا للزفاف ..كانت الآم ترقص بين ابنها وعروسه ..بكل رباطة جأش وفرح ..
فبكينا جميعاً ,,ونحن نراها تقفز فوق جراحها ..ولكنها لم تبكِ في تلك اللحظة بالذات .
عذرا للإطالة ..معلش ..استحمليني
وسأترك المجال لغيري من الأصدقاء ..وأرجو ألا تضايقك مداخلتي هذه ..وإن حدث هذا ..فسأنسحب
من متصفحك بكل أريحية وروح رياضية مع تمنياتي لك بالسكينة وراحة البال ..وليس على الله هذا بكثير
احترامي وودي ..
اترك تعليق: